10 - 01 - 2024, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 147711 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القائد الحكيم المتواضع 1 الْقَاضِي الْحَكِيمُ يُؤَدِّبُ شَعْبَهُ، وَتَدْبِيرُ الْعَاقِلِ يَكُونُ مُرَتَّبًا. 2 كَمَا يَكُونُ قَاضِي الشَّعْبِ، يَكُونُ الْخَادِمُونَ لَهُ، وَكَمَا يَكُونُ رَئِيسُ الْمَدِينَةِ، يَكُونُ جَمِيعُ سُكَّانِهَا. 3 الْمَلِكُ الْفَاقِدُ التَّأْدِيبِ يُدَمِّرُ شَعْبَهُ، وَالْمَدِينَةُ تُعْمَرُ بِعَقْلِ وُلاَتِهَا. القائد الحكيم يُعلِّم شعبه، وتدبير العاقل يكون مُرتّبًا حسنًا [1]. خلق الله الإنسان ليكون قائدًا لنفسه قبل أن يقود غيره، وكلما تولَّى مركزًا قياديًا سواء على المستوى العائلي أو الاجتماعي أو العسكري أو الديني، يلزمه بالأكثر أن يتزيَّن بالحكمة، لأنه يصير مسئولًا عمن هم تحت قيادته، ويكون نموذجًا لهم، يقتدون به. |
||||
10 - 01 - 2024, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 147712 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما يشغل فكر ابن سيراخ من جهة الحاكم أو رؤساء المدن، ليس إدارتهم السياسية أو الاقتصادية أو الترفيهية إلخ. فحسب، وإنما الاهتمام بسلام الشعب وبنيانه، حتى ينشأ جيل له شخصيته السوية. فالقائد الناجح يُقِيم إن أمكن من كل شعبه قادة يُدرِكون رسالتهم ودورهم بروح الاعتدال والفرح. |
||||
10 - 01 - 2024, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 147713 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المثـل الرائع في تاريخ إسرائيل الملك سليمان الحكيم، الذي بفكره المُتَّسِع وقيادته الحكيمة جذب حتى الملوك المحيطين به أن يتعلَّموا منه. كمثالٍ، جاءت ملكة سبأ لتمتحنه بمسائل (1 مل 10: 1)، وقيل عنها: "رأت ملكة سبأ كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقاته ومحرقاته... لم يبقَ فيها روح" (1 مل 10: 4-5). قالت: "طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين أمامك دائمًا، السامعين حكمتك" (1 مل 10: 8). |
||||
10 - 01 - 2024, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 147714 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الملوك الأشرار فحطَّموا أنفسهم، وجرّوا ويلات على الشعب، فمنذ عهد رحبعام بن سليمان انقسمت المملكة إلى مملكتين، مملكة إسرائيل المنشقة ومملكة يهوذا، أي مملكة الشمال ومملكة الجنوب، وكثيرًا ما انضمت إحداهما إلى أمم غريبة لتقاوم أختها. سقطت الأولى تحت سبي أشور والثانية تحت السبي البابلي كما دخلت عبادة الأوثان في المملكتين، بل وفي هيكل الربِّ بأورشليم. |
||||
10 - 01 - 2024, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 147715 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما يسلك قائد الشعب هكذا يسلك وزراؤه، وجميع سُكّان المدينة مرآة حاكمها [2]. القائد مُعَلِّم لمن هم حوله ومن هم تحت سلطانه. يقوم بالتعليم ليس بالكلام بل بالأكثر بتدبيره وسلوكه. لا يقوم دوره على التدبير الحسن للأمور فحسب، وإنما يقودهم بالتقوى خاصة في مخافة الربّ. ولعل أعظم مثل في العهد القديم هو موقف داود عندما طلب منه مرافقوه العسكريون أن يقتل شاول الملك الذي كان يتعقَّبه وقد سقط بين يديه، فقدَّم لهم درسًا عمليًا في عدم الانتقام من ذاك الذي كرَّس طاقاته الملوكية لقتله (1 صم 24: 1-8). |
||||
10 - 01 - 2024, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 147716 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقف القدِّيس يوحنا الذهبي الفمفي دهشةٍ متسائلًا في أعماقه: ترى هل داود التقي كان قائد معركة أم كان مُعَلِّمًا أم كاهنًاأو أسقفًا؟ يراه المُعَلِّم الصالح، يحرص ألا يمد هو أو أحد رجاله إلى الشرّ. كان العسكريون يُرافِقون داود كي يحفظوه من مكائد شاول ومحاولته لقتله، وهو يرافقهم لكي يحفظهم من أي تصرُّفٍ أو فكرٍ غير مُقَدَّسٍ. إنه يهتم بخلاص نفسه كما بخلاصهم. يراه أيضًا الكاهن أو الأسقف، فأينما وُجِدَ داود التقي حسب نفسه في حضرة الرب، كمن في هيكل مُقَدَّسٍ. كان الكهف في عينيه كنيسة مقدسة يُمارِس فيها عمل التعليم، تحدَّث مع مُرافِقيه كما مع شاول ليُرشِدَهم إلى طريق خلاصهم. كان يكرز بالحق، ويحرص على خلاص الكل. يراه الذهبي الفم أشبه بأسقفٍ أو كاهن يُقَدِّم ذبيحة الحب وتقدمة الوداعة والرحمة. كما يراه أشبه بفدية، مُقَدِّمًا حياته مبذولة بعفوه عن مقاومه طالب نفسه، ويرى الكهف أشبه بمذبحٍ مُقَدَّسٍ وهيكل للرب لا يسمح بأي فكرٍ غير لائقٍ أن يكون له موضع فيه. |
||||
10 - 01 - 2024, 04:52 PM | رقم المشاركة : ( 147717 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الملك الغير منضبط يُدَمِّر شعبه، لكن بحكمة حُكَّامها تصير مدينة صالحة للسكن [3]. رأينا داود الملك ينقذ رجاله من السقوط في الانتقام من شاول الملك (1 صم 24: 6-7)، وكان شاول الملك بقلبه الفاسد يبثّ الفساد في المحيطين به. |
||||
10 - 01 - 2024, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 147718 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يكن مُتَّزِنًا حين صنع هذه الأمور، بل بالحري كان مخمورًا، ناسيًا العقوبة التي حلَّت بسالفه نبوخذنصَّر.] كان بيلشاصر منشغلًا بإقامة وليمة تضم ألفًا من العظماء القادمين من كل موضعٍ، مع نسائه وسراريه. كان يظن أنه من المستحيل لكورش أو غيره أن يقتحم أسوار المدينة الضخمة، فتركه يُحاصِرها في استخفافٍ به وبجيشه. كانت أسوار بابل كما جاء في هيرودوت لا يقل عرضها عن 87 قدمًا وارتفاعها عن 350 قدمًا، مع وجود 250 برجًا تعلو 100 قدمًا أخرى في الهواء. لذلك ظن بيلشاصر أنه لا يستطيع أحد أن يغزو بابل. |
||||
10 - 01 - 2024, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 147719 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجهد الذي بذله بيلشاصر في إقامة الوليمة والإمكانيات التي قُدِّمت لا يمكن تقديرها. هذا مع تحدِّيه لله، فعوض الصوم في وقت الحصار، والصراخ لله لكي ينقذه وينقذ مدينته، إذا به يُقيم وليمة، ويستخدم الأواني المقدسة للشرب لتدنيسها في جوٍ من الفساد والإباحية. وبينما كان بيلشاصر يفتتح الوليمة، كان جيش كورش على أبواب بابل. لقد حوَّل كورش مجاري كثيرة لنهر الفرات واقتحم المدينة فجأة، وزالت مملكة بابل. كان بيلشاصر مسئولًا عمن تحت قيادته، وهم مع بقية الشعب أيضًا من جانبهم كانوا أشرارًا، فكثيرًا ما يسمح الله بتأديب الشعب خلال إقامة قائدٍ شريرٍ. وكثيرًا ما غيَّر الله قلوب القادة الأشرار وأفكارهم خلال صلوات المرؤوسين ومخافتهم للرب وسلوكهم المقدس. |
||||
10 - 01 - 2024, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 147720 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نجاح الإنسان في يد الربّ، ويهب مجده لشخص الكاتب [5]. الله في عدله يُعطِي نجاحًا للمُجاهِدين، ويُقِيم منهم قادة عظماء. يرى البعض أن كلمة "كاتب" هنا تعني صانع القرار، أو الحاكم. كانت فئة الكتبة عند اليهود مُثَقَّفة، تقوم بنسخ الأسفار المقدسة وبتفسيرها والتعليم بها. |
||||