منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 10 - 2016, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 14691 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سفير عن المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ذلك هو السيد أنتونى نوريس جروفس والذى ولد بمدينة "نيوتن" ببريطانيا، لوالد غنى وكريم عام 1795. وقد تعرف بالرب كمخلصه الشخصى فى "اكستير"، ومنذ ذلك الحين صار تلميذاً مخلصاً للسيد، محباً ودارساً لكلمة الله بإخلاص وتقوى؛ وقد أنار الرب ذهنه فى حقه المقدس وفتح عينيه على الحقائق الخاصة بالكنيسة. ضحى بعمله كطبيب للأسنان، وكان يدر عليه دخلاً كبيراً، ليخرج كمرسل فى خدمة الرب.

«من أُرسِل؟»

لما اجتاز هنرى مارتن - أحد مرسلى تلك الأيام - من الهند إلى سوريا عن طريق إيران، اهتزت انجلترا كلها لسماع أخبار تلك الممالك، دون أن يتحرك أحد. لكن مستر جروفس قدم نفسه ليحمل الإنجيل إلى تلك البلاد. ولما لم تكن هناك سفينة مريحة على استعداد لتنقله هو ومرافقيه على ظهرها، أعاره أحد الأصدقاء يختاً صغيراً أقلع فيه هو وزوجته وابناه وأخته واثنان آخرين، قاصدين بطرسبرج أولاً. وقد صادفتهم أخطار كثيرة وصعاب متنوعة فى هذا اليخت الذى لم يكن معداً لسفر المسافات الطويلة. وفى سوريا كانوا يسافرون فى تلك الأماكن الوعرة فى عربة متعبة مع كل أمتعتهم؛ فكانوا كل يوم فى أخطار سيول، وأخطار لصوص، أخطار فى المدينة، وأخطار فى البرية.

أمواج متلاحقة

ولكن كل هذه لا تُحسب شيئاً بالمقابلة مع ما كان أمامهم بعد انتهاء الرحلة من بطرسبرج إلى بغداد التى تقع على نهر الفرات بالقرب من الموضع الذى يُظن أن جنة عدن كانت فيه، ولكن مستر جروفس وجدها مكاناً مرعباً؛ حيث الحرارة الشديدة، وتعصب الأهالى وحبهم للقتال والحرب، ومما زاد الأمور سوءاً تفشى الطاعون الذى فتك بالآلاف. وقد كان ملخص الثلاث سسنين التى قضاها مستر جروفس فى بغداد هو الطاعون، والحرب، والمجاعة، وأخيراً الفيضان الذى لم يقف طغيانه وتدميره إلا على رأس الشارع الذى كان يسكنه مستر جروفس. وقد كان أشد تلك الأوقات حزناً على قلبه هو حين ماتت زوجته الشجاعة والنبيلة القلب "ماري" بالطاعون، وهناك ماتت أيضاً صغيرته التى ولدت له فى بغداد، وقد تقبل كل ذلك بتسليم كامل لسيده. وقد تعرض هو نفسه للطاعون إلا أن الرب أنقذه ليكمل رسالته. فى بغداد افتتح مدرسة ازدهرت منذ البداية، وكانت وسيلة للاتصال بالناس وخدمتهم. كما كان علاج المرضى وسيلة أخرى للخدمة، وقد قُبِلَت خدمتهم بين الأرمن كما فتحت بعض الأبواب بين اليهود والسريان ليسمعوا بشارة الإنجيل.

العمل فى الهند

من بغداد انتقل مستر جروفس وعائلته إلى الهند. وإذ وجد هناك أبواباً عديدة مفتوحة للإنجيل، قرر بالاعتماد على الرب أن يبشر لملايين الوثنيين مشجعاً ومتعاوناً مع المرسلين الموجودين هناك.

وإذ رأى حاجة العمل فى الهند، عاد لإنجلترا ومن هناك اصطحب مستر "بودين" ومستر "بير" اللذين عملا وجاهدا وحدهما فى مقاطعة جودافارى قرابة عشرين عاماً إلى أن انضم إليهما آخرون. كان مستر جروفس قد ربح فى أيامه الأولى أحد الهنود اسمه "ارولايان" الذى غدا بطلاً متجولاً بين القرى إلى مسافة بعيدة جنوبى جودافارى، وقد آمن كثيرون بواسطته وتأسست عدة كنائس عن طريق خدمته.

إكمال السعى

وقد كرس مستر جروفس كل جهوده ومواهبه للسعى لتحسين حال المسيحيين الوطنيين فى الهند. وبعد سنوات من الجهاد والتعب فى الخدمة، عاد إلى إنجلترا، حيث رقد فى الرب فى مدينة "برستول" فى مايو 1853.

وحيثما نقرأ عن عمل الرب فى الهند والصين والأماكن البعيدة الأخرى، نجد أنفسنا أمام ذكرى ذلك البطل الذى وضع بمعونة الرب أساساً للاهتمام بالإرساليات لم يزل ظاهراً إلى يومنا هذا. ومع أن الكثيرين قد لا يعرفون عنه الكثير إلا أن الرب الذى لا يغفل عن أقل ما يُفعَل لمجده، سيذكر كل ما تعب فيه ذلك الفاضل حين يهبه المكافأة أمام كرسيه.
 
قديم 26 - 10 - 2016, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 14692 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مشكلتان ولكن

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تكلم الرب يسوع عن بيت الآب فى إنجيل يوحنا 14: 2 قائلاً «فى بيت أبى منازل كثيرة». ولا شك أن كل شخص يتوق للذهاب إلى هناك، ولكن كيف يكون ذلك؟ الحقيقة أنه توجد مشكلتان كبيرتان أمام تحقيق ذلك:-
الأولى: نحن خطاة ولا يمكن لخاطئ أن يوجد فى محضر الله القدوس.
الثانية: بيت الآب ليس مكاناً للإنسان، وليس من حق الإنسان مهما كان أن يذهب إلى هناك .



ولكن الرب يسوع المسيح كان فيه وبه الحل العظيم لهاتين المشكلتين .

حل المشكلة الاولى:
ذهب الرب يسوع إلى الصليب وعُلِق عليه وسفك دمه الثمين الذى له قوة فاعلية عظيمة فهذا الدم:

1- يُطهِر: «ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» (1يوحنا 1: 7)، وأيضاً يطهر ضمائرنا (اقرأ عبرانيين 9: 14).

2- يُغسِّل: «الذى احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه» (رؤيا 1: 5).

3- به الغفران: لأنه «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عبرانيين 9: 22)، وقد قال الرب يسوع لتلاميذه فى إنجيل متى 26: 28 «دمى .... الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا» (اقرأ أيضاً أفسس 1: 7 وكولوسى 1: 14).

4- به لنا المصالحة مع الله: «عاملاً الصلح بدم صليبه» (كولوسى 1:02)

5- به لنا التبرير أمام الله:
«نحن متبررون الآن بدمه» (رومية 5: 9)

6- به تم الشراء: فنحن الذين لا قيمة لنا مطلقاً، تم شراؤنا بهذا الدم «ذُبِحت واشتريتنا لله بدمك» (رؤيا 5: 9).

7- به تم الفدا:
«عالمين أنكم افتديتم ... بدم كريم ... دم المسيح» (1بطرس1: 18 ،19). لقد تم حل المشكلة الأولى تماماً؛ فمن يؤمن بالمسيح إيماناً قلبياً، ويعترف له أنه "الخاطئ" وأنه مملوء بالخطية، وأنه "الفاشل العاجز"، وأنه يستحق كل الدينونة، ويثق فى شخصه وعمله ودمه؛ فلابد أن يتطهر ويتمتع بكل بركات سفك دمه.

حل المشكلة الثانية


إن بيت الآب لم يدخله ولم يوجد فيه إنسان من قبل، فكيف لى أن أتواجد فيه؟ وما هو ضمان أحقيتي لهذا البيت؟

قال الرب يسوع «فى بيت أبى منازل كثيرة ... أنا أمضى لأعد لكم مكاناً»، فبدخول المسيح بيت الآب أصبح لنا حق الملكية هناك، فهو عندما نزل من السماء كان هو الله، وعندما دخل إلى هناك دخل كالله وكإنسان معاٍ؛ فهو «دخل كسابق لأجلنا» (عبرانيين 6: 20). وبدخوله كسابق لنا كأنه يعلن أنه:- للإنسان المتطهر بالدم والمتمتع ببركات الدم الحق فى أن يوجد فى بيت الآب. فبيت الآب أُعد لنا فى ذات اللحظة التى فيها دخله الرب يسوع.

طوبى لنا ويالسعدنا...

فبذهاب المسيح إلى الصليب أعدنا نحن لنذهب لبيت الآب

وبذهاب المسيح إلى بيت الآب أعد المكان لنا

 
قديم 26 - 10 - 2016, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 14693 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ذهب الرب يسوع إلى الصليب وعُلِق عليه وسفك دمه الثمين الذى له قوة فاعلية عظيمة فهذا الدم:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
1- يُطهِر: «ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» (1يوحنا 1: 7)، وأيضاً يطهر ضمائرنا (اقرأ عبرانيين 9: 14).

2- يُغسِّل: «الذى احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه» (رؤيا 1: 5).

3- به الغفران: لأنه «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عبرانيين 9: 22)، وقد قال الرب يسوع لتلاميذه فى إنجيل متى 26: 28 «دمى .... الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا» (اقرأ أيضاً أفسس 1: 7 وكولوسى 1: 14).

4- به لنا المصالحة مع الله: «عاملاً الصلح بدم صليبه» (كولوسى 1:02)

5- به لنا التبرير أمام الله: «نحن متبررون الآن بدمه» (رومية 5: 9)

6- به تم الشراء: فنحن الذين لا قيمة لنا مطلقاً، تم شراؤنا بهذا الدم «ذُبِحت واشتريتنا لله بدمك» (رؤيا 5: 9).

7- به تم الفدا: «عالمين أنكم افتديتم ... بدم كريم ... دم المسيح» (1بطرس1: 18 ،19).
 
قديم 26 - 10 - 2016, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 14694 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أغلى من أبــــــى وابنى

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذه القصة الحقيقية الرائعة والتي أفرد لها التاريخ صفحات غالية، إنما ترسم لنا صورة حية امتزجت فيها أجمل أعمال الإيمان المسيحي مع أرق المشاعر، وهى تشجعنا أن نحتمل كل شيء لأجل المسيح لكى تضئ نعمته فينا، وينتصر إيماننا، ويتمجد الهنا.

متاعب منذ البداية
في قرطاجنة بشمال أفريقيا، في بداية القرن الثالث الميلادي، قُبض على شابة ضمن مجموعة كانت تدرس مبادئ المسيحية وعلى وشك المعمودية.

كانت بربتوا من أسرة شريفة، وقد تربت تربية حسنة وتزوجت زواجاً كريماً، وكانت آنذاك في الثانية والعشرين من عمرها، ولها طفل صغير تحمله على ذراعها. وعلى ما يبدو فإن جميع أفراد أسرتها كانوا مسيحيين عدا والدها الشيخ الذى كان لا يزال وثنياً، أما زوجها فلم يذكر التاريخ عنه شيئاً.

وكان أبوها الشيخ يحبها جداً، وأيضاً يخشى ما سيجلبه إيمانها بالمسيح عليها من موت، وما سيجلبه موتها في سبيل إيمانها بالمسيح من عار وخجل على عائلته.

آلام مضاعفة
لم يكن على بربتوا أن تجاهد فقط أمام الموت المريع الموضوع أمامها، بل أيضاً أمام الروابط الطبيعية لأسرتها ورضيعها. ولما جيء بها أمام المحاكمة، رجاها أبوها أن تنكر أنها مسيحية، فأجابته بهدوء مشيرة إلى إناء موضوع على الأرض «هل يمكنني أن أدعو هذا الإناء بغير اسمه» أجابها «كلا»، فقالت «وهكذا أنا لا أستطيع أن أقول عن نفسى سوى إنني مسيحية». وبعد أيام قليلة اعتمد هؤلاء الرفاق إذ كانوا تحت حراسة ولم يكونوا قد وضعوا في السجن بعد. ولكن لم يمض وقت طويل حتى وُضعوا في السجن. ولما اقترب موعد الحكم أسرع الأب إلى ابنته وهو منزعج مضطرب القلب؛ ورجاها قائلاً «ارحمي شيخوختي واشفقي على أبيك وانظري إلى طفلك الصغير هذا الذى لا يستطيع أن يعيش طويلاً بعد موتك، خفضي من عزيمتك وعلو همتك ولا تلقى بنا إلى الهلاك».

وبينما هو يكلمها أقبل عليها وقبّل يديها وارتمى أمامها، وأخذ يستعطفها ويلح عليها بدموع كثيرة.

ثبات وصمود
ومع أنها تأثرت كثيراً بمحبة أبيها، لكنها ظلت هادئة ثابتة، وكانت مهتمة أكثر بخلاص نفسه. ثم قالت له «إن ما يحدث لي موكول لإرادة الله لأننا لا نثبت بقوتنا لكن بقوة الله».

ولما جاء الوقت الأخير، اجتمع جمهور عظيم وظهر ذلك الشيخ مرة أخرى يستعطفها حاملا طفلها على ذراعيه ولكنها بقيت ثابتة ونظرها ليس على وليدها، بل على إله القيامة مثل أبيها إبراهيم. وإذ كانت قد استودعت طفلها لأخيها وأمها، أجابت الوالي بثبات حين سألها «هل أنت مسيحية؟» فأجابت «نعم، أنا مسيحية» فتقرر على الفور مصيرها.

أمام قرون بقر الوحش

عندما جاء وقت الإعدام سيقوا إلى الملعب وعلى وجوههم البِشْر والسرور. وقد أُلقى الرجال للسباع والدببة والفهود، أما النساء فقد وُضِعن أمام بقرة متوحشة كانت تدفعهن هنا وهناك، وما لبثوا أن ارتاحوا من آلامهم ودخلوا إلى راحتهم حتى يأتي الوقت السعيد الذى يدخلون فيه إلى فرح سيدهم.

وقد سبح الله كثيرون من المتفرجين حينما رأوا بربتوا تغنى وترنم للرب. وهكذا اخُتتمت القصة على الأرض، انتظاراً لاستكمالها أمام كرسي المسيح، حيث تنال المكافأة هي وكل الذين أحبوا السيد أكثر من الكل، أباً أو أماً، أخاً أو أختاً، ابناً أو ابنة، حتى الحياة ذاتها.
 
قديم 26 - 10 - 2016, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 14695 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هدسون تايلور مؤسس إرسالية الصين الداخلية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نشأة هدسون وُلد هدسون تىلور من أبوىن تقىىن. وىقال إنه كانت لوالده أشواق لأن ىخدم الرب فى الصىن، أما والدته فكانت لا تفتر عن أن تصلى لأجله، وأىضاً أخته التى تعهدت بأن تصلى لأجله حتى ىعرف الرب. وكان هدسون فى بداىة شبابه قد تعرف على مجموعة من الأصدقاء الملحدىن، واستراح إلى حد ما لأفكارهم؛ ولكن صلوات أسرته الحارة لم تذهب سدى بل استجابها الرب إذ عمل فى قلبه لىقبله كالمخلص وهو ىقرأ بعض النبذ

تكرىس قلبى

ذات مرة دخل هدسون إلى حجرته لىقضى وقتاً مع الرب فى خلوة، وسكب قلبه أمام الرب معبراً عن محبته له؛ وطلب منه أن ىُعىّن له المكان والعمل الذىن ىستطىع أن ىمجده فىهما. وضع هدسون تىلور الكل أمام الرب على مذبح التكرىس والطاعة للرب وهو ممتلئ بالفرح والتعزىة.

بعد شهور من هذه الفرصة شعر فى قلبه أن الرب ىرىده فى الصىن، فاستعار كتاباً عن الصىن لىعرف عنها المزىد. ولما عُرفت رغبته هذه سُئل عن كىف سىمكنه الذهاب إلى هناك؛ أجاب «لا أدرى كىف، لكنى سأعمل كما عمل التلامىذ والرسل؛ لقد ذهبوا بلا كىس ولا مزود، وسأعتمد على الرب الذى سىملأ كل احتىاجى بحسب غناه فى المجد فى المسىح ىسوع». ولم ىشجعه والداه على ذلك ولكنهما فى نفس الوقت لم ىثبطا من عزىمته، بل طلبا منه أن ىستشىر الرب وىصلى بانتظام حتى ىكشف له الرب عن إرادته الصالحة.

الإعداد للخدمة

بدأ هدسون الاستعداد لخدمته العتىدة فى الصىن؛ فابتدأ ىمارس بعض التمرىنات الرىاضىة لتقوىة جسده، كما ابتدأ ىستغنى عن الكمالىات لىستطىع أن ىحىا الحىاة الخشنة فى الصىن. ثم أخذ ىتمرن على خدمة الرب فى توزىع النبذ وزىارة الفقراء ومواساة المرضى والتعلىم فى مدارس الأحد. هذا وقد التحق بمدرسة طبىة، وبعد التخرج اشتغل مساعداً لأستاذ طبىب كان ىقوم بالعلاج فى عدة مصانع مما أتاح لهدسون فرصة كبىرة للتدرب. وقد كان هدسون ىدرب عضلاته الروحىة للاعتماد على الرب وحده دون أىة مصادر بشرىة أخرى، لكى تكون كل كفاىته فى الرب، وحتى ىستطىع عن طرىق الصلاة أن ىمارس حىاة الإىمان. وقد شجعه الرب كثىراً فى هذا التدرىب باختبارات كثىرة لأن ىثق فىه كمن ىسدد كل الأعواز وىعطى العون فى حىنه.

إنْ فى الصىن وإنْ فى لندن

وكان لابد له من الذهاب للدراسة فى لندن. وكان والده مستعداً لدفع النفقات، كما طلبت إرسالىة تعمل فى الصىن أن تتكفل بالنفقات؛ لكنه اعتذر لكلىهما ووضع نفسه فى ىدى الرب متكلاً علىه وحده فى تسدىد كافة احتىاجاته إنْ فى الصىن وإنْ فى لندن. الرحىل أخىراً جاء وقت الرحىل الذى طالما تمناه وحن إلىه، فقد سافر من لندن إلى لىفربول، وفى ىوم 19 سبتمبر من سنة 1853 أقىمت خدمة روحىة لتودىعه على ظهر السفىنة. وجاءت أمه تودعه، ودخلت غرفته التى كان مزمعاً أن ىقضى فىها حوالى ستة أشهر؛ وكان وداعاً حاراً جداً حتى أن أمه شهقت شهقة مزقت قلبه كسكىن حادة فقال «الآن قد أدركت عملىاً كىف أن الله أحب العالم».

هناك فى الصىن

وأخىراً وصلت السفىنة شنغهاى فى أول مارس سنة 1854. وفى الصىن أبدل زىه الأوروبى بالزى الصىنى وقد مكنه ذلك من الوصول إلى أماكن كثىرة بسهولة، كما مكنه من الوصول إلى قلوب الصىنىىن؛ فصار ىتنقل من مكان إلى آخر منادىاً بإنجىل المسىح الصرىح للنفوس الغالىة على قلب الرب.

واستمر هدسون تىلور عاملاً مجاهداً معلناً بشارة الإنجىل المفرحة رغماً عن كل مقاومة لاقاها، لكن عىنىه كانتا على سىده ىرىد أن ىُدخِل السرور إلى قلبه مهماً كانت التضحىات.

المحبة المحركة

لقد أحب الرب لذلك أحب المكان الذى أرسله إلىه والخدمة التى أوكله علىها فتفانى فىها حتى ارتبط اسم هدسون تىلور بالكرازة فى الصىن. وقد امتلأت حىاة وخدمة ذلك الرجل العظىم باختبارات ومعانٍ رائعة؛ لنا لقاء معها فى العدد القادم بمشىئة الرب.

 
قديم 26 - 10 - 2016, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 14696 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

روبرت رايكس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هو
ولد روبرت راىكس فى سنة 1735، وكان والده صاحب مطبعة ومدىر «جرىدة جلوسستر» وقد علم ابنه تعلىماً راقىاً، ثم أخذ ىدربه معه على العمل الذى خلفه فىه بعد زمن. أما حىاته فلم ىكن فىها ما ىمىزها عن حىاة رجل مجتهد فى مهنته. ولولا عطفه على المساجىن فى سجن جلوسستر، وعلى أطفال تلك المدىنة البائسة الجهال، لانطوى اسمه وذكره معاً فى أعماق القبر.

الدافع للعمل
لاحظ روبرت راىكس وقد راعه أن ىتسكع ذلك العدد الهائل من أبناء بلدته الأطفال خارج المدىنة وفى شوارعها خصوصاً فى أىام الآحاد وصمم على أن ىحاول تحسىن حالهم. واهتدى أولاً إلى ثلاث أو أربع سىدات ممن ىستطعن تعلىم الأطفال القراءة، واتفق معهن على أجر ىومى قدره خمسة قروش لكل منهن نظىر ذلك. ثم أخذ ىُغرى الأطفال على الحضورإلى المدرسة ونجح فى ذلك نجاحاً باهراً. وكثىرون منهم لم ىشغفوا بتعلم القراءة فقط بل أخذوا ىترددون من تلقاء أنفسهم على أماكن العبادة ومعهم كتب العهد الجديد.

تأسىس مدارس الأحد
فى بدء محاولته وجد روبرت راىكس إعتراضاً من أطفال كثىرىن بسبب ملابسهم البالىة، ولكنه طمأنهم بأن «الأىدى والأوجه النظىفة والشعر المرتب، هو كل المطلوب فى المدرسة». وكان لهذا العمل الصالح نتائجه المباركة إذ تأسست مدارس أحد فى جمىع الجهات، وعلى مر الأجىال المتعاقبة اتسع نطاقها وعظمت فوائدها لبركة الكثىرىن، وتشىر الاحصائىات إلى أن معظم المخلَّصىن قد تعرفوا على الرب مبكراً فى حىاتهم عن طرىق التعلىم فى مدرسة الأحد.

من المحتمل أن أغراض المستر راىكس من ذلك العمل الجلىل الذى قام به لم تكن تتعدى دائرته الضىقة، ولكن أعظم النتائج فى أمور الله لا تتوقف على تفكىرنا وتدابىرنا البشرىة ولا تحدها توقعاتنا وطموحاتنا.

إن رجل الإىمان ىتكل على الله وما علىه إلا أن ىتجنب كل مباهاة أو إظهار للذات، وبكل هدوء فى عمله ىترك الأمور بىن ىدى الله.

إن مستر راىكس ىعتبر مثالاً حىاً لما ىجب أن ىقوم به كل واحد من عمل ىضعه الرب علىه بدلاً من انتظار الآخرىن أن ىتقدموا فى المىدان لىنسج على منوالهم. إن شعور الشخص بالمسئولىة الشخصىة أمام الله هى المبدأ الحقىقى لمن ىرىد أن ىخدم المسىح، وعلىه أن ىتجنب الارتباط بأى تنظىم أو تعاون ىخرج به عن دائرة الإىمان والاتكال على الرب.

الحصاد بالابتهاج
لقد امتلاء قلب المستر راىكس بالشبع وهو ىرى -قبل رقاده فى 5إبرىل سنة 1811م- جهوده الأولى المتواضعة فى تأسىس مدارس الأحد وقد أصبحت أعظم وسىلة فعالة لتعلىم الأطفال الفقراء وقىادتهم إلى المسىح فى جمىع نواحى المملكة. وها نحن نرى أنها قد امتدت لتشمل بقاع العالم كله، وعمت الفائدة أجىال المؤمنىن فى كل العالم. وهذا كله كان من رجل واحد عمل ببساطة ما قاده الرب لأن ىعمل، فتحققت من وراء عمله البسىط هذا أعظم النتائج التى ستكشف عنها الأبدىة وحدها.

 
قديم 26 - 10 - 2016, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 14697 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دافيد لفنجستون

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولد دافىد فى بلانتىر باسكتلندا فى 19 مارس 1813، وكان والداه تقىىن وَرِعَىْن من طبقة فقىرة، فنشأ فى أحضان الفقر. وكان والده معلماً ناجحاً فى مدرسة الأحد وأكبر مشجع على حضور اجتماعات الصلاة، كما كان شغوفاً بتوزىع النبذ والكتب المسىحىة. وبالرغم من حىاة والدىه التقوىة ونشأته المسىحىة الا أنه لم ىختبر الخلاص إلا فى سن العشرىن؛ حىن رجع إلى الرب وتمتع بغفران الله الكامل. وعزم بعد ذلك على أن ىذهب كمُرسَل إلى الصىن، لكن حالت الحرب دون تحقىق أمانىه. وفى وسط هذه الظروف تعرف على روبرت موفات* والذى كان قد أمضى ثلاثة وعشرىن عاماً فى جنوب أفرىقىا، وأحس لفنجستون بدافع قوى لىشترك مع روبرت موفات فى تبشىر القاره المظلمه.

دافيد يبدأ العمل
وصل دافىد إلى كورمان حىث كان مركز الإرسالىة فى ىولىو عام 1841، ومن هناك كتب خطاباً إلى صدىق له قال فىه «أننى أشتاق أن أقضى حىاتى بافضل أسلوب ىمكن أن ىؤدى إلى مجد إلهنا الصالح. إنى مستعد أن أطىع صوت الله لتكون حىاتى مفىدة بأى شكل، سواء كانت حىاتى رائدة لعمل عظىم أو فى أى مجال كان». وصار الرب ىستخدمه فى فتح مراكز جدىده للعمل. وفى منطقة جدىدة كان دافىد ىخدم فىها تعرض لهجوم أسد كاد ىقضى علىه فى معركة عنىفة لولا عناىة الله التى حفظته. هذا وقد فقد لفنجستون إحدى ذراعىه حىنما هاجمه أسد فى مرة اخرى. وكانت ذراع لفنجستون المقطوعة هى العلامة الممىزة التى تعرف بها الأصدقاء فى انجلترا على جثمانه عندما حُمِل جثمانه لدفنه هناك بعد أن قضى بقىة حىاته بذراعٍ واحده.

أشواق نحو المزيد
وقد اقترن لفنجستون بكبرى بنات المرسل الذى جاء لفنجستون إلى أفرىقىا بتأثىره وتشجىعه، وهى مارى روبرت موفات، وكان سعىداً معها إذ كانت خىر معىن له. ولقد كان دافىد ىشتاق أن ىفتح مراكز جدىدة فى كل جهة لأن رغبته الشدىده كانت فى امتداد عمل الله والوصول بالإنجىل إلى النفوس المحتاجة البائسة. لذلك كتب مرة إلى شقىق زوجته قائلاً «إننى أرىد أن أشق طرىقى داخل البلاد أو أموت». نعم، كم كان ىحب الرب وعمله وخدمته! كان ىسافر كثىراً من مكان لآخر وهو ىتابع عمله بصبر وبطول أناة، وكان ىعظ مرتىن ىوم الأحد لجمهور كبىر قد ىصل إلى الألف. وىقال إنه فى إحدى رحلاته التبشىرىة أصىب بالحمى المتقطعة أكثر من ثلاثىن مرة

مخاطر وأحزان
ولقد كان لىفىنجستون محبوباً جداً. حدث مرة أن الثور الذى كان ىركبه أوقعه فى الماء فإذا بعشرىن من رجاله ىلقون أنفسهم فى الماء دفعة واحدة لإنقاذه؛ وكانت فرحتهم عظىمة جداً بنجاته. وفى إحدى رحلاته تعرضت حىاته سبع مرات للهلاك بواسطة الرجال المتوحشىن. لكن أقسى تجربة تعرض لها كانت هى رقاد زوجته العزىزة التى انطلقت للأبدىة إثر مرض أقعدهاأىاماً قلىلة. ركع الرجل إلى جانب سرىر زوجته الراحلة وقد تحطم قلبه تماماً، وبكى علىها بكاءً مراً كما لو كان طفلاً صغىراً؛ وقد قال بهذا الشأن: «إنى أنحنى أمام الىد الإلهىة التى تؤدبنى وتصهرنى، فلىعطنى الرب نعمة لأتعلم الدرس الذى ىرىد أن ىعلمنى إىاه». وبعد ذلك ابتدأىكمل سعىه وىشهد للإله العجىب الذى أحبه، وكان ىعمل لىلاً ونهاراً لمجد إلهه حتى قىل عنه إنه لم ىكن فى جسده أوقىة واحدة من الدهن. وقىل إن البعض رموه بالحربة مرتىن؛ جرحت الأولى رقبته وسقطت الأخرى على بعد قدم منه.

انطلاق ليفنجستون
فى 29 ابرىل سنة 1873، وفى قرىة شىتامبو فى إىتالا، وفى أحد الأكواخ؛ وُجد دافىد لفىنجستون فى حوالى الرابعة صباحاً راكعاً بجوار سرىره وقد وضع رأسه على الوسادة بنفس الطرىقة التى تعودوا أن ىروه فىها وهو ىصلى؛ لكن روحه كانت قد انطلقت. وهكذا انتهت حىاة رجل من أعظم الرجال بعد أن خدم أفرىقىا ثلاثة وثلاثىن عاماً قطع خلالها أكثر من 45000 كىلومتراً فى تجواله. وقد نُقل جثمانه إلى انجلترا ودُفن فى احتفال مهىب فى مقابر وستمنستر، وحضر الاحتفال روبرت موفات.

وكُتب على قبره بىن مقابر الملوك والعظماء: «هنا ىرقد دافىد لفنجستون المُرسل العظىم الذى سىظل اسمه حجراً حىاً عَلَماً ومثلاً أعلى لمن ىرىد أن ىقضى حىاته حتى الموت فى العمل الصالح لخىر البشر.
 
قديم 26 - 10 - 2016, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 14698 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوحنا ذهبى الفم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نشأته :
ولد حوالى سنة 344 ميلادية فى مدينة أنطاكية، وكان أبوه غنيا يدعى سكوندس وكان وثنيا لكنه تأثر بحياة زوجته التقية نثوسا وصار مسيحيا حقيقيا ولكنه رقد بعد ميلاد يوحنا بوقت قصير فقامت أم يوحنا بتربية ابنها رافضة الزواج رغم أنها كانت فى سن العشرين مكرسة حياتها لابنها يوحنا.

منذ الطفولية :
علمت انتوسا يوحنا ابنها الأسفار المقدسة التى تأثر بها كثيراً. وتعلم يوحنا كذلك البلاغة والمنطق عند أعظم معلمى ذلك العصر وكان نبوغه عظيما فى هذه العلوم مما أثار دهشة معلميه. وبالرغم من ذلك فقد شب وترعرع على مبادئ التقوى والاستقامة، حتى ان ليبانيوس الفيلسوف الوثنى الشهير لما رأي مقدار اعتناء هذه المرأة بولدها صاح "يالنساء المسيحيين!". ü

يوحنا والكتاب :
ولما رقدت والدته انتقل من أنطاكية إلى أحد الأديرة بالحبال قرب المدينة، وهناك انكب على دراسة الكتاب المقدس. ويقال أنه حفظه عن ظهر قلب ثم عاد إلى انطاكية ورُسم هناك شماساً ثم قسيساً وعهد إليه بخدمة الوعظ بين الجماعة.

ظـهور الموهبة :
ومذ ذلك الحين أخذ يعظ بفصاحة نادرة تغلب العقول وتسلب القلوب. ويقال بأن عظاته كانت تتدفق من فمه كالذهب والجواهر ولذا سُمى بيوحنا ذهبى الفم. وقد كانت عظاته كتابية خلاصية مؤثرة تهز قلوب الخطاة وترعبهم وتبكت الأغنياء وتستحثهم على البذل والعطاء وتميزت بالبرهان الساطع مما جعل الجماهير تلتف حوله وتستمع إليه وهى تذرف الدموع العزيرة.

يوحنا كراعى :
وفى عام 398 رُسم يوحنا ذهبى الفم بطريركاً فى القسطنطينية رغماً عما أبداه من مقاومة تواضعا منه، وقدم يوحنا لاقدوة لشعبه فى حياة البساطة والبذل فكان يداوم على زيارة المرضى والمسجونين وقد أقام مستشفيات كثيرة ومنازل للغرباء وملاجئ. وقد قال مرة لرعيته "إنى أحبكم أكثر من عينىّ، ولو كان لى أن أعطيكم -بفقد بصرى- نوراً لفضلت العمى لأجلكم".

وكان الجميع يحبونه ويحترمونه رغم تأنيبه لهم على خطاياهم ولقد تأثر الكثيرون بحياته حتى لقبوه "بولس الثانى" لأن يوحنا ذهبى الفم أرسل الحملات التبشيرية للكرازة بالانجيل بين الوثنيين.

أعداء كثيرون :

كان ليوحنا ذهبى الفم أعداء كثيرون ولا غرابة فى ذلك فإنه إذ أراد أن يعيش بالتقوى فى المسيح يسوع كان لابد له أن يضطهد لأنه كان يندد بأى انحراف يراه فى أى انسان مهما كان. وكان يتحلى بشجاعة أدبية لا تخشى الأغنياء والعظماء حتى الامبراطورة نفسها لامها فى أمور كثيرة. ونجح أعداؤه فى تلفيق تهم كثيرة له بلغت ستة وثلاثين تهمه وعقد مجمع لينظر فى هذه التهم وصدر عليه حكماً بالنفى ولكن الرب تدخل وأنقذه.

ولكن الامبراطورة عادت توعز إلى الامبراطور بنفيه حينما ندد بتمثال الامبراطورة التى أمرت بوضعه أمام الكنيسة وتقديم نوع من العبادة له. ونفى يوحنا ذهبى الفم ونقلوه من منفى إلى آخر لمدة ثلاث سنوات، لكنه الرجل احتمل كل شيئ بصبر عجيب وفى الطريق إلى منفاه الأخير ظهرت عليه علامات الموت فأدخلوه إلى كنيسة صغيرة حيث صلى صلاته الأخيرة ورقد فى الرب بعدما بلغ من العمر نحو ستين سنة. وهكذا انتهت حياة واحد من ابلغ وأشجع وأعظم الرعاة فى القرون الأولى للمسيحية.
 
قديم 26 - 10 - 2016, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 14699 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قسطنطين المدعو سلوانس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ربما ليس من السهل علينا ونحن فى نهاية القرن العشرين، أن نتصور ماكانت عليه المسيحية فى القرون الماضية. وكيف تحمّل القديسون الآلام وتعرضوا للاستشهاد نظير تمسكهم بايمانهم وشهادتهم للمسيح. لكننا هنا نقتطع صفحة واحدة من السجل الكبير الذى لايعلم كل مافيه إلا الرب وحده، والذى سيُنشر على جموع القديسين فى السماء عن قريب أمام كل الملائكة.

قال المسيح «كل من اعترف بى قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله» (لوقا21: 8). ومن هؤلاء الشهداء الأبطال : قسطنطين المدعو سلوانس
حوالى عام 653 م أُطلق سراح شماس أرمنى من الأسر عند المشارقة. وفى طريق عودته إلى وطنه قابل رجلاً يُدعى قسطنطين كان يعيش فى قرية مناناليس فى تخوم نهر الفرات، فرحَّب به قسطنطين فى بيته واستضافه. ولقد أدرك الرجل الأرمنى أنه أمام رجل ذى مواهب فذة، وإذ رأى كيف كان مُضيفه شديد الاهتمام بالكتاب المقدس الذى كانا يقرآنه سوياً، فقد أهدى صديقه الجديد - عرفاناً بجميله وتقديراً لمواهبه - مخطوطاً ثميناً حوى الأناجيل الأربعة ورسائل بولس الرسول، فعكف قسطنطين على دراستها وأصبحت شغله الشاغل، فكان ذلك سبباً لتغيير حياته تغييراً شاملاً، وسرعان مابدأ يشهد بما وصل إليه، وغيّر اسمه إلى سلوانس رفيق الرسول بولس، وربط سلوانس نفسه بجماعات من المؤمنين الذين رفضوا عبادة التماثيل واتباع الخرافات التى انتشرت فى المسيحية فى ذلك الوقت. وبذلك استجلب على نفسه غضب السلطات.

دائرة خدمة قسطنطين :

اتخذ قسطنطين كيبوصا فى أرمينيه مقراً له وجعلها مركزاً لعمله وسط الشعوب المجاورة وذلك لمدة نحو ثلاثين سنة. فتغيّرت بسببه حياة الكثيرين من المسيحيين الاسميين وكذلك الوثنيين، ولقد سار فى تنقلاته حتى وادى الفرات وعبر جبال طورس وجال فى الأجزاء الغربية من آسيا الصغرى حتى استرعت خدماته الناجحة انتباه الامبراطور البيزنطى قسطنطين بوغاناتوس. أصدر هذا الامبراطور مرسوماً ضد جماعات المؤمنين وضد قسطنطين بالذات وأرسل أحد قواده المدعو شمعون لتنفيذ المرسوم .

استشهاد قسطنطين
لكى يضفى شمعون على اعدام قسطنطين روعة ورهبة زوَّد بعض أصدقاء قسطنطين الشخصيين بالأحجار، وأمرهم أن يرجموا المعلم الذى طالما احترموه وأحبوه. ولكنهم رفضوا جميعاً تنفيذ الأمر مخاطرين بحياتهم وألقوا الأحجار جانباً، إلا أن أحد الشبان الموجودين ويُدعى يسطس، وكان قسطنطين قد تبناه ورباه وعامله بلطف وحنان، هذا الشاب رمى قسطنطين بحجر فقتله، ونال شكر ومكافأة السلطات التى شبهته بداود الذى قتل جليات !!

شمعون القائد
أما شمعون - قائد الامبراطور - فتأثر بشدة مما رآه وسمعه فى كيبوصا وأخذ يتحدث مع المؤمنين هناك، فاقتنع بصدق تعاليمهم واستقامة حياتهم، وعندما رجع إلى القسطنطينية لم تستطع نفسه أن تجد سلاماً فى البلاط الامبراطورى وبعد ثلاثة أعوام من الجهاد النفسى ترك كل شئ وهرب إلى كيبوصا وهناك اتخذ لنفسه اسم تيطس وتولى إتمام العمل الذى بدأه قسطنطين ذلك الرجل الذى تولّى هو نفسه تعذيبه وقتله !!

إعدام شمعون
ولم يمضِ وقت طويل حتى انضم شمعون نفسه إلى جماعة الشهداء إذ أنه بعد سنتين استغل يسطس معرفته بأماكن الأخوة ووشى بهم عند الأسقف الذى بدوره أبلغ الامبراطور جستنيان الثانى فكان ذلك سبباً فى القبض على عدد كبير منهم، وإذ أراد الامبراطور أن يرهب بقية المؤمنين ويضطرهم للإذعان وترْك شهادة الحق والخضوع للخرافات التى دخلت المسيحية، لذلك أمر بحرق هؤلاء الأسرى جميعاً وبينهم شمعون وهم أحياء دفعة واحدة، ولكن قوة احتمال هؤلاء الأبطال وشجاعتهم وتمسكهم بالرب فوتت على الامبراطور أغراضه، بل على العكس ألهبت ايمان الكثيرين وشجاعتهم وجعلتهم يتقدون غيرة فى التعبد والشهادة، فازداد عدد المبشرين والمعلمين، وتكاثرت الجماعات وهكذا أخرج الرب من الآكل أُكلاً، ومن الجافى خرجت حلاوة.


 
قديم 26 - 10 - 2016, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 14700 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سافونا رولا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
على مرّ العصور حتى فى أحلك أوقات الظلمة حين عم الفساد والظلم وبدا أن حق الله قد توارى، فإن الله لم يترك نفسه بلا شاهد عن شخصه وعمله ونعمته. فحينما ظن إيليا أنه بقى وحده يواجه شر إيزابل وآخاب (ملوك الأول19: 10) أجابه الرب بأنه أبقى لنفسه سبعة آلاف ركبة لم تَجثُ لبعل، فى مملكة اسرائيل فى أشر أوقاتها بعدما كانت قد ذهبت وراء الأصنام.

وهكذا فى كل تاريخ الكنيسة فان للرب شهوده الأمناء المكرسين له، المُحبين لكلمته، الذين كانت لهم الحياة هى المسيح والموت هو ربح (فيلبى1: 21). ومن هؤلاء الأفاضل :

ســافونا رولا

* مولده ونشأته:

ولد من عائلة شهيرة فى مدينة فرار بايطاليا عام 1452م. وقد ظهر فيه منذ صباه أحاسيس تقوية ومشاعر روحية عميقة. وفى العام الحادى والعشرين من عمره ترك العالم ليختلى فى تأمل مع الله.

* سافونا وكلمة الله:

وقد كرّس سافونا نفسه لدراسة الكتب المقدسة بصلوات مستمرة وأصوام وتذلل. ويظهر أن اهتمامه الأكبر اتجه إلى الأسفار النبوية وخاصة سفر الرؤيا الذى شغف بتفسيره، وبعد أن صرف سبع سنوات فى دير فى بولونيا نُقل إلى فلورنسا بايطاليا وهناك تمت رسامته لخدمة شعب الرب، وعندئذ أدخل للكنيسة اصلاحات عظيمة، ولقد كان سافونا مبشراً عظيماً إلا انه جمع بين صفة المبشر وصفة المُصلح.

* سافونا رولا والاصلاح:

كان الاصلاح شعار وغرض سافونا رولا الوحيد، اصلاح فى نظام الكنيسة وفى أخلاق رجال الدين فى ذلك الوقت نظراً لِما تسرَّب اليهم من روح عالمية، وفى أدب المجتمع بصفة عامة. كان ينوح على البرود الروحى الذى تميّز به ذلك العصر، كان يقول «ان صورة الدين الخارجية البرّاقة قد غطت على الحالة الروحية الداخلية وأفسدتها» .

وقد كان قوياً مؤثراً فى فصاحته حتى ان الجماهير آمنت برسالته السماوية وسرعان ماظهر تأثيرها فى حياة الناس الأدبية وظهر ذلك فى بساطة مظهرهم ووداعة أحاديثهم، وتزاحم الناس على كاتدرائية فلورنسا يستمعون إلى مواعظه النبوية التى كانت توضح طرق معاملات الله طبقاً للمبادئ المُعلنة فى الكتاب المقدس .

* الخلاص بالنعمة:

وكان يؤمن أن الخلاص بالنعمة ولايستطيع أحد أن يفتخر بنفسه أو يخلص بقوته أو ممارساته الطقسية مما أثار عليه رجال الكنيسة وحاول البابا بالحيلة أن يستدرجه إلى روما مُستخدماً أدق العبارات وأعمقها تودداً بحجة أنه يشتاق أن يتأمل معه فى مواهبه النبوية ولكنه اعتذر عن تلك الدعوة كما رفض أيضاً وظيفة كاردينال لكى يستمر مجاهداً معلماً بانجيل المسيح .

* اضطهاده وحكم الاعدام:

وهنا انفجرت التهديدات والتحريمات ضد سافونا رولا الذى دُعى » زارع التعاليم الضالة « وفى عام 1498م أُلقى القبض على سافونا وصديقيه دومينيك وسلفستر وزج بهم فى السجن حيث تعرضوا لمختلف أنواع التعذيب. وقد كان من أثر أتعاب سافونا رولا وعيشته التقشفية أن ضعف جهازه العصبى بحيث أصبح غير قادر على احتمال الآلام التى كانت توقع عليه.

وأتى حكم الإدانة من روما وفى اليوم التالى سيق السجناء الثلاثة إلى الإعدام حيث شُنقوا أولاً ثم بعد ذلك أحرقوهم وجمعوا رمادهم وألقوا به فى نهر الارتو وهكذا انطلق ليكون مع المسيح بعد أن شهد لنعمة سيده.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025