12 - 01 - 2024, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 147971 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خطورة التفاوت العظيم بين البشر من جهة الثروة والسلطة، خاصة إن نقص المجتمع الحكمة الحقيقية. المتكبر يمقت انخفاض المنزلة، وهكذا الإنسان الفقير رجس عند الغني [19]. يرى المتكبر في التواضع نجاسة، وفي نفس الوقت يقيم من نفسه إلهًا، فيصير مثل ضد المسيح الذي يدَّعي التأله، ويقيم رجسة خراب في الهيكل. |
||||
12 - 01 - 2024, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 147972 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا ترنَّح الغني يسنده الأصدقاء، وإذا سقط المسكين يدفعه الأصدقاء [20]. عندما يتعرَّض الغني للعثرة (ترنح)، يعتمد على ثروته وأصدقائه لتقديم العون له. أما إنسان الله فيجد في الله نفسه ونعمته الغنية العون الحقيقي والتعزية السماوية التي تخترق أعماقه. v أحسب أن الحياة التي تعبر في شركة مع بعض الأشخاص في ذات المسكن أكثر نفعًا من جوانب كثيرة. أسباب هذه هي: أولًا ليس أحد منا مكتفيًا بذاته، بخصوص الاحتياجات المادية، إنما كل واحدٍ يطلب مساعدة الآخر لسد احتياجاتنا. القدم كمثال لها نوع من القوة وينقصها نوع آخر. وبدون التعاون مع الأعضاء الأخرى التي للجسد تجد نفسها عاجزة عن ممارسة نشاطاتها مستقلة عن غيرها لمدة طويلة... هكذا في حياة العزلة، ما في اليد يصير غير نافع لنا، وما ليس لدينا لا نقدر أن نحققه، حيث سنَّ الله الخالق أنه يلزمنا أن يساعد الواحد الآخر كما هو مكتوب، حتى نجتمع معًا. القديس باسيليوس الكبير |
||||
12 - 01 - 2024, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 147973 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عندما يزلّ الغني يعينه كثيرون، وعندما يتكلم بكلمات رديئة يبرئونه. إن زلّ المسكين يُوَبِّخونه بالأكثر، وعندما يتكلم بعقلٍ، لا يُعطى له مكان [21]. إذا سقط المسكين لا يسنده أحد، بل يدفعه أصدقاؤه بالأكثر إلى أسفل ليتخلَّصوا منه. هذا ما حدث مع ربّ المجد يسوع في محاكمته حتى لا ينتظر تلاميذه عونًا أو مديحًا من الناس. عندما يتكلم الغني يسكت الجميع، ويرفعون قوله إلى السُّحب. ويتكلم الفقير فيقولون: "من هو هذا الإنسان؟"، وإن تعثَّر يدفعونه بالأكثر إلى أسفل . |
||||
12 - 01 - 2024, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 147974 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الغِنَى الذي ليس فيه خطيّة خير، لكن الفقر فَشَرّ في فم الشرير [23]. لئلا يُظَّن أحد أن كل الأغنياء أشرار أو قساة أو مستغلّون للفقراء، أوضح أن الغِنَى صالح لمن يُحسِن استخدامه، وقبيح لمن يُسِيء استخدامه. إن كان وجه الإنسان تارة يحمل ابتسامة عذبة وملامح جذَّابة متى كان القلب نقيًا، وتارة يحمل علامات العنف والقسوة أو الغضب متى كان القلب غضوبًا، هكذا يكون الغِنَى. هل الغِنَى خطية؟ ما يشغل المؤمن هو تقديس قلبه الذي ينعكس حتى على ملامحه. |
||||
12 - 01 - 2024, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 147975 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v ليتنا جميعًا نُعَلِّم أطفالنا أن يُفَضِّلوا الفضيلة عن أي شيء آخر، ولا نعطي أهمية للغِنَى المادي... إبراهيم كان غنيًا وأيضًا أيوب، هذان ليس فقط لم يصيبهما ضرر من الغنى، بل وتمتَّعا بسمعة طيبة... لأنهما لم يستخدماه لمتعتهما وحدهما، بل ولراحة الآخرين يخففان آلام الاحتياج، ويفتحان بيتهما لكل غريبٍ. القدِّيس يوحنا الذهبي الفم v كلما كان الإنسان معتدلًا في حياته يصير في سلامٍ أكثر، إذ لا يكون ممتلئًا بالاهتمام بأمور كثيرة من خدم وأجراء وأغنام... إلا أننا عندما نتعلَّق بمثل هذه الأشياء نصير مُعرَّضين للضيقات التي تنبع عنها، والتي تقودنا إلى التذمُّر على الله. وهكذا فإن الشهوة النابعة عن إرادتنا الذاتية (لاقتناء أشياءٍ كثيرةٍ) تملأنا اضطرابًا، فنتخبَّط في ظلام حياة الخطية غير عارفين أنفسنا. القديس أنطونيوس الكبير |
||||
12 - 01 - 2024, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 147976 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قلب الإنسان يغير ملامح وجهه، إمّا إلى الخير، أو إلى الشرّ [24]. مع اهتمام بالحياة الداخلية للإنسان، وتحذيره من الحُكْمِ على إنسانٍ خلال المظاهر الخارجية، يؤكد أن الحياة الداخلية لها أثرَها الفعَّال على ملامح الإنسان الخارجية. فمن فضلة القلب يتكلم اللسان، وما تحمله ملامح الإنسان من بهجة، إنما هو انعكاس لسلام القلب. قيل: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا، وبحُزن القلب تنسحق الروح" (أم 15: 13). |
||||
12 - 01 - 2024, 04:22 PM | رقم المشاركة : ( 147977 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوجه المبتهِج علامة القلب المملوء بالصلاح، لكن ابتكار الأمثال يتطلب تفكيرًا شاقًا [25]. شتان ما بين إنسان يُسَجِّل حِكمًا وأمثالًا مقتبسة من كلمات وكتابات الآخرين، وبين من يُسَجِّلها كثمرة لخبرة يعيشها بفكره وسلوكه. لذلك يقول ابن سيراخ المختبر الحياة المستقيمة في الربّ: "ابتكار الأمثال يتطلب جهد الأفكار". |
||||
12 - 01 - 2024, 04:25 PM | رقم المشاركة : ( 147978 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v يقول أيضًا "وَجْهَكِ جَمِيلٌ". تستطيع أن تدرك أي نوع من "الوجه" هذا الذي مدحه كلمة الله ووصفه أنه جميل، إن فهمت ما عناه بولس بالوجه في قوله: "ونحن جميعًا ناظرين... بوجه مكشوف" (2 كو 3: 18)، وقوله أيضًا: "لكن حينئذ وجهًا لوجه" (1 كو 13: 12). إنه بلا شكٍ نوع من الوجه يتجدَّد يومًا فيومًا (2 كو 4: 16)، حسب صورة خالقه (كو 3: 10)، ليس فيه دنس أو غضن أو شيء من مثل ذلك، بل يكون مقدسًا وبلا عيبٍ، كالكنيسة التي يحضرها المسيح لنفسه (أف 5: 27). بمعنى آخر يعني النفوس التي بلغت الكمال، هذه التي تكون جسد الكنيسة، يظهر هذا الجسد بالحق جميلًا ووسيمًا، متى كانت النفوس التي تتكوَّن منه مثابرة على نوال جمال الكمال. فكما أن النفس حين تكون ثائرة تشوّه شكل الوجه الجسدي، وتجعله مثيرًا، أما إذا كانت في هدوء فتعطي للوجه شكلًا يحمل سلامًا ورقة، هكذا أيضًا وجه الكنيسة يكون جميلًا أو قبيحًا حسب سمات المؤمنين وطموحهم. لقد كُتِب أن الوجه الطلق يُشير إلى قلب ناجح [25]، وفي موضع آخر قيل: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا، وبحزن القلب ينسحق الوجه" (أم 15: 13). يكون القلب فرحًا متى كان روح الله فيه، هذا الذي أول ثماره هي المحبة، والثانية هي الفرح (غل 5: 32). وإنني أظن أن الحكم العالمية قد أخذت أفكارها من هذه الحقائق، إذ قالت إن الحكيم جميل، وكل إنسان شرير قبيح. العلامة أوريجينوس |
||||
12 - 01 - 2024, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 147979 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صدرك يا مُخَلِّص العالم مُتَّسِع لكل إنسانٍ! أنت الغني المتواضع، يلتصق بك كل إنسانٍ متواضعٍ! هب لي ألاَّ أتكئ على غني ولا صاحب سلطان. قد يُرَحِّب بي، لكنني لست أدرك ما في قلبه من نحوي. أما أنت فكليّ الحب، تسكب من غناك ونعمتك في قلبي. |
||||
12 - 01 - 2024, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 147980 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كثيرون من الأغنياء جذبهم المال، وصار لهم أصدقاء يكرمونهم من أجل ثروتهم وسلطانهم. متى تعثَّروا يسرع الكثيرون لمساندتهم. ومتى أخطأوا يداهنهم الناس، ويُبَرِّرون لهم أخطاءهم. أما أنا ففي ضعفي ألتصق بك، لأنك بالحق تحبني وتعينني. لتُعلِن حضورك في أعماقي، فألتقي بخدامك السمائيين وجماعة القديسين. بك أغتني ولا أكون في عوزٍ إلى شيءٍ قط! |
||||