15 - 02 - 2024, 08:52 AM | رقم المشاركة : ( 151011 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v عن هذا الغضب (الذي حلّ بعصيان آدم) قيل: "كنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضًا" (أف 2: 3). عن هذا الغضب يقول إرميا: "ملعون اليوم الذي وُلِدت فيه" (إر 20: 14). وعن هذا الغضب يقول البار أيوب: "الإنسان مولود المرأة قليل الأيام وشبعان تعبًا. يخرج كالزهر ويُبَاد ولا يستمر على حاله. فعلى مثل هذا حدقة عينيك وإياي أحضرت إلى المحاكمة معك. من يُخرج الطاهر من النجس؟ لا أحد، حتى وإن عاش يومًا واحدًا على الأرض" (أي 14: 1-15) LXX. وعن هذا الغضب يقول سفر سيراخ: "كل جسد يبلى مثل الثوب، فالسنّة منذ البدء: موتًا تموت" (راجع سي 14: 17)، وأيضًا: "من امرأة نشأت الخطية، وبسببها نموت أجمعون" (راجع سي 35: 24). وأيضًا: "متاعب كبيرة خُلِقَت لكل إنسانٍ، ونير ثقيل وُضِع على بني آدم، من يوم خروجهم من رحم أمهاتهم إلى يوم دفنهم في أم جميع الناس" (راجع سي 40: 1). عن هذا الغضب يقول الجامعة: "باطل الأباطيل الكل باطل، ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس؟" (جا 1: 2-3). القديس أغسطينوس |
||||
15 - 02 - 2024, 08:53 AM | رقم المشاركة : ( 151012 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v الآن غفران الخطايا يخص رئيسيًا الدينونة المُقبِلة. ففي هذه الحياة لا زال يتحقَّق المكتوب: "نير ثقيل وُضِع على بني آدم، من يوم خروجهم من رحم أمهاتهم إلى يوم دفنهم في أم جميع الناس" [1]. هكذا نرى حتى الأطفال الصغار بعد غسلهم في جرن الميلاد الجديد يعانون من شرورٍ كثيرةٍ، وهكذا نفهم أن أثر أسرار الخلاص يناسب بالحريّ الرجاء في خيرات الدهر الآتي أكثر من حفظ الخيرات الحاضرة واقتنائها. بالمثل كثير من الخطايا تبدو الآن كما لو يُغفل عنها وتعبر دون عقوبة، لأن القصاص عنها محفوظ للحياة العتيدة، فليس باطلًا دُعِي ذلك اليوم بيوم الدينونة، حيث يأتي ديان الأحياء والأموات... يقول الرسول: "لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حُكِم علينا. ولكن إذ قد حُكِم علينا نؤدب من الربّ لكي لا نُدَان مع العالم" (1 كو 11: 31-32)[3]. القديس أغسطينوس |
||||
15 - 02 - 2024, 08:54 AM | رقم المشاركة : ( 151013 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v في الحقيقة، ليس ما يمنع تحقيق النبوة: "نير ثقيل..." (راجع سي 40: 1). فإنه حتى بالنسبة للأطفال الذين تحرروا بواسطة جرن التجديد من قيد الخطية الذي قبض عليهم؛ أي الخطية الأصلية، يعانون من متاعب كثيرة، وأحيانًا يعاني البعض حتى من هجوم الأرواح الخبيثة. يا للبهجة، حتى هذ الهجوم – لا سمح الله – لن يقدر أن يؤذيهم، حتى لو بلغ الهجوم إلى الموت القديس أغسطينوس |
||||
15 - 02 - 2024, 08:56 AM | رقم المشاركة : ( 151014 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إدراك الأمور العتيدة ويوم الموت يُربِك فكرهم ويروّع قلوبهم [2]. v الموت بالنسبة للذين يفهمونه خلود، أما بالنسبة للبلهاء الذين لا يفهمونه فهو موت. يلزمنا ألا نخاف هذا الموت، بل نخاف هلاك النفس الذي هو عدم معرفة الله. هذا يرعب النفس بحقٍ! v يستحيل علينا أن نهرب من الموت بأية وسيلة. وإذ يعرف العقلاء بحق هذا، يُمارِسون الفضائل ويُفَكِّرون في حب الله، ويواجهون الموت بلا تنهُّدات أو خوف أو دموع، مُفَكِّرين في أن الموت أمرٌ محتم من جهة، ومن جهة أخرى أنه يُحَرِّرنا من الأمراض التي نخضع لها في هذه الحياة. القديس أنطونيوس الكبير |
||||
15 - 02 - 2024, 08:57 AM | رقم المشاركة : ( 151015 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الجالس على العرش المجيد إلى الوضيع الذي على التراب والرماد [3]. من اللابس الأرجوان والتاج إلى الملتحف بالخيش. يوجد غضب وحسد واضطراب وجزع وخوف من الموت وتمردُّ وصراع [4]. v يحصل بعض رواد الفنادق على أسِرَّة، بينما لا يجد البعض أسرة فيتمددون أرضًا وينامون بسلام تمامًا كالذين ينامون على الأسرة. وفي الصباح، إذ يعبر الليل، يقوم الكل ويغادرون الفندق حاملًا كل منهم أمتعته. هكذا أيضًا من يسلكون في هذه الحياة، فسيترك الجميع هذه الحياة كمن يتركون فندقًا، سواء كانوا يعيشون في حياة وضيعة، أو كان لهم ثروة وشهرة. فالكل لا يحملون معهم المتع الأرضية والغِنَى، بل يأخذون معهم ما صنعوه في هذه الحياة، خيرًا كان أم شرًا. القديس أنطونيوس الكبير |
||||
15 - 02 - 2024, 08:59 AM | رقم المشاركة : ( 151016 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v لا يستطيع أحد أن يفلت من سلطانه، ليس عبد ولا حر. كل الأمور البشرية تبيد بالموت: الغنى كما الكرامة. عدم التساوي في هذه الحياة الحاضرة ضخم. عظيمة هي الحرية بعد رحلينا. القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||
15 - 02 - 2024, 09:03 AM | رقم المشاركة : ( 151017 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ينال القليل أو لا شيء من الراحة، وبعد ذلك ينام، وإذا به يجهد في رؤى قلبه كما في يوم المراقبة، ويضطرب من رؤى قلبه كالهارب من وجه المعركة [6]. وفي وقتٍ مُعَيَّن يحتاج أن يستيقظ ويتعجَّب، إذ لا يجد شيئًا يُخيفه [7]. هذا حال كل جسد، من الإنسان إلى البهيمة، وللخطاة ما هو أكثر سبعة أضعاف: [8] موت، سفك دم، صراع، سيف، مصائب، مجاعة، دمار وبلايا [9]. v الموت أمر مُرعِب للغاية، لكن ليس لأولئك الذين تعلَّموا الحكمة الحقيقية التي من فوق. فإن من لا يعرف شيئا عن الأمور العتيدة بل يحسب الموت انحلالًا ونهاية للحياة، بحق يرتعب ويخاف كمن يعبر إلى لا وجود. أما الذي يتعلم بنعمة الله الأمور الخفية السرية لحكمة (الله)، ويحسب الأمر رحيلًا إلى موضع آخر، لا يجد سببًا للرعدة، بل بالأحرى يفرح ويبتهج، إذ بتركنا الحياة الفانية نذهب إلى حياة أفضل وأبهى وبلا نهاية. هذا ما يُعَلِّمنا إياه المسيح بتصرفاته حيث يذهب إلى آلامه، لا متغصبًا ولا عن ضرورة، بل بإرادته، لذلك قيل: "قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه". القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||
15 - 02 - 2024, 09:05 AM | رقم المشاركة : ( 151018 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل ذلك خُلِق للأثمة، وبسببهم أتى الطوفان [10]. يرى القدِّيس يوحنا الذهبي الفم أن الشرِّير عند موته تقود الخطايا نفسه لتكون سرّ تبكيته المستمر. |
||||
15 - 02 - 2024, 09:07 AM | رقم المشاركة : ( 151019 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل ما هو من الأرض فإلى الأرض يعود، وما هو من المياه فإلى البحر يعود [11]. v ربما تقول: الإنسان الميت يختبر الفساد، ويصير ترابًا ورمادًا. وماذا إذن أيها السامعون الأحباء. فإنه بهذا أيضًا نفرح. فإنه عندما يعيد إنسان بناء بيت قديم مترنح يخليه أولًا من سكانه ويهدمه ثم يعيد بناءه في أكثر فخامة. هذا لا يُسَبِّب حزنًا للسكان بل بالأحرى فرحًا. فانهم لا يفكرون في التدمير الذي يرونه، وإنما في البيت العتيد بناءه، والذين لم يروه بعد. هكذا عندما يفعل الله شيئًا مشابهًا، يُخرج النفس الساكنة فيه كما من بيت، لكي يبني بيتًا أكثر سموًا، ثم يعيد النفس مرة أخرى في مجدٍ أعظم. ليتنا لا نفكر في الهدم، بل فيما يتبعه من سمو. القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||
15 - 02 - 2024, 09:12 AM | رقم المشاركة : ( 151020 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صراع بين الصلاح والشر(الخطية) 12 كُلُّ رُشْوَةٍ وَمَظْلِمَةٍ تُمْحَى، وَالأَمَانَةُ تَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. 13 أَمْوَالُ الظَّالِمِينَ تَجِفُّ كَالسَّيْلِ، وَتَدْوِي كَالرَّعْدِ الشَّدِيدِ عِنْدَ الْمَطَرِ. 14 يَفْرَحُ الظَّالِمُ عِنْدَ بَسْطِ يَدَيْهِ، لكِنَّ الْمُعْتَدِينَ يَضْمَحِلُّونَ فِي الاِنْقِضَاءِ. 15 أَعْقَابُ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَأْتُونَ بِفُرُوعٍ كَثِيرَةٍ، وَلاَ الأُصُولُ النَّجِسَةُ الَّتِي عَلَى الصَّخْرِ الصُّلْبِ. 16 الْخَضِرُ الَّذِي عَلَى كُلِّ مَاءٍ وَشَطِّ نَهْرٍ يُقْلَعُ قَبْلَ كُلِّ عُشْبٍ. 17 النِّعْمَةُ كَجَنَّةِ بَرَكَاتٍ، وَالرَّحْمَةُ تَسْتَمِرُّ إِلَى الأَبَدِ. تُقَدِّم لنا الحياة صراع بين العدالة والظلم، وبين الصلاح والشرّ. لكن يستمر الظلم إلى فترة قصيرة وينتهي [12]. أما الأمانة فتعاني من الآلام إلى حين لكنها تبقى إلى الأبد. |
||||