14 - 02 - 2024, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 150951 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبنى الغالى .. بنتي الغالية الأيام دي صعبة بس الأكيد أني مبيتخلاش عنكم وهيسندكم♥ï¸ڈ لما تحسوا أن مفيش أمل وهتغرقوا وأنكم لوحدكم في الحياة.. هتلاقوا إيدي بتسندكم وتحسسكم بالأمان♥ï¸ڈ |
||||
14 - 02 - 2024, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 150952 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عدم شكر الله على احساناته لنا كل يوم يعني أننا ناكرين للجميل وغير اوفياء للذي يرعانا ويهتم بنا وهو سبب وجودنا تخيلوا إذا شخص قدم لشخص آخر خدمه ولم يشكره عليها ولم يهتم له او يقدر ما فعله لأجله فماذا ستقول عنه ؟ فما بالكم بالرب الذي يعتني بنا ليل ونهار طوال ايام حياتنا الا يستحق ان نشكرهُ كل لحظة وساعه ويوم اشكروا الله راعينا وحامينا في كل حين |
||||
14 - 02 - 2024, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 150953 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا الكسندروس 43 |
||||
14 - 02 - 2024, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 150954 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا ثيؤدوروس 45 |
||||
14 - 02 - 2024, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 150955 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مراحم الله عميقة |
||||
14 - 02 - 2024, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 150956 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
على الله أتكل فلا أخشى ما يمكن لإنسان أن يفعله بي (مز 56: 4) |
||||
14 - 02 - 2024, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 150957 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دارسو شريعة العلي وخطته في ختام الأصحاح الثامن والثلاثين، أبرز حاجة المجتمع للقادة والصُنَّاع أو العمال الروحيين، وذلك كمقدمة لهذا الأصحاح. ففي هذا الأصحاح يبرز سمو القادة المُعَلِّمين الدارسين للشريعة والمُدرِكين لخطة الله في حياة البشرية. فبدون ختام الأصحاح السابق ربما يتعرَّض الصُنَّاع والعمال إلى نوعٍ من صغر النفس والحسد نحو القادة. 1. القائد المُحِب للشريعة 1 فَإِنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ حِكْمَةِ جَمِيعِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَيَتَفَرَّغُ لِلنُّبُوءَاتِ. 2 يَحْفَظُ أَحَادِيثَ الرِّجَالِ الْمَشْهُورِينَ، وَيَدْخُلُ فِي أَفَانِينَ الأَمْثَالِ. 3 يَبْحَثُ عَنْ خَفَايَا الأَقْوَالِ السَّائِرَةِ، وَيَتَبَحَّرُ فِي أَلْغَازِ الأَحَاجِيِّ. 2. دور القائد وسماتهيليق بالقائد أن يدرك رسالته، فيجد عذوبة في جهاده وتقدُّمه المستمر في الدراسة والمعرفة، خاصة في الكتاب المقدس. هذا ما قَدَّمه لنا الأسقف أمبروسيوس حيث قال إن الأسقف يلزم أن يتعلَّم كل أيام حياته. واحد فقط يُعَلِّم ولا يحتاج إلى التعلُّم وهو الله. وعلى نقيض ذلك، الذي يصرف نفسه إلى دراسة شريعة العليّ، إذ يلتمس حكمة جميع الأقدمين، وينشغل بنبوَّاتهم [1]. يحسب القائد نفسه امتدادًا لحياة الأقدمين، فلا يتوقَّف عن التعلُّم ممن سبقوه في دراسة الكتاب المقدس، والتعرُّف على نبوات الأنبياء. يكشف ابن سيراخ عن شريعة العليّ وتَمَايُزها عن الفلسفات البشرية، مُبرِزًا أن شريعة العليّ مع تقديمها كحوارٍ شخصيٍ بين الله والإنسان، غير أن الله محب البشر يود من مؤمنيه، قادة كانوا أو شعبًا، أن يكونوا صورة له، يحملون قلبًا متسعًا إن أمكن لكل البشرية. لذلك يهتم المؤمن بدراسة الميراث الذي تسلَّمه من الأقدمين عبر الأجيال. أما الفيلسوف فغالبًا ما تشغله نفسه بفكر خاص أناني، وكأنه هو مركز الكون. v إنَّني أرغب في الجهاد في التعلُّم حتى أكون قادرًا على التعليم. لأنَّه يوجد سيِّد واحد (الله) الذي وحده لا يتعلَّم ما يُعَلِّمه للجميع. أمَّا البشر فعليهم أن يتعلَّموا قبل أن يُعَلِّموا، ويتقبَّلوا من الله مُعَلِّمهم ما يُعَلِّمون به الآخرين. القديس أمبروسيوس ويتغلغل في روائع الأمثال [2]. يقصد بالمشهورين أناس الله الذين حقَّقوا رسالتهم بروح التقوى والشهادة للحياة الإيمانية. vذكر بأكثر تدقيق أن أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر كانت تُكتَب على صدرة القضاء. فإن حمل أسماء الآباء مكتوبة على الصدرة تجعل الكاهن دائم التفكير في حياة الآباء الأولين. عندئذ يسلك الكاهن بلا لومٍ في أثر خطوات الآباء القديسين الذين سبقوه متأملًا حياتهم، مبتعدًا عن الخيالات الباطلة، لئلا يخطو خطوة غير لائقة. الأب غريغوريوس (الكبير) وينشغل بألغاز الأمثال parables [3]. يُشَجِّع ابن سيراخ تلاميذه طالبي الحكمة على الأسفار للانتفاع بحكمة وخبرة الآخرين في الربّ، ومن جانبٍ آخر يطلب من المؤمن أن يُمارِس أسفاره عبر العصور من آدم إلى العصر الذي يعيش فيه، حيث يدرس معاملات الله مع خائفي الربّ العظماء، ويفحص الأمثال proverbs وألغاز الأمثال parables، كما الشريعة والأنبياء وأسفار الحكمة. 4 يَخْدِمُ بَيْنَ أَيْدِي الْعُظَمَاءِ، وَيَقِفُ أَمَامَ الرَّئِيسِ. 5 يَجُولُ فِي أَرْضِ الأُمَمِ الْغَرِيبَةِ؛ فَيَخْتَبِرُ فِي النَّاسِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. 6 يُوَجِّهُ قَلْبَهُ إِلَى الاِبْتِكَارِ، أَمَامَ الرَّبِّ صَانِعِهِ، وَيَتَضَرَّعُ إِلَى الْعَلِيِّ، 7 وَيَفْتَحُ فَاهُ بِالصَّلاَةِ، وَيَسْتَغْفِرُ لِخَطَايَاهُ. 8 فَإِنْ شَاءَ الرَّبُّ الْعَظِيمُ، يَمْلأُهُ مِنْ رُوحِ الْفَهْمِ. 9 فَيُمْطُرُ بِأَقْوَالِ حِكْمَتِهِ، وَفِي الصَّلاَةِ يَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ. 10 يَسْتَهْدِي بِمَشُورَتِهِ وَعِلْمِهِ، وَيَتَأَمَّلُ فِي خَفَايَاهُ. 3. التعليم بشريعة العلييخدم بين أيدي العظماء، ويظهر أمام الحكَّام. يجول في أرض الأمم الغريبة، ويختبر الخير والشرّ بين الناس [4]. من يتأمل فيما ورد في هذا النص [4- 11] يشعر أن الكاتب يُقَدِّم عرضًا لسيرة القديس بولس. تتطلَّب الحكمة القيام برحلات بين المدن [4]، وبين العصور [3]، وبين أسفار الكتاب المقدس. كان الملوك والعظماء ينجذبون إلى الحكماء لتدبير شئون الدولة أو أعمالهم الخاصة أو تربية أبنائهم. تمتُّعهم بهذه الشهرة لا يدفعهم إلى التمسُّك بخبرتهم الشخصية فحسب، وإنما يتعطَّشون إلى التعرُّف على خبرات الغير حتى بين الأمم الغريبة، لذلك فهم مُحِبّون للأسفار. يضع في قلبه القيام مبكّرًا أمام الرب خالقه، ويتضرَّع أمام العليّ، ويفتح فمه بالصلاة، ويتضرَّع عن خطاياه [5]. هذا العمل من الجانب الجغرافي والتاريخي والكتابي يتطلَّب من الراغب في الحكمة أن يقوم مبكرًا، ويقف في خلوة مع الربّ خالقه، ويتضرَّع إليه ويصلي ويطلب مغفرة خطاياه [5]، فيتأهَّل للفهم والمعرفة والتدبير الصالح. القائد الروحي، أكثر احتياجًا من أي إنسانٍ إلى حياة السكون والتأمُّل الهادئ، بعيدًا عن جو الخدمة والتعليم لأجل نفعه ونفع مخدوميه، لئلاَّ في وسط تيَّارات الخدمة الجارفة وبين الانهماك المُستمِر بلا هوادة ينحرف قليلًا. فتتحوَّل خدمته إلى روتينٍ أو واجبٍ أو إلى مُجرَّد خدمة شكليَّة أو خدمة بعيدة عن الروح التي ليس لها فاعليَّة روحيَّة. vالذين قد أُنيط بهم أعمال الخير ورعاية النفوس مُلزَمون أن يحملوا للناس شهادة عن الحياة الأخرى (حياة التأمُّل)، لذلك يجب أن يتفرَّغوا للدراسة والتأمُّل في الحق والحياة الأبديَّة. وكما أنه ليس من الإنصاف أن تكون حياة التأمُّل سببًا في إعاقة إنسان كفء للقيام بالمهام الكنسيَّة، كذلك أيضًا ليس من العدل أن يكون الإنسان كفوًا لأمانة القيام بإدارة شئون الكنيسة، ولكونه توَّاقًا وملتهبًا لحياه التأمُّل واستلهام الحكمة، ينسحب من ميدان العمل ليلقي بنفسه في فراغ التأمُّل اللانهائي. القديس أغسطينوس فيسكب كلمات حكمته (الربّ)، وفي الصلاة يشكر الربّ [6]. إذ ينال الحكمة كهبة إلهية يشكر الربّ، إذ ليست عطية بلا زيادة إلاَّ التي بلا شكر. يُوَجِّه مشورته ومعرفته باستقامة، ويتأمل في أمور (الربّ) الخفية [7]. هذه الدراسة وهذه العطية المُقَدَّمة له من فوق تتطلَّب السلوك باستقامة، والتلذُّذ بالتأمل في أمور الله الخفية المملوءة حبًا وعجبًا. vيُعَرِّف الفصحاء الخطيب بأنه "إنسان صالح قادر على الكلام"، إذ يلزمه أن يكون بلا عيبٍ في سلوكه كما في شفتيه (خطابته) حتى يكون مستحقًا للمديح، لأن المدرس الذي كلماته لا تسندها أفعاله يفقد كل تأثير على سامعيه. القدِّيس إيرونيموس 11 يُبَيِّنُ تَأْدِيبَ إِرْشَادِهِ، وَيَفْتَخِرُ بِشَرِيعَةِ عَهْدِ الرَّبِّ. 12 كَثِيرُونَ يَمْدَحُونَ حِكْمَتَهُ، وَهِيَ لاَ تُمْحَى إِلَى الأَبَدِ. 13 ذِكْرُهُ لاَ يَزُولُ، وَاسْمُهُ يَحْيَا إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ. 14 تُحَدِّثُ الأُمَمُ بِحِكْمَتِهِ، وَتُشِيدُ الْجَمَاعَةُ بِحَمْدِهِ. 15 إِنْ بَقِيَ، خَلَّفَ اسْمًا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ، وَإِنْ دَخَلَ إِلَى الرَّاحَةِ، أَفَادَ نَفْسَهُ. 4. رائحة الشريعة الذكيةيُعلِن التعليم عندما يُعَلِّم، ويفتخر بشريعة ميثاق الربّ [8]. سُئِل يوحنا المعمدان: "من أنت؟" وكنا نظنه يقول: "أنا الذي جاء جبرائيل الواقف أمام عرش الله مُبَشِّرًا أبي بمولدي"، أو "أنا هو الملاك الذي يُهَيِّئ الطريق قدَّام المسيَّا المنتظر". لكنَّه قال: "أنا صوت صارخ في البرية، أَعِدُّوا طريق الرب..." هذه هي رسالتي كراعٍ أن أُعِلن صوت الرب عاليًا، وأكشف شريعة الرب لأولادي، وأن أُعلِّم إخوتي كيف يحيون؟! هذا ما يُمَيِّز الراعي أنه قادر أن يُعَلِّم الآخرين طريق الرب. كثيرون يثنون على فهمه، فلا يُمحَى إلى الأبد، ذكره لا يزول، واسمه يحيا عبر كل الأجيال [9]. يليق بطالب الحكمة أن يُدرِك أن ما يهبه الله ليس له وحده، بل ليتمتَّع معه الكثيرون بحكمة الله. تُعلِن الأمم حكمته، وتشيد الجماعة بحمده [10]. إن طال عمره، يترك اسمًا أكثر من ألف، وإن دخل إلى راحته، يُحسَب عمله كاملًا [11]. الخدمة الناجحة تظهر ثمرتها بالأكثر بعد نياحة القائد مثل الآباء البطاركة الأولين والأنبياء والقديسين في العهدين القديم والجديد وعبر التاريخ أيضًا، فإن طال عمره يسمح الله بأن يُكرَم كثيرًا في حياته، وينتفع بفضله كثيرون. وإِن دَخَلَ إِلى الرَّاحةِ، أي استراح في الفردوس، يُعلَن كمال جهاده ورعايته، كما يدوم ذكره عبر الأجيال. 16 إِنِّي أَسْتَمِرُّ عَلَى بَيَانِ أَفْكَارِي، لأَنِّي امْتَلأْتُ كَبَدْرِ تِمٍّ. 17 اسْمَعُونِي، أَيُّهَا الْبَنُونَ الأَصْفِيَاءُ. انْبُتُوا كَوَرْدٍ مَغْرُوسٍ عَلَى نَهْرِ الصَّحْرَاءِ، 18 وَأَفِيحُوا عَرْفَكُمْ كَاللُّبَانِ، 19 وَأَزْهِرُوا كَالْزَّنْبَقِ. انْشُرُوا عَرْفَكُمْ، وَسَبِّحُوا بِتَرْنِيمِكُمْ. بَارِكُوا الرَّبَّ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِهِ، 5. شريعة العلي والتسبيحلديّ الكثير لأقوله، سأصفه بالتفصيل: لأني ممتلئ كالبدر الكامل [12]. ابن سيراخ في حالة استنارة كالبدر المُنِير المُكتمِل، لا يقدر إنسان أن يخفيه. اسمعوني أيّها البنون القديسون، وانموا كوردٍ مغروسٍ على مجرى ماء [13]. يليق بمن يتعلَّم الحكمة ألاَّ يقتصر فكره عند حدود شعبه، بل يطلب أن تعلن الأمم حكمة الله. فطالبو الحكمة يشبهون الورود المغروسة على مجاري المياه لا يحبسون رائحة المسيح الذكية التي فيهم [13-14]، وكالبخور الذي ينطلق في الهواء، يستنشقه الجميع. تحدث القديس إكليمنضس السكندري عن اهتمام الله بالإنسان، فخلق له حتى أنواع الزهور المختلفة لمنفعته. v هذه الزهور والأعشاب خُلِقَت من أجل احتياجاتنا، لا لنُسِيء استخدامها في رفاهية. إننا نترك مجالًا لنوع بسيط من التساهُل، لكن يكفي أن نتمتَّع برائحتها، لا نحتاج أن نتزيَّن بها. الله الآب يتعامل مع الإنسان برعاية عظيمة، فيضع بين أيدينا كل صنع يديه لهذا الغرض الواحد، وكما يقول الكتاب: "الماء والنار والحديد والملح وسميذ الحنطة والعسل ودم العنب والزيت واللباس، جميع هذه الخيرات للقديسين". القديس إكليمنضس السكندري موضوعة كالينبوع من أجل عطش العالم، وكل من هو عطشان يشرب منها الحياة يوميًا. الكتب الإلهية هي جداول مباركة؛ يا جميع العطاش هلموا واذهبوا واشربوا ماء الحياة. الأنهار لشرب الأجساد والحيوانات، وهوذا قراءات اللاهوت لشرب النفوس، أيها المتميز أعط الجسدَ الماءَ ليشرب، وأعط النفسَ الكتابَ لتقرأ وتتلذَّذ به. إنها عطشانة إلى الينبوع الموجود في الكتب، تضع فمها وتشرب منها الحياة كل يومٍ. النفس مُعَذَّبة من مؤانسة العالم الشرير، وهي مملوءة بالحواس والشهوات غير الجميلة... لكن لو فتحت الكتاب وقرأت بمحبة عظيمة، تستنير حالًا وترى الجمال الذي لا يُدرَك. ويدخل النور من القراءة إلى الفكر كالشعاع من القرص إلى تجويف العين. وتهبّ ريح الكتاب من بين الأسطر، وترفع دخان الضلالة عن الفكر. كلما كانت المحبة مرتبطة بالقراءة، تصير النفس نقية ومملوءة نورًا ولا تضطرب. يحسد الشرير ويطرق (الباب) حالا مثل الحاكم حتى يبطل الكتابُ بأفكار العالم المُقلِقة. لو كانت محبة النفس مرتبطة بالقراءة، ستحتقر وترذل كل النشاطات لأجله. ولو ازدادت محبة العالم بطلت القراءة، فتدخل أفعال لا تنتهي وينتهي العالم. أيتها النفس التي تريدين أن تعيشي حسنًا مع الله، اربطي محبتكِ بقراءة اللاهوت. واسكِتي منادمات العالم المضطربة، وأبطليها، وأزيليها عن فكركِ. وأنصتي إلى الكتاب الذي يكوي الجرح، ويشفي المرض، ويعتني ويضمد ويصلح النفس بالشفاء. القديس مار يعقوب السروجي وانشروا عطركم، وأنشدوا تسبيح حمدٍ، وباركوا الرب على جميع أعماله [14]. رفع البخور أثناء العبادة يشير إلى مسرَّة الله بتقدمة الصلاة، وهو تقليد قديم لا يُعرَف متى بدأ، ويمتد لنراه في السماء يُمارِسه القسوس غير المتجسّدين. كتب داود النبي: "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك" (مز 141: 2). وتنبأ ملاخي أن الأمم يستخدمونه في العبادة: "لأنه من مشرق الشمس إلى مغاربها اسمي عظيم بين الأمم، وفي كل مكان يُقرَّب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة" (مل 1: 11). إحدى الهدايا التي قُدِّمَت للطفل يسوع من المجوس هو البخور. v يليق بنا أن نبحث عن "البخور" (راجع سي 39: 14)، ولكن ليس أي نوع من البخور، بل ذاك النوع النقي. رئيس الكهنة لا يريد أن يأخذ شيئًا مظلمًا ودنيئًا، إنما يطلب ما هو نقي. إنه يطلب أيضًا الجلبينة (صمغ راتينجي)، بطبيعته يطرد الحيات المؤذية بقوة رائحته. وهو يطلب "المر"، إذ يريد أن تكون كلماتنا وأفعالنا طاهرة ونقية. كما يطلب الجزع أو العقيق اليماني onyx (أظفارًا) (خر 30: 34)، الذي يغطي بعض الحيوانات كنوع من الترس لحمايتها فلا يصيبها أذى. العلامة أوريجينوس 20 وَعَظِّمُوا اسْمَهُ. اِعْتَرِفُوا لَهُ بِالتَّسْبِيحِ بِتَرَانِيمِ الشِّفَاهِ وَبِالْكِنَّارَةِ، وَقُولُوا هكَذَا بِالاِعْتِرَافِ. 21 أَعْمَالُ الرَّبِّ كُلُّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا، وَجَمِيعُ أَوَامِرِهِ تُجْرَى فِي أَوْقَاتِهَا، وَكُلُّهَا تُطْلَبُ فِي آوِنَتِهَا. 22 بِكَلِمَتِهِ وَقَفَ الْمَاءُ كَرِبْوَةٍ، وَقَفَتْ حِيَاضُ الْمِيَاهِ بِقَوْلِ فَمِهِ. 23 فِي أَمْرِهِ كُلُّ مَرْضَاةٍ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَمْنَعُ تَمَامَ خَلاَصِهِ. 24 أَعْمَالُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ، وَلاَ شَيْءَ يَخْفَى عَنْ عَيْنَيْهِ. 25 يَنْظُرُ مِنْ دَهْرٍ إِلَى دَهْرٍ، وَلَيْسَ شَيْءٌ عَجِيبًا أَمَامَهُ. 26 لَيْسَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ: «مَا هذَا؟» أَوْ: «لِمَ هذَا؟» لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ خُلِقَ لِفَوَائِدَ تَخْتَصُّ بِهِ. 27 فَاضَتْ بَرَكَتُهُ كَنَهْرٍ، 6. بين موقف خائفي الرب والعنيدينتَعَلُّم الحكمة لا ينفصل عن ممارسة التسبيح [15-35]. فهي ليست موضوع جدال نظري جاف بل موضوع شركة مع السمائيين في تسابيحهم. إنسان الله يُسَبِّحه على أعماله العجيبة في الخليقة، ولا يضطرب من أجل الكوارث التي تحلّ، إنما تدفعه للالتصاق بمخافة الربّ ورفضه للشرّ. عَظِّموا اسمه، واشكروه بالتسبيح، بترانيم شفاهكم والقيثارات، وقولوا هكذا شاكرين: [15] v الاعتراف بالخطايا هو الاعتراف العادي المعروف لديكم. ليس من حاجة أن أَتحدَّث عن أسباب استخدامه. لذلك يليق بنا أن ننظر في الاعتراف في مديح الله والبراهين عليه. اعتاد الناس على دعوة "الاعتراف" عن الخطايا، وفي كل مرة يسمعون القارئ يقول الكلمات: "اعترفوا"، يقرعون صدورهم، مع صدور همهمة تصحبها ضجة داخل ضمائرهم، إذ يتذكَّرون ما يلزمهم عمله. هذا غالبًا ما يحدث، ومع ذلك ليس دائمًا يُقصَد به الاعتراف عن الخطايا. أحيانًا يتحدَّث الإنسان عن الاعتراف بالحمد كما في تلك العبارة في الكتاب المقدس حيث يقول: "اعترفوا للربّ، وهكذا قولوا: أعمال الربّ كلها صالحة جدًا"... هذا واضح أنه اعتراف عن حمد للربّ وليس عن ذنوبكم... بالتأكيد لم يرتكب الربّ يسوع الخطية، مع ذلك قيل في الإنجيل: "أعترف لك أيها الآب ربّ السماء والأرض". وأكمل الحديث بالحمد: "لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرّة أمامك" (مت 11: 25-26). هذا اعتراف من يحمد الله، لا من يتَّهِم نفسه. القديس أغسطينوس وجميع أوامره تتمّ في أوقاتها. لا يمكن لأحدٍ أن يقول: "ما هذا؟ ولِمَ هذا؟" فكل سؤال سيُجاوَب عليه في وقته المُعَيَّن [16]. كل أعمال الرب صالحة جدًا، لكن الخطية أفسدت بصيرة الإنسان ليرى ما هو صالح أنه رديء. v يليق بنا أن نُبارِك خالق كل الأشياء قبل أن نشترك في الطعام، وهكذا أيضًا في الاحتفالات عندما نتمتَّع بعطاياه التي خلقها. إنه من المناسب أن نترنَّم بمزامير مُوَجَّهة إليه. بالحقيقة الترنُّم بمزمورٍ في توافقٍ هو بركة؛ إنه عمل من أعمال ضبط النفس. يدعو الرسول المزمور تسبيحًا روحيًا (كو 3: 6؛ أف 5: 9). مرة أخرى إنه لواجب مقدس أن نُقَدِّم الشكر لله من أجل إحساناته وحُبِّه الذي يُقَدِّمه لنا، قبل أن ننام. يقول الكتاب: "احمدوه بالتسبيح بترانيم الشفاه، من أجل أوامره التي تبرز كل إحسان، وليس من نقص في خلاصه". القديس إكليمنضس السكندري عندما نعيش حياة فاضلة نكون مِلْكًا لله، وعندما نصير أشرارًا نهجره. هذا لا يعني إنه يغضب منا بل من خطايانا التي تحجب وجهه عنا وتربطنا بالمضايقين الذين هم الشياطين. أما (عند التوبة) فبالصلوات وصنع الخير (مع الإيمان به) نحصل على نزع الخطايا. هذا لا يعني أننا نسترضيه ونُغَيِّره، بل بأعمالنا هذه وعودتنا إليه نكون قد شفينا (بنعمته) من الشر الذي في أنفسنا، وصرنا قادرين على أن نكون شركاء لله في صلاحه. هكذا أيضًا بالنسبة للقول "إن الله يترك الأشرار"، فإننا كمن يقول بأن الشمس تخفي ذاتها عمن يفقدون بصرهم. القديس أنطونيوس الكبير وبكلمة فمه كانت حياض مياه [17]. هنا يشير إلى انفصال المحيطات عن الأرض في الخليقة (تك 1: 9-10). بأمره يتمّ كل شيءٍ بحسب مسرَّته، وليس أحد يقدر أن يُقَلِّل من خلاصه [18]. v بحنان خالقنا توجد طرق كثيرة للخلاص، هذه التي تهدئ الأرواح وتقودها نحو السماء. القديس أنطونيوس الكبير القديس باسيليوس الكبير وليس شيء يمكن أن يُخفَى عن عينيه [19]. يمتدّ نظره إليهم من دهرٍ إلى دهرٍ، وليس شيء عجيبًا بالنسبة له [20]. جبل الله الإنسان، ويعرف كل أفكاره وأعماله، وعلى الإنسان أن يُدرِك ذلك جيدًا، فعَيْن الله تُلاحِقه إلى أبعد مكان، وفي كل الأوقات "مِن دهرٍ إِلى دهْرٍ" ولا يستعصي عليه شيء. لا يقدر أحد أن يقول: "ما هذا؟ ولِمَ ذاك؟" لأن كل الأشياء خُلِقَت لتقوم بعملها [21]. خلق الله كل شيءٍ لهدف حتى ما نراه ضارًا هو في الواقع مفيد. وللقديس جيروم مقال في أهمية الحشرات التي يعترض البعض على وجودها وهي تقوم بدورٍ بين بقية المخلوقات. فاضت بركته كنهرٍ غطَّت الأرض اليابسة، وأروتها كطوفان [22]. ربما كان في ذلك إشارة إلى نهر النيل الذي كان فيضانه يُغَذِّي الأرض في حوض النيل بالكثير من الطمي الخصب، فتنتج الأرض محصولًا مضاعفًا. 28 وَرَوَّتِ الْيَبَسَ كَطُوفَانٍ. كَذلِكَ يُورِثُ الأُمَمَ غَضَبَهُ، 29 كَمَا حَوَّلَ الْمِيَاهَ إِلَى يَبَسٍ. طُرُقُهُ مُسْتَقِيمَةٌ لِلْقِدِّيسِينَ، كَذلِكَ هِيَ مَعَاثِرُ لِلأُثَمَاءِ. 30 الصَّالِحَاتُ خُلِقَتْ لِلصَّالِحِينَ مُنْذُ الْبَدْءِ، كَذلِكَ الشُّرُورُ لِلأَشْرَارِ. 31 رَأْسُ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ حَيَاةُ الإِنْسَانِ: الْمَاءُ وَالنَّارُ وَالْحَدِيدُ وَالْمِلْحُ وَسَمِيذُ الْحِنْطَةِ وَالْعَسَلُ وَاللَّبَنُ وَدَمُ الْعِنَبِ وَالزَّيْتُ وَاللِّبَاسُ. 32 كُلّ هذِهِ خَيْرَاتٌ لِلأَتْقِيَاءِ، وَكَذلِكَ هِيَ تَتَحَوَّلُ لِلْخَطَأَةِ شُرُورًا. 33 مِنَ الأَرْوَاحِ أَرْوَاحٌ خُلِقَتْ لِلاِنْتِقَامِ، وَهذِهِ فِي غَضَبِهَا تُشَدَّدُ سِيَاطَهَا. 34 وَفِي وَقْتِ الاِنْقِضَاءِ تَصُبُّ قُوَّتَهَا، وَتُسَكِّنُ غَضَبَ صَانِعِهَا. 35 النَّارُ وَالْبَرَدُ وَالْجُوعُ وَالْمَوْتُ، كُلُّ هذِهِ خُلِقَتْ لِلاِنْتِقَامِ. 36 أَنْيَابُ السِّبَاعِ وَالْعَقَارِبُ وَالأَفَاعِي وَالسَّيْفُ، تَنْتَقِمُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ بِإِهْلاَكِهِمْ. 37 هذِهِ تَفْرَحُ بِوَصِيَّتِهِ، وَعَلَى الأَرْضِ تَسْتَعِدُّ لِوَقْتِ الْحَاجَةِ، وَفِي أَزْمِنَتِهَا لاَ تَتَعَدَّى كَلِمَتَهُ. 38 فَلِذلِكَ تَرَسَّخْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ، وَتَأَمَّلْتُ وَرَسَمْتُ فِي كِتَابِي، 39 أَنَّ جَمِيعَ أَعْمَالِ الرَّبِّ صَالِحَةٌ، فَتُؤْتِي كُلَّ فَائِدَةٍ فِي سَاعَتِهَا، 40 وَلَيْسَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ: «إِنَّ هذَا شَرٌّ مِنْ هذَا»، فَإِنَّ كُلَّ أَمْرٍ يُسْتَحْسَنُ فِي وَقْتِهِ. 41 فَالآنَ سَبِّحُوا بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَأَفْوَاهِكُمْ، وَبَارِكُوا اسْمَ الرَّبِّ. شريعتك تُفَرِّح قلبي!كما يُحوِّل المياه العذبة إلى ملح، هكذا يرث الوثنيون غضبه [23]. يصب الله غضبه على المُعانِدين، وبسبب العناد تتدنَّس الأرض، فتتحوَّل المياه الحلوة إلى ملح. كما أن طرقه مستقيمة للقديسين، كذلك هي مُعثِرة للأشرار [24]. الوصايا الإلهية التي تكون سبب بركة لقديسيه، هي سبب إدانة للأشرار. v تقودنا نصوص الكتاب المقدس لنفهم أن العثرة هي كل ما يجذبنا بعيدًا عن التقوى الحقيقية بأية صورة من صور الانحراف، أو ارتكاب الأخطاء، أو عدم مراعاة التقوى. بصفة عامة هي كل ما يعوقنا عن حفظ الوصية، حتى ولو كان نتيجة ذلك الموت. القديس باسيليوس الكبير كذلك الأشياء الشريرة للخطاة [25]. الأعمال الإلهية التي يراها القديسون صالحة فيُسَبِّحونه، هي بعينها يراها الخطاة شريرة. ليس شيء نجسًا، بل "كل شيء طاهر للطاهرين، وأما للنجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهرًا، بل قد تنجَّس ذهنهم أيضًا وضميرهم" (تي 1: 15). فحيث يكون الإنسان طاهرًا أي نقي القلب، يرى كل شيءٍ في خليقة الله طاهرًا. ويُعَرِّف القديس جيروم القلب الطاهر هو ذاك الذي يتطلَّع إليه الله. إذ بالله القدوس يتقدَّس القلب، فتصير له نظره الله الطاهرة إلى كل أحدٍ وإلى كل شيءٍ. أما كيف تطهَّر، فيقول القديس أغسطينوس: [الحقيقة هي أن الكل يكون غير طاهر، أولئك الذين لم يتطهروا بواسطة الإيمان بالمسيح، وذلك كقول العبارة: "إذ طهَّر بالإيمان قلوبهم" (أع 15: 9).] احتياجات حياة الإنسان الأساسية هي: الماء، النار، الحديد، الملح، سميذ الحنطة، اللبن، العسل، دم العنب، زيت الزيتون واللباس [26]. يتحدَّث عن العناصر الرئيسية في حياة الإنسان باعتبار أن الربّ وفّرها للإنسان، هذه العناصر قد تُستخدَم في الشرّ، فالماءُ الذي يروي الظمأ يمكن أن يفنى كما يحدث في الفيضانات. والحديدُ تُصنَع به آلات المعارك. والمِلْح للحفظ إن زاد في الطعام يُفسِده. القمح واللَّبَنُ والعَسَلُ الذي يشير إلى الرخاء يُسِيء الطمَّاع استخدامه. ودمُ العِنَبِأي الخمر يشير للسرور والفرح، ويسكر به الأشرار. جميع هذه الأشياء صالحة للأتقياء، لكنها تتحوَّل إلى شرٍّ للخطاة [27]. تختلف الأطعمة من دولة إلى أخرى، ومن جيلٍ إلى جيلٍ، الاحتياجات الرئيسية مثل الماء والنار والملح إلخ. لا تتغيَّر. v من أجل الشفاء قد يستعين الطب ببعض الزهور بغرض استخلاص منها بعض المراهم والعطور وهذا لا يمكن التغاضي عنه. وإذا تساءل البعض قائلًا: أي نفع لهذه الزهور لمن لا يستخدمونها؟ فليعلم هؤلاء أن المراهم تُعَد من أنواع مُعَيَّنة من الزهور وهي نافعة جدًا... هذه كلها وُجِدَت من أجل أن ننتفع منها ونستخدمها. القديس إكليمنضس السكندري وفي غضبه (الرب) يُزيدون سياطهم، وفي وقت الانقضاء يصبُّون قوّتها، ويُسَكِّنون غضب صانعها [28]. ربما يشير إلى العواصف المدمرة، في حين توجد رياح مفيدة، وقد تتحوَّل الرياح الخفيفة إلى عواصف مُدَمِّرة كتأديب للأشرار. النار، البرَد، الجوع والموت، هذه كلّها خُلِقَت للانتقام [29]. من ثمار الخطية المعاناة من الجوع والعطش والكوارث، لأنها تعزل الإنسان عن الله مصدر شبعه وارتوائه الحقيقي. v لنَعُدْ ثانيةً إلى نفس النبي (عاموس) الذي سمعناه في بداية المقال: "وأنا أيضًا منعت عنكم المطر، إذ بقي ثلاثة أشهر للحصاد، وأمطرت على مدينة واحدة، وعلى مدينة أخرى لم أُمطر. أُمطر على ضيعة واحدة، والضيعة التي لم يُمطر عليها جفَّت. فجالت مدينتان أو ثلاث إلى مدينة واحدة لتشرب ماءً ولم تشبع. فلم ترجعوا إليَّ يقول الرب" (عا 4: 7-8). يلزمنا أن نتعلَّم إذن، أنه بسبب بُعْدنا عن الرب، وعدم مبالاتنا بطُرقِه، سَبَّب الله لنا تلك الجراحات. إنه لا يطلب هلاكنا، بل بالحري يسعى أن يَرُدَّنا إلى الطريق السليم، وذلك كما يهتم الوالدان الصالحان بأطفالهما بحزمٍ، ينتهرانهم عندما يمارسون خطأ ما، لا لأنهما يطلبان أَذيَّتهم، بل بالحري يرغبان في قيادتهم من الإهمال الطفولي وخطايا الصِبَا لبلوغ اليقظة الناضجة. القديس باسيليوس الكبير كان الإنسان سيدّا للمخلوقات الأرضية، وكانت الحيوانات المفترسة خاضعة لآدم وحواء، أما وقد عصى الإنسان الله في عنادٍ، صارت هذه الحيوانات مُرعِبة له، بل وصار الإنسان يقتل إخوته بالسيف. حين تذمَّر الشعب في البرية ترك الحيات المحرقة تلدغهم (عد 21: 5-6)، وحين استهزأ بعض الأولاد بأليشع النبي سمح بدبتين قتلتا منهم اثنين وأربعين شخصًا، وحينما أرسل ملك أشور أناسًا وثنيين يسكنون أرض كنعان بعد سبيه للشعب الإسرائيلي أرسل الله وحوشًا تفترسهم (2 مل 17: 24، 26). ما هذه الوحوش التي تنطلق علينا إلاَّ الخطايا التي يحفظنا الله منها مادمنا في حضرته نستجيب لصوته، فإن أعطيناه القفا لا الوجه يترك الوحوش تعدمنا أولادنا أي ثمارنا الداخلية وتقرض بهائمنا أي تفسد جسدنا؟! يقول العلامة أوريجينوس: [كثيرة هي السيوف التي تعبر في أرضنا إن لم نحفظ ناموس الرب ونتبع وصاياه! ليدخل كل واحدٍ إلى نفسه، وليتأمل داخله لئلا تكون أرضنا أي جسدنا مُثَارة بروح الزنا أو مضطربة بروح الغضب والهياج، أو بحركة البخل، أو بقوس الشهوة واللذات... هذا يعرفه الرسول بولس إذ يقول: "هادمين ظنونًا وكل علوٍ يرتفع ضد معرفة الله" (2 كو 10: 5)، فلا نخضع لهذا السيف ولتلك الحروب بل يحفظ الرب أرضنا في أمان.] إنها تفرح بتنفيذ وصيّته، وتستعد لخدمته على الأرض، وعندما يحين الوقت لا تتعدَّى كلمته [31]. بالغريزة الطبيعية تخضع الحيوانات المفترسة لإرادة الله، ولا تتعدَّى كلمته، إذ يستخدمها الله أحيانًا للتأديب. يرى القديس باسيليوس الكبير أنه يليق بالمؤمن ألا يخاف من الحيوانات المفترسة والسامة إلخ، فإن الله سمح بها لتأديبنا، كما لفائدتنا. تشهد الحيوانات للإيمان. هل لك ثقة في الله؟ "على الأسد والصل (نوع خبيث من الحيات) تطأ، الشبل والثعبان تدوس" (مز 91: 13). بالإيمان لك القوة أن تدوس على الثعابين والعقارب. ألا ترى أن الأفعى التي نشبت في يد الرسول بولس وهو يجمع الحطب لم تؤذِه (أع 28: 3)، لأنها وجدت القدِّيس مملوءً إيمانًا؟ إن كان لك إيمان، فلا تخف من الحيوانات أكثر من خوفك من عدم إيمانك، الذي يجعلك عُرْضَة للفناء. لذلك منذ البدء كنت مصمَّمًا ومُقَرِّرًا وتركت هذا في الكتابة: [32] جميع أعمال الربّ صالحة، وهو سيوفِّر كلّ احتياج في ساعته [33]. v كن بشيرًا بصلاح الله، لأن الله يسيطر عليك بالرغم من عدم استحقاقك. بالرغم من أن دينك له عظيم جدًا، هكذا فإنه لا يُرَى مطالبًا إياك بالإيفاء بالكامل؛ ومن خلال أعمالك البسيطة جدًا يهبك مكافآت عظيمة. لا تدعو الله عادلًا، فإن عدله لا يُعلن في الأمور التي تخصك. وإن كان داود يدعوه عادلًا ومستقيمًا (مز 24: 8؛ 144: 17)، فإن ابنه يعلن لنا أنه صالح ورؤوف. مار اسحق السرياني القديس غريغوريوس النيسي فإن كل الأمور تُسرّ جيدًا في وقتها [34]. عناية الله فائقة، كل الأمور تؤول للخير ما دمنا نستخدمها بما يليق وفي الوقت المناسب. فالآن أنشدوا بكلّ قلبكم وصوتكم، وباركوا اسم الربّ [35]. يتحدَّث ابن سيراخ هنا عن خطة الله للخلاص كعمل الله الفائق الذي حقّقه بتجسد كلمة الله وتقديم نفسه ذبيحة عن البشرية. v هب لي أن أكون أمينًا في تكريس حياتي لشريعتك. لأنهل من خبرات الآباء البطاركة والأنبياء والرسل، أَتمتَّع بخبرات القديسين وأَتفهَّم حكمتهم. أُبَكِّر إليك مع كل صباح، أعترف بخطاياي وأطلب حكمتك. ألتمس عملك حتى مع الغرباء، يا محب كل الأمم! v أفتخر بميثاقك، وأشتهي خلاص كل البشرية. أحرص على كل لحظة للتمتُّع بحكمتك، فتستريح نفسي عندما تنطلق من الجسد! حكمتك تُحَوِّل حياتي إلى بدر كامل في نوره! حكمتك ينبوع مياه حيّة تروي الورود المغروسة في داخلي. v شريعتك تُحَوِّل حياتي إلى قيثارة روحية. يعزف عليها روحك القدوس نشيد الحكمة ولحن الحب! تكشف لي عن سرّ رعايتك للبشرية. كل الأمور تعمل لبنيان أولادك المحبوبين، ومن يعاند الحق تتحوَّل الأمور لتأديبه. يعاني منه مقاوميك كتأديبٍ قاسٍ. بينما يحسبه أبناؤك عطايا فائقة، عجيب أنت في رعايتك وخطّتك وتدبيرك الإلهي! |
||||
14 - 02 - 2024, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 150958 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دارسو شريعة العلي وخطته في ختام الأصحاح الثامن والثلاثين، أبرز حاجة المجتمع للقادة والصُنَّاع أو العمال الروحيين، وذلك كمقدمة لهذا الأصحاح. ففي هذا الأصحاح يبرز سمو القادة المُعَلِّمين الدارسين للشريعة والمُدرِكين لخطة الله في حياة البشرية. فبدون ختام الأصحاح السابق ربما يتعرَّض الصُنَّاع والعمال إلى نوعٍ من صغر النفس والحسد نحو القادة. 1. القائد المُحِب للشريعة 1 فَإِنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ حِكْمَةِ جَمِيعِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَيَتَفَرَّغُ لِلنُّبُوءَاتِ. 2 يَحْفَظُ أَحَادِيثَ الرِّجَالِ الْمَشْهُورِينَ، وَيَدْخُلُ فِي أَفَانِينَ الأَمْثَالِ. 3 يَبْحَثُ عَنْ خَفَايَا الأَقْوَالِ السَّائِرَةِ، وَيَتَبَحَّرُ فِي أَلْغَازِ الأَحَاجِيِّ. يليق بالقائد أن يدرك رسالته، فيجد عذوبة في جهاده وتقدُّمه المستمر في الدراسة والمعرفة، خاصة في الكتاب المقدس. هذا ما قَدَّمه لنا الأسقف أمبروسيوس حيث قال إن الأسقف يلزم أن يتعلَّم كل أيام حياته. واحد فقط يُعَلِّم ولا يحتاج إلى التعلُّم وهو الله. |
||||
14 - 02 - 2024, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 150959 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وعلى نقيض ذلك، الذي يصرف نفسه إلى دراسة شريعة العليّ، إذ يلتمس حكمة جميع الأقدمين، وينشغل بنبوَّاتهم [1]. يحسب القائد نفسه امتدادًا لحياة الأقدمين، فلا يتوقَّف عن التعلُّم ممن سبقوه في دراسة الكتاب المقدس، والتعرُّف على نبوات الأنبياء. يكشف ابن سيراخ عن شريعة العليّ وتَمَايُزها عن الفلسفات البشرية، مُبرِزًا أن شريعة العليّ مع تقديمها كحوارٍ شخصيٍ بين الله والإنسان، غير أن الله محب البشر يود من مؤمنيه، قادة كانوا أو شعبًا، أن يكونوا صورة له، يحملون قلبًا متسعًا إن أمكن لكل البشرية. لذلك يهتم المؤمن بدراسة الميراث الذي تسلَّمه من الأقدمين عبر الأجيال. أما الفيلسوف فغالبًا ما تشغله نفسه بفكر خاص أناني، وكأنه هو مركز الكون. |
||||
14 - 02 - 2024, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 150960 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v إنَّني أرغب في الجهاد في التعلُّم حتى أكون قادرًا على التعليم. لأنَّه يوجد سيِّد واحد (الله) الذي وحده لا يتعلَّم ما يُعَلِّمه للجميع. أمَّا البشر فعليهم أن يتعلَّموا قبل أن يُعَلِّموا، ويتقبَّلوا من الله مُعَلِّمهم ما يُعَلِّمون به الآخرين. القديس أمبروسيوس |
||||