منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 08 - 2012, 12:50 PM   رقم المشاركة : ( 1501 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بر الإنسان وبر الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كُلَّ الأَشْيَاءِ .. أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ ..أُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ .. ( في 3: 8 ، 9)

جاءت هاتان العبارتان في حديث الرسول بولس إلى كنيسة فيلبي حين قال: «وليس لي بري الذي من الناموس، بل الذي بإيمان المسيح، البر الذي من الله بالإيمان» ( في 9: 3 ) فما الفرق بين هذين البرّين؟ بر الإنسان الذي من الناموس، والبر الذي يحصل عليه من الله بالإيمان بالمسيح.

البر الأول، هو اكتساب الإنسان المولود من آدم الخاطئ حق المثول أمام الله على أساس حفظ الناموس، مع أن هذا مُحال، لأنه لم يستطع أحد من البشر أن يحفظ الناموس. وقد شبَّه إشعياء أعمال بر الإنسان «بثَوبٍ عِدَّة» ( إش 64: 6 )، فهل تعطينا هذه الأعمال حق المثول أمام الله؟ بكل يقين كلا. فليس للإنسان مثول أمام الله إلا في استحقاق عمل المسيح؛ ذلك العمل الذي سبق وأتمه فوق الصليب، والذي تسمو قيمته فوق إدراك عقولنا، ولا يقدرها تمامًا إلا الله وحده. على أساس هذه القيمة يصبح كل مَن يؤمن بالمسيح مقبولاً لدى الله وحاصلاً على «بر الله»، وهذا هو البر الثاني الذي نتكلم عنه.

إذًا يجب على الإنسان أن يُقبِل إلى الله معترفًا بخطيته عالمًا بجُرمه، وأنه في ذاته مُذنب أثيم لا يستحق إلا الطرد والموت، ويؤمن بأن دم المسيح الذي سُفك فوق الصليب هو الذي يغسله تمامًا فيصير طاهرًا، وبذلك فقط يصبح مقبولاً أمام الله في قيمة ذبيحة الفادي.

وهذا البر كامل من بدء حصول المؤمن عليه، ذلك لأنه لا يقوم على أساس في الإنسان، بل يُعطى له على أساس إيمانه بالمسيح، وتقدير الله لقيمة عمل المسيح الذي أتمه نيابة عن المؤمن ولحسابه.

وحالما يحصل الإنسان على ذلك البر، للوقت يتمتع بالسلام مع الله «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» ( رو 5: 1 ). وهاتان العطيتان، وهما التبرير والسلام مع الله، غير متغيرتين إلى ما لا نهاية لأنهما مؤسستان على ثبات ودوام قبول الله لابنه، فالمؤمن مستريح ومطمئن على قيمة ذبيحة المسيح الذي فيه يراه الله بالغًا حد الكمال.
فما يُرى فيه المؤمن قدام الله ليس هو بره الذي من الناموس، بل بر الله المُعطَى له على أساس النعمة الغنية والمحبة الفائقة، وهذا ما يملأ أفئدتنا بالفرح بينما تجتذب محبته قلوبنا إليه.
 
قديم 15 - 08 - 2012, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 1502 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

احذر الخطية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كان العصفور مربوطا ً بالحبل ولكنه كان اكثر حرية من عصفور ٍ مسجون ٍ بالقفص . كان الاول يرفرف ويطير الى اعلى والى اسفل أما الثاني فلا يتحرك . وهكذا يظن الانسان الذي خَلُصَ من نير الخطية وفي نفس الوقت اسير ٌ لعادة ٍ واحدة ، انه في حرية الروح فيفتخر بانه خارج القفص مع انه مربوط ٌ بحبل . إن الشخص الذي كُسرت قيوده ما عدا حلقة واحدة تمسكه ، ما زال سجينا ً ، ولهذا تُصبح صلاته : يا رب لا تسمح بأن الخطية تسود علي َّ .

والا فإن الخطية الواحدة ستقتل روحانية القلب كما تقتل الجسد جرعة ٌ واحدة من السُم ، او كالمسافر في الصحراء ، لا داعي أن تلدغه مجموعة ضخمة من الحيات لتقتله ، يكفيه ثعبان ٌ واحد . إن الخطية الواحدة كعود الكبريت تقدر ان تُشعل نار الجحيم داخل النفس . ولهذا يجب على كل من استعبده كأس الخمر أو شهوة الجسد أو الجشع أو الطمع أن يسأل نفسه : كيف تحررت وهذه او بعض هذه عالقة بي ؟ . أو المتكبرون اللذين يحتقرون غيرهم ، كيف يكونون احرارا ً أمام الله والكبرياء يستعبدهم ؟


ربما تكون قد عرفت المسيح لسنوات ولكنك ملوث ُ بخطية الكبرياء والحسد والغضب والنجاسة ، فإن اعطيتها الى ذاك الذي حمل خطايا العالم على الصليب ، فإنه يهمس لك ثانية تلك الكلمات التي دوّى بها في سالف ٍ من الزمن على الجلجثة : " قَدْ أُكْمِلَ " وعند ذاك يتطهر قلبك كالثلج .

احيانا ً ننحرف عن طريق القداسة ، وخطوة واحدة واذا بنا خارج الطريق وفي الظلام . وينجم هذا عن قصور ٍ في طاعتنا لله أو عن ضعف ٍ لنسمح له ان يعمل عمله فينا . وينتصب ابليس على قارعة الطريق لينادينا ولكنه لا يقدر ان يلمسنا ، ولكننا نستطيع ان نخضع له اذا اردنا ، وهذه هي اول خطوة ٍ في الخطية ، وتجدنا بعد ذلك نصلّب رقابنا حتى ضد الله نفسه .

وهكذا تتلوث كأسنا ولا تعود تتمتلئ وتفيض ، وهنا علي َّ ان ازحف ثانية على يدي َّ وركبتي َّ واعود الى المسيح ثانية ليطهرني بدمه الثمين ، فأرى السيد في انتظاري مستعدا ً ليملأ كأسي مرة ً ثانية . وستجده بانتظارك مهما كان المكان الذي تركته فيه ، وستجد الدم متهيأ ً لتطهيرك . وهذا هو سر الطريق العظيم ان تعرف كيف تعالج الخطية متى داهمتك ، وان تأخذ دائما ً الخطية للصليب وتعترف لله بها وتعتبرها قد زالت بواسطة دم المسيح الثمين


 
قديم 15 - 08 - 2012, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 1503 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اللّهُمَّ ارْحَمْنِي ، أَنَا الْخَاطِئَ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في احد ايام الخريف الجميلة كان رجل ٌ ذو ملامح حزينة يقف على زاوية شارع ٍمن شوارع مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة ، وكان لابسا ً ثيابا ً جميلة ، وبينما تسارع الناس كل واحد ٍ منهم الى عمله ، كان ذلك الرجل يرفع يده اليمنى من حين ٍ الى آخر ويدل باصبعه ِ الى رجل قربه ، ويصرخ قائلا ً : مذنب ، مذنب . ثم يهدأ قليلا ً ويرفع يده ُ ثانية ويعود يلتفت الى شخص ٍ آخر يمشي بجانبه ويعيد الكرّة متفوها ً بالكلمة عينها في وجه ذلك الشخص : مذنب ، مذنب . كان وقع ذلك الصوت وتلك الكلمة مخيفا ً على مسمع الناس ، فكانوا ينظرون الى متهمهم فيتمهلون قليلا ً ثم يبتعدون عنه وهم ينظرون اليه من جديد ويسرعون مبتعدين عنه ، حتى ان بعض الناس كانوا يتفادون المرور في ذلك الشارع الذي يمر فيه الرجل .
وحدث مرة ًٍ بينما كان يدل على احد الاشخاص قائلا ً : انه مذنب ، اذ بذلك الشخص يهجم بشراسة على ذلك الرجل ويشبعه ضربا ً حتى افقده الوعي ولم يكف عن ضربه حتى اخرج منه آخر نفس وتركه ملقى ً ميتا ً على الرصيف امام اعين جميع الناس اللذين لم يحركوا ساكنا ً لانقاذ الرجل وكأنهم ارادوا ان يسكتوا صوت هذا الرجل الذي يذكرهم دائما ً بما يفعلونه . غريب ٌ ان رجلا ً يموت من اجل كلمة ٍ واحدة كان يرددها في وجه الناس معلنا ً حقيقتهم جميعا ً فقد كلفت الرجل كلمة واحدة كان يقولها ، ويقولها بصدق ، كلفته حياته . ترى من الذي كان يجب ان يموت بالحقيقة ؟ وهكذا اخرس الناس صوت الحق الذي كان يعبّربصدق ٍ تام عما يمر به انسان هذا العصر وكل عصر .
إن كان ذاك الرجل احمقا ً كما ظن الكثيرون فقد كان يقول الحقيقة ولو بدا احمقا ً . إن كل واحد من متهميه كان ولا شك مذنبا ً إذ ان الخطية شاملة لجميع الناس موقعة ً اياهم بحبائلها وذلك بحسب منطق وحق كلمة الله الصادقة الامينة . إن ابشع الامور هو ان ينكر الانسان انه خاطئ وانه يعيش في الخطية وهو بعيد ٌ كل البعد عن الايمان في المسيح ، غير مدرك لنتائج بعده وعصيانه. يقول الكتاب المقدس إن : " أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ " نعم الموت والانفصال عن الله . تأكد تماما ً ان الله لا يتساهل مع الخطية مطلقا ً وهو قد وفر لنا خلاصا ً عظيما ً من الخطية والموت في شخص المسيح . ما اكثر الذين تقلدوا الكبرياء وجاوزوا تصورات القلب وقالوا : "كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ ؟ " ؟ ولكن ما هي النهاية ؟ يقول آساف : " وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ . حَقًّا فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ . أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ." ( مزمور 73 : 17 ، 18 ) إن ملّقت نفسك وخدعتها وخدعت من حولك ، من الخاسر ؟ وما هو حجم الخسارة ؟ انها نفسك الواحدة الخالدة التي لا تعوض ، إن خسرتها ، خسرتها الى الابد . هل تعرف ان ما افضل ما يصدر منا في نظر الله نجاسة ؟ كيف يمكن ان شجرة رديئة تنتج ثمرا ً صالحا ً ؟ ولكن ها هو طريق النجاة قبل ان تفلت الفرصة منك الى الابد . الله العظيم اشفاقا ً علينا ، لأنه " وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ." هذا الاله العظيم قدم وحيده كفارة ً على عود الصليب ، لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ ( وانت واحد من هذا العالم ) حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لكي لا تهلك بَلْ تَكُونُ لك الحياة الابدية إن آمنت به . فهل تتحول عن نفسك وتغير مسارك وتسلك طريق الاتضاع وتصرخ من القلب الآن : " اللّهُمَّ ارْحَمْنِي ، أَنَا الْخَاطِئَ ." ( لوقا 18 : 13 ) فتنال غفرانا ً لخطاياك والحياة الابدية .




 
قديم 15 - 08 - 2012, 01:09 PM   رقم المشاركة : ( 1504 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تيأس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث


في هذه النقطة أتذكر خطابًا وصلني من أحد الشبان منذ 22 عامًا. قرأته فتأثرت كثيرًا، لدرجة أنني بكيت.. ثم أرسلت له ردًا، أذكر أنني قلت له في مقدمته "وصلني خطاباك يا أخي المحبوب، ويخيل إلي أنني قرأته مرارًا قبل أن أراه.. إنه صورة حياة أعرفها، وقصة قلوب كثيرة..". نعم، إنها حرب تتعب كثيرين. أفكارها معروفه، تتكرر في اعترافات الناس وفي اسلئتهم الروحية. وسنحاول أن نتناول هنا كل فكر منها، لنرد عليه.

الشكوي الأولي: أنا يئست. لا فائده مني.

إعلم يا أخي أن كل أفكار اليأس هي محاربة من الشيطان. إنه يريدك أن تيأس من التوبة، سواء من إمكانيتها أو من قبولها، حتى تشعر أنه لا فائده من الجهاد، فتستلم للخطية، وتستمر فيها وتهلك نفسك.. فلا تسمع للشيطان في شيء مما يقوله لك. وكلما تحاربك فكرة من أفكار اليأس، رد عليها بقول ميخا النبي:

لا تشمتي بي يا عدوتي، فإن إن سقطت أقوم (مي 7: 8).

وأعلم إن اليأس يقود إلي الإندماج في الخطية بالأكثر، فيتدرج الخاطئ من سئ إلي أسوأ. وربما في اليأس يحاربه الشيطان بأن يبعد عن أب اعترافه، وعن كل إرشاد روحي وعن الكنيسة كلها.. لكي ينفرد به بلا معونه!! إن حرب اليأس حورب بها الأنبياء والقديسون. فقال داود النبي:

كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه (مز 3).

ولكنه يرد علي هذا فيقول "أنت يا رب هو ناصري، مجدي ورافع رأسي.." إن داود لم ييأس من سقطته، بل بكي عليها وتاب. ورده الله إلي رتبته الأولي. بل كان الله يفعل خيرات كثيرة مع عديدين، وهو يقول "من أجل داود عبدي" (1مل 11: 32، 34، 36). فلا تيأس إذن، وتذكر الذين تابوا من قبل..

وإن كنت قد يئست من نفسك، فإن الله لم ييأس من خلاصك.

لقد خلص كثيرين، وليست أنت اصعب منهم جميعًا. وحيث تعمل النعمه فلا مجال لليأس. تقدم إذن إلي التوبة بقلب شجاع، ولا تصغر نفسك.

2-يقول: كيف اتوب، وانا عاجز تمامًا عن القيام من سقطتي؟

لا تخف. الله هو الذي سيحارب عنك. والحرب للرب (1 صم 17: 47). ولا تهتم مقاومتك، ضعيفة أم قوية. فالله قادر أن يخلص بالكثير أو بالقليل.. إن الله أقوي من الشيطان الذي يحاربك، وسيطرده عنك. فلا تنظر إذن إلي قوتك، إنما إلي قوة الله.

واصرخ وقل: توبني يا رب فأتوب (أر 31: 18).

وإن كنت عاجزًا عن أن تقيم نفسك، فالرب قادر أن يقيمك. إنه هو الذي "يقيم الساقطين، ويحل المقيدين" (مز 145)،" رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين". كن كالجريح الذي كان ملقي علي الطريق بين حي وميت عاجزًا عن ان يقوم. ولكن السامري الصالح أتاه وأقامه (لو 10: 30).. أو كن كالموتي الذين أقامهم الرب، ولا قدرة لهم ولا حياة.

3-تقول: حالتي رديئة جدًا، وفاقده الأمل..

أتراها فاقده الأمل، أكثر من العاقر التي لها الرب "ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد.." (أش 54: 1). وأعطاها اكثر من ذات البنين؟! إن حالتك قد تكون فاقدة الأمل من وجهة نظرك أنت. . اما الله فله رجاء فيك. لا تجعل أملك إذن في نوعية حالتك، إنما في غني الله الذي يعطي بسخاء، وفي حبه وفي قدرته.

4-تقول: ولكنني لا أريد التوبة، ولا أسعي إليها.

طبعًا، هذا أسوأ ما في حالتك. ومع ذلك فلا تيأس. ويكفي ان الله يسعي لخلاصك. وهو يريد لك ان تخلص. وصلوات قديسين كثيرين ترفع من أجلك مع تشفعات ملائكة. والله قادر أن يجعلك تريد هذه التوبة. وتذكر قول الرسول "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة" (في 2: 13). صل وقل: أعطني يا رب الرغبة في أن أتوب.. أن الخروف الضال لم يبحث كيف يرجع، ولكن صاحبه بحث عنه وأرجعه إليه. وكذلك كان الحال مع الدرهم المفقود (لو 15).

5-تقول: هل من المعقول ان أعيش طول عمري بعيدًا عن الخطية، بينما قلبي يحبها؟! لو تبت عنها سأرجع إليها!

إن المغالطة التي يلقيك بها الشيطان في اليأس، هي انك ستعيش في التوبة بنفس هذا القلب الذي يحب الخطية! كلا، فسيعطيك الرب قلبًا جديدًا (حز 36: 26). وسينزع منك محبة الخطية. وحينئذ لن تفكر أن ترجع إليها. بل علي العكس، إن الله سيجعلك في توبتك تكره الخطية وتشمئز منها. شعورك الحالي سيتغير..

6-تقول: حتى إن تبت، ستبقي أفكاري ملوثه بصور قديمة.

لا تخف. ففي التوبة سينقي الله فكرك. وتصل إلي تجديد الذهن الذي قال عنه الرسول (رو 12: 2).. كم كانت الصورة الرديئة التي في ذاكره أوغسطينوس، وفي ذاكره مريم القبطية! ولكن الرب محاها، ليتقدس الفكر بمحبته.. وثق أن الذين عادوا للتوبة، كانوا في حالة أقوي. بل كثير منهم منحهم الرب مواهب ومعجزات مثل يعقوب المجاهد، ومريم ابنة أخي إبراهيم المتوحد، ومريم القبطية.. والتائب محبته أكثر، كالخاطئة التي أحبت كثيرًا، لأنه غفر لها الكثير (لو 7: 47). وداود في توبته كان أعمق حبًا واتضاعًا.

7- تقول: وهل يغفر الرب لي؟ وهل يقبلني؟

إطمئن، فإنه يقول "من يقبل إلي لا أخرجه خارجًا" (يو 6: 37). وقد قال داود النبي "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا.. كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا. لأنه يعرف جبلتنا،يذكرنا أننا تراب نحن" (مز 103).

إنه لا يقبلنا فقط، بل يغسلنا فنبيض أكثر من الثلج (مز 50). ولا يعود يذكر لنا خطايانا (أر 31: 34، حز 33: 16، عب 8: 12). تذكر أن نفسك غالبيه عند الرب من اجلها تجسد وصلب.

8-تقول: ولكن خطاياي بشعة جدًا..

أجيبك بقول الكتاب "كل خطية وكل تجديف يُغْفَر للناس" (متي 12: 31). حتى الذين تركوا الإيمان ورجعوا إليه، غفر لهم. وكذلك الذين وقعوا في بدع وهرطقات وتابوا، غفرت لهم. وبطرس الذي انكر المسيح وسب ولعن وقال لا اعرف الرجل، غفر له. وليس هذا فقط، بل أعيد إلي درجه الرسولية والرعاية. حتى الذين كانوا في موضع القدوة، مثل هرون رئيس الكهنة الذي اشترك مع بني إسرائيل في صنع العجل الذهبي ليعبدوه (خر 32: 2-5)، لما تاب غفرت له. وهوشع الكاهن العظيم، انتهر الرب من أجله الشيطان، وألبسه ثيبًا جديدة (زك 3: 1-4).

9- تقول: ولكني تأخرت كثيرًا. فهل هناك فرصة؟

هكذا قال أوغسطينوس في اعترافاته "تأخرت كثيرًا في حبك". والرب قبله إنه قبل أصحاب الساعة الحادية عشرة وكافأهم بنفس المكافأة (متي 20: 9). وقد قبل اللص اليمين علي الصليب، في آخر ساعات حياته. وطالما نحن في الجسد، هناك فرصة للتوبة. لذلك نقول في صلاة النوم "توبي يا نفسي مادمت في الأرض ساكنه..". لأن الرجاء في التوبة لا يتبدد إلا في الهاوية، حيث قال أبونا إبراهيم للغني "بيننا وبينكم هوة عظيمة" (لو 16: 26). فما دمت في الجسد، أمامك فرصة للتوبة، فانتهزها.

10- تقول أخشي أن تكون خطيتي تجديفًا علي الروح القدس. أقول لك إن التجديف علي الروح القدس، هو الرفض الكامل الدائم مدي الحياة لكل عمل للروح القدس في القلب، فلا تكون توبة، وبالتالي لا تكون مغفرة. ولكن إذا تبت، تكون قد استجبت لعمل الروح فيك. ولا تكون قد استجبت لعمل الروح فيك. ولا تكون خطيتك تجديفًا علي الروح.


 
قديم 15 - 08 - 2012, 01:21 PM   رقم المشاركة : ( 1505 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الايمان للقديس باسيليوس الكبير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إن ذكر الله دائماً هو من التقوى، وليس للنفس المحبة لله شبع منه. أما أن تصف الله بالكلام، فذاك أمر جريء. ذلك أن العقل هو دون هذا المستوى، ويعجز عن تقدير الحقائق. أما الكلام فيرسم المدركات رسماً غامضاً. وإذا كان عقلنا دون حجم الحقائق، والكلام أقل من هذا العقل نفسه، أفليس الصمت أجدر بنا حتى لا نغامر ونرى عجب اللاهوت وروعته في كلام فقير؟
إن الرغبة في تمجيد الله تعالى، هي رغبة موجودة بالطبع في كافة المخلوقات العاقلة، إلا أن جميعها تعجز عن التكلم عن الله كما يجب. ومع أن هناك تبايناً بين الواحد والآخر في حرارة التقوى، فلن يبلغ أحد درجة العماوة، ليخدع ذاته فيتصور أنه ارتفع إلى أعلى ذروة من الوعي.

ولكن كلما رأى نفسه ينمو في المعرفة كلما أحسَّ بضعفه.

هكذا كان إبراهيم وهكذا كان موسى. عندما استطاعا أن يريا الله وعلى قدر ما يستطيع الإنسان أن يرى.
 
قديم 16 - 08 - 2012, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 1506 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله وحده ُ البداية والنهاية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دع الناس يقولون كلمتهم .
دع الاطباء يقولون كلمتهم .
دع القضاء يقول كلمته
، بل دع الكل يقولون ما شاؤوا ،
بل ويتمموا ما قالوا ،
لكن اياك أن تظن ان هذه هي النهاية .
فطالما ان الله لم يقل كلمته بعد ،
فلا يمكن ان تكون هذه النهاية .
الله وحده ُ البداية والنهاية ،
وكلمته ُ هي الأخيرة .
وحده الساهر على كلمته ِ ليجريها ،
انه اله الكلمة الأخيرة .
 
قديم 16 - 08 - 2012, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 1507 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هو الشخص الناضج روحيا ً ؟ هو الذي يحيا بحسب كلمة الرب يسوع المسيح في كل مظاهر الحياة . إن مثل هذا الشخص قد أدرك الحق الذي تكلم عنه الكاتب المسيحي الشهير سي اس لويس ، عندما وصف الحياة مع المسيح فقال : إن كنت تفكر ان تصير مسيحيا ً فانا احذرك بانك صممت ان ترسو على شيءٍ سيأخذك بجملتك تماما ً . روجرز بالمس في كتابه ِ : لذة الشركة معه ، تحدث عن رجلين كانا يعملان معا ً في مؤسسة ٍ مسيحية .


كان احدهما يعيش حياة مسيحية حقيقية بعكس حياة الآخر . أضاف قائلا ً : إن هذا الأمر كان ظاهرا ً في طريقة عيشهما ، إذ أن واحدا ً دون الآخر كان يبذر الاموال على نفسه ويعيش مترفها ً في كل ناحية من نواحي حياته . الواحد يقول لنفسه : ينظر الناس كل واحد الى ما هو لنفسه ، فلماذا اكون انا فاضلا ً ؟ بينما يقول الآخر : عندما ارى فقيرا ً في الكنيسة أضيّق على نفسي واقدم مما لي طوعا ً لخدمته ِ ومساعدته لأنني مؤتمن ٌ منه تعالى على اموالي ولا استطيع ان اتصرف بها تصرفا ً عشوائيا ً .

كانت حياة كل منهما بعكس الآخر ، فهناك الذي يعيش والمسيح هو شغله ُ وهاجسه ُ وموضوع تفكيره ُ والآخر الذي كان يفكر كيف يُسعد نفسه ُ ويعيش كما يحلو له متمتعا ً بالحياة ظانا ً ان الله يريد ان يحرمه من لذة العيش .

فالذين اختبروا تلك اللذة في العيش مع الله والتمتع به قالوا : اننا لم ندرك كيفية ان يكون المسيح موضوع حياتنا الا عندما عشنا له تعالى . وختم روجر بالمس تلك القصة قائلا ً : اننا قد نبحث كثيرا ً عن معنى ً وهدف لحياتنا من خلال امور ٍ عديدة ، ولكن اسمى هدف لحياتنا هو جعل المسيح موضوع الحياة .

جميعنا نواجه هذه المعركة بين انانيتنا واطاعة الرب يسوع المسيح الذي اصبح موضوع حياتنا وكيفية تمجيده من خلالنا . وتتجسد تلك المعركة من خلال تصرفاتنا وسلوكنا في هذا العالم الذي نحيا به .


فالله الذي امتلك حياتنا واصبح هو القائد يجب ان يستعمل صلاحيات القائد من خلال ان يقودنا في مسيرنا ويتمم قصده فينا ويعكس نوره من خلالنا . وكما ورد في الكتاب المقدس على فم الرسول بولس : " لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ " ( فيلبي 1 : 21 )

إن المسيح هو موضوع حياتنا وهدفها الاسمى ، فهل تجعل المسيح هو الهدف والموضوع الذي تحيا وتبحث عنه في كل يوم من ايام حياتك على هذه الأرض ؟ وهل المسيح هو السر الذي يبعث الاثارة في حياتنا حتى نكتشفه ؟ الاجابة متروكة لك .

 
قديم 16 - 08 - 2012, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 1508 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" كان النور الحقيقى " (يو9:1)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يجمع الإنجيلى الإلهى كل ما قاله سابقًا، ويحدد بشكل آخر الحق الخاص بالنور، أى الابن الوحيد، ويفصل بينه وبين الخليقة، على نحو بارز، أى ما هو بالطبيعة ـ أى الحق ـ وما هو بالنعمة، بين المصدر الذى يشترك فيه الكل، والمشتركين فيه. بين الواهب والذى يعطى من عنده، والذين يأخذون من الغنى الوافر. كل هذا فى عبارة واحدة، "كان النور الحقيقى" . وإذا كان الابن هو النور الحقيقى، فليس آخر غيره هو النور حقًا، فلا يوجد من يملك إمكانية أن يصبح النور، ولا تملك الكائنات أن تعطى من طبيعتها النور، لأنها خُلقت من العدم، ولا تستطيع أن تجود بما لا تملك، ولا أن تتطور وتصبح النور. فمن كان أصله العدم، لا يملك أن يجود ، وإنما ينالون أشعة النور الحقيقى، الذى يشع فيهم عندما يشتركون فى الطبيعة الإلهية (2بط4:1)، وعندما يتشبهون بالطبيعة الإلهية يُدعون نورًا ويصيرون نورًا.
فكلمة الله هو جوهريًا " النور"، وهو ليس كذلك من قبل النعمة بالمشاركة، ولا نال هذه المكانة عرضيًا ، ولا وُهبت له كنعمة، وإنما النور هو الصلاح غير المتغير للطبيعة غير المخلوقة، وهو ينطلق من الآب إلى وارث جوهره.

والمخلوق لا يستطيع أن يحتمل أن يصبح النور، وإنما يقبل النور مثلما تقبل الظلمة الأشعة، أو كما تُوهب النعمة، وهذه هى المكانة التى أعطاها الابن بسبب محبته للإنسان. وإذن فهو وحده النور الحقيقى، والباقين ليسوا كذلك. ولأن الفرق بين الابن والمخلوقات عظيم جدًا، أصبح تمييز ابن الله عن الخليقة، عظيمًا هو أيضًا، لأن الطبائع مختلفة.

فكيف لا يتراجع الأغبياء، أو بالحرى الذين وضعوا أنفسهم خارج دائرة الإدراك السليم، أولئك الذين قالوا إنه مخلوق، وجعلوا خالق الكل مثل المخلوقات، دون أن يدركوا الكفر العظيم الذى وقعوا فيه ولا الخطر الرهيب المحدق بهم، لأنهم "لا يفهمون ما يقولون، ولا ما يقررونه" (1تى7:1).

والذين تدربوا على اختبار دقة الكلمات والحق الذى فيها ، يعلمون أن الابن الوحيد لا يمكن أن يكون مخلوقًا، لأنه " النور الحقيقى"، وهذا لا يجعله مساويًا فى طبيعته لأى مخلوق. وإذا تطلعنا إلى هذه الحقيقة من كل الزوايا المحيطة بها، يمكننا أن نرى الأفكار الخفية التى تدور حول أفكار هذه الحقيقة وهذا ما يجب أن نعرضه الآن .

مبادئ تعلمنا أن الابن وحده هو النور الحقيقى ، ولا يمكن لأى مخلوق أن يكون النور الحقيقى، ولذلك فطبيعة الابن ليست مثل طبيعة المخلوقات:

أولاً : إذا كان الابن هو بهاء (إشعاع) مجد الله الآب، ولذلك هو النور الحقيقى، فهو ليس من طبيعة مثل طبيعة المخلوقات، لئلا يصبح المخلوق هو أيضًا بهاء (إشعاع) مجد الله الآب، أو لئلا يظن أحد أن المخلوق يمكن أن ينال هذه الإمكانية مستقبلاً إذا كانت له طبيعة مماثلة لطبيعة الابن.

ثانيًا : لو كانت الخليقة كلها تملك القدرة على أن تكون النور الحقيقى، فلماذا يُعطى هذا اللقب للابن وحده؟ لأنه يجب بسبب المساواة بين الخلائق أن ينال الكل لقب النور الحقيقى. ولكن لا يوجد بين الكائنات من هو مؤهل لذلك ، والوحيد الذى يمكن أن يُنسب إليه هذا هو جوهر الابن الوحيد، وبالحقيقة إذن ومن الصواب أن يُنسب إليه وحده وليس للمخلوقات على الإطلاق. فكيف يُقال إنه مثل الخليقة فى الطبيعة وليس بالحرى ينتمى إلى ما هو فوق الخليقة، لكونه فوقها مع الآب.

ثالثًا : إذا كانت المخلوقات التى جاءت من العدم ليست هى النور، فإن العكس ينطبق على النور الحقيقى غير المخلوق. والمناداة بأيهما يقود إلى نتائج مختلفة. فالابن هو النور الحقيقى، وهذا هو الحق، والمخلوقات ليست هى النور الحقيقى، لأن الاختلاف هو اختلاف الطبائع، وهذا يعنى عدم وجود مماثلة.

رابعًا : لو كان الابن الوحيد ليس وحده النور الحقيقى، بل تشاركه المخلوقات فى هذا، فكيف "ينير لكل إنسان "؟ فلو كانت المخلوقات تمتلك هذا، لِمَا احتاجت أن تستنير بالابن. وحقًا هو النور الذى يشترك فيه الكل، وهذا يعنى أن جوهر الابن غير جوهر المخلوقات، لأن الذى يشترك ليس مثل الذى يُشترك فيه.

خامسًا : إذا لم يكن الابن وحده هو النور الحقيقى بالطبيعة، بل كانت المخلوقات أيضًا لها هذا، ألاّ يُعد قولاً بلا لزوم ما جاء فى المزمور "أنظروا إليه واستنيروا" (مز5:34). فمن هو النور كلية بالحق، لا يمكن أن يصير نورًا بالمشاركة فى آخر، ولا يمكن أن يستنير بإنارة آخر، بل هو يتمتع بنقاوة كاملة من طبيعته الخاصة. ولكننا نرى أن الإنسان يحتاج إلى النور، لأنه مخلوق، وحقًا صرخ المرنم فى المزامير بصوت عال إلى الله الكلمة "لأنك أنت تضئ سراجى، الرب إلهى ينير ظلمتى" (مز28:18). إذن نحن لسنا النور الحقيقى، وإنما نحن بالحرى مشتركون فى الكلمة الذى ينير، وطبيعتنا غريبة عن النور الحقيقى، الذى هو الابن.

سادسًا (مثله): إذا كان عقل الإنسان يُدعى سراجًا، وهو ما يشير إليه المزمور " أنت تضئ سراجى " فكيف يُقال عنا إننا نحن النور الحقيقى؟ لأن السراج يحصل على نوره من مصدر آخر. أما إذا كان الابن الوحيد وحده هو الذى ينير الظلمة التى فينا، فهو النور الحقيقى، أما نحن فلسنا بالمرة النور الحقيقى. وإذا كان الأمر غير ذلك فكيف تكون طبيعة الابن مثل المخلوقات، وهو الذى يفوقها بغير قياس؟!

سابعًا : إذا كانت الخليقة تملك أن تكون النور الحقيقى مثل الابن، فالإنسان يصبح النور الحقيقى إذ هو جزء منها. فإلى من يوجه الله الآب كلامه وهو يعد الأنبياء القديسين قائلاً: "ولكم أيها المتقون اسمى تشرق شمس البر " (ملاخى2:4)؟ فلماذا يحتاجون إلى نور الابن لو كان البشر هم حقًا النور بذواتهم. ولكن الله الآب وعد أن يعطينا هذا النور، نحن المحتاجين لهذا، ونحن قد قبلناه واستنارت عقولنا. فالابن ليس مثلنا ومثل الخليقة له طبيعة مخلوقة، بل هو فى جوهره الابن الوحيد، إذ هو النور الحقيقي الذى ينير كل من يحتاج للنور.

ثامنًا : لو لم يكن الابن وحده هو النور الحقيقى، وكانت الخلائق تشترك معه فى هذه الصفة أيضًا ، فإن هذا ينطبق علينا نحن أيضًا ، فلماذا صرخ القديسون بصوت عالٍ طالبين من الله " أرسل نورك وحقك " (مز3:43). ولماذا فكروا أن يطلبوا هذه المعونة لنا بهذه الكلمات؟ لأنهم إن كانوا قد عرفوا أن الإنسان يحتاج إلى النور، وأن عليه أن يطلبه من آخر، فأى واحد يستطيع أن يقول إنه هو أيضًا النور الحقيقى؟ ولكن إن كان الإنسان غير محتاج إلى الكلمة الذى ينير، فلأى غرض يطلب منه القديسون أن ينيرهم إن كان لا يستطيع أن يساعدهم؟ ولا يستطيع أحد أن يقول إن عقل القديسين لم يعرف الحق أو أن الله الآب أرسل ابنه النور الحقيقى لمن لا يحتاجون النور. إذن الابن الوحيد مختلف بالطبيعة عن المخلوقات، إذ هو النور الذى يضئ الذين بلا نور.

تاسعًا : إذا قلنا إن المخلوقات ينقصها النور، وإن الابن الوحيد هو الذى ينيرها، فالمخلوقات لا تجد النور فى ذاتها، إذن ليست هى النور الحقيقى مثل الابن.

عاشرًا : إذا كان من هو بالطبيعة وبالحقيقة النور، وليس فيه ظلمة البتة، والابن الوحيد هو النور الحقيقى، وبالمثل كانت المخلوقات هى النور الحقيقى فلماذا يقول الكتاب عن الابن "والظلمة لم تدركه " بينما يقول بولس عن البشر " الذين فيهم إله هذا العالم قد أعمى أذهان غير المؤمنين " (2كو4:4). والمخلص نفسه يقول " سيروا فى النور مادام لكم النور ، لئلا يدرككم الظلام " (يو35:12). فواضح إذن للكل أنه مادام البعض يمكن أن تدركه الظلمة، ما كان المخلص قد أشار إلى ذلك. فكيف يكون الابن الوحيد والمخلوقات، إذن، من ذات الطبيعة؟ وكيف يكون غير المتغير مع المتغير، والذى لا يقبل أى تبديل مع الذين يمكن أن تدركهم الظلمة ويحتاجون لنوال النور الذى ينالونه كعطية وليس نابعًا من طبيعتهم.

حادى عشر : إذا لم يكن الابن الوحيد هو وحده النور الحقيقى بل المخلوقات أيضًا، كمساوية له فى الطبيعة، فكيف نصرح نحن لله الآب قائلين" بنورك يارب نعاين النور " فلو كنا نحن النور الحقيقى، فكيف نستنير من آخر؟ ولكن إن كنا نحتاج إلى النور من آخر، فنحن بكل وضوح لسنا النور الحقيقى. لذلك ليس لنا طبيعة مثل طبيعة الكلمة لأنه بالطبيعة هو يفوقنا بغير قياس.

ثانى عشر : يقول ربنا يسوع المسيح فى الإنجيل " وهذه هى الدينونة أن النور جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة، لأن كل من يفعل الشر يبغض النور، ولا يأتى إلى النور" (يو19:3ـ20) ولكن إذا كان الابن الوحيد هو النور الحقيقى، والمخلوقات قادرة بالمثل على أن تكون النور الحقيقى ، فكيف جاء هو لكى ينيرها، وقد أحبت الظلمة ؟ فكيف تأتى الخليقة إلى النور إن كانت هى النور الحقيقى. لأن كل ما هو من الطبيعة ونابع منها هو ملك لها، أما الأشياء التى تختارها الإرادة فهى ليست أصلاً ملكًا لها، وكمثال على ذلك: ليس بالإرادة الذاتية يستطيع الإنسان أن يصبح إنسانًا عاقلاً ، لأنه يكون له ذلك بالطبيعة، ولكن من يكون إنسانًا يمكنه بإرادته الخاصة أن يكون صالحًا أو شريرًا، فالإرادة قادرة على أن تجعل الإنسان يحب الصلاح أو العكس. فإذا كانت المخلوقات هى النور بطبيعتها ، لأن هذا هو معنى " الحقيقى "، فكيف لا تأتى إلى النور ؟ وكيف تحب الظلمة؟ فواضح أنها بطبيعتها ليست النور الحقيقى، بل تصير نورًا باختيارها إن كانت تميل إلى النور أو العكس برفضها النور. فعلى المقاومين لنا أن يختاروا بين قولين! إما أن الخصائص التى تفوق الخلائق ليست كائنة طبيعيًا فى الابن، وهذا تجديف علنى، يقول عنه الكتاب " الرب يستأصل الشفاه الكاذبة واللسان الناطق بالعظائم " (مز3:12)، أو إن اعترفوا يقينًا بأن خصائص الصلاح التى فى الابن هى نابعة من جوهره، فعليهم أن لا يجعلوه واحدًا مع الخليقة أو مثل الخليقة فى الطبيعة، كما شرحنا .

ثالث عشر : لو كان كلمة الله ليس وحده النور الحقيقى بل تملك الخليقة أيضًا أن تكون النور الحقيقى مثله، فلماذا يقول هو " أنا هو نور العالم "؟ (يو12:8) أو كيف نحتمل أن يسلب أحد منا أسمى امتيازات طبيعتنا، إن كان ممكنًا ـ بأية طريقة ـ أن نكون نحن أيضًا " النور الحقيقى"، إذ تملك الطبيعة المخلوقة هذا أيضًا؟ . ولكن إن قال الابن الوحيد حقًا " أنا هو نور العالم "، يكون واضحًا انه بواسطة الاشتراك فيه تكون الخليقة نورًا وليس غير ذلك. وإذا صح ذلك ، فالخليقة ليست من ذات طبيعته.

رابع عشر : إذا لم يكن الابن وحده بالحق هو النور، بل هذا يخص الأشياء المخلوقة أيضًا، فماذا نقول عما كُتب عنا " ولكنكم أنتم جنس مختار، كهنوت ملوكى. أمة مقدسة ، شعب مختار، لكى تخبروا بفضائل الذى دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب " (1بط9:2). فما هى الظلمة التى فينا، أو ما هى الظلمة التى كنا فيها، إن كنا نحن بالحقيقة النور ؟ وكيف دُعينا إلى النور ونحن لم نكن فى الظلمة؟ ولكن المبشر بالحق لم يكن يخبرنا بالكذب لأنه كان صريحًا فى قوله " هل أنتم تطلبون برهان المسيح المتكلم فىَّ " (2كو3:13). فنحن قد دُعينا من الظلمة إلى نوره العجيب. وإذا كان هذا حقًا، فالمخلوق ليس حقًا هو النور، بل الابن وحده بالحقيقة وبالضبط هو النور، أما المخلوقات فهى تصير نورًا باشتراكها فيه، ولذلك فهى ليست من ذات طبيعته.


ولالهنا كل مجد و كرامة الى الابد امين

 
قديم 16 - 08 - 2012, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 1509 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لكل كيل كيال

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فالطعام غذاء الجسد و الفكر طاقة العقل و العزيمة وقود الارادة

اما الروح فلا يمكن ان ترتوي الا بالرب ولن تحيا الا فية ....
فالعين لا تشبع من النظر و الاذن لا تمتلئ من السمع
وروعة الانسان انة علي صورتة
ففي حياة كل منا فراغ علي صورة الله لن يملاة سواة

لذا يتسائل موسي : اليس هو اباك ومقتنيك هو عملك و انشأك ؟ .. تث 32 : 6
و يقول سليمان : النفس الشبعانة تدوس العسل و للنفس الجائعة كل مر حلو ..
ام 27 : 7
و دعوة المسيح المتجددة : طوبي للجياع و العطاش الي البر لانهم يشبعون .. مت 5 : 6

فالصورة تكتمل حين تتماثل مع الاصل
و الجزء يجد قيمتة حين يتحد مع الكل

نعم .. لكل كيل كيال



 
قديم 16 - 08 - 2012, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 1510 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[بدد يارب كل الضيقات]

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بدد يارب كل الضيقات.. وأمنحنا بسلامك القدوس الفرح والمسرات..وأشفي أرواحنا بقدسك فيها..فنرنم لك يسوعنا فى كل الأواقات..وتحنن علي كل قلب لم يعرفك ..وخلص كل روح من كل العثرات..كما حملت خطيئة البشر عنهم..نطلب منك ان تعيدنا لرعايتك ..وتبعد عن أرواحنا كل الشيطانات ..وفيك نسكن وفينا تسكن فتكون لنا قوه ما هزمتها قوات.. يا يسوعنا أمنحنا ان نخدمك ..فنفرح ونفرح بمسرات..حطم كل خيوط الحزن.. وارعانا بقربك بين كفيك نبات.. تحنو عليه وتحتضنه..فيكبر فيك بثبات..يارب المجد فأنت رجائي ..أجعلني عبدك بخدمتك أقضي اللحظات..أمنحني سلاما في روحي ..فإنسي كل الضيقات..أمين انت يا يسوعي ..عزيني ربي فى الصلوات ..

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024