12 - 01 - 2024, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 147961 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يُقَدِّم لنا السيد المسيح نصيحة عند الدعوة إلى الولائم، قائلًا: "متى دُعِيت من أحدٍ إلى عُرْسٍ فلا تتَّكئْ في المتّكأ الأول، لعلّ أكْرم منْك يكون قدْ دُعي منْه. فيأْتي الذي دعاك وإيّاه ويقول لك: أعطِ مكانًا لهذا. فحينئذٍ تبْتدئ بخجلٍ تأخذ الموضع الأخير. بل متى دُعيت، فاذهب واتَّكئ في الموضع الأخير، حتّى إذا جاء الّذي دعاك، يقول لك: يا صديق ارتفعْ إلى فوق. حينئذٍ يكون لك مجْدٌ أمام المتّكئين معك. لأنّ كلّ من يرْفع نفْسه يتَّضع، ومن يضع نفْسه يرْتفع" (لو 14: 8 -11). يليق بالمؤمن أن يتحلَّى بضبط النفس والعفة الشاملة، عفة البطن وعفة اليد واللسان والحواس. |
||||
12 - 01 - 2024, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 147962 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا دعاك حاكمٍ، تمهَّل في قبول الدعوة، فغالبًا يزيد من دعوته لك [9]. لا تضغط عليه لئلا تُرفَض، ولا تنسحب لئلا تُنسَى [10]. لا تنوي على محادثته كمساوٍ له، ولا تثق بفيض كلامه، فإنه يختبرك بكثرة الحديث، وبينما يبتسم يفحصك [11]. عادةً توجد حساسية فطرية في الإنسان تجاه من كان من ندّه، أي كان مساويًا له في السن أو التعليم أو العمل. فالإنسان يتعامل بشفقة مع من يصغره دون أن يغير منه، وأيضًا مع من يكبره سنًا دون غضاضة، لأن سنه يهبه الحق في التقدُّم عليه. يُنَبِّه ابن سيراخ الشباب الفقراء، ألا يتكلموا كثيرًا، وألا يكشفوا أسرارهم أمام الشباب الأغنياء وأصحاب السلطة. |
||||
12 - 01 - 2024, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 147963 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وهب الله أغلب الكائنات أن يحب الكائن ما يشبهه. بهذا تكوَّنت الأمم والقبائل، إذ يتعايش ويتعاطف الشعب معًا بسبب وحدة اللغة وتشابه اللون والثقافة. وفي مملكة الحيوانات نراها تخرج معًا، فالأسود تسير معًا في قطيع واحد، وهكذا النمور والدببة والغزلان، ولا نجد حملا يرعى بين الذئاب أو الثعالب، ولا قطة بين ثعابين أو حمامة تطير في سرب غربان. فلا ندهش إن رأينا جماعات من نوعٍ واحدٍ من الطيور تتطير معًا وتهاجر معًا أيضًا وفي هجرة الأسماك تنطلق الأسماك من نوعٍ مُعَيَّن معًا. أما في كنيسة العهد الجديد، فيتعاطف البشر معًا ليس على أساس وحدة اللغة ولا لون البشرة ولا الثقافة، إنما يتَّسِع قلب المؤمن مُتعاطِفًا بني البشر، مشتهيًا أن يصير الكل أيقونة الله ويصير العالم كله "أمة مقدسة" (1 بط 2: 9)؛ أي مملكة الله الواحدة. |
||||
12 - 01 - 2024, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 147964 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلّ كائن حيّ يحب ما يُشبِهه، وكل إنسانٍ يحب قريبه [14]. v غرس الله في طبيعتنا جاذبية، تربطنا بعضنا ببعض بالحب. "كل وحشٍ (مخلوق) يحب ابن جنسه، وكل شخصٍ يحب قريبه" (راجع سي 13: 15). انظروا أنه يوجد في طبيعتنا بذورًا تميل بنا إلى الفضيلة؛ بينما البذور التي للرذيلة مضادة للطبيعة. فإن كانت الأخيرة هي المُهَيمنة، فهذا ليس إلاَّ شهادة عن خمولنا الشديد. v إننا جميعًا بالطبيعة نتَّخذ موقفًا وديًا، فنشعر بالسخط مع أولئك الذين يعاملون باستخفاف... ونتعاطف مع الذين يتمتَّعون بالعون والحماية، ونُغلَب بواسطة المحن التي تحل بالآخرين، كما لنا الحنو المشترك. فبالرغم من أن الأحداث المؤلمة تبدو كما لو كانت تدفع إلى نوعٍ من الجبن، إلا أننا نضمر نوعًا من الحنان المشترك. يتحدَّث أحدهم عن هذا موضحًا: "كل كائن حي يحب ابن جنسه، وكل إنسانٍ يحب قريبه". القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||
12 - 01 - 2024, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 147965 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v "كل مخلوق يحب ابن جنسه، حسب القول: "يبحث الناس إلى الاتحاد مع من هم مثلهم". يبدو أنه مرغوب جدًا حتى بيننا أن نعيش مع من لهم ذات عاداتنا، فكيف يمكننا أن نهرب من التفكير في أن هذا الأمر بالنسبة لله؟ فإذ هو صالح بالطبيعة، وهو بدء كل الفضائل ومصدرها، يأخذ مسكنه ليس في محبّي الشر، بل في فاعلي الفضيلة، ويترفَّع عن الدنس. القديس كيرلس الكبير |
||||
12 - 01 - 2024, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 147966 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في عظة للأب قيصريوس أسقف آرل على أعياد الشهداء القديسين، يرى أن الاحتفال بالشهداء القديسين يتحقق عمليًا بالشركة معهم وأن نقتدي بسلوكهم، كقول الحكيم: "كل مخلوق يحب ابن جنسه" (راجع سي 13: 14). v إذ نرغب في الاحتفال بأعياد الشهداء القديسين، فإن الشهداء الطوباويين يريدون أن يتعرَّفوا على بعض فضائلهم فينا، فيُسرّوا بنا ويطلبون رحمة الله لحسابنا... فالشبيه يُرافِق ما يشبهه، وأما ما لا يشبهه فيعتزل بعيدًا عنه. انظروا إلى قديسنا الشفيع، الذي نريد بغيرة أن نحتفل بعيده فرحين، إنه ضابط النفس، فكيف يمكن لسكيرٍ أن يُرافِقه؟ أية شركة بين نفسٍ متواضعة ونفسٍ متكبرة. الأب قيصريوس أسقف آرل |
||||
12 - 01 - 2024, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 147967 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل جسدٍ يقترن بحسب جنسه، وكل إنسان يتمسَّك بمن هو كنفسه [15]. غاية التعامل مع بني جنسنا ليس المزاح والتسلية بل خلاصنا الأبدي. v لا تتكلم مع كل أحدٍ عن الرحمة والحياة الفاضلة. وأنا لا أقول هذا حسدًا، إنما لأني أحسب أنك ستكون في عيني الغبي كمازحٍ. يتَّفِق الإنسان مع من يشبهه، والسامعون لمثل هذه الأحاديث (الروحية) قليلون، أو بالحري نادرون جدًا، لهذا من الأفضل ألا نتكلم، إذ ليس (مجرد الحديث معهم) هو ما يريده الله لأجل خلاص الإنسان. القديس أنطونيوس الكبير |
||||
12 - 01 - 2024, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 147968 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيّ انسجام بين ذئبٍ وحملٍ؟ هكذا شأن الخاطئ مع الإنسان التقي [16]. أيّ سلام بين الضبع والكلب؟ وأيّ سلام بين الغني والفقير؟ [17] حمير الوحش في البرية فريسة الأسود، كذلك الفقراء هم مراعي الأغنياء [18]. يلجأ سيراخ إلى عالم الحيوان ليُوَضِّح التباين الخطير بين أنواع من البشر، ففي عالم الحيوان يفترس بعضهم البعض. فالذئب يفترس الحمل [17]. ليس ما يمكن أن يُقَدِّمه الحمل ليُعالِج موقف الذئب منه سوى الهروب من الصحبة معه. في نفس الوقت من الجانب الإيجابي ليست الثروة ذاتها شر، بل الشرّ يكمن في فكر الإنسان وإرادته الشريرة. |
||||
12 - 01 - 2024, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 147969 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيّ انسجام بين ذئبٍ وحملٍ؟ هكذا شأن الخاطئ مع الإنسان التقي [16]. أيّ سلام بين الضبع والكلب؟ وأيّ سلام بين الغني والفقير؟ [17] حمير الوحش في البرية فريسة الأسود، كذلك الفقراء هم مراعي الأغنياء [18]. إذ دخلت الخطية إلى العالم فسدت حتى بعض الخلائق غير العاقلة، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. فالأسد القوي لا يكفّ عن افتراس الحيوانات الأضعف منه مثل حمير الوحش. والأغنياء يستغلّون الفقراء ويحسبونهم مرعاهم. عادة لا نجد الفقير ساكنًا بجوار الغني، لأن الغني غالبًا ما يستغل الفقير، وبوسيلة أو أخرى يضع يده على ما يملكه الفقير، إن لم يضع يده أيضًا على الفقير نفسه! كما فعل أخآب الملك وزوجته إيزابل مع نابوت اليزرعيلي (1 مل 21)، فسلب كرمه، ودبَّرت الملكة مؤامرة لقتل نابوت. قلة قليلة يسيطرون على المراكز القيادية الكبرى، أما الثمن فيدفعه الفقراء؛ فيزداد الأغنياء غنى، والفقراء فقرًا. |
||||
12 - 01 - 2024, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 147970 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v إنهم لا يبالون بالبرّ؛ عوض ذلك بالتطلُّع إلى النفع (الذاتي)، استبدّوا بالمحتاجين، لينتفعوا من البائسين ويستخدمونهم كنعالٍ (عا 8: 6). يقول الكتاب المقدس: "الفقراء هم مراعي الأغنياء" [18]... محبة القريب مرتبطة بإنجازات البرّ، فبالحق "المحبة لا تصنع شرًّا للقريب" (رو 13: 10). القديس كيرلس الكبير |
||||