27 - 01 - 2024, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 149501 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لعل السيد بحديثه معهم أراد أن يشفيهم من يبوسة فكرهم الحرفي من جهة الناموس قبل أن يشفي يبوسة يدّ الرجل. إذ كانوا أكثر منه مرضًا وأشد حاجة إلى عمل السيد المسيح فيهم، لكنه يفتح لهم باب الشفاء دون أن يلزمهم بنواله قهرًا! إن كانت أيدينا اليابسة خلال سقطة آدم الأول قد شفيت تمامًا بعمل آدم الثاني، فنلنا في مياه المعمودية الإنسان الجديد الذي يحمل جدّة الحياة (رو 6: 4) القادر على العمل الروحي، يلزمنا أن نسلك بالروح، عاملين بلا انقطاع حتى لا ترجع اليبوسة إلى أيدينا مرة أخرى. يقول الرسول بولس: "إن كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا" (2 كو 5: 17). |
||||
27 - 01 - 2024, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 149502 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول القديس أمبروسيوس: [سمعتم كلمات الرب: "مد يدك" (مر 3: 5)، هذا هو الدواء! يا من تظن أن يدك سليمة احذر أن تلوثها بالطمع، وبالخطية بل مدّ كثيرًا... مدّها نحو هذا الفقير الذي يتوسل إليك، مدها في معونة قريبك ومساندة الأرملة، مدها في إنقاذ المظلوم من الظالم. ابسطها نحو الله لتطلب عن خطاياك، مدّ يدك لتنال الشفاء. هكذا يبست يدّ يربعام عندما أراد التبخير للأوثان وبسطها عندما صلى (1 مل 13: 4-6).] |
||||
27 - 01 - 2024, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 149503 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول الإنجيلي: "فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين، وتشاوروا عليه لكي يهلكوه" [6]. لقد اعتبر الفريسيون كلمة المسيح الواهبة الشفاء في السبت جريمة كبرى تستوجب قتله، أما الهيرودسيون، فلم يكن يشغلهم السبت، إنما كانوا يخافون سلطان سيدهم الروماني، فحسبوا أن ما يعلنه السيد المسيح من سلطان روحي هو انهيار لعائلة هيرودس الكبير مع أن السيد أكد بطرق كثيرة أن مملكته ليست من هذا العالم. لقد اختلف الباحثون القدامى والمحدثون في تعريف الهيرودسيين، لكن الرأي الراجح أنهم ليسوا جماعة دينية ولا سياسية، ولا هم من موظفي الدولة الرسميين، لكنهم أصدقاء هيرودس الكبير من اليهود، يعملون لحساب عائلته ولحساب روما بجذب اليهود للموالاة للرومان والخضوع لهم(96)، بل وظن البعض أنهم كانوا ينادون بهيرودس أنه المسيح(97). على أي الأحوال كان الهيرودسيون مع الحاكم الروماني في جانب واليهود كلهم في جانب آخر. ومع هذا فإن المصلحة المشتركة جمعت بين الفريسيين والهيرودسيين بالرغم من العداء الشديد الذي كان قائمًا بينهم. كلمة "هيرودس" في أصلها مشتقة من "هيروHero " التي تعني "بطل"، غير أن الأب ثيؤفلاكتيوس يرى أن معناها "جلد"، لهذا فإن كان الفريسيون يشيرون إلى الرياء فإن الهيرودسيين يشيرون إلى شهوات الجسد (الجلد)، وكلاهما يعملان معًا في مقاومة عمل الروح. |
||||
27 - 01 - 2024, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 149504 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خدمته خلال سفينة صغيرة 7 فَانْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْبَحْرِ، وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْجَلِيلِ وَمِنَ الْيَهُودِيَّةِ 8 وَمِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومِيَّةَ وَمِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. وَالَّذِينَ حَوْلَ صُورَ وَصَيْدَاءَ، جَمْعٌ كَثِيرٌ، إِذْ سَمِعُوا كَمْ صَنَعَ أَتَوْا إِلَيْهِ. 9 فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ أَنْ تُلاَزِمَهُ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ لِسَبَبِ الْجَمْعِ، كَيْ لاَ يَزْحَمُوهُ، 10 لأَنَّهُ كَانَ قَدْ شَفَى كَثِيرِينَ، حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ لِيَلْمِسَهُ كُلُّ مَنْ فِيهِ دَاءٌ. 11 وَالأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: «إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!» إن كان السيد قد دخل إلى مجمع اليهود لكي يشفيهم من يبوسة اليد اليمنى، فيكونوا قادرين على العمل الروحي لحساب مملكة الله، وبهذا يحتفلون بالسبت الحقيقي، تشاور غالبيتهم عليه ليهلكوه، أما هو فكعادته لا يقاوم الشر بالشر، بل في وداعة انصرف تاركًا لهم الموضع ليكرز بين الغرباء، وسط بحر الشعوب والأمم، إذ يقول الإنجيلي: "فانصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر، وتبعه جمع كثير من الجليل ومن اليهودية. ومن أورشليم ومن أدومية ومن عبر الأردن، والذين حول صور وصيدا جمع كثير، إذ سمعوا كم صنع أتوا إليه. فقال لتلاميذه أن تلازمه سفينة صغيرة بسبب الجمع لكي لا يزحموه" [7-9]. |
||||
27 - 01 - 2024, 02:51 PM | رقم المشاركة : ( 149505 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول الإنجيلي: "فانصرف يسوع"، فإنهم إذ أرادوا الخلاص منه تركهم، لا عن خوفٍ، وإنما ليتمم عمله مع غيرهم. لقد هرب من الشر ولم يقاومه، مقدمًا نفسه مثلًا للكنيسة التي لا تهاب الموت، لكنها لا تقاوم الشر بالشر بل تهرب منه. لم يترك الشر ليتوقف عن رسالته إنما انصرف إلى البحر إلى الشعوب الوثنية الثائرة كالبحر لينزع عنهم تيارات الفساد الجارفة، ويهبهم سلامه الفائق! |
||||
27 - 01 - 2024, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 149506 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جاء السيد إلى خاصته، وخاصته لم تقبله، فانصرف إلى الأمم كارزًا لهم خلال تلاميذه ورسله، إذ يقول الإنجيلي: "إذ سمعوا كم صنع". فاليهود تمتعوا بالسيد المسيح الذي تجسد من نسل داود لكنهم رفضوه، أما الأمم فتمتعت خلال السماع بكلمة الكرازة. وكأن ما فعله السيد هنا لم يكن إلا إشارة لتلاميذه للعمل بين الأمم بعد صعوده. هو فتح الطريق ومهده، لكي يسلكه تلاميذه ويعمل فيهم. ربما يتساءل البعض: لماذا اكتفى السيد بالكرازة بين الأمم على مستوى العربون وترك التلاميذ ينطلقون فيها؟ لأنه لو كرز بين الأمم وصنع الأشفية علانية وعلى نطاق متسع لحُسب صلب السيد المسيح له ما يبرره عند اليهود. لكنه أجّل هذا العمل الكرازي إلى ما بعد الصليب حتى لا يجد اليهود ما يبررون به أنفسهم بصلبهم إياه، ويحسبون بلا عذر. |
||||
27 - 01 - 2024, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 149507 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سأل السيد المسيح تلاميذه أن تلازمه سفينة صغيرة (قارب)، تمثل كنيسته الحال فيها، والتي دعاها بالقطيع الصغير، قائلًا: "لا تخف أيها القطيع الصغير، لأن أباكم قد سرّ أن يعطيكم الملكوت" (لو 12: 32). كنيسته قطيع صغير، أو سفينة صغيرة وسط العالم، لكنها تحمل من لا تسعه السماوات والأرض. إذ تجلى السيد وسط كنيسته الصغيرة اجتذب كثيرين، فجاءوا إليه يلمسونه بالإيمان العامل بالمحبة لينالوا شفاءً روحيًا، وتُطرد عنهم الأرواح الشريرة، كقول الإنجيلي: "لأنه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء. والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت، قائلة: "انك ابن الله". أوصاهم كثيرًا أن لا يظهروه" [10-11]. نطقت الأرواح الشريرة بذات الكلمات التي نطق بها معلمنا بطرس الرسول (مت 16: 16) |
||||
27 - 01 - 2024, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 149508 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول القديس أغسطينوس: [أسمع اعترافًا مشابهًا، غير أنني لا أجد حبًا مشابهًا، فهم يحملون خوفًا بلا حب. فمن لهم المحبوب هم أبناء أما الذين يقشعرون فليسوا أبناء، من لهم المحبوب يجعلهم آلهة، أما المرتعدون فيؤكدون أنهم ليسوا آلهة.] |
||||
27 - 01 - 2024, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 149509 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إقامته التلاميذ للعمل 12 وَأَوْصَاهُمْ كَثِيرًا أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ. 13 ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ. 14 وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلِيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا، 15 وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ. 16 وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ اسْمَ بُطْرُسَ. 17 وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ، وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ. 18 وَأَنْدَرَاوُسَ، وَفِيلُبُّسَ، وَبَرْثُولَمَاوُسَ، وَمَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى، وَتَدَّاوُسَ، وَسِمْعَانَ الْقَانَوِيَّ، 19 وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. ثُمَّ أَتَوْا إِلَى بَيْتٍ. إن كان السيد لا يكف عن أن يعمل لأجل خلاص كل نفس، ففي محبته للإنسان اختار تلاميذه ورسله يعملون بروحه، واهبًا إياهم سلطانًا "على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين" [15].وهبهم إمكانياته ليعملوا لا باسمهم بل باسمه، ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم. |
||||
27 - 01 - 2024, 02:56 PM | رقم المشاركة : ( 149510 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جاء اختياره للتلاميذ بعد أمرين: أولًا: منعه الأرواح النجسة من الشهادة له [11-12]، فقد أبكم هؤلاء الأشرار عن الشهادة له حتى وإن نطقوا بالحق إلى حين، حتى لا يثق الناس فيهم ويسقطوا تحت ضلالهم. أبكم الأرواح الشريرة ليهب كلمته في أفواه تلاميذه القديسين ليكرزوا بإنجيله. ثانيًا: يذكر معلمنا لوقا البشير أن السيد "خرج إلى الجبل ليصلي"، "وقضى الليل كله في الصلاة لله" (لو 6: 12)، وذلك قبل دعوته للتلاميذ. كممثل لنا يود أن يُعلن أن خدامه العاملين بالحق لا يُختارون حسب الفكر البشري إنما حسب الإرادة الإلهية. إن كان السيد المسيح نفسه هو الحجر غير المقطوع بيد الذي صار جبلًا عظيمًا وملأ الأرض كلها (دا 2: 35، 45) يليق بنا أن نرتفع به على الدوام لنطلب مشورته الإلهية لاختيار خدام حسب قلبه الإلهي. هذا ما أكده لنا بقوله: "الحصاد كثير، والفعلة قليلون، فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعله إلى حصاده" (لو 10: 2). وأيضًا يقول الرسول بولس: "ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله" (عب 5: 4). اختار السيد المسيح سمعان تلميذًا له ودعاه بطرس أي "صخرة"، ويعقوب ويوحنا ابني زبدي "بوانرجس" أي "ابنيّ الرعد". أما علة تغييره أسماء بعض تلاميذه |
||||