27 - 01 - 2024, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 149481 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التقى السيد بكثير من العشارين والخطاة في بيت متى البشير الذي كان في الجباية. دعاه السيد ساحبًا قلبه من محبة المال إلى خدمة ملكوت الله، فانفتح قلبه كما بيته لزملائه حتى يلتقوا بمن التقى به. يقول الإنجيلي: "ثم خرج أيضًا إلى البحر، وأتى إليه كل الجمع فعلمهم. وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفا جالسًا عند مكان الجباية، فقال له: اتبعني، فقام وتبعه. وفيما هو متكئ في بيته كان كثيرون من العشارين والخطاة يتكئون مع يسوع وتلاميذه لأنهم كانوا كثيرين وتبعوه" |
||||
27 - 01 - 2024, 01:20 PM | رقم المشاركة : ( 149482 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرى الأب ثيؤفلاكتيوس أن السيد المسيح خرج إلى البحر تاركًا المجد، لكنه أينما ذهب التفت الجموع حوله وتمجّد فيهم. يمكننا أن نقول أن السيد المسيح وهو لا يطلب مجدًا من العالم بل يسكب حبه على كل نفس اجتذب الجماهير سواء أن وُجد في مجمع يهودي، أو بيت في المدينة أو انطلق إلى القرى، أو حتى انفرد في موضع خلاء (مر 1: 35)، أو ذهب إلى الساحل نور محبته السرمدية لا يمكن أن يختفي، واشراقاته لا يمكن أن تُحبس في موضع! |
||||
27 - 01 - 2024, 01:22 PM | رقم المشاركة : ( 149483 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول الأب ثيؤفلاكتيوس معلقًا على انطلاق السيد إلى البحر هربًا من المجد الزمني: [أرادك أن تتعلم أنه كلما هربت من المجد، جرى وراءك المجد بالأكثر، وإن جريت وراءه هرب منك]، |
||||
27 - 01 - 2024, 01:30 PM | رقم المشاركة : ( 149484 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انطلق السيد إلى البحر فألتفت حوله الجموع ليعلمهم. ووسط هذا الانشغال لم ينس السيد إنسانًا يُدعى "لاوي بن حلفي" جالسًا عند مكان الجباية بجسده، وقد تثقل قلبه بمحبة المال وتلطخت نفسه بالظلم، لا يعرف إلا الغنى على حساب إخوته. وكان في حاجة إلى كلمة من فم السيد تفك رباطاته الداخلية وتلهب أعماقه ليترك كل شيء ويتبع المسيح مخلصه، بل يدعو الآخرين لينعموا باللقاء مع هذا المخلص! هكذا اختار الرب تلاميذه ورسله من بين الخطاة حتى إذ يذوقوا حلاوة الشركة معه يجتذبوا الخطاة أيضًا، وكما جاء في رسالة برناباس: [اختار رسله الذين يكرزون بإنجيله من بين الذين كانوا خطاة... ليظهر أنه جاء لا ليدعو الأبرار بل الخطاة للتوبة (مت 9: 13؛ مر 2: 17؛ لو 5: 32).] |
||||
27 - 01 - 2024, 01:31 PM | رقم المشاركة : ( 149485 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعلق القديس كيرلس الكبيرعلى دعوة لاوي قائلًا: [كان لاوي عشارًا يهيم وراء الكسب المرذول لا حدّ لجشعه الممقوت، يزدري بقانون العدل والإنصاف حبًا في تملك ما ليس له، فهذه الخلق الذميمة اشتهر بها العشارون إلا أن المسيح اختطف أحدهم وهو غارق في بحر الإثم والرزيلة، ودعاه إليه وأنقذه وخلصه إذ قيل: "فقال له: اتبعني، فترك كل شيء وقام وتبعه" (لو 5: 27-28). فما أصدق بولس المغبوط وهو يصف المسيح بأنه "جاء إلى العالم ليخلص الخطاة" (1 تي 1: 15). أفلا ترون كيف أن كلمة الله، الابن الوحيد، قد أخذ لنفسه جسدًا ليرد إلى نفسه عبيد إبليس ومملكته؟] |
||||
27 - 01 - 2024, 01:36 PM | رقم المشاركة : ( 149486 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس كيرلس الكبير: [لماذا يلوم الفريسيون المخلص لتناوله الطعام مع الخطاة؟ لأن الناموس ميّز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر (مر 10: 10). اعتقد الفريسيون أنه لا يصح الجمع بين المقدس والنجس، فقاموا يطالبون المسيح بحفظ شريعة موسى، ولكن لم يكن هجومهم على السيد ناشئًا عن غيرة على الشريعة، بل عن حسد وخبث، فكثيرًا ما ثاروا في وجه المسيح لإيقاعه في شرك منصوب، إلا أن المسيح أفلت منهم وردّ السيئة بالحسنى، إذ أعلمهم أنه ما جاء الآن ديانًا بل طبيبًا للشفاء، لذلك كان لزامًا عليه وهو الطبيب أن يقرب المرضى لشفائهم من أسقامهم.] |
||||
27 - 01 - 2024, 01:38 PM | رقم المشاركة : ( 149487 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد فتحت عبارة السيد المسيح هذه أبواب الرجاء أمام الأمم والخطاة، فقد جاء الطبيب لا لِمَنْ يحسبون أنفسهم أبرارًا كاليهود بل بالحري للذين يدركون حاجتهم إلى مخلص ينقذهم من خطاياهم. أنه طبيب المرضى ومخلص الخطاة! ويرى القديس يوستينفي حديث السيد المسيح بابًا مفتوحًا للجسد الذي هاجمته بعض الهرطقات بكونه مخطئ لا يستحق القيامة مع النفس، إذ قال: [إن كان الجسد هو المخطئ، فقد جاء المخلص من أجل الخطاة، إذ يقول: "لم آت لأدعوَ أبرارًا بل خطاة إلى التوبة". بهذا يظهر للجسد قيمته في عينيّ الله، وأنه ممجد... ومعدل يلزم أن يخلصه.] |
||||
27 - 01 - 2024, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 149488 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد فتحت عبارة السيد المسيح هذه أبواب الرجاء أمام الأمم والخطاة، فقد جاء الطبيب لا لِمَنْ يحسبون أنفسهم أبرارًا كاليهود بل بالحري للذين يدركون حاجتهم إلى مخلص ينقذهم من خطاياهم. أنه طبيب المرضى ومخلص الخطاة! ويرى القديس يوستينفي حديث السيد المسيح بابًا مفتوحًا للجسد الذي هاجمته بعض الهرطقات بكونه مخطئ لا يستحق القيامة مع النفس، إذ قال: [إن كان الجسد هو المخطئ، فقد جاء المخلص من أجل الخطاة، إذ يقول: "لم آت لأدعوَ أبرارًا بل خطاة إلى التوبة". بهذا يظهر للجسد قيمته في عينيّ الله، وأنه ممجد... ومعدل يلزم أن يخلصه.] |
||||
27 - 01 - 2024, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 149489 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقاومة طقس عبادته: عدم الصوم 18 وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 19 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20 وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. 21 لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 22 وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ». أراد اليهود مقاومة السيد في طقس العبادة كما عاشها تلاميذه، إذ قالوا له: "لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيون، وأما تلاميذك فلا يصومون؟" [18] لعل بعض تلاميذ يوحنا قد تسلل إلى قلبهم شيء من الغيرة فقد نظروا معلمهم ناسكًا جدًا في كلماته كما في أكله وشربه وملبسه ومع هذا ينحني أمام السيد المسيح ويدفع بتلاميذه إليه، ولم يكن السيد المسيح ناسكًا في أعينهم، ولا ألزم تلاميذه بأصوام يمارسونها مثلهم! أما تلاميذ الفريسيين فرأوا في معلميهم أنهم ينهارون أمام السيد، فقد كانت الجماهير تتركهم بالرغم مما بلغ إليه الفريسيون من مرتبة دينية وما يمارسونه من عبادات خاصة الصوم. لم ينتقد السيد تلاميذ يوحنا ولا تلاميذ الفريسيين، وإنما كعادته حوّل النقاش إلى كشف عن مفاهيم لاهوتية روحية جديدة تمس حياة الإنسان كله |
||||
27 - 01 - 2024, 02:20 PM | رقم المشاركة : ( 149490 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يقلل السيد من شأن الصوم، ولا أعلن امتناع تلاميذه عنه مطلقًا، وإنما سحب قلوبهم من الرؤيا الخارجية للأعمال النسكية الظاهرة إلى جوهر العبادة، وغاية النسك ذاته، هو التمتع بالعريس السماوي نفسه، إذ يقول: "هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا والعريس معهم؟" [19]... أنه يأتي وقت فيه يمارس التلاميذ والرسل الصوم بحزمٍ، لكنه أراد في فترة وجوده بالجسد في وسطهم أن يسحب أنظارهم وأفكارهم وقلوبهم للفرح بالعريس نفسه، يتعلقون به، مشتهين أن يوجدوا حيث هو كائن. بعد ذلك إذ يرتفع عنهم جسديًا ويرسلهم للكرازة يلتزمون بالصوم بثبات لأجل تمتع كل نفس بعريسهم. |
||||