17 - 01 - 2024, 01:13 PM | رقم المشاركة : ( 148591 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نُطق الفطن يبتغونه في المجلس، وكلامه يتأملون فيه في قلوبهم [17]. إذا ما تحدَّث العاقل في مجلسٍ يصغي الكل إليه، لأنه يبثّ فيهم البهجة ويملأهم بالرجاء، ويدفعهم إلى التقدُّم المستمر. يحسبون كل كلمة ينطق بها لها نفعها في حياة السامع كما في المجتمع. كلمة "قلب" هنا كما سبق الإشارة تعني الفكر أو العقل. فالمستمع للعاقل يحرص أن يحفظ ما يسمعه ويعتز به، ويجتره على الدوام! |
||||
17 - 01 - 2024, 01:14 PM | رقم المشاركة : ( 148592 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحكمة للأحمق كبيت قد اختفى، ومعرفة الجاهل كلام لا يتصدَّى للفحص [18]. يستثقل الأحمق كلمات الحكمة يحسبها كخيالٍ، أو كبيتٍ لا يود السكنى فيه، بل كحلمٍ عبر. اليوم الذي لا يتعلَّم فيه الإنسان شيئًا جديدًا ليس فقط ضاع من عمره، بل يُفسِد ما سبق أن تعلَّمه. وكأن معرفة الإنسان لن تكون جامدة؛ إما أن تتجدَّد وتنمو أو تتوقَّف لا ليبقى الحال على ما هو عليه بل يخسر وقته، وتضعف معرفته، ويتخلَّف إلى الوراء. يشبهها القديس غريغوريوس بمن يَسْبَح في بحرٍ، إما أن يتقدَّم إلى الميناء أو يتوقَّف في وسط البحر فيغرق ويهلك. |
||||
17 - 01 - 2024, 01:15 PM | رقم المشاركة : ( 148593 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التعليم للأحمق كالقيود في الرجلين، وكالغُلّ في اليد اليمنى [19]. التعليم عند الأحمق ثقيل للغاية، إذ يحسبه قيودًا لحياته تفقده الحرية في التصرُّف والتلذُّذ. |
||||
17 - 01 - 2024, 01:15 PM | رقم المشاركة : ( 148594 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
23 الأَحْمَقُ يَرْفَعُ صَوْتَهُ عِنْدَ الضَّحِكِ، أَمَّا ذُو الدَّهَاءِ فَيَتَبَسَّمُ قَلِيلاً بِسُكُونٍ. 24 التَّأْدِيبُ لِلْفَطِنِ كَحِلْيَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَكَسِوَارٍ فِي ذِرَاعِهِ الْيُمْنَى. 25 قَدَمُ الأَحْمَقِ تُسْرِعُ إِلَى دَاخِلِ الْبَيْتِ، أَمَّا الإِنْسَانُ الْوَاسِعُ الْخِبْرَةِ فَيَسْتَحْيِي. 26 الْجَاهِلُ يَتَطَلَّعُ مِنَ الْبَابِ إِلَى دَاخِلِ الْبَيْتِ، أَمَّا الرَّجُلُ الْمُتَأَدِّبُ فَيَقِفُ خَارِجاً. 27 مِنْ قِلَّةِ الأَدَبِ التَّسَمُّعُ عَلَى الْبَابِ، وَالْفَطِنُ يَسْتَثْقِلُ ذلِكَ الْهَوَانَ. 28 شِفَاهُ الْجُهَّالِ تُحَدِّثُ بِالْخُزَعْبَلاَتِ، وَكَلاَمُ الْفَطِنِينَ يُوزَنُ بِالْمِيزَانِ. 29 قُلُوبُ الْحَمْقَى فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَأَفْوَاهُ الْحُكَمَاءِ فِي قُلُوبِهِمْ. يُقَدِّم لنا بعض سمات لسلوك الإنسان الحكيم، مثل الابتسامة عوض الضحك بصوتٍ عالٍ [20]، تقدير خاص بالتعليم فيعتزّ به كما تعتز العروس بالحليّ والجواهر التي يُقَدِّمها لها عريسها [21}، عدم التسرُّع عند دخول بيت أحد الأقارب أو الأصدقاء [22]، وعدم التصنت على الباب [24]، وعدم الإكثار من الكلام [25]، مع وزن كل كلمة قبل النطق بها [26]. |
||||
17 - 01 - 2024, 01:17 PM | رقم المشاركة : ( 148595 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرفع الأحمق صوته عند الضحك، v إن كنا نراعي أنفسنا بمخافة إلهية عند دخولنا في صحبة الآخرين، وإن كنا نهتم بقلوبنا في سهرٍ، لا نجد علة أن نضطرب أو نضحك. ففي حضور المخافة الإلهية لا يوجد ضاحك. أما بالنسبة للحمقى فقد قيل إنهم يرفعون صوتهم عند الضحك. كلمات الأحمق تحمل اضطرابًا، أما البار فيتحدَّث فقط ليبتسم. |
||||
17 - 01 - 2024, 01:17 PM | رقم المشاركة : ( 148596 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أما الحاذق فيبتسم بهدوءٍ بشيءٍ من التردُّد [20]. v إن كنا قبل صدامنا مع الغير، نُهَيِّئ قلوبنا بالسهر في مخافة الله، فلماذا نجد سببًا لنصير في انزعاجٍ أو ضحكٍ؟ بالحقيقة لا يوجد ضاحكٍ في حضور مخافة تقويّة. قيل عن الأغبياء أنهم يرفعون أصواتهم عندما يضحكون، وأن حديث الغبي مُزعِج ويؤدي إلى فقدان المسرَّة. على أي الأحوال، يُقَال عن البار إنه مُجَرَّد يبتسم. لذلك إن كنَّا نجلب لأنفسنا تذكُّر الله، ونملأ أفكارنا بالتواضع الهادئ عندما نكون في صحبة أصدقائنا، فإننا نحبهم بهذا الأسلوب، ونضع أمام عيوننا دينونة الله المخوفة. فإن الله يسكن حيث يوجد هدوء ولطف وتواضع. |
||||
17 - 01 - 2024, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 148597 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أوضح القديس باسيليوسالتمييز بين الضحك المُفسِد والضحك بمعنى فرح النفس وتهليلها بالله. v الانغماس في الضحك بطريقة غير مُنضبِطة ومبالغ فيها علامة على الإسراف ونقص ضبط الإنسان لمشاعره، والفشل في قمع طيش النفس باستخدام العقل بحزمٍ. أنه ليس بالأمر غير اللائق أن نشهد عن مرح النفس بابتسامة مبهجة، إن كانت فقط توضح ما هو مكتوب: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا" (أم 15: 13). أما الضحك الأجش والذي بلا ضبط لحركات الجسم فهو ليس بمؤشر عن نفس لها تدبيرها الحسن أو عن وقارٍ شخصي أو من يسود على نفسه. هذا النوع من الضحك يشجبه الجامعة خاصة بكونه مُخَرِّبًا لثبات النفس، وذلك بالكلمات: "للضحك قلت خطأ (مجنون)" (جا 2: 2). مرة أخرى: "كصوت الشوك تحت القدر هكذا ضحك الجهلاء" (جا 7: 6). علاوة على هذا فإن الرب يظهر أنه مارس هذه العواطف الضرورية المُلازِمة للجسم، كما أيضًا تلك التي ترتبط بالفضيلة، كمثال الحزن على الحزانى والحنو عليهم، ولكن كما نعلم من قصة الإنجيل أنه لم يضحك قط. على العكس لقد أعلن عن الذين يستسلمون للضحك أنهم غير سعداء (لو 6: 25). لا نسمح لكلمة (الضحك) أن تخدعنا إذ لها معنيان. فكثيرًا ما تستخدمها الأسفار المقدسة عن فرح الروح وبهجة المشاعر التي تتبع الأعمال الصالحة. كمثالٍ تقول سارة: "قد صنع إليَّ الله ضحكًا" (تك 21: 6). ويوجد قول آخر: "طوباكم أيها الباكون الآن، لأنكم ستضحكون" (لو 6: 21). بطريقة مماثلة كلمات أيوب: "عندما يملأ فاك ضحكًا" (أي 8: 21). كل هذه الشواهد للبهجة يشير إلى مرح النفس عوض المرح الصخب. لذلك من يكون سيدًا لكل هوى ولا يشعر بهياجٍ في مسرته، أو على الأقل لا يظهر تعبيرات خارجية بل يميل إلى ضبط كل لذَّة ضارة بحزمٍ، مثل هذا فهو عفيف كامل، وهو في نفس الحق تحرَّر من كل خطية بكل وضوح. القديس باسيليوس الكبير |
||||
17 - 01 - 2024, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 148598 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التعليم للفطن كحليّ من ذهبٍ، وكسوارٍ في ذراعه اليمنى [21]. الحكيم يفرح بالتعليم، وكأنه بالعروس التي تعتز بهدايا عريسها التي يُقَدِّمها لها كي تتزيَّن بها. |
||||
17 - 01 - 2024, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 148599 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قَدَم الأحمق تُسرِع في دخوله بيت، أما الإنسان الواسع الخبرة فيقف بوقارٍ خارجًا [22]. يتحرَّك الحكيم بوقارٍ وفي حياءٍ، فلا يسرع في دخوله بيوت أصدقائه، معتمدًا على صداقته الوثيقة بهم، إنما يعرف حدود الصداقة فلا يتعدَّاها. |
||||
17 - 01 - 2024, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 148600 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذي بلا تمييز يُحدّق من الباب إلى داخل البيت، أما المُهذَّب فيقف خارجًا [23]. يُظهِر الإنسان قلَّة أدبه بالتصنُّت على الباب، والفطن يُحزِنه ذلك العيب [24]. شفاه الأغبياء تصف الأمور بتفصيل، وكلام الفطناء يوزن بالميزان [25]. قلوب الحمقى في أفواههم، وأفواه الحكماء في قلوبهم [26]. v لسببٍ صالحٍ قال النبي: "لسان (الشرير) يخترع مفاسد" (مز 52: 4). التأمل يناسب النفس الحيّة خلال شعورها الحيّ، أما اللسان فلم يُخلَق بما يناسب الطبيعة العاقلة، وإنما ليكون خادمًا للطبيعة العاقلة. مع ذلك يُظهِر نبي آخر قول موثوق به مُوحى به وكامل، إذ يقول: "عقول (قلوب) الحمقى في أفواههم"، قاصدًا بذلك أنهم ينطقون بأشياء عشوائية لا أساس لها، فقد اعتادوا عدم الرجوع إلى تمعن العقل بعد التأمّل فيه في القلب، وإنما يسلكون في تحركٍ متهوّرٍ للسان بطياشةٍ. إن كان قلب الأحمق في فمه. إنما لأنه لا ينطق بما يفكر فيه، إنما يفكر بعد أن ينطق. هذا يشير إلى لسان الأحمق، أما عن لسان الحكيم فنقرأ بالحري: "فم الصديق ينطق بالحكمة" (مز 37: 30). "لساني قلم كاتب ماهر" (مز 37: 30). لسان الحكيم يولد من التأمل في الحكمة، لهذا يشبه قلم كاتب، لا ينطق قط بارتباك أو بما فيه شك. بل بالحري يخضع لما يُفكر فيه وما يُقرأ، فيفيض بذكاءٍ حادٍ حسب حكم الشخص. القديس هيلاري أسقف بواتييه |
||||