13 - 02 - 2024, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 150831 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحب و الزواج رأينا في أعدد سابقة بعض أنواع المحبة، ثم رأينا حب سن المراهقة وعلاقته بالشهوة والهوى. وفي هذا العدد نجيب عن بعض الاستفسارات عن علاقة حب المراهقة ببعض العلاقات الإنسانية. الزواج هو المكان الوحيد لممارسة الحب بطريقة صحيحة. لكن الدافع الرئيسي للحب في سن المراهقة، في الأغلب، هو التنفيث عن الرغبات الداخلية، وشعور الشاب والشابة بكينونتهم، واستمتاع كل منهم بقبول الطرف الآخر له، واستمتاعه أيضًا بمعاناة البحث عن الطرف الآخر وانتظاره. لكن نادرًا ما يكون الاحتياج للزواج والبحث عنه هو الدافع لذلك. لذا فهو حب لا يصلح للزواج ولا يؤدي له، للأسباب الآتية: أولاً: التوقيت غير مناسب العواطف في هذه المرحلة العمرية غير ناضجة ومضطربة، وتتأثر بعوامل غريزية كثيرة تجعلها مشتعلة. فالشاب يكون أحيانًا سعيدًا وأخرى حزينًا، في أوقات هادئًا وفي أخرى منفعلاً؛ بدون معرفة الأسباب. فهي عواطف أبعد ما تكون عن النضوج. التقييم الذهني أيضًا غير ناضج، فقياساته واختباراته مزعزَعة، نظرًا لأن العواطف غير مستقرة والدوافع الغريزية المشتعلة تعيق التقييم الذهني الصحيح، وما يختاره اليوم بإرادة يمكن أن يرفضه غدًا بإرادته أيضً. كل هذا يتغير تمامًا بوصوله مرحلة النضوج. يعتمد الشباب تمامًا في هذه السن على والديهم في الدعم المالي لهم، ولا يكون عندهم أية إمكانيات شخصية للعيشة به. هذه الأمور ليست عيبًا في الشاب أو الشابة، وليست متواجدة في مجموعة من الشباب في هذا السن دون غيرهم، بل هذا ما يميز الكل، فهي مرحلة نمو طبيعي؛ فالطفل يفكر كطفل، والمراهق كمراهق، والرجل كرجل «لما كنت طفلاً كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أفطن. ولكن لما صرت رجلاً أبطلت ما للطفل» (1كورنثوس 13:11). لكن الزواج يحتاج إلى نضوج عاطفي، ونضوج ذهني، وأيضًا إمكانيات مادية مناسبة، وقدرة على اتخاذ القرار السليم، ورجولة من كل النواحي ليتم في الشاب القول: «يترك الرجل أباه وأمه (فلا يعتمد عليهما ماديًا أو نفسيًا)» (تكوين2:24). وبالتالي فالتوقيت غير مناسب للزواج مطلقً. ثانيًا: الطريقة غير مناسبة الطريقة الصحيحة في اختيار شريك الحياة للشاب المؤمن أو الشابة المؤمنة هي أن يكون للرب الدور الأساسي في قيادة خطوات الشخص إلى شريك حياته. لأن كل الإمكانيات الإنسانية، والكفاءات البشرية وحدها، دون يد عُليا ومشورة عُليا؛ غير قادرة على الاختيار السليم. والكتاب يعلِّمنا أن الله، في عنايته الفائقة، وهو الذي يعرف الداوخل ومَن يناسب مَن، رتَّب في حكمته ومحبته، أن يكون لكل شاب فتاة مناسبة له معيَّنة من عند الرب، وكذلك لكل شابة الشاب المعيَّن لها من الرب «الفتاة التي عيّنتها لعبدك» (تكوين24:14). كما أن للأهل دورًا كبيرًا وهامًا جدًا في اختيار شريك الحياة. كان لإبراهيم الدور الأكبر في زواج إسحاق. وكان لأهل رفقة الدور الأول في الموافقة على زواجها من إسحاق. كما أن شمشون، الذي لم يسمع نصيحة والديه وأصر على رأيه (قضاة14؛ 16)، أساء الاختيار في أكثر من شيء؛ الأمر الذي أنهى حياته نهاية تعيسة عن طريق واحدة من الذين سقط في فخاخ ما يسمّى بالحب معهم. الارتباط العاطفي والحب قبل الاختيار، من ناحية سيعيق الشاب عن معرفة مشيئة الرب؛ فلن تكون عينه بسيطة. وستكون مشاعر الحب في كيانه مسيطرة، تجعله يُصِّر على الاستمرار في طريقه؛ فلن يختبر «ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة» (رومية12:2). ومن ناحية أخرى سيؤدّي إلى التمرد على نصيحة الوالدين وعدم الانصياع لها، حتى لو كان مقتنعًا بصحتها، بل سيكون لسان حاله: «إياها خذ لي لأنها حسنت في عينيَّ» (قضاة 14:3). الحب والصداقة لأن الزواج قد يكون سببًا غير منطقي للبعض، وربما للكثيرين في هذه السن، كالغرض الرئيسي من الحب؛ لذلك يعتقد كثيرون أن العلاقة بين الفتى والفتاة هي نوع من الصداقة المشروعة. والصداقة هي واحدة من أقوى العلاقات الإنسانية على وجه الأرض، مثلها مثل العلاقات العائلية وأحيانًا أقوى «الأخ فللشدة يولد... لكن يوجد (صديق) ألزق من الأخ» (أمثال17:17؛ 18:24). والصديق هو من يستريح له القلب عندما يتكلم، ومن يشتاق له الفؤاد عندما يغيب، من يقتنع الفكر به وبأفكاره، من يُطمئَنّ له في الشدة، ومن تُستودع عنده الأسرار في أمانه، من يستر صديقه في أيام ضعفه، ومن ينصحه إذا احتاج الأمر. هو من يحتاج له صديقه في ظروف الحياة المختلفة. هذا الشخص، الذي يستحيل الاستغناء عنه، والملازم الدائم لصديقه؛ هل يمكن أن تقوم علاقة مثل هذه بدون محبة شديدة عميقة راسخة؟! وبالتالي فإن علاقة قوية مثل هذه يمكن أن تقوم بين ولد وآخر، أو بين بنت وأخرى؛ لأن فيها نوعًا من الملازمة، فكما قيل لراعوث أكثر من مرة: «بل هنـا لازمي فتياتي... إنـه حسنٌ يا بنتي أن تخـرجي مع فتيـاته لئلا يقعوا بك» (راعوث2:8-22). لكن يستحيل أن تقوم بين ولد وبنت دون علاقة حب عاطفي ذهني جسدي قوي. وبالتالي فالوحيدة التي تصلح صديقة للشاب هي زوجته، والوحيد الذي يصلح صديقًا للشابة هو زوجه. ولا داعي لخداع المسمّيات التى تختبئ خلفها الميول الداخلية. لكن هل هذا يعني أن الزواج والصداقة هما وجها التعامل الوحيدان بين الأولاد والبنات وتُغلق جميع أوجه التعامل الأخرى؟ ثم كيف يتعامل الشاب والشابة مع احتياجاتهم العاطفية الملحة؟ هذا موضوعنا في العدد القادم إن تأنى الرب. |
||||
13 - 02 - 2024, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 150832 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التمثلية صارت واقعية كتبت في المرة السابقة عن المبشِّر الرائع چورچ هوايتفيلد وعن خدمته العظيمة، واليوم أحب أن أقص عليك هذه القصة الحقيقية عن ثورب Thorpe ألد أعداء خدمة هوايتفيلد. كان ثورب أنشط من قاوم خدمة چورچ هوايتفيلد، ففكّر طويلاً في أنجح الطرق لتعطيل خدمة هوايتفيلد. وأخيرًا جاءته فكرة جهنّمية؛ وهي أن يعمل تمثيلية أمام الجمهور لتقليد چورچ هوايتفيلد، وأن يجعل من الجمهور نفسه هيئة التحكيم ليعطي الجوائز لأفضل من يقلِّد المبشّر ذائع الصيت، فمن ينال أكبر قدر من التصفيق، ويحقق أكبر قدر من السخرية والاستهزاء بالطريقة التي يخدم ويتكلم ويصلي بها چورچ هوايتفيلد، ويسبب أكثر قدر من الهرج والمرج؛ ينال جوائز أكثر. حدد ثورب المسرح وتقدم ثلاثة من المقلدين الموهوبين في الكوميديا، بالإضافة له هو شخصيً. وكانت الشروط أن يفتح المُقلد الكتاب المقدس حيثما اتفق، ويقلّد المبشر من أول جزء تقع عليه عينيه. وهكذا فعل الثلاثة الممثلين الذين نالوا قدرًا كبيرًا من التصفيق والإعجاب، إذ كانت القاعة تضج بالضحك والتهريج. حتى جاء الدور على ثورب، فوقف على منبر التمثيل، وفتح الكتاب المقدس حيثما اتفق فوقعت عينيه على المكتوب: «وكانَ حَاضِرًا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمْ: أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هَذَا؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ. أَوْ أُولَئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ؛ أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ» (لوقا13: 1-5). ولما تأمل لحظات وهو يقرأ هذه الكلمات شعر بصاعقة ورعب شديد يتملكه، وكان كل جسده يرتعش، وأدرك أن الله يتكلم إليه هو شخصيًا؛ فأخذ يحدّث الجمهور بكل جدية عن الهلاك الأبدي والدينونة، ويكرر بين كل عبارة والأخرى هذة الآيه «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ». وكانت كلماته عميقة ومؤثّرة، فساد صمت عميق في القاعة، حتى ارتعب الحاضرون، وبكى البعض تـأثرًا وخـوفـًا من الدينونة، ولم يقاطعه أحد. وقبل أن يختم كلامه أحنى رأسه، وخرج مسرعًا من الباب الخلفي للمسرح، وسط عاصفة من التصفيق المستمر. ولكن إلى أين ذهب ثورب؟ لقد دخل حجرته الخاصة، وهناك سلَّم قلبه بالتمام للرب يسوع المسيح الذي مات على الصليب بدلاً منه وقام من بين الاموات لينجيه من الدينونة الأبدية. وأصبح ثورب بعد هذا من أكثر مساعدي چورچ هوايتفيلد أمانة وأخلاص لمجد الرب يسوع المسيح وخدمته. صديقي القارئ العزيز.. صديقتي القارئة العزيزة.. إن الكلمات العظيمة التي قرأها ثورب من لوقا13: 1-5 والتي تعامل الله معه من خلالها تحكي عن حادثتين قديمتين هما: - هجمة إرهابية عدوانية: حين خلط بيلاطس دماء الجليليين بذبائحهم. كارثة طبيعية عاتية: برج سلوام يسقط على 18 في أورشليم ويقتلهم. واليوم تتوالى، بسرعة مفرطة، في كل مكان في العالم، عمليات القتل الأرهابية الرهيبة، وسقوط الطائرات واحتراقها، وحوادث الطرق، والكوارث الطبيعية الجبارة من الزلازل، والأعاصير، والفيضانات، والأوبئة، والمجاعات. وفي كلمات الرب دروس هامة لنا هذه بعضها: علينا ألا نركز على الحوادث نفسها بقدر ما نستفيد من دروسها:فالله يتكلم من خلالها كما قال أليهو لأيوب : «لأَنَّ اللهَ أَعْظَمُ مِنَ الإِنْسَانِ. لِمَاذَا تُخَاصِمُهُ؟ لأَنَّ كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَ. لَكِنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً وَبِاثْنَتَيْنِ لاَ يُلاَحِظُ الإِنْسَانُ. فِي حُلْمٍ فِي رُؤْيَا اللَّيْلِ عِنْدَ سُقُوطِ سُبَاتٍ عَلَى النَّاسِ فِي النُّعَاسِ عَلَى الْمَضْجَعِ. حِينَئِذٍ يَكْشِفُ آذَانَ النَّاسِ وَيَخْتِمُ عَلَى تَأْدِيبِهِمْ لِيُحَوِّلَ الإِنْسَانَ عَنْ عَمَلِهِ وَيَكْتُمَ الْكِبْرِيَاءَ عَنِ الرَّجُلِ» (أيوب33: 12-17). الحوادث إنذار لنا: «أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ؛ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ» (رومية2: 4 ،5). الذين ماتوا بالإرهاب أو الكوارث الطبيعية ليسوا من الأحياء الآن: وهذا كان أجلهم المعيَّن «اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبً... أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ» (أيوب14: 1 ،5). لا فرق بين الجليل، حيث الهجمة الأرهابية، وبين أورشليم (مدينة السلام) حيث الكارثة الطبيعية: فالسلام ليس في المكان بل بالإيمان «فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية5: 1). الذين لا يأتيهم القضاء سريعًا لا يُعفون منه ألا وقتيًا: «كَمَا إِذَا هَرَبَ إِنْسَانٌ مِنْ أَمَامِ الأَسَدِ فَصَادَفَهُ الدُّبُّ، أَوْ دَخَلَ الْبَيْتَ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ فَلَدَغَتْهُ الْحَيَّةُ!» (عاموس5: 19). لقد كرر الرب هذه الآية في هذا الجزء «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ» والتوبة ليست معناها فقط الحزن على الخطية، بل تركها «اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ. لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ» (إشعياء55: 6 ،7). فهل تتأثر مع ثورب وتعود للمسيح وتصلي معي الآن: صلاة: يا مَن خلّصت أشقى المستهزئين المجرمين.. وفككت قيود المأسورين.. خلصني أنا الإنسان المسكين.. بقوة دمك الثمين.. آمين. |
||||
13 - 02 - 2024, 01:13 PM | رقم المشاركة : ( 150833 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التمثلية صارت واقعية كتبت في المرة السابقة عن المبشِّر الرائع چورچ هوايتفيلد وعن خدمته العظيمة، واليوم أحب أن أقص عليك هذه القصة الحقيقية عن ثورب Thorpe ألد أعداء خدمة هوايتفيلد. كان ثورب أنشط من قاوم خدمة چورچ هوايتفيلد، ففكّر طويلاً في أنجح الطرق لتعطيل خدمة هوايتفيلد. وأخيرًا جاءته فكرة جهنّمية؛ وهي أن يعمل تمثيلية أمام الجمهور لتقليد چورچ هوايتفيلد، وأن يجعل من الجمهور نفسه هيئة التحكيم ليعطي الجوائز لأفضل من يقلِّد المبشّر ذائع الصيت، فمن ينال أكبر قدر من التصفيق، ويحقق أكبر قدر من السخرية والاستهزاء بالطريقة التي يخدم ويتكلم ويصلي بها چورچ هوايتفيلد، ويسبب أكثر قدر من الهرج والمرج؛ ينال جوائز أكثر. حدد ثورب المسرح وتقدم ثلاثة من المقلدين الموهوبين في الكوميديا، بالإضافة له هو شخصيً. وكانت الشروط أن يفتح المُقلد الكتاب المقدس حيثما اتفق، ويقلّد المبشر من أول جزء تقع عليه عينيه. وهكذا فعل الثلاثة الممثلين الذين نالوا قدرًا كبيرًا من التصفيق والإعجاب، إذ كانت القاعة تضج بالضحك والتهريج. حتى جاء الدور على ثورب، فوقف على منبر التمثيل، وفتح الكتاب المقدس حيثما اتفق فوقعت عينيه على المكتوب: «وكانَ حَاضِرًا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمْ: أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هَذَا؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ. أَوْ أُولَئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ؛ أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ» (لوقا13: 1-5). ولما تأمل لحظات وهو يقرأ هذه الكلمات شعر بصاعقة ورعب شديد يتملكه، وكان كل جسده يرتعش، وأدرك أن الله يتكلم إليه هو شخصيًا؛ فأخذ يحدّث الجمهور بكل جدية عن الهلاك الأبدي والدينونة، ويكرر بين كل عبارة والأخرى هذة الآيه «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ». وكانت كلماته عميقة ومؤثّرة، فساد صمت عميق في القاعة، حتى ارتعب الحاضرون، وبكى البعض تـأثرًا وخـوفـًا من الدينونة، ولم يقاطعه أحد. وقبل أن يختم كلامه أحنى رأسه، وخرج مسرعًا من الباب الخلفي للمسرح، وسط عاصفة من التصفيق المستمر. ولكن إلى أين ذهب ثورب؟ لقد دخل حجرته الخاصة، وهناك سلَّم قلبه بالتمام للرب يسوع المسيح الذي مات على الصليب بدلاً منه وقام من بين الاموات لينجيه من الدينونة الأبدية. وأصبح ثورب بعد هذا من أكثر مساعدي چورچ هوايتفيلد أمانة وأخلاص لمجد الرب يسوع المسيح وخدمته. صديقي القارئ العزيز.. صديقتي القارئة العزيزة.. إن الكلمات العظيمة التي قرأها ثورب من لوقا13: 1-5 والتي تعامل الله معه من خلالها تحكي عن حادثتين قديمتين هما: - هجمة إرهابية عدوانية: حين خلط بيلاطس دماء الجليليين بذبائحهم. كارثة طبيعية عاتية: برج سلوام يسقط على 18 في أورشليم ويقتلهم. واليوم تتوالى، بسرعة مفرطة، في كل مكان في العالم، عمليات القتل الأرهابية الرهيبة، وسقوط الطائرات واحتراقها، وحوادث الطرق، والكوارث الطبيعية الجبارة من الزلازل، والأعاصير، والفيضانات، والأوبئة، والمجاعات. |
||||
13 - 02 - 2024, 01:15 PM | رقم المشاركة : ( 150834 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علينا ألا نركز على الحوادث التى نعشها نفسها بقدر ما نستفيد من دروسها: فالله يتكلم من خلالها كما قال أليهو لأيوب : «لأَنَّ اللهَ أَعْظَمُ مِنَ الإِنْسَانِ. لِمَاذَا تُخَاصِمُهُ؟ لأَنَّ كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَ. لَكِنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً وَبِاثْنَتَيْنِ لاَ يُلاَحِظُ الإِنْسَانُ. فِي حُلْمٍ فِي رُؤْيَا اللَّيْلِ عِنْدَ سُقُوطِ سُبَاتٍ عَلَى النَّاسِ فِي النُّعَاسِ عَلَى الْمَضْجَعِ. حِينَئِذٍ يَكْشِفُ آذَانَ النَّاسِ وَيَخْتِمُ عَلَى تَأْدِيبِهِمْ لِيُحَوِّلَ الإِنْسَانَ عَنْ عَمَلِهِ وَيَكْتُمَ الْكِبْرِيَاءَ عَنِ الرَّجُلِ» (أيوب33: 12-17). |
||||
13 - 02 - 2024, 01:16 PM | رقم المشاركة : ( 150835 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحوادث إنذار لنا حتى ننتبه لحياتنا الروحية: «أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ؛ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ» (رومية2: 4 ،5). |
||||
13 - 02 - 2024, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 150836 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذين ماتوا بالإرهاب أو الكوارث الطبيعية ليسوا من الأحياء الآن: وهذا كان أجلهم المعيَّن «اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبً... أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ» (أيوب14: 1 ،5). |
||||
13 - 02 - 2024, 01:40 PM | رقم المشاركة : ( 150837 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا فرق بين الجليل، حيث الهجمة الأرهابية، وبين أورشليم (مدينة السلام) حيث الكارثة الطبيعية: فالسلام ليس في المكان بل بالإيمان «فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية5: 1). |
||||
13 - 02 - 2024, 01:41 PM | رقم المشاركة : ( 150838 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذين لا يأتيهم القضاء سريعًا لا يُعفون منه ألا وقتيًا: «كَمَا إِذَا هَرَبَ إِنْسَانٌ مِنْ أَمَامِ الأَسَدِ فَصَادَفَهُ الدُّبُّ، أَوْ دَخَلَ الْبَيْتَ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ فَلَدَغَتْهُ الْحَيَّةُ!» (عاموس5: 19). |
||||
13 - 02 - 2024, 01:42 PM | رقم المشاركة : ( 150839 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد كرر الرب هذه الآية في هذا الجزء «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ» والتوبة ليست معناها فقط الحزن على الخطية، بل تركها «اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ. لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ» (إشعياء55: 6 ،7). |
||||
13 - 02 - 2024, 01:43 PM | رقم المشاركة : ( 150840 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا مَن خلّصت أشقى المستهزئين المجرمين.. وفككت قيود المأسورين.. خلصني أنا الإنسان المسكين.. بقوة دمك الثمين.. آمين. |
||||