01 - 02 - 2024, 04:22 PM | رقم المشاركة : ( 149971 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
منع التطليق لغير العلة أراد أن ينزع من قلوبهم وأفكارهم إباحة الطلاق، فجاءت إجابته غير مباشرة حتى لا يسقط في شباكهم، إذ كرّم الناموس موسى بقوله: بماذا أوصاكم موسى؟ وكأنه لا يتجاهل ما قد سبق فأعلنه خلال نبيه موسى، وإنما يكشف أعماق الناموس ليدخل بهم إلى روح الناموس لا حرفه. |
||||
01 - 02 - 2024, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 149972 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
منع التطليق لغير العلة حين قدم لهم السؤال تركهم يجاوبون ليرد عليهم من إجابتهم عينها، فقد قالوا: موسى أذن أن يكتب كتاب طلاق فتطلق. كأن موسى لم يأذن بالطلاق إنما أذن أن يكتب كتاب طلاق فتطلق، وهنا يوجد فارق بين التعبيرين، فإن الإذن بالطلاق يجعل منه أمرًا سهلًا، أما كونه يأذن بكتابة كتاب الطلاق أولًا، فيعني أن الرجل قبل أن يطلق امرأته يلزمه أن يذهب إلى أحد الكتبة ليكتب له كتاب الطلاق، وكان يلزم أن يكون هؤلاء الكتبة من العقلاء يباحثونه الأمر، ويهدئون من غضبه ما استطاعوا ويلجأون إلى كبار عشيرته أو سبطه إن احتاج الأمر، فيلطفون من الموقف، محاولين مصالحة الرجل مع امرأته. حقًا لقد خشي الله وهم في طفولة حياتهم الروحية لئلا يقتل الرجل امرأته، أو ينحرف إلى العبادات الوثنية التي تبيح له بالطلاق، فسمح له بالطلاق، ولكن بعد تروٍ. لهذا يكمل السيد المسيح حديثه بقوله: "من أجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوصية". وكأن الوصية الموسوية ليست أمرًا بالطلاق، لكنها سماح به في حدود لأجل قسوة قلوبهم التي لم يكن يلزم أن تكون هكذا. ولكي يؤكد لهم السيد ذلك ردهم إلى الناموس الطبيعي الذي أقامه الله في بدء الخليقة، قائلًا: "ولكن من بدء الخليقة ذكرًا وأنثى خلقهما الله. من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته. ويكون الاثنان جسدًا واحدًا، إذًا ليس بعد أثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" [6-9]. كأنه في بدء الخليقة قبل السقوط لاق بالإنسان أن يقبل زوجته ليكون معها جسدًا واحدًا، أما وقد فسدت طبيعة الإنسان، ودخلت إليه قسوة القلب، فلم يعد هذا الناموس يناسبه إذ حسبه حرمانًا وطريقًا صعبًا، فسمح له الله بكتابة كتاب الطلاق لتهدئته. والآن جاء السيد المسيح لا ليُقدم وصايا جديدة، إنما بالأكثر طبيعة جديدة فيها تنتزع قسوة القلب، ويُرد الإنسان إلى الحياة الأولى النقية، فيتقبل الوصية التي ظنها صعبة كالامتناع عن الطلاق، وصية إلهية سهلة تليق بإنسانه الجديد، لأنها تحمل صورة الزواج الروحي القائم بين السيد المسيح والكنيسة عروسه الواحدة الوحيدة! في هذا يقول الرسول بولس: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا؛ هذا السّر عظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 5: 31-32). |
||||
01 - 02 - 2024, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 149973 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا الذهبي الفم: [لو أن الله أراد أن تُنزع امرأة لتُجلب أخرى لخلق (لآدم) نساء كثيرات. الله لم يربط الرجل بامرأة واحدة فحسب، وإنما أمره أيضًا أن يعتزل والديه ويلتصق بامرأته، قائلًا: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته". يظهر من هذا التعبير استحالة تحطيم الزواج (بالتطليق)، إذ يقول "يلتصق".] |
||||
01 - 02 - 2024, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 149974 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أمبروسيوس لمن يرغب في تطليق زوجته: [خف الله وأصغِ لناموس الرب: "الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت 19: 6). إنك لا تهدم وصية سماوية، إنما تهدم عمل الله.] |
||||
01 - 02 - 2024, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 149975 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن كان الزواج المسيحي هو ثمرة عمل الله (مت 19: 6)، فبالأولى الزواج الروحي بين النفس وعريسها، هذا الذي يقوم به روح الله القدوس ويتممه في استحقاقات الدم، فلا يليق بنا أن نحطمه خلال إنكار الإيمان علانية بسبب ضيق أو اضطهاد ولا خلال سلوكنا برفض الوصية، وإلا نكون قد مارسنا طلاقًا ممقوتًا. |
||||
01 - 02 - 2024, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 149976 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قبول الأطفال بالحب 13 وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَدًا لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ. 15 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16 فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ. إن كان الفريسيون قد جاءوا إلى السيد المسيح يسألونه بخصوص الطلاق بقصد سيء، قد يكشفوا للجموع أنه يصَّعب الطريق ويكسر الناموس، فإن الجموع على العكس أدركت محبته وتلامست مع بساطته، فجاءت إليه بالأطفال تسأله أن يضع يديه عليهم ويباركهم. "وقدموا إليه أولادًا لكي يلمسهم، وأما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم. فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ، وقال لهم: دعوا الأولاد يأتون إليّ، ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله. الحق أقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله. فاحتضنهم، ووضع يديه عليهم، وباركهم" [13-16]. لقد أراد التلاميذ للسيد المسيح الطريق السهل المكرّم، رافضين مضايقة الأطفال الصغار ومتاعبهم، أما السيد فقدم لهم طريقه الصعب البسيط، يلتزم به التلاميذ والرسل كما الشعب أيضًا، فإنه إذ يحتضن الأطفال وهم في ذلك الحين يمثلون طبقة محتقرة بلا حقوق، يكشف أن المعلم لا يطلب كرامة ومجدًا لنفسه، إنما يطلب نفسًا تلتصق بالرب، حتى وإن كانت نفس طفل أو عبد أو لص! إنه طريق الحب للجميع لا طلب الكرامة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد باحتضان الأطفال، إنما جعل من الطفل مثلًا ما لم نبلغه لن ندخل الملكوت. هكذا كرّم السيد الطفولة إذ صار نفسه طفلًا بتجسده، والآن يطالب التلاميذ -قادة الكنيسة- أن يبلغوا مع الشعب إلى الطفولة ليكون لهم نصيب في الملكوت معهم. |
||||
01 - 02 - 2024, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 149977 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* حقًا ذهن الطفل نقي من آلام الخطية، لهذا يليق بنا أن نمارس بكامل حريتنا ما يفعله الأطفال بالطبيعة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
01 - 02 - 2024, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 149978 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لم يقل "لهؤلاء"، بل قال: "لمثل هؤلاء ملكوت الله"، أي للذين لهم في نيتهم كما في تصرفاتهم ما للأطفال بالطبيعة من بساطة وعدم الأذية. فالطفل لا يبغض، ولا يحمل نية شريرة، حتى إن ضربته والدته لا يعتزل عنها، وأن ألبسته ثيابًا رخيصة يراها أفضل من الثوب الملكي، هكذا من يسلك في طرق الكنيسة أمه الصالحة، لا يكرم شيئًا أكثر منها، حتى ملذاته بكونها ملكة الكل، لذلك يقول الرب: "من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله" الأب ثيؤفلاكتيوس بطريرك بلغاريا |
||||
01 - 02 - 2024, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 149979 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لا يقصد بالطفولة هنا تفضيل سن عن آخر، وإلا صار النمو (في العمر) هدمًا، وما كنت أشتهي بلوغ سن النضوج ما دام يسلبني تعبي في ملكوت السماوات، ولما سمح الله لنا بالنمو ما دام هذا النمو ينمي الرذائل لا الفضيلة، ولما اختار الرب تلاميذه ناضجين بل أطفالًا. لكن الأطفال لا يعرفون أسرارًا ولا خداعًا ولا رد الإساءة بالإساءة ولا يطلبون الغنى، ولا يمتلكهم حب الكرامة. الجهل بالأمور (كالطفل الذي لا يفهم شيئًا) لا يهب الفضيلة بل يسيء إليها، هكذا لا تتمجد عفتنا عن عجز (كالطفل العاجز عن الشهوة)... الفضيلة ليست عجزًا عن ممارسة الخطية، إنما هي رفض له ومثابرة في الجهاد لكي نرجع إلى طبيعتنا وطفولتنا. إذن لا يشير الرب إلى الطفولة هنا كسنٍ معينٍ، وإنما كحب للامتثال ببساطة الطفولة... القديس أمبروسيوس |
||||
01 - 02 - 2024, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 149980 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لنهرب إذن من الكبرياء ولنقتدي ببساطة الأطفال، فالحق يتعارض مع الكبرياء بينما توافقه البساطة وترفعه بتواضعها. القديس أمبروسيوس |
||||