![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 149841 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السلوك اللائق في الولائم 14 اُذْكُرْ أَنَّ الْعَيْنَ الشِّرِّيرَةَ سُوءٌ عَظِيمٌ. 15 أَيُّ شَيْءٍ خُلِقَ أَسْوَأَ مِنَ الْعَيْنِ؛ فَلِذلِكَ هِيَ تَدْمَعُ مِنْ كُلِّ شَخْصٍ. 16 حَيْثُمَا لَحَظَتْ؛ فَلاَ تَمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَكَ، 17 وَلاَ تُزَاحِمْهَا فِي الصَّحْفَةِ. 18 اِفْهَمْ مَا عِنْدَ الْقَرِيبِ مِمَّا عِنْدَكَ، وَتَأَمَّلْ فِي كُلِّ أَمْرٍ. 19 كُلْ مِمَّا وُضِعَ أَمَامَكَ، كَمَا يَأْكُلُ الإِنْسَانُ، وَلاَ تَكُنْ لَهِمًا لِئَلاَّ تُكْرَهَ. 20 وَكُنْ أَوَّلَ مَنْ أَمْسَكَ مُرَاعَاةً لِلأَدَبِ، وَلاَ تَتَضَلَّعْ لِئَلاَّ يُنْكَرَ عَلَيْكَ. 21 وَإِذَا اتَّكَأْتَ بَيْنَ كَثِيرِينَ؛ فَلاَ تَمْدُدْ يَدَكَ قَبْلَهُمْ. 22 مَا أَقَلَّ مَا يَكْتَفِي بِهِ الإِنْسَانُ الْمُتَأَدِّبُ، وَمِثْلُ هذَا لاَ تَأْخُذُهُ الْكِظَّةُ عَلَى فِرَاشِهِ. 23 السُّهَادُ وَالْهَيْضَةُ وَالْمَغْصُ لِلْرَّجُلِ الشَّرِهِ. 24 رُقَادُ الصِّحَّةِ لِقَنُوعِ الْجَوْفِ. يَقُومُ بَاكِرًا وَهُوَ مَالِكُ نَفْسِهِ. 25 وَإِذَا أُكْرِهْتَ عَلَى الأَكْلِ؛ فَاعْتَزِلْ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ فَتَسْتَرِيحَ. 26 اِسْمَعْ لِي يَا بُنَيَّ، وَلاَ تَسْتَخِفَّ بِي، وَأَخِيرًا تَخْتَبِرُ أَقْوَالِي. 27 فِي جَمِيعِ أَعْمَالِكَ كُنْ نَشِيطًا؛ فَلاَ يَلْحَقَ بِكَ سَقَمٌ. 28 مَنْ سَخَا بِالطَّعَامِ تُبَارِكُهُ الشِّفَاهُ، وَيُشْهَدُ بِكَرَمِهِ شَهَادَةَ صِدْقٍ. 29 مَنْ شَحَّ بِالطَّعَامِ تَتَذَمَّرُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةُ، وَيُشْهَدُ بِلُؤْمِهِ شَهَادَةَ يَقِينٍ. 30 لاَ تَكُنْ ذَا بَأْسٍ تُجَاهَ الْخَمْرِ؛ فَإِنَّ الْخَمْرَ أَهْلَكَتْ كَثِيرِينَ. 31 الأَتُونُ يَمْتَحِنُ الْحَدِيدَ الْمُمْهَى، وَالْخَمْرُ تَمْتَحِنُ قُلُوبَ الْمُتَجَبِّرِينَ فِي الْقِتَالِ. 32 الْخَمْرُ حَيَاةٌ لِلإِنْسَانِ، إِذَا اقْتَصَدْتَ فِي شُرْبِهَا. 33 أَيُّ عَيْشٍ لِمَنْ لَيْسَ لَهُ خَمْرٌ؟ 34 أَيُّ شَيْءٍ يُعْدِمُ الْحَيَاةَ؟ الْمَوْتُ. 35 الْخَمْرُ مِنَ الْبَدْءِ خُلِقَتْ، لِلاِنْبِسَاطِ لاَ لِلسُّكْرِ. 36 الْخَمْرُ ابْتِهَاجُ الْقَلْبِ وَسُرُورُ النَّفْسِ، لِمَنْ شَرِبَ مِنْهَا فِي وَقْتِهَا مَا كَفَى. 37 الشُّرْبُ بِالرِّفْقِ صِحَّةٌ لِلنَّفْسِ وَالْجَسَدِ. 38 الإِفْرَاطُ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ خُصُومَةٌ وَنِزَاعٌ. 39 الإِفْرَاطُ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ مَرَارَةٌ لِلنَّفْسِ. 40 السُّكْرُ يُهَيِّجُ غَضَبَ الْجَاهِلِ لِمَصْرَعِهِ، وَيُقَلِّلُ الْقُوَّةَ وَيُكْثِرُ الْجِرَاحَ. 41 فِي مَجْلِسِ الْخَمْرِ لاَ تُوَبِّخِ الْقَرِيبَ، وَلاَ تَحْتَقِرْهُ فِي سُرُورِهِ. 42 لاَ تُخَاطِبْهُ بِكَلاَمِ تَعْيِيرٍ، وَلاَ تُضَايِقْهُ فِي الْمُطَالَبَةِ. يربط ابن سيراخ تصرُّفات الإنسان في كل المجالات بالحكمة اللائقة بإنسان الله. يليق بالمؤمن الحامل صورة الله، وسفير السيد المسيح، أن يشهد للحياة المُطوَّبة شبه السماوية حتى في أكله وشربه، بل وفي مشيه وحركات جسمه. متى دُعِي مؤمن إلى مائدة يليق به أن يمارس ضبط النفس وضبط شهوة الأكل ليس من أجل المشتركين معه في المائدة، بل من أجل سلامة أعماقه. فمع الاهتمام بسلامة الجسد في المشاركة في الولائم يليق بنا الاهتمام بسلامة الروح. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 149842 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المائدة مدرسة رائعة خلالها يتعلَّم الكل، الأطفال والشباب والبالغين والشيوخ، كيف يتمتَّعون بالحضرة الإلهية وهم على المائدة، نذكر على سبيل المثال الآتي: أ. ليس فقط يبدأ الأكل بعد الصلاة، وإنما يشعر الكل أنهم في الحضرة الإلهية أثناء مشاركتهم في الأكل أو الحديث أثناء الطعام. يعرف الإنسان التقي أثناء الطعام متى يصمت ومتى يتكلم، وكيف يُقَدِّس كل نسمة من نسمات حياته أينما وُجِد! ب. الولائم فرصة رائعة لا ليستعرض الإنسان زهده في الطعام أو مشاركة الآخرين فيه، وإنما ليُعَبِّر طبيعيًا عما في أعماقه من فرح الروح والشبع بالحضور الإلهي. ج. تقديس الوقت حتى في لحظات الأكل والشرب. أذكر على سبيل المثال في إحدى المؤتمرات الكنسية بين الأرثوذكس الخلقيدونيين وغير الخلقيدونيين، وفي فترة تناول وجبة الغذاء بسويسرا، لاحظت نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات القبطية قد حوَّل عينيه لدقائق في اتجاه مُعَيَّن وهو صامت. سألته: "فيِمَ تفكر؟" أجابني: "انظر إلى هذه الأيقونة الصغيرة التي على الحائط؛ إنها فن قبطي! لاحظ كيف يلتصق خدّ الطفل يسوع بخدً القديسة مريم! لقد صارت القديسة مريم عرشًا إلهيًا فريدًا يجلس عليه ويُعلِن حُبّه نحو البشرية في شخص أمه حسب الجسد!" وروى لي قصة رجل بريطاني لم يسمح حتى لنفسه أن يجلس على كرسي في بيته لأن الملكة فيكتوريا جلست عليه يومًا ما. يا لعظمة القديسة مريم التي جلس في حضنها ملك الملوك؟! هذا ما كان يشغل قلب نيافة الأنبا غريغوريوس وهو يتناول الطعام. د. جلوس الأطفال مع والديهم أثناء الوليمة أو في البيت يُحسَب مجالًا رائعًا لتشكيل شخصياتهم لينقلوا في صمتٍ عن والديهم حياة الشكر وعدم النهم وعدم الانشغال بالطعام، ومراعاة الغير فلا يملأوا طبقهم أكثر مما سيأكلونه! يدركون أنهم حتى في وسط الوليمة هم أعضاء في جماعة مقدسة، تتمتَّع بعربون السماء في كل المناسبات. ه. الشره أو النهم شرّ عظيم. و. يأكل الإنسان في أدبٍ مما يُقَدَّم له بتروٍّ. ز. ليكن المؤمن أول من يتوقَّف عن الأكل. ح. لا يمد المؤمن يده للأكل قبل الآخرين. ط. يحرم النهم الإنسان من النوم الهادئ. ي. عدم المبالغة في شرب الخمر، لئلا يهلك الإنسان. ك. السُكْر يثير الغضب ويضيف جراحات للنفس. ل. في مجلس الخمر لا نُوَبِّخ أحدًا ولا نضايقه بمطالبنا. هل تجلس إلى مائدة إنسان عظيم؟ لا تكن نهمًا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 149843 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ولا تقل: "ما أكثر الطعام الذي عليها" [12]. يليق بالإنسان الحكيم ألاَّ يُرَكِّز عينيه على كثرة الطعام أو تنوُّعه، بل على شبعه الداخلي وجمال أعماقه وصحة روحه أمام الله والسماء. في مثل "لعازر والغني" (لو 16: 19-31)، ربط السيد المسيح بين كبرياء الغني وحياة الترف، خاصة اهتمامه بإقامة الولائم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 149844 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اذكر أن العين الشريرة شر عظيم. أي شيء خُلِق أسوأ من العين؟ لذلك تدمع لكل وجه[16] [13]. العين التي خُلِقَت لمساندة الروح على التمتُّع ببصيرة روحية لا تشبع من العالم كله إن قُدِّم لها، إنما ما يشبعها هو لقاؤها مع الله وشركتها معه، واستعدادها للتمتُّع بالمائدة السماوية وخبز الملائكة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 149845 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() افهم ما عند قريبك[17] مما عندك، وتروَّ في كل أمرٍ [15]. كُلْ مما يوُضع أمامك، كما يأكل الإنسان، ولا تلتهمه بطريقةٍ نهمة، لئلا تُحتقَر [16]. يحرص المؤمن ألاَّ يكون سببًا لاضطراب صاحب الوليمة، فيربكه بأطعمة مُعَيَّنة قد يصعب عليه تقديمها في ذلك الوقت. كُنْ أول من يتوقَّف عن الأكل مراعاة للأدب، ولا تكن نهمًا لئلا تسبب جُرمًا [17]. يشير إلى الاهتمام بطريقة الأكل، فالبعض لهم طريقة مقززة في أكلهم وكثيرًا ما تنفّر هذه الطريقة الجلوس معهم وتثير اشمئزازهم مثل إحداث صوت من الحلق عند تجرع الماء، والأكل بطريقة تنم عن النهم وعدم النزاهة[18]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 149846 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وإذا جلست إلى مائدة بين كثيرين، فلا تمدّ يدك قبلهم [18]. يليق بالمؤمن أن يمدّ يده إلى الطعام بعد أن يبدأ الكل وينتهي منه قبل الكل. v علامة الشخص المعتدل، أن يأخذ كمية قليلة عند الأكل أو الشرب، ولكن تفعل هذا في وقتٍ مناسبٍ؛ فلا تتسرَّع لكي تكون أنت المبتدئ بالأكل، وتتردد هنا وهناك لكي تكون أنت أول المنتهين من الأكل فتأخذ اتجاهًا بعدم المبالاة. القديس إكليمنضس السكندري |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 149847 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v علامة الإنسان الضابط لنفسه، أن يأخذ كمية قليلة عندما يأكل أو يشرب، ولكن يفعل ذلك في وقتٍ مناسبٍ، فلا يتسرَّع بقدر الإمكان، في بداية أكله، ولا يتلكأ هنا وهناك. ويكون أول من ينتهي من الأكل، ويراعي ألاَّ يبرز عدم المبالاة. يقول الكتاب: "كن أول من يتوقف عن الأكل مراعاة للأدب... وإذا جلست إلى المائدة بين كثيرين، لا تمد يدك قبلهم" (راجع سي 31: 19). ليس من حاجة للقول إنه لا يليق بنا ألاَّ نميل إلى الأمام لكي نبدأ بأخذ الطعام وذلك بدافع النهم، كما لا يليق بنا أن نبتعد جدًا ونعترف بعدم ضبط أنفسنا خلال خطأنا. وفي نفس الوقت لا نقف كمن نحرس طعامنا مثل الحيوانات التي تقف متحفزة لطعامها، ولا نخضع للذة خلال ملذات الطعام الكثيرة. إنه علامة ضبط النفس أن نقوم من المائدة قبل الجميع وننسحب منها بروح التواضع. قيل: "إذ آن الوقت فقم ولا تتأخر، أسرع إلى بيتك ولا تتسكع" (راجع سي 31: 11). القديس إكليمنضس السكندري |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 149848 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما أقل ما يكتفي به الإنسان المتأدِّب، وعلى فراشه لا يتنفَّس بصعوبة [19]. الاكتفاء بأكل القليل مما يُقَدَّم للشخص ليست وصية خاصة بالرهبان، إنما يليق بكل المسيحيين الالتزام بها. الرقاد الصحي يتوقَّف على الاعتدال في الطعام يقوم مبكرًا بروحٍ صالحةٍ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 149849 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أما النهم فيُصاحِبه القلق بسبب الأرق والتقيؤ والمغص [20]. يعتمد النوم الصحي على الاعتدال في الأكل. يحدثنا القدِّيس يوحنا الذهبي الفم عن رذيلة شهوة الطعام الفاخر، موضحًا أن هذه اللذة سرعان ما تتوقَّف بملء البطن، وأحيانًا قبل الشعور بالشبع، إذ يفقد الإنسان جاذبية هذه اللذة والطعام لا يزال بعد في الفم لم يبلعه الشخص. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 149850 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v لنختبر أولًا رذيلة اللذة بخصوص المائدة الفاخرة الجذابة للغاية... في اللحظة التي يبدأ الشخص يشعر بالشبع، تتوقَّف اللذة. بل وأحيانًا تتوقَّف بسرعة أسرع من مجرى ماء متدفق. وأحيانًا لا تبقى اللذة حتى بلع الطعام نفسه، وإنما تتوقَّف والطعام بين الأسنان. لست أتحدث عن الشرور التي تتبع ذلك، ومدى خطورة العاصفة التي تصدر عن ملذات المائدة. بالحقيقة الشخص الذي يمتنع (عن اللذة) ليس فقط يشعر براحة، بل ويشعر أنه خفيف وفي راحة أكثر من ذاك الذي يرقد في مخدعه وهو مُثَقَّل بمعدة متخمة. يقول الكتاب النوم الصحي يعتمد على الاعتدال في الأكل. هل من حاجة أن تستدعي الأمراض، وعدم الهضم، والمحن، والتبذير؟ إنها من مثل هذه الوجبات. القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||