03 - 02 - 2024, 04:48 PM | رقم المشاركة : ( 150061 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحضر التلميذان الجحش يقول الإنجيلي: "ألقيا ثيابهما فجلس عليه، وكثيرون فرشوا ثيابهم في الطريق" [7-8]. وقد رأينا أن وضع الثياب تحته يشير إلى قبوله ملكًا عليهم كما حدث مع ياهو بن يهوشفاط (2 مل 9: 13). ولعل هذا التصرف أيضًا يشير إلى ما فعله الرسل مع الأمم، فقد ألقوا عليهم ثيابهم، أي تعاليمهم الرسولية والحياة الفاضلة في الرب وتفسير الكتب المقدسة لكي تستر حياتهم بعد عريّ هذا زمانه، فيصيرون عرشًا لله يجلس عليه ويملك. هذه الثياب لا تزال الكنيسة تلقيها على كل قلبٍ متعرٍ مرتعش بردًا لتحوله كرسيًا للسيد يستريح عليه! أما فرش الثياب في الطريق تحت قدميه فيشير إلى خضوع الجسد للرب بعد أن كان خاضعًا للشهوات الرجسة. كثيرون فرشوا ثيابهم في الطريق من أجل الرب، فالشهداء فرشوا أجسادهم خلال قبولهم سفك دمائهم من أجل الإيمان كطريق يسلك عليه الرب خلال البسطاء الذين قبلوا الإيمان، وأيضًا النساك الروحيون فرشوا أجسادهم بالنسك الروحي الإنجيلي، فصارت حياتهم طريقًا يسير الرب عليه عبر الأجيال، وهكذا الكارزون والعلمانيون حتى الأطفال يقدرون أن يلقوا بثيابهم تحت قدمي الرب في الطريق ليسير عليها. |
||||
03 - 02 - 2024, 04:48 PM | رقم المشاركة : ( 150062 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول القديس أمبروسيوس: [فرش التلاميذ ثيابهم الخاصة تحت خطوات المسيح إشارة للإنارة في كرازتهم بالإنجيل، لأنه كثيرًا ما أشارت الملابس في الكتب الإلهية إلى الفضائل.] |
||||
03 - 02 - 2024, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 150063 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
آخرون قطعوا أغصانًا من الشجر، وفرشوها في الطريق. والذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين: أوصنا، مبارك الآتي باسم الرب" [8-9]. قلنا أن الذين تقدموا موكب السيد هم آباء العهد القديم وأنبياؤه، والذين تبعوه هم رجال العهد الجديد ورسله وتلاميذه، فالكل -رجال العهدين- التفوا حوله يطلبون خلاصه. الأولون ساروا معه خلال الرموز وكلمة النبوة، والآخرون يسيرون معه خلال الكرازة بالإنجيل،لكنه موكب واحد مركزه المسيح الواحد، الذي يحلّ في وسط كنيسته الممتدة منذ بدء الخليقة إلى نهاية الدهور. ويرى الأب ثيؤفلاكتيوس أن هذا الموكب خاص بالسيد المسيح يتحقق داخل النفس المؤمنة بالأعمال الفاضلة في الرب، فلا يكفي أن نحتفل به بالأعمال السابقة التي سلكنا فيها من أجله، وإنما يتحقق الاحتفال أيضًا بدوام العمل الروحي كأعمال لاحقة لحساب مجد الرب. على أي الأحوال فإن هذا الموكب يذكرنا بعيد المظال، حيث كانت الجماهير تخرج إلى الحقول كل يوم من أيام العيد لترجع إلى الهيكل في موكب عظيم تحمل أغصان الشجر، وكانت تجتمع حول المذبح لتلوح بها في هتافات جماعية مفرحة وتهليلات روحية طالبين من الرب خلاصه، قائلين: "أوصنا" أو "هوشعنا". حقًا لم يكن يوم أحد الشعانين موافقًا عيد المظال اليهودي، لكن الشعب وهو لا يدري كان يرى في السيد المسيح تحقيقًا لكل نبواتهم، فيه يتحقق الفصح بكونه الذبيحة الفريدة التي تعبر بهم لا من عبودية فرعون، بل من أسر إبليس إلى حرية مجد أولاد الله، وفيه يتحقق عيد المظال، فيحملون سعف النخيل وأغصان الشجر، ويترنمون بليتوريجية العيد. ففي المسيح ننعم ببهجة عيد المظال حيث ندرك أننا نعيش كغرباء ونزلاء في جسد أشبه بمظلة من العشب تنتهي لننعم به جسدًا روحانيًا في يوم الرب. ونسكن في مسكن أبدي غير مصنوع بيد، كقول الرسول: "لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدي" (2 كو 5: 1). |
||||
03 - 02 - 2024, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 150064 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت الجماهير تمسك بأغصان الشجر كما في عيد المظال، والتي كانت تسمى بالفعل "أوصنا" أو "هوشعنا" لارتباطها بصرخات الشعب، طالبين خلاص الله وعونه. كان الكل يهتف للسيد المسيح بصرخات ليتورجية عيد المظال التي كانت تدوي حول المذبح. وكأن الجماهير وهي تعيد بعيد المظال الحقيقي ترى في المسيح المذبح والذبيحة، فتتهلل إذ جاء وقت خلاصها. ولعل المرتل قد رأى ذات المنظر حين ترنم بذات الصرخات الليتورجية حين قال: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه. آه يا رب خلصنا (أوصلنا)! آه يا رب أنقذ (أوصنا)! مبارك الآتي باسم الرب! باركناكم من بيت الرب! الرب هو الله، وقد أنار لنا. أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح" (مز 118: 24-26). لقد عيّد المرتل عيد المظال حين أنار الله عينيه فرأى الرب هو الله، وأدرك سرّ الذبيحة التي أُوثقت بربط إلى الصليب "قرون المذبح". لكي يُظهر الإنجيلي أن الموكب خاص بالمسيا المنتظر قدم أحد علاماته الرئيسية وهو ارتباطه بداود النبي، إذ كانت أحد الجماهير تقول: "مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب، أوصنا في الأعالي" [10]. إنه موكب المسيا الموعود به بكونه ابن داود، وهو موكب سماوي، إذ جاء من هو "في الأعالي". إنها مملكة الله نفسه! |
||||
03 - 02 - 2024, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 150065 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأب ثيؤفلاكتيوس [دعوا مملكة المسيح مملكة داود، لأن المسيح جاء من نسل داود، كما أن داود يُشير إلى صاحب اليدّ القوية، إذ من يده قوية كيد الرب الصانعة عجائب هذا مقدارها!] |
||||
03 - 02 - 2024, 04:52 PM | رقم المشاركة : ( 150066 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن السيد المسيح لم يهرب من الموكب، ولا منع الجموع من دعوته ملكًا، معلمًا إياهم أنه ملك، لكن ليس من هذا العالم ولا على مستوى أرضي، إنما هو ملك سماوي طريقه الصليب والموت. لقد جاءت هتافات الجماهير متناغمة مع كلمات رئيس الملائكة جبرائيل يوم الحبل بالسيد المسيح: "يعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية" (لو 1: 32-33). أما قطع سعف النخيل وأغصان الشجر واستخدامها في موكب السيد المسيح فشير إلى اقتطافنا كلمات الآباء الروحية وتعاليمهم الأصيلة من أفواههم بكونهم النخيل الروحي والأشجار السماوية المغروسة في فردوس الكنيسة الحية، نستخدمها في موكب السيد المسيح الداخل إلى أورشليم قلبنا الداخلي. |
||||
03 - 02 - 2024, 04:53 PM | رقم المشاركة : ( 150067 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأب ثيؤفلاكتيوس: [ليتنا نفرش أيضًا طريق حياتنا بالأغصان التي نقطفها من الأشجار أي نتمثل بالقديسين الذين هم أشجار مقدسة. من يمتثل بهم في فضائلهم يكون كمن قطع أغصانًا لنفسه.] |
||||
03 - 02 - 2024, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 150068 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شجرة التين العقيمة 11 فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 12 وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، 13 فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!» وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون. أمران صنعهما السيد المسيح عند دخوله أورشليم، هما تطهير الهيكل ولعن شجرة التين، وهما في الحقيقة عملان متكاملان يحملان معنى واحد. ألا وهو هدم السيد المسيح للحرفية القاتلة التي تمس الإنسان القديم لإقامة هيكل جديد أساسه العمل الروحي العميق والمتجدد. إذ تساءل كثير من الدارسين عن السبب الذي لأجله لعن السيد شجرة التين كرست الكنيسة قراءتها يوم اثنين البصخة (أسبوع الآلام) وليلة الثلاثاء حول "شجرة التين" هذه لتعلن عن المفاهيم اللاهوتية الروحية التي تمس هذه الشجرة. شجرة التين في المفهوم الإنجيلي ترمز لإسرائيل (إر 8: 13؛ هو 9: 10؛ يوئيل 1: 7؛ حز 17: 24؛ مي 7: 1-6)... هذه الشجرة -إسرائيل- إذ رفضت مسيحها المخلص سقطت تحت لعنة الجحود، هذه اللعنة لم تحل بهم سريعًا، وإنما ثمرة جحود طويلة، بدأ منذ نشأتها حتى مجيء المخلص. هذا ولم يقف الله مكتوف الأيدي أمام ما حلّ بإسرائيل القديم، فقد أقام إسرائيل الجديد شجرة التين المثمرة. |
||||
03 - 02 - 2024, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 150069 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن كانت شجرة التين قد يبست، إنما هي شجرة من عمل يدّي الخالق الذي يحبها ويعتز بها، ولا يشتهي سوى خلاصها، أما سرّ يبوسها فهو إصرار على الجحود، حرمان نفسها بنفسها عن الله مصدر حياتها. إن كانت قصة شجرة التين ترعب النفس، إذ تخشى السقوط تحت اللعنة، لكن الكنيسة ترفع قلبنا بالرجاء نحو المخلص، بكونه الخالق ومجدد طبيعتنا، لا ينتقم لنفسه ولا يحمل من نحونا إلا كل حب. إن أردنا الخلاص نجد الأذرع الأبدية القديرة تنتظرنا لتنشلنا وتجدد حياتنا. |
||||
03 - 02 - 2024, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 150070 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن كان الله هو خالق الشجرة فلماذا يلعنها؟ وتأتي الإجابة في بدأ النبوات من نفس يوم الاثنين بإعلان أن الله قد فصل النور عن الظلمة (تك 1)، وكأن ما حّل بالشجرة من لعنة إنما هو ثمر طبيعي لعزل الخير عن الشر، لذلك جاءت القراءات تركز على روح التمييز أو الإفراز لنكون كخالقنا الصالح نميز الخير عن الشر. يقول إشعياء النبي: "ويل للقائلين للخير شرًا، وللشر خيرًا، الجاعلين الظلام نورًا، والنور ظلامًا، القائلين عن الحلو مرًا، وعن المرّ حلوًا" (إش 5: 20). كما حذرتنا القراءات من الخلط بين عبادة الله والعجل الذهبي، كما فعل بنو إسرائيل (خر 32). |
||||