15 - 01 - 2024, 10:26 AM | رقم المشاركة : ( 148391 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يربط الأب فلجنتيوس تلميذ القديس أغسطينوس بين هذه العبارة وقول السيد المسيح: "من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية. إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي" (يو 12: 25-26). v كيف من يحب نفسه يهلكها؟ يفعل هذا من يتبع أهواءه العنيدة، ذاك الذي يرضيها أكثر مما يجب. لهذا يُحَذِّرنا الكتاب المقدس بالكلمات: "لا تتبع أهواءك" (سي 18: 29). إن تبعتها تخسر نفسك، لأن هذا السلوك هو خارج الطريق الذي يقود إلى الفضيلة. ذلك مثل السلوك المعاكس: من يبغضها في هذا العالم يخلصها... حقًا ما لم تمت لا تحمل ثمرًا لك. الأب فلجنتيوس Fulgentius |
||||
15 - 01 - 2024, 10:28 AM | رقم المشاركة : ( 148392 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v لذيذة هي الحياة الحاضرة ومملوءة بالملذَّات الكثيرة، لكن ليس للكل، بل للذين ينجذبون إليها. فإذا تطلَّع أحد إلى السماء، ونظر الأمور الجميلة هناك، للحال يستخفّ بهذا الحياة، ولا يبالي بها. وذلك كما أن جمال أي شيء يُعجَب به، حينما لا يُرَى ما هو أجمل منه، ولكن إذ يظهر ما هو أفضل يُستخَفّ بالسابق. لذلك إن كنا نختار التطلُّع إلى ذلك الجمال، ونلاحظ سمو الملكوت هناك، نُحَرِّر أنفسنا من القيود الحاضرة، فإن التعاطف مع الأشياء كما يقول المسيح يجلبنا إلى هذا: "من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية؛ إن كان أحد يخدمني فليتبعني" (يو 12: 25– 26). تبدو الكلمات كأنها لغز، لكنها ليست كذلك، بل هي مملوءة بحكمةٍ عظيمةٍ. ولكن كيف: من يحب حياته يهلكها؟ عندما يُمارِس شهواتها غير اللائقة، عندما يُشبِع شهواته حيث كان يلزم غير ذلك. ذلك ينصحنا أحدهم: "لا تتبع هواك" (راجع سي 29:18). القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||
15 - 01 - 2024, 10:38 AM | رقم المشاركة : ( 148393 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن ملأت نفسك بالشهوة في اللذة، تجعلك سخرية أعدائك [30]. v ليس فقط هذا الضبط للنفس مستحق للمديح بالاعتدال في الطعام، وإنما أيضًا الاعتدال في الشهوة. إذ مكتوب: "لا تتبع أهواءك، بل أكبح شهواتك، فإنك إن أبحت لنفسك الرضا بالشهوة جعلتك شماتة لأعدائك" (راجع سي 18: 29-30). ويقول بعد ذلك: "الخمر والنساء تُضَلِّل الحكماء" (راجع سي 19: 2). يُعَلِّمنا بولس الاعتدال في الزواج نفسه، فمن لا يكون عفيفًا في الزواج يُحسَب هذا نوعًا من الزنا، ويكسر قانون الرسول. القديس أمبروسيوس |
||||
15 - 01 - 2024, 10:40 AM | رقم المشاركة : ( 148394 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v الإنسان وهو مُتَقدِّم على كل هذه (المخلوقات) في الكرامة، لم يفهم وتجاهل تبعية الله والرغبة في أن يتشبَّه بخالقه، وصار عبدًا لشهوات الجسد. "إنه يُقارَن بالبهائم البليدة وصار يشبهها". تارة يشبه حصانًا شهوانيًا، يصهل على امرأة صاحبه (إر 5: 8). وتارة مثل ذئبٍ خاطفٍ، يتربَّص للغرباء (حز 22: 27). وفي وقت آخر بسبب خداعه لأخيه، يجعل من نفسه ثعلبًا خسيسًا (حز 13: 4). حقًا توجد غباوة متزايدة، إذ يتشبَّه ذاك الذي خُلِقَ على صورة الخالق بالبهيمة التي بلا عقلٍ. إنه لا يعرف بنيانه منذ البداية، ولا يرغب في أن يفهم التدابير العظيمة التي صُنِعَت لأجله؛ على الأقل أن يتعلَّم كرامته منها، إنما لا يبالي بالحقيقة، ملقيًا عنه صورة السماوي، ليأخذ صورة الترابي. ولكيلا يبقى في الخطية، من أجله "الكلمة صار جسدًا، وحلَّ بيننا" (يو 1: 14)، "وأخلى نفسه حتى أطاع إلى الموت، موت الصليب" (في 2: 8). إن كنتم لا تبالون بأصلكم الأول، فمن أجل الثمن الذي دُفِعَ عنكم اقبلوا على الأقل شيئًا من التفكير في كرامتكم، وتطلَّعوا إلى ما قُدِّم عوضًا عنكم، وتحقَّقوا مما تأهَّلتم له. لقد اُشتريتم بدم المسيح الثمين، فلا تكونوا عبيدًا للخطية. افهموا كرامتكم، فلا تتشبَّهوا بالبهائم البليدة. "طريقهم هذا عثرة لهم" (مز 48: 13) LXX. الله الذي يُدَبِّر شئوننا يعوقنا عن السلوك في الشر، فيضع عوائق وموانع حتى ننفر من الحياة غير المُتعقِّلة، بعد ذلك نبتهج بلساننا. القلب يُؤمَن به للبرّ، والفم يُعترَف بالإيمان به لخلاصنا (راجع رو 10:10). اضطهد بولس كنيسة المسيح، لقد سلبها، وضغط من جانبه بالشر (أع 8: 3)، وبعد ذلك ابتهج بفهمه، مُعلِنًا للمَجْمَع أن هذا هو المسيح (أع 9: 22). القديس باسيليوس الكبير |
||||
15 - 01 - 2024, 10:46 AM | رقم المشاركة : ( 148395 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v "مثل الغنم للهاوية يُسَاقون؛ الموت يرعاهم" (مز 49: 14). هذا الذي يقود إلى السبي أولئك الذين يشبهون البهائم، ويُقارَنون بالقطعان البليدة مثل غنمٍ، التي بلا عقلٍ ولا قدرةٍ على الدفاع عن نفسها، وهو عدو نزل بهم إلى سجنه، وسَلَّمهم إلى الموت ليرعاهم. فإن الموت قد ملك عليهم من أيام آدم حتى قيادة موسى (رو 5: 14)، حتى جاء الراعي الحقيقي وبذل حياته من أجل قطيعه، وأقامهم معًا وقادهم (يو 10: 3-18) من سجن الهاوية إلى فجر القيامة، وسَلَّمهم للأبرار، أي لملائكته لكي يرعوهم. "ويسودهم المستقيمون في الصباح (الغداة)". كل مؤمنٍ يصحبه ملاك مستحق أن يتطلَّع إلى الآب في السماء. هؤلاء المستقيمون إذن، يسودون عليهم عندما يتحررون من أقسى عبودية مُرَّة، ويسودونهم في الصباح، بمعنى عندما يتقدَّمون في شروق النور. تأملوا في كل مجموعات الكلمات المكتوبة. عندما كان الإنسان في كرامةٍ لم يفهم، صار يُشبه بهائم بليدة. ذاك الذي له كرامة، ولم يعرف نفسه بسبب الخطية الساكنة فيه، صار يُشبه بهائم بليدة. لذلك إذ تَغَرَّب عن كلمة الله، وصار بهيمة عجماء، ساقه العدو مثل قطيع غير مُعتنى به، وألقى به في الهاوية، وسَلَّمه إلى الموت ليرعاه. لذلك إذ يخلص من هذا، ويتحرَّر من الراعي الشرير (الموت)، يقول: "الرب راعي" (مز 23: 1). لا يعود بعد موت بل حياة، وعوض السقوط تكون قيامة، وعوض الخداع يكون الحق. "ومعونتهم تبلى في الهاوية" (مز 48: 14) LXX. ربما يتكلم هنا عن الموت، إذ لا يمكن بكل عونه أن يحفظ من رعاهم، هذا الذي يُحَطّمه (المسيح) الذي له سلطان على الموت (عب 2: 14)، فإن كل معونتهم قديمة وضعيفة. في ذلك الوقت معونة هؤلاء الذين خُدِعُوا في الفكر، وكانوا متشامخين بسبب الثروة أو المجد أو السلطان، يظهرون باطلًا. "تبلى في الهاوية" إذ يتحقَّق ضعفهم. أو ربما معونة الأبرار الذين خلصوا بالرب تنحل في الهاوية، إذ لم ينالوا بعد الوعود، لأن الله أَعَدَّ لنا ما هو أفضل، وهو أن الذين سبقونا "لن يكملوا بدوننا" (عب 11: 40). "إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية، لأنه يأخذني" (مز 48: 15) LXX. واضح أنه يتنبأ عن نزول الرب إلى الجحيم، هذا الذي يخلص نفس النبي مع آخرين، ولا يبقى هناك. القديس باسيليوس الكبير |
||||
15 - 01 - 2024, 10:50 AM | رقم المشاركة : ( 148396 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تستمتع بالترف الزائد، حتى لا تُلزم نفسك بنفقاتها [31]. v ماذا نفعل بخصوص هذه الحقيقة وهي أن الرسول نفسه قَدَّم لنا قائمة ضخمة من الرذائل، وأشار من بينها إلى السُكر وختمها بالتحذير من أن نأكل خبزًا مع من يخطئون بمثل هذه الأمور؟ v إنه لأمر مثير للشفقة، مُذكِّرًا إيَّانا بمدى خطورة الأكل مع الذين هم يخطئون بالنهم حتى في بيوتهم. القديس أغسطينوس |
||||
15 - 01 - 2024, 10:51 AM | رقم المشاركة : ( 148397 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تصير شحَّاذًا بإقامة مآدب ولا تقترض مالًا، وليس في كيسك شيء [33]. بالنسبة للشره أو النهم أو شهوة البطن، فإن كثير من الآباء خاصة النُسّاك يحسبون ترويض شهوة البطن يهب نصرة على كل الأفكار والتجارب. وقد خَصَّص القديس مار فيلوكسينوس أسقف منبج Mabbug في ميامره الثلاثة عشر ميمرًا للحديث عن النهم. أبرز فيه أن شهوة البطن أكثر الأهواء دنسًا، تحرمنا من الفكر المُتعقِّل، وهي باب كل الشرور، تستعبد النفس كما الجسد، وتعوق الحنو، بكونها ضد الصوم فهي تُحَطِّم الصلاة وتُسَبِّب الخمول. يُمَيِّز مار فيلوكسينوس بين الجوع وشهوة البطن، فالجوع هو عطية من الخالق تسند الصحة دون السقوط في شهوة البطن التي تُحَطِّم سلطان الإنسان وتستعبده لشهوات أخرى. خلق الله الإنسان إلهًا على بطنه، يقوتها ولا يُستعبَد لها. يُقَدِّم لنا مار فيلوكسينوس مشكلة شهوة البطن خلال ثلاثة أمثلة خطيرة: آدم في بساطته خلال شهوة البطن (تك 3: 6)، وعيسو فقد باكوريته وبركاتها لنفس السبب (تك 25: 34)، وشعب إسرائيل خلال شهوة البطن عبدوا العجل الذهبي ونسوا الله (خر 32: 19). |
||||
15 - 01 - 2024, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 148398 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فيما يلي بعض مقتطفات من الميمر: v الشخص الذي يخنع تحت هذه الشهوة الدنيئة، يعجز عن أن يَقْبَل نير التلمذة للمسيح... ما أن تصير المِعْدَة سيدة على الجسد، حتى تأمر وتُخضع كل إرادته، وعوض الطريق الصاعد إلى السماء، تريه الطريق الآخر الذي ينحدر إلى الهاوية[49]. v شهوة البطن هذه أكثر دناءة من كل الأهواء. ما أن يصير الشخص خادمًا لها، ويحمل نيرها على كتفيه، لا تعود تسمح له بالراحة من خدمته لها. إنه يخدمها ليلًا ونهارًا، وترسله في كل موضعٍ تشتهيه مثل خادم مُرهِق، لا في طريقٍ نظيفة بل في طرقٍ مملوءة عثرات، وإلى موضع به أمور ضارة، محب شهوة الأشياء ليس لديه عينان ترى النور، لأنه حتى إن أراد ذلك، فإن ثقل الطعام يجعلانهما تظلمان. النهار بالنسبة له ليل، والليل موت مضاعف. v خلق الله الحيوانات لأمرين، بينما كل ما لحياتهم هو الأكل، يقومون بعمل خدمة للجنس البشري، أما الإنسان النهم فيأكل ولا يعمل. بينما هو غيور لأجل المائدة، يكون مُتجرِّدًا من كل الأعمال الهامة. النفس التي تخدم البطن لا تُدرِك الله، إذ هي ميتة عن كل أفكار المعرفة، وعن التأمل في الله، حيث أن معرفة النفس تصدر عن استنارة الجسم وأعضاء الجسم. واستنارة الجسم تصدر عن تقليل الطعام، لكن بالتأكيد الإنسان النهم مُثقل بنيرين، وهما ظلمة الأفكار وثقل الجسد القديس مار فيلوكسينوس |
||||
15 - 01 - 2024, 10:56 AM | رقم المشاركة : ( 148399 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v اسمح لخليقتك الأرضية أن تقتدي بالخليقة السماوية، يا خالقي العجيب! أقف مع كل المسكونة، كما في خورُس عاجزٍ عن التعبير عن تدبيرك العجيب! تُقَدِّم للجسد الترابي احتياجاته، فيشبع ويرتوي، ولنفسي الحب والحنو والفرح والخلود. تحتضنّي برعايتك، فلا يعوزني شيء. |
||||
15 - 01 - 2024, 11:05 AM | رقم المشاركة : ( 148400 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خطيتي حدرتني إلى الحرمان من الحياة؛ فتحت الهاوية فاهها لتبتلعني وليس من مُنقِذٍ. نزلتَ إلى الأرض، وتجسدتَ لكي أقترب إليك. قبلت الموت، لكي بقيامتك أطأ على الموت تحت قدمي! قبلت الجراحات في جسدك، فألبسته المجد عِوَض العار والخزي. وُضِعَ إكليل الشوك على رأسك، فأزهر وقَدَّم لي ورود سماوية. ضُرِبَ جنبك بالحربة فأفاض دم وماء. بدمك طَهَّرتني أيها البار من خطاياي، وبالماء وهبتني بروحك القدوس روح التبنِّي. كُلما تطلَّعتُ إلى تدبير خلاصك أَقِف في حيرة؛ من يقدر أن يصف حُبَّك ومراحمك؟! قَدَّمتَ لي عفوًا كاملًا، وألبستني ثوب برِّك. لو بلغت أيامي ألف سنة فهي كقطرة ماء من بحر الأبدية، وذرة رمل في الصحراء. كشفت لي عن طول أناتك وفيض رحمتك! |
||||