![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 148641 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول: ((أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت)) عبارة " الحَبيب " فتشير إلى موضع مَعزَّة الله ألاب الخاصَّة لابنه الوَحيدِ. وقد وردت هذه اللفظة لأول مرة في إنجيل مرقس، وقد تكرَّرت في إنجيله (41) مرة. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 148642 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول: ((أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت)) "رَضيت" فتشير إلى اختيار الله ليسوع، موضع معزيته الخاصَّة كي يُحمِّله رسالة معلنًا انه ابنه الوحيَدِ. فكان صوت الآب إعلانًا رسميًا من الآب للابن، وتصديقًا لرسالته وتكريسًا علنيًا لذاته القُدُّوس لدى شعب الله. وعليه يشير مرقس في هذه الآية إلى صورتين نبويتين، صورة ابن الملك داود (2 صموئيل 7: 14) وصورة الخادم (العبد) الذي يأخذ على عاتقه خطايا جماعة النَّاس (أشعيا 53: 12). أثناء اعتماد يسوع ظهر الله الواحد بثالوثيه الأقدس: الآب والابن والرُّوح القُدُس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 148643 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّمَواتِ يقول: ((أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت)) الله واحد، لكنَّه في نفس الوقت ثلاثة أقانيم: الآب يتكلم، والابن يُعمَّد، والرُّوح القُدُس ينزل على الابن للدلالة على انه المُخلص المُوعود به (أشعيا 11: 12). فيسوع هو ابنه الحبيب (مزمور 2: 7) وموضع معزة الله الخاصَّة (أشعيا 42: 1). وما يهدف إلية إنجيل مرقس هو الخلاص الذي دشَّنه يسوع تطهيرًا من الخطايا وتقديسًا للشعب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 148644 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لماذا أعتمد يسوع على يَدِ يُوحَنَّا؟ ظهر يسوع عند نهر الأرْدُنّ كواحد من أولئك الكثيرين الذين جاءوا لمَعمُودِيّة يُوحَنَّا. ويُسجل متى الإنجيلي دهشة يُوحَنَّا المَعْمَدان وتردُّده لدى تَعميده يسوع " جَعلَ يُوحَنَّا يُمانِعُه فيَقول: ((أَنا أَحتاجُ إلى الاِعتِمَادِ عن يَدِكَ، أَوَ أَنتَ تَأتي إِليَّ؟"(متى 3: 14)، ولكن عندما اصرَّ يسوع أمسك يُوحَنَّا جسد يسوع وغطّسه بالماء. ويتساءل القديس كيرلس أسقف الإسكندرية: "هل كان المسيح في حاجة إلى العِمَّاد المقدس؟ وأية فائدة تعود عليه من ممارسة هذه الفريضة؟ فالمسيح كلمة الله، قدوس، كما صفه النَّبي أشعيا في مختلف التَّسابيح " قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس، رَبُّ القُوَّات، الأَرضُ كُلُّها مَمْلوءَةٌ مِن مَجدِه" (أشعيا 6: 3). لم يكنْ يسوع خاطئًا كي يعتمد فيُمحى خطاياه؛ فقد ورد في الكتاب "إنَّه لم يَرتكِبْ خَطيئَةً ولَم يُوجَدْ في فَمِه غِشّ" (1 بطرس 2: 22)، وفي موضع آخر يصفه الكتاب " قُدُّوسٌ بَريءٌ نَقِيٌّ ومُنفَصلٌ عنِ الخاطئين، جُعِلَ أَعْلى مِنَ السَّمَوات" (عبرانيين 7: 26). والكنيسة الأولى بقيت راسخة غير متزعزعة في إيمانها بعصمته المُطلقة عن الخطيئة |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 148645 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تعمّد يسوع ليتمِّم كلَّ بِرٍ البِرُ هو الأمانة للعمل بمشيئة الله، كما صرّح يسوع ليُوحَنَّا المَعْمَدان: "دَعْني الآنَ وما أُريَدِ، فهكذا يَحسُنُ بِنا أَن نُتِمَّ كُلَّ بِرّ" (متى 3: 15). لقد حنى السَّيَدِ المسيح رأسَه تحت يَدِ يُوحَنَّا المَعْمَدان المتواضع ليُكمل كلَّ برٍّ، أي يُتمِّم مشيئة الله (متى 3: 15). يُعلّقَّ القديس يُوحَنَّا الذهبي الفم بقوله: "اليَدِ التي أكَّد أنَّها غير مستحقة أن تمس حذاءه سحبها المسيح على رأسه!". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 148646 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مشيئة الله فيما تتعلق بيسوع هي إعلان نفسه خادمًا. وبإعلان يسوع نفسه خادم الرِّبَ يكون أوَّل رفض علنيٍ للحُلم اليهودي بمسيح ظافرٍ سياسي، كما توضَّح ذلك التَّجارب الثّلاث مع الشَّيطان (متى4: 1-11). وبصفته خادم الرِّبَ يتمَّم يسوع نبوءات العهد القديم بمجيئه إلى الأرض. وهو لم يأت ملكًا ظافرًا، بل جاء خادمًا، وقد ساعد البشر بإخبارهم عن الله وبشفائهم، والأكثر من ذلك، فإنه قد بذل نفسه عن الخطيئة فقام بأعظم خدمة واقتداءً بيسوع، يجب أن نكون على استعدادٍ لخدمة الله والآخرين، فالعَظمة الحقيقيَّة في ملكوت الله تظهر في الخدمة والتَّضحية والأمَانة لعمل مشيئة الآب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 148647 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تعمّد يسوع ليتضامن مع الخاطئين تنبأ أشعيا عن تضامن يسوع مع الخطأة بقوله "أُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكثيرين وشَفَعَ في مَعاصيهم"(أشعيا 53: 12). يخضع يسوع لإرادة الآب ويجعل ذاته بتواضع في صفوف الخطأة ولإتمام كل بر. باعتماده وضع يسوع نفسه في عداد الخاطئين، ولا أحدًا لاحظ وجوده: فهو واحد من الآخرين، واحد بين كثيرين ليتضامن معهم ويخلِّصهم، وهو البَار القُدُّوس ابن الله. إنه حمل الله الذي يحمل خطيئة العَالَم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 148648 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تعمّد يسوع بهدف تكريس نفسَه للخِدمة باعتماده بدأ يسوع رسميًا خدمته العلنيَّة (يُوحَنَّا 1: 31-34)؛ وتسلَّم أوراق اعتماده وقَبِلَ رسالة الخلاص واستعدَّ للقيام بها. وكان الغرض من هذه الخِدمة مُقاومة قُوَّة الشَّيطان في الآخرين، وكَسْر شوكته ليُخلص الإنسان من الخطيئة والموت، وليُعيَدِ إليه نعمة الخلاص والحياة الأبديَّة. فقد كرّس يسوع نفسه بمعموديته لتنفيذ مهمة الخلاص هذه. وقد أكد يُوحَنَّا المَعْمَدان بشكل علني مجيء المسيح وبداية رسالته العلنية من خلال تعميَدِه (يُوحَنَّا 1: 31 -31). وحلول الرُّوح على يسوع هو تنصيب له، مما يطابق ما جاء في نبوءة أشعيا: " يَحِلُّ علَيه روحُ الرَّبّ روحُ الحِكمَةِ والفَهْم روحُ المَشورَةِ والقُوَّة روحُ المعرفةِ وتَقوى الرَّبّ" (أشعيا 11: 2). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 148649 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إنَّ التَّاريخ الرُّوحي يُصنع من الدَّاخل وليس من الخارج على مثال حبة الحنطة التي تكلَّم عنها يسوع: " إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيرًا" (يُوحَنَّا 12: 24). من المَوتِ تُولدُ الحَياة، هذا قانون الطبيعة. ومن هنا نفهم كلمات يسوع لتلاميذه: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني، لأَنَّ الَّذي يُريَدِ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها" (متى 16: 24-25). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 148650 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يشكّل سّر المَعمُودِيّة في الحياة المسيحية المَدخل الوحيَدِ إلى عيش أسرار الكنيسة، فمن خلال هذا السَّر يَدِخل المعتمد إلى حياة الله التي ظهرت بيسوع المسيح، ويَدِخل يسوع على حياة المُعمَّد، فيصبح الاثنان شخصًا واحدًا. ويُصبح عمل الخير جزء من طبيعتنا وتُصبح القداسة في متناول أيَدِينا، وضمن إمكانياتنا البشريَّة. إن سار الإنسان وراء يسوع استطاع أن يعيش ويعمل ويتألم ويموت عن ذاته بنوع إنساني حقًا، مسنودًا من الله، مستعدًا لخدمة النَّاس في السَّراء والضرّاء طوال حياته وفي ساعة مماته. وفي هذا الصَّدد قال القديس كيرلس الكبير "فما عُمِّد المسيح إلاَّ لتعليمنا بأن الإنسان الذي من ذرية داود وهو المُتَّحد بالله الابن عُمِّد وقَبِل الرُّوح القُدُس مع أنَّه لم ينفصل قط عن روحه (القُدُّوس) قبل العِمَّاد. بل إذ هو المسيح الكلمة ابن الله الوحيَدِ الذي يشترك مع الآب في العظمة والسُّلطان، لأنَّه بطبيعته الابن الحقيقي يرسل الرُّوح القُدُس إلى الخليقة ويهبه لكلِّ من كان جديرًا به، إذ قال حقًا: جَميعُ ما هو لِلآب فهُو لي " (يُوحَنَّا 16: 15). والآن أخذنا المسيح مَثلنا الأعلى، فلنقترب من نعمة العِمَّاد الأقدس حيث يفتح لنا الله الآب أبواب السَّماوات، ويُرسل لنا الرُّوح القُدُس، الذي يقبلنا كأبناء له، "أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت" (مرقس 1: 11). |
||||