26 - 10 - 2016, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 14701 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوحنا ويكليف
لما أدرك الشيطان أن نيران الإضطهاد لاتزيد الكنيسة إلا لمعاناً وقوة فى الشهادة لسيدها، لجأ إلى الخداع بجعل الكنيسة صديقة للعالم مُستخدماً رضاء الأباطرة والعظماء وعطفهم على الكنيسة الذى جعل رجال الدين فى ذلك الوقت يضعون يدهم فى يد العالم ويتحدون معه وينخدعون بتملقاته. وسرعان ماغزت المبادئ العالمية الكنيسة وظهرت كثير من التعاليم الغريبة التى أدت إلى إغفال نعمة الله، وتعظيم الذات. واتجه الكثيرون منهم إلى مُضاعفة ثرواتهم، متجرين بأمور الدين. وكان لابد فى هذه الحالة من مقاومة عمل الرب وتحريم قراءة الكتاب المقدس ليبقى الشعب أعمى، وحاربوا كل من فتح الرب ذهنه على المكتوب واتهموه بالهرطقة. والتاريخ ملئ بالفظائع التى ارتُكبت فى ذلك الوقت ضد رجال الله الأمناء والتى فاقت الإضطهادات التى لاقوها على يد الوثنيين، حتى ساد الظلام وعمَّت الخرافات. ولكن هل يترك الرب نفسه بلا شاهد؟ حاشا. بل بقيت نعمة الله عاملة فى شهوده الأمناء الذين شهدوا للرب ولنعمته حتى فى أحلك أوقات الظلمة. ومن هؤلاء الشهود: يوحنا ويكليف» ولادته ونشأته وُلد من أبوين فقيرين بمقاطعة يوركشير بانجلترا عام 1324 م ولكنه وصل فى تعليمه إلى جامعة اكسفورد وتعلم على يد عالم تقى هو توماس برادو اردين الذى منه استقى آراءه عن عمل النعمة وعدم وجود أى استحقاق بشرى فى أمر الخلاص كقول الكتاب «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كى لايفتخر أحد» (أف 2: 8،9) وقد تقدَّم ويكليف بسرعة ليس فى العلوم المدنية فقط لكن فى دراسة كلمة الله بمعونة الروح القدس وكان متضلعاً فى اللغتين اللاتينية والإنجليزية، وجاهد فى المُناداة بالإنجيل بلغة القوم العامة. بدء الخدمة حوالى عام 1349 م انتشر وباء الطاعون فى انجلترا وفى كل المسكونة وحصد حوالى ربع السكان مما ملأ قلب ويكليف بالمخاوف واستنتج أن يوم الدينونة على الأبواب فقضى فى صومعته أياماً وليالى فى صلوات حارة طالباً الإرشاد الإلهى خرج بعدها وقد امتلأ قلبه بالسلام الكامل من كلمة الله، مُبشراً بكل غيرة وأمانة بالإنجيل حتى لُقب «الدكتور الإنجيلى» . ولكن الذى أكسبه الشهرة فى اكسفورد هو مقاومة الأنظمة الفاسدة فى الكنيسة ، وضرب ويكليف بشدة على أصل هذا الشر. فى سنة 1361 إنتُخب ويكليف أُستاذاً بإحدى الكليات وبعد ذلك بأربع سنين انتقل إلى كانتربيرى وصار موضع احترام الجميع لمعرفته الدقيقة بالمكتوب وطهارة حياته الخاصة وشجاعته فى الحق وفصاحته كمبشر وكان ينادى بالخلاص بالإيمان، بالنعمة بدون أى استحقاق بشرى، وذلك كان متعارضاً تماماً مع المفهوم السائد فى ذلك الوقت وأعلن أنه ما من قانون دينى يمكن أن يكون له قوة إذا كان متعارضاً مع كلمة الله، مما جعل البابا والكرادلة يخافونه ويتتبعون أعماله بدقة. وفى عام 1372 إرتقى ويكليف إلى رُتبة دكتور فى اللاهوت مما أعطاه الحق فى إلقاء المحاضرات العامة كما كان يُحاضر الطلبة فى جامعة اكسفورد وكان له تأثير صالح على عقول وقلوب مئات الطلبة الذين كانوا يتزاحمون على محاضراته والذين كانوا بدورهم يذهبون كمعلمين متجولين حاملين نفس البذار الثمينة المباركة. عمل وجهاد واضطهاد عكف ويكليف على الوعظ ونشر النبذ الروحية الواضحة بين جميع الطبقات وكان مما يقوله «إن انجيل الرب يسوع المسيح هو المصدر الوحيد للدين الصحيح» وكان لتقواه وطهارة سلوكه إلى جانب مُناداته بالحق أن اجتمع حوله جمهور عظيم. وصل ويكليف إلى مركز سامٍ وكان الملك مُتعاطفاً معه وقد عيّنه رئيساً لجامعة لاتروث فى عام 1375، على أن الأخطار كانت تتجمع حوله وتهدده من نواحِ أخرى بعد أن أثار غضب البابا والرؤساء الدينيين الذين اتهموه بالهرطقة وأعلنوه بالحضور أمام المجلس التأديبى. فخضع ويكليف وحضر المجلس، ولكنه تلقى عوناً من يوحنا دوق لانكستر واللورد برسى قائد انجلترا العام وهكذا أصبح ويكليف حراً مرة أخرى بعد أن نجا من العقاب الشديد أو الموت حرقاً الذى كان يخططه له أعداؤه. استمر ويكليف يكرز ويعلم الشعب بغيرة وشجاعة لم تَقَلاَّ عن الأول، واستُدعى مرة أخرى للوقوف أمام نفس المندوبين البابويين ولم يكن بجانبه هذه المرة أحد بل كان متكله الله الحى وحده وبطريقة عجيبة أنقذه الرب أيضاً من أيديهم فعاد إلى أعماله الأولى وأنشأ فرقة من المبشرين المتجولين يطوفون البلاد المختلفة مُنادين بإنجيل المسيح مُعتمدين على الرب فى تسديد أعوازهم . ويكليف والكتاب المقدس على أن أعظم أعمال ويكليف كانت ترجمته للكتاب المقدس للغة الإنجليزية. وكان كلما أنهى ترجمة جزءاً سلَّمه بسرعة إلى النُسّاخ حتى انتشر الكتاب انتشاراً واسعاً بين جميع الطبقات مما كان له أعظم الأثر على عامة الشعب فقد استنارت العقول وخلصت النفوس وتمجد الله. وقد حاول الإكليروس إصدار تحريم لنشر الترجمة الإنجليزية ولكن فشلت هذه المحاولة الآثمة وانتشر الكتاب فى طول البلاد وعرضها بواسطة المُبشرين المتجولين. وبعد أن اجتاز ويكليف ضيقات كثيرة وتهديدات عديدة وبعد أن أنقذه الرب من السجون والموت حرقاً، سمح الرب له أن يغلق عينيه فى سلام ورقد فى الرب فى آخر يوم من سنة 1384 |
||||
26 - 10 - 2016, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 14702 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أثناسيوس اللرسول
نستكمل فى عددنا هذا الحديث عن ذلك البطل العظيم، وكنا قد توقفنا عند بداية جهاده ضد أريوس وبدعته . مجمع نيقية وصل الأمر إلى الإمبراطور قسطنطين الذى كان قد اعتنق المسيحية ولكنه كان حديث العهد بها ويجهل تعليم الكتاب المقدس، فاعتبر الأمر مجرد مناقشات فلسفية لاتستحق كل هذه الخلافات، إلا أنه، لأجل لَمّ الشمل، دون أن تكون المشكلة ذاتها لها أى وزن عنده. رأى عقد مجمعاً عاماً من جميع أساقفة العالم ليصدروا حكمهم فى هذه المسألة . وفى مدينة نيقية اجتمع 318 أسقفاً مثلين لكنائس العالم أجمع وبحضور الأمبراطور قسطنطين. دارت المناقشات لمدة 25 يوماً لصياغة قانون للإيمان يكون تلخيصاً للتعاليم المسيحية، ويوافق الجميع عليه . وفيما يختص بلاهوت المسيح طلب أثناسيوس (الذى كان شماساً فى وسط الأساقفة) أن تُضاف كلمة (Homo-ousion) والتى تعنى واحداً فى الجوهر أو ذا جوهر واحد للتعبير عن الحقيقة بطريقة موجزة، ولكن أريوس والشرذمة التى معه عارضوا استخدام هذه اللفظة واقترحوا استخدام كلمة (homi-ousion) أى مُشابه فى الجوهر. والفرق بي الكلمتين باليونانية هو حرف واحد (يونا) ولكن ماأعظم الفرق بين الكلمتين فى المعنى! إحترس عزيزى، قد يساومك الشيطان فى أمر بسيط جداً فى الظاهر راغباً من ورائه أن يسلبك أعظم الحقائق . وبقدر معارضة الذين انساقوا وراء آريوس، بقدر ماظهر للأغلبية أن تلك هى العبارة المقصوردة بالذات للتمييز بين مَنْ يؤمن بأن المسيح هو الله ومَنْ يعتقد بما هو خلاف ذلك، فوافق المجمع على اقتراح أثناسيوس بأغلبية هائلة حتى أنه عندما تم توقيع الوثيقة وقع عليها جميع الحاضرين عدا إثنين فقط. وبعد أن حكمت الكنيسة بهرطقة آريوس صدر قرار بنفى آريوس واعتباره هرطوقاً وحرق كتبه- وكان عمر أثناسيوس آنذاك 52 سنة. أثناسيوس بطريركاً للأسكندرية رقد الإسكندر بطريرك الاسكندرية وكان قد أوصى قبل رقاده بأن يأخذ مكانه فى الخدمة أثناسيوس الذى كان بطلاً دافع بصلابة عن الإيمان القويم . ولكن الأمر لم ينتهِ عند ذاك إذ استطاع أريوس بدهائه وتملقه أن يجتذب الإمبراطور إلى صفه بمساعدة بعض المؤيدين له والمخدوعين بتعليمه، واستطاعوا أن يشوا بأثناسيوس لدى الأمبراطور ولفقوا له التهمة بعد الأخرى فنُفى إلى تريف سنة 336 وفى نفس السنة مات آريوس بمرض الدوسنتاريا حتى أنه وُجد ميتاً مُلقى على الأرض وأحشاؤه خارجه . لكن بموت آريوس لم تندثر بدعته فوراً واستمر اضطهاد أتباعه لأثناسيوس حتى أنه نُفى أربع مرات أُخَر. وليختبئ من بطشهم إضطر للإلتجاء للبرارى، بل اختبأ مرة فى مقبرة أبيه بالأسكندرية، لكنه احتمل كل هذا ببطولة نادرة متمسكاً بالحق وتعاليم الكتاب النقية مُدافعاً عنها بكل قوته، وبالإضافة لذلك كتب كثيراً من المقالات التعليمية والرعوية. ثم رقد فى الرب عام373 بعد أن أكمل جهاده وحفظ الإيمان (2تى 4: 6). ولايزال أثناسيوس حتى يومنا هذا محل تقدير جميع المؤمنين وفوق الكل تقدير سيده الأمين الذى يحفظ له جهاده وسيكافئه عند الوقوف أمام كرسيه. |
||||
26 - 10 - 2016, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 14703 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنت إلهي يا الله أنت مرتفع بقدرتك، متسامى برحمتك... أنت العدل والكمال، أنت الحسن والجمال... أنت القوى الفريد، منجدي المعين... كيف لعقلى أن يدركك ويعلم كل سموك... لايراك أحد ولايستطيع أحد أن يدركك... مع أنك حاضر دائما أقرب لى من نفسى... لايعتريك زوال، وليس لك مثال... تُبدِل كل شئ وأنت لا تتغير فى شئ... لست جديداً ولا قديماً، فأنت الأزلى الأبدى... ماأعظمك وما أماك، تتحق أن أعبدك وليس سواك... وهذا يشرفنى أنك أنت إلهى... |
||||
26 - 10 - 2016, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 14704 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جوستين الملقب بالشهيد
عظيم هو الرب الذى بحبه مَلَك قلوب قديسيه فى كل العصور. فداهم بدمه، جذبتهم نعمته، شملهم لطفه، فتغيّرت حياتهم وتبدّلت أهدافهم، فعاشوا له ورخص من أجله كل شئ حتى حياتهم لم تَعُد ثمينة عندهم (أعمال 20). حتى أن كثيرين حين وُضعوا أمام الاختيار فضلوا الموت بسرور شاهدين عن مخلصهم على أن يحيوا ناكرين له. ويحكى لنا الكتاب المقدس عن أبطال وضعوا حياتهم لأجل المسيح بدءاً من اسطفانوس ويعقوب (أعمال 7 ، 12). وأيضاً يحفل تاريخ الكنيسة على طوله بالذكرى العطرة لأبطال مجّدوا سيدهم وشهدوا عنه حتى الموت. وفى هذا الباب سنستعرض صفحات مُضيئة فى هذا التاريخ المجيد، تاريخ الكنيسة. ولد جوستين فى بلدة نيوبوليس فى مدينة سميرنا (المُسمّاة حالياً أزمير بتركيا) ودرس باعتناء أصول المعتقدات الفلسفية المختلفة وهو فى شبابه. وإذ لم يجد فيها الشبع الذى كانت تتوق إليه نفسه. عمد إلى سماع الإنجيل لعله يجد فيه حاجته فوجد فيه بنعمة الله راحة تامة لنفسه وسداًداً كاملاً لرغبات قلبه. ومالبث أن أصبح مسيحياً غيوراً وكاتباً قديراً يناضل عن المسيحية. وفى أوائل عهد الامبراطور أوريليوس اشتهر أمر جوستين حتى وصل خبره إلى الامبراطور. فأمر بإلقاء القبض عليه مع ستة من رفقائه وسيقوا جميعاً إلى القضاء. ولما أمرهم القاضى أن يقدموا ذبائح للآلهة أجابه جوستين : "لايوجد إنسان ذو عقل سليم يرضى أن يترك الحق ليتبع ديناً فاسداً كاذباًً " فأجابه القاضى: إن لم تطع هذا الأمر فلابد من التنكيل بكم بدون رحمة ولا شفقة" فكان جواب جوستين : «إنا لانرغب فى شئ بإخلاص أكثر من رغبتنا فى أن نحتمل أنواع التعذيب لأجل الرب يسوع المسيح، ووافقه البقية على ذلك وقالوا "إننا مسيحيون ولايمكننا أن نذبح للأوثان" فأصدر القاضى حكمه عليهم وهذا نصه "إن الذين رفضوا أن يقدموا ذبائح للآلهة وأبوا أن يخضعوا لأوامر الامبراطور يجلدون أولاً ثم تُقطع رؤوسهم" ففرح الشهداء وباركوا الله. ثم أخذوهم إلى السجن حيث جلدوهم وبعد ذلك قطعوا رؤوسهم بالسيف. وكان ذلك فى روما نحو سنة 165 م. وهكذا رقد فى الرب يسوع أحد الآباء الأولين نائلاً ذلك اللقب المجيد لقب "الشهيد" الذى يقترن عادة باسمه. أنت إلهي يا الله أنت مرتفع بقدرتك، متسامى برحمتك... أنت العدل والكمال، أنت الحسن والجمال... أنت القوى الفريد، منجدي المعين... كيف لعقلى أن يدركك ويعلم كل سموك... لايراك أحد ولايستطيع أحد أن يدركك... مع أنك حاضر دائما أقرب لى من نفسى... لايعتريك زوال، وليس لك مثال... تُبدِل كل شئ وأنت لا تتغير فى شئ... لست جديداً ولا قديماً، فأنت الأزلى الأبدى... ماأعظمك وما أماك، تتحق أن أعبدك وليس سواك... وهذا يشرفنى أنك أنت إلهى... |
||||
26 - 10 - 2016, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 14705 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طريقان
1- الطريق الاول: قال الرب يسوع «أنا هوالطريق» (يوحنا 14: 6). 2- الطريق الثاني: «ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين» (يهوذا11). «توجد طريق تظهر للأنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت» (امثال 14: 12؛ 16: 25). وسنري هذين الطريقين في أول ابنين ثم في اثنين كانا في مكان واحد، ثم في ابنين أخرىن، وأخيراً في إنسانين صعدا إلى الهيكل ليصليا.... أول ابنين نقرأ عنهما في تكوين 4 وهما: قايين الذي كان يعمل في الأرض، وهابيل الذي كان راعياً للغنم. وحدث أن قايين قدم من أثمار الأرض؛ أي مما تعب فيه وزرعه، لكن الرب لم ينظر إلى ما قدم. أما هابيل فقدم من أبكار غنمه ومن سمانها، فنظر الرب إلى قربانه. طريق قايين يكلمنا عن طريق الأعمال، وويل لمن يسلك هذا الطريق... فأين الدم في هذه التقدمات؟ إن الكتاب المقدس يعلمنا أنه «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عبرانيين 9: 22). ثم مهما عمل الخاطي؛ هل تستطيع هذة الأعمال المحدودة أن تعوّض الله غير المحدود؟ كما أن أجرة الخطية هي موت (رومية 6: 23)؛ ولانقرأ مطلقاً أن أجرة الخطية صوم، صدقة،.... أما هابيل فنقرأ عنه في عبرانيين 11: 4 «بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين. فبه شُهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه وبه وإن مات يتكلم بعد». لقد عاش هابيل مع أبيه آدم، وبالتأكيد سمع منه أيضاً عن الذبيحة التي صنع منها الرب الإله الأقمصة التي من الجلد؛ لذا قدم الذبيحة التي بها شهد الله له أنه بار. ومن هنا نفهم أن الله لايقبل من الخاطئ مايعمله أو يتعب فيه. اثنان كانا في مكان واحد اقرأ جيداً قصة الساقي والخباز في تكوين40؛ كلاهما أخطأ وأذنب في حق سيده ملك مصر؛ وقد وضعهما فرعون في الحبس، وحلم كل منهما حلماً في ليلة واحدة. وحلم رئيس السقاة يرينا طريق الخلاص والنجاة، فهو يلتجيء إلى الكرمة التي تذكرنا بالرب يسوع الذي قال في يوحنا15: 1 «أنا الكرمة الحقيقية»؛ ونراه يلتجيء إلىها وكأسه فارغة، لم يكن فيها شيء إطلاقاً، يأخـذ العنب ويعصره وعصير العنب اسمه في كلمة الله «دم العنب» (تكوين49: 11، تثنية32: 14) والنتيجة هي نجاة وخلاص رئيس السقاة. أما رئيس الخبازين فحلمه يرينا أنه سلك طريق قايين؛ طريق الأعمال، حيث كان يحمل على رأسه ثلاثة سلال حواري (أي خبز أبيض( وأيضاً من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز، لقد تعب كثيراً في عملية الخبيز، ثم حمل ما خبزه على رأسه؛ لكن فرعون لم يأكل من كل هذا، بل الطيور هي التي كانت تأكل من السل؛ والنهاية كانت: «يرفع فرعون رأسك عنك ويعلقك على خشبة وتأكل الطيور لحمك عنك» (تكوين40: 19). أمام العين البشرية قد يري رئيس الخبازين أفضل من رئيس السقاة؛ ولكن أمام الله كان رئيس السقاة أفضل. إبنان آخران حكي قصتهما الرب يسوع في لوقا15: 11-32 (يرجي قراءة هذا الجزء جيداً( ولاحظ أن الابن الأصغر رجع إلى أبيه دون أن يكون معه شيء يقدمه له، بل أتي إلىه كما هو في تعاسة الخطية (ع14) وعبوديتها (ع15،16)، أتي إلىه جائعاً حافياً عارياً برائحته الكريهة، ولكنه إذ كان لم يزل بعيداً رآه أبوه فتحنن، وركض ووقع على عنقه وقبله (ع 27). وأمر الأب عبيده أن يخرجوا الحلة الأولي (أفضل ثوب( ويلبسوه، ويجعلوا خاتماً في يده وحذاء في رجليه... وهكذا تدفقت عطايا المحبة والنعمة. أما الابن الأكبر فقد كان في الحقل (ع25)، والحقل يرينا العمل، وكان متمثلاً بقايين سائراً في طريقه... ثم نراه يقول لأبيه «ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك...». إنه يقدم كشف حساب أعماله... لكن يسدل الستار على هذه القصة والابن الأكبر لايزال خارجاً؛ لأنه «ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أفسس2: 9). إنسانان صعدا ليصليا اقرأ جيداً لوقا 18: 9-14، ولاحظ معي أن هذين الرجلين يتفقان في الأصل الواحد «إنسانان»، وفي السبيل الواحد حيث «صعدا إلى الهيكل»، وفي الغاية الواحدة «ليصليا»؛ لكن من هنا تبتديء زاوية الانفراج بينهما تتسع إلى أن تفصل بينهما في النهاية تلك المسافة غير المحدودة «هوة عظيمة» (لوقا 16: 26). فالفريسي وقف يصلي في نفسه ومن نفسه وعن نفسه، ولم تذهب صلاته إلا إلى نفسه «أنا... إني... أصوم... أعشر»، ذكر اسم الله مرة واحدة، وليس ليشكره ولكن ليهنيء نفسه، وذكر باقي الناس ولم يكن مصلياً لأجلهم بل محتقراً إياهم، وكانت صلاته خإلىة من الاعترافات ومملوءة بالإعلانات عن نفسه. أما العشار فوقف من بعيد، كما يقف الأبرص الشاعر بنجاسته، ويصف الرب يسوع اتضاعه ويرينا كيف كانت صلاته. وما أعظم الفرق بين معني الكلمة «هذا» التي نطق بها المسيح، وبين معني الكلمة عينها على لسان الفريسي!! «هذا» كلمة فاه بها الفريسي مشيراً إلى العشار إشارة تحقير وازدراء «ولا مثل هذا العشار». «هذا» كلمة نطق بها المسيح مشيراً إلى العشار إشارة تقدير وثناء «أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك». أخي، إن طريق الخلاص واضح «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك» (أعمال 16: 31). تعال إلى الرب يسوع كما أنت... اعترف له أنك الخاطيء المشحون بالخطية... اعترف له أنك فاشل وعاجز... ثق فيه وفي محبته وفي ذبيحته فتنال الخلاص والحياة والغفران. |
||||
26 - 10 - 2016, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 14706 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خيوط العنكبوت أم خيوط الحرير؟ على أن كثيرين لازالوا يردون الاقتراب من الله عن طريق أعمالهم، معتقدين أن أعمالهم تستطيع أن تكسو عريهم أمام الله، ولا يدرون أنهم بذلك ينسجون خيوط العنكبوت التي لا يمكن لها أن تصير ثوباً «... نسجوا خيوط العنكبوت ... خيوطهم لا تصير ثوباً، ولا يكتسون بأعمالهم» (إشعياء 59: 5،6). على أن المسيح عندما عُلق على الصليب ليحتمل كل الدينونة قال دون أن يسمعه أحد «أما أنا فدودة لا إنسان» (مزمور 22: 6) كان مثل دودة القز التي تموت لتعطى للإنسان خيوطاً رائعة تصير ثوباً، هي خيوط الحرير. وكل من يؤمن بالرب يسوع المسيح إيماناً قلبياً يستطيع أن يهتف «فرحاً أفرح بالرب، تبتهج نفسى بإلهى؛ لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر» (إشعياء 61: 10) ... هل تستطيع أخي أن تهتف هذا الهتاف؟! |
||||
26 - 10 - 2016, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 14707 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مآزر من ورق التين أم أقمصة من جلد؟ عندما دخلت الخطية إلى العالم، يقول الكتاب (تكوىن3) إن أعين آدم وحواء انفتحت وعلما أنهما عريانان (ع7). ولكى يسترا عريهما، خاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر، لكن هل استطاعت أوراق التين أن تسترهما أمام الله؟ إطلاقاً، لأنهما عندما سمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة اختبئا في وسط الشجر، وعندما نادى الرب آدم «أين أنت؟»، قال آدم «سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأنى عريان فاختبأت» (ع01)، ورغم أنه كان يلبس المآزر التي صنعها لنفسه، لكنه اعترف أنه عريان ومكشوف أمام الله. هكذا لا تستطيع أعمالنا أن تسترنا بأي حال من الأحوال أمام الله. ولكن الحل كان من الرب الذى صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما (ع12). وهنا لم يعمل آدم شيئاً، لكن الرب هو الذى صنع الأقمصة وألبسهما، ولكى يصنع لهما هذه الأقمصة كان لابد من ذبيحة تُذبح ثم تُسلخ؛ هذه الذبيحة تذكرنا بالذبيح الأعظم، الرب يسوع المسيح. |
||||
26 - 10 - 2016, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 14708 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكتاب يعلمنا أن عمل المسيح على الصليب كامل وكافٍ قال الرب يسوع كلمة خالدة عظيمة، بعد أن رأى أن كل شيء قد كمل، وأنه دفع كل الدين وكل الحساب؛ كانت هذه الكلمة هي «قد أُكمِل» (يوحنا 19: 30). وهو تعبير يرينا ختم الرب نفسه على أن عمله هو العمل الكامل. ولكفاية هذا العمل وكماله فإنه لا يتكرر مطلقاً؛ عكس الذبائح فى عهد الناموس التي كانت تتكرر كل سنة وتُقدَّم مراراً كثيرة، ولم تستطع أن ترفع أو أن تنزع خطية واحدة. ومن الآيات التالية نكتشف أن عمل المسيح الذى عُمِل مرة واحدة كان فيه كل الكفاية: «وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً ... ولكنه أُظهِر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطِل الخطية بذبيحة نفسه ... المسح... قُدم مرة لكى يحمل خطايا كثيرين» (عبرانيين 9: 12 ، 26 ، 28). «فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسح مرة واحدة... وأما هذا (المسح) فبعد أن قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة؛ جلس (كدليل على كمال العمل) إلى الأبد عن يمين الله ... لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين» (عبرانيين 10: 10 ،12 ،14). |
||||
26 - 10 - 2016, 06:16 PM | رقم المشاركة : ( 14709 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكتاب يعلمنا أن الخلاص ليس بالأعمال «ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أفسس 2: 9). « لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا» (تيطس 3: 5). « مبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح» (رومية 3: 24). وقد يسأل سائل: إذاً، لماذا أعطى الله الناموس (الوصايا)؟ الحقيقة أن الله أعطى الناموس ليثبت للإنسان فشله وعجزه. لم يكن الناموس في فكر الله أصلاً لكنه «قد زيد» (غلاطية 3: 19). لقد قال الشعب قديماً: «كل ما تكلم به الرب نفعل» (خروج 19: 8)؛ وها هو الله يثبت لهم أنهم لا يستطيعون أن يعملوا شيئاً. ونقرأ في رومية 5: 20«وأما الناموس فدخل لكى تكثر الخطية»؛ فالناموس مثل المسطرة التي فقط تكشف اعوجاج الخط دون أن يمكنها أن تقومه، ومثل جهاز الأشعة الذى فقط يرينا داء المريض دون أن يقدم العلاج. إن موسى الذى به أعطى الله الناموس، لم يستطع هذا الناموس أن يُدخله إلى أرض الموعد؛ فهل يستطيع الناموس أن يُدخل إنساناً إلى السماء؟! |
||||
26 - 10 - 2016, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 14710 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكتاب يعلمنا أن الأعمال الصالحة التي يعملها الإنسان هي نجاسة في نظر الله عندما يقدم الخاطئ عملاً صالحاً، فهذا العمل في نظر الله نجس؛ لأن الأيدي التي قدمته نجسة لم تتطهر بعد. وقد أدرك إشعياء هذا الأمر وهذه الحقيقة فقال: «وقد صرنا كلنا كنجس، وكثوب عدة (شديد النجاسة) كل أعمال برنا (وليس أعمال شرنا فقط) » (إشعياء 64: 6). الكتاب يعلمنا أن الحياة الأبدية هبة، أي عطية مجانية دون مقابل «لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا» (رومية 6: 23). فالهدايا تُعطى مجاناً مع أن لها ثمناً وربما ثمن عظيم؛ هكذا الخلاص والحياة الأبدية، مع أنهما كلفا المسيح ثمناً عظيماً جداً، إلا أن الله يعطيهما مجاناً، ولا يكون الحصول عليهما متوقفاً على أية أعمال يقدمها الإنسان. |
||||