29 - 12 - 2023, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 146841 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v أنصت إلى الكتاب المقدس: "إكليل (بدء) الحكمة مخافة الربّ" (سي 1: 16). لذلك يبدأ بخوف يوم الدينونة: فبالخوف يُصلح من نفسه، ليجاهد ضد أعدائه، أي ضد خطاياه. ليبدأ في تجديد حياته داخليًا، ويميت أعضاءه التي على الأرض، كقول الرسول: "فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض... (كو 3: 5). إنه يدعو أمور الشرّ الروحية "أعضاء على الأرض"، إذ يكمل موضحًا ذلك "الطمع، النجاسة"، وغير ذلك. حتى أن ذلك الإنسان الذي يبدأ بالخوف من يوم الدينونة أن يميت أعضاءه التي على الأرض، يمتد إلى ارتفاع أعضائه السماوية وتقويتها. يمارس الصلاح بأعضائه السماوية. وإذ ترتفع الأعضاء السماوية، يبدأ الاشتياق نحو المخافة. يخشى أن يأتي المسيح على الإنسان الشرير هذا الذي يود أن يلعنه... الآن النفس الطاهرة التي تشتهي أن تحتضن عريسها، وتجحد الزاني، فتبدأ تشتاق إلى مجيء المسيح. إنها تصير بتولًا في أعماقها بهذا الإيمان والرجاء والمحبة. بهذا تثق النفس في يوم الدينونة، ولا تقاوم نفسها عندما تصلي: "ليأتِ ملكوتك" (مت 6: 10). فمن يخاف من مجيء ملكوت الله ربما تحل به مخاوف لئلا يُستجاب لصلاته. |
||||
29 - 12 - 2023, 02:56 PM | رقم المشاركة : ( 146842 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تملأ كل بيت من بيوتهم بالمشتهيات، ومخازنهم بغلاتها [15]. إكليل الحكمة مخافة الرب، تهب سلامًا وشفاءً للازدهار [16]. رآها الرب وأحصاها، وأمطر قوة الإدراك، ويبجل مجد الذين يتمسكون بها [17]. أصل الحكمة مخافة الرب، وفروعها طول الأيام [18]. مخافة الرب هي عجلة القيادة للنفس، يهبها روح الله القدوس لنا، القادر وحده أن يدخل بنا من مجدٍ إلى مجدٍ، ويهبنا نعمةً فوق نعمةٍ، خلال شركتنا مع رب المجد يسوع القدوس. تدخل بنا مخافة الرب إلى الطريق الملوكي، فلا ننحرف نحو الخطية، ولا إلى البرّ الذاتي. تحفظنا من الضربات الشمالية واليمينية، حتى ندخل إلى حضن الآب السماوي القدوس. v خوف الرب يحث النفس على حفظ الوصايا، وعن طريق حفظ الوصايا يُشيد منزل النفس. v ليتنا نخاف الرب ونُشيد منازل لأنفسنا، حتى نجد مأوى في الشتاء حيث المطر والرعد، لأن من لا منزل له يعاني من مخاطر عظيمة في وقت الشتاء. الأب دوروثيؤس هرماس v غالبًا ما يتكلم الرب قبل أن ينفذ العمل (التأديب). يقول: "أُنفِذ سهامي فيهم، إذ هم خاوون من جوعٍ ومنهوكون من حُمى وداءٍ سامٍ. أرسل فيهم أنياب الوحوش مع حُمة (الحيات) زواحف الأرض. من خارج السيف يُثكِل، ومن داخل الخدور الرعبةُ" (تث 32: 23-25). هذا لا يعني أن الروح الإلهي يغضب كما يظن البعض. إنه غالبًا ما يُظهر تقييدًا مع التشجيع، ويُظهر لنا ما يجب أن نفعله. إنه يستخدم هذه الوسيلة الفعَّالة التي تكمن في إثارة المخافة فينا، فلا نرتكب خطية. القديس إكليمنضس السكندري |
||||
29 - 12 - 2023, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 146843 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الغضب الظالم لا يُبَرَّر، لأن أثر الغضب الأكيد يسبب سقوطه [19]. v في الحقيقة كما أن المجانين والحمقى لا يلاحظون هذا عندما يلقون بأنفسهم في الهاوية، هكذا الأمر مع الذين يفقدون لطفهم ويُضرَبون بالغضب، هذا هو السبب لماذا الإنسان الحكيم الذي يريد أن يستعرض تدمير هذا السُكر (الغضب) يقول: "غضب الإنسان يميل بكفة الميزان لدماره". لاحظ كيف يطوَّق نفسه بالاستعباد لعمل هذا الهوى المدمّر بفداحة. v الغضب وحش مفترس، وحش عنيف وثائر. ليتنا إذن نقرر لأنفسنا سُكر مهدئ مقتبس من الكتاب المقدس، فنقول: "كيف (لماذا) يتكبر من هو تراب ورماد" (سي 10: 9)، ثقل غضبه يدمره (راجع سي 1: 19)... ليس شيء أكثر خزيًا، ليس شيء أكثر قباحة من الوجه الملتهب بالغضب. عندما تثير الوحل تشتم رائحة كريهة. وعندما تضطرب نفس بالهوى تصير بذيئة للغاية. v هوى الغضب مفترس، أكثر شراسة من أي لهيب، لهذا نحتاج أن نسرع جدًا لمنع اللهيب، وألا نسمح له أن يتوهَّج إلى العلا. فإن هذا المرض يصير علة شرور كثيرة. إنه يُسقِط بيوتًا بأكملها، ويحلّ صداقات قديمة، ويسبب كوارث لا يمكن علاجها في وقتٍ قصيرٍ. قيل: "غضب الإنسان يميل بكفة الميزان لدماره". القدِّيس يوحنا الذهبي الفم |
||||
29 - 12 - 2023, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 146844 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الطويل الأناة يصبر إلى الوقت الملائم، بعد ذلك تعاوده البهجة بقوةٍ [20]. يُمَيِّز بين إنسان يُظلَم فيغضب ويثور، وآخر يسقط تحت الظلم، فيحتمل بطول أناة. الأول وإن كان غضبه قائم على ظلم حلّ به، غير أن غضبه هو الذي يُمَثِّل ثقلًا على نفسه فيسقط، وإن ظنّ أنه يبرر نفسه. أما الثاني فيحتمل إلى حين في صمتٍ ثم يعاوده السرور، ويشهد الكثيرون له وهو صامت لا يدافع عن نفسه. |
||||
29 - 12 - 2023, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 146845 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في كنوز الحكمة أمثال المعرفة، والتقوى رجسة عند الخاطئ [22]. إن كانت التقوى رجسة عند الخاطئ، فكم بالأكثر لا يطيقها عدو الخير إبليس فيثور ضد الأتقياء، مع هذا ليس له سلطان أن يؤذيهم. v لو أن (الشياطين) لها سلطان، لن تتردَّد في استخدامه، بل تُمارِس الشرّ فورًا، إذ هذا هو غايتها خاصةً ضدنا. انظروا فإننا مجتمعون معًا نتحدَّث ضدهم، وهم يعرفون ذلك أننا كلما تقدَّمنا نحن تزداد هي ضعفًا. فلو كان لها سلطان ما كانت تسمح لأحدٍ منا نحن المسيحيين أن يعيش، لأن خدمة الله هي رجس للخاطئ (راجع سي 1: 22). فإذ ليس لها سلطان، تؤذي نفسها إذ لا تستطيع أن تُنَفِّذ شيئًا مما تُهَدِّد به. هذا يجعلنا نلتزم ألاَّ نخافها. القديس أثناسيوس الرسولي |
||||
29 - 12 - 2023, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 146846 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن رغبت في الحكمة فاحفظ الوصايا، فيهبها الرب لك [23]. الفلسفة التي اكتشفتها الأمم هي نتاج الفهم البشري، أما الكتاب المقدس فيُعلِن أن الفهم هو من الله ذاته، يُقَدِّمه لمن يؤمن بوصاياه. v لا تهجر وصية الربّ، بل احفظ ما تسلَّمته، ولا تضيف عليها شيئًا أو تستبعد عنها شيئًا. الديداكية (تعليم الاثنا عشر تلميذًا) امنحني إذن الحكمة بتعليمي الصلاح والأدب والمعرفة. تتفق هذه الطلبة مع القول: "يا ابني إن رغبت في الحكمة فاحفظ الوصايا، فيهبها الرب لك" (راجع سي 1: 23). القديس ديديموس الضرير |
||||
29 - 12 - 2023, 03:01 PM | رقم المشاركة : ( 146847 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v يرسم لنا المزمور (الأول) طريق الفضيلة، بعلمٍ وفنٍ، فالبُعْد عن الشر هو بداية الخير، إن طلبت من البداية كمال الفضيلة، تراجعت قبل أن تبدأ، ولكن المزمور يُمَهِّد لنا الطريق لنواجهه بشجاعة. وأعتقد أن النمو في حُبّ الله، يُشْبِه السلم الذي رآه يومًا ما الطوباوي يعقوب، والذي من ناحية على الأرض، وفي الناحية الأخرى كان منطلقًا نحو حياة الفضيلة، حيث يبدأ الإنسان بصعود درجات السلم الأولى، وبعد ذلك يرتفع إلى درجة أعلى بتروِ وتأنِ، حتى يصل إلى ما يمكن للطبيعة البشرية أن تصل إليه. إذن، بصعود درجات السلم الأولى، نرتفع فوق الأرض، لنحيا الحياة التي يريدها لنا الله. وبداية التقدُّم، هو الابتعاد عن الشر، حيث يكون مثل هذا الابتعاد سهلًا مثل: "لا تقتل، لا تزني، لا تسرق" (خر 20: 13-15)، لا يتطلَّب هذا عملًا إيجابيًا. أما عندما نُطالَب بتلك الوصية: "حب قريبك كنفسك"، "بع أملاكك وأعط للفقراء" (مت 19: 21)، "من سخرك ميلًا واحدًا، فاذهبْ معه اثنين" (مت 5: 41)، هذه الأعمال يقوم بها المصارع الذي اختبر القوة بالحكمة الإلهية، الذي من خلال الأعمال الصغيرة، يقودنا إلى الكمال. فهو يعرض علينا ثلاث أمور يجب أن نتجنَّبها، السلوك في مشورة الأشرار، والوقوف في طريق الخطاة، والجلوس في مجلس المستهزئين. هذا الترتيب يبدأ باتِّخَاذ القرار ثم تنفيذ البداية هنا في الفكر النقي، فأساس أعمال الجسد تنبع من نقاوة القلب، والزنا يبدأ في النفس الشهوانية، وينتهي بزنا الجسد، لذا قال الرب: "الذي يُنَجِّس الإنسان يخرج من القلب" (راجع مت 15: 18). القديس باسيليوس الكبير |
||||
29 - 12 - 2023, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 146848 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرى العلامة أوريجينوس أن الحكمة تبدأ بالسلوك المستقيم أو حفظ الوصية الإلهية. v إن كان أحد يلهج في ناموس الرب نهارًا وليلًا (مز 1: 2)، ويكون مثل فم الصديق الذي يلهج بالحكمة (مز 37: 30)، فسيكون قادرًا أن يسأل بحرصٍ فيجد. هكذا يكون الأمر بشرط أن يسأل بطريقة سليمة وبسؤاله يقرع باب الحكمة ليطلب من الله أن يفتح له، ويتأهَّل أن يَقْبَل بالروح القدس كلمة الحكمة، وكلمة المعرفة، ويصير رفيقًا لحكمة سليمان. v "مددت يدي وليس من يبالي" (أم 1: 24). من المنطقي أنه قال بأنه (الله) يمد كلماته في قلبه (قلب سليمان)... لأن الله وهبه قلبًا متّسعًا. يستطيع أن يشرح ما جاء باختصار ما ورد في الأسرار في التعاليم المتسعة المتناغمة المؤكدة في الكتاب المقدس إذ له قلب متسع. لذلك من الضروري في توافق مع تعاليم الحكيم سليمان بالنسبة للشخص الذي يرغب أن يعرف الحكمة أن يبدأ بتدريب سلوكي، حتى يفهم ما هو مكتوب: "أتشتاق إلى الحكمة؟ احفظ الوصايا، فتُعطَى لك من قبل الله". العلامة أوريجينوس |
||||
29 - 12 - 2023, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 146849 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحكمة صالحة تملأ الذين يقتنونها بفرحٍ، وتنزل إلى أسفل بالذين لا يمارسون (الوصايا). لكن ماذا يقول الكتاب المقدس؟ مخافة الرب بدء الحكمة (راجع سي 1: 12). من لا يحب أن يملُك، وقد جاء في المزامير نُصح الروح: "الآن أيها الملوك افهموا يا من تقضون على الأرض، اخدموا الرب في خوفٍ ورعدةٍ". هذا هو السبب لقول بولس: "تمموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ" (في 2: 12). ونحن نقرأ: "إن رغبتم في الحكمة راعوا العدل، فيمنحها الرب لكم." v يلزمك أن تُدَبِّر حياتك بواسطة وصايا الله، هذه التي نتقبَّلها لتعيننا أن نسلك الحياة الصالحة، مبتدئين بالمخافة التقوية، لأن "مخافة الرب رأس الحكمة" (أم 1: 7)، بينما الكبرياء البشري يُحَطِّم ويُضعِف. الوصايا هي التي تختص بالخير، أي تجلب الخير، والخير هو الإيمان غير المرتاب، من هنا فإن الحكمة هي مكافأة الإيمان النقي. وأمّا المكافأة فستكون ما لم تره عين. القديس أغسطينوس |
||||
29 - 12 - 2023, 03:04 PM | رقم المشاركة : ( 146850 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
v يُدعَى الناس عادة "عقلاء"، مع سوء استخدام كلمة "عقلاء". فالعقلاء ليسوا هم الذين يدرسون أقوال الآباء الحكماء الأولين وكتاباتهم، بل من كانت نفوسهم عاقلة، تقدر أن تُمَيِّز بين ما هو خير وما هو شر. فيجتنبون ما هو شر ومُضرّ للنفس، ويحرصون بحكمة على ما هو خير ونافع للنفس ويمارسونه بشكرٍ عظيمٍ لله. هؤلاء وحدهم بحق الذين يجب أن ندعوهم "عقلاء". القديس الأنبا أنطونيوس الكبير |
||||