20 - 01 - 2024, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 148901 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قبل الدهور ومنذ البدء خلقني، وإلى دهر الدهور لا أزول [9]. في خيمته المقدسة أمامه أخدم، وهكذا استقرّيت في صهيون [10]. وجعل راحةً في المدينة المحبوبة، وسلَّطنتي في أورشليم [11]. فتأصَّلت في شعبٍ مُكرَّمٍ، وفي نصيب الرب، ميراثه [12]. حُسب الشعب مجيدًا، لأنه تمتَّع بكلمة الله ووعوده الإلهية؛ هكذا إذ يحتضن المؤمن كلمة الله في قلبه، ويتمتع بالشركة مع المسيح غاية الناموس (رو 10: 4)، ينعم بالكنز الحقيقي، إذ فيه كنوز الحكمة والمعرفة (كو 2: 3). |
||||
20 - 01 - 2024, 06:22 PM | رقم المشاركة : ( 148902 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كشجرة الأرز في لبنان ارتفعت عاليًا، وكشجرة السرو في جبال حرمون [13]. إذ تقدم ما لها للمؤمنين، تُقِيم منهم جنة مقدسة تضم ستة أنواع من الشجر مع ورود وثمارٍ متنوعة: أ. أرز لبنان العظيم (1 مل 6: 9-11). ب. سرو جبال حرمون (2 مل 19: 23). ج. نخيل عين جدي (2 أي 28: 15). د. شجيرات وورود أريحا. ه. شجر زيتون (قض 9: 8). و. الدلب الذي يرتفع وهو بجوار المياه. ز. القرفة وقندول العطر (قصب الخيرزان). ح. مُرّ منتقى ذو رائحة عطرة. ط. قنة (الجلينة) وجزع وميعة (المستكاء). ي. بخور لبان كما في خيمة الاجتماع [15]. ك. فروعها مثل فروع البطمة، مصدر لزيت التربنتينا ومواد الدباغة [16]. ل. الكروم [17].كشجرة النخيل في عين جَدْيَ ارتفعت، وكغروس الورد في أريحا، كشجرة الزيتون النضير ارتفعت في السهل، وكشجرة الدُّلب ارتفعت بجوار المياه [14]. كالدارصيني والقندول العطر فاح عطري، وكالمُرّ المنتقى انتشرت رائحتي، |
||||
20 - 01 - 2024, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 148903 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كالقنّة والجزع والميعة ومثل عطر اللبان في الخيمة [15]. إنّي مددت أغصاني كالبطم، وأغصاني أغصان مجيدة وذات نعمة [16]. أنا ككرمةٍ أُنبت النعمة، وأزهاري تُثمر ثمار مجدٍ وغنى [17]. أنا أم الحب النقي والمخافة، والمعرفة، والرجاء المقدس. لذلك بكوني أبديّة، أُوهَب لكل أولادي الذين لُقّبوا بوسطته (أي بواسطة الرب) [18]. تعالوا إليَّ أيها الراغبون فيَّ، واشبعوا من ثماري [19]. تدعو أبناءها أن يأتوا إليها باشتياقٍ، ويشبعوا من ثمارها وحصادها (أم 9: 4-6). فإن ذكري أحلى من العسل، وميراثي أعذب من شهد العسل [20]. تؤكد لأبنائها إذ يقتربون إليها ويتمتعون بثمارها، يختبرون حلاوتها التي لا تُفارِق ذاكرتهم، ويرثون ما هو أحلى من العسل. الذين يأكلونني سيجوعون أكثر، والذين يشربونني سيعطشون أكثر [21]. من يأكل منها ويشرب يزداد جوعه وعطشه إليها مع شوقٍ عظيمٍ. وفي نفس الوقت من يجوع إليها ويعطش يتمتع بالشبع بها أبديًا. v لكنك لن تتوقَّف عن الحب، لأن ذاك الذي تراه هو كمن يربكك ليس بأي نوع من القلق، وإنما يشبعك وأيضًا لا يشبعك في نفس الوقت. عندما أقول إنه يشبعك أخشى أن تكون كمن قد شبع ويود أن يرحل، كما من الغذاء أو العشاء. فماذا إذن أقول؟ لا يشبعك؟ مرة أخرى أخشى أن يبدو كمن لا يشبعك، فتبدو كمن في احتياج، كمن هو فارغ، وهذا الفراغ يحتاج أن يمتلئ. إذن ماذا أقول سوى ما يمكن قوله، وإن كان بصعوبة يمكن التفكير فيه. إنه يشبعك ولا يشبعك أيضًا، إذ أجد الاثنين في الكتاب المقدس. بينما يقول: "طوبى للجياع فإنهم يشبعون" (مت 5: 6)، مرة أخرى يقول عن الحكمة: "الذين يشربون يعطشون مرة أخرى" (راجع سي 24: 21). لا، لم يقل: "مدة أخرى" بل "لا يزالون"، لأنهم يعطشون مرة أخرى، كما كانوا مثل من يشبع مرة فيرحل ويهضم ثم يعود ليشرب. القديس أغسطينوس |
||||
20 - 01 - 2024, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 148904 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعليق عملي على حديث الحكمة 32 هذِهِ كُلُّهَا هِيَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَعَهْدُ الْعَلِيِّ وَعِلْمُ الْحَقِّ. 33 إِنَّ مُوسَى أَمَرَ بِالشَّرِيعَةِ، وَأَحْكَامِ الْعَدْلِ مِيرَاثِ آلِ يَعْقُوبَ وَمَوَاعِيدِ إِسْرَائِيلَ. 34 إِنَّ الرَّبَّ وَعَدَ دَاوُدَ عَبْدَهُ، أَنْ يُقِيمَ مِنْهُ الْمَلِكَ الْقَدِيرَ الْجَالِسَ عَلَى عَرْشِ الْمَجْدِ إِلَى الأَبَدِ. 35 هُوَ يُفِيضُ الْحِكْمَةَ كَفِيشُونَ، وَمِثْلَ دِجْلَةَ فِي أَيَّامِ الْغِلاَلِ، 36 وَيَمْلأُ فَهْمًا كَالْفُرَاتِ، وَمِثْلَ الأُرْدُنِّ فِي أَيَّامِ الْحَصَادِ، 37 وَيُبْدِي التَّأْدِيبَ كَالنُّورِ، وَمِثْلَ جِيحُونَ فِي أَيَّامِ الْقِطَافِ. 38 الْحِكْمَةُ لاَ يَسْتَوفِي مَعْرِفَتَهَا الأَوَّلُ، وَلاَ يَسْتَقْصِيهَا الآخِرُ، 39 لأَنَّ فِكْرَهَا أَوْسَعُ مِنَ الْبَحْرِ، وَمَشُورَتَهَا أَعْمَقُ مِنَ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ. 40 أَنَا الْحِكْمَةَ مُفِيضَةُ الأَنْهَارِ. 41 أَنَا كَسَاقِيَةٍ مِنَ النَّهْرِ، وَكَقَنَاةٍ خَرَجَتْ إِلَى الْفِرْدَوْسِ. 42 قُلْتُ أَسْقِي جَنَّتِي، وَأُرْوِي رَوْضَتِي؛ 43 فَإِذَا بِسَاقِيَتِي قَدْ صَارَتْ نَهْرًا، وَبِنَهْرِي قَدْ صَارَ بَحْرًا. 44 فَإِنِّي أُضِيءُ بِالتَأْدِيبِ مِثْلَ الْفَجْرِ وَأُذِيعُهُ إِلَى الأَقَاصِي. 45 أَنْفُذُ إِلَى جَمِيعِ أَعْمَاقِ الأَرْضِ وَأَنْظُرُ إِلَى جَمِيعِ الرَّاقِدِينَ، وَأُنِيرُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَرْجُونَ الرَّبَّ. 46 إِنِّي أُفِيضُ الْتَّعْلِيمَ مِثْلَ نُبُوَّةٍ، وَأُخَلِّفُهُ لأَجْيَالِ الدُّهُورِ. 47 فَانْظُرُوا كَيْفَ لَمْ يَكُنْ عَنَائِي لِي وَحْدِي، بَلْ أَيْضًا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الْحِكْمَةَ. هذه كلها هي سفر ميثاق مع الإله العليّ والشريعة التي أوصانا بها موسى، ميراثًا لجماعات يعقوب [23]. تربطهم الحكمة بالعهد مع الله وحفظ الشريعة كميراثٍ لهم [23]. لا تتردَّد في أنك قويّ في الربّ، التصق به، فهو يُثَبِّتك، فإن الربّ القدير هو الله وحده. وبجواره لا يوجد مُخَلِّص آخر. [24] يمطر بالبركات الفائقة على نفوس المؤمنين طالبي الحكمة. وحتى لا يظن أحد أن ما تقوله الحكمة لا يخصّه، لأنه أضعف من أن يتمتَّع بها، تُشَجِّعه، قائلة: "لا تتردَّد في أنك قوي في الربّ، التصق به، فهو يثبتك" [24]. فهو وحده المُخَلِّص القدير. لا يقدر الإنسان نفسه ولا إخوته أن يُخَلِّصوه. |
||||
20 - 01 - 2024, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 148905 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v "إنه لا يملك أن يؤدي إلى الله كفَّارة عن نفسه، أو قيمة فدية نفسه، (حتى لو كدَّ إلى الأبد)" (مز 48: 7-8) LXX. إذن لا تسأل أخاك فدية عنك، بل اسأل ذاك الذي يفوق طبيعتك، فهو ليس إنسانًا مُجَرَّدًا، بل الله المتأنس يسوع المسيح؛ الذي وحده قادر أن يُقَدِّم فدية لله (الآب) عنَّا جميعًا. لأن الله قَدَّمَه كفارة بالإيمان بدمه (رو 3: 25). كان موسى أخًا لإسرائيل، ولم يكن قادرًا على خلاصه. الآن هل يمكن لأي إنسانٍ عادي أن يُخَلِّص؟ لذلك تعلن العبارة: "لا يقدر أخ أن يُخَلِّص؟" وعبارة أخرى في جدية يستفهم: "هل الإنسان يُخَلِّص؟" (مز 48: 7) LXX. لم يُحَرِّر موسى شعبه من الخطية، إنما سأل الله الإعفاء من العقوبة عن الخطية. على أي الأحوال، لم يكن قادرًا أن يفدي نفسه عندما أخطأ. فإنه بعد أن صنع عجائب كثيرة عظيمة وآيات رآها، نطق بهذه الكلمات التي تُعَبِّر عن الشك: "اسمعوا أيها المُتمرِّدون المرتابون: أمن هذه الصخرة يمكننا أن نخرج لكم ماءً؟!" (راجع عد 20: 10). لهذا، من أجل هذه الكلمات قال الرب لموسى وهرون: "من أجل أنكما لم تؤمنا بي حتى تُقَدِّساني أمام أعين بني إسرائيل، لذلك لا تُدخلان هذه الجماعة إلى الأرض التي أعطيتهم إيَّاها" (عد 20: 12)، لذلك لم يُقَدِّم لله فدية عن نفسه. بالحقيقة ماذا يقدر الإنسان أن يجد شيئًا عظيمًا كافيَا ليُقَدِّمَه فدية عن نفسه؟ لكن وُجِدَ شيء واحد يستحق أن يُقَدَّم عن كل الناس معًا. هذا قُدِّم كثمنٍ لفداء نفوسنا، دم ربنا يسوع المسيح المقدس والمُكَرَّم جدًا، الذي سفكه من أجلنا جميعًا، لذا فنحن اُشترينا بثمنٍ عظيمٍ (1 بط 2: 22). إن كان الأخ لا يُخَلِّص، فهل يقدر إنسان أن يَخلُص؟ لكن إن كان الأخ لا يقدر أن يُخَلِّصنا، إذن فإن الذي خَلَّصنا ليس إنسانًا. لهذا لا تظنُّوا لأنه حلَّ بيننا "في شكل جسدنا الخاطئ" (رو 8: 3)، أن ربَّنا إنسان مُجَرَّد، عاجزين عن إدراك قوة لاهوته، هذا الذي ليس في حاجة أن يُقَدِّمَ فدية عن نفسه، ولا أن يفدي نفسه، لأنه "لم يفعل خطية، ولا وُجِدَ في فمه مكر" (1 بط 2: 22). ليس أحد فيه كفاية أن يُخَلِّصَ نفسه، ما لم يأتِ ذاك الذي يزيل سبي البشر لا بفديات، ولا بعطايا كما هو مكتوب في إشعياء (52: 3)، وإنما بدمه. وإن كنا لسنا إخوته، إذ صرنا أعداء بعصياننا، فإن ذاك الذي ليس إنسانًا مُجَرَّدًا وإنما هو الله، بعد الحرية التي وهبنا إيَّاها دعانا إخوته. إنه يقول: "أُخْبِر باسمك إخوتي" (مز 22:22؛ عب 2: 12)، ذاك الذي يُخَلِّصنا، إن فحصتم طبيعته، فهو ليس أخًا ولا إنسانًا، إنما إن فحصتم تنازُله إلينا بالنعمة يدعونا إخوته، ينزل إلى طبيعتنا البشرية ذاك الذي لا يعطي الله فدية عن نفسه، إنما عن العالم كله. إنه ليس في حاجة إلى فدية، هو نفسه كفَّارة. "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شرٍّ ولا دنس قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السماوات، الذي ليس له اضطرار كل يومٍ مثل رؤساء الكهنة أن يُقَدِّم ذبائح أولًا عن خطايا نفسه، ثم عن خطايا الشعب" (عب 7: 26-27). عندئذ يقول: "وعمل (حتى ولو كدَّ) إلى الأبد أو عاش إلى النهاية" (راجع مز 49: 8-9). فإن وجود (الفادي) بذاته، وقدرته، وطبيعته المثابرة تعمل بكدِّ في هذه الحياة، وعندما تعب من الرحلة جلس عند البئر (يو 4: 5). القديس باسيليوس الكبير |
||||
20 - 01 - 2024, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 148906 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v عندما أستدعي كل هذه الأشياء في ذاكرتي (إن كنت أتحدث حسب مشاعر)، فإني أُضرَب بنوعٍ من المخافة الرهيبة ورعبٍ باردٍ، لئلا خلال تشتيت الفكر والانشغال بالأباطيل أسقط من محبة الله وأصير موضع إهانة للمسيح. لأن ذاك الذي يخدعنا الآن ويسعى بكل وسيلةٍ أن يحثنا على تجاهل المُحسِن إلينا خلال الارتباك بإغراءات العالم التي تقفز علينا وتطأ علينا لتحطيم نفوسنا، عندئذ في حضرة الرب توبّخنا على وقاحتنا، وتشمَت لعصياننا وارتدادنا. ذاك الذي لم يخلقنا قط ولا مات لأجلنا ليحسبنا بين تابعيه في عصيانٍ وإهمالٍ لوصايا الله. هذه الإهانة الموجهة للرب، وهذه النصرة لعدوّنا تبدو لي أكثر رعبًا من عقوبات جهنّم، لأننا نعطي لعدو المسيح المادة ليفتخر، والحجة لكي يتشامخ على من مات لأجلنا وقام. من أجل ذلك فإننا مدينون له بمعنى خاص جدًا كما هو مكتوب (رو 8: 12). لهذا يليق بنا بالأكثر أن نراعي محبة الله. ليس هدفي، كما قلت سابقًا، أن أعرض كل الموضوع، إذ هذا مستحيل، بل أن أغرس في نفوسكم باختصار تذكُّر الاحتفاظ بالشوق الإلهي يقظًا داخلكم. القديس باسيليوس الكبير |
||||
20 - 01 - 2024, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 148907 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v سؤال: ماذا إن أوصي أحد فرفض الوصية، لكنه بعد ذلك ترك رفضه هذا بإرادته وتَمَّم الوصية؟ (مت 21: 29). الإجابة: برفضه يُعتبَر مُعارِضًا (للوصية)، ومُثيرًا للآخرين ليُمارِسوا شرورًا مُماثِلة. ليته يدرك أنه يخضع لهذا الحكم: "المُعارِض يُثير كل شرٍ، فيُطلق الرب عليه رسولًا قاسيًا" (راجع أم 17: 11). لهذا فليقتنع إنه لا يقاوم إنسانًا أو يطيعه، إنما الرب القائل: "الذي يسمع منكم يسمع منّي، والذي يرذلكم يرذلني" (لو 10: 16). أما بتذكُّره الوصية، فأظهر ندامة، فليعتذر أولًا وبعد ذلك إن سُمِحَ له، يُتَمِّم العمل. القديس باسيليوس الكبير |
||||
20 - 01 - 2024, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 148908 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذه الشريعة تملأ البشر بالحكمة، مثل فيشون، ودجلة[14] في أيام بكور الثمار [25]. استخدم ابن سيراخ ما ورد في العهد القديم عن الأنهار خاصة في جنة عدن، إذ يرى فيها الفيض بالتمتُّع بسمات الحكمة (تك 2: 10-14). يتحدث عن القناة الصغيرة التي تحوَّلت إلى نهرٍ عظيم، خلال خبرته العملية حيث يتطلَّع إلى ما اقتناه من حكمة في بداية حياته، وإذ كان يطلب من الله على الدوام كي يهبه الحكمة، تحولت قناة الحكمة في داخله إلى نهرٍ يفيض على الكثيرين. تقدم لهم مياه الحياة التي لا يوجد نهر يفيض بمثلها، لذا قدمت لهم ستة أنهر مشهورة. أربعة أنهر منها وردت في قصة الخليقة (تك 2: 10-14) تروي جنة عدن، ونهر النيل والأردن [25-28]. إن كانت مياهها أفضل من كل الأنهار، فإنها متسعة للغاية وكأن النهر يصير بحرًا، وفي نفس الوقت تصير بروح التواضع كساقية من النهر أو قناة تروي الجنة. تهتم بالمؤمن لترويه بساقية أو قناة صغيرة، وإذ تدخل أعماقه تصير القناة نهرًا، والنهر يصير بحرًا. ما هذه المياه التي تفيض على النفس البشرية كما من قناة إلاَّ الحكمة الإلهية التي تقدم حياة حافلة بالبركات (إش 58: 11؛ خر 47: 1-12). مياه الحكمة هي أيضًا نور يشرق في النفس كالفجر الذي يسطع من بعيد. لم يقل مثل نهر الأردن مثلما ذكر أنهر موجودة في بلاد الأمم، إذ كثيرًا ما أعلن ابن سيراخ عما تتمتع به الأمم خلال الكرازة بالإنجيل. |
||||
20 - 01 - 2024, 06:34 PM | رقم المشاركة : ( 148909 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v "اسمعوا هذا يا جميع الشعوب، أصغوا يا جميع سكان الدنيا. يا أيها الأرضيون (earthborn)، وأنتم يا بني البشر، الأغنياء والفقراء سواء" (مز 49: 1-2). مكان الاجتماع ضخم جدًا، حيث يدعو المزمور كل الأمم للاستماع، كما كل الذين يملأون العالم بمساكنهم. أظن أنه بهذا الإعلان السامي يجتذب ليس فقط الأرضيين earthborn بل كل بني البشر، الأغنياء والفقراء، ويدعوهم إلى الإصغاء. أي نوع برج المراقبة هذا القائم في ارتفاعه على كل الأرض ليرى كل الأمم من بعيد، ويحتضن كل العالم بعينيه؟ أي مذيع عالي الصوت هكذا، يصرخ فتسمعه آذان كثيرة في نفس الوقت؟ أي مكان قادر أن يستوعب تلك التجمعات؟ أية عظمة وأية حكمة لهذا المُعَلِّم، ليُقَدِّم تعليمات تليق بهذا المَحْفَل العظيم؟ انتظروا قليلًا، فستتعلَّمون أن ما يتبع هذا يليق بالوعد (المُقَدَّم لهم). فإن الذي يجمع الكل، ويدعوهم للإعلان هو الباراقليط، روح الحق، الذي يجمع معًا الأنبياء والرسل الذين يخلصون. الذين قيل عنهم: "بلغت أقوالهم إلى كل الأرض، وكلماتهم إلى أقاصي العالم" (مز 19: 5) LXX. لذلك جُمِعَت الكنيسة من كل طبقات البشر (الحياة)، حتى لا يُترَك أحد بدون عونٍ منها. |
||||
20 - 01 - 2024, 06:35 PM | رقم المشاركة : ( 148910 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v "اسمعوا هذا يا جميع الشعوب، أصغوا يا جميع سكان الدنيا. يا أيها الأرضيون (earthborn)، وأنتم يا بني البشر، الأغنياء والفقراء سواء" (مز 49: 1-2). توجد ثلاث مجموعات مدعوة، يضمها كل جنس البشر: وثنيون، وسكان العالم وهم أرضيون earthborn، وبنو البشر الأغنياء والفقراء. من إذن تُرك ولم يُدعَ للاستماع؟ أولئك الذين هم خارج الإيمان مدعوّون بدعوة الوثنيين. سكان العالم هم الذين في الكنيسة. الأرضيون earthborn الذين هم حكماء في شئون الأرضيات، وملتصقون بملذَّات الجسد. بنو البشر هم أولئك الذين يسلكون بشيءٍ من الجدية ويُدَرِّبون عقولهم، لأن التعقُّل هو سمة الإنسان. الأغنياء والفقراء لهم هويّتهم تُعرَف منهم: الأولون لهم المقتنيات المتزايدة لضروريات الحياة، والآخرون يقفون في عَوْزٍ إليها. وحيث أن طبيب النفوس لم يأتٍ ليدعو الأبرار، بل الخطاة إلى التوبة (مت 9: 13)، ففي دعوته وضع أولًا في كل مجموعة الذين يُدَانون. فالوثنيون أَشرَ من سكان العالم، ومع ذلك اختيروا أولًا في الدعوة، لكي يأتي المرضى أولًا، يَتَمَتَّعون برعاية الطبيب. وبعد ذلك الأرضيون earthborn وضعوا قبل بني البشر، والأغنياء قبل الفقراء. المجموعة التي كانت ميؤوسًا منها وخلاصها أصعب دُعِيَت قبل الفقراء. هكذا هو حنو الطبيب، يُقَدِّم معونته لمن هم أضعف أولًا. في نفس الوقت، المشاركة في الاستدعاء هي اتحاد في سلام، حتى أن أولئك الذين كانوا حتى ذلك الوقت يقاومون بعضهم بعضًا، بسبب اختلاف العادات، باجتماعهم معًا، يعتادون على بعضهم البعض في حبٍ. ليَعْلَم الغني أنه مدعو بنفس الإعلان مثل الفقير. يقول: "أغنياء وفقراء سواء" (مز 49: 2). ليُترَك خارجًا التشامخ على الذين هم في أكثر احتياجٍ وغطرسة الثروة، بهذا ادخلوا كنيسة الله. إذن ليت الأغنياء لا يُعامِلون الفقير بازدراءٍ، ولا ينكمش الفقير مُرتعِدًا تحت سلطان الأثرياء. ليت بني البشر لا يستخفُّون بالأرضيين earthborn، ولا الأرضيون earthborn يعزلون أنفسهم عنهم. ليت الوثنيين يعتادون على التعامل مع سكان العالم، وسُكَّان العالم خلال المحبة يقبلونهم كأصدقاء ضيوف خلال العهود. |
||||