منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 02 - 2024, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 150371 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






العبادة المقبولة وحنوّ الله بلا محاباة

يستمر ابن سيراخ في الحديث عن العبادة مؤكدًا وحدتها مع السلوك اللائق بالمؤمن.












حُرِم اليهود في فترة السبي البابلي من تقديم ذبائح حيوانية، إذ كان الهيكل مُدَمَّرًا. فأدرك بعض اليهود ما أنذرهم به إشعياء النبي وغيره من أنبياء القرن الثامن ق.م.، إذ أَصرّوا على أن الله يطلب ما هو أكثر من حفظ الطقس الخارجي. يطلب: "أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان" (مت 23: 23).
لم يكن ابن سيراخ مُعارِضًا للطقوس الخاصة بالهيكل، كما يظهر بوضوح في الأصحاح العشرين، بل وفي هذا الأصحاح يطالب بذبيحة البار [6] وتقديم البكور [7] والعشور [8] وخدمة الربّ [11]، تُقَدَّم حرفيًا لكن بنقاوة قلب واستقامة الحياة في الربّ. ما يُحَذِّر منه هو تقديم الذبائح والتقدمات كرشوة للربّ، فإن الله ليس عنده محاباة [13].
يليق بالإنسان الظالم أن يُدرِك أن الله يسمع لصلاة الفقير والمظلوم [13-15]. العبارات الواردة في هذا الأصحاح [17-24] ربما تُعَبِّر عن مرارة شعب الله وهم تحت الحكم الهيليني/السرياني في نهاية القرن الثالث ق.م. صلوات الفقير هي طلبة إسرائيل لرد ما تُعانِي منه من مضايقيها. صارت هذه الصلاة بدورها طلبة من أجل إرسال المسيَّا.
1. الذبائح المقبولة

1 مَنْ حَفِظَ الشَّرِيعَةَ؛ فَقَدْ قَدَّمَ ذَبَائِحَ كَثِيرَةً. 2 مَنْ رَعَى الْوَصَايَا؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْخَلاَصِ. 3 وَمَنْ أَقْلَعَ عَنِ الإِثْمِ؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ، وَكَفَّرَ ذُنُوبَهُ. 4 مَنْ قَدَّمَ السَّمِيذَ فَقَدْ وَفَى بِالشُّكْرِ، وَمَنْ تَصَدَّقَ؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْحَمْدِ. 5 مَرْضَاةُ الرَّبِّ الإِقْلاَعُ عَنِ الشَّرِّ، وَتَكْفِيرُ الذُّنُوبِ الرُّجُوعُ عَنِ الإِثْمِ. 6 لاَ تَحْضُرَ أَمَامَ الرَّبِّ فَارِغًا؛ 7 فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تُجْرَى طَاعَةً لِلْوَصِيَّةِ. 8 تَقْدِمَةُ الصِّدِّيقِ تُدَسِّمُ الْمَذْبَحَ، وَرَائِحَتُهَا طَيِّبَةٌ أَمَامَ الْعَلِيِّ. 9 ذَبِيحَةُ الرَّجُلِ الصِّدِّيقِ مَرْضِيَّةٌ، وَذِكْرُهَا لاَ يُنْسَى. 10 مَجْدُ الرَّبِّ عَنْ قُرَّةِ عَيْنٍ، وَلاَ تُنَقِّصْ مِنْ بَوَاكِيرِ يَدَيْكَ. 11 كُنْ مُتَهَلِّلَ الْوَجْهِ فِي كُلِّ عَطِيَّةٍ، وَقَدِّسِ الْعُشُورَ بِفَرَحٍ. 12 أَعْطِ الْعَلِيَّ عَلَى حَسَبِ عَطِيَّتِهِ، وَقَدِّمْ كَسْبَ يَدِكَ عَنْ قُرَّةِ عَيْنٍ. 13 فَإِنَّ الرَّبَّ مُكَافِئٌ؛ فَيُكَافِئُكَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ.

اهتم سفر اللاويين الذي يُعتبَر سفر الدعوة للقداسة، إذ تكرَّر القول: "تكونون لي قديسين، لأني أنا قدوس" (لا 11: 44؛ 11: 45؛ 19: 2)، بالحديث في شيءٍ من التفصيل عن الذبائح والتقدمات في هيكل الله. وجاء سفر ابن سيراخ يدعو كل مؤمن أن يُقَدِّم ذبائح وتقدمات روحية في حياته. فرأى من يحفظ الوصايا يُقَدِّم ذبيحة سلامة [1]، ومن يُمارِس إحسانًا لمحتاجٍ يُقَدِّم تقدمة قربان خبز فاخر [2]، ومن يُقَدِّم صدقة يذبح ذبيحة شكر لله [2]. ومن يعتزل الشر يُقَدِّم ذبيحة كفارة يُسَرّ الله بها [2]. إنه يربط بين خدمة الهيكل وبين تقديم المؤمنين ذبائح وتقدمات في حياتهم اليومية في حضرة الرب.
الإنسان الذي يحفظ الشريعة يُكثِر من تقدماته،
ومن يتمسَّك بالوصايا يُقَدِّم ذبيحة سلامة [1].
يُسرّ الله بتقدمات الطاعة للوصية الإلهية والتمسُّك بها، فيحسبها تقدمات وذبيحة سلامة مرضية أمامه. ذبيحة السلامة في رأي العلامة أوريجينوس هي تقدمة الإنسان الناضج روحيًا أو الكامل الذي ينعم بسلام الله الكامل في حياته الداخلية وفي علاقته الداخلية، بكونها فيض سلام وشكر ينبع بالسيد المسيح نفسه واهب السلام.
v السلام الحقيقي عُلوي. ما دمنا مرتبطين بالجسد، نحمل نيرًا لأمورٍ كثيرةٍ تتعبنا.
ابحثوا إذن عن السلام، وتحرَّروا من متاعب هذا العالم. اقتنوا ذهنًا هادئًا، ونفسًا هادئة غير مُرتبِكة، لا تُثِيرها الأهواء، ولا تجتذبها التعاليم الباطلة، فتتحدَّى إغراءاتها لقبولها حتى يمكنكم أن تنالوا "سلام الله الذي يفوق كل فهمٍ يحفظ قلوبكم" (في 4: 7).
من يطلب السلام يطلب المسيح، لأنه هو نفسه سلامنا، الذي يجعل الاثنين إنسانًا جديدًا واحدًا (أف 14:2)، عاملًا سلامًا بدم صليبه، سواء على الأرض أم في السماوات.
القديس باسيليوس الكبير
من يردّ باللطف يُقَدِّم تقدمة خبز فاخر،
ومن يُقَدِّم صدقة، يُقَدِّم ذبيحة شكر [2].
يقول العلامة أوريجينوسإن كنت عاجزًا عن أن تُقَدِّم كل حياتك مُكَرَّسة للربَ كمُحرَقة (لا 1)، فقَدِّم عملك اليومي مقدسًا له كقربان دقيقٍ أو فطير، صارخًا لله أن يسكب فيك زيت رحمته بلا انقطاعٍ حتى لا يلهيك العالم عن أبديتك (لا 2). ومن يُقَدِّم صدقة، يكون كمن يذبح ذبيحة شكر.
v عندما تنام على سريرك، تذكَّر بركات الله، وعنايته بك، واشكره على هذا، فإذ تمتلئ بهذه الأفكار تفرح في الروح. وعندئذ يكون في نوم الجسد سموًا لنفسك، وإغلاق عينيك بمثابة معرفة حقيقة لله، وصمتك وأنت مشحون بمشاعر صالحة هو تمجيد لله القدير من كل القلب وكل القوة، مقدما لله تسبيحًا يرتفع إلى الأعالي. لأنه عندما لا يوجد شرّ في الإنسان، فالشكر وحده يرضي الله أكثر من تقدمات ثمينة، هذا الذي له المجد إلى دهر الدهور. آمين.
القديس أنطونيوس الكبير
v سؤال: كيف يستطيع الإنسان أن يُتَمِّم حُبَّه لله؟
الإجابة: عندما نكون في حالة شكر وعرفان دائم من أجل نِعَم الله... كما نراها – مع الحيوانات الغير عاقلة. فالكلاب مثلًا تُحِب الذين يُقَدِّمون لها الطعام. أيضًا نتعلَّم هذا المبدأ من اتِّهام الرب لشعب بني إسرائيل على لسان إشعياء النبي، قائلًا:" ربّيت بنين ونشأتهم، أما هم فعصوا عليَّ، الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم" (إش 1: 2-3). كما أن الحُب ينمو بطريقة عفوية بين الحمار تجاه صاحبه، والثور تجاه قانيه، كذلك نحن أيضًا. لو أننا نشكر الله ممتنين على نِعَمه التي يعطيها لنا، فكيف إذن لا نحب من يمنحنا الكثير من تلك العطايا العظيمة؟! كيف لا تتشكَّل مثل هذه الفضيلة في وجدان النفس السوية بطريقة طبيعية بدون أن تتعلَّمها (تتدرَّب عليها) إن جاز التعبير؟!
القديس باسيليوس الكبير
ترك الشرّ هو مسرَّة الربّ،
وترك الإثم هو كفارة [3].
تعرَّفت بعض الشعوب خلال التقليد على الذبائح الدموية، إذ تسلَّموها عن نوح وبنيه الثلاثة، وقد شوَّهوا مفاهيمها وغايتها، لكن الشعب اليهودي انفرد بطقس "يوم الكفارة العظيم" (لا 16) الذي عبثًا نجد ما يشبهه لدى أي شعب آخر، وهو يشير إلى ذبيحة الصليب التي قَدَّمها السيد المسيح عن العالم. "كفارة" في العبرية "كبوديت" تعني "تغطية" أو "ستر"، إذ في هذا اليوم تغفر الخطايا ويُستَر على الإنسان بالدم الثمين، فيكفر رئيس الكهنة عن نفسه وعن الكهنة وعن كل الجماعة بل وعن الخيمة وكل محتويتها تكفيرًا عامًا وجماعيًا عما سقطت فيه الجماعة ككل أو كأعضاء طوال العام.
يرى ابن سيراخ أن الإقلاع عن الشرّ هو تقديم الكفارة.
لا تظهر أمام الرب فارغ اليدين،
فإن هذه التقدمات كلها تُقَدَّم من أجل الوصية [4].
كثيرًا ما تكرَّرت الوصية: "لا يظهروا أمامي فارغين" (خر 34: 20)، إذ كان الهيكل ملتزمًا بمساعدة المحتاجين، كما كان يُقَدِّم للكهنة واللاويين أنصبة مما يُقَدَّم للمذبح لمعيشتهم هم وعائلاتهم. كذلك يليق بالمؤمن ألا يظهر فارغًا، فالقديسة مريم في زيارتها لأليصابات نسيبتها لم تُقَدِّم هدايا عينيّة بمناسبة حمل أليصابات، إنما دخلت حاملة السيد المسيح متجسّدًا في أحشائها، فركض الجنين في بطنها وتهللت أليصابات، قائلة: "من أين لي هذا أن تأتي أُم ربّي إليّ" (لو 1: 43). هكذا يليق بنا أن نقتدي بالقديسة مريم فلا نظهر فارغين، بل نحمل لإخوتنا السيد المسيح ساكنًا في قلوبنا هذا "المُذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 3: 3). وحين نقف في حضرة الآب ليس لنا ما نُقَدِّمه سوى المسيح برّنا (1 كو 1: 30).
التقدمة البارّة الصالحة دهن مسحة للمذبح،
ورائحتها الطيبة ترتفع أمام العليّ [5].
يقول الرسول: "أما تعلمون أنكم هيكل الله "وروح الله يسكن فيكم" (1 كو 3: 16). فإن كنّا هيكل الله، يلزم أن يُمسَح المذبح الداخلي في قلوبنا بمسحة برّ المسيح، ويُقَدَّم عليه بخور الصلوات النقية تبعث رائحة المسيح الذكية (2 كو 2: 15). هكذا يربط بين الطقس الكنسي والحياة المقدسة.
ذبيحة البارّ مقبولة،
وذكرها لا يُنسَى [6].
غاية عبادتنا وشركتنا مع القدوس أن نصير قديسين، نحمل أيقونة إلهنا. فهو ليس محتاجًا إلى تقدمات، بل أن نحمل برَّه ونتهيَّأ للمجد الأبدي. مسرّته ليست في كثرة التقدمات، بل في نقاوة قلوبنا التي تُعلَن في يوم الربّ العظيم ونتمتَّع بشركة الأمجاد الأبدية. يُكَرِّر الرسول العبارة: "أما البار فبالإيمان يحيا" (رو 1: 17؛ غل 3: 11؛ عب 10: 38).
مجِّد الرب بسخائك،
ولا تبخل ببكور يديك [7].
السخاء في التقدمة يكشف عن برّ الله العامل فينا، وعن اعتزازنا بمجد الرب. فليس من اللائق أن يبخل المؤمن بالبكور والعشور، بل يأتي بها فرحًا. "من يزرع بالشح، فبالشح أيضًا يحصد، ومن يزرع بالبركات، فبالبركات أيضًا يحصد. كل واحٍد كما ينوي بقلبه، ليس عن حزن أو اضطرار، لأن المعطي المسرور يحبه الله (1 كو 9: 7).
في كلّ عطيَّة كن متهلل الوجه،
وقدِّس عشورك بالبهجة [8].
يقول القديس ايرنيؤس: "قدّس يهوذا عشور إيراداتهم لله، أما بالنسبة لمن قبلوا الحرية (في المسيح) فيضعون كل ما لديهم لحساب المسيح".
أعطِ العليّ كما أعطاك،
أعطه بسخاء حسب كسبك الشخصي الغير متوقع[4] [9].
يُقَدِّم لنا ملاخي النبي نصيحة مُخْلِصة على لسان الرب لنلمس عمليًا كيف أن العطاء بسخاء يفتح أمامنا كوى السماوات، فتتدفَّق علينا العطايا الإلهية من حيث لا نتوقَّع. "هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ وَجَرِّبُونِي، بِهَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوى السَّمَاوَاتِ، وَأُفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ" (ملا 3: 10).
فإن الرب هو الذي يكافئ،
يكافئك سبعة أضعاف [10].
الربّ يكافئ السخي في العطاء ماديًا ويهبه فرحًا داخليًا، وبركات روحية.



2. ليس عند الله محاباة

14 لاَ تُقَدِّمْ هَدَايَا بِهَا عَيْبٌ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ لاَ يَقْبَلُهَا. 15 وَلاَ تَعْتَمِدْ عَلَى ذَبِيحَةٍ أَثِيمَةٍ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ دَيَّانٌ، وَلاَ يَلْتَفِتُ إِلَى كَرَامَةِ الْوُجُوهِ. 16 لاَ يُحَابِي الْوُجُوهَ فِي حُكْمِ الْفَقِيرِ، بَلْ يَسْتَجِيبُ صَلاَةَ الْمَظْلُومِ. 17 لاَ يُهْمِلُ الْيَتِيمَ الْمُتَضَرِّعَ إِلَيْهِ، وَلاَ الأَرْمَلَةَ إِذَا سَكَبَتْ شَكْوَاهَا. 18 أَلَيْسَتْ دُمُوعُ الأَرْمَلَةِ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهَا، أَمَا هِيَ صُرَاخٌ عَلَى الَّذِي أَسَالَهَا؟ 19 إِنَّهَا مِنْ خَدَّيْهَا تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ، وَالرَّبُّ الْمُسْتَجِيبُ لاَ يَتَلَذَّذُ بِهَا. 20 إِنَّ الْمُتَعَبِّدَ يُقْبَلُ بِمَرْضَاةٍ، وَصَلاَتُهُ تَبْلُغُ إِلَى الْغُيُومِ. 21 صَلاَةُ الْمُتَوَاضِعِ تَنْفُذُ الْغُيُومَ، وَلاَ تَسْتَقِرُّ حَتَّى تَصِلَ، وَلاَ تَنْصَرِفُ حَتَّى يَفْتَقِدَ الْعَلِيُّ وَيَحْكُمَ بِعَدْلٍ وَيُجْرِيَ الْقَضَاءَ. 22 فَالرَّبُّ لاَ يُبْطِئُ وَلاَ يُطِيلُ أَنَاتَهُ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَحْطِمَ صُلْبَ الَّذِينَ لاَ رَحْمَةَ فِيهِمْ. 23 وَيَنْتَقِمُ مِنَ الأُمَمِ حَتَّى يَمْحُوَ قَوْمَ الْمُتَجَبِّرِينَ، وَيَحْطِمَ صَوَالِجَةَ الظَّالِمِينَ. 24 حَتَّى يُكَافِئَ الإِنْسَانَ عَلَى حَسَبِ أَفْعَالِهِ، وَيَجْزِيَ الْبَشَرَ بِأَعْمَالِهِمْ عَلَى حَسَبِ نِيَّاتِهِمْ. 25 حَتَّى يُجْرِيَ الْحُكْمَ لِشَعْبِهِ، وَيُفَرِّجَ عَنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ. 26 الرَّحْمَةُ تَجْمُلُ فِي أَوَانِ الضِّيقِ، كَسَحَابِ الْمَطَرِ فِي أَوَانِ الْقَحْطِ.

لا تُقَدِّم له رشوة، فإنه لا يَقْبَلها،
ولا تُقَدِّم ذبيحة ظلم [11].
يقول السيد المسيح: "أنا هو الطريق والحق" (يو 14: 6). ويقول القديس يوحنا الحبيب: "الله محبة" (1 يو 4: 8، 16). فهو لا يَقْبَل رشوة، ممن يتجاهل الحق وممن لا يُمارِس الحُبّ بل الظلم كما لا يُحابِي الوجوه. ما هو ارتباط العبادة المقبولة بالرشوة؟ يظن البعض أن بمساهمتهم في دور العبادة أو بعطائهم صدقة ينالون الغفران عن خطاياهم بدون توبة ورجوع إلى الله، وكأنهم يرشون الله.
فإن الربّ هو الديَّان،
وليس عنده محاباة [12].
الرب كأبٍ للأيتام، وكقاضٍ للأرامل، ومُدافِعٍ عن المظلومين، وراعٍ للمحتاجين والمتألمين، لا يحابي الأغنياء الذين لا يترفَّقون بإخوتهم. إنه لا يحابي الوجوه (تث 10: 17؛ أي 34: 19).
لا يُحابي على حساب الفقير،
بل يستجيب طِلْبَة المظلوم [13].
ليس عند الله محاباة (رو 2: 11)، إنه يهتم بالفقير والمحتاج والمظلوم، غير أنه لا يعطي الشخص غير الراغب في العمل والكسلان، كما لا يسند من يحسب نفسه مظلومًا إن كان بسبب إهماله وتراخيه.
لا يُهمِل تضرُّع اليتيم،
ولا تضرُّع الأرملة متى سكبت شكواها [14].
أليست دموع الأرملة تسيل على خديها،
وتصرخ ضد من تسبَّب فيها؟ [15].
أبرز هنا اهتمام الله برعاية الفئات المظلومة. أذناه تنصتان إلى تضرًّعات الأيتام والأرامل ودموعهم وصرخاتهم.
من تَسُرُّ خدمته الربّ يكون مقبولًا عنده،
وتبلغ صلاته إلى السُحب [16].
إذ خدم موسى الرب بأمانة، استجاب الرب لصرخات قلبه قبل أن يصرخ بفمه (خر 14: 15).
قال العلامة أوريجينوس: [إن الله يسمع صرخات القديسين الصامتة بالروح القدس.]
صلاة الإنسان المتواضع تخترق السحب،
ولا يستريح حتى تصل إلى الربّ [17].
يدرك المتواضع أن صلاته قد بلغت إلى الله ليس خلال علاماتٍ منظورة أو محسوسة فحسب، وإنما ما هو أهم يشعر براحة داخلية صادقة؛ يشعر أنه في حضن الله.
v تذكَّروا ضمير(أيوب) الطاهر وصلاته التي بلا عيب: "يا أرض، لا تغطي دم جسدي" (أي 16: 18) LXX، حتى تتوجَّه صلاته كبخور نحو الرب (مز 141: 2)، ولا تُودَع في الأرض.
صلاة القديس تخترق السحاب (راجع سي 35: 17)، أما الأرض فتفتح فاها، وتخفي صلاة الخاطئ في دم الجسد، كما قال الله لقايين القاتل: "ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك، ما دمت أنت أرضًا" (راجع تك 4: 11-12).
القديس أمبروسيوس
v دعنا الآن نأتي إلى الصلاة الصامتة، صلاة حنَّة أم صموئيل، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. كيف صارت موضع سرور الله، وفَتحت رحمها العاقر، ونزعت عارها، وولدت نذيرًا أو كاهنًا (1 صم 1).
وصموئيل أيضًا عندما صلَّى أمام إلهه، وأظهر شرّ الإسرائيليِّين، عندما طلبوا ملكًا. قدَّم صموئيل ذبيحة كاملة على المذبح (1 صم 12: 17-18)، ونزل المطر...
صلَّى داود أيضًا أمام إلهه وأُنقِذ من يديّ شاول. وأيضًا صلَّى بعدما أحصى الشعب وحوَّل عنهم الغضب والعقاب الإلهي عندما نال المهلك سلطانًا عليهم (2 صم 24: 17).
آسا أيضًا صلَّى وأظهرت صلاته قوَّة عظيمة، عندما خرج إليه زارح الكوشي بجيش قوامه مليونًا ضده. عندئذ صلَّى آسا، وقال: "ستُعرَف قوَّتك يا إلهنا عندما تبيد شعبًا ضخمًا بشعبٍ قليلٍ" (2 أي 14: 12-15). وهكذا هُزِم هذا الجيش الكبير بقوَّة صلاة آسا.
ابنه يهوشافاط حطَّم جيش الأعداء بصلاته التي هزمتهم (2 أي 20: 3-30).
حزقيا أيضًا صلَّى وبصلاته تغلَّب على 185,000 رجلًا حيث عمل الملاك كقائدٍ لجيشه (1 مل 19: 15، 35).
صلَّى يونان أمام إلهه من أعماق البحر وسمعه الله (يون 2)، واستجاب صلاته، وأُنقِذ بدون أيَّة أذيَّة. اخترقت صلاته الأعماق، وهزمت الأمواج، وكانت أقوى من العاصفة. لقد اخترقت الغيوم، وطارت في الهواء (راجع سي 35: 17)، فتَحت السماوات وقربت من عرش العظمة بواسطة جبرائيل الذي يُقدِّم الصلاة أمام الله. كنتيجة لذلك لفظت الأعماق النبي، وأوصل الحوت يونان بأمان على البر. كذلك في حالة حنانيا وعزاريا وميصائيل، هزمت صلواتهم اللهيب، وأخمدت قوَّة النيران، وغيَّرت من طبيعتها الحارقة. لقد أطفأت حنق الملك، وأنقذت الرجال الأبرار (دا 3)..
عندما صلَّى دانيال أيضًا سدَّت صلاته أفواه الأسود (دا 6)، لقد انسدَّت الأفواه المُفترِسة أمام لحم وعظام إنسانٍ. لقد بسطت الأسود مخالبها، وتلقَّفت دانيال حتى لا يسقط على الأرض، احتضنته بين ذراعيها، وقبَّلت قدميه. وعندما وقف دانيال في الجب لكي يصلِّي رفع يديه إلى السماء وعلى مثال دانيال تبعته الأسود وقلَّدته. ذاك الذي تقبَّل صلاته. نزل وسدَّ أفواه الأسود. وذلك لأن دانيال قال لداريوس: "إلهي أرسل ملاكه، وسدَّ أفواه الأسود، فلم تضرُّني" (دا 6: 22).
وبالرغم من أن الجب كان مغطَّى ومختوم إلاَّ أن النور أشرق داخله، وسُرَّت الأسود عندما رأت النور الذي ظهر لأجل دانيال. وعندما غلب النوم دانيال وأراد أن ينعس ركعت الأسود حتى يمكنه أن ينام فوقها، وليس على الأرض. لقد كان الجب أكثر استنارة من عُليَّة ذات نوافذ كثيرة. وفي الجب قدَّم صلوات كثيرة أكثر من عليَّته، حيث كان يُصلِّي فقط ثلاث مرَّات في اليوم (دا 6: 10)، وعندما انتصر وفرح دانيال. وأُلقي الذين اتَّهموه في الجب بدلًا منه، فانفتحت أفواه الأسود والتهمتهم وسحقت عظامهم.
القدِّيس أفراهاط
v فوق هذا كله ليراعي كلمات الرسول: "إن آلام الزمان الحاضر لا تُقَاس بالمجد العتيد أن يُستعلَن فينا" (رو 8: 18)، وتوقع الإعلان مع داود من أجل الذين يحفظون الوصايا توجد مكافأة عظيمة (مز 19: 12)، وجزاء وأكاليل البرّ، والسُكنَى الأبدية، والحياة التي بلا نهاية، والفرح غير المنطوق به، والمواضع غير الزائلة مع الآب والابن والروح القدس، الذي هو الله الحق في السماء، واللقاء وجهًا لوجه، والتهليل مع الملائكة والآباء والبطاركة والأنبياء والرسل والشهداء لنُحصى مع هؤلاء بنعمة ربنا يسوع المسيح الذي له السلطة والمجد إلى أبد الأبد. أمين.
القديس باسيليوس الكبير
ولا يسحبها حتى يفتقده العليّ،
ويُنصِف الأبرار، ويُجري القضاء [18].
v هنا نغلب الخصم، إن كنا نحارب بالدموع والصلوات والقلب المنكسر على الدوام. مكتوب: "صلاة المتواضع تخترق السحب... ولا يكف حتى يفتقده العليّ". لذلك بكاء المتواضع يساهم بقوة عظيمة في تدمير الشهوة الجسدانية. الدموع الصادرة من وخز القلب تهزم العدو وتقتني لحسابنا عطية السعادة الغالبة.
الأب فلجنتيوس
v قديمًا ستمائة ألف مسلحون من بني إسرائيل تقدَّموا ضد مديان، وانهزم جميعهم بسبب الخطية الرابضة فيهم (عد 11: 21). الآن المديانيون المنتصرون على ستمائة ألف قد ضُرِبوا بواسطة ألفين، حتى تعرفوا أن إسرائيل لم يغلب بسبب كثرة عدد الجنود، وإنما بالبرّ والتقوى التي هم فيها.
وفي مباركتهم قيل إنهم إذا حفظوا ناموس الربّ، واحد منهم يغلب ألفًا، واثنان يهرب منهما عشرة آلاف (لا 26: 8). انظروا إذن، فإن قديس واحد يُصَلِّي أفضل من خطاة بلا حصرٍ في المعركة. صلاة القديس تخترق السماء (السحب) [17]، فكيف لا تهزم الأعداء الأرضيين. لهذا السبب يليق بكم بكل الطرق أن تبذلوا جهدًا أن تسألوا أولًا وأن تحفظوا برّ الله (مت 6: 33).
إن نلتم (برّ الله) وحفظتموه، فإنه سيُخضِع جميع أعدائكم لكم. إن كان الرسول يقول: "لابسين درع البرّ ومنطقة الحق، وخوذة الخلاص وسيف الروح وفوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تُطفِئوا جميع سهام الشرير الملتهبة" (راجع أف 6: 14-17). إذ تتسلَّحون بهذه الأسلحة فإنكم تقدرون أن تُحارِبوا كل معسكرات الشيطان وكل جيشه، وتترنَّمون بيقينٍ: "إن نزل عليّ جيش لا يخاف قلبي. إن قامت عليّ حرب ففي هذا أنا مطمئن" (مز 27: 2).
العلامة أوريجينوس
فالربّ لا يؤجِّل، ولا يُبطِئ في مساعدتهم [19].
حتى يُحَطِّم أحقاء الذين بلا رحمة،
ويجازي بالانتقام على الأمم [20]
حتى يمحو جموع المتكبرين،
ويُحَطِّم صولجان الظالمين [21].
بكلماتٍ مُطوّلةٍ قَدَّم الفريسي صلاة متشامخة، بينما بكلماتٍ قليلةٍ قَدَّم العشار صلاة متواضعة. الأولى رُفِضَت، والثانية عبرت حتى عرش الله، لأن الله ينصت إلى كلمات المتواضعين.
v يليق أن تُقَدَّم طلباتنا لله في تواضع، فإن قلبنا هو الذي يُسمَع لا صوتنا. الله الذي يرى أفكارنا، لا يُطلَب منه بالصراخ، كما يؤكد الرب عندما يقول: "لماذا تفكرون في قلوبكم...؟" (مت 9: 4). وفي موضع آخر: "فستعرف جميع الكنائس إني أنا هو الفاحص الرغبات والقلوب" (راجع رؤ 2: 23).
الشهيد كبريانوس
حتى يكافئ الإنسان حسب أفعاله،
وأعمال البشر حسب أفكارهم [22].
الحياة الملكوتيّة التي نعيشها هنا هي عربون للحياة الخالدة المُمتدَّة فوق حدود الزمن حين يظهر السيّد المسيح الملك مع ملائكته ليُجازِي كل واحدٍ حسب عمله. إن كان الإيمان هو أساس الملكوت إلا أنه يلزم أن يكون "عمليًا" حتى يقدّم لنا السيّد الأكاليل الأبديّة مجازيًا "كل واحدٍ حسب عمله".
حتى يجري القضاء لشعبه،
ويفرحهم برحمته [23].
يرى القدِّيس يوحنا الذهبي الفم أن موسى مع ما بلغه من تقدير في عيني الله، لا يقدر أن يدرك أعماق حكمة الله ورحمته، وكأن الله يقول له: [يا موسى، ليس لك أن تعرف من هو مستحق لحُبِّي نحو الإنسان، إنما اُترك هذا لي. فإن كان ليس من حق موسى أن يعرف، فكم يكون الأمر بالنسبة لنا؟
الرحمة جميلة في أوان ضيقه[11]،
كالمطر في أوان الجفاف [24].
إذ كان ربّ المجد يعاني جسديًا من آلام الصليب فقدَّم للبشرية رحمته، وكفَّر عن خطاياهم. هذا ويقول القديس أغسطينوس إن الضيقات تجعلنا نتلامس مع رحمة الله ورعايته ومحبته.
v "استجب لي يا رب، لأن رحمتك عذبة" (مز 69: 16).. بالنسبة للإنسان الذي يوجد في متاعبٍ يحتاج أن يجد عذوبة في مراحم الله. بخصوص هذه العذوبة لمراحم الله انظروا ما جاء في موضع آخر، حيث يقول الكتاب المقدس: "مثل المطر في أوان القحط، رحمة الله جميلة في أوان الضيق" (راجع سي 35: 24)... حتى الخبز لا يكون حلوًا ما لم يسبقه جوع. لهذا فإنه حتى عندما يسمح الله أو يريد لنا أن نكون في أي ضيق، فإنه حتى في هذا هو رحوم. لن يسحب المعونة، بل يثير فينا الشوق (إليه).
v بالنهار يوصي رحمته، وبالليل يُعلن عنها (راجع مز 42: 8). في الضيق لا يتفرَّغ إنسان لكي يسمع. اسمع عندما تكون في وسع. تعلَّم عندما تكون في هدوء تهذيب الحكمة، وخَزِّن كلمة الله كما تفعل بالطعام. فإنه في وقت الشدة يليق بكل أحد أن ينتفع بما سمعه في وقت الأمان. فإنه في وقت الوسع يوصيك الله برحمته (مز 42: 8)، وإذ تخدمه بأمانة، يُحَرِّرك من الشدة. إنما في الليل فقط يعلن لك عن رحمته التي أوصاك بها بالنهار. عندما تحل الشدة فعلًا لن يتركك محرومًا من معونته، بل يظهر لك ما أوصاك به بالنهار أنه حقيقي. مكتوب: "رحمة الرب تليق (جميلة) في أوان الضيق مثل حب المطر في أوان القحط" (راجع سي 35: 24).
القديس أغسطينوس



من وحي سيراخ 35
اقبل حياتي ذبيحة حب مرضية!

v أحببتني وقَدَّمت حياتك ذبيحة لخلاصي، ماذا أرد لك يا كلّي الحب!
هب لي أن أحفظ شريعتك، فيتنقَّى قلبي.
احفظ وصيتك، فيمتلئ قلبي بالقداسة والسلام.
v أراك أمامي في إخوتي، فأسلك معهم باللطف والسخاء.
بنعمتك أهرب من الشر، وأَتمتَّع ببرِّك.
ليس لي ما أُقَدِّمه لك، فكل ما أُقَدِّمه هو من عندك.
لتقِم لك مذبحًا في داخلي، وتمسحه بدهن البهجة.
أُقَدِّم عليه صلواتي، تحمل رائحتك يا أيها القدوس.
لأقتنيك وأرى مجدك، وأَنعَم بصوتك الحلو!
v لستَ محتاجًا إلى عبادتي وصلاحي. هب لي حنوًّا للفقراء، واشتياقًا أن أرفع الظلم،
ورغبة في تحرير المسبيين والمسجونين، وشفاء المرضى.
أنت أب الأيتام، وقاضي الأرامل، يا إله المنسيين!
v أنت تُسرّ بصلاة القلب؛ وحدك تسمعها، وتُسرّ به، وتستجيب لصرخاته.
وليس من عدو يقدر أن يعترضها.
ماذا أطلب منك يا واهب الخيرات؟
هب لصلاتي جناحيّ الروح، فتطير وتخترق السحب.
تستقر في أحضانك، تهبني برّك المجَّاني، وتضمّني إلى بيتك السماوي!
إلهي، قلبي يسألك أن تُسرِع في مجيئكّ!
 
قديم 07 - 02 - 2024, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 150372 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الذبائح المقبولة

1 مَنْ حَفِظَ الشَّرِيعَةَ؛ فَقَدْ قَدَّمَ ذَبَائِحَ كَثِيرَةً. 2 مَنْ رَعَى الْوَصَايَا؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْخَلاَصِ. 3 وَمَنْ أَقْلَعَ عَنِ الإِثْمِ؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ، وَكَفَّرَ ذُنُوبَهُ. 4 مَنْ قَدَّمَ السَّمِيذَ فَقَدْ وَفَى بِالشُّكْرِ، وَمَنْ تَصَدَّقَ؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْحَمْدِ. 5 مَرْضَاةُ الرَّبِّ الإِقْلاَعُ عَنِ الشَّرِّ، وَتَكْفِيرُ الذُّنُوبِ الرُّجُوعُ عَنِ الإِثْمِ. 6 لاَ تَحْضُرَ أَمَامَ الرَّبِّ فَارِغًا؛ 7 فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تُجْرَى طَاعَةً لِلْوَصِيَّةِ. 8 تَقْدِمَةُ الصِّدِّيقِ تُدَسِّمُ الْمَذْبَحَ، وَرَائِحَتُهَا طَيِّبَةٌ أَمَامَ الْعَلِيِّ. 9 ذَبِيحَةُ الرَّجُلِ الصِّدِّيقِ مَرْضِيَّةٌ، وَذِكْرُهَا لاَ يُنْسَى. 10 مَجْدُ الرَّبِّ عَنْ قُرَّةِ عَيْنٍ، وَلاَ تُنَقِّصْ مِنْ بَوَاكِيرِ يَدَيْكَ. 11 كُنْ مُتَهَلِّلَ الْوَجْهِ فِي كُلِّ عَطِيَّةٍ، وَقَدِّسِ الْعُشُورَ بِفَرَحٍ. 12 أَعْطِ الْعَلِيَّ عَلَى حَسَبِ عَطِيَّتِهِ، وَقَدِّمْ كَسْبَ يَدِكَ عَنْ قُرَّةِ عَيْنٍ. 13 فَإِنَّ الرَّبَّ مُكَافِئٌ؛ فَيُكَافِئُكَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ.

اهتم سفر اللاويين الذي يُعتبَر سفر الدعوة للقداسة، إذ تكرَّر القول: "تكونون لي قديسين، لأني أنا قدوس" (لا 11: 44؛ 11: 45؛ 19: 2)، بالحديث في شيءٍ من التفصيل عن الذبائح والتقدمات في هيكل الله. وجاء سفر ابن سيراخ يدعو كل مؤمن أن يُقَدِّم ذبائح وتقدمات روحية في حياته. فرأى من يحفظ الوصايا يُقَدِّم ذبيحة سلامة [1]، ومن يُمارِس إحسانًا لمحتاجٍ يُقَدِّم تقدمة قربان خبز فاخر [2]، ومن يُقَدِّم صدقة يذبح ذبيحة شكر لله [2]. ومن يعتزل الشر يُقَدِّم ذبيحة كفارة يُسَرّ الله بها [2]. إنه يربط بين خدمة الهيكل وبين تقديم المؤمنين ذبائح وتقدمات في حياتهم اليومية في حضرة الرب.
 
قديم 07 - 02 - 2024, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 150373 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الإنسان الذي يحفظ الشريعة يُكثِر من تقدماته،
ومن يتمسَّك بالوصايا يُقَدِّم ذبيحة سلامة [1].
يُسرّ الله بتقدمات الطاعة للوصية الإلهية والتمسُّك بها، فيحسبها تقدمات وذبيحة سلامة مرضية أمامه. ذبيحة السلامة في رأي العلامة أوريجينوس هي تقدمة الإنسان الناضج روحيًا أو الكامل الذي ينعم بسلام الله الكامل في حياته الداخلية وفي علاقته الداخلية، بكونها فيض سلام وشكر ينبع بالسيد المسيح نفسه واهب السلام.
 
قديم 07 - 02 - 2024, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 150374 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

v السلام الحقيقي عُلوي. ما دمنا مرتبطين بالجسد، نحمل نيرًا لأمورٍ كثيرةٍ تتعبنا.
ابحثوا إذن عن السلام، وتحرَّروا من متاعب هذا العالم. اقتنوا ذهنًا هادئًا، ونفسًا هادئة غير مُرتبِكة، لا تُثِيرها الأهواء، ولا تجتذبها التعاليم الباطلة، فتتحدَّى إغراءاتها لقبولها حتى يمكنكم أن تنالوا "سلام الله الذي يفوق كل فهمٍ يحفظ قلوبكم" (في 4: 7).

من يطلب السلام يطلب المسيح، لأنه هو نفسه سلامنا، الذي يجعل الاثنين إنسانًا جديدًا واحدًا (أف 14:2)، عاملًا سلامًا بدم صليبه، سواء على الأرض أم في السماوات.



القديس باسيليوس الكبير
 
قديم 07 - 02 - 2024, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 150375 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من يردّ باللطف يُقَدِّم تقدمة خبز فاخر،
ومن يُقَدِّم صدقة، يُقَدِّم ذبيحة شكر [2].

يقول العلامة أوريجينوسإن كنت عاجزًا عن أن تُقَدِّم كل حياتك
مُكَرَّسة للربَ كمُحرَقة (لا 1)، فقَدِّم عملك اليومي مقدسًا
له كقربان دقيقٍ أو فطير، صارخًا لله أن يسكب فيك زيت رحمته
بلا انقطاعٍ حتى لا يلهيك العالم عن أبديتك (لا 2).
ومن يُقَدِّم صدقة، يكون كمن يذبح ذبيحة شكر.
 
قديم 07 - 02 - 2024, 03:46 PM   رقم المشاركة : ( 150376 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


v عندما تنام على سريرك، تذكَّر بركات الله، وعنايته بك، واشكره على هذا، فإذ تمتلئ بهذه الأفكار تفرح في الروح. وعندئذ يكون في نوم الجسد سموًا لنفسك، وإغلاق عينيك بمثابة معرفة حقيقة لله، وصمتك وأنت مشحون بمشاعر صالحة هو تمجيد لله القدير من كل القلب وكل القوة، مقدما لله تسبيحًا يرتفع إلى الأعالي. لأنه عندما لا يوجد شرّ في الإنسان، فالشكر وحده يرضي الله أكثر من تقدمات ثمينة، هذا الذي له المجد إلى دهر الدهور. آمين.




القديس أنطونيوس الكبير
 
قديم 07 - 02 - 2024, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 150377 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

v سؤال: كيف يستطيع الإنسان أن يُتَمِّم حُبَّه لله؟
الإجابة: عندما نكون في حالة شكر وعرفان دائم من أجل نِعَم الله... كما نراها – مع الحيوانات الغير عاقلة. فالكلاب مثلًا تُحِب الذين يُقَدِّمون لها الطعام. أيضًا نتعلَّم هذا المبدأ من اتِّهام الرب لشعب بني إسرائيل على لسان إشعياء النبي، قائلًا:" ربّيت بنين ونشأتهم، أما هم فعصوا عليَّ، الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم" (إش 1: 2-3). كما أن الحُب ينمو بطريقة عفوية بين الحمار تجاه صاحبه، والثور تجاه قانيه، كذلك نحن أيضًا. لو أننا نشكر الله ممتنين على نِعَمه التي يعطيها لنا، فكيف إذن لا نحب من يمنحنا الكثير من تلك العطايا العظيمة؟! كيف لا تتشكَّل مثل هذه الفضيلة في وجدان النفس السوية بطريقة طبيعية بدون أن تتعلَّمها (تتدرَّب عليها) إن جاز التعبير؟!

القديس باسيليوس الكبير
 
قديم 07 - 02 - 2024, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 150378 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ترك الشرّ هو مسرَّة الربّ،
وترك الإثم هو كفارة [3].
تعرَّفت بعض الشعوب خلال التقليد على الذبائح الدموية، إذ تسلَّموها عن نوح وبنيه الثلاثة، وقد شوَّهوا مفاهيمها وغايتها، لكن الشعب اليهودي انفرد بطقس "يوم الكفارة العظيم" (لا 16) الذي عبثًا نجد ما يشبهه لدى أي شعب آخر، وهو يشير إلى ذبيحة الصليب التي قَدَّمها السيد المسيح عن العالم. "كفارة" في العبرية "كبوديت" تعني "تغطية" أو "ستر"، إذ في هذا اليوم تغفر الخطايا ويُستَر على الإنسان بالدم الثمين، فيكفر رئيس الكهنة عن نفسه وعن الكهنة وعن كل الجماعة بل وعن الخيمة وكل محتويتها تكفيرًا عامًا وجماعيًا عما سقطت فيه الجماعة ككل أو كأعضاء طوال العام.
يرى ابن سيراخ أن الإقلاع عن الشرّ هو تقديم الكفارة.
 
قديم 07 - 02 - 2024, 03:48 PM   رقم المشاركة : ( 150379 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فإن هذه التقدمات كلها تُقَدَّم من أجل الوصية [4].
كثيرًا ما تكرَّرت الوصية: "لا يظهروا أمامي فارغين" (خر 34: 20)، إذ كان الهيكل ملتزمًا بمساعدة المحتاجين، كما كان يُقَدِّم للكهنة واللاويين أنصبة مما يُقَدَّم للمذبح لمعيشتهم هم وعائلاتهم. كذلك يليق بالمؤمن ألا يظهر فارغًا، فالقديسة مريم في زيارتها لأليصابات نسيبتها لم تُقَدِّم هدايا عينيّة بمناسبة حمل أليصابات، إنما دخلت حاملة السيد المسيح متجسّدًا في أحشائها، فركض الجنين في بطنها وتهللت أليصابات، قائلة: "من أين لي هذا أن تأتي أُم ربّي إليّ" (لو 1: 43). هكذا يليق بنا أن نقتدي بالقديسة مريم فلا نظهر فارغين، بل نحمل لإخوتنا السيد المسيح ساكنًا في قلوبنا هذا "المُذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 3: 3). وحين نقف في حضرة الآب ليس لنا ما نُقَدِّمه سوى المسيح برّنا (1 كو 1: 30).
 
قديم 07 - 02 - 2024, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 150380 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


التقدمة البارّة الصالحة دهن مسحة للمذبح،
ورائحتها الطيبة ترتفع أمام العليّ [5].
يقول الرسول: "أما تعلمون أنكم هيكل الله "وروح الله يسكن فيكم" (1 كو 3: 16). فإن كنّا هيكل الله، يلزم أن يُمسَح المذبح الداخلي في قلوبنا بمسحة برّ المسيح، ويُقَدَّم عليه بخور الصلوات النقية تبعث رائحة المسيح الذكية (2 كو 2: 15). هكذا يربط بين الطقس الكنسي والحياة المقدسة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024