منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 01 - 2024, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 149531 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إن كانت كلمة الله هي نور يجب أن يشرق على الكل، فإننا إن وضعناه تحت مكيال أو تحت السرير، نحجب عمله عن الآخرين. ما هو المكيال إلا المقاييس البشرية الزمنية التي تُفقد الإنسان إيمانه بالله العامل فوق كل الحدود البشرية، وما هو السرير إلا الجسد الذي يتراخي متهاونًا بالأبدية. بمعنى آخر لنقبل كلمة الله فينا سراجًا يرتفع بنا فوق كل فكرٍ زمنيٍ وفوق كل شهوات الجسد!
 
قديم 27 - 01 - 2024, 03:50 PM   رقم المشاركة : ( 149532 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أن السيد المسيح كما يخفي سرّه الحقيقي بطرق متنوعة، الآن يظهر أن هذا الإخفاء إنما يكون إلى حين، فإن سرّ المسيح أو سرّ إنجيله في الحقيقة لم يستطع حتى التلاميذ إدراكه إلا بعد قيامته وإرساله روحه القدوس ليذكرهم بكل ما قاله لهم (يو 14: 26) ويعلمهم كل شيء (يو 14: 26) لذلك يقول الرسول عن سرّ الله: "أعلنه الله لنا بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله، لأن مَنْمن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه، هكذا أيضًا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله" (1 كو 2: 10-11).
يقول القديس ديديموس الضرير: [يستحيل أن ينال أحد نعمة الله ما لم يكن له الروح القدس، الذي فيه كل عطايا الله.]
 
قديم 27 - 01 - 2024, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 149533 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"لأنه ليس شيء خفي وصار مكتومًا إلا ليعلن... بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم ويزاد لكم أيها السامعون، لأن من له سيُعطى، وأما من ليس له، فالذي عنده سيؤخذ منه" [22-25]. ما نزرعه هنا إياه نحصد، فإن زرعنا السماويات ننعم بأمجادها مزادًا عليها، وإن جمعنا التراب ننال فسادًا مضاعفًا. فالأبدية ليست إلا امتدادًا لحياة اختارها الإنسان لنفسه، وعاشها في أعماق قلبه، وكما يقول الشيخ الروحاني: [كل واحد ميراثه فيه، وغذاؤه داخله.]
"من له يُعطى فيزداد، وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه" [25]، بمعنى آخر من اختار الغنى الروحي يزداد غنى، ومن أهمل في حياته الروحية يزداد فقرًا. اليهود في جحدهم للرب حتى ما لديهم قد سُحب منهم، وأما الذين قبلوا الرب فازدادوا نعمة فوق نعمة.


في حياتنا الروحية إن رفضنا عمل الله حتى ما نلناه بالطبيعة أو الناموس الطبيعي يُنزع منا، فيسلك الإنسان على مستوى حيواني أو أحيانًا أقل من الحيواني، أما الذي بالإيمان يجاهد فإنه ينال بركات فائقة بجانب ما تمتع به خلال الطبيعة التي وهبه الله إياها.


 
قديم 27 - 01 - 2024, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 149534 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




العمل الإلهي المستمر

26 وَقَالَ: «هكَذَا مَلَكُوتُ اللهِ: كَأَنَّ إِنْسَانًا يُلْقِي الْبِذَارَ عَلَى الأَرْضِ، 27 وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلًا وَنَهَارًا، وَالْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ، 28 لأَنَّ الأَرْضَ مِنْ ذَاتِهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ. أَوَّلًا نَبَاتًا، ثُمَّ سُنْبُلًا، ثُمَّ قَمْحًا مَلآنَ فِي السُّنْبُلِ. 29 وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ الثَّمَرُ، فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُ الْمِنْجَلَ لأَنَّ الْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ».

ربما استصعب التلاميذ العمل كيف يقدمون نورًا للعالم، لذلك أكد لهم السيد أن العمل الكرازي هو عمل إلهي ومستمر، له فاعليته في حياة الآخرين حتى في لحظات الضعف التي يعيشها الخادم، إذ يقول: "هكذا ملكوت الله كأن إنسانًا يلقي البذار على الأرض. وينام ويقوم ليلًا ونهارًا، والبذار يطلع وينمو وهو لا يعلم كيف، لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمرٍ..." [26-28].

أولًا: من هو الذي ألقى البذور على الأرض إلا الابن الذي سلم نفسه للموت كقوله: "ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو 10: 18). لقد سلّم جسده كمن نام وقام، وإذ ببذور الكرازة قد طلعت ونمت وصارت نباتًا فسنبلًا ثم قمحًا ملآن في السنابل [28]. بموته وقيامته وهب الكنيسة ثمارًا لا تتوقف. ونحن أيضًا إن كنا نخدم إنما نقدم ذاك الذي بعمله الإلهي يقيم النفوس بلا توقف حتى يكمل المختارون ويتمتعوا بشركة المجد معه.
أما قوله: "لا يعلم كيف" إنما تشير إلى سرية عمله الخفي في القلوب التي يقيمها معه بطريقة لا يمكن لنا إدراكها، فيحسب كمن لا يعلم كيف، إذ لا يشرحها لنا ولا يعلنها للبشر.
 
قديم 27 - 01 - 2024, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 149535 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يسمي البعض هذا المثل "المُزَارِع الصبور"، فقد ألقى السيد بالبذور وفي غير قلقٍ يدرك أن ملكوته قادم لا محالة. الحصاد يتحقق حتمًا، والأرض لا بُد أن تحمل ثمرًا. حقًا ليتنا لا نضطرب، بل في يقين الإيمان أن البذور التي وهبنا إياها فعّاله، قادرة أن تخرج من الإنسان الترابي ثمرًا سماويًا، تقيمه مع السيد المسيح ليجلس معه في السماويات (أف 2: 6).
 
قديم 27 - 01 - 2024, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 149536 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يرسل السيد المنجل للحصاد... هكذا يرفع الرب قلوبنا إلى مجيئه الأخير لنرى الحصاد قد نضج تمامًا والملائكة كحصادين قادمين بالمنجل السماوي يحصدون لحساب ملكوت الله ثمارًا مفرحة. هذا ما رآه يوئيل النبي القائل: "أرسلوا المنجل لأن الحصاد قد نضج" (يؤ 3: 13)، وما تمتع برؤيته القديس يوحنا: "وخرج ملاك آخر من الهيكل يصرخ بصوت عظيم إلى الجالس على السحابة: أرسل منجلك واحصد، لأنه قد جاءت الساعة للحصاد، إذ قد يبس حصاد الأرض، فألقى الجالس على السحابة منجله على الأرض فحُصدت الأرض" (رؤ 14: 15-16).
 
قديم 27 - 01 - 2024, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 149537 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يقول البابا غريغوريوس (الكبير): [يلقي الإنسان بالبذرة في الأرض عندما يضع النية الصالحة في قلبه، وينام إذ يستريح فعلًا خلال رجائه في العمل الصالح. لكنه يقوم ليلًا ونهارًا، إذ يتقدم في النمو مع الصراع، وإن كان لا يعرف كيف يتحقق ذلك، إذ لا يستطيع أن يقيس مقدار نموه. ومع ذلك فالفضيلة التي تمتع بها تنمو. إذن عندما يدرك الرغبات الصالحة يكون قد وضعنا البذرة في الأرض، وعندما نبدأ في العمل الصالح تصير البذرة بحق نباتًا. وعندما ننمو إلى كمال الأعمال الصالحة نبلغ إلى السنبلة. وإذ نثبت في الكمال في ذات العمل تكون السنبلة قد امتلأت قمحًا.]

 
قديم 27 - 01 - 2024, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 149538 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




العمل الإلهي وحبة الخردل

30 وَقَالَ: «بِمَاذَا نُشَبِّهُ مَلَكُوتَ اللهِ؟ أَوْ بِأَيِّ مَثَل نُمَثِّلُهُ؟ 31 مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، مَتَى زُرِعَتْ فِي الأَرْضِ فَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ. 32 وَلكِنْ مَتَى زُرِعَتْ تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ جَمِيعِ الْبُقُولِ، وَتَصْنَعُ أَغْصَانًا كَبِيرَةً، حَتَّى تَسْتَطِيعَ طُيُورُ السَّمَاءِ أَنْ تَتَآوَى تَحْتَ ظِلِّهَا». 33 وَبِأَمْثَال كَثِيرَةٍ مِثْلِ هذِهِ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ حَسْبَمَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا، 34 وَبِدُونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ. وَأَمَّا عَلَى انْفِرَادٍ فَكَانَ يُفَسِّرُ لِتَلاَمِيذِهِ كُلَّ شَيْءٍ.

هذا هو المثل الثالث الذي يقدمه لنا السيد المسيح في هذا الأصحاح، الأول مثل الزارع الذي يهبنا رجاء فلا نضطرب من أجل البذور التي سقطت ولم تثمر، إذ توجد أرض جيدة تثمر مئة وستين وثلاثين، والثاني مثل الزارع الذي لا يدرك كيف تنمو البذرة فإن الله هو العامل حتى وإن كانت الكرازة كبذرة في وسط الأرض يحيط بها الظلام، والمثل الثالث هو "حبة الخردل" حتى لا نرتبك إن رأينا الكرازة في بدايتها صغيرة للغاية كحبة الخردل، فإنها تصير كشجرة تملأ المسكونة، تأوي بين أغصانها طيور السماء وتستظل تحتها حيوانات البرية.
ويلاحظ في هذا المثل:

أولًا: في القديم أشير للممالك العظيمة بشجرة في وسط الأرض، يستظل تحتها حيوانات البرية ويسكن في أغصانها طيور السماء (دا 4: 10-12؛ حز 31: 6)، بكون المملكة في اتساعها تضم دولًا وبلدانًا تحت ظلها تحميها من كل عدوان خارجي. أما الشجرة التي يتحدث عنها السيد هنا فهي مملكة روحية اجتذبت بالصليب الأمم والشعوب ليجدوا فيها موضع راحة، وقد سبق لنا الحديث عن حبة الخردل وارتباطها بآلام المسيح وإنجيله.

ثانيًا: استخدم السيد المسيح "حبة الخردل" بالذات كمثال لملكوته السماوي لسببين رئيسين، الأول أن هذه الحبة يظهر نفعها بالأكثر حينما تسحق أو تُعصر كما تصير شجرة متى دفنت في الأرض وكأنها حملت إشارة إلى اجتياز الرب الآلام والدفن، والثاني أنه كان شائعًا في أمثال اليهود أنها أصغر الحبوب (في فلسطين)، فاستخدام نعتهم للكشف عن سرّ ملكوته.

ثالثًا: سبق لنا عرض آراء الآباء في علاقة حبة الخردل بملكوت السيد المسيح مثل البابا غريغوريوس (الكبير) والقديسين يوحنا الذهبي الفم وأمبروسيوس وجيروم وأغسطينوس وهيلاري أسقف بواتييه، لذلك اكتفى هنا بعرض لكلمات القديس كيرلس الكبير في هذا الشأن:


[المقارنة ممتازة، إذ من المناسب جدًا أن يقدم أمامهم ما يحدث بخصوص الكرازة المقدسة الإلهية الخاصة بالإنجيل، والتي يدعوها هنا ملكوت السماوات، فمن خلالها ننال حق الشركة في ملكوت المسيح. قُدمت هذه الكرازة في البداية لأشخاص قليلين وفي نطاق ضيق لكنها اتسعت في تأثيرها وامتدت إلى كل الأمم. لقد كُرز بها أولًا في اليهودية وحدها حيث كان التلاميذ الطوباويون أيضًا قليلي العدد جدًا، وإذ عصى إسرائيل جاءت الوصية للرسل القديسين: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم..." (مت 28: 19). كما أن حبة الخردل صغيرة جدًا في حجمها بالنسبة لبذور النباتات الأخرى، لكنها تنمو عالية جدًا أكثر من الأعشاب العادية حتى تصير مأوى لكثير من العصافير، هكذا ملكوت السماوات ونتعرف على ذاك الذي بالطبيعة هو الله حقًا، قد بدأت موجهة إلى أشخاص قليلين كما لو كانت صغيرة ومحدودة، فنمت بسرعة وصارت مأوى للذين هربوا إليها كملجأ لهم هؤلاء الذين حُسبوا كعصافير، لأن الأمور البشرية تُحسب صغيرة إن قيست بالله.
لقد أُعطى الناموس الموسوي للإسرائيليين، وإذ لم يستطع سكان الأرض أن يخلصوا خلال ظل الناموس وخدمته المادية صارت الضرورة ملحة أن تنطلق الكرازة بالإنجيل واهب الخلاص وأن تنتشر بين كل ما هو تحت السماء.
هذا ما أعلنه لنا حرف الناموس الموسوي خلال علامة، فقد جاء فيه: "وكلم الرب موسى قائلًا: اصنع لك بوقين من فضة مسحولين تعملهما، فيكونان لك لمناداة الجماعة ولارتحال المحلات" (عد 10: 1). جاء بعد ذلك: "وبنو هرون الكهنة يضربون بالأبواق، فتكون لكم فريضة أبدية في أجيالكم" (عد 10: 8). من هذا يمكن أن يفهم عمل الناموس التمهيدي (للإنجيل) والكمال الذي نناله في المسيح بالحياة الإنجيلية، فقد أشار النبي إشعياء أيضًا إلى هذا الاسم بقوله: "ويكون في ذلك اليوم أنه يضرب ببوقٍ عظيمٍ" (إش 27: 13). فبالحقيقة قد ضُرب ببوق عظيم خلال صوت الرسل القديسين، غير متجاهلين (البوق) الأول إنما احتووه، إذ كانوا دائمًا يبرهنون على ما يقولونه بخصوص المسيح من الناموس والأنبياء، مستخدمين شهادات العصور القديمة.
إذن وُجد بوقان من فضة مسحولة، حيث تشير الفضة إلى السمو، لأن كل كلمة الله مجيدة، لا تحمل فيها شيئًا من ظلمة العالم، وطرق المعدن أظهر أن البوق المقدس الإلهي -أي الكرازة القديمة والجديدة- تنمو وتتقدم، لأن ما يًطرق ينسحب إلى قدام ويتسع في الطول والعرض. فبقيامة المسيح من أجل سكان الأرض تقدم الناموس القديم خلال تفسيره الروحي، إذ نكرز به نحن الذين نلنا الاستنارة الروحية في المسيح، وأيضًا تقدمت رسالة الإنجيل وانتشرت حتى احتضنت العالم كله. لقد أعطى الناموس الكهنة أن يستخدموا الأبواق لتعليم الشعب، أما المسيح فقدم خدام الإعلانات الجديدة نقصد بهم الرسل القديسين للكرازة به والتبشير بوصاياه. أعلنوا سره كمن يستخدم بوقين، بهما يكرزون عنه، إذ "كانوا من البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 2)، مؤكدين بكلماتهم الشهادات الحقيقية للناموس والأنبياء.
ليس صعبًا أن ترى رسالة الإنجيل قد كُرز بها في البداية صغيرة في حجمها وقد امتدت متزايدة جدًا كما سبق فأخبرنا الله عنها بصوت إشعياء: "لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر" (إش 11: 9). فإن الكرازة بالخلاص في كل موضع تفيض كالبحر، وعملها لا يُقاوم. هذا ما أعلنه إله الكل في وضوح بصوت النبي: "وليجر الحق كالمياه، والبرّ كنهرٍ دائمٍ" (عا 5: 24). فقد أعطى اسمي الحق والبرّ لرسالة الإنجيل، ومنحنا تأكيدًا أن هذه الرسالة تجري في العالم كالمياه والفيضان، فلا يقف إنسان أمام مجاريها الجارفة بقوة.
نفس التفسير أيضًا لائق جدًا إذ يقارن ملكوت الله بخميرة. فإن الخميرة صغيرة في كميتها لكنها تمسك العجين كله، وبسرعة تتفاعل معه، وتهبه خواصها. هكذا تعمل فينا كلمة الله بنفس الطريقة، فإنها إذ تُضاف إلينا في داخلنا تجعلنا قديسين وبلا لوم وتتسرب إلى ذهننا وقلبنا، وتجعلنا روحيين، وكما يقول بولس: "لتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح" (1 تس 5: 23).]

 
قديم 27 - 01 - 2024, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 149539 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




العمل الإلهي والرياح المضادة

35 وَقَالَ لَهُمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ لَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ: «لِنَجْتَزْ إِلَى الْعَبْرِ». 36 فَصَرَفُوا الْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي السَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضًا سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ. 37 فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. 38 وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» 39 فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ! اِبْكَمْ!» فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 40 وَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟» 41 فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا، وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضًا وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!»

إذ شبه السيد المسيح عمله الإلهي لنشر ملكوته السماوي بالبذور الملقاة في الأرض، معلنًا استمرارية عمله غير المدرك، الآن إذ جاء المساء أراد أن يكشف لتلاميذه عمليًا عن هذه الإمكانيات خلال انتهاره للرياح المضادة معلنًا سلطانه حتى على البحر.


لقد سبق لنا دراسة تهدئة السيد المسيح للأمواج (مت 8: 23-27) من خلال كتابات الآباء حيث تظهر الكنيسة كسفينة وسط أمواج هذا العالم تعاني من التجارب والضيقات لكن عريسها في داخلها فلن تتزعزع. رسالتنا أن نوقظ مسيحنا الذي في داخلنا، فهو وحده يقدر أن يأمر فيُطاع. هذا وباتحادنا معه وثبوتنا فيه نحمل سلطانًا، فنعيش في ملء النصرة الداخلية.




أولًا: اعتاد السيد كممثلٍ لنا أن يستريح في أحد مواضع ثلاثة: إما في موضع خلاء تمثل لقاءنا مع الآب في خلوة، أو على جبل إشارة إلى ارتفاعنا إلى الحياة العلوية بالمسيح يسوع الجبل الحقيقي الذي تقام عليه صهيون، أو على وسادة داخل سفينة كما نرى هنا. إن كانت السفينة تشير إلى الكنيسة فالسيد المسيح يستريح فيها خلال النفوس المؤمنة كوسادة مريحة، يجد لرأسه موضعًا عليها، وإن كانت السفينة تشير إلى الصليب فراحته الحقيقية هي نومه على الصليب لأجل خلاصنا!

ثانيًا: سمح الرب بالتجربة القاسية إذ "كانت الأمواج تضرب إلى السفينة، حتى صارت تمتلئ" [37] ليعُلن لهم أن وجوده في السفينة لا ينزع عنهم التجارب إنما يحفظهم منها، إن أيقظوه في داخلهم، أي أعلنوه إيمانهم به وسألوه بالصلاة الدائمة

يقول القديس يوحنا سابا: [أجر الثبات في الحروب (التجارب) أعظم من أجر الأعمال الفاضلة التي تكمل بالراحة.]

ثالثًا: التجربة دخلت بهم إلى خبرة جديدة كشفت لهم شخص المسيا وسلطانه، إذ "خافوا خوفًا عظيمًا وقالوا بعضهم لبعض: من هو هذا، فإن الريح أيضًا والبحر يطيعانه" [41]. بهذه الخبرة صار لنا أن نحمل المسيا فينا، فنحمل عمله وسلطانه، لا لننتهر البحر والريح، وإنما لنحيا فوق رياح العالم ونغلب جهنم وكل مخاوفها.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [انظر فإنه يمكنك ليس فقط أن تراه، وإنما أن تتمثل أيضًا به، إن كنا مملوءين غيرة! ليتنا لا نتأخر في نوال ذلك، فإنه مستعد أن يستجيب لشفاه الودعاء وطويلي الأناة أكثر من شفاة الأنبياء، إذ يقول: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب أليس باسمك تنبأنا...؟ فحينئذأصرح لهم أني لم أعرفكم قط" (مت 7: 22-23). أما شفتا موسى الذي كان وديعًا ولطيفًا للغاية (عد 12: 3) فكانتا مقبولتين لديه ومحبوبتين، حتى قيل أنه كان يكلمه وجهًا لوجه وفمًا لفم، كما يكلم الرجل صاحبه (خر 33: 11؛ عد 7: 8). وأنت إن كنت لا تنتهر الشياطين الآن لكنك ستنتهر نار جهنم، إن حفظت فمك كفم المسيح. تأمر هذه النار وتقول: اسكتي، وبثقة عظيمة تضع قدميك في السماوات، وتتمتع بالملكوت الذي يهبه الله لنا بنعمة ربنا يسوع المسيح ومحبته للبشر.]

رابعًا: يتطلع كثير من الآباء إلى المياه كمسكن للتنين، لهذا ففي العماد، ترى الكنيسة الأولى أن السيد المسيح نزل إلى التنين ليحطمه في عقر داره. فإن كان السيد قد انطلق بتلاميذه في السفينة إلى المياه ليجتز إلى العبر [25] إنما يحمل هذا إشارة إلى السيد المسيح المنطلق خلال كنيسته في هذا العالم لتواجه إبليس التنين العظيم حتى يهبها الغلبة عليه منطلقًا بها إلى الأبدية كعبر حقيقي.
يقول القديس جيروم: ["في البحرطريقك" (مز 77: 19)، أي خلال الأمواج، خلال المياه المرة حيث يسكن التنين... أنت في السماء قد نزلت إلى الأرض... جاء ينبوع الحياة ليحوّل البحر المّر والميت إلى مياه حلوة.]
 
قديم 27 - 01 - 2024, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 149540 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسين اباهور وبيسورى وامبيرة امهما


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024