27 - 01 - 2024, 09:41 AM | رقم المشاركة : ( 149431 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أغلق على الصدقات في خزائنك، فهي تُنقِذك من كل حزنٍ [12]. إن أردنا حفظ ما في خزينتنا، فلنُقَدِّم صدقة تحفظنا في يوم الشرّ. إنها سلاح قوي لحمايتنا ضد المُقاوِمين لنا [12- 13]. |
||||
27 - 01 - 2024, 09:41 AM | رقم المشاركة : ( 149432 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v علَّمنا المعلم الصالح كيف يليق بنا أن نُطَهِّر فساد جسمنا، قائلًا: "أعطوا ما عندكم صدقة، فهوذا كل شيء يكون نقيًا لكم" (لو 11: 41). ألا ترون كم من علاجات توجد! الحنو يطهرنا، كلمة الله تطهرنا، كما هو مكتوب: "أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به" (يو 12: 9). ليس فقط في هذه العبارة، وإنما في عبارات أخرى رأيتم عظمة النعمة. "الصدقة تنجي من الموت" (طو 12: 9). "أغلق على الصدقة في قلب المسكين، فهي تنقذك في اليوم الشرير" (راجع سي 29: 12). القديس أمبروسيوس |
||||
27 - 01 - 2024, 09:42 AM | رقم المشاركة : ( 149433 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v إننا قد اعتمدنا ومع ذلك فنحن مديونون، ليس لأن شيئًا ما لم يُغفَر في المعمودية، بل لأننا نصنع في حياتنا ما نحتاج إلى مغفرته يوميًا. إن الذين اعتمدوا وللحال تركوا هذا العالم خرجوا من جرن المعمودية بدون أية خطية. وأما الذين اعتمدوا وبقوا في هذه الحياة فإنهم يصنعون نجاسات بسبب ضعفهم الجسدي، والتي رغم أنها لا تُسَبِّب غرق للسفينة، إلا أنها تحتاج إلى الاستعانة بالمضخة (لنزحها)، وإلا يدخل الماء قليلًا قليلًا الذي يؤدي إلى غرق السفينة كلها. الصلاة هو استنجادنا بالمضخة في منع السفينة من الغرق، تستخدم كل الأصوات والأيدي. فالآن نستخدم أصواتنا عندما نقول "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، ونعمل بأيدينا عندما نصنع هذا: "أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك" (إش 58: 7). اصنع إحسانًا في قلب الفقير، فيشفع فيك أمام الرب (راجع سي 29: 12). القديس أغسطينوس |
||||
27 - 01 - 2024, 09:42 AM | رقم المشاركة : ( 149434 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v إن العلاج لاستعطاف الله قد أُعطى لنا في كلمات الله نفسه، إذ تُعَلِم التعاليم الإلهية الخطاة ما يلزمهم أن يفعلوه، وهو أن الله يكتفي بأعمال البرّ (خلال دم المسيح). فبالرحمة يستحقون غفران الخطية. وقد جاء في سليمان: "أغلق على الصدقة في أخاديرك (في قلب الفقير)، وهي تنقذك من كل شر" (راجع سي 29: 12). وأيضًا "من يسد أذنيه عن صراخ المسكين، فهو أيضًا يصرخ ولا يُستجَاب" (أم 21: 13). لأن من لا يرحم لا يقدر أن يتأهَّل لمراحم الرب. ومن ليس لديه إنسانية تجاه طلبات الفقير، لا يستدر بصلواته أي نصيب من العطف الإلهي. هذا ما أعلنه الروح القدس في المزامير مؤكدًا "طوبى للذي ينظر إلى المسكين، في يوم الشرّ يُنَجِّيه الرب" (مز 41: 1). تذكَّر أية وصايا قَدَّمها دانيال لنبوخذنصر الملك عندما كان قلقًا وخائفًا من الحلم الخطير، مُقَدِّمًا له علاجًا ليحصل على عون إلهي ينتزع الشرور، إذ يقول: له "لذلك أيها الملك فلتكن مشورتي مقبولة لديك وفارق خطاياك بالبرّ، وآثامك بالرحمة للمساكين..." وإذ لم يطعه الملك سقط تحت المصائب والشرور التي رآها، والتي كان يمكنه أن يهرب منها بالصدقات... وروفائيل الملاك يشهد بمثل هذا حاثًا على إعطاء الصدقة باختيار وسخاء، إذ يقول: "الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة، لأن الصدقة تُنَجِّي من الموت، وتُطَهِّر عن الذنوب" (طو 12: 8-9). إنه يُظهِر أن صلواتنا وأصوامنا ما لم تعينهما الصدقة يصيران أقل نفعًا. لأن من يفعلهما دون أن يسندهما بالأعمال الصالحة، تكون قوتهما ضعيفة في بلوغ طلبته. الشهيد كبريانوس |
||||
27 - 01 - 2024, 09:43 AM | رقم المشاركة : ( 149435 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنها تقاتل عنك أمام عدوك، أكثر من ترسٍ متينٍ ورمحٍ قويٍ [13]. الفضائل بدون الصدقة تصير عقيمة بلا ثمرٍ. إذ يتقبَّل السيد المسيح عطية المُقتدِر مُقَدِّم الصدقة يقوم بتخزينها له في السماء، فلا يستطيع عدو الخير بكل قواته أن يقترب إليها. إنها محفوظة إلى يوم الربّ العظيم، يُعلِن عنها الديان العجيب، قائلًا: "كنت جوعانًا فأطعمتموني..." (مت 25؛ 35). |
||||
27 - 01 - 2024, 09:44 AM | رقم المشاركة : ( 149436 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v أولئك الذين سينالون الملكوت هم الذين يساعدون الفقراء بأمورٍ صالحة، وهم مسيحيون مخلصون، يتبعون كلمات الربّ، وبثقةٍ يترجّون وعوده. هكذا يكون سلوكهم، لأنه بدون ذلك تكون حياتهم اللائقة بالقداسة عقيمة، مقيدين أنفسهم بالامتناع عن الخطايا، فلا يدنسون الطهارة، ويمتنعون عن السكر والسرقة وممارسة أي شرّ. فإن لم يضيفوا أعمال الحب، يبقون بلا ثمرٍ، إذ هم يحفظون الجزء الأول من الوصايا: "حِدْ عن الشرّ" وليس الجزء الآخر "وافعل الخير" (مز 37: 27). هكذا عندما يُقَال: "تعالوا رثوا الملكوت" (مت 25: 34)، هذه الدعوة لا يستنهضها أنهم عاشوا في طهارة، وامتنعوا عن السرقة، ولا أنهم لم يستغلوا الفقراء، ولا سلبوا ممتلكات آخرين، أو لم يحلفوا كذبًا. بالحريّ يُقَال لهم: "لأني جعت فأطعمتموني" (مت 25: 35)... إنهم يخلصون ليس لأنهم لم يخطئوا، وإنما خلصوا من خطاياهم بأعمالهم الصالحة. القديس أغسطينوس |
||||
27 - 01 - 2024, 09:44 AM | رقم المشاركة : ( 149437 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بخصوص الكفالة 19 الرَّجُلُ الصَّالِحُ يَكْفُلُ الْقَرِيبَ، وَالَّذِي فَقَدْ كُلَّ حَيَاءٍ يَخْذُلُهُ. 20 لاَ تَنْسَ نِعَمَ الْكَافِلِ؛ فَإِنَّهُ بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِكَ. 21 الْخَاطِئُ يَهْرُبُ مِنْ كَافِلِهِ، وَاللَّئِيمُ الرُّوحِ يَخْذُلُهُ. 22 الْخَاطِئُ يُدَمِّرُ خَيْرَاتِ الْكَافِلِ، وَجَاحِدُ الْجَمِيلِ يَخْذُلُ مُخَلِّصَهُ. 23 مِنَ النَّاسِ مَنْ يَكْفُلُ قَرِيبَهُ، لكِنَّهُ يَفْقِدُ كُلَّ حَيَاءٍ فَيَخْذُلُهُ. 24 كَثِيرُونَ كَانُوا فِي نُجْحٍ؛ فَأَهْلَكَتْهُمُ الكَفَالَةُ وَأَقْلَقَتْهُمْ كَأَمْوَاجِ الْبَحْرِ. 25 أَلْجَأَتْ رِجَالًا مُقْتَدِرِينَ إِلَى الْمُهَاجَرَةِ؛ فَتَاهُوا بَيْنَ أُمَمٍ غَرِيبَةٍ. 26 الْخَاطِئُ الَّذِي يَتَهَافَتُ عَلَى الكَفَالَةِ، وَيَصْبُو إِلَى الْمُعَامَلاَتِ يَقَعُ تَحْتَ الأَقْضِيَةِ. 27 أَمْدِدْ قَرِيبَكَ بِقَدْرِ طَاقَتِكَ، وَاحْذَرْ عَلَى نَفْسِكَ أَنْ تَسْقُطَ. يُعالِج ابن سيراخ موقف الكفيل وأيضًا من طلب الكفالة [14]. 1. يليق بالكفيل ألا يبخل على قريبه، فيمتنع عن أن يكون كفيلًا يضمنه [15- 17]. 2. يليق بمن كفله قريبه، أن يبذل كل الجهد ليوفي المطلوب منه، فلا يخذل من كفله. 3. لا يتسرَّع إنسان فيكفل أحدًا غير موثوق فيه، أو يكفل إنسانًا بما فوق قدرته. يلخص ذلك بقوله: "ساعد قريبك بقدر طاقتك، واحذر على نفسك أن تسقط" [20]. بمعنى آخر كن سخيًّا ما استطعت، وكن مُتعقِّلًا لأجل سلامك! |
||||
27 - 01 - 2024, 09:46 AM | رقم المشاركة : ( 149438 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإنسان الصالح يكفل قريبه، والذي فقد كلّ حياء يتخلَّى عنه [14]. الإنسان الصالح يعمل بروح مُخَلِّصه الذي قَدَّم نفسه كفيلًا عنا ونحن خطاة، فكفَّر عن خطايانا، ووهبنا برَّه، صار مسيحنا شفيعًا كفاريًا عنا لدى الآب بالرغم من أنه لا يوجد فينا شيء صالح. فإن رفضنا نحن الكفالة عن إخوتنا شركائنا في الضعف وخذلناهم، نفقد كل حياءٍ برفضنا أن نكون أيقونة لشفيعنا. |
||||
27 - 01 - 2024, 09:48 AM | رقم المشاركة : ( 149439 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قصة عن الكفالـة في بستان الرهبان: [بينما كانت فتاة ثرية تتنزه في حديقتها، شاهدت شابًا يُحاوِل الانتحار. فأسرعت إليه وعلمت منه أنه يحاول هذا بسبب ديونه الكثيرة وضغطات الدائنين عليه، فقرَّر التخلُّص من الحياة، مُعتبِرًا أن الموت أفضل من هذه الحياة المُحزِنة. تعهَّدت له بتسديد كل ديونه حتى ولو كلَّفها ذلك جميع مالها. وبالفعل فقد كلفها ذلك معظم أموالها. وبعد قليل افتقرت هي وسلَّمت نفسها للخطية. وأما الله الرحوم فلم يشأ أن يضيع تعبها ومحبتها، فسمح لها أن تمرض. وبينما هي على فراش المرض عادت إلى نفسها، وندمت وعزمت على أن تصير مسيحية. فطلبت من جيرانها أن يسألوا البابا في أن تتعمد، ولكنهم تشككوا في طلبها بسبب سمعتها الرديئة. ذات ليلة وقف بها ملاك الرب في صورة الرجل الذي رحمته، فطلبت منه أن يعينها في أن تتعمد. فطمأنها وأحضر ملاكين آخرين حملاها إلى الكنيسة، وتمثَّل الثلاثة في صور ثلاثة من الأراخنة المعروفين في المدينة في حاشية الملك. فلما سألهم القسوس هل يضمنونها كأشابين. فأجابوا: نعم فتعمدت ولبست الملابس البيضاء وأعادها الملائكة إلى بيتها. ولما رآها جيرانها وهي ترتدى ملابس المعمودية البيضاء، تعجَّبوا وأبلغوا الخبر إلى البابا الذي أحضر القسوس واستفسر منهم عما حدث. فقالوا له إن ثلاثة من الأراخنة ضمنوها، فلما أحضروا الأراخنة، أنكروا معرفتهم بهذا الأمر، فعلم البابا حينئذ أن الأمر هو من قِبَل الله. وعندئذ سألها أي خير عملت في حياتك. فقالت له: إذا كنت خاطئة وزانية، فأي خير أعمل، ثم روت له قصة الرجل الذي كفلته. وعند ذلك رقدت في سلام، فهتف البابا قائلًا: "عادل أنت يا رب، وأحكامك عظيمة جدًا جدًا".] |
||||
27 - 01 - 2024, 09:48 AM | رقم المشاركة : ( 149440 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تنسَ لطف الكافل معك،
فإنه يبذل حياته لأجلك [15]. كما يُشَدِّد سيراخ على أن نسند إخوتنا بحكمةٍ ما استطعنا، فإنه من جانبٍ آخر يُطالِب الشخص ألاَّ يستهين بكافله ويخذله، فيستغل محبته ويُبَدِّد ماله، ويتجاهل عمل الخير الذي قام به. يليق بالمكفول أن يتحلَّى بالشكر والوفاء حتى يُشَجِّع الآخرين على الاستمرار في عمل الخير ويُقَدِّمون كفالة ما استطاعوا. الخاطئ يُبَذِّر خيرات كافله، والجاحد يُنكِر مُخَلِّصه عن قصدٍ [16]. من هو الكفيل الذي يقوم بإيفاء ديوننا سوى السيد المسيح. فالخاطئ الذي لا يبالي بنعمة الربّ وعمله المجاني الخلاصي، إنما يُبَدِّد خيرات كفيله. أهلكت الكفالة الكثير من الأغنياء، وقذفتهم كأمواج البحر [17]. سحبت الكفالة رجالًا ذوي نفوذ سلطة من بيوتهم، فتاهوا بين أمم غريبة [18]. أهلكت الكفالة الكثير من الميسورين الذين قدَّموا ممتلكاتهم وأموالهم كَرَهْنٍ لينقذوا من هم في عوزٍ، ولم يبالِ من أنقذوهم بموقف الكفيل، الذي يضطر أحيانًا إلى الهروب من المدينة. الخاطئ الذي يخاطر بالكفالة والرجل الذي يسعى وراء الكسب، يسقطان تحت الحُكْم [19]. الخاطئ الذي يُسِيء استخدام محبة كفيله، ما يشغله هو استغلال الكفيل قدر المستطاع. هذا الخاطئ إن أفلت من العقوبة في هذا العالم، يُدَان في يوم الربّ. ساعد قريبك بقدر طاقتك، واحذر على نفسك أن تسقط [20]. ينصح ابن سيراخ بتقديم المحبة العملية مع الحكمة حتى لا تُسَبِّب الكفالة ضررًا للطرفين. v لا يطلب الله منك أن تفعل خيرًا لقريبك فوق طاقتك، لأنه هكذا يقول: "لا تكف عن فعل الخير لقريبك حين يكون في طاقة يدك أن تفعله" (انظر أم 3: 27؛ سي 29: 20). القديس برصنوفيوس إذن أي شخص يُقَدِّم صدقات مقابل خطاياه، فليبدأ بالحب (المسيح) نفسه. يليق بالشخص أن يذكر قول الربّ: "حب قريبك كنفسك" (مت 22: 39)، لكي تتحَّقق كيف أنه ليس من اللائق للشخص أن يعطي صدقات لقريبه دون أن يترفَّق بنفسه. لنتذكَّر أيضًا الكلمات: "ترفَّق بنفسك your soul فتسرّ الله". كيف يمكن لشخصٍ أن يعطي صدقة لقريبه مقابل خطاياه، إن لم يعط نفسه صدقة تسرّ الله؟ بنفس المعنى يقدم لنا النص نفس الدرس: "من أساء إلى نفسه، فإلى من يحسن؟" (راجع 24: 5). بالتأكيد الصلوات تعين في تقديم صدقات. هنا تظهر أهمية الاكتراث بالكلمات: "يا بني، هل أخطأت؟ لا تزد، بل صلِ عما سلف من خطايا" (راجع 21: 1) لكي تُغفَر. غاية الصدقة ذاتها أننا عندما نصلي من أجل غفران خطايانا، تُسمَع الصلاة. ليس هدفها أن نستمر في خطايانا، متخيلين أننا بالصدقات ندفع ثمن المغفرة لخطايانا. القديس أغسطينوس 28 رَأْسُ الْمَعِيشَةِ الْمَاءُ وَالْخُبْزُ وَاللِّبَاسُ وَالْبَيْتُ السَّاتِرُ لِلسَّوْءَةِ. 29 عَيْشُ الْفَقِيرِ تَحْتَ سَقْفٍ مِنْ أَلْوَاحٍ، خَيْرٌ مِنَ الأَطْعِمَةِ الْفَاخِرَةِ فِي دَارِ الْغُرْبَةِ. 30 إِرْضَ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ؛ فَلاَ تَسْمَعَ تَعْيِيرًا فِي أَمَرِ الْبَيْتِ. 31 بِئْسَ حَيَاةُ الإِنْسَانِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، وَحَيْثُمَا ضَافَ لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 32 تُطْعِمُ وَتَسْقِي جَاحِدِينَ لِجَمِيلِكَ، وَأَنْتَ ضَيْفُهُمْ، وَوَرَاءَ ذلِكَ تَسْمَعُ أَقْوَالًا مُرَّةً. 4. الحكمة والوصية الإلهيةيلزم ألاَّ نتطفَّل كضيوفٍ غير مرغوبٍ فينا خاصة النزول عند الأثرياء، فخير للإنسان أن يقتات بما هو ضروري للحياة كالخبز والماء والملبس والمسكن الذي يأويه، ويعيش في كوخٍ بسيطٍ، من التطفُّل لدى غني. بهذا يشعر المؤمن بالكفاية ويشكر الله دون تذمُّر من جهة الحرمان من الكماليات. أساسيات الحياة الماء والخبز واللباس وبيت يوفِّر الخصوصية [21]. يرى القدِّيس يوحنا الذهبي الفم أن ابن سيراخ كان يفكر في نوحٍ البار كيف فقد كرامته واتزانه حتى في نظر أهل بيته بسبب الكماليات والسُكْرِ بالخمر. v نوح أول فلاح حرث الأرض وغرس كرمًا. لقد شرب من الخمر وسكر، ورقد في مسكنه عاريًا. يا له من أمر مُرْعِب! إنكم أيها الأحباء الأعزاء ترون في السُكْرِ أمرًا مرعبًا، قادرًا أن يبلد الحواس، ويُمِيت إدراك العقل، مع أن نوحًا كان إنسانًا عاقلًا عُهِدَت إليه مسئولية جميع المخلوقات، قُيد بقيودٍ لا تُفك، وانحدر فصار كجثة هامدة. بالحقيقة صار أردأ من الجثة، فالجثة عاجزة عن صنع الخير أو الشرّ، أما السكران فعاجز عن صنع الخير، ولكنه يصير أكثر قدرة على فعل الشرّ، يرتمي ويصير موضوع سخرية الزوجة والأبناء حتى الجيران... ماذا يمكن أن يكون أكثر دناءة من الشخص الذي يدمن الشرب، تفوح منه رائحة كريهة ترتفع إلى السماء يومًا فيومًا، ويفقد عقله؟ لذلك جاء تحذير الحكيم: "حياة الإنسان أساسها المعيشة الماء والخبز واللباس وبيت لستر العورة" (راجع سي 29: 21). حتى إذا سقط أحد ضحية للسُكْرِ لا يصير منظرًا للعامة، بل لا ينظره أصدقاؤه ولا يصبح موضوع سخرية لكل أحدٍ. القدِّيس يوحنا الذهبي الفم خير من الأطعمة الفاخرة في بيت إنسانٍ غريبٍ [22]. يشعر المؤمن بالأمان وهو في الكنيسة بيته البسيط أفضل من التمتُّع بولائم الفلاسفة التي تبدو فاخرة ولكن في أرض الغربة. كن قانعًا بالقليل أو الكثير، فلا تسمع توبيخًا بأنك غريب [23]. بئس حياة الإنسان المتنقِّل من بيتٍ إلى بيتٍ، وحيثما تنزل لا تجرؤ على فَتْحِ فمك [24]. تستضيف ضيوفًا، وتسقي جاحدين، وفوق ذلك تسمع كلمات مُرَّة [25]. 33 أَنْ قُمْ، يَا ضَيْفُ، جَهِّزِ الْمَائِدَةَ، وَإِنْ كَانَ بِيَدِكَ شَيْءٌ فَأَطْعِمْنِي. 34 انْصَرِفْ، يَا ضَيْفُ، مِنْ أَمَامِ شَخْصٍ كَرِيمٍ. إِنَّ أَخًا لِي يَتَضَيَّفُنِي؛ فَأَنَا مُحْتَاجٌ إِلَى الْبَيْتِ. 35 أَمْرَانِ يَسْتَثْقِلُهُمَا الإِنْسَانُ الْفَطِنُ: الاِنْتِهَارُ فِي أَمَرِ الْبَيْتِ، وَتَعْيِيرُ الْمُقْرِضِ. لا تُفارِقني في معاملاتي المالية"تعال هنا، يا أيها الغريب، أَعِدّ المائدة، وإن كان بيدك شيء فأطعمني [26]. انصرف، يا أيها الغريب، من أمام شخصٍ كريمٍ، هنا ضيف أهمّ منك، أخي جاء، وأنا محتاج إلى بيتي" [27]. أمران يستثقلهما الإنسان الحكيم: اللوم على أهل البيت وشتيمة الدائن [28]. الحكمة هبة مجّانية يُقَدِّمها الرب لخائفيه، حافظي وصاياه، الذين يسلكون في الإيمان بروح الوداعة. ما يشغل قلب ابن سيراخ هو مخافة الرب التي تعطي قلبه روح البساطة فلا يسلك بقلبٍ مزدوجٍ، أي يُعرّج بين طريقين، تارة يسلك في الرب وأخرى خارج الرب. v يدك العجيبة يا إلهي، ترفع قلبي فوق المعاملات المالية! لا لأحطم هباتك المالية، بل أطلب ألاَّ تفارقني، فأسلك بحكمة حسب وصاياك. في كل معاملاتي تتجلَّى بالأكثر في أعماقي، وأُتَمِّم مشيئتك في كل شيءٍ. إن سألني أخي قرضًا أُقَدِّمه باسمك. لا أتباطأ ولا أَتسرَّع، وذلك من أجل خلاص نفسي وخلاص نفسه. أُقَدِّم القرض فيزداد رصيد حُبِّي عندك. إن كان قادرًا أُطالِبه بالسداد حتى لا يفسده الطمع، وأجد الفرصة لمحتاجٍ آخر. وإن اقترضت من أحدٍ، أسرع في السداد مع تقديم الشكر الصادق من القلب! v إن كان أحد بالحق محتاجًا أحسبه الخزانة الأمينة لممتلكاتي، التي لا يقدر لص أن يعتدي عليها. أحسب العطاء الحكيم سلاحًا لي ضد العدو. إذ أعطي حبًا ولطفًا بحكمة وسخاء، أسمع صوتك العجيب: "كنت جوعانًا فأطعمتموني". v هب لي أن أكون كفيلًا حكيمًا، أُقَدِّم ما هو في إمكانياتي. أنت وحدك الكفيل القدير، كفلت البشرية أمام أبيك، ودفعت الثمن على الصليب! لن أنسى نعمتك عليَّ يا أيها الكفيل الإلهي! لن أجحد حُبَّك، إذ وهبتني برَّك عوض الفساد الذي حلّ بي! خلال الكفالة انطلقت بالصليب إلى الجحيم، لم يستطع أن يسبيك، بل دمّرت قيوده، وأطلقت المسبيين إلى الفردوس! حررتني من قيود الخطية، وأشرقت يا شمس البرّ عليّ، فلم يعد للظلمة موضع داخلي. لأستتر فيك، فأشتهي أن يتمتَّع العالم كله بالحرية عوض العبودية للخطية. v أنت كنزي وشبعي وتهليل نفسي، ليس ما تشتهيه نفسي سواك! إن فتحت بيتي لأحد إخوتي أراك تبارك البيت وتقبل الاستضافة. وإن استضافني أحد لا أُثَقِّل عليه. وعلى مائدته ألتصق بك، يا من تحتل آخر الصفوف. ما دمتُ في هذا العالم أينما وُجِدتُ فأنا ضيف غريب. وما دام قلبي منطلق إلى سماواتك أينما وُجِدت، فأنا في بيتي. حضنك الإلهي هو موضع راحتي واستقراري. أَتهلَّل بك، لأنك تحسبني من "أهل بيت الله" (أف 2: 19). |
||||