06 - 02 - 2024, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 150341 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من يُقَدِّم ذبائح بارتكاب الإثم، فالتقدمة هي سخرية؛ وعطايا الأثمة غير مقبولة [18]. لا يُسَرُّ العليّ من تقدمات الأشرار، ولا بتعدُّد ذبائحهم يغفر الإنسان خطاياه [19]. من يُقَدِّم ذبيحة من ممتلكات المساكين، يذبح ابنًا أمام أبيه [20]. v إن الذي تحول إلى مرارة بسبب جذور السم المهلك لا يمكن أن تخرج منه ثمرة حلوة. لأجل ذلك يقول الرب بالنبي رافضًا حتى التقدمات: "لأني أنا الرب محب العدل، مبغض المختلس بالظلم" (إش 61:8). يقول أيضًا: "ذبيحة الشرير مكرهة، فكم بالحري حين يقدمها بغشٍ!" (أم 21:27) إنهم يقدمون إلى الله حتى الأشياء التي يأخذونها من المحتاجين، لكن الرب يبين بتأنيب عظيم كيف يُجَرِدَهُم قائلًا بالحكيم: "من قدم ذبيحة من مال المساكين فهو كمن يذبح الابن أمام أبيه" (راجع سي 34: 20). وهل هناك ما هو أفظع من قتل الابن أمام عيني أبيه؟ هكذا ينظر الله إلى هذه الذبائح بغضبٍ شديدٍ كحزن الأب الذي فقد ابنه. البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||
06 - 02 - 2024, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 150342 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خبز المعوزين هو حياة المساكين، فمن يحرمهم إياه هو سافك دماء [21]. من ينتزع معيشة القريب يقتله، ومن يحرم الأجير أُجرته فإنه يسفك دمه [22]. إن كان واحد يبني وآخر يهدم، فماذا ينتفعان سوى التعب؟ [23] العبارات [23-26] تبرز الصراع المستمر بين الخير والشرّ. جيد للإنسان أن يصوم ويصلي لأجل نوال المغفرة، غير أنه لا يتهاون فيسقط فيما قدَّم عنه توبة. سُئِل القديس برصنوفيوس: إن كان إنسان غير مُخْلِص في توبته، هل إذا صلَّى له قديسون تُغفَر خطاياه من أجلهم؟ استخدم القديس هذه العبارة، حاسبًا القديسين أنهم بصلواتهم يبنون، وأما المستهتر في توبته فهو يهدم، فما المنفعة سوى التعب؟ |
||||
06 - 02 - 2024, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 150343 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v الإنسان الذي لا يمارس ما يقدر أن يفعله، واعتمد على هذا المجهود أي صلوات القديسين، فإن صلواتهم لا تنفعه في شيء. إن مارسوا الحياة النسكية، وصلوا من أجله، بينما عاش في حياة من الضياع والخلاعة، فما نفع صلواتهم بالنسبة له؟ إذ يتحقق القول: "واحد يبني وآخر يهدم، فماذا ينتفعان سوى التعب؟!" (راجع سي 34: 23). حقًا لو كان ممكنًا أن يحدث هذا، أي يصلي القديسون من أجل إنسانٍ فيخلص، بينما الأخير لم يبالِ بذلك ولو في عناية قليلة، عندئذ ما كان يمنعهم عن ذلك من أجل خطايا العالم. القديس برصنوفيوس |
||||
06 - 02 - 2024, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 150344 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v بالحقيقة، إن كان عدد الذين يبنون كثيرين والذي يهدم واحد، فإن التدمير سهل يحطم أيادي البنائين الكثيرة. القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||
06 - 02 - 2024, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 150345 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن كان واحد يُصَلِّي وآخر يلعن، لصوت من منهما يستمع الربّ؟ [24] v إنسان يأخذ مما للآخرين ويعطيه للغير لا يُظهِر رحمة، إنما يمارس خطأً وظلمًا بدرجة عظيمة. وكما أن الحجر لا يمكن أن يُخرج زيتًا، هكذا القسوة لا تجلب رحمة. عندما تُمارَس الصدقة بهذه الطريقة لا تُحسَب صدقة. لذلك أحثّكم ليس فقط أن ننظر كيف نعطي المحتاجين، وإنما أيضًا ألاَّ نعطي مما سلبناه من الآخرين. عندما يصلي واحد، وآخر يلعن، فأيهما يستجيب الربّ دعاءه؟" (راجع سي 34: 24). إن كنا نقود أنفسنا هكذا بدقةٍ سنكون قادرين بنعمة الله على نوال رأفات كثيرة ومراحم وغفران لكل ما فعلناه طوال الزمن الطويل، وأن نهرب إلى ملكوت السماوات بنعمة ورأفة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد مع الآب والروح القدس إلى أبد الآبد. آمين. القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||
06 - 02 - 2024, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 150346 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن غسل إنسان نفسه بعد لمس الميت، ثم عاد فلمسه ثانية، فماذا ينتفع من غسله؟ [25] v إن أُعطي إنسان ثروته لله، لكنه قَدَّم نفسه للشيطان، فهو يُحَقِّق المكتوب: "من اغتسل من لمس ميت، ثم عاد فلمسه، فماذا نفعه غسله؟" (راجع سي 34: 25). بالمثل أوضح الرسول بطرس: "إذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم... يرتبكون أيضًا فيها فيُغلَبون، فقد صارت لهم الأواخر أشرّ من الأوائل" (2 بط 2: 20). راعوا أيها الإخوة شهادة الطوباوي بطرس عن الخطاة، إذا كانوا بعد أن بدأوا في الخلاص من خطاياهم يعودون إلى مستنقع الرذيلة، تصير حالتهم الأخيرة أَشرّ من الأولى. ما أضافه نفس الرسول بطرس يشير إلى نفس الناس: "كلب قد عاد إلى قيئه، وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة" (2 بط 2: 22). في الواقع سليمان (ابن سيراخ) يُحَذِّرنا بأكثر وضوح بكلمات أكثر رعبًا: "يا بني، هل أخطأت؟ لا تزد، بل صلِ عما سلف من الخطايا فتُغفَر لك" (راجع سي 21: 1). الأب قيصريوس أسقف آرل |
||||
06 - 02 - 2024, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 150347 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v أيها الأحباء الأعزاء، لا تسمحوا للبركات الإلهية أن تُدَمِّر فيكم بإتباعكم الأعمال الشريرة. لئلا تلحق الرذائل بكم على حين غُرّة، والفضائل لا تفارق قلوبكم. فيتحقَّق المكتوب: "من اغتسل من لمس الميت، ثم عاد فلمسه، فماذا نفعه غسله؟" (راجع سي 34: 25). إن انسحبت الفضائل ونقبل الرذائل، يلزمنا أن نخشى تحقيق الكلمات: "إذا خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ولا يجد، ثم يقول: أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه، فيأتي ويجده فارغًا مكنوسًا مزينًا، ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أُخر أَشرّ منه، فتدخل وتسكن هناك، فتصير أواخر ذلك الإنسان أَشرّ من أوائله" (مت 12: 43-45). الأب قيصريوس أسقف آرل |
||||
06 - 02 - 2024, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 150348 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v بقدر عظمة ما نستلمه، يليق بنا أن نحافظ عليه بأكثر عناية واهتمام. إنه لأمر خطير أن يرفض وثني نعمة الله، لكن الخطر ليس بأقل منه إن كان المسيحي بعد أن قبلها، يعود فيفقدها. فليست كرامة لقب "مسيحي" هي التي تجعله مسيحيًا. ليس من نفع لكم نهائيًا في اللقب نفسه ما لم تظهروه بالأعمال. هكذا الربّ نفسه أيضًا يقول في الإنجيل: "لماذا تدعونني يا ربّ يا ربّ، وأنتم لا تفعلون ما أقوله؟" (لو 6: 46). لهذا فلنجاهد أن نحيا في طهارة وبرّ وتقوى حتى متى وقفنا أمام كرسي الديان الأبدي، لا نُعاقَب مع الأشرار والخطاة، بل نتأهَّل لنوال المكافآت الأبدية مع الأبرار خائفي الله، وذلك بعون ربنا الذي له الكرامة والقدرة إلى أبد الأبد. آمين. الأب قيصريوس أسقف آرل |
||||
06 - 02 - 2024, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 150349 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v الذين لا يحتفظون ببراءة الحياة بعد النواح، يهملون الطهارة بعد الاغتسال. والذين يغتسلون ولكن لم يتطهروا ما هم إلا الذين يرتكبون الخطايا التي كانوا يبكون عليها ولا زالوا. لذلك يقول الحكيم: "مَنْ اغتسل مِنْ لَمْسِ الميت ثم لمسه، فماذا نَفَعَهُ غسله" (راجع سي 34: 25). الذي يُطَهِّر نفسه بالبكاء هو كمثال الذي يغتسل بعد لمس الميت، أما الذي يعود إلى فعل الخطية بعد أن ذرف الدموع عليها، فكمن يعود إلى لمس الميت بعد اغتساله. ينبغي أن يَعْلَم الذين ينوحون على خطاياهم ولكن لا يتركونها بأنهم في عين الديان العادل كالذين عندما يَحُلون أمام أشخاص بعينهم، يحزنون بتضرعٍ ذليلٍ، ولكن عندما يتركونهم، يكنون لهم كل الكراهية والأذى. البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||
06 - 02 - 2024, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 150350 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v مثل هؤلاء الناس لا يغسلون خطاياهم بتنهداتهم، إذ لا يتوقَّفون عن الخطأ بعد تنهُّدهم. إنهم يتنهَّدون من أجل جرائمهم، وبعد التنهُّد يعودون إليها. عن هؤلاء يقول الكتاب المقدس في سفر ابن سيراخ: "من اغتسل من لمس الميت، ثم عاد فلمسه، فماذا نفعه غسله؟ كذلك الإنسان الذي يصوم من أجل خطاياه، ثم يعود يرتكبها، فمن يسمع صلاته؟" (راجع سي 34: 25-26). لذلك بحق يقول الله للبشر: "بالرجوع والتنهُّد تخلصون" (راجع إش 30: 15). فلجينتيوس (تلميذ القديس أغسطينوس) |
||||