04 - 01 - 2024, 01:09 PM | رقم المشاركة : ( 147201 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة: شربت الأنهار والبحار، ولم أجد في العالم إلا المرار، وطعم العلقم والانهيار؛ فأرحمني وفرحني وأنزع عني العار. آمين. |
||||
04 - 01 - 2024, 01:15 PM | رقم المشاركة : ( 147202 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سكت البشر تكلم البرج بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم تقسيم مدينة برلين الألمانية، وأصبح القسم الشرقي من المدينة في قبضة الشيوعيين الذين توعدوا - كغيرهم من محبي الجهالة والضلال - باستئصال المسيحية. وبدأت معاول الهدم ومطارق التدمير عمله. فأُغلقت الكنائس، ومُنعَ دخول الكتاب المقدس أو توزيعه، وكُمِّمت أفواه المؤمنيين، وأصبح الإيمان المسيحي له عواقب وخيمة على كل من يعترف به، أقلها الاضطهاد المعنوي والجسدي والاختفاء خلف قضبان السجون. وهكذا ما عادت تُسمع في ألمانيا الشرقية كلمة «الصليب»، أي الكلمة التي تُخبر عن عمل ابن الله على الصليب وموته من أجل خطايانا وقيامته لأجل تبريرنا (رومية4: 25). ولكن «الرب في العُلى أقدَر» (مزمور93: 4) و«الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم» (مزمور2: 4)، فهو - له كل المجد - صاحب السلطان وصاحب الكلمة الأخيرة في هذه الحياة، وهو القائل: «لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي... رأيي يقوم وأفعل كل مسرّتي» (إشعياء46: 9 ، 10). فما أعظمه! وما أمجده! ففي عام 1964 قرر فالتر أولبريخت رئيس ألمانيا الشرقية تشييد برج مرتفع رأسه في السماء ليكون تُحفة هندسية ورمزًا تفتخر به برلين الشرقية. وُضع حجر الأساس للبرج في 4 أغسطس 1965، وأكتمل البناء في أربع سنوات، ليُفتتح أمام الزائرين في 3 أكتوبر 1969. وأرتفع البرج ليناطح السحاب، بمسافة 365 مترً. وفي عام 1990 أُضيفت إليه سارية للإرسال التليفزيوني ليُصبح ارتفاعه 368 مترًا، وليُصبح بذلك ثاني أكثر الأبراج ارتفاعًا في أوروبا بعد برج موسكو الشهير. ويمكن - وبسهولة شديدة - رؤية هذا البرج من جميع أنحاء برلين بقسميها: الشرقي والغربي. ويشتمل البرج على كرة معدنية ضخمة، تعلو 204 مترًا فوق الأرض، وتحتوي على مطعم وصالة عرض للزائرين. وتدور حول نفسها 360 درجة كل نصف ساعة، مما يُتيح للجالسين فيها مشاهدة كل أنحاء برلين. ويصل عدد زائري هذه التُحفة المعمارية الرائعة إلى قرابة المليون زائر سنويً. ولكن انتظر يا صديقي، فهناك ما هو أهم من هذا كله: فما أن اكتمل بناء البرج حتى بدأت ظاهرة عجيبة تلفت أنظار الجميع، ولم يُعرف لها سببًا ولا تفسيرً. فما أن تُشرق شمس الصباح وتُرسل اشعتها على الأفق البعيد، إلا ويظهر على السطح المصقول للكرة الدائرية للبرج، إنعكاسًا للأشِعة في صورة صليب ضخم لامع يخطف الأبصار. ولم يكن هذا الانعكاس في حسبان مُصمّمي البرج. ولا كان شكل الصليب اللامع مرغوبًا فيه من السُلطات الشيوعية المُلحدة، والتي حاولت جاهدة أن تلاشي هذه الظاهرة بتغيير طلاء البرج بآخر داكن اللون، أو بالطَرق على سطحه ليُصبح خشنًا غير مصقولاً؛ ولكن باءت كل المحاولات بالفشل الذريع، ليبقى هذا الصليب يلمع في سماء برلين لتراه عيون الجميع. وهكذا أصبح كل الذين يعبرون في شوارع برلين يُفاجأون بهذا المنظر غير المتوقع، إذ يرتفع نحو السماء صليبٌ لامعٌ، يجعل أفكار كل من يراه تتحول، ولو للحظات، نحو الصليب والمصلوب؛ نحو الرب يسوع المسيح وعمله الكفّاري الذي أتمّه على الصليب. وارتفعت الصلوات من المؤمنيين من أجل أن هذا الرمز العملاق للإيمان المسيحي يُفضي إلى تغيير حياة بعض الناس وخلاصهم. وكان المؤمنون يشعرون بالامتنان والفرح وخاصة حين ينجذب فكر واهتمام واحدٍ من غير المؤمنيين نحو الرب يسوع المسيح وهو على الصليب. وقد يكون التأثير عابرًا، ولكن مَن كان يستطيع أن يُنبئ عن ما قد يعنيه التجاوب مع التأثير الذي قد يُنشئه الروح القدس في النفس الخالدة، حتى ولو لم يَدُم هذا التأثير إلا لثوانٍ معدودة؟ ففجأة قد يبدأ شخصٌ أثيمٌ أو ملحدٌ يتسائل عن سبب موت المسيح على الصليب. وربما دفعه ذلك إلى البحث عن الجواب في الكتاب المقدس أو من مؤمنيين يعرفهم. وغالبًا تأتي الإجابة بما يسحق القلوب الصلِبة ويُذيبها ويُخضعها لنعمة الله، بعمل الروح القدس. وهكذا كان الله عاملاً لتقديم شهادة لابنه باعتبار تضحياته وتنازله ومحبته المُبرهَنة بموته على الصليب. وتبرهن أنه حتى ولو قدر العدو أن يملأ قلوب المؤمنيين خوفًا ويُسكتهم عن الكرازة «بيسوع المسيح وإياه مصلوبًا» (1كورنثوس2: 2)، لالتزم الله أن يستخدم حتى الحجارة والمعادن وأشعة الشمس لمجد شخص ابنه الوحيد وكمال عمله الكفَّاري على الصليب لمجد الله ولبركة الإنسان (اقرأ من فضلك لوقا19: 36-40). وفي عام 1989 انهار سور برلين، وتم توحيد شطري ألمانيا، وسقطت الشيوعية التي ظن اتباعها يومًا أنهم سيستأصلون المسيحية، وبقي الصليب شامخًا وشاهدًا على ثبات وعظمة كل الحقائق الأبدية المجيدة والمؤكَّدة التي تقدمها المسيحية. |
||||
04 - 01 - 2024, 01:16 PM | رقم المشاركة : ( 147203 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن كلمة «الصليب» تحدثنا أنه منذ ألفي سنة نُصبت على رابية الجلجثة ثلاثة صلبان. عُلِّق على الأوسط منها الرب يسوع المسيح مخلِّص العالم، الذي مات من أجل الخطية، وقد كان يستطيع أن يموت لأجل الآخرين لأنه كان هو ابن الله ولم تكن له أو فيه أيّة خطية، إلا أن خطايانا كلها كانت عليه. وعلى جانبيه صُلب لصَّان. وواحد من ذينك اللصين مات عن الخطية، إذ في آخر لحظات حياته التعيسة الملطَّخة بالشرور تاب وطلب الغفران، إذ كان قد آمن بالمسيح ربًّّا ومخلِّصًا، ووضع ثقته في رحمة الله، وبعد لحظات انتقل إلى الفردوس. أما اللص الآخر فقد مات في الخطية، إذ رفض آخر فرصة للنعمة ولم يَقبَل المسيح مخلِّصًا وفاديًا، فانحدر إلى الأبدية الرهيبة غير مؤمِنٍ وغير مُخلَّص (اقرأ من فضلك لوقا23: 39-43). |
||||
04 - 01 - 2024, 01:17 PM | رقم المشاركة : ( 147204 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا زالت قوة الصليب هي هي، وفاعلية وكمال العمل الذي تمّ مرة واحدة هما هما بلا تغيير، والخلاص بالمسيح هو هو للجميع بلا فرق وبلا استثناء. وموقف النفس من الصليب هو الذي يقرِّر مصيرها الأبدي. فإما إيمان بالمسيح وبدمه المسفوك، وهذا هو طريق السعادة والراحة الأبدية، وإما رفض للصليب والمصلوب، وهذا هو طريق الهلاك الأبدي. |
||||
04 - 01 - 2024, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 147205 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هلا تنظر الن بالإيمان إلى ذلك المجيد الموجود في السماء، والذي تعلَّق قديمًا على الصليب الأوسط. ففي وسعك أنت أيضًا أن تسمع منه كلمة الغفران والرجاء، عندئذٍ ستهتف من القلب، بنغمة عالية وصادقة: في الصليب في الصليب في حياتي وكذا راحتي بل فخري لأبد الدهر |
||||
04 - 01 - 2024, 01:23 PM | رقم المشاركة : ( 147206 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نبع الشباب أسطورة تناقلتها الملايين؛ وبحث عنها الآلاف. هو نبع وهمي اعتقد الناس بوجوده في مكان ما، وظنّوا أن من يشرب من مياهه يستعيد شبابه مرة أخرى. ومن مئات السنين تعلّق الناس بهذا الرجاء الزائف شغفًا منهم بالحياة، وخوفًا من الموت. ويذكر التاريخ أن الاسكندر الأكبر هو واحد ممن بحثوا عن هذه المياه أثناء إحدى غزواته في شرق أسيا، وبحث عنه آخرون كثيرون في أماكن وأزمنة مختلفة؛ وعلى الأخص في عصر الاستكشاف . وهي فترة امتدت من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر، وفيها ذهب العديد من الرحّالة الأوربيون برًّا وبحرًا لاستكشاف طرق تجارية جديدة. وقد أثمرت هذه الرحلات الاستكشافية عن اكتشافات رائعة مثل اكتشاف الأمريكيتين، وطريق رأس الرجاء الصالح، وغيرها من الاكتشافات. وقد ارتبطت أسطورة نبع الشباب باسم المكتشف الأسباني الشهير جوان برونس دي ليون (1460- 1521) الذي رافق كريستوفر كولومبس الشهير في رحلته الاستكشافية الثانية سنة 1493، واكتشف معه الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أول من وصل إلى الجزء الشمالي منه. وقد صار جوان هو الحاكم الأول لبورتريكو، لكنه تركها ليحكمها دييجو ابن كريستوفر كولمبس (الذي توفى عام 1506). ويرتبط اسم نبع الشباب باسم ولاية فلوريدا التي اكتشفها جوان في 27 مارس 1513 في أثناء تجواله وبحثه لاستكشاف مناطق جديدة (منطقة كوبا) ناحية جزر البهاما، وقد كان من المحفِّزات الأساسية لدى جوان دي ليون هو العثور على هذا النبع الأسطوري. وقد عُرف جوان بهذه الأسطورة من الهنود الذين اعتقدوا بوجود هذه المياه المجدِّدة للشباب، وتصوّروا أن مياه هذه النبع تعجّ أيضًا بالذهب والأحجار الكريمة. ومن وراء جوان، الذي مات في عام 1521 - دون أن يجدد شبابه بالطبع - ذهبت مئات المجموعات الاسكتشافية بحثًا عن نبع الشباب، وقد لقي الكثير منهم حتفهم في أثناء بحثهم - في مجاهل الصحاري والأدغال - عما يطيل العمر ويعيد الشباب. وما زال الناس إلى اليوم على استعداد لإنفاق الملايين من الجنيهات بحثًا عما يطيل حياتهم ويستعيد شبابهم. وإن سلّموا بعدم وجود خرافات مثل نبع الشباب أو إكسير الحياة، إلا أنه ما زال هناك العديد من الأبحاث العلمية التي تُجرى في المعاهد والجامعات لمحاولة معرفة التغيرات الكيميائية التي تحدث في الجسم المسبِّبة لعوامل الشيخوخة في محاولات يائسة لمنعه. نعم.. فلعل لغة الملايين هي عين ما قاله الشاعر: بكيت على الشباب بدمع عيني ألا ليتَ الشبابُ يعود يومًا فلم يُغْنِ البكاءُ ولا النحيبُ فأُخبرُه بما فعلَ المَشيبُ صديقي الشاب: يتمنى الملايين لو استطاعوا أن يعودا إلى تلك الفترة التي تعيشها أنت: فترة القوة والطاقة والحيوية، فماذا أنت فاعل بشبابك؟ لا تُنفقه عبثًا؛ فهناك من أضاعوا شبابهم في اللهو والعبث، الحب وخداع القلب، في تيار العالم وأفانينه، تساليه وملاهيه، وتمُرّ السنون سريعًا، وينقضي جُلّ العمر دون فائدة تذكر. أليس حريًا بنا أن نتذكر قول الحكيم «افرح أيها الشاب في حداثتك، وليسرّك قلبك في أيام شبابك... واعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة. فانزع الغم من قلبِك، وابعد الشرَّ عن لحمك؛ لأن الحداثة والشباب باطلان» (جامعة11: 9-10). فهنا يخبرنا الحكيم أن الأفراح العالمية والملذّات الجسدية لا بد أن تنتهي بالغم الشديد في القلب، ويحذر أيضًا أن من يخطئ خطية النجاسة إنما يأتي بالشر إلى لحمه، ويخطئ إلى جسده (1كورنثوس6: 18) لذا يعقبها الحكيم بالوصية: «فأذكر خالقك في أيام شبابك؛ قبل أن تأتي أيام الشر، أو تجيء السنون إذ تقول: ليس لي فيها سرور» ويردف بالقول موضِّحًا: «قبل ما تظلم الشمس والنور والقمر والنجوم»؛ أي أن بهجة الحياة تعتم ونضارة الشباب تنطفئ. «في يوم يتزعزع فيه حفظة البيت»؛ أي تهتز فيه الأيدي ضعفً. «وتتلوّى رجال القوة»؛ تضعف الرجلان والساقان. «وتبطل الطواحن لأنها قَلّت»؛ فالأسنان والأضراس القليلة التي تبقى تفشل في أداء مهمته. «وتظلم النواظر من الشبابيك»؛ أي تضعف العينان. «وتغلق الأبواب في السوق»، أي يثقل الكلام. «ينخفض صوت المطحنة»؛ يضعف السمع. «واللوز يزهر» أذ تشتعل شيبة الرأس. وغيرها من التشبيهات الجميلة التي تدلل على هزيمة جسم الإنسان إزاء عوامل الشيخوخة (جامعة12: 1-8). |
||||
04 - 01 - 2024, 01:23 PM | رقم المشاركة : ( 147207 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فطوبى لمن يتحذّر ويتّعظ ويذكر خالقه في أيام شبابه، وينتهز فرصة كثرة الطاقة، ونضرة الشباب في خدمة تاعبة للرب ولقطيعه، فيُفني طاقاته وحياته في طاعة مشيئة الله من القلب، في نشر أحلى أخبار يمكن للمرء أن يتكلم بها: عن حب المسيح وفدائه وصفحه للأثيم. فأنعِم بمن سمع وأطاع. فهكذا يكون استثمار الشباب والطاقة قبل أن تمضي السنون، وتفوت فرصًا ثمينة كان يمكن أن نستغلها لإكرام سيدنا بأفضل الطرق. قال مودي رجل الله: "كل واحد منا يستطيع أن يحب يسوع ويستطيع أن يعمل شيء لشخصه المبارك. ومهما كان هذا العمل صغير فانه سيبقى خالدً. فكتل الحديد وأحجار الجرانيت تتحطم بمرور الزمن، لكن ما نعمله من اجل المسيح لا يفنى أو يتلاشى بل سيخلد أكثر من الزمن نفسه". |
||||
04 - 01 - 2024, 01:24 PM | رقم المشاركة : ( 147208 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَنّ ذَهب عنهم الشباب وولى، فلدينا لهم أخبار طيبة: الأول: أن الرب يجدِّد مثل النسر الشباب (مزمور103: 5)، فيهب من لدنه قوة وطاقة وبركة وحياة مثمرة. والثاني: أن لنا رجاء أسمى بما لا يُقاس من أحلام استعادة الشباب على الأرض؛ إنه الرجاء الموضوع لنا في السماوات (كولوسي1: 3-5) أنّ الرب سيغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده (فيلبي3: 21)؛ فهذا الجسد الممجَّد الذي سنحظى به عن قريب لن تدبّ فيه أبدًا عوامل الفناء والشيخوخة، ولن تظهر عليه أمراض أو تجاعيد، وحتى الموت لن يكون في ما بعد. نعم سنصير شبابًا إلى الأبد في هذا الجسد المُمجَّد. |
||||
04 - 01 - 2024, 01:38 PM | رقم المشاركة : ( 147209 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصديق الأمين والصداقة الإلهية بعد أن تحدَّث في الأصحاح الخامس عن الجوانب السلبية التي تُفسِد القلب وعن ضبط النفس حتى لا يخطئ الإنسان في الأمور الكبيرة والصغيرة، تحدث هنا عن الصديق الأمين والصداقة الإلهية. لا نجد في أسفار الكتاب المقدس من تعرَّض للصداقة أكثر مما ورد في سفر ابن سيراخ. اعتبر البعض أن السفر في مجمله هو حديث عن الصداقة مع الله والناس. تحدث مباشرة عنها في (سي 6: 1-17؛ 9: 10-16؛ 19: 13-17؛ 22: 19-26؛ 27: 16-21؛ 37: 1-6). قدَّم لنا مجموعات من النصائح العملية لتدعيم الصداقة، كما أَكَّد على الحاجة إلى قيام صداقة مع الله. هذا وقيام الصداقة الأصيلة تتناغم مع الحكمة الإلهية التي لا تعزل المؤمن عن إخوته، بل تهبه اتِّساع القلب إن أمكن لكل البشر، الذين رقدوا والأحياء والأجيال القادمة، هذه الصداقة لا تقوم على مُجرَّد ارتباط جسدي بل على الحب والصلاة والعمل لأجل بنيان البشرية وتمُّتعها بالحياة المقدسة في الربّ. يليق أن يوجد حب حقيقي مُشترَك بين الصديقين مع ثقة متبادلة وعلاقة شخصية. |
||||
04 - 01 - 2024, 01:39 PM | رقم المشاركة : ( 147210 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحاجة إلى الصداقة الأمينة 1 وَلاَ تَصِرْ عَدُوًّا بَعْدَ أَنْ كُنْتَ صَدِيقًا، فَإِن الْقَبِيحَ السُّمْعَةِ يَرِثُ الْخِزْيَ وَالْعَارَ، وَكَذلِكَ الْخَاطِئُ ذُو اللِّسَانَيْنِ. 2 لاَ تَكُنْ كَثَوْرٍ، مُسْتَكْبِرًا بِأَفْكَارِ قَلْبِكَ، لِئَلاَّ تُسْلَبَ نَفْسُكَ، 3 فَتَأْكُلَ أَوْرَاقَكَ، وَتُتْلِفَ أَثْمَارَكَ، وَتَتْرُكَ نَفْسَكَ كَالْخَشَبِ الْيَابِسِ. 4 النَّفْسُ الشِّرِّيرَةُ تُهْلِكُ صَاحِبَهَا، وَتَجْعَلُهُ شَمَاتَةً لأَعْدَائِهِ. يتطلع ابن سيراخ إلى محبة الله لخليقته، فقد وهب غالبًا كل كائن حيّ أن يحب ما يُشابِهه بالغريزة الطبيعية (سي 13: 14-15). أما بالنسبة للبشر فوهبهم إمكانية إقامة الصداقة بينهم بكامل حريتهم خلال عطايا الله لهم من عقل وعاطفة وغرائز الحب. لكن إذ انحدر الإنسان بسقوطه في الخطية، صار يُعانِي من العوز إلى صداقة أمينة صادقة، يصعب أن يجدها كما يشتهيها في أقرب من له. فالطفل يشتكي: "ليس من يشعر بي ويفهمني. والديّ لا يفهماني". |
||||