منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 10 - 2016, 08:37 AM   رقم المشاركة : ( 14771 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سألت الكاهن “هل من الممكن مغفرة الخطايا خارج كرسي الاعتراف؟”…إليكم الجواب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الأب إدوارد مك مايل

“هل تُغفر الخطايا في غياب كاهن واعتراف؟ أي وبكلماتٍ أخرى، في أية ظروف يحصل المرء مباشرةً على الحلة من اللّه؟ وهل هذا ممكن في الإيمان الكاثوليكي؟ أعرف ان اللّه وحده قادر على مدنا بالغفران لكن وفي اية ظروف تعتبر الكنيسة ان ذلك ممكناً في غياب الاعتراف عند الكاهن؟

الكاهن:

هناك وسائل معروفة للحصول على غفران الخطايا العرضية خارج إطار الاعتراف ومنها المشاركة في القداس واستحقاق الإفخارستيا والقيام بأعمال محبة والصيام والاحسان للآخرين. كما ومن الممكن أيضاً الحصول على غفران الخطايا المميتة خارج اطار الاعتراف. وفي هذه الحال، يجب ان يكون الشخص المعني نادماً حقاً على الخطيئة التي اقترفها والتي أهانت اللّه إلا أن هناك شرط إضافي بعد.



يقول التعليم المسيحي رقم 1452: ” عندما يكون الندم نابعاًعن المحبة التي نكنها للّه فوق كلّ شيء آخر، يصبح الندم مثالياً (ندم المحبة). يمحي هذا الندم الخطايا العرضية ويعطي المغفرة للخطايا المميتة إن تضمن القرار الثابت بالاستعانة بسر الاعتراف في أقرب وقت ممكن.”



وبالتالي، على سبيل المثال، من الممكن ان تُغفر خطايا شخص هو على طائرة على وشك أن تتحطم وذلك عن خطاياه المميتة إن كان ندمه ندماً فعلياً حقيقياً. ويتطرق القانون الكنسي ايضاً الى فعالية الندامة الكاملة في غياب كاهن.



يشير القانون الكنسي رقم 916 بالقول: “لا يجوز لشخص مدرك اقترافه خطيئة خطيرة المشاركة في القداس والحصول على جسد الرب دون المرور مسبقاً بسر الاعتراف إلا إن كان هناك سبب خطير يمنع الاعتراف وانعدام امكانية الاعتراف. وفي هذه الحالة، على الشخص المعني أن يتذكر واجب اتمام فعل الندامة الكاملة التي تتضمن أخذ قرار الاعتراف بأقرب وقتٍ ممكن.” وهنا أيضاً، لاحظ ان على الشخص المعني اتخاذ قرار الذهاب الى كرسي الاعتراف بأسرع وقتٍ ممكن. ويؤكد ذلك على ان سر الاعتراف لا يزال الوسيلة الطبيعية التي يعطي من خلالها اللّه الحلة.




وفي جميع الأحوال، تبقى القاعدة انه على الأشخاص الذين اقترفوا خطيئة مميتة ان يحصلوا على الحلة من خلال السر وهم مدعوون في الوقت نفسه الى اتمام فعل ندامة كاملة مع السعي الى ابقاء ضرورة الاعتراف أمام كاهن في أسرع وقت ممكن حاضرة في أذهانهم.
 
قديم 30 - 10 - 2016, 08:58 AM   رقم المشاركة : ( 14772 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيحي والشبع والحياة فى المسيح.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بقلم الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ المسيح ثباتنا وحياتنا ... السيد المسيح هو شجرة الحياة التى لا يموت أكلوها. فيه لنا شبع وأرتواء ونماء وحياة أبدية. من يعرف الله ويحبه ويحيا معه ويتناول من الاسرار المقدسة بانسحاق وتوبة وأستحقاق وإيمان يشبع ويحيا سعيد، فها هي المرأة السامرية تابت إرتوت فعلاً بعد أن آمنت بالمسيح بل وذهبت تبشر بالمسيح مخلص العالم. وان كان ما نأكله وما نشربه يتحول فينا الي لحم ودم ويعطي أستمرارية للحياة فكم بالحري يعمل فينا سر القربان الأقدس ويهبنا ثبات وحياة أبدية { من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير. لان جسدي ماكل حق و دمي مشرب حق. من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه. كما ارسلني الاب الحي وانا حي بالاب فمن ياكلني فهو يحيا بي.} ( يو54:6-57). فما أحوجنا يا أحبائي للتناول من الأسرار المقدسة والثبات فى المسيح لا لبر أو أستحقاق فينا بل لحاجتنا القوية للخلاص والثبات والحياة بالمسيح يسوع المشبع بكلامه ومحبته وباسراره المقدسة. هو لا يخيب رجاء من يقبل إليه. لكن علينا أن نقبل إليه ونؤمن ونصدق، ونتقدم اليه بإشتياق، ويصير هو سيد لحياتنا.

+ المسيح خبر الحياة .. وها هو يعلن عن نفسه أنه الخبز النازل من السماء { فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة، من يقبل إلي،ّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي، فلا يعطش أبدًا} (يو 35:6). لقد اشبع الألاف بخمس خبزات وسمكتين. وهو كائن معنا فى كل حين لاسيما فى سر الأفخارستيا. هو يعطي الشبع الروحي، فهو لا يسد الإحساس بالجوع فقط، بل ويحرر الجسد من الهلاك ويعيد تشكيل كل الكائن الحي بأكمله إلى حياة أبدية. ويصير الإنسان الذي خلقه ليحيا إلى الأبد سائدًا على الموت فهو يعطي حياة ونعمة ننالهما بواسطة جسده المقدس ودمه الطاهر، أننا لسنا نقتات بالخبز الذي من السماء، أي المسيح، هو يقوتنا إلى حياةٍ أبديةٍ، بواسطة زاد وعمل الروح القدس العامل فى الأسرار والذي يسكب فينا شركة الله، ويمحو الموت الذي حلّ بنا من اللعنة القديمة. والحياة التي في الجسد والدم سببها إتحاد لاهوت المسيح بناسوته. فالسيد المسيح تجسد ليعطي ويبذل جسده الحي ليكون بذرة الخليقة الجديدة، نأكل جسده لنتحد به ونثبت فيه ونأخذ قوة وحياة أبدية.

+ الحياة الأبدية في المسيح يسوع... السيد المسيح هو الخبز النازل من السماء لكل من يتناول منه ويؤمن به ويثبت فيه ويثمر به ينال الحياة الأبدية فهو حي ومحيي والحياة موجودة في شخصه. وذلك لأن "أنا هو" المحيي أي الكيان الإلهي إتخذ بالخبز الذي هو جسده البشري فصار خبزاً حياً، من يأكله تكون حياة لروحه، وحتى إن مات جسده يكمل حياته التي بدأها على الأرض فى السماء كملائكة الله حتى يقوم الجسد فى اليوم الأخير جسدا روحاني نوراني ممجد على مثال جسد القيامة الذى لربنا ومخلصنا يسوع { تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.}( يو 28:5-29). بدون هذا الخبز المحيي تموت الروح حتى وإن كان الجسد حياً لكن من يريد هذه الحياة عليه أن يؤمن ويحيا الإيمان العامل بالمحبة. وكما أن الجسد يموت إن لم يأكل الخبز المادي هكذا تموت الروح إن لم تأكل هذا الخبز الحي الذي هو جسد المسيح. الخطية مفعولها في الإنسان هو الموت والتناول من جسد المسيح ودمه هو عملية نقل حياة لهذا الميت روحياً بسبب الخطية. مثل من عنده مرض بسرطان الدم فيحتاج بصفة مستمرة لعملية نقل دم طاهر اليه وهذا ما يفعله فينا دم المسيح الثمين انه يعطي لنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. أما في السماء والحياة الأبدية فسيكون الإتحاد الكامل بالمسيح هو حياتنا وفرحنا وشبعنا.

 
قديم 30 - 10 - 2016, 08:59 AM   رقم المشاركة : ( 14773 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح ثباتنا وحياتنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السيد المسيح هو شجرة الحياة التى لا يموت أكلوها. فيه لنا شبع وأرتواء ونماء وحياة أبدية. من يعرف الله ويحبه ويحيا معه ويتناول من الاسرار المقدسة بانسحاق وتوبة وأستحقاق وإيمان يشبع ويحيا سعيد، فها هي المرأة السامرية تابت إرتوت فعلاً بعد أن آمنت بالمسيح بل وذهبت تبشر بالمسيح مخلص العالم. وان كان ما نأكله وما نشربه يتحول فينا الي لحم ودم ويعطي أستمرارية للحياة فكم بالحري يعمل فينا سر القربان الأقدس ويهبنا ثبات وحياة أبدية { من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير. لان جسدي ماكل حق و دمي مشرب حق. من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه. كما ارسلني الاب الحي وانا حي بالاب فمن ياكلني فهو يحيا بي.} ( يو54:6-57). فما أحوجنا يا أحبائي للتناول من الأسرار المقدسة والثبات فى المسيح لا لبر أو أستحقاق فينا بل لحاجتنا القوية للخلاص والثبات والحياة بالمسيح يسوع المشبع بكلامه ومحبته وباسراره المقدسة. هو لا يخيب رجاء من يقبل إليه. لكن علينا أن نقبل إليه ونؤمن ونصدق، ونتقدم اليه بإشتياق، ويصير هو سيد لحياتنا.

 
قديم 30 - 10 - 2016, 09:00 AM   رقم المشاركة : ( 14774 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح خبر الحياة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وها هو يعلن عن نفسه أنه الخبز النازل من السماء { فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة، من يقبل إلي،ّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي، فلا يعطش أبدًا} (يو 35:6). لقد اشبع الألاف بخمس خبزات وسمكتين. وهو كائن معنا فى كل حين لاسيما فى سر الأفخارستيا. هو يعطي الشبع الروحي، فهو لا يسد الإحساس بالجوع فقط، بل ويحرر الجسد من الهلاك ويعيد تشكيل كل الكائن الحي بأكمله إلى حياة أبدية. ويصير الإنسان الذي خلقه ليحيا إلى الأبد سائدًا على الموت فهو يعطي حياة ونعمة ننالهما بواسطة جسده المقدس ودمه الطاهر، أننا لسنا نقتات بالخبز الذي من السماء، أي المسيح، هو يقوتنا إلى حياةٍ أبديةٍ، بواسطة زاد وعمل الروح القدس العامل فى الأسرار والذي يسكب فينا شركة الله، ويمحو الموت الذي حلّ بنا من اللعنة القديمة. والحياة التي في الجسد والدم سببها إتحاد لاهوت المسيح بناسوته. فالسيد المسيح تجسد ليعطي ويبذل جسده الحي ليكون بذرة الخليقة الجديدة، نأكل جسده لنتحد به ونثبت فيه ونأخذ قوة وحياة أبدية.
 
قديم 30 - 10 - 2016, 09:01 AM   رقم المشاركة : ( 14775 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحياة الأبدية في المسيح يسوع
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السيد المسيح هو الخبز النازل من السماء لكل من يتناول منه ويؤمن به ويثبت فيه ويثمر به ينال الحياة الأبدية فهو حي ومحيي والحياة موجودة في شخصه. وذلك لأن "أنا هو" المحيي أي الكيان الإلهي إتخذ بالخبز الذي هو جسده البشري فصار خبزاً حياً، من يأكله تكون حياة لروحه، وحتى إن مات جسده يكمل حياته التي بدأها على الأرض فى السماء كملائكة الله حتى يقوم الجسد فى اليوم الأخير جسدا روحاني نوراني ممجد على مثال جسد القيامة الذى لربنا ومخلصنا يسوع { تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.}( يو 28:5-29). بدون هذا الخبز المحيي تموت الروح حتى وإن كان الجسد حياً لكن من يريد هذه الحياة عليه أن يؤمن ويحيا الإيمان العامل بالمحبة. وكما أن الجسد يموت إن لم يأكل الخبز المادي هكذا تموت الروح إن لم تأكل هذا الخبز الحي الذي هو جسد المسيح. الخطية مفعولها في الإنسان هو الموت والتناول من جسد المسيح ودمه هو عملية نقل حياة لهذا الميت روحياً بسبب الخطية. مثل من عنده مرض بسرطان الدم فيحتاج بصفة مستمرة لعملية نقل دم طاهر اليه وهذا ما يفعله فينا دم المسيح الثمين انه يعطي لنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. أما في السماء والحياة الأبدية فسيكون الإتحاد الكامل بالمسيح هو حياتنا وفرحنا وشبعنا.
 
قديم 31 - 10 - 2016, 02:41 PM   رقم المشاركة : ( 14776 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل يمكننا ان نقوم بها لنمجد الرب؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كبشر، غالباً ما نجادل سريعاً على الأشياء التي نشعر انها مهمة بالنسبة لنا
عندما لا يشاركنا الناس حماسنا — وخصوصاً الطعام، والأعياد، والمناسبات الخاصة.
هذه المشكلة عادة ما تكون علامة على عدم الإستقرار
أكثر منها علامة على الإخلاص.
يجب ان نفعل ما نفعله بناء على التزامنا بتمجيد الرب،
وليس لأن الناس يفعلونه او يوافقون عليه.
وفى نفس الوقت، يجب ان نكون حذرين حيال الحكم على الآخرين
بناء على ما يفعلونه او ما لا يحتفلون به او يأكلونه او يشربونه.
الخلاصة فى الحكم على اشياء مثل هذه هي: هل يمكننا ان نقوم بها لنمجد الرب؟
 
قديم 31 - 10 - 2016, 07:13 PM   رقم المشاركة : ( 14777 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في العطاء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنجيل اليوم يحدثنا عن العطاء المادي الذي يجعل صاحبه قائمًا في حضرة الله إلى منتهى الدهر. ولكن الكلام أوسع من العطاء المادي وأهله. فالكريم كريم النفس «وبرّه يدوم إلى الأبد» (٢كورنثوس ٩: ٩) لأنه يكسر قلبه ليعطيه للناس فيشيع كرم النفس في الناس.
القلب البشري إذا انطوى على نفسه يذبل. الله لا يقيم في القلب المنفرد بل يأتي إلى القلب كلما انفتح. وعلى قدر ما يعطي من ذاته فهو المُعطى له. بهذا المعنى «من له يُعطى فيزاد» (متى ٢٥: ٢٩).
من له نفس كريمة فالله يريدها دائما في جمال وبهاء. والرب إذا نزل في القلب فإنه قادر على تحطيم الحواجز كلها. والله ينتقل من قلب إلى قلب وليس له عرش سوى النفس البشرية يتربع فيها ويلاطفها ويجعلها تلطف بالنفوس.
في القداس نتكئ معا على صدر الحبيب في عشاء سري، والعشاء المقدّس الذي نقيمه انما هو دعوة لكي نتكئ جميعا على صدر يسوع كما فعل يوحنا في يوم مبارك من تاريخ الناس.
انه هو اليوم لا غدًا ذلك الذي نجيء فيه إلى السيد لنسمع منه كلمات لطف وليسمع منا كلمة توبة. فإذا نحن عدنا إلى الله فإنما نعود إلى البشر جميعا لكونهم أبناء الله، لأن الذي لا يحب الإنسان الذي يراه فكيف يحب الله الذي لا يراه؟
والإنسان الذي يطلب الله الينا ان نحبّه هو هذا الذي معنا وإلينا، وليس لنا ان نبعد كثيرا في المدى حتى نجد الإنسان الذي يجب ان نحبّه. والأولى بالذكر هو ذاك الذي آذيناه أو الذي تأذى من دون ان نقصد نحن ان نؤذيه. فالنفس البشرية هشة مكسورة وقد لا يكون لأحد في ذلك مسؤولية، وقد نكون جميعا بالكسل أو الإهمال أو التغاضي أو النسيان أو التناسي مسؤولين جميعا عن أية نفس تألمت بسبب هذا الوجود. ولذا كنا مطروحين معا في مسؤولية واحدة في حضرته تعالى تحت الذنب وتحت الرحمة في آن واحد كي نظهر لأولئك الذين تألموا ولكي نرتمي وإياهم على صدر يسوع وهو القادر ان يشفي كل نفس، وقد جاء حسب قوله ليشفي المنكسري القلوب (مزمور ١٤٦: ٣)، ليرضي الناس في الكون.
«اليوم ان سمعتم صوته فلا تُقسّوا قلوبكم» (عبرانيين ٣: ٧)، اليوم ان سمعتم صوته فصوته عذب وأنغامه تجعلنا في فردوس مُقيم. ولهذا نطهّر أنفسنا بتوبة اليه تعالى، ونجثو عند قدميه معا، وتنتصر قلوبنا برحمة نسألها.
إذا انفتحت نفوسنا إلى عطاء الرب، فنحن عندئذ كرماء، وإذ ذاك نعطي وبرّنا يدوم إلى الأبد.
المسيح سيدنا، المسيح راعينا، لنصبح اليه كما كان هو إلينا، وبهذا يُسَرّ، وبذا نفرح ونكون كما شاء هو ان نكون متمتعين بفرح وسلام ونِعَم.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 31 - 10 - 2016, 07:14 PM   رقم المشاركة : ( 14778 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل من حياة روحية وقداسة اليوم؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جوابي الفوري على جزئي هذا السؤال هو نعمشديدة. الله لا يتغير. يسوع المسيح هو نفسه، أمس واليوم وإلى الأبد.وطبيعة البشر لم تتغير هي أيضاً. منذ آدم، البشر مشرَّفون بالسلطة على مصيرهم، حتّى أنهم قادرون، إلى حد كبير، على أن يديروا ظهورهم إلى الله، إلى الحياة الروحية، إلى السعي نحو القداسة. ولكن إلى نهاية العالم، سوف يكون هناك دائماً أناس، حتى ولو أقليّة، يستدعون نعمة الله على الأرض وعلى إخوتهم البشر. إن استمرار العالم هو دليل على وجود القداسة اليوم.يقول القديس سلوان: “أقول لكم أنه عندما لا يعود هناك رجال صلاة على الأرض، يأتي العالم إلى نهايته“.
بعبارة أخرى، الحياة الروحية والقداسة التي هي ثمرتها ليست حصراً في الماضي. يمكننا أن نرى القداسة في أسلافنا ونتعلم منهم، ولكننا لا ندرس الحياة الروحية كما في معرض أو في متحف تاريخي. إنها واقع حي ونحن مدعوون إليها جميعاً. لكل إنسان بعد روحي. الله ليس منحازاً: إنه يدعو كل واحد إلى حيز الوجود بمحبة شخصية، ويمنح كل إنسان إمكانية مشاركة حياته الخاصة. قال الرسول بطرس مستخدماً مصطلحات زمانه أننا مدعوون إلى أن نصير شركاء الطبيعة الإلهية “[2بطرس 1: 4]. وهذه هي القداسة: “كونوا قديسين لأني أنا قدوس، وأنا أوصي بأن يكون عندكم كل ما لي، من دون تحفظ“.هذه هي دعوة الله لنا جميعاً، أياً كان مكاننا في المجتمع، أو رتبتنا في الكنيسة : علمانيين أو كهنة. يكتب القديس سلوان: “كل شخص في هذا العالم لديه مهمة للقيام بها، سواء كان ملكاً أو بطريركاً، طباخاً، حداداً أو معلماً، ولكن الرب الذي تمتد محبته إلى كل واحد منا سيعطي أكبر مكافأة لمَن محبته لله هي الأكبر“. ومرة أخرى:” لا يمكن لأي شخص أن يكون إمبراطوراً أو أميراً، ولا يمكن لأي شخص أن يكون بطريركاً أو رئيس دير، أو زعيماً. ولكن في كل مناحي الحياة نستطيع أن نحب الله ونكون مرضين له، وهذا فقط هو المهم”.
الحياة الروحية هي الحياة التي تأخذ بعين الاعتبار البعد الروحي للإنسان. ليس العمل على علاقتنا مع الله هوايةً لفئة معينة من الأشخاص، كما يقول البعض هو أو هي من النوع المتديّن“. هذه العلاقة ليست خياراً إضافياً. إنها ما يجعل حياتنا إنسانية حقاً. عندما يستبعد علم الأحياء وعلم النفس المساهمة الإلهية في تكوين الإنسان إنما يعطيان صورة غير كاملة.الرجل الدهري هو مجرد حيوان متفوق، وفعلياً دون البشر. من دون جهد روحي لا ننمي روحنا. لا يمكن طمسها، ولكن يمكن خنقها وضمرها، تجاهلها أو إنكارها. لا نكون ملء ذواتنا ولا أشخاص مكتملين إلا إذا كنا نعيش حياة روحية. تشمل الحياة الروحية الجوانب المادية والنفسية فينا. ما أفكّر به وأعمله على كل مستوى من مستويات وجودي يؤثر على نفسي. وعندما تلمس نعمةُ الله روحي وتفكيري وشعوري وجسدي أيضاً تتبارك جميعها.
كثيرون من الناس تخلّوا عن المسيحية وخاصة في الدول الغربية. المؤلف الإنجليزي تشيسترتونقال بحكمة أنه عند تخلّيالناس عن الاعتقاد بالحقيقة، لا ينتقلون إلى الاعتقاد بلا شيء بل إلى الاعتقاد بأي شيء. وهكذا قد يبقى الاعتقاد بالله عندما يتمّ التخلي عن المسيح، لهذا يمكن أن يجد اﻹنسان في كل بلد من البلدان جميع أنواع الروحانيات. هذا ليس مفاجئاً، لأنه “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، والجوع الروحي موجود حتى حيثتختلط الأفكار حول الكائن المطلق. إلى هذا، تتقاسم الكثير من الطرق الروحية المختلفة بصفات مشتركة. الفروقات الجذرية بين الأديان لا تظهر دوماً في بداية الطريق:فقط عندما يتقدم اﻹنسان تصير الاختلافات واضحة. بعض معاصرينا يعلّمون أنّه بقدر ما تتقدّم في أي من اﻷديان، تتقارب الطرقات، بينما العكس هو الصحيح. فعلى الساعين أن يسعوا إلى الحق، ويجدوا الطريق القائم على الدين الصحيح والرؤية الصحيحة لله كما كشف ذاته لنا هو نفسه. من ثمّ يؤكّد لنا حسُّنا الداخلي أن بالفعل يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة.يمكن بلوغ ملء الحياة في الله فقط بالإلهاﻹنسان أي بالواحد الذي يشترك معنا بالطبيعة البشرية فيما يحتفظ بالطبيعة اﻹلهية كواحد من الثالوث القدوس. تقدّم لنا الكنيسة اﻷرثوذكسية نموذجاً حقيقياً: يمكننا أن نرى ونسمع ونلمس ونتذوّق الكائن المطلَق. يمكننا أن نختبر عطر كيان الله الفعلي. هكذا يمكننا أن نمضي إلى نهاية طريق الكنيسة بثقة. ما من طريق آخر، مهما سمت ممارسته وأخلاقياته وإيحاءاته، يمكن أن يوصل بسلام إلى النهاية. مع أنه ما من أحد معدوم بالكليّة من النعمة، فإن ملء القداسة يتطلّب العقيدة المستقيمة. إن تعليمنا لا يمكن التفوق عليه، وهو ليس عتيقاً من خارج الزمن. لقد أثمر في أجيال كثيرة وظروف عديدة وحضارات متعددة. اﻷرثوذكسية هي للجميع. يمكننا أن نفهم سبب قول ترتليان بأن كل نفس هي بالفطرة مسيحية“.
إذاً، الحياة الروحية يمكن تحديدها بأنها الحياة في المسيح. فلنتداول بهذا للحظة. هذه العبارة استعملها القديس نيكولا كاباسيلاس كعنوان لكتابه حول اﻷسرار. وكصدى له، أعطى القديس يوحنا كرونشتادت، صانع العجائب العظيم الذي كان كاهناً متزوجاً في روسيا ورقد سنة 1905، عنواناً مماثلاً إلى يوميات روحيةعندما طُلب منه نشرها. أحد الكتاب المعاصرين عنون أحد كتبه التي يشارك فيه رؤاه الروحية حياته حياتي” (His Life is Mine) أي حياة المسيح حياتي.أن يكون اﻹنسان في المسيح يعني أن يكون مدموجاً في جسده الحقيقي وممسوحاً بروحه، كلمة المسيح تعني الممسوح، ومُتَخَذاً ابناً لأبيه السماوي. ليس اﻹيمان المسيحي مجرد قول نعملدستور اﻹيمان. إنه لبس المسيح (غلاطية 27:3).كيف؟ بالمعمودية التي بالتحديد يسبقها اعتراف الإيمان. نحن بسهولة نأخذ هذه الهبة العظيمة على أنها مفروغ منها، لكن الذين يتحوّلون من جراء التبشير أو بعد بلوغهم سن الرشد يمكنهم أن يخبرونا عن خبرتهم التي هي عبور من الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة. نحن ننسى أحياناً أن الكاهن يقول لنا في المعمودية: “لقد تطهرت، لقد تقدّست، لقد تبررت باسم الرب يسوع المسيح وبروح إلهنا“. هذه الكلمات الرائعة، المستعارة من رسالة الرسول بولس إلى الكورنثيين، يمكن أن تظهر كمجرد عبارة طقوسية إذا أهملنا تفعيل عطية النعمة اﻹلهية في حياتنا. إن بذار الحياة الروحية قد زُرِع فينا. نحنمتقدسون بالمسيح يسوع، ومدعوون إلى أن نكون قديسين” (1كورنثوس 2:1). هذه هي مهمتنا.
إذا كنا أكيدين أننا وجدنا اﻹيمان الحقيقيفليس لدينا ما نخشاه من كثرة الطرق الروحية حولنا، حتى ولو بدا اﻷمر مشوِّشاً. “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ” (2تيموثاوس 7:1). إذا بقينا مخلصين نُغني باستمرار خبرتنا ومعرفتنا بحياة الكنيسة وتعليمها، ونكون أكثر ملاءمة لمساعدة معاصرينا. السؤال اﻷساسي هو دوماً: ماذا تعتقد بالمسيح؟ ذكّر الرسول يوحنا مراسليه بأن بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ” (1يوحنا، 2:4).
بالطبع، إعلاننا لما نعتقد بالسيد سوف يكون متواضعاً، من دون صلف وثقة بالنفس، مملؤاً محبة وامتنان. يقول القديس سلوان الله محبة وبالتالي يجب أن يكون تعليم كلمته نابعاً دائماً من المحبة. عندها يستفيد المعلّم والمستمع معاً. ولكن إن كنت لا تفعل إلا اﻹدانة فإن نفس الشعب لن تهتم لك، ولن ينتج أي خير عن ذلك“. بالطبع، ليس الجميع مدعوين إلى أن يكونوا مبشرين متفرغين، لكن كل مَن يشهد للمسيح يكون متحدثاً عن الذي أوجد اﻹمكانية لكلّ البشر ليكونوا أشخاصاً حقيقيين. الحياة الروحية هي، بحسب العقيدة اﻷرثوذكسية، تعاون بين إرادتنا الحرّة وإرادة الله. إن أفضل سفراء المسيح هم أولئك الذين هيّأتهم حياتهم الروحية فيه ليتّحدثوا صلاتياً، حتى يطلب اﻵخرون منهم أن يشرحوا إيمانهم. “قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ” (1بطرس 15:3).
إذا التزمنا بالطريق التي عليها فقط يمكننا اكتساب ما يسمّيه الرسول بولس فكر المسيح، لا يعني أن شخصيتنا تضيع. إن إلهنا هو واحد في الطبيعة وثلاثة في اﻷقنوم. يعلمنا آباؤنا أننا لا نقسّم الطبيعة ولا نخلط بين اﻷقانيم. وهذا يقوم في أن تكون البشرية واحدة كما أن الله واحد. إذا سلك العالم في المسيح، فإن وصاياه تكون الهدف اﻷول لكل شخص: محبة الله ومحبة اﻵخر. وعليه فإن أحداً لا يذوب بل يتثبّت ويكتمل في علاقات المحبة.
من المفيد كثيراً أن نقرأ عن اﻷناس القديسين، الذين أعلنوا قديسين أو غيرهم، كمثل شيوخ القرن العشرين يعقوب(تساليكيس)، برفيريوس (القديس)، وغيرهم كثيرون. أذكر أولئك من القرن اﻷخيرﻷنه تقريباً اليوم، وهو قرن اﻵﻻم العظيمة. في رأسي رجال ونساء قديسون تعرّفت إليهم ﻷن القديسين لا يلبسون ملصقاً إعلاناً عن ذاتهم: “أنظروا إليّ أنا قديس“. إن طريق المسيح هي التواضع، والبعض شُرِّفوا كقديسين فيما هم على اﻷرض، والبعض اﻵخر لا. إن كنيستنا، بحكمة، لا تمنح الاعتراف الرسمي بأحد حتى يعبر بوابات الموت، وحتى عندها ليس بسرعة. لذا من المبكر جداً الكلام عن قديسين في القرن الحادي والعشرين. ولكن إن نظرنا فقط إلى القرن العشرين، فهناك تنوع من الشخصيات والمستويات العلمية ودرجات التقوى في الشباب والخلفيات الدينية وغيرها. من ثم هناك العديد من السبل في الحياة التي أدّت إلى القداسة.لقد أعطى جبل أثوس للعالم العديد من القديسين العظماء كالقديس سلوان الذي رقد سنة 1938، ولكن ليس كل قديسي القرن العشرين كانوا في اﻷديار. هناك الملايين من الشهداء والمعترفين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، من الاتحاد السوفياتي. هناك كاهن رعية القديس نيكولاس بلاناس. هناك القديس نكتاريوس حيث أن معجزاته الباهرة تظهر أن الله هو إله حي يعمل إلى اﻵن.هناك الكثيرون ممن تحمّلوا العذابات بإيمان، حتّى ولو لم يشتهروا، فهم اﻵن يحصّلون مكافأتهم ويصلون من أجل العالم. كل هؤلاء القديسين شاركونا في نفس الخدم وقبلوا دستور اﻹيمان نفسه. لكنهم مثل حديقة ذات أنواع مختلفة من اﻷزهار. إنهم يقدّمون لنا البرهان على أن الله معنا ومُتاح لنا جميعاً هنا واﻵن.
يعرف الذين تلقّوا تدريباً علمياً أن البراهين تأتي بالدرجة اﻷولى عبر التجربة. إن أفضل الطرق لدينا للإجابة على السؤال الذي طرحه علينا صاحب الغبطة اليوم (هل من قداسة وقديسين اليوم؟) هي في أن نختبر بأنفسنا إن عشتم بحسب الجسد تموتون، ولكن إن أمتم بالروح أعمال الجسد تحيون“. الجسد وأعمال الجسد هنا هي القوى الخاطئة كالكراهية والكبرياء والشهوة وغيرها من اﻷهواء التي تسبب التحلل وتغلق الباب دون روح الله. الحياة الروحية تتضمن بعض اﻹماتات“. من اﻷمثال هو اﻷصوام التي نلتزم بها معاً في فترات محددة من السنة الكنسية، وذلك بالضبط لكي تساعدنا على الصلاة وتطهير قلوبنا من اﻷهواء الخاطئة. يتابع الرسول بولس قائلاً: “لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُيَا أَبَا الآبُ». اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ.” (رومية 14:8-16). عندما رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّعَلَيْنا (1بطرس 14:4)، يصير واضحاً أن هناك حياة روحية وقداسة في أيامنا.
اﻷرشمندريتكيرللس، رئيس دير آسكس
 
قديم 31 - 10 - 2016, 07:15 PM   رقم المشاركة : ( 14779 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ستر والدة الاله


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تعيد الكنيسة الارثوذكسية في 28 أكتوبر لعيد “ستر والدة الإله الفائقة القداسة” من وهو الأعياد التي لها امتياز خاصّ في الأرثوذكسية الروسية، وبالنسبة للكنيسة الروسية هو واحد من الأعياد العظيمة والتي لها تكريم واحترام خاصّ.
يرجع تأسيس هذا العيد إلى التقليد الكنسي المتعلق بظهور والدة الإله في عام 910 في كنيسة فلاخيرنا حيث كان يُحفظ ثوب والدة الإله وغطاء رأسها وجزء من زنارها التي أُحضرت من فلسطين في القرن الخامس. في تلك السنة كانت المخاطر تحيق بالقسطنطينية حيث أن الإمبراطورية البيزنطية كانت تحارب المسلمين (أو بحسب عدد من المراجع – كانت تحارب القبائل الروسية).
كان ذلك في أحد أيام الأحد الموافق للأوّل من أكتوبر، عندما اجتمع الشعب للصلاة وكانت الكنيسة ممتلئة بالمصلين ومن بينهمالقديس أندراوس المتباله من أجل المسيح. في الساعة الرابعة من الليل رفع أندراوس عينيه نحو السماء وشاهد السيدة والدة الإله الفائقة القداسة تمشي في الهواء مشعّة بنور سماوي ومحاطة بجوقات من الملائكة والقديسين، من بينهم القديس يوحنا المعمدان والقديس يوحنا اللاهوتي. ركعت العذراء الفائقة القداسة وابتدأت تصلي بدموع من أجل المسيحيين وظلت تصلي وقتاً طويلاً، ثم اقتربت من العرش وتابعت صلاتها وبعد انتهائها من الصلاة أخذت المنديل الذي يغطّي رأسها (الستر) وبسطته فوق المصلين الذين في الكنيسة حمايةً لهم من الأعداء الظاهرين وغير المنظورين. كانت العذراء الفائقة القداسة تشرق ببهاء ومجد سماوي، وكان الستر يضيء في يديها أكثر من أشعة الشمس.
عاين القديس أندراوس هذه الرؤيا العجيبة برعدة وسأل تلميذه الواقف بجانبه المغبوط إبيفانيوس (الذي أصبح فيما بعد هو البطريرك السابع والستين للقسطنطينية): “هل ترى يا أخي ملكة السماء سيّدتنا العذراء وهي تصلي من أجل كل العالم؟” أجاب إبيفانيوس: “أرى يا أبي القدّيس وأرتعد خوفاً”.
طلبت والدة الإله الفائقة البركات من الرب يسوع المسيح بأن يقبل صلوات جميع الناس الذين يدعون باسمه القدّوس ويلجأون إلى شفاعتها: “أيها الملك السماوي، اقبل صلاة كل إنسان يصلّي إليك ويتشفع باسمي طالباً المعونة، فكل من صلّى هكذا لا يخرج من عندي فارغاً بل يُستجاب له”.
بقي القديسان أندراوس وإبيفانيوس اللذان تأهّلا لتأمّل والدة الإله المصليّة ينظران طويلاً إلى الستر المنشور فوق الشعب وإلى شعاع المجد الإلهي الذي كان يلمع مثل البرق. ظلّ الستر منشوراً فوق الشعب طوال وجود والدة الإله، وعندما اختفت أصبح الستر غير مرئي، ولكن بأخذها الستر معها تركت والدة الإله بركة ونعمة على الشعب هناك.
أدّى ظهور والدة الإله العجائبي وهي تغطّي المسيحيين بسترها إلى تشجيع وتعزية الروم، فجمعوا آخر قواهم وهزموا أعداءهم.
لقد عرفت القسطنطينية الكثير من الشهادات حول حماية والدة الإله العجائبية وسترها. في تلك الليلة التي بسطت فيها والدة الإله سترها فوق المصلين في كنيسة فلاخيرنا انهزم المسلمون. وقبل هذا سبق وأنقذت والدة الإله المدينة أكثر من مرة: عندما تمّ إنزال ثوبها في مياه خليج القرن الذهبي أنقذتها من السكيثيين، وبعد ذلك من المسلمين، ثمّ في عام 866 من هجوم الروس الوثنيين الأميرين أسكولد ودير مع جيشهما.
احتفظت كنيسة فلاخيرنا بذكرى ظهور والدة الإله العجائبي. لقد رأى الزائر الروسي الشماس ألكسندر في كنيسة فلاخيرنا في القرن الرابع عشر إيقونة والدة الإله الفائقة القداسة المصليّة من أجل العالم المُصوّرة كما عاينها القديس أندراوس. ولكن الكنيسة الرومية (الناطقة باليونانية) لا تعرف هذا العيد. هناك افتراض بأن هذا العيد وصل إلى روسيا مُقتبساً من كنيسة القسطنطينية التي أهملته فيما بعد.
يجدر بالقول إن القديس أندراوس الذي شاهد الرؤيا العجائبية كان سلافي الأصل، وقد وقع في الأسر في فترة شبابه وتمّ بيعه كعبد في القسطنطينية إلى سيد رومي اسمه ثيوغنوستس.
يربط أغلب الباحثين قصّة ظهور عيد ستر والدة الإله في روسيا بالأمير أندريه بوغوليوبسكي. في عام 1164 انتصر الأمير على أعدائه وعند قراءته سيرة القديس أندراوس المتباله الذي كان يعيش في القسطنطينية في القرن العاشر عثر على قصّة الرؤيا العجائبية التي تأهّل لمعاينتها. ونجد في أحد مؤلّفات الأمير أندريه بوغولوبسكي الكلام الذي يعود بنا إلى تأسيس العيد: “عندما عرفتُ بهذا فكّرت: لماذا هذه الرؤيا الرهيبة والعجيبة تبقى بلا عيد خاصّ بها؟ لقد رغبتُ في ألا يبقى سترك المقدّس بلا عيد أيّتها الفائقة الصلاح”.
ظهرت الكنائس المكرّسة إلى “ستر والدة الإله” في روسيا في القرن الثاني عشر. وقد زيّن الأمير العظيم أندريه بوغوليوبسكي عاصمته بكنائس رائعة كثيرة على إسم والدة الإله وهو يدعوها بأن تبسط سترها على روسيا. من المفترض أن أوّل الكنائس المكرّسة لستر والدة الإله هي الكنيسة المشهورة على مستوى العالم بطرازها المعماري التي بُنيت على نهر نيرل في مقاطعة فلاديمير في عام 1165. وبهمّة هذا الأمير القديس تمّ إقرار عيد ستر والدة الإله في الكنيسة الروسية في أواسط القرن الثاني عشر.
كان الأمير العظيم أندريه طوال حياته يناضل في سبيل توحيد أراضي بلاده والتغلب على الإنقسام بين إماراتها وهو يؤمن إيماناً عميقاً بأن ستر والدة الإله يحمي روسيا. فحان الوقت الذي انقشع فيه ظلام الانقسام . لذلك فإن عيد ستر والدة الإله يُفهم على أنه عيد لكل الأرض الروسية وللعالم الأرثوذكسي: “إن والدة الإله هي بالحقيقة سترٌ لكل العالم”. نجد في قراءات خدمة هذا العيد: “إنّ الأرض كلها تُقدّم لك الهدايا بما أنك الملكة والدة الإله”. أما خصائص خدمة هذا العيد فتتطابق إلى حد كبير مع أعياد والدة الإله من الأعياد العظيمة الإثني عشر. مع أن عيد ستر والدة الإله يُعتبر عيداً عظيماً إلا أنه ليس من الأعياد الإثني عشر.
لقد تمّت العديد من العجائب في الأرض الروسية بواسطة ستر والدة الإله. وقد شيّد الشعب الروسي آلاف الكنائس على اسم ستر والدة الإله في كل الأرض الروسية (اسمها بالروسي “بوكروفسكي”٭٭)، وانتشرت إيقونات ستر والدة الإله في كل المدن والقرى الروسية في كنائسها وأديرتها. أشهر كنيسة “بوكروفسكي” في موسكو هي كاتدرائية ستر والدة الإله الواقعة في الساحة الحمراء (وتسميتها الشائعة هي كاتدرائية القديس باسيليوس المغبوط لأن جسد هذا القديس المتباله من أجل المسيح يرقد فيها). بنى هذه الكاتدرائية القيصر إيفان الرهيب بعد عودته من حملته المظفّرة على نهر الفولجا وذلك لأنه في عيد ستر والدة الإله بالذات استولى الجيش الروسي على مدينة قازان (عاصمة دولة التتار).
في 14 أكتوبر تقام خدمة عيد ستر والدة الإله في جميع كنائس الأرض الروسية، وعلى مدى قرون عديدة تتذكّر روسيا المقدّسة هذه الرؤيا العجائبية التي عاينها القديس أندراوس وتلميذه إبيفانيوس في كنيسة فلاخيرنا، وهي تؤمن بأن ستر والدة الإله العجيب مبسوط فوقها، وذلك بقناعات وإثباتات متجددة على مرّ العصور.
في عيد ستر والدة الإله يطلب المؤمنون من ملكة السماء الحماية والمعونة: “اذكرينا في صلواتك أيّتها السيدة العذراء والدة الإله لئلا نهلك من أجل كثرة خطايانا، استرينا من كل شرّ ومن الهجمات الشريرة، لأنه عليك اتكالنا ونكرّم عيد سترك ونعظمك”.
أقدم الإيقونات المعروفة لستر والدة الإله ترجع إلى القرن الثالث عشر. وفي القرن الرابع عشر كان قد تشكّل في روسيا نمطان رئيسيان لشكل إيقونة ستر والدة الإله. النمط المسكوبي يصوّر الرؤيا العجائبية ذاتها التي تأهل لها القديسان أندراوس وإبيفانيوس، ونرى فيه الفائقة القداسة تمسك الستر بيديها. والنمط الثاني هو نمط مدينة نوفغورود الذي يصوّر والدة الإله وهي كما على أيقونة “سور لا ينهدم” رافعة يديها إلى الأعلى، أما الستر فيمسكه ملائكة مُحلّقون أمامها، ويُعتقد بأن هذا هو تصوير لتلك العجيبة التي كانت تحدث أسبوعياً في كنيسة فلاخيرنا. اليوم من الممكن رؤية إيقونة ستر والدة الإله الفائقة القداسة في كل كنيسة روسية (والنمط الأول هو الأكثر انتشاراً بكثير).
في التقليد الشعبي كان هذا اليوم يرمز إلى “لقاء الخريف مع الشتاء” وجذور هذا التقليد تمتدّ عميقاً في الماضي. أما اسم العيد “ستر” أي “غطاء” فارتبط في ذاكرة الشعب الروسي بالندى المتجمّد الأول الذي يغطّي وجه الأرض في هذه الأيام وينذر باقتراب فصل الشتاء البارد. لذلك كان الناس يبدأون بتدفئة بيوتهم في أيّام هذا العيد. كان عيد ستر والدة الإله يتزامن مع الانتهاء من أعمال الزراعة والتحضير اللازم للشتاء.

تعظيم لستر والدة الإله الفائقة القداسة:
نعظّمك أيتها العذراء الفائقة القداسة ونكرّم سترك الشريف، بما أنّ القديس أندراوس رآك في الهواء مُصلّية إلى المسيح من أجلنا.
 
قديم 31 - 10 - 2016, 07:16 PM   رقم المشاركة : ( 14780 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,101

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ظاهرة مار شربل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذه المقالة غير معنية بمناقشة قداسة شربل مخلوف أو عملية إعلان القداسة في الكثلكة ومحامي القديسين ومحامي الشيطان وغيره من اﻷمور التي نتركها للموقف اﻷرثوذكسي الرسمي. لكن الهدف من هذه المقالة هو تسليط الضوء من منظار إيماني آبائي على كل ما يترافق مع الحملة الإعلامية التي ترافق ما يُنسَب إلى هذا الإنسان من المعجزات في كل أصقاع اﻷرض، وما ينتج عنه من تأثير على المؤمنين ويتبع هذا التأثّر من المواقف. هذا الموضوع لا ينفصل عن النظرة اﻷرثوذكسية للمعجزات وتفسيرها وربطها بحياة المؤمن الروحية، ولا تصحّ قراءته إلا على هذا الضوء، ما يجعل العديد من المواقف الصادرة عن بعض اﻷرثوذكسيين في التشفّع لشربل أو زيارة ضريحه أو الدفاع عن قداسته أمراً خارجاً عن التقليد وعن الترتيب الكنسي الصحيح. وهنا في هذا اﻹطار، نؤكّد أن هذه الظاهرة هي مادة غنية للدراسة في علم النفس ونرجو أن نرى مَن يدرسها بشكل علمي اختصاصي، علّ البعض ينتبهون.
من المُتوقّع أن يستتبع هذا المقال ردات فعل ممن عندهم موقف مسبَق أو ممن هم مقتنعون بقداسة شربل، سواء من الكاثوليك أو من اﻷرثوذكس، وحتى من المسلمين إذا سلّمنا بأن ما تورده وكالات اﻷنباء صحيح. فهناك مَن لا يقبل سلفاً ما سوف يرد، وللأسف هم أحياناً ممن يُفتَرَض بهم الحفاظ على صحة التعليم اﻷرثوذكسي ونقاوته في الكنيسة. يبقى أن الدافع إلى الخوض في هذا الموضوع هو أن شربل هو اليوم نواة حملة مبرمجة قد يكون بين حامليها الكثير من الصادقين المخلِصين إلا أنها حملة تخفي وجه المسيح بوضعها شربل في نقطة التقدم والتركيز.
أقول أن الحملة منظمة ﻷنه لا يكاد يمر يوم لا ترِد فيه قصة من هنا أو من هناك. فهذا شفاء وتلك زيارة لمكان عبادة فيه شربل أو صورته أو تمثاله بشكل لا يتوقعه ناقل الخبر. وهناك دعاية عليها صورة شربل على طريق سريع في أميركا، وهنا تمثاله في كنيسة في المكسيك أو غيره. طبعاً، هذه أمور تهدف إلى إضفاء صفة العالمية على أمر محلي، وبالنسبة للذين يمزجون بين الانتمائين الكنسي والوطني فهذه العالمية أمر مهم. من جهة أخرى، يمكن أن نلحظ من خلال تصفّح الفايسبوك أن عدد الأرثوذكس الذين يزورون مقامات شربل يتزايد، والبعض منهم طلباً للاستشفاع.
من غير المجدي مناقشة صحة المعجزات أو عدمها، لذا سوف يتمّ الاستناد إلى تعليم آباء الكنيسة لوضع هذه “العجائب” في إطارها الصحيّ الصحيح. ونظراً لضيق المجال فسوف يتمّ الاستعانة بأبوين هم أناستاسيوس السينائي ونيكولا فيليميروفيتش الصربي.
بدايةً، يذكر القديس أناستاسيوس أن المعجزات ممكن أن تتمّ بعمل الشيطان مستشهداً بالنيران التي سقطت من السماء وأبادت مواشي أيوب (أيوب 16:1). كما يذكر من العهد الجديد سمعان الساحر الذي كان يبهر الناس بعجائبه التي كان ينفذها بقوة شيطانية موهماً الناس أنها من الله (أعال 10:8). كما يستشهد القديس بمتى 24:24 حيث يقول أن قبل المجيء الثاني سوف يكون عجائب كثيرة وعلامات، لكنه يشدد على أن هذا سوف يترافق مع وهن في المعرفة الروحية وضعف في التمييز عند المسيحيين. وكما يذكر الرسول بولس في 2 تسالونيكي 2، فإن الشرير سوف يعمل عجائب كثيرة ويخدع كثيرين قبل مجيء المسيح. وهو يستنتج أن الجهال وأصحاب الفكر الجسدي عندما يرون هذه المعجزات، بسبب ضعفهم الروحي وتشوقهم لرؤية العجائب، سوف يقبلونها على أنها من الله مثبّتين عماهم الروحي.
يقول القديس أناستاسيوس أن لا حاجة للعجائب حيث تكون كلمة الله مقبولة، ﻷن المعجزات هي شهادة لقوة الكلمة (لوقا36:4).والفاعلاﻷساسي هو الكلمة، من هنا أن المعجزات هي تنازل نحو الضعف البشري. لذا طوّب الرب الذين آمنوا ولم يروا (يوحنا 29:20). يقول القديس اسحق السرياني أن الرب، رغم قربه واستعداده للمساعدة في كل وقت، لا يظهر قوته جلياً بعمل أو بعلامة محسوسة بدون ضرورة، ﻷن ذلك يؤدّي إلى تعطّل إدراك المؤمنين . ولمّا كان اهتمامه الخفي بهم لا يتوقف لحظة واحدة وجب عليهم أن يجاهدوا قدر استطاعتهم في كل اﻷشياء ويتعبوا في الصلاة، والربّ يتدخّل كما يليق بعظمته وقدرته في الوقت المناسب. هذا التدبير لكي يتقوى محبو الله ويتشددوا في الضعف، ومتى تبدد ضيقهم يندفعون من خلال تأملهم إلى التمجيد. إذاً، المعجزة يقررها الله ولسبب يحمل الناس إلى تمجيده لا تمجيد القديسين الذين قد يكونوا نقلوها.في غير هذه الحالة، يصعب علينا إيجاد تفسير إيماني للمعجزة.
أما القديس نيكولا فاليميروفيتش فيعالج حالة الانشداد نحو المعجزات في رسالة مطولة، وهو يتوجّه إلى الذين يرغبون بصنع العجائب كما إلى الذين يسعون وراءها. فبالنسبة إليه، من الأفكار المقدسة يمكن استخراج الخلاصة بأن الذين يرغبون في صنع العجائب، فرغبتهم سببها انفعال الجسد والانشداد إلى اﻷهواء التي في ضعفهم يعتبرونها غيرة على عمل الله، ومثلهم مَن يجري وراء المعجزات في نفس الحالة من الانفعال والخديعة الذاتية. ليس لائقاً في كل اﻷحوال أن نجرّب الرب فذاك كالامتناع عن توقيره. نحن نطلب إليه في حاجتنا وعندما تعجز السبل التي لدينا عن إخراجنا مما نحن فيه. أما تحديد الوسائل التي نريد من الله اتّباعها لخلاصنا فهو عمل غير ﻻئق. وهنا نرى أن اﻷمر ينطبق على منطق النذور لدى غالبية الشعب: إن أعطيتني يا رب كذا أعطيك كذا. نحن نترك لله أمرنا ملتزمين بإرادته ورحمته، وهو يرسل دائماً ما يساعد النفس قبل الجسد، وذلك مرفوقاً بطعم التواضع اﻹلهي.
يقول القديس اسحق السرياني في العظة 56 من النسكيات أن الكثيرين ممن صنعوا المعجزات وأقاموا الموتى وصنعوا معجزات باهرة، عادوا فوقعوا في الشر واﻷهواء وسلموا ذواتهم للموت. ومثله القديس مكاريوس الكبير الذي يخبر أن ناسكاً سكن بالقرب منه أُعطي موهبة الشفاء بغزارة، لدرجة أنه كان يشفي المرض بمجرد وضع يده، لكن عندما مجّده الناس اغترّ وسقط في عمق الخطيئة (المحادثة 27، الفصل 16).
إن نظرة اﻹنسان صاحب التوجّه الروحي نحو أمراض الجسد والشفاء العجائبي مختلفة كلياً عن نظرة اﻹنسان صاحب الفكر الجسداني. فاﻷخير يعتبر المرض بليّة والشفاء، خاصة بصورة عجائبية، على أنه الخير اﻷعظم، من غير اهتمام بمنفعة النفس أو تأذيها. الفكر الروحي قد يرى في المرض رسالة من التدبير والرحمة اﻹلهيين للإنسان. الفكر الروحي يعلّم بأننا نطلب من الله الشفاء بنية ثابتة لاستعمال الصحة والقوة لخدمته وليس لخدمة الهباء والخطيئة. هذا شهد له الرب عينه عندما شفى المخلّع قال له “هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ” (يوحنا 14:5). لتفادي اﻷذى الذي قد يجذبنا إليه الفكر الجسداني عند معاينتنا للعلامات أو العجائب، ينبغي أن يكون نظر العين الروحية فينا مستنيراً بنور المنطق الروحي.
عندما يحفظ الناس توقيرهم واحترامهم للمقدّسات وتواضعهم ويعتبرون أنفسهم غير مستحقين ليس فقط لإتمام العلامات، بل حتى لمعاينتها. أما مَن فقدوا ما سبق ذكره فهم يجرون وراء العجائب كما لم يسبق لهم. إن البشرية إذ قد تسممت بالخديعة الذاتية والوقاحة والجهل تجاهد من غير تمييز بتهور وجرأة نحو كل ما يبدو عجائبياً ولا تمانع الاشتراك في صنع المعجزات بل هي مصممة على ذلك من دون تردد. المثال اﻷكبر على ذلك هو مجموعات الكاريزماتيك الذين يتزايدون هنا وهناك ويعتبرون كل ما يصدر عن كل واحد منهم علامة ومعجزة. يرى القديس نيكولاوسفيليميروفيتش أننا نقترب من وقت “سيتم فيه الكشف عن مشهد واسع من المعجزات الكاذبة العديدة والمدهشة، مغرياً ومدمراً أبناء الفكر الجسداني التعساء، الذي سوف يقعون في إغراء هذه المعجزات وخداعها“. ويتابع “إن الرغبة في رؤية العجائب هي إشارة إلى عدم اﻹيمانﻷن العلامات تُعطى لغير المؤمنين حتى يتحوّلوا إلى اﻹيمان“.
يختم القديس نيكولاوس رسالته بالتالي: “إن معرفة الله واﻹيمان الحي والتواضع المبارَك للفكر والصلاة النقية هي كلها صفات للفكر الروحي، وهي مكونات أساسية فيه. على العكس، تجاهل الله، عدم اﻹيمان، عمى الروح، الكبرياء، الثقة بالنفس، وخداع الذات هي مكونات الفكر الجسداني. هذا الفكر لا يعرف الله ولا يقبل أو يفهم السُبُل التي يمنحها الله لتقبّل معرفته، وبالتالي يخلق لذاته وسيلة خاطئة ومدمرة للنفس، لكي يكتسب من خلالها معرفة الله بما يتوافق مع حالته ولذا يطلب علامة من السماء.”
إذاً، ما نراه اليوم من حملة دعائية تستغل حاجات الناس وافتقارهم إلى ما يعطيهم اﻷمان والصحة، إنما يدعونا الى التنبه واليقظة ﻷن الشيطان يستغلّ حاجات الناس ليوجههم نحو الاستعباد وضعف النفس والتعلّق العاطفي. لذا وجب على المؤمنين أن يفهموا أن الشيطان ينتظرهم زائراً كاﻷسدليبتلعهم. في آخر الزمان لن يأخذ الشيطان أشكالاً غريبة بل سوف يتّخذ أشكالاً نورانية ليضلل المؤمنين.
اﻷب أنطوان ملكي
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025