07 - 11 - 2016, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 14881 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا يرى البعض أن الجسد عائق للحياة مع الله وان كل ما فيه دنس وشرّ
سؤال: لماذا البعض يرى أن الجسد عائق للحياة مع الله وان كل ما فيه دنس وشرّ، مع أن الله هو الذي خلق الجسد، ولا أؤمن أنه من الممكن أن يكون هناك شيء شرير في الجسد في حد ذاته، لأن لو الجسد في حد ذاته شراً كيف يأتي الرب يسوع ويتحد به، وكيف يتعامل مع الأنبياء والقديسين وهم يعيشون في هذا الجسد!!! _____________ + في الواقع الروحي أن الإنسان الساقط تحت سلطان الظلمة في عزلة داخلية عن الله يرى بعين مقلوبة كل ما هو طبيعي طاهر على أنه شرّ ومانع يفصلنا عن الله وكل هذا لأنه يغتاب صانع الجسد بطهارة ونقاوة، لأن السقوط هبط بالإنسان من مستوى البهاء والمجد الإلهي إلى الدناءة التي فيها لا يرى سوى قيود الظلام المُحيطة به محتقراً كل ما هو حسب الجسد لأنه لا يقدر أن ينتقل من الظلمة للنور ويبصر مجد الله الذي كسى الإنسان بالبهاء منذ خلقه الأول، فعمى البصيرة يجعل الإنسان يرى النور ظلمة والظلمة نور، لأن بسبب السقوط انحدر الإنسان ليكون عبداً لشهواته التي صارت تتحكم فيه، ففلت منه زمام الجسد وتمرد عليه، لأنه فقد نقاوة قلبه وصارت عينه مظلمة وجسده كله مظلماً، فالعيب ليس في الجسد في ذاته بل في القلب المضروب بظلمة الفساد التي أعمت عينيه فلم يعد يرى رؤية صحيحة بل صار تحت قيود العبودية حتى أن جسده نفسه فسد بالتمام ولم يعد يعرف للطهارة طريق، لذلك فأنه يحتاج توبة سريعة ومعونة النعمة المُخلِّصة حتى يفتح الله عينيه فيرى ويعاين بالنور النور الفائق الذي للحواس الداخلية التي كانت ميتة، وبكون المسيح الرب هو القيامة والحياة فكل من يؤمن به يقوم من موت الخطية وينتقل من الظلمة للنور فيكرم جسده ويحترم غرائزة ويحفظها في الطهارة والقداسة بكل طاقته خاضعاً لروح الحياة في المسيح يسوع ربنا، وبذلك جسده كله يكون مقدساً ويصير قلبه فرحاً بالطهارة التي صارت له من قٍبل مسيح الحياة الذي يشع طهارته فينا سراً حينما نمسك فيه ونلتقي معه في شركة الصلاة والإنجيل بشارة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا. |
||||
07 - 11 - 2016, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 14882 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قوتى فى الضعف تكمل - يعنى ايه ؟
سلام و نعمة رب المجد تكون معكم يقول الدكتور وسيم السيسى أستاذ المسالك بالقاهرة / لم أتصور نفسى أكتب يوماً عن المعجزات ، .. ذلك لأنى أؤمن بالعقل ، و المعجزات هى الخوارق التى يقف أمامها العقل عاجزاً مقهوراً يقول الدكتور وسيم السيسى أستاذ المسالك بالقاهرة فى جريدة وطنى بتاريخ 20 سبتمبر 1998 ما يأتى : لم أتصور نفسى أكتب يوماً عن المعجزات .. ذلك لأنى أؤمن بالعقل ، و المعجزات هى الخوارق التى يقف أمامها العقل عاجزاً مقهوراً .. و كثيراً ما كنت أردد قول أبو العلا المعرى : كذب الظن لا أمام سوى العقل مشيراً فى صبحه و المساء فإذا أطعته جلب الرحمة عند المسير و الإرساء والمعجزة التى أكتب إليكم عنها .. شهودها أحياء من المسلمين و المسيحيين، وهم أناس لهم وزنهم فى عالم الطب و العلوم .. الأستاذ الدكتور مكرم ميلاد أستاذ ورئيس قسم الباثولوجى فى كلية الطب قصر العينى جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور عمر عبد العليم أستاذ ورئيس قسم التخدير بجامعة المنوفية، و الدكتور أحمد ضرغام ماجيستير جراحة المسالك بمستشفى المبرة المعادى، و كاتب هذه السطور . كانت البداية حين جاءتنى أم بطفلتها خمس سنوات اسمها مريم، تشكو من وجود دم بملابسها الداخلية، وكانت الأم تعتقد أن هذا الدم مصدره البول من المثانة البولية، ولكن عند الفحص والتدقيق أكتشف أن مصدر هذا الدم من المهبل، و قد قررت عمل منظار للمهبل وعنق الرحم دون المساس بغشاء البكارة حيث أن المناظير تطورت إلى درجة كبيرة من الدقة و صغر الحجم . وقام بتخدير الطفلة أ.د. عمر عبد العليم، و كان مساعدى دكتور أحمد ضرغام وعند فحص المهبل بالمنظار وجدت ورماً فى جدار المهبل قرب عنق الرحم، فأخذت عينه بالمنظار وأرسلتها إلى أ.د. مكرم ميلاد . و بعد بضعة أيام جاءتنى الأم بالتقرير الباثولوجى من أ.د. مكرم ميلاد .. أخبث نوع من أنواع السرطان .. ساركوما .. أنه حكم بالإعدام لأن نسبة الوفاة فيه مائة يالمائة، و لم يكن أمامى إلا تحويلها للعلاج بالكيماوى، و هو تحصيل حاصل لا فائدة ترجى منه . وبعد بضعة أسابيع جاءتنى الأم و الطفلة ووالدها يقولون لى .. لقد أقمنا الصلوات حتى ظهرت السيدة العذراء مريم للطفلة مريم و قالت لها : سأشفيكِ يا مريم بقوة الله لأن اسمك مثل اسمى، أذهبى إلى دير مارمينا العجائبى و سأجرى لك عملية، استخرج منها هذا الورم .. و قد ذهبنا للدير، ونامت مريم، و قامت، و قالت لنا : " لقد أخرجت منى العذراء حاجة ذى البالونة فى داخلها حاجة سوداء." ولم أصدق هذا الكلام، و صممت على عمل منظار وأخذت عينة وأرسلتها للتحليل. وتحدد موعد العملية، وجاءت الأسرة، و قبل دخول الطفلة لغرفة العمليات، قصت علينا جميعاً فى وجود أ.د. عمر عبد العليم، و الدكتور أحمد ضرغام ما حدث لها، ولما خرجت الأسرة من غرفة المكتب، سألنى دكتور عمر .. ما رأيك فى هذا الكلام ؟ قلت : الأسرة متدينة. وهذا الجو الدينى جعل الطفلة تحلم هذا الحلم ولكننا بالتأكيد سنجد هذا الورم وقد أزداد توحشاً .. وعلى كل .. كلها بضع دقائق ونرى الحقيقة أمام عيننا. وقام أ.د. عمر بالتخدير للمرة الثانية، وحين أدخلت المنظار .. كانت المعجزة الإلهية، انكمش الورم حتى كاد أن يختفى إلا من بعض الأنسجة المتليفة، أخذت عينة بعد أن جعلت دكتور أحمد ضرغام يرى بعينيه، وأرسلنا العينة إلى أ.د. مكرم ميلاد ونحن جميعاً فى حيرة شديدة . وبعد بضعة أيام أتصل بى دكتور أحمد ضرغام يقول لى أ.د. مكرم ميلاد حاول الإتصال بكم فلم يجدك .. أنه يضرب كفاً بكف ويسأل .. ماذا حدث ؟ اتصلت بالدكتور مكرم ميلاد .. قال لا أثر لأى خلية سرطانية !! قصصت عليه قصة الطفلة وما حدث وكيف أن السيدة العذراء مريم أخرجت منها ما يشبه البالونة وبداخلها جسم أسود، وهنا كانت المعجزة الإلهية الثانية التى فاجأنى بها دكتور مكرم ميلاد، قال: أن خلايا هذا المرض خلايا كبيرة تشبه الفقاعات بداخلها نواة سوداء !! قلت له : أنا لا أعرف شكل هذه الخلايا تحت الميكروسكوب، فكيف وصفتها الطفلة مريم هذا الوصف الدقيق ؟؟ قال : يبدو أننا فى عصر المعجزات !! وأردت نشر هذه المعجزة فى حينها ولكننى أتفقت مع أ.د. مكرم ميلاد أن نتريث لمدة سنة حتى نتأكد من الشفاء . الآن مر على المعجزة ثلاث سنوات (وقت تدوين المعجزة سنة 1998) و الطفلة على خير ما يرام . ما أعظم كلمات القديس بولس الرسول "لأننا نعرف بمن آمنا" (2تى 1 : 12 ) .. هل ما حدث يتعارض مع العلم ؟ أجابتى : لا .. لأن ما لا يستطيع العلم أن يثبته ليس له الحق فى أن ينكره . وقد يتساءل البعض .. ولماذا لا تتدخل القدرة الإلهية فى شفاء باقى الأمراض ؟ و أجابتى هى .. ولماذا طلب السيد المسيح من الناس أن يدحرجوا الحجر وهو الذى سيقيم لعازر من الأموات ؟ .. نحن نقدر على بعض الأمراض، ولا نقدر على ساركوما مريم، فكانت المعجزة الإلهية لأن هذه القوة فى ضعفنا البشرى تكمُل |
||||
07 - 11 - 2016, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 14883 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(يسوع الغاضب ) (مرقس 1:41) تحنن يسوع ام غضب ؟ موضوع يسوع الغاضب ( موضع نقدي ) نص الاشكاليه النقديه : Mar 1:41 فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». كل الموضوع حول كلمه تحنن هل هي تحنن ام غضب يوجد في الغالبيه الساحقه والمتنوعه في القدم والحداثه المخطوطات قراءة " تحنن" ويوجد في قليل من المخطوطات قراءة "غضب" النص اليونانى من نسخه ويستكوت وهورت :- Mar 1:41 καιG2532 CONJ σπλαγχνισθειςG4697 V-AOP-NSM εκτειναςG1614 V-AAP-NSM τηνG3588 T-ASF χειραG5495 N-ASF αυτουG846 P-GSM ηψατοG680 V-ADI-3S καιG2532 CONJ λεγειG3004 V-PAI-3S αυτωG846 P-DSM θελωG2309 V-PAI-1S καθαρισθητιG2511 V-APM-2S اولا المخطوطات التى بها قراءه تحنن المخطوطه تاريخها السينائيه (א) الفاتيكانيه (B) القرن الرابع السكندريه (A) القرن الخامس الافرايميه (C) القرن الخامس واشنطن (W) القرن الخامس وايضا هذه المخطوطات E F G K L Δ Θ Π Σ 090 0130 0233 f1 f13 28 33 157 180 205 565 579 597 700 892 1006 1009 1010 1071 1079 1195 1216 1230 1241 1242 1243 1253 1292 1342 1344 1365 1424 1505 1546 1646 2148 2174 2427 وايضا ( Byz- Lect ) مخطوطاط النص البيزنطى ومخطوطات القراءات الكنسيه والترجمات القديمه هي : 1: الترجمات القبطيه الصعيديه والبحيريه 2:- بعض مخطوطات الترجمه اللاتينيه القديمه مثل ( it : e-c-f- q- aur) 3:- الفولجاتا للقديس جيروم 4: الترجمات السريانيه : السريانيه السينائيه- الهيراقليه الفلسطينيه البشيتا ) 5: الترجمات القوطيه -الاثيوبيه -الجورجيه - الارمينيه -السلافيه الاباء الذين يعرفون قراءة تحنن هم :- ( امبروسيوس -جيروم لانه وضعها في الفولجاتا - والقديس باسليوس ) اما قراءة غضب ثابته في: الشاهد اليونانى الوحيد المخطوطه بيزا ( لا توجد اى مخطوطه يونانيه علي الاطلاق تشهد لقراءة غضب غير مخطوطه بيزا ومخطوطه متاخرة وهى 1358 تعود للقرن الحادى عشر ) وعن الترجمات : فقط الترجمه اللاتينيه القديمه في بعض مخطوطاتها فقط وليس كل مخطوطاتها وقد قدمنا مسبقا شواهد الترجمه اللاتينه في قراءة تحنن اما مخطوطات الترجمه اللاتينيه التى تشهد لقراءة غضب هي (it:a-d-ff2-r1) الموضوع لا يحتاج اى تعليق الادله لا تقارن اصلا ولكن يجب ان نعلم انه في تحديد قراءة لا نتكلم عن عدد المخطوطات لان المخطوطات لا تعد ولكن توزن وهذا امر عجيب في التطبيق عند غير المسيحين حينما يتكلم عن اصاله الفاصله اليوحناويه يقول انظر 500 مخطوطه تفتقد النص ولكن حينما يأتى الا الشبه التى تلقب بلا شبهه وهي موضوعنا اليوم بعنوانها المعروف يسوع الغاضب يقول المخطوطات ليس لها قيمه في عددها وهو يستشهد باعداد المخطوطات حينما يتكلم عن اصاله الفاصله اليوحناويه ( ملحوظه الفاصله اليوحناويه تكلمت عنها كمثال فقط ) فبما ان العدد لا يأثر هيا بنا نطبق بعض قواعد النقد النصي علي هذه الفقره 1: القراءة الاقدم هي الافضل فقراءه تحنن موجوده في اقدم مخطوطه للعهد الجديد وهي السينائيه من القرن الرابع وايضا في القرن الثاني في المخطوطات القبطه الصعيديه والبحيريه 2_: القراءة المنتشرة جغرافيا هي الافضل وقراءة تحنن هي الاكثر انتشارا فيما بين مخطوطات العهد الجديد فالنص السكندري والبيزنطى والقيصري والغربي يثبتوا اصاله قراءة تحنن 3:- قاعده تستخدم للدفاع عن قراءة "غضب" وهي القراءة الاصعب في الافضل شرخ هذه القاعده :- ببساطه ان اذا كانت القراءة الاصليه غضب فيوجد دافع لتغيرها لتحنن لكي يظهر المسيح بشكل الحنون لكن اذا كانت اصلا تحنن فلماذا سيغيرها الا غضب اذن القراءة الاصعب هنا هي غضب اذا هي الصحيحه !!!!!!!! هذا نوع الحفظ فقط لصعوبه قبول ان غضب هي القراءة الاصليه لان في نفس انجيل مرقس يوجد حالات كثيرة تظهر يسوع في حاله غضب فلماذا لما غيرها الناسخ الا تحنن هي ايضا مثل Mar 3:5 فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ حَزِيناً عَلَى غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى. Mar 10:14 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. انا لم اذهب الي اى موضع اخر بل في انجيل مرقس فقط بل والعجيب ان بعد النص الذي نتكلم عنه بنص يذكر ان يسوع انتهرة Mar 1:43 فَانْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ فمن الطبيعي اذا كانت قراءة غضب اصليه وغيرها الي تحنن فكان يغير انتهره الا تحنن ايضا فلا يوجد دافع لتغير القراءة بسبب حاله الغضب وهي مذكورة في مواضع اخرى . |
||||
07 - 11 - 2016, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 14884 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محبة الله
القديس اسحق السرياني إن محبة الله حارة بطبيعتها، وعندما تحل في القلب الإنساني حلولاَ تستولي عليه، وتدفع الروح إلى جو من التأمل العميق، يستحيل معه على القلب الشاعر بها أن يدركها ويستكنهها، ومن نتائج هذه المحبة انقلابات نفسية عميقة تظهر آثارها الحسنة واضحة، وتكون بالنسبة إلى ما في ذلك القلب من أشكال هذه المحبة ونوعيتها، ولها دلائل حسية تظهر في الوجه إذ يصبح الوجه نارياً والجسد حاراً، وينهزم الخوف والجبن عن القلب ويغرق الإنسان في غيبوبة تأملية، أما القوة التي تربط تلافيف العقل فتفكك ويصبح الإنسان كالمجنون, يفرحه الموت المخيف, بعد أن ترك الأمور الدنيوية ويزداد تبحره بالأمور السماوية عمقاً واتساعاً، فيتكلم عن الماضي كأنه يتكلم عن الحاضر، أما المعرفة الحسية فتموت مع الأشياء الدنيوية ليحيا التأمل الصوفي, يموت الحس ليحيا شيء أسمى، شيء مجرد من كل المادية، ليحيا عقل نيـّر بالإيمان، وإذ ذاك يتخطى عالم الحس إلى عالم بعيد, ويتكلم بألف لسان مع أرواح ذلك العالم الذي لا يعرف الحس إليه سبيلاً. لقد انتشى بمثل هذه النشوة الرسل والشهداء, وأولئك الذين جابوا العالم وعملوا بالأتعاب والمشقات، وسفكت دماؤهم غزيرة وقطعت أوصالهم وتاهوا في مجاهل الأرض، ولاذوا بمغاورها وثقوبها محتملين هزء الهازئين وتعييرات المعيرين، فسماهم الناس جهلاء لحكمتهم وفوضويين لمحبتهم للنظام، فأهلنا اللهـمّ لحماقة مثل حماقتهم! وقبل أن تدخل يا هذا إلى مدينة التواضع، فلا تصدقن ذاتك أنك ارتحت من انزعاجات النفس واضطراباتها، العدو لك بالمرصاد يتربص بك ليوقعك في شركه، واعلم أنك ستلاقي انزعاجات كثيرة واضطرابات مخيفة، ولن تتحرر قط من كل هذا إلا باجتيازك آخر حدود الفضيلة، ولن تنال العنف من أحابيل الشرير، إلا بعد تربعك في حرم التواضع المقدس، فلتكن النعمة الإلهية معنا فنستأهل مدينة التواضع. كلما احتقر الإنسان هذا العالم وعمل في الدنيا بمخافة الله, كلما اقتربت منه العناية الإلهية، وكلما صار مفهومها السري شعوراً سرياً وصفت أفكاره لإدراكها، فإذا حرم الإنسان خيرات الدنيا بإرادته ازدادت رحمة الله وتبعته، وكان نصيبه من هذه الرحمة بمقدار انفصاله عن الدنيا, ويتكرم بهذه الرحمة الذين من عن يمين ومن عن يسار مخلصنا الذي يهيئ لنا سبلاً إلى الحياة الحقيقية، أما الذين يقهرون نفوسهم بإرادتهم فيربحون حياتهم بأحزانهم بدون إرادتهم ويرفعون نفوسهم نحو الفضيلة، فأليعازر ذلك الفقير, لم يحرم بإرادته من خيرات الدنيا فحسب بل كان جسده أيضاً مصاباً بالقروح, وقد حلت به مصيبتان أليمتان، وكل مصيبة كانت أسوأ من الأخرى، إلا أنه في النتيجة حظي بأحضان إبراهيم، فالله هو قريب من القلوب المتألمة الصارخة إليه في أحزانها، فإذا حرم من الأشياء الجسدية أو تألم حتى أدرك ألمه, فلنعلم أن الله يفعل ذلك ليجعلنا ندرك معنى الألم, كالطبيب الذي يعمد إلى مبضعه عندما يكون هناك مرض عضال لينقي الجراثيم حفظاُ على الصحة. وهكذا يحسن الله إلى النفس بالأحزان والآلام التي يسلطها عليها، فإذا كانت رغبة الشوق إلى المسيح لا تتغلب فيك فتجعلك غير مبال بكل أحزانك بالنظر إلى الفرح الذي تلقاه فيه, فاعلم أن العالم يعيش فيك وليس المسيح، وإذا كان المرض والفاقة وإضناء الجسد، والخوف من الأمور الضارة به يزعج عقلك ويصرفك عن أفراحك بالمسيح وآمالك به، فاعلم أن الجسد يعيش فيك وليس المسيح، وبعبارة أسهل أقول إن الشوق الذي يتغلب فيك ذاك الذي يستعبدك، ذاك الذي يعيش فيك، وإذا كانت جميع حاجاتك في متناول يدك وجسدك قوياً ولا تخشى شيئاً من الأمور المعادية، وتقول بضرورة السير وراء المسيح، فاعلم أنك مريض العقل وأنك بعيد عن مذاق لذة مجد الله، وأقول هكذا لا لأنك بالفعل مريض العقل، بل لتعرف كم أنت مقصر عن الكمال وعن مصف الآباء القديسين وجمهرتهم من الذين سبقونا، ولا تقل أنه لم يوجد رجل استطاع أن يرتفع بعقله من ضعفه الجسدي تماماً، عندما يكون الجسد تائهاً في محيط التجارب والأحزان، وأن الشوق إلى المسيح ما استطاع أن يتغلب على أحزان العقل. أعرني سمعك لأتقل إلى ذاكرتك الشهداء القديسين مع عجزي عن الوقوف أمام عمق آلامهم العظيمة, وكم غلبت ناحية الصبر فيهم, الصبر الناتج عن قوة محبة المسيح، وكم غلبت الأحزان الكثيرة وأشواق الجسد، فبذكراهم فقط تتألم الطبيعة البشرية وتنزعج بالمعنى الواسع، وإنما نسوق ذكرهم للنظر إليهم والإعجاب بهم. وإليك قصة رويت عن أحد الفلاسفة ذوي الإلحاد، وهي أنه قرر أن يلزم الصمت مدة طويلة، فلما سمع الملك بذلك تعجب واندهش وأراد أن يمتحنه فأمر بإحضاره، ولما رآه صامتاً لا يجيب، ثار ثأره وأمر بقتله لأنه احتقر تاجه ومجده، أما الفيلسوف فلم يجزع بل حافظ على رباطة جأشه واستمر على صمته، وأمر الملك الجلادين بأن يذيقوه صنوف العذابات وبأن يقتلوه إذا هو عاد عن عزمه، وبأن يعيدوه إليه سالماً إذا هو استمر على صمته، فلما وصل الجلادون إلى مكان النطع، حاولوا بشتى العذابات أن يجعلوا الفيلسوف يتكلم فلم يفلحوا، لأنه كان يقول في فكره: ليس أفضل من الموت في هذه الساعة، والمحافظة على إرادتي أقدس من كل شيء، فلكم جاهدت وعملت وذقت من العذاب, أفيليق لي أن أُغلب في هذه اللحظة بفكرة الخوف من الموت، فأُحقر حكمتي وأُهين عقيدتي لأربح شيئاً تافهاً؟ فتقدم إلى الموت بكل هدوء ليتشرف بحد السيف، فنقل الجلادون خبره إلى الملك فأطلق سراحه خازياً، وكثيرون هم الذين استطاعوا أن يدوسوا الشهوات الطبيعية، والذين تحملوا الجلد والهزء وصبروا على الأوجاع والأمراض وأظهروا صبرهم في الويلات والمصائب، فإذا كان هؤلاء قد عملوا كل ذلك في سبيل مجد باطل، واحتملوا كل هذه الأمور بصبر وثبات، أفلا يجد بنا نحن الرهبان المدعوين إلى الشركة الإلهية أن نفعل ذلك، ونحن الذين أهلنا لإقتبال هذه الشركة بشفاعة والدة الإله القديسة الدائمة البتولية مريم، وأولئك الذين جاهدوا فأعجبوا المسيح، الذي له المجد والشرف والسجود مع أبيه الذي لا بـدء له المساوي له في الجوهر والروح المحيي الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين. ترجمة المطران الياس (معوّض) |
||||
07 - 11 - 2016, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 14885 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طعامي أن أعمل أعمال الّذي أرسلني.
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله. الحياة من الكلمة. الخبز صورة عن الكلمة. لسنا، هنا، في معرض المجازيّات، بل في معرض الواقعيّة، ولكنْ، لا الواقعيّة العابرة، بل الّتي تدوم. هناك واقعيّة وواقعيّة. الواقعيّة المألوفة عندنا مشبعة بالموت، تسير بنا من موت إلى موت. ولكنْ، ثمّة واقعيّة أبديّة، مشبعة بالحياة، تسير بنا من حياة إلى حياة. على هذه الواقعيّة أتكلَّم. هذه هي واقعيّة كلمة الله. هذه أُعطينا أن نعرفها. أن نحيا فيها. ولكنْ، مغلَّفةً بواقعيّة الموت. إذًا، فينا، إذا ما اقتبلنا كلمة الله وسلكنا فيها، ما ينمو إلى حياة أبديّة، لكنّه مقيم في واقع منكسر. الأوّل يأتي به الزّمن إلى الاكتمال. الآن أَطلق عبدك أيّها السّيّد لأنّ عينيّ قد أبصرتا خلاصك. والأخير يأتي به الزّمن إلى الانحلال. تراب ورماد. الأوّل يحتضنه الأخير. هذا دوره. نحيا هنا لننمو إلى ما هناك، وإلّا لا معنى ولا قيمة لما هنا. ما يموت لا قيمة له في ذاته. باطلًا يكون. كلّ ما تحت الشّمس باطل. ثمّة مبدأ يحكم الحياة والموت على الأرض. ثمّة واقعيّتان متلازمتان. أنّ ما هو مائت وظيفته أن يُعدّ لحياة جديدة. الحياة قائمة في ما هو مائت. هذه سنّة الطّبيعة، في ما آلت إليه، هنا والآن. بعض الأمثلة ينفع. بيض الدّجاج، قشرته تحتضن الحياة الجديدة. هذه، متى اكتملت، ينتهي دور القشرة. تنقرها الحياة الجديدة، فتنكسر وتتفتّت. تموت. كانت تحفظ الحياة إلى كمال السّاعة. المثل الأبلغ الإنسان. الإنسان سُنّته، على الأرض، أن يحيي، أن ينجب، قبل أن يموت. في وجدان العالمين، يحيا في مَن ينجبهم. هذا مطلع الفكر بشأن الحياة الأبديّة. عدم الإنجاب اعتُبر لعنة. تحيا في غيرك. مَن لا يشاء أن يحيا في سواه ملعون!. الحياة، بطبيعتها، آخَريّة، أي أنّ الإنسان يحيا، ويبقى، في الوجدان، حيًّا، في حركته صوب الآخرين، في البذل، في التّضحية، في الموت لأجل الآخر. هذه كلّها تعابير المحبّة. الإنسان كيان محبّي. يموت عن نفسه ليحيا في الآخر!. أما قيل، ما ينشأ جسد إلّا متى تلف جسد؟. أليس هذا عمل الأمومة؟. تبذل الأمّ نفسها تعبًا ليُحيا إنسان جديد في العالم؟. فيه، إذ ذاك، تحيا، وبه تفرح، وإلّا لا تتمّ دورة الحياة!. أنت لا تحيي فقط من جسدك، الأهمّ من ذلك أن تحيي من روحك!. ليس الموضوع موضوعَ جسد يحيي، بصورة تلقائيّة. هذا شأن المخلوقات غير العاقلة. صورة، على الأرض، لما هو أسمى. الإنسان قلب وروح لأنّه يحبّ. والمحبّة، وإن اشتملت الجسديّات، فديدنها ما هو أبعد، بما لا يقاس، لأنّ الإنسان مخلوق على مثال الله. إذًا المزروع فيه يتوق إلى الإلهيّات. من هنا فعل كلمة الله. فبالكلمة يستحيل التّوق شوقًا فودادًا فهيامًا فعشقًا فاتّحادًا فتألّهًا. إذ ذاك، تكتمل صيرورة المثال إنسانًا جديدًا متألّهًا. وما كان، فيما سبق، مادّة للموت، جسدًا، يُستردّ، مستجِدًا، متروحنًا، ممجّدًا، ليصير مكتملًا، كما في فكر الله، مختومًا بختم حياة الله. قولة الكلمة أنّ طعامي هو أن أعمل أعمال الّذي أرسلني، يجعلنا، أبدًا، في موقع مَن يُفرغ نفسه على نحو مَن أفرغ نفسه، إذا ما ارتضينا أن نصير هيكلًا للكلمة، أن نمدّ الكلمة في أجسادنا. في عمل الله، أنت تملك لا إذا ما أخذت بل إذا ما أعطيت!. وعطاؤك يكون حقّانيًّا إذا ما أَعطيت ولم ترُم شيئًا في المقابل. هذه هي المجّانيّة. مجّانًا أخذتم مجّانًا أعطوا. لا تطلب نفسَك ولا ما لنفسك بل الله وما لله. المحبّة الّتي وحدها تحيي لا يمكنك أن تقتنيها إلّا إذا متّ بالكلّيّة عن نفسك!. الامّحاء الطّوعيّ، غير المفروض، هو ما يوجدك من فوق لأنّ المحبّة من فوق. ما القيامة، في نهاية المطاف؟. ليست أن تنطفئ ثمّ تستضيء، بل هي كشفٌ للحياة المقيمة في الموت، لأنّ مَن مات أحبّ؛ وهي، بالقياس عينه، كشفٌ للنّور المقيم في الظّلمة. أجل، المحبّة الآتية بالكلمة، في عالم الخطيئة، تُبدِع واقعًا ليس من طبيعة واقع الموت الّذي له نحن مرتَهنون، بسبب الخطيئة، بل من طبيعة واقع الحياة الإلهيّة. هذان الواقعان لا فقط يتعايشان، بل ثمّة معادلة بينهما تجعل، في إطار كلمة المحبّة، أنّ واقع الموت شاءه ربُّك أن يخدم واقع الحياة الجديدة!. حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قويّ (2 كورنثوس 12). إذا ما سرق منك إنسان، فعملك، كإنسان، أن تردعه، أن تقبض عليه، أن تسلمه إلى الشّرطيّ، أن تستردّ المسروق لو أمكن، حتّى لا يسري التّسيّب، حتّى يشعر النّاس بالأمان. تحتاج إلى قانون، إلى قوّة أمن. العدالة، في هكذا سياق، أنّ مَن يُذنِب يُقاضَى. ثمّ تعمل على حفظ حقوق النّاس. ولكنْ، مهما فعلت تبقى ظالمًا، لأنّك لا تهتمّ بمعالجة الأسباب بل النّتائج. تقنّنها لتردع لا لتصلح، إلّا ما ندر. لكن الإصلاح من الخارج قلّما يجدي. السّؤال: كيف تصلح النّفوس؟. ومن ثمّ، كيف تصلح العائلة؟. كيف تصلح العلاقات؟. هذا، بشريًّا، مستحيل!. لذلك، القانون وحقوق الإنسان، إذ لا يتصدّى لمصادر الهمّ البشريّ، ولا يستطيع، حسبُه أن يوجَد عاملًا على الحدّ من تداعيات الفساد، قدر الطّاقة، لا معالجته. مواتية النّفوس، والحال هذه، تمسي تحصيل حاصل. التّركيز على القانون والنّظام، يصير، عمليًّا، تكريسًا لما له مظهر حياة ومضمونه الموت!. يسلك الإنسان، في هذا الإطار، كأنّه مغلوب على أمره!. عمل الإنسان، مهما كان، إذ ذاك، جمعُ ماء في بئر مشقّقة!. الحياة إذًا، مأساة!. كلّ شيء يعكس المأساة!. عمل الله شيء آخر. لا هو يزيد على عمل الإنسان، كما لو كان عمل الإنسان ناقصًا، ولا يدعمه. ليس المرتجى تحويل الأرض فردوسًا، هذا غير ممكن وقلب الإنسان على ما هو عليه، بل إقامة الفردوس، قطيعًا صغيرًا، في أرض غريبة معادية. في العالم سيكون لكم اضطراب، ولكنْ، لا تخافوا، أنا قد غلبت العالم!. هذه هي الكنيسة في العالم، في الّذين يؤمنون إيمانًا فاعلًا بالمحبّة. لا هناك قانون ولا نظام فردوسيّان. هناك حالة فردوسيّة. يسوع أرض الأحياء. وكلّ حيّ بيسوع أرضٌ، وامتدادُ أرض، لمَن يرومون السّكنى في الله. آتي إليك لا لأنّك ملتمَسي، كائنًا مَن تكون، بل لأنّ مَن هو حالٌّ فيك ملتمَسي!. قد وجدناه!. يسوع بن يوسف الّذي من النّاصرة!. ابن الإنسان هذا الّذي من لحمنا وأرضنا!. لذا كلّ عمل إنسان في أرضنا نقتبله فرصةً لإتمام عمل الله، وإلّا لا قيمة له، طالما الموت فيه!. تكلّمتُ على السّارق في عمل النّاس. هذه صورة عنه في عمل الله متى التزمناه. والصّور لا عدّ لها ولا حصر، عند ربّك: في الحوار الأوّل من حوارات القدّيس غريغوريوس الكبير، عن قدّيسي إيطاليا في زمانه، أنّ راهبًا كان يعتني ببستان أحد الدّيورة ويزرع خضارًا منوّعًا. هذا اكتشف أنّ سارقًا كان يدخل البستان، فيدوس ما يدوسه ويسرق ما ترغب به نفسه ثمّ يذهب. استطلع البستانيّ الأمر فاكتشف الموضع من السّياج، من حيث كان السّارق يدخل. وإذ تابع استطلاعه قليلًا وجد أفعى فأمرها أن تتبعه. فلمّا بلغ الموضع الّذي اعتاد السّارق التّسلّل منه، قال للأفعى: “باسم يسوع المسيح، أكلّفك بحراسة هذا المدخل وعدم السّماح للّصّ بالدّخول”، فتمدّدت الأفعى عند الموضع، وعاد الرّاهب إلى الدّير. ثمّ في ساعة الظّهر، إذ كان الرّهبان مرتاحين، أتى السّارق على عادته، فتسلّق السّور. وإذ كان على وشك أن يضع رجله أرضًا، داخل السّور، رأى الأفعى في الموضع، فارتعب ووقع. وإذ علقت رجله بالوتد، صار رأسه إلى تحت ورجلاه إلى فوق، ولمّا يقدر، بعد، أن ينجو. بقي على هذه الحال إلى أن عاد الرّاهب البستانيّ، فوجده معلّقًا هكذا. فقال، أوّلًا، للأفعى: “شكرًا لله. لقد فعلتِ ما طلبتُه منك. والآن بإمكانك أن تعودي من حيث أتيتِ”. فتحرّكت الحيّة بهدوء وانصرفت. إذ ذاك، قال للّصّ: “ماذا حصل لك، يا أخي؟. الله هو الّذي سلّمك بين يديّ”. ثمّ أنزله برفق وقال له: “اتبعني”!. فلما بلغا حيث كانت الخضار المقطوفة، أعطاه ملء حِمْله، وقال له: “اذهب الآن، ولا تعد تسرق. ومتى احتجت إلى المزيد، فتعال إليّ فأعطيك، ببركة الله، ما كنت تحاول أن تأخذه خلسة”!. مثل هذه الواقعيّة الأخرى، مهما بدت لواقعيّة هذا الدّهر غريبة ومستبعدة وخرافيّة!. مَن تراه يحلّ مشكلة الإنسان ومعاناته: القانون والنّظام، وحقوق الإنسان، أم كلمة الله ومحبّته؟. أي واقع نريد: الواقع الّذي يكرّس الموت في حياتنا، أم الواقع الّذي يجعل الموت عن أنفسنا مكرّسًا لحياة الله فينا؟. الفردوس يبدأ هنا. ما لم نذق ملكوت السّموات الآن فلن نذوقه فيما بعد. القداسة هي الحياة وأرض الأحياء، هنا، وإلى حياة أبديّة!. أيّ طعام نشاء، على هذا؟. أيّ خبز؟. أيّة كلمة؟. “اعملوا لا للطّعام البائد، بل للطّعام الباقي للحياة الأبديّة الّذي يعطيكم ابن الإنسان، لأنّ هذا اللهُ الآب قد ختمه” (يوحنّا 6: 27). الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
||||
07 - 11 - 2016, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 14886 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبينا البار يوانيكيوس الكبير (+846م)
ولد القدّيس يوانيكيوس في قرية اسمها ميرقاتا في مقاطعة بيثينيا في العام 754 للميلاد. كان والده ميرتريك وأنسطاسيا من العامة وقد جعلاه ناظراً للخنازير وهو في السابعة من عمره. نشأ على التقوى لكنه أخذ عن والديه عداوتهما للأيقونات في زمن احتد فيه النزاع بين مدافع عنها ومحارب لها. وقد بقي كذلك إلى سن السادسة والثلاثين حين التقى شيخاً راهباً أبان له التعليم القويم بشأنها وردّه عن ضلاله. ويبدو أن حبّه للعزلة في تلك المرحلة من حياته تفتّق كبيراً حتى قيل أنه كان يرسم إشارة الصليب على قطيعه ليحفظها من الضياع ويستغرق في صلاة عميقة لساعات في هدأة التلال والوهاد. انخرط يوانيكيوس في الجندية وهو في سن التاسعة عشرة فأبدى بسالة منقطعة النظير وأبلى البلاء الحسن في الحرب البلغارية (795 م). وقد لاحظه الإمبراطور البيزنطي قسطنطين السادس وأراده في عداد قوّاته الخاصة، لكن نفس يوانيكيوس كانت قد مجّت مناظر الحرب والمذابح وبان لهما بطلان الحياة الدنيا، فقام إلى الإمبراطور مستأذناً، ثم اعتزل الجيش ووجّه طرفه ناحية الجندية الملائكية ورغب في الحرب اللامنظورة. كانت وجهة سير يوانيكيوس جبل الأوليمبوس في بيثينيا، موئل الرهبان الأول في ذلك الزمان. وقد رغب في الحياة النسكية منذ بداية الطريق، لكنه اقتنع، لدى استشارة الآباء، أن يكون أول دخوله الحياة المشتركة. من أجل ذلك التحق بأحد الديورة وخضع لطاعة رؤسائه. وكما اعتاد خوض المعارك في الجيش، خاض في الدير معركة لا هوادة فيها ضد حب الذات والأهواء والتجارب على اختلافها. ثم بعد سنتين عاد شوقه إلى الحياة النسكية يتقد من جديد. وقد بقي أسبوعاً كاملاً غارقاً في صلاة حارة إلى ربه أن يهديه إلى أب روحي يقوده على طريق الكمال. لم يذق خلال ذلك ولا كسرة خبز. وفي اليوم السابع حضره ناسكان أنبآه بالآتي وأعطياه رداء من شعر وصليباً ليكونا له عوناً في معاركه ضد أرواح الظلمة. مذ ذاك انطلق يوانيكيوس إلى حياة التوحد والنسك التي طالما اشتهى. سلك يوانيكيوس في التوحد أربعة عشر عاماً أقام خلالها في المغاور الجبلية النائية. وكان يضطر بين الحين والحين إلى هجر منسكه إلى غيره لذيوع خبره. ويبدو أن جهاده ضد قوى الظلمة كان ضارياً حتى بات يتحدّى الشياطين. يروى عنه، بهذا المعنى، أنه التقى مرة عذراء كان شيطان الزنى يعذّبها. فتحنّن عليها وسألها أن تضع يدها على عاتقه، ثم قال: “لتنتقل إليّ، بقوة الرب يسوع المسيح، التجربة التي عليك!”، فانتقلت. وعادت العذراء إلى ديرها في سلام ويوانيكيوس إلى مغارته وهجمات شيطان الزنى عليه ولا أشد. إلى ذلك يذكر أن طعام يوانيكيوس خلال هذه الفترة اقتصر على الخبز والماء وكان بكميات قليلة جداً. كما أمضى سنة كاملة مربوطاً إلى سلسلة حديدية ثقيلة. أخيراً، عرّفه الله في رؤيا أنه قد آن له الأوان ليعمل لخلاص النفوس. فقام إلى أحد الديورة القريبة من الناس واتخذ لنفسه فيها مقراً. وقد ظهرت لديه مواهب جمّة كالتبصر والنبوءة ومعرفة مكنونات القلوب والتعاطي مع الحيوانات على منوال آدم في الفردوس، يروّض المفترس منها، وله سلطان على الأفاعي. يمشي على المياه، ويظهر ويختفي ساعة يشاء. في كل ذلك كان يوانيكيوس في منتهى التواضع والوداعة. وكان في القامة عملاقاً. أخذ يوانيكيوس يستقبل زائريه فيعزّي النفوس القلقة ويصلح الخطأة ويقوّم الهراطقة ويبرئ المرضى. كان الكل للكل دون أن يفقد هدوء النفس وحالة اللاهوى التي منّ بها الله عليه مجازاة له على أعماله. أسس يوانيكيوس في حياته ثلاثة أديار استقطبت العشرات، لا بل المئات من الرهبان. دخل أحد تلاميذه مرة قلايته خلسة فألفاه معلقاً في الهواء، على علو ذراعين عن الأرض وكانت نفسه في الغبطة. جاءه مرة بعض الزوّار المشككين بما سمعوه عن عجائب الله فيه فاستقبلهم وقدّم لهم طعاماً. وأثناء المائدة ظهر دب فجأة فأثار الرعب في نفوس الحاضرين فدعاه القدّيس بصوت لطيف فجاء وسجد أمامه. فأمره أن يسجد أمام المدعوين، ثم التفت إليهم قائلاً: “لما خلق الله الحيوانات كانت توقّر الإنسان لأنه على صورة خالقه. ولكن لمّا تعدّى الشريعة صار يخافها. فإن نحن أحببنا الرب يسوع وحفظنا وصاياه فلا يقدر حيوان أن يؤذينا”. إلى ذلك لعب القدّيس يوانيكوس دوراً مهماً في الدفاع عن الإيمان القويم لاسيما ما يختص بإكرام الأيقونات، وكانت تربطه بالبطريرك مثوديوس القسطنطيني صداقة عميقة. قيل أن الإمبراطور ثيوفيلوس، وهو أكثر الأباطرة المضطهدين للإيقونات تشدداً، بدا يشك في سنواته الأخيرة في صلاح قناعاته. فقام وأوفد إلى يوانيكيوس بعثة يستشيره فكان جواب القدّيس واضحاً صريحاً لا مساومة فيه: “ومن لا يكرم أيقونات الرب يسوع المسيح ووالدة الإله والقدّيسين لا يدخل ملكوت السموات حتى ولو كانت حياته على الأرض منزّهة عن كل شائبة. فكما يعاقب من يحتقرون صورتك، أيها الإمبراطور، بقسوة، كذلك يلقى من يسخرون من أيقونة المسيح في النار الأبدّية”. ومرت سنة على مشورة القدّيس يوانيكيوس للإمبراطور(842) وإذا بهذا الأخير ينطرح على سرير المرض وتأتي ساعته، فيؤتى له بناء لطلبه بأيقونة السيد فيقبلها ويضمها دامعاً نادماً ويلفظ أنفاسه. وبوفاة الإمبراطور ثيوفلوس انتهت حرب الأيقونات. وقد كانت نصيحة القدّيس يوانيكيوس لما استشير أن يُعامَل محاربو الأيقونات بروية واعتدال ويُبتَعد عن القسوة. رقد القدّيس يوانيكيوس بسلام في الرب في الرابع من تشرين الثاني من العام 846 للميلاد بعدما أسرّ إليه الله بيوم وفاته. وقد عاين رهبان جبل الأوليمبوس عاموداً يرتفع من الأرض إلى السماء يوم وفاته. وإلى رفاته تنسب عجائب كثيرة وإليه تعزى الصلاة المعروفة: “الآب رجائي والابن ملجأي والروح القدس وقائي أيها الثالوث القدوس المجد لك”. طروبارية للقديس ابوانيكيوس الكبير باللحن الثامن للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار ابوانيكيوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق للقديس ابوانيكيوس الكبير باللحن الرابع لقد اجتمعنا اليوم نحن المؤمنين جميعاً في تذكارك الشريف، متوسلين إليك يا ابوانيكيوس، بأن ننالَ مِنْ لدن الرب رحمةً. |
||||
07 - 11 - 2016, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 14887 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا نبع المجد والتواضع
يا نبع الحريّة، يا معلماً كسر قيود العبوديّة. يا من وأنت سيدٌ ونبع السيادة إرتضيت أن تصير إنساناً مثلنا آخذاً صورة عبد. يا من علمنا برسوله بولص أن لا نأنف من العبوديّة كرامة لأجل اسمك. يا من علَّمت السادة أن لهم سيداً في السماء إليه مآبهم، ومنه مكافأتهم. يا من علمتنا أن الحريّة بتخلي الإنسان عن ذاته، وعن أهوائه، وعن كل شيء يكيلنا في صعودنا إليك، وقد قلت لنا يكفي لكلِّ يوم شرُّه. وفي كلامك مع السامريّة عند بئر يعقوب أنت يا سيد يعقوب وآل يعقوب، وكل السالكين في طرقه قد قلت لها ولتلاميذك: “ان الساجدين يسجدون ويعبدون بالروح والحق”. يا من علمتنا، وتعلمنا بروحك القدوس بواسطة رسلك وأنبيائك أن العبادة لك لا تقوم إلا بالحريّة. كلامك هذا نشعره أسمى وأعلى من مفاهيمنا ومداركنا فكيف يمكن أن نعبدك بالحريّة. قال لنا قديسك باسيليوس الكبير أن العبادة لك لا تصح إلا بالمحبّة، والعلاقة معك لا تستوي إلا بالحريّة، وعلى هذا أكّد الناسك العظيم اسحق السرياني وغيره من الذين طرقوا أبواب الحريّة بدمائهم وتساقطِ قطراتِ عرقِ جهادهم ونسكهم. ولكنك قلت لنا، وهنا لا أحاسبك على قولك، ولا على كلمة شجعتنا بها لأنك أنت الكلمة، وأنت الحق، ولا يحدك شيء، ولا يصفك، ولايقوم أمام وجهك. قلت لنا: نجم عن نجم يمتاز بلمعان. ومن يسقي أحد إخوتي هؤلاء الصغار كأس ماء بارد باسم نبي فأجر نبي يأخذ، ومن يسقي أحد إخوتي هؤلاء الصغار كأس ماء بارد باسم صدِّيق فأجر صدّيق يأخذ. فكما في السماء كذلك على الأرض هناك مراتب ودرجات، وهنا على الأرض مراتب وأحوال روحية. كيف سيفهم الحريّة من لم يتحرر من جوعه، كيف سيتكلم ويعيش المحبة العظمى من لم يستطع أن يتخلى عن حبه لذاته وإيثاره لنفسه على أحبائك، وحتى عليك في بعض أحيانه. هل يطرد السيد عبداً إذا عبده بعبوديّة صادقة؟ هل يطرد رب عمل أجيراً ينتظر أجرته؟ لا السيد سيطرد عبده الصادق في عبوديته وخوفه وخشيته، ولا رب العمل سيحرم عاملاً من أجرته. فإذا كانت هذه أحوال البشر فكيف هي الحال معك، وأنت قد دفعت أجرتنا، وحملت آثامنا، ومحوت صك خطايانا لأنك أنت السيد في كلِّ شيء، ونبع كلِّ خير، ومعلم كل المحبة لأنك أنت المحبّة. نحن نحاول أن نقيم علاقة صداقة معك، ولكننا لا نعرف كيف نقيمها، وقد صدق رسولك في رسالته الى كنيستك في روما. نحن نصلي ولا نعرف كيف نصلي، الروح يشفع فينا بأنات لا توصف. نعترف ونقرُّ كيف لا نفكِّر بك سيداً. كيف لا نفكِّر بك مصدراً لرجائنا وأجرنا. نعم إننا نعبدك، يا رب العبيد والأحرار بكامل عبوديتنا لك شئنا أم أبينا، ولفهمنا شدَّة عجزنا عن الأتيان بشيء إلا بمعونتك، ونسجد لك كعبيد الملك أمام عرش سيدهم، وقد لا تتجاسر نفوسنا أن تدرك اننا واقفين في حضرتك، ولهذا نتلقى كلماتك من أيدي وسائطك ومعاونيك يا من أنت مكتفٍ بذاتك، والجميع بحاجة لمعونتك. إننا نعبدك بالعبوديّة قياساً على حالنا، ولن ترفضنا من أمام وجهك، ولن تعرض عنا إذا ما وقفنا كعبيد أمام أبواب بيتك. إننا نعبدك عبوديّة الأجراء فمن أين لنا النعمة والقداسة والمواهب إلا منك، وأنت قد دعوتنا أن نكون قديسين وكاملين، ودعوتنا لوراثة ملكوتك. إن نفوسنا تتلذذ بالأجر المقدّم لنا بين حين وحين، ولكنك بذلك تجعلنا أشدَّ تعلقاً بك، وهياماً بك، وبذلك أنت ترفعنا إليك رويداً رويداً حتى لا نقنع أنفسنا بما لسنا عليه. من يعطي العبيد حق المشاركة في الخيرات إلا سيّدهم، ومن يعطي الأجراء أجرة أتعابهم إلاّك أنت يا مالكاً لكل شيء. الأرض والسماء والساكنين فيها. وكلها إياك تترجى أن تعطيها طعامها. فأعطنا ما نحتاج إليه بأية طريقة أتينا بها إليك، وبأية حالة إقتربنا منك. هذا تضرُّع أطرحَه أمام قدميك، وعلى عتبات أبواب ملكوتك يا من لا يخيب أمام سائل، ولا يعرض عن رجاءِ طالب. أجب طلبتنا، وخذ بأيدينا إلى العمل في بناء مساكننا من حوالي عرشك. ففي قلوبنا شوق إليك، وفي أجسادنا ما يمنعنا من المضي معك، ولكن أنت أعن نفوسنا وأجسادنا واشفها من كلِّ مرض لكي بكليتنا ندرك أنك أنت وحدك الحريّة والمحبة، ولا نصل إليها إلا بك يا من له المجد والقدرة والملك الى الأبد. باسيليوس، مطران عكار وتوابعها |
||||
07 - 11 - 2016, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 14888 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Holy sayings
Praying for someone in need It is better to pray with reverence for someone, than to provide advice and critique for every problem that this person may have. Praying as we always do Someone that wanted to make a very bad thing, prayed in his mind in beforehand as he always used to do. Due to God’s economy the bad thing did not to happen, and the man was extremely thankful for this. Excuses and humility In the same way that you cannot put together water and fire, you cannot put together excuses and humility. Saint Mark the Ascetic Translated by Dr. Nick Stergiou |
||||
07 - 11 - 2016, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 14889 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
7thSunday of Luke – The raising of the daughter of Jairus
(Luke 8, 41-56) and the healing of the woman with an issue of blood The great “paradox” of faith The Lord both raises the daughter of Jairus and heals the woman with an issue of blood, since both seek with faith that which they need. Eventually, those who believe have been given this faith by the Lord. And he will do just this to your soul, which must be suitable to receive this gift of faith. Your entire disposition and dedication towards God, however, need to be such that God can give you the analogous faith. Accordingly, the woman with an issue of blood lays before the Lord that which she has within her, and is given by God the gift of faith followed by the gift of healing. When the grace of God comes, you feel this heavenly visitation, this secret power: you feel it as something divine coming forth from the Lord to man. And let us take yet another point. “Do not weep; she is not dead, but sleeping,” says the Lord. How will you possibly accept this when you saw with your very own eyes that the girl had died?A great paradox. Youmust transcend those things that seem insurmountable. Our entire faith in Christ has one such character: a great paradox. Even though we do not understand, we mus taccept everything the Lord says without the least hesitation.You will live an experience of death meaning that you die to yourself. Yet you will have complete certainty that while you walk across the unknown somewhere even lower the Lord waits for you, commits Himself to you, and supports you. Let us leave our own conviction, our own judgment, all our knowledge, and trust in Christ. It is then that he will give us faith and subsequently the things that follow –the gifts. He gives where faith exists. Whatever needs to happen, theLord will make happen. And not only will you have the certainty that they will happen, but the reality that they actually do happen. And you will rejoice at living in the Lord from this world. Holy Hesychasterion “The Nativity of Theotokos” Publications. |
||||
07 - 11 - 2016, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 14890 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس توما البار الميليوني كان البار توما من عائلة نبيلة غنية. امتهن الجندية وذاع صيته للانتصارات العديدة التي حقّقها على البرابرة. كان مخوفاً. لكنّه لمّا اخترقته محبّة يسوع وصارت كالجمر توقداً في صدره هجر، بلا ندامة، المياه المرّة لهذه الحياة ليحمل نير المسيح الخفيف. صار راهباً وسلك في الفقر والاتضاع. اتّخذ النبي إيلياس نموذجاً له. ظهر له ذات ليلة واقتاده إلى جبل الملاون الذي يظنّ قوم أنّه في الطرف الجنوبي من جزر البليوبونيز ويظّن آخرون أنّه من توابع جبل الأوليمبوس في بيثينيا. هناك استقرّ مقيماً في السكون (الهزيخيا) سالكاً في الصلاة الدائمة. تلألأ كالنجم بأسهاره وصلواته حتى انصرفت الأبالسة عن كل الجوار الذي كان فيه. مَنّ عليه الربّ الإله بموهبة صنع العجائب فأنبع نبع ماء وردّ البصر لعميان وأقام مقعدين. عندما كان يقف في الصلاة كان يبدو، من بعيد، وكأنّه عمود نار في أعين أنقياء القلوب الذين أُهّلوا لمعاينته. رقد بسلام في الربّ لكنّه لم يكفّ عن مداواة أدواء الناس المقبلين بإيمان لإكرام رفاته المقدّسة بطيب عجيب يسيل من ضريحه. |
||||