20 - 01 - 2024, 06:36 PM | رقم المشاركة : ( 148911 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وهي تملأهم فهمًا، كالفرات ومثل الأردن في أيام الحصاد [26]. هذه الشريعة تُشرِق بالتعليم مثل النور، وهي تفيض كالنيل بالتعليم، مثل جيحون في أيام القطاف (العنب) [27]. إذ يتحدَّث عن الشريعة التي تشرق بالتعليم لا يشبهها فقط بالأنهار التي كانت تسقي جنة عدن، وإنما ضمّ إليها أنهارًا أخرى مثل النيل، لأن الشريعة الإلهية لا تقتصر على اليهود وحدهم. مسيحنا يفيض علينا بالنعمة، وكما يقول الرسول: "الذي فيه لنا الفداء بدمه... حسب غِنَى نعمته، التي أجزلها لنا بكل حكمةٍ وفطنةٍ" (أف 1: 7-8). |
||||
20 - 01 - 2024, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 148912 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"مجرى النهر يُفرِّح مدينة الله" (مز 46: 4). مياه البحر الهائجة بفعل الرياح تزيد وترتفع، أما مجرى النهر، فينساب بدون إزعاجٍ. ينساب بهدوء، لمن استحقُّوا أن يقبلوه. لذلك يُفرِّح مدينة الله، والآن يشرب البار من المياه الحيَّة (يو 4: 10)، لكنه في المستقبل سيشرب بفيضٍ عندما يُكتَب اسمه في الساكنين في مدينة الله. الآن يشرب كما في مرآةٍ في لغزٍ (1 كو 13: 12)، لأن ما يأخذه من تأملات إلهية قليلة، لكن حينئذ يمتلئ، ونهره يستطيع أن يفيض بالفرح في مدينة الله. فما هو نهر الله؟ إنه الروح القدس الذي يجري في الذين يستحقُّون، الذين لهم الإيمان بالمسيح حقًا. "الذي يؤمن بي، كما يقول، تجري في بطنه أنهار..." (يو 7: 38) أيضًا من يشرب من الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية (يو 4: 13). هذا هو النهر الذي يُفرِّح مدينة الله. إنه مجرى الروح القدس |
||||
20 - 01 - 2024, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 148913 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما أن الإنسان الأول لم يعرف الحكمة كاملة، هكذا الإنسان الأخير لا يستقصي أعماقها [28]. مع ما وهب به الإنسان الأول من فهمٍ وحكمةٍ لم يستطع أن يبلغ أعماق الحكمة الإلهية، وتبقى البشرية عاجزة عن ذلك حتى الإنسان الأخير. يؤكد ابن سيراخ أنه لا يوجد شخص واحد عبر كل العصور وإلى انقضاء الدهر قادر أن يدرك أعماق حكمة الله. |
||||
20 - 01 - 2024, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 148914 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأن فكرها أعمق من البحر، ومشورتها أعمق من الهاوية العظيمة [29]. يرى الأب قيصريوس أسقف آرل أن المؤمن إذ يأكل ويشرب كلمة الله، يدخل في حوارٍ مع الله، هذا الحوار لا يتوقَّف، لذا لا يستطيع الشيطان أن ينتصر عليه[17]. |
||||
20 - 01 - 2024, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 148915 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأنا كقناة خارجة من النهر، ومثل مجرى خرج إلى جنة [30]. قلت: "أسقي بستاني، وأُبلل مجمعات الزهور المتناسقة". فإذا بقناتي تصير نهرًا، وبنهري يصير بحرًا [31]. ما هي هذه القناة التي صارت بحرًا؟ يرى القديس باسيليوس الكبير أنها دموع التوبة. v من يُصَلِّي بمجاري من الدموع، يتقبَّل عواصف من الأمطار في الوقت المناسب؟ من يغسل الخطايا متمثّلًا بالطوباوي داود، الذي سكب الدموع على سريره؟ من غسل أقدام الغرباء، وشطف تراب السفر، حتى في وقت الاحتياج يشفع هذا الشخص لدى الله، طالبًا وَقْف الجفاف؟ من يسند طفلًا محرومًا من الوالدين، لكي ما في مقابل هذا يمدّه الله بالقمح، كيتيم تَحطَّم برياحٍ مضادة؟ من يهتم بأرملة أصابتها مصاعب الحياة حتى ترتد إلينا المعونات التي يحتاج إليها؟ مَزِّقوا العقود الظالمة، حتى تُحَل أيضًا الخطايا. ارفعوا الديون التي بفوائدٍ باهظة، حتى تأتي الأرض بالثمار العادية. القديس باسيليوس الكبير |
||||
20 - 01 - 2024, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 148916 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أجعل التأديب يضيء مثل الصباح، وأجعله يسطع إلى بعيد [32]. أفيض التعليم مثل نبوة، وأتركه خلفي للأجيال الآتية [33]. v "ستدخل إلى جيل آبائك" [19]. أظن أنه يتكلم عن الخاطئ الذي يعرف الله حسب ما سَلَّمه له آبائه، لكنه لم يكتسب شيئًا إضافيًّا بفكره، ولا أضاف إلى معرفته للحق بنفسه. يقول: "أيها الرب أنت قريب"، وفي نفس الوقت لديه فكرة عظيمة عنك بكونك موجودًا في أجيال آبائه. بينما يسلك بكسلٍ، وروحه تنشغل بالأرضيات والجسديات، التي تترنَّح في الثروات والترف، وفكره مشحون باهتمامات الحياة، لذلك "لا يعاين النور" [انظر 19]. إذ يعهدون بقيادتهم إلى مُعَلِّمين عميان، يحرمون أنفسهم من بركة النور. يحمل هذا القول: "يدخل إلى جيل آبائه"، نفس المعنى. هذا يُقَال بالنسبة للذين يجتازون حياة شريرة، ومن تعاليم صادرة من آبائهم، ولكنهم مُتغرِّبون عن التقوى، ليس فقط ستعاقبهم، بل تطرد واضعي التعاليم الفاسدة. هذا ما يقصده بالقول: "يدخل إلى جيل آبائه". ليس فقط ذاك الذي له أفكار ملومة عن الله، بل والذي يقود الآخرين إلى هذا الدمار. هكذا هم الذين يتقبَّلون هذا الشر من آبائهم السابقين، والتي تقوّى خلال الاستمرار فيه بعادات لمدة طويلة، وتوجد صعوبة في تنقيتها. "لا يعاين النور"، إذ يُرسَلون إلى الظلمة الخارجية، حيث البكاء وصرير الأسنان (مت 8: 12). هذا يحل بهم حسب حكم الله العادل، إذ أبغضوا النور في هذه الحياة، لأنهم صنعوا شرًا. "إذ كان الإنسان في كرامة ولم يفهم، صار يُقارَن بالبهائم البليدة، ويشبهها". يا له من تقرير بغيض! الإنسان؟ هذا الذي وضعتَه قليلًا عن الملائكة" (عب 2: 7)، والذي يقول عنه سليمان: "الإنسان شيء عظيم، الإنسان الذي يُرثَى له مُكرَّم" (أم 20: 6) LXX. إنه يُقارَن بالبهائم البليدة، ويصير مثلها"، لأنه لا يدرك كرامته، وينحني لشهوات الجسد. القديس باسيليوس الكبير |
||||
20 - 01 - 2024, 06:45 PM | رقم المشاركة : ( 148917 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v هل تحتاج أن تفتخر يا حكمة الله، وأنت مالئ السماوات والأرض؟ إنك تفتخر بحُبِّك العجيب لنا نحن الخطاة، نتعرَّف عليك، فنلتصق بك ونُحِبّك. انطلقت بصليبك لتهز أساسات الهاوية، وتحملنا إلى فردوسك، وتحسبنا جماعة العليّ، وتُقَدِّم لنا المستحيلات! |
||||
20 - 01 - 2024, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 148918 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v خرجت من فم الآب، دون أن تنفصل عنه. ووهبت لنا روح التبنّي، فصارت لنا الدالة أن نناجيك. جئت في دائرة السماء، وأنت خالقها. بروحك ترفعنا من مجدٍ إلى مجدٍ، حتى نلتقي بك وجهًا لوجه. |
||||
20 - 01 - 2024, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 148919 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v عجيب أنك في تواضعك وحُبِّك، تلتمس الراحة فينا، وتطلب لك ميراثًا! راحتك أن تُقِيم من ضعفنا سماءً جديدة، فتستريح داخلنا! وميراثك أن تُحوِّل قلوبنا إلى ملكوتك الإلهي! |
||||
20 - 01 - 2024, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 148920 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v نصبت خيمتك في يعقوب، وحسبت إسرائيل ميراثًا لك، وها أنت تُقَدِّم لي ملكوتك في داخلي، لأترنم: "نصيبي هو الرب، قالت نفسي!" ملكوتك في قلبي، ليس له شبيه على الأرض. بماذا أصفه؟ هل هو جنّة فريدة؟ كلما مددت يديّ لأتناول من ثمارها، يزداد جوعي إليها، وكلما شربت من مياهها، يزداد عطشي إليها. |
||||