منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 02 - 2024, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 150771 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"أبناء أبيكم": الله محبة، ودليل بنوتنا، أن نحب كل أحد بما فيهم الأشرار والمسيئين.
بهذه المحبة، نتشبّه بالله الذي أحبنا ومات لأجلنا على الصليب، نحن الذين عصيناه وتحديناه وصلبناه.
والله مستمر في عطائه لكل البشر، سواء المؤمنين به أو الرافضين إياه، فهو يشرق بشمسه على الكل، وأمطاره تروى الكل.
وقد استخدم الشمس والمطر لأجل نفعهما لكل البشر، ولأنهما في السماء فيرمزان لعطايا الله العلوية.
* إن كان الله ينير ويشبع الكل، فقدم محبتك لكل من تقابله، وَانْسَ ذاتك، محتملا الآلام لأجل المسيح، مهما أساء إليك الآخرون.

 
قديم 12 - 02 - 2024, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 150772 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"العشارون": هم جامعو الضرائب الرومانية، ويتصفون بالطمع والقسوة، فكانوا أردأ جماعة في المجتمع، ويرتبط اسمهم بالخطاة.
يعلن المسيح بوضوح أن محبتنا لمن يحبنا شيء عادي، يشترك فيه معنا الأشرار، الذين يمثلهم العشارون المتصفون بالقسوة والطمع. ولكن تميزنا كمسيحيين، هو أن نحب ونعطى السلام، ونعمل الخير مع من يسىء إلينا ويعادينا.
"سلّمتم": كانت الشريعة تقضى بعدم السلام على الأمم، وتقصره على اليهود، وبهذا يظهر قصور المحبة وعدم اتساعها لتشمل كل البشر، فأوصت شريعة العهد الجديد بمحبة الكل.


"كونوا أنتم كاملين": أي اسعوا نحو الكمال.
يؤكد المسيح أن هذا هو كمال المحبة، أي محبة الأعداء، فنصير أبناء الله الكامل، وهو يدعونا للسعى نحو الكمال الذي لا يمكن الوصول إليه تماما، ولكن الله يفرح بهذا السعى لأنه هو الكامل، فيكون هذا سعيا نحوه.

 
قديم 12 - 02 - 2024, 06:54 PM   رقم المشاركة : ( 150773 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






المرض والحزن على الموتى

في الأصحاح السابق ختم الحديث بضبط النفس وعدم النهم، الأمر الذي فيه بنيان الروح كما صحة الجسد. هنا يؤكد ابن سيراخ الحاجة إلى رعاية الجسد، وحفظه من الأمراض التي تُحَطِّمه كما قد تؤذي الروح، لذلك تعرَّض في هذا الأصحاح إلى نظرة المؤمن إلى المرض، وأيضًا إلى الموت. كما أراد تأكيد أن المجتمع في حاجة إلى القائد المُدَبِّر والعامل الصانع، فلا يستخفّ أحد بأخيه بسبب نوع عمله أو بسبب انتمائه إلى فئة مُعَيَّنة من فئات المجتمع العاملة لبنائه.
1. الطب والأطباء

1 أَعْطِ الطَّبِيبَ كَرَامَتَهُ، لأَجْلِ فَوَائِدِهِ فَإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَهُ. 2 لأَنَّ الطِّبَّ آتٍ مِنْ عِنْدِ الْعَلِيِّ، وَقَدْ أُفْرِغَتْ عَلَيْهِ جَوَائِزُ الْمُلُوكِ. 3 عِلْمُ الطَّبِيبِ يُعْلِي رَأْسَهُ، فَيُعْجَبُ بِهِ عِنْدَ الْعُظَمَاءِ. 4 الرَّبُّ خَلَقَ الأَدْوِيَةَ مِنَ الأَرْضِ، وَالرَّجُلُ الْفَطِنُ لاَ يَكْرَهُهَا. 5 أَلَيْسَ بِعُودٍ تَحَوَّلَ الْمَاءُ عَذْبًا، حَتَّى تُعْرَفَ قُوَّتُهُ؟ 6 إِنَّ الْعَلِيَّ أَلْهَمَ النَّاسَ الْعِلْمَ، لِكَيْ يُمَجَّدَ فِي عَجَائِبِهِ. 7 بِتِلْكَ يَشْفِي وَيُزِيلُ الأَوْجَاعَ، وَمِنْهَا يَصْنَعُ الْعَطَّارُ أَمْزِجَةً، وَصَنَعْتُهُ لاَ نِهَايَةَ لَهَا. 8 فَيَحِلُّ السَّلاَمُ مِنَ الرَّبِّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. 9 يَا بُنَيَّ، إِذَا مَرِضْتَ فَلاَ تَتَهَاوَنْ، بَلْ صَلِّ إِلَى الرَّبِّ فَهُوَ يَشْفِيكَ. 10 أَقْلِعْ عَنْ ذُنُوبِكَ، وَقَوِّمْ أَعْمَالَكَ، وَنَقِّ قَلْبَكَ مِنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ. 11 قَرِّبْ رَائِحَةً مَرْضِيَّةً وَتَذْكَارَ السَّمِيذِ، وَاسْتَسْمِنِ التَّقْدِمَةَ، كَأَنَّكَ لَسْتَ بِكَائِنٍ. 12 ثُمَّ اجْعَلْ مَوْضِعًا لِلطَّبِيبِ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَهُ، وَلاَ يُفَارِقْكَ؛ فَإِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ. 13 إِنَّ لِلأَطِبَّاءِ وَقْتًا، فِيهِ الْنُّجْحُ عَلَى أيْدِيهِمْ، 14 لأَنَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ إِلَى الرَّبِّ، أَنْ يُنْجِحَ عِنَايَتَهُمْ بِالرَّاحَةِ وَالشِّفَاءِ، لاِسْتِرْجَاعِ الْعَافِيَةِ. 15 مَنْ خَطِئَ أَمَامَ صَانِعِهِ؛ فَلْيَقَعْ فِي يَدَيِ الطَّبِيبِ.

يرتبط موضوع الطب بالحكمة، فالطبيب يلتزم بدراسة الطب والأدوية، وتُمنَح له الحكمة من الله لممارسة عمله، لذلك فإن الطبيب ما زال يُسَمَّى لدى عامة الناس بـالحكيم. وقد ساد بين الربيين والذين عرفوا فيما بعد بالحسيديم، أي الأتقياء، بأن اللجوء إلى الطبيب هو ضعف إيمان بالله، معتمدين على ما ورد في (أخبار الأيام الثاني 16: 12) أن آسا الملك طلب الأطباء لا الربّ. غالبًا ما كان هؤلاء الأطباء يستخدمون السحر والعرافة، ولا يلجأون إلى الله مع استخدام فن الطب. كان ابن سيراخ مُتعاطِفًا مع التقدُّم في ميدان الطب والدواَّء، فتحدث عن أهمية الطبيب وتقديره للدواء.
إدراك القديس باسيليوس الكبير مع صديقه القدِّيس غريغوريوس النزينزي رسالتهما وهما طالبان في جامعة أثينا، مع تكوين جماعة وسط الطلبة لها تقديرها واحترامها حتى عند الفلاسفة أساتذة الجامعة، دفعه هذا إلى إبراز أن يرى الطب موهبة وعطية من قبل الله كسائر المواهب والفنون، فلا يجوز مقاومتها أو تجاهُلها، بل الاهتمام بدراسة هذه الفن أو هذه الصناعة بتقديرٍ واحترامٍ لها.
بالنسبة للطبيب، فالله خلقه ليعمل حسب موهبته ودراسته، غير أن الشافي الحقيقي هو الله. فالطبيب يُقَدِّم بركة الصحة كعطيةٍ من الله، وهذا يدعونا إلى تكريم الطبيب. والدواء هو أحد العطايا الإلهية التي تُقَدَّم للبشر كالشمس والمطر اللذين يقدمان للخطاة كما للأبرار كقول السيد المسيح.
v سؤال: هل الالتجاء إلى فن الطب يتَّفِق مع ممارسة التقوى؟
الإجابة: كل فنٍ من الفنون هو عطية الله، لمعالجة الخلل في الطبيعة. مثال ذلك فن الزراعة لمعالجة إنتاج الأرض متى كان الإنتاج غير كافٍ لإشباع احتياجاتنا. وفن النسيج لعمل الملابس الضرورية من أجل الاحتشام والحماية من الرياح. وبنفس الطريقة فن البناء. نفس الأمر حقيقي بالنسبة لفن الطب؛ فإذ يتعرَّض جسمنا لأنواع مختلفة من الأذى، يتعرَّض البعض لهجوم من الخارج، والبعض من الداخل بسبب الطعام الذي نتناوله، وإذ يعاني الجسم بسبب التخمة في الأكل أو نقصه، فإن فن الطب وُهِبَ من الله ليقود حياتنا كلها، كمثالٍ لشفاء النفس، يقودنا إلى إزالة ما هو زائد، وإضافة ما هو ناقص...
عندما أُمرنا بالعودة إلى التراب الذي أُخذنا منه، وصار لنا الجسم الذي يمتطيه الألم، وصار مصيره الدمار بسبب الخطية، ولنفس السبب أيضًا خضع للمرض، أي لنا فن الطب لنُعِين المرضى على الأقل إلى حدٍ ما.
القديس باسيليوس الكبير
أعطِ للطبيب كرامته اللائقة به،
وأيضًا حسب احتياجك له، فإن الربّ خلقه [1].
بتجسُّد الكلمة أكد الخالق تكريمه للجسد، وفي خدمته شفى الكثيرين حتى لا يظن أحد أنه يجحد الجسد، إنما يطلب سلامته، كما يهبه مع النفس المجد الأبدي. وبقوله: "لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب بل المرضى، لم آتٍ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مر 12: 17)، لم يستنكف من أن يدعو نفسه طبيبًا.
يرى القديس يوستين في حديث السيد المسيح بابًا مفتوحًا للجسد الذي هاجمته بعض الهرطقات بكونه مخطئ لا يستحق القيامة مع النفس،
إذ قال: [إن كان الجسد هو المخطئ، فقد جاء المُخَلِّص من أجل الخطاة، إذ يقول: "لم آت لأدعوَ أبرارًا بل خطاة إلى التوبة". بهذا يظهر للجسد قيمته في عينيّ الله، وأنه مُمَجَّد... ويلزم أن يُخَلِّصَه.]
فإن الشفاء من عند العليّ،
ومن الملك ينال (الطبيب) العطايا [2].
يُعطِي الله للطبيب الفهم والحكمة، وهو الذي يُقَدِّم لنا الشفاء خلال الطبيب. فإن كان الملك يكرم الطبيب الناجح، ويُقَدِّم له هدايا، فيليق بالملك كما بالطبيب أن يشكرا الله واهب الشفاء.
v أيها الأخ، بعض الناس يلجأون إلى الأطباء، وآخرون لا يذهبون إليهم. الذين يلجأون إليهم يفعلون ذلك مع رجائهم في الله، قائلين: "باسم الربّ نأتمن أنفسنا لدى الأطباء، فهو يمنح الشفاء عن طريقهم. والذين لا يلجأون إليهم، لا يفعلون ذلك، ولهم رجاء في اسم الله، وهو يشفيهم. فإن كنت تلجأ إلى الأطباء لا تفعل خطًا، والذين لا يلجأون إليهم ليسوا متشامخين.
v يلزم للإنسان أن يتذكَّر أنه بدون الله لا يستطيع حتى الطبيب أن يفعل شيئًا. بالحريّ الله هو الذي يهب الشفاء للمرضى عندما يرغب في ذلك.
القديس برصنوفيوس
مهارة الطبيب ترفع رأسه،
فيُعجَب به في حضرة العظماء [3].
في حديث الرسول بولس عن نجاح خدمته وخدمة أَبولّس في كورنثوس، يقول: "أنا غرست وأَبولّس سقى، لكن الله كان ينمي" (1 كو 3: 6). وهكذا بالنسبة للأطباء، فإنهم يُقَدِّمون الدواء، والله هو الذي يشفي.
يقول القديس أغسطينوس: [ما المنفعة إن غرسنا أو سقينا إن لم يُنَمّ الله؟ فإنه ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي، بل الله الذي ينمي.]
وبنفس المنطق نقول: [ما المنفعة إن عالج الطبيب المريض إن لم يشفِ الله.]
خلق الربّ الأدوية من الأرض،
والرجل الفطن لا يستخف بها [4].
يرى القديس مقاريوس الكبير في صناعة الأدوية، رعاية الله العجيبة للإنسان. فإن كانت الأمراض حلَّت على الإنسان بسبب تجاهله للسماوي، وانشغاله بالأرضيات، فقد وهب الله الأرض لتُقَدِّم الأدوية من الأعشاب التي تنبت من الأرض.
v أعطى الله الأرض وعقاقيرها من أجل شفاء الجسد، مُصدِرًا أمرًا بأن يُعالَج الجسد الذي من التراب بأشياء مأخوذة من التراب (الأعشاب)... بعدما سقط الإنسان من الفردوس، جاء توًا تحت تأثير أمراض الجسد واضطراباته... لذلك وهب الله العالم الدواء لأجل راحته، للشفاء ورعاية الجسد، وسمح للذين لا يستطيعون أن يستودعوا أنفسهم بالكامل بين يدي الله أن يستخدموه.
القديس مقاريوس الكبير
v أحيانا يرى الله أنه من الأفضل أن يشفينا سرًا دون وسائل ظاهرة [كالالتجاء إلى طبيبٍ واستخدام دواءٍ] عندما يرى أن هذه الوسيلة نافعة لنفوسنا. مرة أخرى يريدنا أن نستخدم أدوية لعلاج أمراضنا، إما لكي ما يطبع في نفوسنا تذكار نعمته التي ننالها وذلك خلال شفائنا البطيء، أو كما قلت ليُقَدِّم لنا مثالًا نقتدي به بخصوص الاهتمام بالنفس. فكما بالنسبة للجسد الأمر ضروري أن نتخلَّص من العناصر الغريبة عنه ونضيف إليه ما فيه عجز، هكذا بالنسبة للنفس يليق بنا أن نتخلَّص مما هو غريبٍ عنها، وأن نَقْبَلَ ما يتناغم مع طبعها. فقد خلق الله الإنسان مستقيمًا (جا 30:7) وخلقنا لأعمال صالحة لكي نسلك فيها (أف 10:2).
القديس باسيليوس الكبير
أليس بخشبة[7] صار الماء عذبًا،
حتى عُرِفَت قوته؟ [5]
يشير هنا إلى ما ورد في (خر 15: 24)، حين شعر الشعب بالعطش، فتذمَّروا على موسى، إذ وجدوا ماءً مرًا لا يقدر أن يرويهم. ألقى موسى النبي بالشجرة في المياه المُرة فصارت حلوة. هكذا عُرِفَت قوة الله خلال الشجرة التي أُلقيت في الينبوع المُرّ فصارت مياهه حلوة.
يرى كثير من الآباء في الشجرة رمزًا للصليب الذي يعمل في مياه المعمودية، فتتحوَّل حياتنا من المرارة إلى العذوبة، وعوض ما نحمله من أعمال الإنسان القديم نتمتَّع بالطبيعة الجديدة التي صارت لنا في المسيح يسوع.
يقول القديس أمبروسيوس: [كانت مارة عين ماء شديدة المرارة، فلما طَرح فيها موسى الشجرة أَصبحت مياهًا عذبة. لأن الماء بدون الكرازة بصليب الرب لا فائدة منه للخلاص العتيد. ولكن بعد أن تكرَّس بسرّ صليب الخلاص يصبح مناسبًا لاستعماله في الجرن الروحي، وكأس الخلاص، إذ أنه كما ألقى موسى النبي الخشبة في تلك العين هكذا أيضًا ينطق الكاهن على جرن المعمودية بشهادة صليب الرب فيصبح الماء عذبًا بسبب عمل النعمة.]
وهو (الربّ) الذي أعطى الناس المهارة،
ليتمجَّد في عجائبه [6].
ما هي الأعجوبة في إعطائه الناس المهارة؟ إنه يكرِّم الإنسان، فيعطيه العقل والفهم وإمكانية العمل، بينما الله نفسه هو واهب الشفاء خلال عمل الطبيب.
بالأدوية يشفي، ويزيل الأوجاع،
ومنها يصنع الصيدلي أمزجة [7].
يحرص ابن سيراخ على تأكيد الحاجة إلى تناغم العمل البشري وتقديسه بالعمل الإلهي، وارتباط إرادتنا وتقديسها بالإرادة الإلهية. فالطبيب له دوره في نوال الشفاء ومهارته عطية من الله، والدواء مُستخرَج من الأعشاب والنباتات، والصيدلي يقوم بتحضيره ومزجه.
وأعمال الله لا نهاية لها،
وبه تحلّ الصحة على وجه الأرض [8].
يا بُنيّ، إذا مرضت فلا تكن مهملًا،
بل صَلِّ إلى الرب، وهو يشفيك [9].
مع تأكيد عمل الله واتكالنا عليه، يليق ألا نهمل في صحتنا الجسدية، بل نطلب من الله الشفاء. هذا وإصابتنا بأي مرض تعطينا الفرصة أولًا لمراجعة حساباتنا الروحية مُعترِفين بخطايانا، وتقديم الشكر لله، والصلاة من أجل التمتُّع بعمل الله فينا.
v مرض الجسد يُحجِم الخطية، والترف يُشعِل نار خطية الجسد.
v عندما نعاني من ضربات المحن من يد الله الذي يُوَجِّه حياتنا بالصلاح والحكمة، يلزمنا أولًا أن نطلب منه فهم سبب بلائنا بهذه الضربات، وثانيًا نطلب منه خلاصنا من آلامنا أو يهبنا الصبر لاحتمالها حتى النهاية، إذ يهبنا الله مع التجربة المَنْفَذ لاحتمالها (1 كو 13:10).
القديس باسيليوس الكبير
أقلع عن آثامك، واجعل يديك مستقيمتين،
وطَهِّر قلبك من كل خطيئة [10].
ينتهز المؤمن كل فرصةٍ، منها المرض، لانطلاقة جديدة في الحياة الروحية والتمتع بنقاوة القلب.
v يلزمنا أيضًا أن نُقَدِّم دليلًا على إصلاح أنفسنا بأن نصنع ثمارًا تليق بالتوبة (لو 8:3)، متذكرين كلمات الرب: "ها أنت قد برئتَ، فلا تخطئ أيضًا لئلا يكون لك أَشرّ" (يو 14:5).
القديس باسيليوس الكبير
قرِّب ذبيحة رائحة سرور، وتذكار الدقيق الجيد،
واسكب دهنًا على تقدمتك، كأنك تموت قريبًا [11].
تقديم ذبيحة الحب والشكر والتسبيح لا تفارق قلوبنا حتى في لحظات الموت، لأنها هي إعداد لنا للانطلاق من هذا العالم.
v عندما ننال الشفاء من الله... يلزمنا أن نتقبَّل هذا بشكر. لنبصر رعاية الله الساهرة علينا بلا تمييز، سواء تمّ الشفاء خلال مصدر غير مرئي أو خلال أمر مادي (الدواء)، ونَقْبَل الشفاء الأخير كعطية من يد الله.
v لعازر بالرغم من معاناته من جروح مؤلمة، لم يتذمَّر قط على الغني، ولا طلب منه شيئًا، لهذا وجد راحة في حضن إبراهيم، كشخصٍ قبل بتواضعٍ محن الحياة (بما فيها مرضه).
القديس باسيليوس الكبير
كُنْ على اتصالٍ بطبيبك، فإن الربّ خلقه،
ولا تدعه يُفارِقك، فإنك محتاج إليه [12].
يوجد وقت حيث يكون النجاح في أياديهم [13].
فهم أيضًا يصلون إلى الرب أن ينجح
عملهم في جلب الراحة والشفاء،
من أجل حِفْظ حياتك [14].
إيماننا بالله طبيب نفوسنا وأجسادنا لا يدعونا إلى الإهمال في صحتنا أو عدم الالتجاء إلى الطب والأدوية. هذا ويليق بالطبيب أن يلجأ إلى الله ليعطيه حكمة وبركة في عمله.
من يخطئ أمام صانعه،
قد يقع في يديّ طبيب [15].
يسمح الرب بالمرض الجسدي كي نهتم بأمراض الروح التي كثيرًا ما نستهين بها.
v عندما نُمنَح بركة الشفاء سواء بواسطة الخمر الممتزج بزيتٍ كما في حالة الرجل الذي سقط بين لصوص (لو 10: 34) أو بواسطة التين كما في حالة حزقيا، نَقْبَله بشكر. بجانب ذلك نتطلَّع إلى رعاية الله الساهرة بغير محاباة، سواء تحققت خلال مصدر غير منظور أو وكالة مادية، ففي الأخيرة بالحق يُولَد فينا إدراك أكثر حيوية بالإحسان الذي من يدي الله.
غالبًا ما تحل الأمراض التي تصيبنا لصالحنا، والتزامنا بالعلاج المؤلم هو جزء من تدبير حياتنا. لهذا فإن التعقُّل السليم يملي علينا ألا نحتج على البتر أو الكي أو احتمال مرارة الدواء غير المرغوب فيه، أو الامتناع عن الطعام، أو عمل رجيم للأكل، والالتزام بالامتناع عن الأمور المؤذية. كما يلزمنا أن نحافظ على هدفنا. ألا وهو نفعنا الروحي، كما تعلمنا رعاية النفس على وجه التشابه (مع رعاية الجسد).
القديس باسيليوس الكبير
2. الحزن على الموتى إلى حين

16 يَا بُنَيَّ، اذْرِفِ الدُّمُوعَ عَلَى الْمَيْتِ، وَاشْرَعْ فِي النِّيَاحَةِ عَلَى مَا يَلِيقُ بِذِي مُصِيبَةٍ شَدِيدَةٍ، وَكَفِّنْ جَسَدَهُ كَمَا يَحِقُّ، وَلاَ تَتَهَاوَنْ بِدَفْنِهِ. 17 لِيَكُنْ بُكَاؤُكَ مُرًّا، وَتَوَهَّجْ فِي النَّحِيبِ. 18 أَقِمِ الْمَنَاحَةَ بِحَسَبِ مَنْزِلَتِهِ، يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ دَفْعًا لِلْغِيبَةِ، ثُمَّ تَعَزَّ عَنِ الْحُزْنِ. 19 فَإِنَّ الْحُزْنَ يَجْلُبُ الْمَوْتَ، وَغُمَّةَ الْقَلْبِ تَحْنِي الْقُوَّةَ. 20 فِي الاِنْفِرَادِ الْحُزْنُ يَتَشَدَّدُ، وَحَيَاةُ الْبَائِسِ هِيَ عَلَى حَسَبِ قَلْبِهِ. 21 لاَ تُسَلِّمْ قَلْبَكَ إِلَى الْحُزْنِ، بَلِ اصْرِفْهُ ذَاكِرًا الأَوَاخِرَ. 22 لاَ تَنْسَ؛ فَإِنَّهُ لاَ رُجُوعَ مِنْ هُنَاكَ، وَلَسْتَ تَنْفَعُهُ، وَلكِنَّكَ تَضُرُّ نَفْسَكَ. 23 اُذْكُرْ أَنَّ مَا قُضِيَ عَلَيْهِ يُقْضَى عَلَيْكَ. لِي أَمْسِ وَلَكَ الْيَوْمُ. 24 إِذَا اسْتَرَاحَ الْمَيْتُ، فَاسْتَرِحْ مِنْ تَذَكُّرِهِ، وَتَعَزَّ عَنْهُ عِنْدَ خُرُوجِ رُوحِهِ.

1. فاق اليهود الكثير من الشعوب في تعاملهم مع الموتى مثل الرومان والـ Etruscons. ففي إيطاليا عندما سيطر الرومان على الـ Etruscons، حرق الأخيرون جثمان موتاهم وقام الرومان بحرقها حتى صارت رمادًا. في الكتاب المقدس بعهديه لا نسمع إلاَّ عن دفن الموتى، وكان المؤمنون يعتقدون في قيامة الأجساد كما جاء في (2 مل 7). وأَكَّد العهد الجديد ذلك (عب 11: 35؛ أع 2: 32، 36؛ 13: 31-32؛ 24: 13-15). بانتشار الإيمان في الثقافة الهيلينية/الرومانية تبنَّت الثقافة فكرة الدفن عوض حرق الجثث. في روما وُجِدَت المدافن التي في سراديب تحت الأرض قبل بناء الكنائس.
2. كان الناموس يسمح بحرق أجساد الموتى في حالتين: الذي يموت تحت لعنة كما في حالة عخان بن كرمي وأسرته فقد أحرقوهم بعد رجمهم (يش 25:7). والمُذنِب الذي يُمسَك في خطية الزنا (لا 20: 14؛ 21: 9).
3. بوجه عام، كان اليهود يحرصون على غسل موتاهم بأسرع وقت ممكن، ثم يقومون بدفنهم في احتفال يتَّسِم بالبساطة بعد أن تتلى صلاة أو تسابيح القاديش، وهي كلمة آرامية تعني مقدس. توجد حاليًا أربعة أنواع أساسية من القاديش. وحينما تُتلَى القاديش كصلاة حداد على أرواح الموتى، يقوم ابن الميت بالتلاوة، وإذا لم يكن هناك ابن، فذكر رشيد من الأسرة، أو أي يهودي متطوع. ويستمر ترتيل القاديش طيلة أحد عشر شهرًا ويوم واحد من تاريخ الوفاة. والسبب في طول هذه المدة هو اعتقاد اليهود عقاب الآثمين في جهنم يدوم عامًا كاملًا، ولهذا يجب أن تتوقَّف تلاوة القاديش قبل تمام السنة حتى لا يبدو أن الفقيد كان من المذنبين، كما تُتلَى القاديش أيضًا في الذكرى السنوية.
4. بسبب المناخ كان الدفن يتمّ عادة بعد الوفاة مباشرة، ولأنّهم كانوا لا يحنطون الموتى كالمصريين، ولا يحرقونهم كالرومان. استعملوا التحنيط ليعقوب ويوسف، وهما توفّيا في مصر، ووضعا في نعشين.
5. تُسَمَّى المدافن اليهودية " بيت الأحياء" أو " بيت الأزلية". وكانوا ينظرون إلى المكان الذي يدفن فيه اليهودي مقدسًا. ولعل هذا الاهتمام الزائد بجثمان الميت يفسر اهتمام إسرائيل باسترداد جثث القتلى.
6. الندابات المحترفات: يقوم الأهل والأصدقاء بعملية ندب الميت وبكائه، تقودهم في ذلك "ندَّابة" محترفة، حتى يرتفع ضجيجهم وعويلهم مدويًا مجلجلًا (جا 12: 5؛ عا 5: 16).
7. الحزن المُفرِط: في بعض الأحيان يؤدي الحزن المفرط ببعض المتطرفين إلى إحداث جروح في أجسادهم. وقد نهى الناموس شعب إسرائيل عن مثل هذا العمل (لا 19: 28؛ 21: 5؛ 2 صم 1: 11-12؛ مرا 1: 16).
8. الجثمان الذي لا يوارى في التراب، يعتبر عارًا للأسرة ويجلب لعنة على الأرض، فيجب دفن حتى جثث المجرمين (تث 21: 22-23).
9. يزور اليهود المقابر في الأعياد ليُقِيموا الصلوات أمام قبور الموتى حتى يتشفَّعوا لهم عند الإله.
يا بُنيّ، أذرف الدموع على الميت،
وأشرع في النوح على ما يليق بمن نزلت به مصيبة خطيرة.
كفِّن جثته بالكرامة كما يحق له واهتم بدفنه [16].
إذ مات لعازر قيل: "بكى يسوع". (يو 11: 35). لم يتجاهل ابن سيراخ مشاعر الفراق، لكنه شجَّع على سرعة العودة إلى الحياة الطبيعية، لأن الميت لا ينتفع من دموع الحزانى عليه. والحزن الزائد مضر للجسد والروح [19-23].
v بكى الرب من أجل لعازر الذي سيُقِيمه إلى الحياة، بلا شكٍ لكي يسمح لنا بمثاله أن نبكي على موتانا، وإن كان لم يعطنا وصيته بذلك، هذا مع إيماننا بأنهم يقومون إلى الحياة الحقيقية. ليس اعتباطًا قيل: "اسكب دموعًا على الميت، وابدأ بالحزن كمن أصابه ضرر عظيم"، لكنه يكمل بعد قليل قائلًا: "ولتتعزى في حزنك، لأن بالحزن يحل الموت، وأسى القلب يبتلع القوة".
القديس أغسطينوس
v لكي يُظهِر المُخَلِّص نفسه أن لديه مشاعر بشرية حقيقية، حزن من أجل ذاك الذي سيُقِيمه من الأموات.
القديس جيروم
ابكِ بمرارة، وارثِ بحرارة،
وأقم المناحة بحسب منزلته يومًا أو يومين، تجنبًا للافتراء،
ثم تعزَّ عن حزنك [17].
البكاء المُرّ هنا يعني البكاء بمشاعر صادقة، وليس للمظهر الخارجي من أجل المشتركين في خدمة الجناز. هذا الإخلاص أفضل من الرثاء، إذ كثيرون يرثون الميّت ويمدحونه ليس من القلب.
لم يمنع ابن سيراخ النوح على الميّت، إنما في حدود يومين لإبراز المشاعر الصادقة. بعد ذلك يُعلِن الشخص عن تعزيته العملية بعودته إلى عمله والتزاماته، مُتَّعِظًا من الموت كعبور إلى الفردوس.
v تحفظ من أن تحوط نفسك بطاغية الحزن. يمكنك أن تسيطر على نفسك، فإن العاصفة ليست أعظم من مهارتك.
v لا تكن قط مكتئبًا، فإنه لا يوجد سوى شيء واحد مخيف وهو الخطية.
v لا تتطلَّع إلى الجثمان الراقد بعينين مغلقتين وشفتين صامتتين، بل الإنسان القائم المُتمتِّع بالمجد غير المنطوق به والعجيب، وَجِّه أفكارك من الرؤية الحاضرة إلى الرجاء العتيد.
v هل حُرِمت من اللقاء معه فتبكي وتحزن؟ الآن أليس هذا ليس بالأمر غير المعقول إن سلَّمت ابنتك للزواج وأخذها زوجها إلى بلد بعيدة حيث تتمتع هناك بالثراء. فإنك لا تحسب هذا كارثة، لكن غناهما يعزياك عن الحزن المُتسبّب لغيابها. والآن هنا ليس إنسان بل الربّ نفسه يأخذ قريبك فهل تحزن وتنوح؟
v قد تحزن وتبكي لكن لا تدع القنوط يحل بك، ولا تنهمك في الشكاوى. اشكر الله الذي أخذ صديقك لتجد فرصة لتكرم الراحل وفراقه عنك يصير مأتما. إن سقطت في حالة إحباط، فإنك تمنع عن الكرامة من الراحل، وتحزن الله الذي أخذه، وتضر نفسك. أما إذا كنت شاكرا فإنك تكرم الراحل وتمجد الله وتنتفع أنت. لتبكِ كما بكي سيدك على لعازر، ملاحظا الحدود اللائقة بالحزن، والتي يلزم ألا تتعدَّاها. هكذا يقول أيضًا بولس: " أود ألا تجهلوا بخصوص الراقدين، ألا تحزنوا كالباقين الذين بلا رجاء (1 تس 4: 13). يقول: "لا تحزنوا مثل اليونانيين الذين بلا رجاء في القيامة، الذين ييأسون من جهة الحياة المُقبِلة.
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
فإن الحزن يؤدِّي إلى الموت،
وحزن القلب يُنهِك قوَّتك [18].
يوجد نوعان من الحزن: الحزن المقدس الذي يمتزج بروح الرجاء كحزن بطرس بعد سقوطه، وحزن مُتطرِّف بلا رجاءٍ مثل حزن يهوذا الذي دفع به إلى الانتحار. المبالغة في الحزن يجلب الإحباط واليأس والسأم، يُفقِد حيوية الإنسان ويكسر قلبه، ويُحسَب ميتًا.
v الحزن المُفرِط أمر مُرعِب يُوَلِّد موتًا. لذلك يقول بولس: "لئلا يُبتلَع مثل هذا من الحزن المُفرِط" (2 كو 2: 7).
v يمكن للشيطان أن يُحَطِّم حتى تحت مظهر التقوى. فإنه يقدر أن يُحَطِّم ليس فقط بأن يقود الشخص إلى الزنا بل وأحيانًا بالعكس بالحزن المُفرِط الذي يجعل اليأس يتبع التوبة. أن يقتنصنا بالخطية هذا عمله المناسب له، وأما أن يقتنصنا في توبتنا، فهذا عار مهذب، إذ يقاتلنا بسلاحنا لا بسلاحه.
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
أيضًا يمكث الحزن في المحنة، وحياة المسكين تُرهِق قلبه [19].
لا تُسَلِّم قلبك إلى الحزن،
بل اصرفه مُتذكِّرًا نهاية الحياة [20].
v من أجلك يا إنسان هيَّأ الملكوت! ولأجلك أَعدَّ خيرات لا تُوصَف، ونصيبًا معدًا في السماء، وحياة لا مثيل لها، وفرحًا لا يُنطَق به!
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
لا تنسَ، أنه لا عودة (من هناك)،
ولن تنفع الميت بالحزن، وإنما فقط تؤذي نفسك [21].
يُقَدِّم لنا القدِّيس يوحنا الذهبي الفمنظرة إيمانية تتحدَّى الموت، خلالها عوض الحزن المُفرِط على الميت نُطَوِّبه لأنه انطلق للتمتُّع بما يفوق الطبيعة.
v في كرازته ازدادت كرامة (بولس الرسول) بقبوله الإهانات والاضطهادات، ناظرًا إلى الموت كما ننظر نحن إلى الحياة، وقابلًا للفقر كقبولنا للغِنَى، ومُتمتِّعًا بالأتعاب كسعينا نحو الراحة، ومُفَضِّلًا الضيقة عوضًا عن اللذة، ومُصلّيًا لأجل أعدائه أكثر من المصلين ضدهم. فقلب موازين الأمور، أو بالأحرى لنَقُل إننا نحن الذين غيَّرنا تلك النُظم. إذ أنه ببساطة حافظ على شرائع الله، لأن ما سعى إليه يتَّفِق مع الطبيعة البشرية، أما سعينا نحن فهو ضد الطبيعة.
القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
اذكر نهايتي، لأن نهايتك ستكون مثلها:
"لي أمس ولك اليوم" [22].
v انظروا إليَّ يا رفاقي الذين يرافقونني ويدفنوني، ولا يضلّكم المسكن الزمني كما أَضلّني.
اهربوا من العالم، اهربوا من الغِنَى، ومن الإثم، هلموا وانظروا إلى مخرج الطريق كيف عبر.
انظروا إليّ يا أصدقائي كيف أنني ركضتُ، وكيف اغتنيت، وهأنذا أخرج مُجرَّدًا عن أموالي.
رافقتموني فتذكَّروا بسببي أشخاصكم، الطريق عام فمهّدوا مهّدوا سبلكم.
الميت يقول هذه الأمور لجميع أقربائه بسكوته، ومنظره يكون للفائدة بالنسبة للمتميزين.
من لا يستفيد من التعليم بالكلمات، لينظر إلى الطبيعة (ويرى) ما هي آخرته فيندم.
إن أنكر الناموس المكتوب من قبل السامع، تُلقِي الطبيعة الجامدة الرعب على المشاهدين.
آخرة الميت تصير سببًا صالحًا للأحياء، ليتذكَّر كل واحدٍ نفسه ويعود إلى التوبة.
هوذا التعليم بدون مقالات ولا كلمات، مبارك من بموته احتقر العالم لئلا يطمع.
القديس مار يعقوب السروجي
إذ استراح الميت، فاسترح من تذكُّره،
وتعزَّ عنه عند خروج روحه [23].
الحديث عن راحة الميت صادر عن إيمان ابن سيراخ بالحياة بعد الموت.
3. تقدير القادة وأصحاب الحرف

25 الْكَاتِبُ يَكْتَسِبُ الْحِكْمَةَ فِي أَوَانِ الْفَرَاغِ، وَالْقَلِيلُ الاِشْتِغَالِ يَحْصُلُ عَلَيْهَا. 26 كَيْفَ يَحْصُلُ عَلَى الْحِكْمَةِ الَّذِي يُمْسِكُ الْمِحْرَاثَ، وَيَفْتَخِرُ بِالْمِنْخَسِ، وَيَسُوقُ الْبَقَرَ، وَيَتَرَدَّدُ فِي أَعْمَالِهَا، وَحَدِيثُهُ فِي أَوْلاَدِ الثِّيرَانِ؟ 27 قَلْبُهُ فِي خُطْوطِ الْمِحْرَاثِ، وَسَهَرُهُ فِي تَسْمِينَ الْعِجَالِ. 28 كَذلِكَ كُلُّ صَانِعٍ وَمُهَنْدِسٍ مِمَّنْ يَقْضِي اللَّيْلَ كَالنَّهَارِ، وَالْحَافِرُونَ نُقُوشَ الْخَوَاتِمِ، الْجَاهِدُونَ فِي تَنْوِيعِ الأَشْكَالِ، الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ فِي تَمْثِيلِ الصُّورَةِ بِأَصْلِهَا، وَسَهَرُهُمْ فِي اسْتِكْمَالِ صَنْعَتِهِمْ. 29 وَكَذلِكَ الْحَدَّادُ الْجَالِسُ عِنْدَ السَّنْدَانِ، الْمُكِبُّ عَلَى صَوْغِ حَدِيدَةٍ ضَخْمَةٍ، يُصَلِّبُ وَهَجُ النَّارِ لَحَمَهُ، وَهُوَ يُكَافِحُ حَرَّ الْكِيرِ. 30 صَوْتُ الْمِطْرَقَةِ يَتَتَابَعُ عَلَى أُذُنَيْهِ، وَعَيْنَاهُ إِلَى مِثَالِ الْمَصْنُوعِ. 31 قَلْبُهُ فِي إِتْمَامِ الْمَصْنُوعَاتِ، وَسَهَرُهُ فِي تَزْيِينِهَا إِلَى التَّمَامِ. 32 وَهكَذَا الْخَزَّافُ الْجَالِسُ عَلَى عَمَلِهِ، الْمُدِيرُ دُولاَبَهُ بِرِجْلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَزَالُ مُهْتَمًّا بِعَمَلِهِ، وَيُحْصِي جَمِيعَ مَصْنُوعَاتِهِ. 33 بِذِرَاعِهِ يَعْرُكُ الطِّينَ، وَأَمَامَ قَدَمَيْهِ يَحْنِي قُوَّتَهُ. 34 قَلْبُهُ فِي إِتْقَانِ الدِّهَانِ، وَسَهَرُهُ فِي تَنْظِيفِ الأَتُونِ. 35 هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى أيْدِيهِمْ، وَكُلٌّ مِنْهُمْ حَكِيمٌ فِي صِنَاعَتِهِ. 36 بِدُونِهِمْ لاَ تُعْمَرُ مَدِينَةٌ. 37 لاَ يَأْوُونَ الْمُدُنَ، وَلاَ يَتَمَشَّوْنَ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَمَاعَةَ، 38 وَلاَ يَجْلِسُونَ عَلَى مِنْبَرِ الْقَاضِي، وَلاَ يَفْقَهُونَ فُنُونَ الدَّعَاوِي، وَلاَ يَشْرَحُونَ الْحُكْمَ وَالْقَضَاءَ، وَلاَ يَضْرِبُونَ الأَمْثَالَ. 39 لكِنَّهُمْ يُصْلِحُونَ الأَشْيَاءَ الدَّهْرِيَّةَ، وَدُعَاؤُهُمْ لأَجْلِ عَمَلِ صِنَاعَتِهِمْ، خِلاَفًا لِمَنْ يُسَلِّمُ نَفْسَهُ إِلَى التَّأَمُّلِ فِي شَرِيعَةِ الْعَلِيِّ.

مع دور القادة من بينهم الكتبة في تقدُّم المجتمع، يكرم ابن سيراخ أصحاب الحرف والمهارات اليدوية، لأن المجتمع يعتمد عليهم في التقدُّم والرخاء. يتحدَّث إلى الصناع والعاملين في تربية المواشي [25-26] والنجارين والنحاتين [27] والعاملين في المعادن [28] والعاملين في الفخار [29-30]. هؤلاء يقدمون المواد التي يستخدمها القادة والكتبة. لم يستخفّ ابن سيراخ بأي عملٍ في المجتمع.
إن كان اليهود يعفون الربانيين من بعض الأعمال والصناعات، فليس احتقارًا لهذه الأعمال، إنما لكي يتفرَّغوا للرعاية والخدمة والعبادة. لكن غالبًا ما يتعلَّم كل يهوديٍ مهما كان مركزه عملًا يدويًا يقوم به عند الضرورة. هذا واضح في حياة شاول الطرسوسي الفريسي، وأيضًا أكيلا وبريسكلا، فالكل كانوا صانعي خيام (1 كو 9: 4-11). وفي النظام الرهباني، العمل اليدوي إلزامي بالنسبة للجميع، حتى وإن كانوا رؤساء أديرة أو يقومون بعمل عقلي مثل التعليم.
حكمة الكاتب تعتمد على فرصته للخلوة،
وعندما يكون قليل العمل يصبح حكيمًا [24].
v "إنني نائم، وقلبي يستمر في السهر". إنني أستريح من الانشغال بالأنشطة، أما عقلي فيوجه كل طاقاته نحو الميل إلى التعلُّق بالله.
القديس أغسطينوس
كيف يصير حكيمًا من يُمسك المحراث؟
فإنه يفتخر بعمود المنخس، ويسوق الثور،
ومشغول بالعمال، وحديثه عن صغار الحيوانات [25]
المنخس هو العصا التي بها ننخس بعض الحيوانات، يستخدمها الراعي في قيادة الغنم والحيوانات.
قلبه منصرف إلى خطوط المحراث،
وسهره في تسمين العجول [26].
جيد أن يكون الفلاح أمينًا في عمله، لكن يمكنه أن يتمتَّع بالحكمة التي هي زينة الحياة ولا يمكن الحياة بدونها. عمله يحصره في دائرة مادية ضيقة دون الاستمتاع بالتأمل في عمل الله معه.
هكذا بالنسبة لكل صانع وربّ عمل يعمل الليل كالنهار،
والذين يحفرون نقوش الخواتم وهم مجتهدون في تنويع الأشكال،
هؤلاء يصرفون قلوبهم إلى نقل صورة حية، ويسهرون لاستكمال صنعتهم [27].
المجتمع محتاج إلى أصحاب مواهب في الفنون المتنوعة، وجيد أن يكون العامل مجتهدًا. غير أن هذه الفنون إن قَدَّمها أُناس يسلكون بالروح، تترك انطباعات روحية جميلة في كثيرين من المشاهدين.
كان صانعو الأيقونات يصومون أثناء رسم الأيقونة، ويهتمُّون بصلواتهم وعبادتهم، حتى يكون للأيقونة ثمرها الروحي.
وكذلك الحدَّاد الجالس عند السندان، يفحص عن قُرب الذي يصوغه:
وهج النار يذيب لحمه، بقدر ما يعاني من حرارة الأتّون، يميل أذنه لصوت المطرقة،
وعيناه مُرَكِّزتان على مثال الإناء.
يضع قلبه في إتمام أعماله، ويسهر كي ينجز تفاصيلها [28].
الحَدَّادُ الذي يعاني من لهيب النار والدخان وصوت الطَرقات المتوالية فوق السندان يحتمل ذلك من أجل إتمام عمله. مع أمانته في العمل يلزمه الراحة والتأمل فيهبانه حياة أفضل ومهارة أكبر في عمله.
لا يتحقَّق تكامُل المجتمع بدون أصحاب الحرف وتوافرهم، إلا أن تخصيص وقت للدراسة والمعرفة لاكتساب الحكمة هو أمر ضروري في الحياة، فحتى المهن تحتاج إلى حكمة، تلك التي يهبها الله للصانع، فتخرج صناعته في صورة تُمَجِّد الله.
كذلك الخزَّاف الجالس بجوار عمله ويدير دولابه بقدميه،
ويهتم دائمًا بجودة عمله، وأيضًا كميّة إنتاجه [29].
بذراعه يعجن الطين، وبقدميه يُحَرِّك الدولاب ليُقوِّسه.
يضع في قلبه أن يكمل صقله أو طلاءه، ويُنظِّف الأتون بدقة وعناية [30].
يليق بالخزَافُ أو (الفخاري) الذي يقضي وقته مع دولابه منهمكًا في صنع الأواني المطلوبة منه ثم زخرفتها ودهنها ورصّها في الآتون لتصبح أوانٍ ذات أشكال جميلة مختلفة بنقوش بديعة، وبعد ذلك يقضي بقية وقته في تنظيف الفرن وتجهيزه للدفعة الجديدة. يليق بالفخّاري وهو يُعد الطين ليضعه في الدولاب لتشكيله أن يذكر الله الخزَّاف الأعظم.
وكما يقول عنه العلامة أوريجينوس:
[طالما كان الفخار طينًا خامًا يكون قابلًا لإعادة التشكيل، لكن بمجرد دخوله النار يصبح صلبًا إذا انكسر لا يمكن علاجه. ماذا يعني ذلك؟ نفهم هذا بصورة عامة أولًا، ثم إذا سمح الرب نفهمه بالتفصيل.
طالما نحن في هذه الحياة، نُعتبَر آنية من الفخار الخام، إما أن نكون مصنوعين من الرذيلة أو الفضيلة. على أي الأحوال يُمكِن أن تُكسَر رذائلنا لتصير فضائل جديدة، كما أن تَقدُّمنا في الفضيلة يكون قابلًا للرجوع والتقهقر إلى الوراء. لكن حينما نعبر الزمن الحاضر ونصل إلى الحياة الأخرى، نجوز في النار، سواء نار سهام الشرير المشتعلة أو في النار الإلهية بما أن إلهنا نار آكلة، وسواء كُنّا أشرارًا أو صالحين، فإنه بعد كسْرِنا (موتنا) لن يمكن إعادة تشكيلنا ولن نكون قابلين للإصلاح. هكذا ما دمنا في هذه الحياة كأننا في يد الفخاري: إذا سقط الإناء من يديه يمكنه أن يعالجه ويصلحه. فلنتب عن خطايانا التي فعلناها بالجسد، ولنرجع إلى الله بكل قلوبنا الآن، لكي يمنحنا النجاة والخلاص، طالما عندنا فرصة للتوبة، لأنه بعد خروجنا من العالم لن نتمكَّن من الاعتراف بخطايانا وتقديم توبة عنها.]
هؤلاء كلّهم اتّكلوا على أياديهم،
وكلّ منهم خبير في صناعته [31].
بدونهم لا تصلح المدينة للعيش،
ولا يسافر إليها أي أحد أو يعيش فيها [32].
ومع ذلك لا يُطلَبون في مجلس الشعب، وفي الجماعة ليس لهم امتياز.
على كرسي القاضي لا يجلسون، وأحكام الشرع لا يفقهون [33].
لا يستطيعون تقديم الإرشاد في التأديب والحكم، وبين ضاربي الأمثال لا يوجدون؛
لكنهم يحفظون بناء العالم مُستقرًّا، وصلاتهم هي في عمل صناعتهم [34].
يتطلَّع ابن سيراخ إلى الإنسان الأمين في عمله كمن يمارس الصلاة، لأنه يحمل سمة الأمانة التي تليق بالمؤمن التقي.



من وحي سيراخ 38
أُمَجِّدك يا طبيب نفسي وجسدي!

v أُبارِكك أيها القدوس، لأنك تهتم بجسدي كما بروحي!
بالخطية زال جمال نفسي، وتسلَّل المرض إلى جسدي!
لم تتخلّ عنّا، أعطيت المهارة والفهم لبني البشر.
قدمت لجسدي الشفاء خلال الطب والأطباء.
v أخرجت الأدوية من الأرض التي خلقتها، ووهبت المهارة للإنسان ليستخرج الدواء!
تسمح لي بالمرض لأعيد تقييم حياتي، فأطلب برّك ليؤهلني لقبول شركة أمجادك الأبدية.
v بقيامتك أقمت نفسي من موت الخطية،
وأَعددت لي موضعًا في أحضانك،
وهبت لجسدي أن يشارك الروح مجدها!
بحُبِّك لم تضع رجاءنا في الأرض بل في السماء!
فإن مات لي أحد أبكي إلى حين،
كما شاركتَ مريم ومرثا بكاءهما على لعازر حبيبك!
لن أستسلم للحزن لئلا يُحَطِّم نفسي.
إنما مع الرسول أَترنَّم: أين شوكتك يا موت؟!
أرى في الراقد أنه استراح.
وأهنئه على عبوره وأَترقَّب بفرحٍ عبوري.
v يا لحُبّك العجيب لكل بني البشر.
بتدبيرك الحكيم قدَّمت للبشر وزنات متنوعة،
فلا يطلب أحد أنه يعيش منعزلًا عن إخوته،
ولا يُصَاب أحد بصغر نفسٍ بسبب مهنته.
يستطيع الكل أن يسمع في مجيئك الأخير:
كنت أمينًا في القليل أقيمك على الكثير.
سنرى عظماء خلصوا كما بنارٍ،
ومن كل المهن والمراكز نجد من صاروا كملائكة الله!
يتهلَّل السمائيون بكل المؤمنين في السماء.
يُرَحِّبون بنا ويُمَجِّدون الخالق لأجل خلاصه لبني البشر!
متى أرى الكل قد صاروا الملكة العروس الجالسة عن يمينك، يا ملك الملوك؟!
 
قديم 12 - 02 - 2024, 07:06 PM   رقم المشاركة : ( 150774 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الطب والأطباء

1 أَعْطِ الطَّبِيبَ كَرَامَتَهُ، لأَجْلِ فَوَائِدِهِ فَإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَهُ. 2 لأَنَّ الطِّبَّ آتٍ مِنْ عِنْدِ الْعَلِيِّ، وَقَدْ أُفْرِغَتْ عَلَيْهِ جَوَائِزُ الْمُلُوكِ. 3 عِلْمُ الطَّبِيبِ يُعْلِي رَأْسَهُ، فَيُعْجَبُ بِهِ عِنْدَ الْعُظَمَاءِ. 4 الرَّبُّ خَلَقَ الأَدْوِيَةَ مِنَ الأَرْضِ، وَالرَّجُلُ الْفَطِنُ لاَ يَكْرَهُهَا. 5 أَلَيْسَ بِعُودٍ تَحَوَّلَ الْمَاءُ عَذْبًا، حَتَّى تُعْرَفَ قُوَّتُهُ؟ 6 إِنَّ الْعَلِيَّ أَلْهَمَ النَّاسَ الْعِلْمَ، لِكَيْ يُمَجَّدَ فِي عَجَائِبِهِ. 7 بِتِلْكَ يَشْفِي وَيُزِيلُ الأَوْجَاعَ، وَمِنْهَا يَصْنَعُ الْعَطَّارُ أَمْزِجَةً، وَصَنَعْتُهُ لاَ نِهَايَةَ لَهَا. 8 فَيَحِلُّ السَّلاَمُ مِنَ الرَّبِّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. 9 يَا بُنَيَّ، إِذَا مَرِضْتَ فَلاَ تَتَهَاوَنْ، بَلْ صَلِّ إِلَى الرَّبِّ فَهُوَ يَشْفِيكَ. 10 أَقْلِعْ عَنْ ذُنُوبِكَ، وَقَوِّمْ أَعْمَالَكَ، وَنَقِّ قَلْبَكَ مِنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ. 11 قَرِّبْ رَائِحَةً مَرْضِيَّةً وَتَذْكَارَ السَّمِيذِ، وَاسْتَسْمِنِ التَّقْدِمَةَ، كَأَنَّكَ لَسْتَ بِكَائِنٍ. 12 ثُمَّ اجْعَلْ مَوْضِعًا لِلطَّبِيبِ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَهُ، وَلاَ يُفَارِقْكَ؛ فَإِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ. 13 إِنَّ لِلأَطِبَّاءِ وَقْتًا، فِيهِ الْنُّجْحُ عَلَى أيْدِيهِمْ، 14 لأَنَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ إِلَى الرَّبِّ، أَنْ يُنْجِحَ عِنَايَتَهُمْ بِالرَّاحَةِ وَالشِّفَاءِ، لاِسْتِرْجَاعِ الْعَافِيَةِ. 15 مَنْ خَطِئَ أَمَامَ صَانِعِهِ؛ فَلْيَقَعْ فِي يَدَيِ الطَّبِيبِ.

يرتبط موضوع الطب بالحكمة، فالطبيب يلتزم بدراسة الطب والأدوية، وتُمنَح له الحكمة من الله لممارسة عمله، لذلك فإن الطبيب ما زال يُسَمَّى لدى عامة الناس بـالحكيم. وقد ساد بين الربيين والذين عرفوا فيما بعد بالحسيديم، أي الأتقياء، بأن اللجوء إلى الطبيب هو ضعف إيمان بالله، معتمدين على ما ورد في (أخبار الأيام الثاني 16: 12) أن آسا الملك طلب الأطباء لا الربّ. غالبًا ما كان هؤلاء الأطباء يستخدمون السحر والعرافة، ولا يلجأون إلى الله مع استخدام فن الطب. كان ابن سيراخ مُتعاطِفًا مع التقدُّم في ميدان الطب والدواَّء، فتحدث عن أهمية الطبيب وتقديره للدواء.
 
قديم 12 - 02 - 2024, 07:07 PM   رقم المشاركة : ( 150775 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إدراك القديس باسيليوس الكبير مع صديقه القدِّيس غريغوريوس النزينزي رسالتهما وهما طالبان في جامعة أثينا، مع تكوين جماعة وسط الطلبة لها تقديرها واحترامها حتى عند الفلاسفة أساتذة الجامعة، دفعه هذا إلى إبراز أن يرى الطب موهبة وعطية من قبل الله كسائر المواهب والفنون، فلا يجوز مقاومتها أو تجاهُلها، بل الاهتمام بدراسة هذه الفن أو هذه الصناعة بتقديرٍ واحترامٍ لها.
بالنسبة للطبيب، فالله خلقه ليعمل حسب موهبته ودراسته، غير أن الشافي الحقيقي هو الله. فالطبيب يُقَدِّم بركة الصحة كعطيةٍ من الله، وهذا يدعونا إلى تكريم الطبيب. والدواء هو أحد العطايا الإلهية التي تُقَدَّم للبشر كالشمس والمطر اللذين يقدمان للخطاة كما للأبرار كقول السيد المسيح.
 
قديم 12 - 02 - 2024, 07:09 PM   رقم المشاركة : ( 150776 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


v سؤال: هل الالتجاء إلى فن الطب يتَّفِق مع ممارسة التقوى؟
الإجابة: كل فنٍ من الفنون هو عطية الله، لمعالجة الخلل في الطبيعة. مثال ذلك فن الزراعة لمعالجة إنتاج الأرض متى كان الإنتاج غير كافٍ لإشباع احتياجاتنا. وفن النسيج لعمل الملابس الضرورية من أجل الاحتشام والحماية من الرياح. وبنفس الطريقة فن البناء. نفس الأمر حقيقي بالنسبة لفن الطب؛ فإذ يتعرَّض جسمنا لأنواع مختلفة من الأذى، يتعرَّض البعض لهجوم من الخارج، والبعض من الداخل بسبب الطعام الذي نتناوله، وإذ يعاني الجسم بسبب التخمة في الأكل أو نقصه، فإن فن الطب وُهِبَ من الله ليقود حياتنا كلها، كمثالٍ لشفاء النفس، يقودنا إلى إزالة ما هو زائد، وإضافة ما هو ناقص...
عندما أُمرنا بالعودة إلى التراب الذي أُخذنا منه، وصار لنا الجسم الذي يمتطيه الألم، وصار مصيره الدمار بسبب الخطية، ولنفس السبب أيضًا خضع للمرض، أي لنا فن الطب لنُعِين المرضى على الأقل إلى حدٍ ما.
القديس باسيليوس الكبير
 
قديم 12 - 02 - 2024, 07:09 PM   رقم المشاركة : ( 150777 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أعطِ للطبيب كرامته اللائقة به،
وأيضًا حسب احتياجك له، فإن الربّ خلقه [1].
بتجسُّد الكلمة أكد الخالق تكريمه للجسد، وفي خدمته شفى الكثيرين

حتى لا يظن أحد أنه يجحد الجسد، إنما يطلب سلامته، كما يهبه
مع النفس المجد الأبدي. وبقوله: "لا يحتاج الأصحّاء إلى طبيب
بل المرضى، لم آتٍ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مر 12: 17)،
لم يستنكف من أن يدعو نفسه طبيبًا.
 
قديم 12 - 02 - 2024, 07:11 PM   رقم المشاركة : ( 150778 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يرى القديس يوستين


في حديث السيد المسيح بابًا مفتوحًا للجسد الذي هاجمته بعض
الهرطقات بكونه مخطئ لا يستحق القيامة مع النفس،
إذ قال: [إن كان الجسد هو المخطئ، فقد جاء المُخَلِّص من أجل
الخطاة، إذ يقول: "لم آت لأدعوَ أبرارًا بل خطاة إلى التوبة".
بهذا يظهر للجسد قيمته في عينيّ الله، وأنه مُمَجَّد... ويلزم أن يُخَلِّصَه.]
 
قديم 12 - 02 - 2024, 07:12 PM   رقم المشاركة : ( 150779 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فإن الشفاء من عند العليّ،
ومن الملك ينال (الطبيب) العطايا [2].

يُعطِي الله للطبيب الفهم والحكمة،
وهو الذي يُقَدِّم لنا الشفاء خلال الطبيب.
فإن كان الملك يكرم الطبيب الناجح،
ويُقَدِّم له هدايا، فيليق بالملك كما
بالطبيب أن يشكرا الله واهب الشفاء.
 
قديم 12 - 02 - 2024, 07:13 PM   رقم المشاركة : ( 150780 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



v أيها الأخ، بعض الناس يلجأون إلى الأطباء،
وآخرون لا يذهبون إليهم. الذين يلجأون إليهم يفعلون ذلك
مع رجائهم في الله، قائلين: "باسم الربّ نأتمن أنفسنا لدى الأطباء،
فهو يمنح الشفاء عن طريقهم. والذين لا يلجأون إليهم، لا يفعلون
ذلك، ولهم رجاء في اسم الله، وهو يشفيهم. فإن كنت تلجأ
إلى الأطباء لا تفعل خطًا، والذين لا يلجأون إليهم ليسوا متشامخين.



القديس برصنوفيوس
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024