منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 10 - 2016, 06:52 PM   رقم المشاركة : ( 14661 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكنز المُخفى

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يشبه ملكوت السّموات كنزًا مُخفًى في حقل، وجده إنسان، وخبّأه، ومن فرحه به مضى وباع كلّ شيء له، واشترى ذلك الحقل.
إذًا، هذا هو الكنز الحقيقيّ، الّذي يقتنيه الإنسان إلى الأبد. بإزائه، كلّ كنوز الأرض لا قيمة لها. “اكنزوا لكم كنوزًا في السّماء، حيث لا يفسد سوس ولا صدأ، ولا ينقب سارقون ولا يسرقون”. الكنز الحقيقيّ، الّذي علينا أن نبحث عنه وأن نقتنيه، هو هذا الكنز بالذّات، الكنز الّذي يكون لنا لحياة أبديّة. لكنّ ميزته أنّه مُخـفًى، ليس ظاهرًا. لماذا؟ لأنّ الإنسان، بعد السّقوط، لم يعد مناسبًا له أن تكون كنوز الله لديه ظاهرة. من هنا القول: “لا تلقوا درركم قدّام الخنازير، لئلاّ تدوسها”. الإنسان، في وضع السّقوط، لا يقدّر الكنوز الحقيقيّة. لذلك، الرّبّ الإله يخفيها، لا بمعنى أنّه يحرم الإنسان منها، بل بمعنى أنّه يعطيه فرصةً أن يجدها، إنّما عليه أن يعمل في حقله، عليه أن يتعب، عليه أن يأكل من عرق جبينه. والأرض تعلّم الاستقامة الّذي لا يشاء أن يأكل حرامًا. هذا هو الّذي يأكل من عرق جبينه. أن يأكل الإنسان من عرق جبينه معناه ألاّ يأكل من عرق جبين غيره، ما دام قادرًا على أن يعمل. فقط، إذا كان الإنسان عاجزًا، يأكل من عرق جبين غيره، لأنّ المحبّة هكذا قضت، وهكذا استلزمت. في ما عدا ذلك، لا يحقّ للإنسان أن يأكل من عرق جبين غيره، لأنّه، إذا ما فعل، يكون في المعصية، يأكل حرامًا، يغتصب تعب الآخرين وعرقهم. الإنسان الّذي يأكل من عرق جبين غيره لا تكون له بركة؛ وهو، من ثمّ، لا ينتفع ممّا يحصّله بالحرام. فقط، الّذي يأكل، بالأمانة، من عرق جبيه، هذا يأكل بالبركة.
لماذا البركة مهمّة، هنا؟ إذا أردنا أن نفهم مضمونها، فعلينا أن نعود إلى ما فعله الرّبّ يسوع، عندما أراد أن يطعم الجموع الّذين كانوا يتبعونه. كان هناك القليل من الخبز والسّمك. لكنّ هذا القليل باركه الرّبّ الإله: رفع عينيه إلى فوق، ثمّ بارك وأعطى الخبز والسّمك للتّلاميذ، والتّلاميذ أعطوا النّاس، فأكلوا جميعًا. أكلوا عمليًّا من القليل، إنّما من القليل المبارَك. المرأة الشّوناميّة، قديمًا، الّتي أطعمت النّبيّ، والّتي كان لها القليل، لأنّها أطعمت النّبيّ، باركها الرّبّ الإله، وبارك ما عندها، وأفاض خيره عليها؛ ففاض الزّيت عندها، وكان الزّمن زمن مجاعة. الأمر عينه يُقال هنا: عندما يأكل الإنسان من عرق جبينه بالأمانة، ويهتمّ بإطعام مَن لا يستطيعون أن يعرقوا لعجزهم، أو لقعودهم، لأنّهم معاقون؛ فإنّ الرّبّ الإله يباركه، وبالقليل يقضي حاجة كبيرة. وعلى العكس، عندما لا تكون هناك بركة، يكون دخل الإنسان كبيرًا، لكنّ أكثره يذهب سدًى، كأنّه لا قيمة له. حيث لا بركة، تتعدّد الأسباب الّتي تجعل الإنسان ينفق من دون أن ينتفع. مثلاً، الإنسان الّذي عليه بركة الله ينعم عليه الرّبّ الإله بالصّحّة والعافية. طبعًا، يمكن أن يسمح بأن يمرض. لكنّ هذا يكون في إطار عناية الله به. إذًا، الإنسان المبارَك يعطيه الرّبّ الإله صحّة وعافية تعبيرًا عن مباركته له. بخلاف ذلك، الإنسان الّذي لا بركة عنده يمرض لِلا سبب، يعلق بأحداث مفاجئة، تتحطّم سيّارته مثلاً، يأتي البرد ويتلف محصوله، يحتال عليه الآخرون، يتعرّض للسّرقة، للأذيّة، للقتل… طبعًا، هذا كلّه يبدو، في الظّاهر، كأنّه أمور عاديّة. في الحقيقة، ليس الأمر كذلك، أبدًا. البركة تفعل في حياة الإنسان. طبعًا، أنا لا أستطيع أن أثبت، مثلاً، أمرًا؛ لكنّني أعرف، وفق منطق البركة، أنّ هذا يحدث فعلاً. ما أقصده هو أنّ إنسانًا، مثلاً، يعطي ما عنده من مدّخرات لإعانة إنسان مريض، أو عائلة محتاجة، أو يعطي في السّرّ لبناء كنيسة أو دير، يصنع خيرًا لأجل الله، بطريقة أو بأخرى… ففي مقابل هذا الّذي أنفقه للخير، إذا ما جعلنا نصب أعيننا منطق البركة، يردّ عنه الرّبّ الإله الكثير من الضّيقات، والآلام، والأوجاع، والأحداث، والحوادث… العلاقة الظّاهرة غير بيّنة بين هذا وذاك. لكن، مَن يتعاطى الإلهيّات يفهم أنّ الرّبّ الإله يعينه، ويهتمّ بأمره، ويردّ عنه الكثير من الويلات والمصائب، بمقدار ما يعتني هو بخلائق الله، وبمقدار ما يصنع خيرًا لأجل الله بصورة كاملة، ويخفي عمله، ويسترحم ربّه، ويعتبر كأنّه لم يفعل شيئا. يقول المزمور: “طوبى لمن يعتني بالمسكين والفقير، الرّبّ يعينه على سرير ألمه”. ما هو الرّابط بين العناية بالمسكين والفقير، وعناية الله بمن أعطى على سرير ألمه؟ ليس هناك رابط منطقيّ، ولا ظاهريّ. لكنّ هذا حاصل، هذا واقع. الّذي يفكّر روحيًّا، الّذي يتعاطى الأمور إلهيًّا، يرى الأمور بعين الرّوح! لهذا، الإنسان الّذي يأكل من عرق جبينه، تحلّ عليه بركة الله، يعطيه الرّبّ الإله أن يكتشف الكنز المُخفى. إذا لم يكن الإنسان قويمًا، فالرّبّ الإله يحجب عنه الكنز. قد يكون الكنز على بعد عدّة سنتيمترات منه، لكنّ الرّبّ الإله يعمي عينيه حتّى لا يبصر: “أعمى عيونهم حتّى لا يبصروا بعيونهم، ولا يسمعوا بآذانهم، ولا يرجعوا فأشفيهم”. هذا بسبب غلاظة قلوبهم، بسبب سلوكهم في عدم الأمانة، في عدم الاستقامة. لا بركة لهم. لذلك، الرّبّ الإله يحجب عنهم كنزه.
إذًا، هذا الكنز وجده إنسان كان يعمل في الحقل بتواتر، بانتظام، بتعب، يأكل ويطعم غيره، كانت بركة الرّبّ الإله حالّة عليه؛ فماذا فعل؟ خبّأ الكنز. نحن، متى وجدنا الكنز، نحفظه مخبّأً لئلاّ يأتي الشّيطان وأبالسته وعملاؤه ليسرقوه. الإنسان الّذي يكتشف، بنعمة الله، الكنز المخفيّ، لا يتحدّث عنه. لذلك، نحن لا نعطي شهادات عن خبرتنا الدّاخليّة مع الله. فقط، إذا أتانا أحد، وقد أعطانا الرّبّ الإله الإحساس العميق أنّ هذا يبحث عن الكنز ويستأهل أن يعرف كيف يجده، فإنّنا، كما علّمنا آباؤنا، نعطي هذا القادم إلينا ممّا أعطانا إيّاه الرّبّ الإله لأجل البنيان، لأجل الفائدة. لكن، هذا يستدعي حرصًا وانتباهًا كبيرين. علينا ألّا ننادي من على السّطوح أنّنا وجدنا الكنز، لأنّ هذا يعرّضنا لاستكبار كبير؛ ويعرّض النّاس، في تعاملهم معنا، لتشويش كبير؛ فلا ينتفعون بالضّرورة. مَن ليسوا على موجة واحدة وإيّانا، فلا يصدّقون، حتّى وإن قام واحد من بين الأموات.
إذًا، هذا الرّجل خبّأ الكنز الّذي وجده. هذا يعني أنّنا، في خبرتنا مع الله، علينا أن نخبّئ النّعم الّتي يسبغها الرّبّ الإله علينا في قلوبنا، ولا نكشفها لأحد. نتمسّك دائمًا بالقناعة أنّنا تراب ورماد، أنّنا بشر خطأة، نجعل خطيئتنا نصب أعيننا. في كلّ حال، الأصالة تعلّمنا ذلك. متى حلّت نعمة الله فينا، فإنّها تعطينا أن نشعر، في قرارة نفوسنا، بأنّنا خطأة، لا بل، كما قال الرّسول، أوّل الخطأة.
إذًا، فخبّأه، ومن فرحه به – هذا هو الفرح الّذي لا يُنزَع منّا، والّذي لا يعطيه الرّبّ إلاّ للإنسان الأصيل – مضى وباع كلّ شيء له، واشترى ذلك الحقل. الإنسان الأصيل، القويم، الأمين، الّذي يأكل من عرق جبينه، ويطعم الآخرين من عرق جبينه، عندما يكونون في الحاجة، هذا يكون مستعدًّا لأن يبيع كلّ شيء ليشتري ذلك الحقل، ليشتري الملكوت، ليشتري هذا الكنز المخفى عن عيون العامّة من النّاس. مضى وباع كلّ شيء: مقتنياته، وأفراحه العابرة، وكرامته، ومجده، وما يقول النّاس عنه… باع كلّ شيء، كلّ ما له قيمة في الحياة العامّة، في الحياة الاجتماعيّة. هناك أشياء لا قيمة لها، لكن هناك أشياء تُعتبر كأنّها قيّمة في المجتمع، لكن هذه لا قيمة لها بإزاء الله، وقياسًا بالكنز المخفى في الحقل. إذًا، نبيع كلّ ما له قيمة في عيون النّاس، في هذا المجتمع، كأنّنا نقول: “كلّ هذا لا قيمة له، بالنّسبة إلينا”. النّاس يهمّهم أن يكون لهم بيت فخم، لكنّ الّذي يبحث عن الملكوت يعرف أنّه ليست له ههنا مدينة باقية، بل يطلب الآتية. الإنسان الّذي يهتمّ بما له قيمة، في هذه الحياة، يهمّه أن يأكل أفضل الأطايب، وأن يلبس أفخر اللّباس، وأن يشترك في احتفالات النّاس، وأن يقول عنه النّاس “سيّدي، سيّدي”… لكنّ ذاك كلّ هذا، في عينه، يصير عديم النّفع، عديم القيمة. يبيع كلّ هذا ليشتري الكنز، ليشتري الملكوت، كلّ شيء من دون استثناء، لأنّ من يستأهل الكنز هو الّذي يبيع كلّ شيء، يتخلّى عن كلّ شيء. “إذا أردت أن تكون كاملاً، فاذهب وبِع كلّ ما لك، ووزّعه على الفقراء، وتعال اتبعني”.
واشترى ذلك الحقل. الشّيء الجميل، هنا، أنّ الكنز لا نشتريه بمال، لأنّه لا يُقدَّر بثمن. لكن، نشتريه بما نتخلّى عنه في هذا العالم. هذا هو معنى أن يبيع الإنسان كلّ شيء له في هذا العالم، أن يتخلّى عن كلّ ما له قيمة، ولا يعود يبحث عنه: شهادات، سيّارات، بيوت، قيم اجتماعيّة، وظائف مهمّة… كلّ هذا يبيعه، يعتبره كأنّه غير موجود، يتخلّى عنه بالكامل، يفرغ نفسه من الاهتمام بكلّ هذه الأمور. هكذا يبيع الإنسان كلّ شيء له. والثّمن، الّذي هو التّخلّي، إفراغ الذّات، يكون كافيًا لشراء الكنز، لشراء الملكوت. هكذا يبتاع الإنسان الملكوت. المطلوب، فقط، أن يفرغ الإنسان نفسه من كلّ اهتمامات الدّنيا: “لنطّرح عنّا كلّ اهتمام دنيويّ، كوننا مزمعين أن نستقبل ملك الكلّ.
إذًا ، يمكن الإنسان أن يشتري الملكوت بفلسين. الموضوع ليس الفلسين، بل هو أنّه كالمرأة الّتي ألقت في الصّندوق فلسين، ألقت كلّ معيشتها، كلّ ما له قيمة عندها. بكلام آخر، عرّضت نفسها للفراغ الكامل، للحاجة الكاملة؛ ألقت بنفسها، بالكامل، بين يدي الإله الحيّ: “في يديك أستودع روحي”، حياةً وآخرة. هكذا، يبيع الإنسان كلّ شيء له، ويشتري ذلك الحقل. الحقل ينتظره، لا أحد يأتي ليشتريه بثمن أكبر. لكلّ واحد منّا حقله. الله لا يحرم أحدًا أن يكون له هذا الحقل. لكن، في مقابل ذلك، علينا أن نتعب في الأمانة والمحبّة، وأن نبيع كلّ شيء، أن نتخلّى عن كلّ شيء، في هذه الدّنيا؛ إذ ذاك، يعطينا الرّبّ الإله صقًّا بالحقل، وبما فيه، بالكنز المخفى في ذلك الحقل. هذا هو الملكوت، هكذا نقتني الملكوت.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي ، دوما – لبنان
 
قديم 24 - 10 - 2016, 06:54 PM   رقم المشاركة : ( 14662 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس إفبُلُس الشمّاس الشهيد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


خلال حكم الإمبراطوريّين الرومانيّين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، وتحديدًا في 29 نيسان من السنة 304م، توجّه الشمّاس إفبُلُس إلى محكمة كاتانيا في صقلية الإيطاليّة. فلمّا وطئ عتبتها صرخ بصوتٍ عالٍ: "أنا مسيحيّ وأرغب في أن أموت من أجل اسم المسيح".
للحال، أمر القاضي كالفيسيانوس بإدخاله ليرى من هذا الجسور الذي تجرّأ على التفوّه بما تفوّه به.

دخل إفبُلُس وفي يده كتاب الأناجيل المقدّسة وأعلن أن في حوزته كتبًا محظورة بمراسيم الأباطرة.

القاضي: من أين لك هذه الكتب؟ أمن عندك؟
القدّيس: لا منزل لي. سيّدي يعلم هذا الأمر جيّدًا.
القاضي: ماذا يوجد في هذه الكتب؟
القدّيس: "طوبى للمضطهدين من أجل البر فإن لهم ملكوت السموات" (مت10:5). وفي مكان آخر: "إذا أراد أحد أن يكون لي تلميذاً فليأخذ صليبه ويتبعني" (لو27:14).
القاضي: ماذا يعني ذلك؟
القدّيس: هذه شريعة الرّب إلهيّ كما أُعُطيت لي.
القاضي: مِن مَن؟
القدّيس: من رّبّي وسيّدي يسوع المسيح، ابن الله الحي.

إذ اعتبر كالفيسيانوس هذه الاعترافات كافية أسلم إفبُلُس للجلاّدين ليخضعوه للاستجواب. ومضى الوقت.

في 12 آب304م مثل القدّيس إفبُلٌس، من جديد، أمام المحكمة.

القاضي: ألا زلت متمسّكاً باعترافاتك؟
القدّيس: ما اعترفتُ به أعترف به أيضاً: أنا مسيحي وأقرأ الكتب المقدّسة" قال هذا وهو يرسم إشارة الصليب على جبينه.
القاضي: أتَحفَظُ، أيضاً، هذه الكتابات التي حظّرها الإمبراطور وكان عليك أن تُسلمها للعدالة؟
القدّيس: لأني مسيحيّ فإنه ليس مسموحاً لي أن أُسلّمها. أموت ولا أسلّمها. فإنها تكتنز الحياة الأبديّة. من يُسلمها يخسر الحياة الأبديّة. فلكي لا أخسرها أبذل نفسي؟.
القاضي: أين هي هذه الكتب؟
القدّيس: إنها في قلبي، مبديًا بإشارة نحو قلبه.

إذ ذلك أمر القاضي بأن يُمد ويُخضع للتعّذيب إلى أن يرتضي التضحية للآلهة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة وبالرغم من العذاب الذي لا يُطاق وتحت يدي المعذّبين، بدأ القدّيس يسبّح ويشكر المسيح حاسبًا نفسه غير مستأهلاً لأن يتساوى بمعلّمه الرّب يسوع المسيح. وقال للجلادين: قولوا للقاضي "من زمان وأنا أشتهي هذه العذابات. ليفعل ما يشاء، وليزد التعذيبات، فأنا مسيحي".
وبعد عذابات طالت دعاه القاضي ليعلن عبادته للآلهة، فكان جواب إفبُلٌس والدم يسيل من جراحاته: "إني أعبد الآب والابن والروح القدس، ثالوثًا قدّوسًا، لا إله خارجه. ولتبد الأصنام التي لم تخلق السماء والأرض. مسيحي أنا!".
عندها طلب إليه القاضي، للمرّة الأخيرة، أن يرأف بنفسه ويضحّي للآلهة، فأجاب القدّيس: "بلى، سأضُحّي، لكن ذاتي هي التي سأُضحّي بها للمسيح الله. ليس لدي أكثر من ذلك أبذله. جهودك لا تنفع، فأنا مسيحي!"
ضاعف الحاكم العذابات. وإذ أخذت قوى القدّيس في النفاذ وكاد أن يغيب صوته، بقيت شفتاه تُصدران التسابيح.

في النهاية أملى القاضي الحكم على كاتب دوّنه على لوحٍ وهذا مفاده:
"بحيث إن إفبُلٌس المسيحيّ احتقر مراسيم الأباطرة وجدّف على الآلهة،
وبحيث أنّه رفض أن يعود عن شرّه رغم إعطائه الفرصة بذلك،
وبحيث آنّه عاند الأمر الأمبراطوري ورفض التضحية للآلهة
فإني آمر بقطع رأسه بالسيف".

وهكذا كان، علّقوا حول عنقه الإنجيل الذي كان ممسكًا به ساعة إلقاء القبض عليه، وأمامه سار منادٍ يصيح: "إفبُلٌس، المسيحيّ، عدو للآلهة والأباطرة".أمّا القديس، فإذ امتلأ فرحًا، فقد كان يسير مبتهجًا وكأنه سائر إلى تكليله وهو يردّد بثبات: "المجد للمسيح الله".
فلما بلغ محل الإعدام جثا على ركبتيه وصلّى طويلاً وهو يشكر الله. ثم مد رأسه، من ذاته، للجلاد وجرى قطعه. فيما بعد جاء مسيحيّون ورفعوا جسده وطيّبوه ثم دفنوه.

فالمجد لك يا رّب المجد لك.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 24 - 10 - 2016, 06:59 PM   رقم المشاركة : ( 14663 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس نيفن بطريرك القسطنطينيّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولد عام 1508م في البليوبونيز لأبوين نبيلين فاضلين وأعطي اسم نيقولاوس. كان أبوه، مانوئيل، مستشارًا لأمير دالماتيا، وقع ضحية الوشايات فحُكم عليه بالموت. أطلقت سراحه زوجة الأمير. لجأ إلى البليوبونيز حيث صار مستشارًا أولاً لأمير موريا، توما بالييلوغوس.


طفولته وبداية حياة الرهبانية:
إنكب على دراسة الكتب المقدّسة والآباء المتوشّحين بالله. أتقن ترتيب الخدم الليتورجيّة وهو في الثانية عشرة من عمره. أثار إعجاب معلّمه لحدّة ذكائه. نزع إلى اتباع مثال الرهبان القديسين الذين قرأ سيرتهم بشغف.
ذات يوم، مرّ به راهب اسمه يوسف. تجاذب وإياه أطراف الحديث. تبعه نيقولاوس حتى دون أن يودّع والدته وأقرباءه. لما بلغ أبيدافرا، سمع عن ناسك معروف قدّيس اسمه أنطونيوس. ذهب لزيارته. أعجب بطريقة حياته وتعليمه. لفته أنطونيوس إلى صعوبة الحياة النسكية. حظي ببركة بقائه لديه، بعدما أصرّ بدموع. أمّا يوسف الراهب فواصل طريقه.
أطاع الشيخ طاعة كليّة واجتهد أن يقتدي بسيرته الملائكية في التفاصيل. ألبسه أنطونيوس الثوب الرهباني بسرعة وأعطاه اسم نيفون. لم يكن يقرأ إلاّ بدموع. بعد فترة قصيرة رقد أنطونيوس بالرّب، وخرج نيفون يبحث لنفسه عن أب روحيّ جديد. سمع براهب آثوسي فاضل حكيم اسمه زكريّا، يقيم في مدينة أرثا، فذهب إليه وطلب منه أن يعلّمه طريقة الحياة في الجبل المقدّس. لكن الاضطرابات التي حصلت في الكنيسة نتيجة الوحدة الزائفة، الآتية من مجمع فلورنسا (1439)، لم تترك للرهبان أن ينعموا بحياة السكون التي يرغبون فيها. تبع القدّيس نيفون شيخه إلى نواحي عسقلون وكروغيا في ألبانيا سعيًا إلى تثبيت الشعب في الإيمان الأرثوذكسيّ.
جعل الأمير جاورجيوس كاستربوتيس زكريّا أباه الروحي واحتفظ به في قصره مع القدّيس نيفون. ولكن بعد سقوط القسطنطينية (1453م) لجأ القدّيسان إلى الجبل. وما إن عاد الهدوء حتى رجعا إلى أوخريدا حيث أقاما في دير والدة الإله. فلمّا رقد رئيس أساقفة أوخريدا، المدعو نيقولاوس، اختار الأساقفة ورجال الإكليروس، في تلك الأنحاء، زخريا ليشغل كرسي أوخريدا. بعد تحفّظات عديدة أبداها رضخ. ثم قبل أيام قليلة من سيامته سأله القدّيس نيفون البركة ليعتزل في جبل آثوس. أخذ عليه شيخه أن يتخلّى عنه في اللحظة التي يحتاج فيها إليه. ما إن حلّ الليل، وفيما كان زخريا قائمًا في الصلاة، استطلاعًا لمشيئة الله، جاء ملاك الرّب وأوعز إليه بترك تلميذه بذهب إلى الجبل المقدّس.


في الجبل المقدس:
خرج نيفون إلى الجبل كمن له جناحان. توقّف أولاً في دير فاتوبيذي. وجد هناك العديد من الرهبان الأفاضل. توجّه بعدها إلى كارياس حيث لاقاه المتقدّم دانيال وأبدى أنه سمع عنه ورغب، من زمان، في التعرّف إليه قبل أن يموت. أوصاه بعدم الاحتفاظ لنفسه بكنوز الحكمة التي ادخرها في نفسه. مذ ذاك شرع القدّيس نيفون يعلّم فأثار تعليمه إعجاب الرهبان الآثوسيين لعمق معارفه وأسلوبه حتى كانوا يتغافلون عن تناول طعامهم.
زار، بعد ذلك، ديري كوتلوموسيو والبندركراتور. ثم عاش، لبعض الوقت، في تقشّف كبير، في مغارة برفقة نسّاك آخرين. وإذ دعاه آباء اللافرا الكبير إلى النزول عندهم، أقام بينهم معلّمًا للرهبان، ثم اعتزل، أخيرًا، في دير ديونيسيو، حيث اقتبل الإسكيم الكبير وسيم كاهنًا.
ذاعت شهرته لا فقط في الأديرة بل خارج حدود الجبل المقدّس أيضًا، حتى لمّا رقد برثانيوس، متروبوليت تسالونيكي، اختار الإكليروس والشعب نيفون خلفًاً له وأرسلوا سفارة إلى دير ديونيسيو يحيطون رئيسه علمًاً بالقرار الذي اتّخذوه ويسألونه المساعدة في إقناع القدّيس بالقبول تعزية لنفوسهم.
أذعن نيفون لمشيئة الله وذرف دموعًا سخيّة. جرى استقباله في المدينة استقبالاً حاشدًا. كانت الجموع تتهافت لأخذ بركته. حالما جرت سيامته، شرع يبشّر بالإيمان الأرثوذكسيّ إصلاحًا للأخطاء المدسوسة بتأثير مجمع فلورنسا.
كان عزاء للشعب المسيحيّ الرازح تحت النير العثماني. حثّ المؤمنين على الخضوع لما تقتضيه العناية الإلهيّة، على رجاء الخيرات العتيدة، وكذا على الثبات في الفضائل الإنجيليّة. وكان، ليلاً، يتردّد على بيوت البائسين ليوزّع الإعانات. نجح، بمواعظه الصابرة، في هداية العديد من غير المؤمنين.


بطريركا على القسطنطينية:

دُعي نيفون إلى القسطنطينية ليشترك في اجتماع المجمع المقدّس. أكرمه البطريرك سمعان تربيبذوند وكلّ الكنيسة إكرامًا كبيرًا. لقي هناك أباه الروحي زخريّا أوخريد الذي ما لبث أن فارق إلى ربّه. بعد ذلك بأيام قليلة رقد البطريرك أيضًا، وجرى انتخاب القدّيس نيفون، بالإجماع، بطريركًا مكانه سنة 1486م.
استبان نوراً في مشكاة الكنيسة، وأمكن تعليمه، مذ ذاك، أن ينتشر انتشارًا كبيرًا.
رغم شدّة الحالة، في تلك الأيّام، استعادت الكنيسة فرحها لأن الإيمان الأرثوذكسيّ صار له، في شخص القدّيس نيفون، مدافعًا غيورًا.


الاضطّهاد العثماني:
حسّادًا كثيرون أخذوا يكيدون له المكائد. فإذ كان البطريرك سمعان قد ترك غنى وافرًا فإن عين السلطة التركية كانت على الميراث. حاول نيفون أن يحافظ على الموجود ما أمكن. أثار حرصه عداء الحكومة له، فصادرت كميّة كبيرة من الأواني المقدّسة وأطلقت حملة اضطهاد على الكنيسة، ألقت العديد من الإكليروس في السجون. وإذ بلغ السلطان بايازيد الثاني أن البطريرك وراء هذه المسألة، سخط عليه وأقاله (1488م).
طُرد نيفون من المدينة فلجأ إلى دير السابق المجيد في سوزوبوليس في تراقيا. بقي هناك سنتين يسأل الصفح لأعدائه. إثر الفترة البطريركية الثانية التي قضاها القدّيس ديونيسيوس وكذلك مكسيموس الرابع، استدعي نيفون، مرّة أخرى، ليتسلّم كرسيّ القسطنطينية، كان هذا في آواخر العام 1497م. وجد الكنيسة هناك في اضطراب عرضة لفضائح جمة.
ذات يوم التقى البطريرك في الشارع السلطان وموكبه. حياه دون أن يبدي في حضرته الإكرامات التي يفرضها العُرف. للحال جرت إقالته، مرة أخرى، ورُحل إلى أدرينوبوليس، إلى كنيسة القدّيس استفانوس. صار ممنوعاً عليه أن يعلم (1498م).


في فلاخيا:

في ذلك الحين كان الأمير الفالاخي رادو الكبير (1496 -1508م) يعتبر نفسه حامي الأرثوذكسيّة وخليفة ملوك بيزنطية. هذا قدم لزيارة القدّيس في منفاه، إذ كان في مهمّة لدى السلطان. عرض الأمير على القدّيس الانتقال إلى ما وراء الدانوب ليتسلّم زمام الكنيسة البلغاريّة الفالاخيّة هناك ويعمل على إصلاحها وتعليم الشعب والإكليروس الناموس الإلهي. وافق السلطان على ذبك وقبل نيفون، بعد صلاة مليّة، المهمة. جرى استقباله في فلاخيا بإكرام كبير. كان ذلك حوالي العام 1503م. للحال دعا إلى اجتماع للشعب والبويار واقترح تدابير اعتبرها ضرورية لتقويّم الأخلاق المفسدة نتيجة الممارسات السيئة والاعتقادات الفاسدة.
أنشأ أسقفيتين: بوزببو وريمنيكو، وأصلح الأديرة، وحض الكهنة والنبلاء على حفظ وصايا الله ليكونوا مثالاً طيّبَا للشعب. تصدّى للسكر والفسق. قدّم نفسه، في كلّ شيء، كيوحنا الذهبي الفم جديدًا للأرض الرومانيّة. ولكن ما لبث أن نشب خلاف بين القدّيس والأمير. كان رادو قد زوّج شقيقته للبويار المولدافي الكبير، بوغدان، المنفيّ في فالاخيا، وهو عالم بأن لهذا الأخير زوجة في بلاده. فلمّا أحيط القدّيس نيفون علمًا بالأمر، حاول إقناع بوغدان بالتخلّي عن زواجه الثاني. لكن هذا رفض وهدّد. ورغم ضغوط الأمير رادو بقي قدّيس الله لا يلين، وحرم بوغدان، كما توقع لرادو وبوغدان نهاية بائسة وتحدّث عن أسواء كبيرة سوف تحلّ بفلاخيا.

عمد رادو إلى طرد الأسقف الشجاع من كرسيه محرّمًا على أحد استضافته. لكنه عاد فخشي غضب الله، لاسيّما بعد اللعنة التي تفوّه بها القدّيس عليه، فاستدعاه والتمس عفوه.
بارك القدّيس ابنه الروحي البويار الصغير نياجو باساراب وتنبأ بارتقائه سدّة العرش. ثم أخذ معه تلميذيه مكاريوس ويواصاف وارتحل إلى مقدونيا حيث أقام لبعض الوقت يعلّم الشعب المسيحيّ.


العودة الى الجبل المقدس :
أخيرًا، عاد إلى الجبل المقدّس فاستقبله رهبان فاتوبيذي بفرح. بعد قليل من استشهاد تلميذه مكاريوس التسالونيكي (14 أيلول)، ترك الدير، سرًّا، وتحوّل إلى دير ديونيسيو متخفيَّا. كان يلبس ثوب راهب بسيط. طلب الانضمام إلى الشركة.
أسندت إليه مهمّة سائس البهائم. ذات يوم، فيما كان يحفظ الحيوانات في الجبل، عاين رهبان شعلة نار ترتفع إلى السماء ولاحظ أحدهم القدّيس في الصلاة وكلّه بهاء. عاد الراهب، بسرعة، إلى الدير ليتقل الخبر. اجتمع الرهبان في الكنيسة ليسألوا الله في أمر نيفون من تراه يكون. ظهر القدّيس يوحنا السابق، شفيع الدير، للرئيس وأمره بإعداد العدّة لاستقبال نيفون، بطريرك القسطنطينيّة.
فلما عاد القدّيس إلى الدير في حلّته البسيطة، كانت الشركة كلّها في انتظاره بالباب، على قرع الأجراس، بالشموع وبالبخور، إكراماً لرتبته.
فلما طالعه المشهد انطرح أرضًا والدموع في عينيه، وسأل الإخوة الصفح لأنّه خدعهم.
شرح لهم أن هذا كان لخلاص نفسه ولكيّ يجد رحمةً في الدينونة، فإنّه، هربًا من الكرامات الباطلة وهموم العالم جعل نفسه في خدمتهم كالأخير بينهم.
فيما بعد، استمرّ يخدم الشركة في الأمور الوضيعة عينها، معلّمًا بالمثال الطيّب التواضع، ومستأسرًا كلّ فكرٍ جسديّ لناموس الروح بنسكٍ فائق.
عرف نسّاك الجبل المقدّس ورهبانه أن قمر الأرثوذكسيّة مقيم بينهم، فكان الدير، كلّ أحد وكلّ يوم عيد، يمتلئ رهبانًا متشوّقين لتلقّي تعليم قدّيس الله.
لمع بتعليمه وعجائبه إلى أن بلغ التسعين سنًا. وإذ عرف سلفًا بيوم رقاده، دعا كلّ الإخوة وحضّهم على اليقظة في اتباع القواعد التراثيّة للحياة الرهبانيّة، وأن يجاهدوا بغيرة ليُحسبوا أهلاً لملكوت السموات.
وبعدما باركهم وسألهم العفو، طلب من تلميذه يواصاف أن يدوّن صلاة للحل من الخطايا لتقرأ عند دفن الإخوة التماسًا لمغفرة خطاياهم. ثم أعطاه الإذن أن يقدّم نفسه للشهادة.
رقد بسلام في الرّب في 11 آب سنة 1508م بعدما تناول القدسات.
إثر نياحة القدّيس نيفون، قضى الأمير رادو بمرضٍ رهيبٍ وضربت أسواء فلاخيا للاستبداد الذي تعاطاه أميرها. أما نياجو باساراب الذي نجا من محاولة اغتيال فقد استلم دفّة السلطة ونجح في إعادة النظام إلى البلاد. ولكيّ يُعبرعن امتنانه لقدّيس الله الذي رأى نبوءته تتحقق، نقل رفاته إلى فلاخيا حيث استبان، عجائبيًا، أن خطايا الأمير رادو قد غُفرت. وقد أرسل، فيما بعد، قسمًا من هذا الكنز الثمين في مستوعبٍ رائعٍ إلى دير ديونيسيو الذي منّ عليه بعطايا سخيّة، فقط احتفظ بالجمجمة وإحدى يدي الأسقف القدّيس. هذه أودعت كنيسة دير Curtea في أرغيس.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 24 - 10 - 2016, 07:02 PM   رقم المشاركة : ( 14664 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس إفْبُلُس الشماس الشهيد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلال حكم الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، وتحديداً في 29 نيسان من السنة 304م، توجه الشماس أفبلوس إلى محكمة كاتانيا في صقلية الإيطالية. فلما وطئ عتبتها صرخ بصوت عالٍ: "أنا مسيحي وأرغب في أن أموت من أجل اسم المسيح". للحال، أمر القاضي كالفيسيانوس بإدخال الجسور التي تجرأ على التفوه بما تفوه به. دخل أفبلوس وفي يده كتاب الأناجيل المقدسة. أعلن مكسيموس الكلي الرفة أن في حوزته كتباً محظورة بمراسيم الأباطرة. – "من أين لك هذه الكتب؟ أمن عندك؟ هكذا تكلم كالفيسيانوس. جواب أفبلوس كان: "لا منزل لي. سيدي يعلم هذا الأمر جيداً. دعاه كالفيسيانوس لأن يقرأ بعض ما جاء فيها. قرأ أفبلوس هذه الآية: "طوبى للمضطهدين من أجل البر فإن لهم ملكوت السموات" (مت10:5). وفي مكان آخر: "إذا أراد أحد أن يكون لي تلميذاً فليأخذ صليبه ويتبعني" (لو27:14).- "ماذا يعني ذلك؟ - "هذه شريعة الرب إلهي كما أُعطيت لي"- "مِمَن؟" – "من يسوع المسيح، ابن الله الحي". إذ اعتبر كالفيسيانوس هذه الاعترافات كافية أسلم أفبلوس للجلادين ليخضعوه للاستجواب.
ومضى الوقت. في 12 آب 304م مثل القديس أفبلوس، من جديد، أمام المحكمة. سأله كالفيسيانوس: "ألا زلت متمسكاً باعترافاتك؟" فعلم أفبلوس على الجبهة بيده التي كانت طليقة وأعلن: "ما اعترفتُ به أعترف به أيضاً: أنا مسيحي وأقرأ الكتب المقدسة". "أتَحفَظُ، أيضاً، هذه الكتابات التي حظرها الإمبراطور وكان عليك أن تُسلمها للعدالة؟" "لأني مسيحي فإنه ليس مسموحاً لي أن أُسلمها. أموت ولا أسلمها. فإنها تكتنز الحياة الأبدية. من يُسلمها يخسر الحياة الأبدية. فلكي لا أخسرها أبذل نفسي" "أين هي؟" فأجاب القديس: إنها في، مبدياً بإشارة أنها ليست معه بل يحفظها عن ظهر قلب. إذ ذلك أمر القاضي بأن يُمد ويُخضع للتعذيب إلى أن يرتضي التضحية للآلهة. جعل القديس أفبلوس، وهو في العذاب، يسبح ويشكر المسيح لأنه حُسب مستأهلاً لأن يتألم من أجله. قال للقاضي: "من زمان وأنا أشتهي هذه العذابات. افعل ما تشاء. زد التعذيبات، فأنا مسيحي!" وللحظة طالت أُوقف الجلادون عن التعذيب ودعا الحاكم القديس إلى عبادة الآلهة. جواب أفبلوس كان: "إني أعبد الآب والابن والروح القدس، ثالوثاً قدوساً. لا إله خارجه. لتبد الأصنام التي لم تخلق السماء والأرض. مسيحي أنا!"
طلب إليه القاضي، للمرة الأخيرة، أن يضحي إذا أراد أن ينقذ نفسه فأجاب: "بلى، سأضُحي. لكن ذاتي هي التي أُضحي بها للمسيح الله. ليس لدي أكثر من ذلك أبذله. جهودك لا تنفع، فأنا مسيحي!" ضاعف الحاكم العذابات. وإذ أخذت قوى القديس في النفاذ وكاد أن يغيب صوته، بقيت شفتاه تُصدران التسابيح. هذا فيما أملى كالفيسسانوس الحكم على كاتب دونه على لوح: "حيث إن أفبلوس المسيحي احتقر مراسيم الأباطرة وجدف على الآلهة ورفض أن يعود عن غيَه، فإني آمر بقطع رأسه بالسيف". علقوا حول عنقه الإنجيل الذي كان ممسكاً به ساعة إلقاء القبض عليه، وأمامه سار مناد يصيح: "أفبلوس، المسيحي، عدو للآلهة والأباطرة". أما القديس، فإذ امتلأ فرحاً، فقد حث الخطى وكأنه سائر إلى تكليله وهو يردد بثبات: "المجد للمسيح الله!" فلما بلغ محل الإعدام جثا على ركبتيه وصلى طويلاً وهو يشكر الله. ثم مد رأسه، من ذاته، للجلاد وجرى قطعه. فيما بعد جاء مسيحيون ورفعوا جسده وطيبوه ثم دفنوه.
ملاحظة: سيرة القديس مستمدة من أعمال شهادته كما دونها شاهد عيان.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 24 - 10 - 2016, 07:03 PM   رقم المشاركة : ( 14665 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس إفْبُلُس الشماس الشهيد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلال حكم الإمبراطورين الرومانيين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، وتحديداً في 29 نيسان من السنة 304م، توجه الشماس أفبلوس إلى محكمة كاتانيا في صقلية الإيطالية. فلما وطئ عتبتها صرخ بصوت عالٍ: "أنا مسيحي وأرغب في أن أموت من أجل اسم المسيح". للحال، أمر القاضي كالفيسيانوس بإدخال الجسور التي تجرأ على التفوه بما تفوه به. دخل أفبلوس وفي يده كتاب الأناجيل المقدسة. أعلن مكسيموس الكلي الرفة أن في حوزته كتباً محظورة بمراسيم الأباطرة. – "من أين لك هذه الكتب؟ أمن عندك؟ هكذا تكلم كالفيسيانوس. جواب أفبلوس كان: "لا منزل لي. سيدي يعلم هذا الأمر جيداً. دعاه كالفيسيانوس لأن يقرأ بعض ما جاء فيها. قرأ أفبلوس هذه الآية: "طوبى للمضطهدين من أجل البر فإن لهم ملكوت السموات" (مت10:5). وفي مكان آخر: "إذا أراد أحد أن يكون لي تلميذاً فليأخذ صليبه ويتبعني" (لو27:14).- "ماذا يعني ذلك؟ - "هذه شريعة الرب إلهي كما أُعطيت لي"- "مِمَن؟" – "من يسوع المسيح، ابن الله الحي". إذ اعتبر كالفيسيانوس هذه الاعترافات كافية أسلم أفبلوس للجلادين ليخضعوه للاستجواب.
ومضى الوقت. في 12 آب 304م مثل القديس أفبلوس، من جديد، أمام المحكمة. سأله كالفيسيانوس: "ألا زلت متمسكاً باعترافاتك؟" فعلم أفبلوس على الجبهة بيده التي كانت طليقة وأعلن: "ما اعترفتُ به أعترف به أيضاً: أنا مسيحي وأقرأ الكتب المقدسة". "أتَحفَظُ، أيضاً، هذه الكتابات التي حظرها الإمبراطور وكان عليك أن تُسلمها للعدالة؟" "لأني مسيحي فإنه ليس مسموحاً لي أن أُسلمها. أموت ولا أسلمها. فإنها تكتنز الحياة الأبدية. من يُسلمها يخسر الحياة الأبدية. فلكي لا أخسرها أبذل نفسي" "أين هي؟" فأجاب القديس: إنها في، مبدياً بإشارة أنها ليست معه بل يحفظها عن ظهر قلب. إذ ذلك أمر القاضي بأن يُمد ويُخضع للتعذيب إلى أن يرتضي التضحية للآلهة. جعل القديس أفبلوس، وهو في العذاب، يسبح ويشكر المسيح لأنه حُسب مستأهلاً لأن يتألم من أجله. قال للقاضي: "من زمان وأنا أشتهي هذه العذابات. افعل ما تشاء. زد التعذيبات، فأنا مسيحي!" وللحظة طالت أُوقف الجلادون عن التعذيب ودعا الحاكم القديس إلى عبادة الآلهة. جواب أفبلوس كان: "إني أعبد الآب والابن والروح القدس، ثالوثاً قدوساً. لا إله خارجه. لتبد الأصنام التي لم تخلق السماء والأرض. مسيحي أنا!"
طلب إليه القاضي، للمرة الأخيرة، أن يضحي إذا أراد أن ينقذ نفسه فأجاب: "بلى، سأضُحي. لكن ذاتي هي التي أُضحي بها للمسيح الله. ليس لدي أكثر من ذلك أبذله. جهودك لا تنفع، فأنا مسيحي!" ضاعف الحاكم العذابات. وإذ أخذت قوى القديس في النفاذ وكاد أن يغيب صوته، بقيت شفتاه تُصدران التسابيح. هذا فيما أملى كالفيسسانوس الحكم على كاتب دونه على لوح: "حيث إن أفبلوس المسيحي احتقر مراسيم الأباطرة وجدف على الآلهة ورفض أن يعود عن غيَه، فإني آمر بقطع رأسه بالسيف". علقوا حول عنقه الإنجيل الذي كان ممسكاً به ساعة إلقاء القبض عليه، وأمامه سار مناد يصيح: "أفبلوس، المسيحي، عدو للآلهة والأباطرة". أما القديس، فإذ امتلأ فرحاً، فقد حث الخطى وكأنه سائر إلى تكليله وهو يردد بثبات: "المجد للمسيح الله!" فلما بلغ محل الإعدام جثا على ركبتيه وصلى طويلاً وهو يشكر الله. ثم مد رأسه، من ذاته، للجلاد وجرى قطعه. فيما بعد جاء مسيحيون ورفعوا جسده وطيبوه ثم دفنوه.
ملاحظة: سيرة القديس مستمدة من أعمال شهادته كما دونها شاهد عيان.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس نيفن بطريرك القسطنطينيّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولد في البليوبونيز لأبوين نبيلين فاضلين وأعطي اسم نيقولاوس. كان أبوه، مانوئيل، مستشاراً لأمير دالماتيا، وقع ضحية الوشايات فحُكم عليه بالموت. أطلقت سراحه زوجة الأمير. لجأ إلى البليوبونيز حيث صار مستشاراً أولاً لأمير موريا، توما بالييلوغوس.
مج نيقولاوس اللعب، منذ نعومة أظفاره، وانكب على دراسة الكتب المقدسة والآباء المتوشحين بالله. أتقن ترتيب الخدم الليتورجية وهو في الثانية عشرة. أثار إعجاب معلمه لحدة ذكائه. نزع إلى اتباع مثال الرهبان القديسين الذين قرأ سيرهم بشغف. ذات يوم، مر به راهب اسمه يوسف. تجاذب وإياه أطراف الحديث. تبعه نيقولاوس حتى دون أن يودع والدته وأقرباءه. لما بلغ أبيدافرا، سمع عن ناسك معروف تقدس اسمه أنطونيوس. ذهب لزيارته. أعجب بطريقة حياته وتعليمه. لفته أنطونيوس إلى صعوبة الحياة النسكية. حظي ببركة بقائه لديه، بعدما أصر بدموع. أما يوسف الراهب فواصل طريقه. عمل طاعة الطالب الجديد كان الخط. أقبل بهمة على أعمال النسك. أطاع الشيخ طاعة كلية واجتهد أن يقتدي بسيرته الملائكية في التفاصيل. ألبسه أنطونيوس الثوب الرهباني بسرعة وأعطاه اسم نيفون. مذ ذاك ضاعف جهوده. لم يكن أحد يراه يضحك البتة أو تخرج من فمه كلمة بطالة. لم يكن يقرأ إلا بدموع. بعد فترة قصيرة رقد أنطونيوس بالرب، وخرج نيفون يبحث لنفسه عن أب روحي جديد. سمع براهب آثوسي فاضل حكيم اسمه زخريا، يقيم في مدينة أرثا، فذهب إليه وطلب منه أن يعلمه طريقة الحياة في الجبل المقدس. لكن الاضطرابات التي حصلت في الكنيسة نتيجة الوحدة الزائفة، الآتية من مجمع فلورنسا (1439)، لم تترك للرهبان أن ينعموا بحياة السكون التي يرغبون فيها. تبع القديس نيفون شيخه إلى نواحي عسقلون وكروغيا في ألبانيا سعياً إلى تثبيت الشعب في الإيمان الأرثوذكسي. جعل الأمير جاورجيوس كاستربوتيس زكريا أباه الروحي واحتفظ به في قصره مع القديس نيفون. بعد ذلك بقليل، وبعدما أحدث سقوط القسطنطينية (1453م) اضطراباً في كل الأصقاع المسيحية، لجأ القديسان إلى الجبل. وما إن عاد الهدوء حتى رجعا إلى أوخريدا حيث أقاما في دير والدة الإله. فلما رقد رئيس أساقفة أوخريدا، المدعو نيقولاوس، اختار الأساقفة ورجال الإكليروس، في تلك الأنحاء، زخريا ليشغل كرسي أوخريدا. بعد تحفظات عديدة أبداها رضخ. ثم قبل أيام قليلة من سيامته سأله القديس نيفون البركة ليعتزل في جبل آثوس. أخذ عليه شيخه أن يتخلى عنه في اللحظة التي يحتاج فيها إليه. ما إن حل الليل، وفيما كان زخريا قائماً في الصلاة، استطلاعاً لمشيئة الله، جاء ملاك الرب وأوعز إليه بترك تلميذه بذهب إلى الجبل المقدس.
خرج نيفون إلى الجبل كمن له جناحان. توقف أولاً في دير فاتوبيذي. وجد هناك العديد من الرهبان الأفاضل. توجه بعدها إلى كارياس حيث لاقاه المتقدم دانيال وأبدى أنه سمع عنه ورغب، من زمان، في العرف إليه قبل أن يموت. أوصاه بعدم الاحتفاظ لنفسه بكنوز الحكمة التي ادخرها في نفسه. مذ ذاك شرع القديس نيفون يعلم فأثار تعليمه إعجاب الرهبان الآثوسيين لعمق معارفه وأسلوبه حتى كانوا يتغافلون عن تناول طعامهم. زار، بعد ذلك، ديري كوتلوموسيو والبندركراتور. ثم عاش، لبعض الوقت، في تقشف كبير، في مغارة برفقة نساك آخرين. وإذ دعاه آباء اللافرا الكبير إلى النزول عندهم، أقام بينهم معلماً للرهبان، ثم اعتزل، أخيراً، في دير ديونيسيو، حيث اقتبل الإسكيم الكبير وسيم كاهناً. ذاعت شهرته لا فقط في الأديرة بل خارج حدود الجبل المقدس أيضاً، حتى لما رقد برثانيوس، متروبوليت تسالونيكي، اختار الإكليروس والشعب نيفون خلفاً له وأرسلوا سفارة إلى دير ديونيسيو يحيطون رئيسه علماً بالقرار الذي اتخذوه ويسألونه المساعدة في إقناع القديس بالقبول تعزية لنفوسهم.
أذعن نيفون لمشيئة الله وذرف دموعاً سخية. جرى استقباله في المدينة استقبالاً حاشداً. كانت الجموع تتهافت لأخذ بركته. حالما جرت سيامته، شرع يبشر بالإيمان الأرثوذكسي إصلاحاً للأخطاء المدسوسة بتأثير مجمع فلورنسا. كان عزاء للشعب المسيحي الرازح تحت النير العثماني. حث المؤمنين على الخضوع لما تقتضيه العناية الإلهية، على رجاء الخيرات العتيدة، وكذا على الثبات في الفضائل الإنجيلية. وكان، ليلاً، يتردد على بيوت البائسين ليوزع الإعانات. نجح، بمواعظه الصابرة، في هداية العديد من غير المؤمنين.
دُعي نيفون إلى القسطنطينية ليشترك في اجتماع المجمع المقدس. أكرمه البطريرك سمعان تربيبذوند وكل الكنيسة أيما إكرام. لقي هناك أباه الروحي زخريا أوخريد الذي ما لبث أن فارق إلى ربه. بعد ذلك بأيام قليلة رقد البطريرك أيضاً، وجرى انتخاب القديس نيفون، بالإجماع، بطريركاً محله سنة 1486م. استبان نوراً في مشكاة الكنيسة، وأمكن تعليمه، مذ ذاك، أن ينتشر انتشاراً كبيراً. رغم شدائد العبودية. في تلك الأيام، استعادت الكنيسة فرحها لأن الإيمان الأرثوذكسي صار له، في شخص القديس نيفون، مدافعاَ غيوراً. إلا أن حساداً أخذوا يكيدون له المكائد. فإذ كان البطريرك سمعان قد ترك غنى وافراً فإن عين السلطة التركية كانت على الميراث. حاول نيفون أن يحافظ على الموجود ما أمكن. أثار حرصه عداء الحكومة له، فصادرت كمية كبيرة من الأواني المقدسة وأطلقت حملة اضطهاد على الكنيسة. ألقت العديد من الإكليروس في السجون. وإذ بلغ السلطان بايازيد الثاني أن البطريرك وراء هذه المسألة، سخط عليه وأقاله (1488م). طُرد نيفون من المدينة فلجأ إلى دير السابق المجيد في سوزوبوليس في تراقيا. بقي هناك سنتين يسأل الصفح لأعدائه.
إثر الفترة البطريركية الثانية التي قضاها القديس ديونيسيوس وكذلك مكسيموس الرابع، استدعي نيفون، مرة أخرى، ليتسلم كرسي القسطنطينية، كان هذا في آواخر العام 1497م. وجد الكنيسة هناك في اضطراب عرضة لفضائح جمة. ذات يوم التقى البطريرك في الشارع السلطان وموكبه. حياه دون أن يبدي في حضرته الإكرامات التي يفرضها العُرف. للحال جرت إقالته، مرة أخرى، ورُحل إلى أدرينوبوليس، إلى كنيسة القديس استفانوس. صار ممنوعاً عليه أن يعلم (1498م).
في ذلك الحين كان الأمير الفالاخي رادو الكبير (1496 -1508م) يعتبر نفسه حامي الأرثوذكسية وخليفة ملوك بيزنطة. هذا قدم لزيارة القديس في منفاه، إذ كان في مهمة لدى السلطان. عرض الأمير على القديس الانتقال إلى ما وراء الدانوب ليتسلم زمام الكنيسة البلغارية الفالاخية هناك ويعمل على إصلاحها وتعليم الشعب والإكليروس الناموس الإلهي. وافق السلطان على ذبك وقبل نيفون، بعد صلاة ملية، المهمة. جرى استقباله في فلاخيا بإكرام كبير. كان ذلك حوالي العام 1503م. للحال دعا إلى اجتماع للشعب والبويار واقترح تدابير اعتبرها ضرورية لتقويم الأخلاق المفسدة نتيجة الممارسات السيئة والاعتقادات الفاسدة. أنشأ أسقفيتين: بوزببو وريمنيكو، وأصلح الأديرة، وحض الكهنة والنبلاء على حفظ وصايا الله ليكونوا مثالاً طيباً للشعب. تصدى للسكر والفسق. قدم نفسه، في كل شيء، كيوحنا الذهبي الفم جديداً للأرض الرومانية. ولكن ما لبث أن نشب خلاف بين القديس والأمير. كان رادو قد زوج شقيقته للبويار المولدافي الكبير، بوغدان، المنفي في فالاخيا، وهو عالم بأن لهذا الخير زوجة في بلاده. فلما أحيط القديس نيفون علماً بالأمر، حاول إقناع بوغدان بالتخلي عن زواجه الثاني. لكن هذا رفض وهدد. ورغم ضغوط الأمير رادو بقي قديس الله لا يلين، وحرم بوغدان، كما توقع لرادو وبوغدان نهاية بائسة وتحدث عن أسواء كبيرة سوف تحل بفلاخيا. عمد رادو إلى طرد الأسقف السجاع من كرسيه محرماً على أحد استضافته. لكنه عاد فخشي غضب الله، لاسيما بعد اللعنة التي تفوه بها القديس عليه، فاستدعاه والتمس عفوه. بارك القديس ابنه الروحي البويار الصغير نياجو باساراب وتنبأ بارتقائه سدة العرش. ثم أخذ معه تلميذيه مكاريوس ويواصاف وارتحل إلى مقدونيا حيث أقام لبعض الوقت يعلم الشعب المسيحي.
أخيراً، عاد إلى الجبل المقدس فاستقبله رهبان فاتوبيذي بفرح. بعد قليل من استشهاد تلميذه مكاريوس التسالونيكي (14 أيلول)، ترك الدير، سراً، وتحول إلى دير ديونيسيو متخفياً. كان يلبس ثوب راهب بسيط. طلب الانضمام إلى الشركة. أسندت إليه مهمة سائس البهائم. ذات يوم، فيما كان يحفظ الحيوانات في الجبل، عاين رهبان شعلة نار ترتفع إلى السماء ولاحظ أحدهم القديس في الصلاة وكله بهاء. عاد الراهب، بسرعة، إلى الدير ليتقل الخبر. اجتمع الرهبان في الكنيسة ليسألوا الله في أمر نيفون من تراه يكون. ظهر القديس يوحنا السابق، شفيع الدير، للرئيس وأمره بإعداد العدة لاستقبال نيفون، بطريرك القسطنطينية. فلما عاد القديس إلى الدير في حلته البسيطة، كانت الشركة كلها في انتظاره بالباب، على قرع الأجراس، بالشموع وبالبخور، إكراماً لرتبته. فلما طالعه المشهد انطرح أرضاً والدموع في عينيه، وسأل الإخوة الصفح لأنه خدعهم. شرح لهم أن هذا كان لخلاص نفسه ولكي يجد رحمة في الدينونة، فإنه، هرباً من الكرامات الباطلة وهموم العالم جعل نفسه في خدمتهم كالأخير بينهم. فيما بعد، استمر يخدم الشركة في الأمور الوضيعة عينها، معلماً بالمثال الطيب التواضع، ومستأسراً كل فكر جسدي لناموس الروح بنسك فائق.
عرف نساك الجبل المقدس ورهبانه أن قمر الأرثوذكسية مقيم بينهم، فكان الدير، كل أحد وكل يوم عيد، يمتلئ رهباناً متشوقين لتلقي تعليم قديس الله. لمع بتعليمه وعجائبه إلى أن بلغ التسعين سناً. وإذ درى سلفاً بيوم وفاته، دعا كل الإخوة وحضهم على اليقظة في ابتاع القواعد التراثية للحياة الرهباينة وأن يجاهدوا بغيرة ليُحسبوا أهلاً لملكوت السموات. وبعدما باركهم وسألهم العفو، طلب من تلميذه يواصاف أن يدون صلاة للحل من الخطايا لتقرأ عند دفن الإخوة التماساً لمغفرة خطاياهم. ثم أعطاه الإذن أن يقدم نفسه للشهادة. رقد بسلام في الرب في 11 آب سنة 1508م بعدما ساهم القدسات.
إثر نياحة القديس نيفون، قضى الأمير رادو بمرض رهيب وضربت أسواء فلاخيا للاستبداد الذي تعاطاه أميرها. أما نياجو باساراب الذي نجا من محاولة اغتيال فقد استلم دفة السلطة ونجح في إعادة النظام إلى البلاد. ولكي يُعبر عن امتنانه لقديس الله الذي رأى نبوءته تتحقق، نقل رفاته إلى فلاخيا حيث استبان، عجائبياً، أن خطايا الأمير رادو قد غُفرت. وقد أرسل، فيما بعد، قسماً من هذا الكنز الثمين في مستوعب رائع إلى دير ديونيسيو الذي من عليه بعطايا سخية، فقط احتفظ بالجمجمة وإحدى يدي الأسقف القديس. هذه أودعت كنيسة دير Curtea في أرغيس.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 24 - 10 - 2016, 07:04 PM   رقم المشاركة : ( 14666 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسة نونا والدة القدّيس غريغوريوس اللاهوتي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" إمراة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللآلئ (سفر الأمثال 10:31)"
يعود أصل القدّيسة نونا إلى كبادوكية.
نشأت القدّيسة في الإيمان وتزوّجت من رجل كان مشهودَا له يدعى غريغوريوس، أحد قضاة مدينة نازينز في كبادوكيا.
غريغوريوس كان ينتمي لمجموعة – شيعة - تنكرّت لعبادة الله كآب، لكن بالمقابل، وبعد صلاة طويلة وصبر كبير واتّكال على الله، لم تنجح القدّيسة نونا في هداية زوجها إلى الإيمان القويم فحسب، بل دخل الكنيسة خادمًا محبًّا وأمينًا لدرجة إنّه أصبح أسقفًا (كان يمكن بوقتها أن يكون الأسّقف متزّوجًا)، على نازينزا خمسة وأربعين عامًا وعُرف بتفانيه وتواضعه، وتعيّد له الكنيسة قدّيسًا في أوّل كانون الثاني من كلّ عام.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحقيقًا للآيّة "من ثمارهم تعرفونهم" أثمر زواج نونا وغريغوريوس ثلاثة قدّيسين:
صبيين وبنتًا، القدّيسة غورغونيا وعيدها في 23 شباط، القدّيس قيصاريوس وعيده في 9 آذار والقدّيس غريغوريوس اللاهوتي ، وهو الأبرز بينهم، ويعيد له في 25 كانون الثاني.
يُذكر أن الولد الثالث، والذي دُعي أيضًا غريغوريوس على إسم والده، وُلد بعد صلوات حارّة رفعتها القدّيسة نونا إلى خالقها.
يذكر القدّيس غريغوريوس اللاهوتي عن والدته، فيما بعد، أنّها كانت على تقوى مثاليّة.
كان لها جسد امرأة لكنّها اقتنت نفسًا سَمّت بها فوق الرجال بسالةً. لم تكن لتهتم بشؤون الأرض أكثر من شؤون الملكوت الذي كان مشتهاها الوحيد.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

استبدلت مساحيق التجميل الخارجيّة لتتبرّج بالفضائل والنعم السماويّة، فكانت تهتم دائمًا بتشريف صورة الله فيها بالتقوى والصلاة، هذا هو الجمال الحقيقي الذي ما بعده جمال، وكانت تردّد دائمًا: أنا من الله وإليه أعود.
سلكت الأصوام المفعمة بالصلوات طريقًا لتقية الروح والجسد، وبالأخص الصلوات الليلية، فبدت آيةً من نشيد الاناشيد:" أنام
أنشأت أولادها على مساعدة الفقراء.
جاءها المرض والألم الشديد فصبرت عليه غير متأففة، وكانت تسبّح الله بالفرح والشكران، فجاءتها المنيّة وأسلمت الروح أثناء القدّاس الإلهيّ في حوالي 374م، وكأنها بذلك إنتقلت إلى عريسها الأوّل التي عشقته قبل كلّ شيء وقدّمت له عائلتها بالكامل.
يُعيّد لها غربًا في 18 آب.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 24 - 10 - 2016, 07:05 PM   رقم المشاركة : ( 14667 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تذكار الشهداء الفتية السبعة الذين في أفسس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أسمائهم:
تختلف تبعاً للمراجع ووردت كالتالي: مكسيميليانوس وأكساكوستوديانوس ويامبليكيوس ومرتينيانوس وديونيسيوس وأنطونينوس
خبرهم:
عاشوا في زمن الأمبراطور الروماني داكيوس قيصر إذمرّ في أفسس وأمر السكان بتقديم الأضحية للأوثان ومن بين من افتُضح أمرهم ولم يقدموا الأضحية, الفتية السبعة. بعد استجوابهم تُركوا فترة ليفكروا في الأمر وعند عودة الأمبراطور من سفره عادوا استجوابهم. توارى السبعة في مغارة إلى الشرق من المدنية. هناك ركنوا للصلاة والسكون. عند عودة القيصر وبحثه عنهم وجدهم في المغارة وأمر بإيصاد مدخِلها خنْقاً لهم, (من الذين نفّذوا المهمة كان مسيحيَّين في السرّ, هذان خَطّا خبر الفتية على لوح من رصاص مع إسمائهم وواروها الجوار).
قيامتهم:
بعدما يقرب المائتين عام شاعت هرطقة أنكرت قيامة الموتى وبلبلة الكنيسة. كان مُروِّج الهرطقة أسقفاً يُدعى ثيودوروس Aigai . في ذلك الوقت، بتدبير الله أُزيحت الحجارةُ عن مدخل المغارة بيد راع ملكَ أرض المغارة. للحال عاد الفتية إلى الحياة كالناهض من النوم دون أن يكون قد نالهم أيّ تغيير.
بان خبرُهم في أفسس وأتخذ الخبر برهاناً على قيامة الأجساد, ثم عادوا فناموا من جديد إلى القيامة العامة. بعدما رووا حكايتهم للناس.
هم يُسمَّون عند المسلمين بـ أهل الكهف.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 24 - 10 - 2016, 07:06 PM   رقم المشاركة : ( 14668 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تذكار الأبرار إسحاقيوس وذلماتُس وففستس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كان دلماتيوس من عائلة مرموقة وانخرط في الجندية, في ذلك الزمان نُهي إلى الأمبراطور ثيودوسيوس أن الناسك السوري إسحق سبق فتنبأ للإمبراطور فالنس بإخفاقه في الحملة على الغوط وسقوطه صريعاً، قصده زائراً برفقة دلماتيوس.
تأثر دلماتيوس بمنظر الراهب إسحق فترك بيته وترهب عند القديس إسحق وأستلم رئاسة الدير من بعد القديس وكان متقشفاً متشدداً على ذاته ولم يترك الدير ثماني وأربعين سنة إلا عندما بدأ نسطوريس هرطقته ضد والدة الإله توجّه دلماتيوس إلى الأمبراطور وقرأ عليه رسالة المجمع وسأله الحرية للأساقفة والعمل على نصرة الحق. استجاب الأمبراطور ثيودوسيوس لطلب القديس وأوعز بتنحية نسطوريوس, بعد رقاد دلماتيوس سنة 440م صُيرِّ القديس فوستوس رئيساً للدير فسلك في فضيلة أبيه مدافعاً عن الإيمان القويم لا سيما في شأن لإدانة أفتيشيس (الطبيعة الواحدة) سنة 448م ورقد حوالي العام 457م.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 24 - 10 - 2016, 07:07 PM   رقم المشاركة : ( 14669 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نقل عظام استفانوس أول الشهداء ورئيس الشمامسة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بعدما رجم اليهود القديس استفانوس (أع 7)، اقتبل غمالائيل المعمودية باسم الرّب يسوع ، كما ورد في التراث، وهو الذي درس القدّيس على يد الرسل القدّيسين الأطهار.
جسد أول الشهداء استفانوس كان ملقًا في المزبلة، فأخذه غمالائيل ومسيحيون آخرون وواروه الثرى في كفر غمالا، في ملكية تخصّه، على بعد عشرين ميلاً من المدينة المقدّسة.
كذلك ورد أن نيقوديموس، التلميذ الذي جاء إلى يسوع ليلاً (يو3)، بالكاد نجا من الاضطهاد الذي صار على المسيحيين في أورشليم ولجأ جريحاً، إلى قرية غمالائيل الذي كان عمّه. هناك مات متأثراً بجراحه ودُفن بجانب القدّيس استفانوس. وقيل لحق به غمالائيل وابنه حبيب، الذي اعتمد بيد الرسل، هو أيضاً.
مرّت سنوات طويلة وغمر النسيان ذكر الرفات إلى يوم عاين فيه كاهن تقي وقور اسمه لوقيانوس، من قرية كفر غمالا، القدّيس استفانوس ثلاث دفعات.
كان القدّيس يلبس قميصاً كتابياً يشبه استيخارة الشمامسة اليوم، وعليه مطرّزاً اسمه بحروف حمراء مذهبة. شعره طويل أبيض ويحتذي خفاً ذهبياً وفي يده قضيب مذهب ضرب به لوقيانوس برفق داعياً إياه باسمه. أمره أن يُخطر يوحنا، أسقف أورشليم، بنقل رفاته ليتمجّد الله بها.
للحال أعلم لوقيانوس الأسقف بالأمر فأشار عليه أن يحفر في الموضع الذي دلّه عليه القدّيس.
كانت، في الموضع، كومة حجارة. في الليلة عينها نبّه القدّيس لوقيانوس إلى أن جسده موارى قليلاً إلى الشمال من ذلك الموضع. باشر الحفر بسرعة فاكتشف لوحة حجرية خُطت عليها بالعبرية أسماء استفانوس ونيقوديموس وحبيب.
للحال ارتجت الأرض وانتشرت رائحة طيب في المكان. وقيل جرت به أشفية عدّة أحصيت بثلاثة وسبعين.
إذ ذاك سُمعت أصوات ملائكية تصدح: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة".
الأسقف يوحنا كان، في ذلك الحين، على رأس مجمع في لدّة فحضر برفقة أسقفين آخرين ليتبين جسد الشهيد الأول ونقلوه إلى كنيسة صهيون المقدّسة في أورشليم، في السادس والعشرين من كانون الأول سنة 415م. وقد ورد أن المطر انهمر بعد طول جفاف. ثم في 15 أيار سنة 439م نُقلت رفات القدّيس استفانوس إلى بازيليكا شُيدت في موضع رجمه. هذه أضافت إليها الإمبراطورة أفدوكيا ديراً كبيراً ووسّعتها. لكن تعرّض الكل للخراب إثر غزوة الفرس سنة 614م.
يروى أنه جرى نقل الرفات قليلاً قليلاً إلى القسطنطينية ومن هناك خطفها الصليبيون إلى الغرب إثر نهب القسطنطينية سنة 1204م. أمّا تاريخ الثاني من آب فذكرى وضع الرفات في مكان يعرف بـ "قسطنطيانا" قريب من خلقيدونيا توقفت فيه العربة التي حملت الرفات ولم تشأ الحيوانات التي تجرها، من بعد، أن تتحرّك. هناك بُنيت كنيسة حملت اسم أول الشهداء.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 24 - 10 - 2016, 07:12 PM   رقم المشاركة : ( 14670 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,539

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشهداء الفتية المكّابيّون السبعة
مع أمّهم صولوموني ومعلّمهم أليعازر
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"لا تقل فقط يا إنسان أنّك من التراب وإلى التراب تعود، بل قل أيضًا وعلى الدوام, أنّك من الله وإلى تعود".

الشهداء الفتية المكّابيّون السبعة مع أمّهم صولوموني ومعلّمهم أليعازر (القرن 2ق.م.):
عاش هؤلاء القدّيسون زمن الملك السلوقي على سورية، أنطيوخوس أبيفانيوس (175 - 164ق .م )، وتُعدّ الفترة التي عاش فيها الفتيان المكابيّون، والتي هي القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، فترة صعبة جدًّا.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كانت الأمّة اليهودية قد وصلت إلى حالة سيئة من الضعف والتردّي على أكثر من مستوى . ومع أن المكابيّين قد قاموا بدور هام في سبيل إعادة الأمّة إلى الله وتفعيل الحياة الليتورجيّة من جديد بعد توقف العبادة في الهيكل وترك الشعب الناموس وإهماله لخلاصه، إلاّ أن خلفاءهم مالوا إلى السياسات التوسعيّة وسعوا إلى تحقيق مآرب شخصيّة، فحادوا عن الطريق القويم وأهملوا وجع الناس، ممّا مهّد السبيل للرومان لكيّ يضمّوا منطقة اليهوديّة إلى أملاكهم ومستعمراتهم.

السلوقيّون:
السلوقيّون (312 ق.م.، 64 ق.م.) سلالة هلّنستيّة ترجع تسميتها إلى مؤسّس الحكم السلوقيّ، سلوقس الأول نيكاتور أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر، وقد شكلّ حكمه إحدى دول ملوك طوائف الإسكندر(Diadochi)، التي نشأت بعد موت الإسكندر المقدوني. حكم السلوقيّون خلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد منطقة غرب آسيا، وامتدّت من سوريا وتراقيا غربًا حتى الهند شرقًا. دخلت هذه السلالة في حرب ضروس مع روما، عُرفت بالحروب الرومانية السورية (Roman-Syrian War) في الفترة ما بين (192 - 188 ق.م.) بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير.

المكابيّون:
هم كهنة من العشيرة الحشمونيّة من أبناء يهوياديت. أوّل من أخد هذا اللقب هو يهوذا بن متاثيا، وهو يهوذا الملقّب « بالمكّب» ومعناه المطرقة، ومن ثم اتخذ الاسم « مكابيّين».
أطلق هذا اللقب بعد ذلك على كلّ العشيرة وامتّد ليشمل كلّ من قاوم الحكّام السلوقيين.
نقرأ سيرة هؤلاء الفتية في سفر المكابيّين الثاني في الإصحاح السابع منه.
يعرض سفر المكابيّين الأوّل جهاد الإخوة المكابيّين الخمسة في تخليص الأمّة اليهوديّة من الممارسات الوثنيّة التي أدخلها الحكّام السلوقيّون، ويتناول سفر المكابيّين الثاني يهوّذا المكابي الذي يُعد القائد الأشهر في التاريخ اليهوديّ بعد داود النبيّ.
وأهم ما جاء في سفر المكابيّين الثاني مجموعة من الشهداء الذين يمثّلون نموذجًا حيًّا وحتى مسيحيًّا قبل تجسّد الله وصيرورته إنسانًا.
مثل المرأتين اللتين استشهدتا مع طفليهما لأجل الختان، والشهداء السبعة ووالدتهم، وكذلك رازيس الشيخ.

استشهاد المكابيين السبعة مع والدتهم:
من الواضح من الآيات الكتابية أن استشهاد الأم وأبنائها قد تمّ في أنطاكية، وأن لغتهم كانت اليونانية بينما لغة أسلافهم هي العبرية (آيات 8، 21، 27).
كان ذلك خلال مأدبة طقسية أقامها الملك أنطيوخس ابيفانيوس، حيث جلبوا له من وشى بهم أنّهم يرفضون الهيلينية متمسّكين بشرائعهم ، وتُعتبر هذه السيرة من أروع سير الاستشهاد في العهد القديم، وتعطي مثالًا حيًّا لكل الأجيال وفي كلّ الأزمان.

استشهاد الكاتب:
أوّل المسعى كان محاولة إكراه الكاتب، أو ربّما الكاهن، أليعازر على أكل لحم الخنزير بفتح الفم بالقوّة وإقحام اللحم فيه.
رد فعله كان أن لفظ خارجًا ما جعلوه في فمه عنوة بازدراء. نصحوه أن يقبل، ولوّ صوريًّا لينجّي نفسه فكان جوابه:
«لا يليق بسنّنا أن نرائي لئلا يظن كثير من الشبّان أن أليعازر، وهو ابن تسعين سنة، قد انحاز إلى مذهب الغرباء ويضلّوا، هم أيضًا، بسببي وبسبب ريائي من أجل حياة أصبحت قصيرة جدًا، فأجلب على شيخوختي النجاسة والفضيحة. فإني ولو نجوت الآن من عقاب البشر، لا أفّر من يديّ القدير، حيًّا كنت أو ميتًا. ولكن إن فارقت الحياة ببسالة فقد وفيت، بحق، شيخوختي وأبقيت للشبّان قدوةً بميتة حسنة طوعيّة سخيّة في سبيل الشرائع الجليلة المقدّسة».
إثر ذلك أُسلم إلى عذاب مرير. فلما أشرف على الموت من أثر الضرب تنهّد وقال: «يعلم الربّ، ذو العلم المقدّس، أني، وأنا قادرٌ على التخلّص من الموت، أكابد في جسدي عذاب الضرب الأليم، وأمّا في نفسي فأحتمل مسرورًا لأني أخاف الله».

استشهاد الفتية ووالدتهم:
كان مصير الفتية السبعة وأمّهم مصير الكاتب نفسه. فقال أحدهم: «إننا مستعدّون لأن نموت ولا نخالف شرائع آبائنا».
قطعوا لسانه وسلخوا جلد رأسه وجدعوا أطرافه على عيون إخوته وأمّه.
أمّا هؤلاء فكان يحث بعضهم بعضًا أن يقدموا على الموت بشجاعة قائلين: «إن الرّب الإله ناظر وهو يرأف بنا ...».
أمّا الثاني، بعد مفارقة الأول، نزعوا جلد رأسه وعذّبوه كأخيه. فلما بلغ آخر رمق قال: «أيّها المجرم، إنك تسلبنا الحياة الدنيويّة، لكن ملك العالم ، إذا متنا في سبيل شرائعه، يقيمنا لحياةً أبديّة».
ثم عذّبوا الثالث الذي قال: «إني من السماء أُوتيت هذه الأعضاء، وفي سبيل شرائعها أستهين بها ومنها أرجو أن أستردّها».
ولما جاء دور الرابع وأشرف على الموت قال: «حبّذا ما يتوقعه الذي يقتل بأيدي الناس من رجاء اقامة الله له، أمّا أنت فلا تكون لك قيامة للحياة...».
وإثر تعذيب الخامس حدّق في الملك، وقال: «إنك بما لك من السلطان على البشر، مع أنّك قابل للفساد، تفعل ما تشاء. ولكن لا تظن أن الله خذل ذريّتنا. أصبر قليلاً ترى قدرته العظيمة».
ولما أشرف السادس على الموت قال للملك: «لا تغترّ بالباطل، فإننا نحن جلبنا على أنفسنا هذا العذاب لأنّنا خطئنا إلى إلهنا... وأمّا أنت فلا تحسب أنّك تبقى بلا عقاب بعد أن أقدمت على محاربة الله».
قضى الستة في يوم واحد. كانت أمّهم تشجّعهم وتقوّيهم ببسالة وشجاعة.
وإثر قضائهم أعلنت: «لست أعلم كيف نشأتم في أحشائي، ولا أنا وهبتكم الروح والحياة، ولا أنا نظمت عناصر كلّ منكم. ولذلك فإن خالق العالم الذي جبل الجنس البشري والذي هو أصل كلّ شيء، سيُعيد إليكم برحمته الروح والحياة لأنّكم تستهينون الآن بأنفسكم في سبيل شرائعه».
أما السابع فحاول أنطيوخوس استمالته بالوعود فلم يصغ إليه. حاول الطاغية الاستعانة بأم الفتى فانحنت عليه وقالت له: «يا بني ارحمني... لا تخف من هذا الجلاّد بل كن جديرًا بإخوتك واقبل الموت لألقاك مع إخوتك بالرحمة».
فقال السابع: «لقد صبر اخوتنا على ألم ساعة ثم فازوا بحياة أبديّة وهم في عهد الله، وأمّا أنت فسيحلّ بك بقضاء الله العقاب الذي تستوجبه بكبريائك. و أنا كإخوتي أبذل جسدي ونفسي في سبيل شريعة أبائنا وأبتهل إلى الله أن لا يبطئ في توبته على أمّتنا وأن يجعلك بالمحن والضربات تعترف بأنّه هو الإله وحده، و أن ينتهي فيَّ وفي إخوتي غضب القدير الذي حلَّ على أمّتنا عدلاً».
اغتاظ الملك بالأكثر فزاد الفتى تعذيبًا على إخوته حتى فارق الحياة.
وفي النهاية كان دور الأم.
يذكر أن أسماء السبعة وردت في التراث على النحو التالي: أفيموس وأنطونيوس وغورياس وأليعازر وأوسيبونوس وعليموس ومركلّوس.

شرح:
تتوقّف الكنيسة أمام شجاعة وبسالة هؤلاء الفتية السبعة الذين ملأت التعزية قلوبهم، وكذلك المجد الذي انفتحت عليه أعينهم في السماء، وهم ما يزالون في الأرض وتحت وطأة التعذيب.
كما تتوقّف أمام تخطّي الأم عاطفة الأمومة الطبيعيّة ناظرةً إلى خلاص الله للإنسان والقيامة.

من أقوال الآباء عن الشهداء المكابيّين:
نظر الكثير من الآباء إلى هؤلاء الشهداء باعتبارهم شهداءً مسيحيّين قبل المسيحية، ونقرأ عند بولس: «تقووّا من ضعف صاروا أشدّاء في الحرب، هزموا جيوش غرباء. أخذت نساء أمواتهن بقيامة (استعادت أم المكابيين أولادها بالقيامة) وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل (السبعة الشهداء) وآخرون تجرّبوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضًا وحبس... (عبرانيين 11).
- «هذه المرأة هي أعظم من أيّوب، كيف لا وهي التي شاهدت بأم عينيها استشهاد أولادها السبعة بأبشع الطرق ولم تتفوّه بكلمة سيئة واحدة ولا لامت الله واعتبرته تخلّى عنها بل رأت في كل ما حدث مجدًا ونِعمًا أبديّة». (المغبوط اغسطينوس)
- «محظوظ السقف الذي يظلّل الشهيدة أم المكابيين مع أبنائها حولها كلّهم لابسون إكليل الشهادة!». (القديس إيرونيموس).
- «عظيمة المكافآت الممنوحة من الرّب لمن يصبر». (القدّيس باسيليوس الكبير).
- «ماذا أقول عن الأم التي بالبهجة نظرت استشهاد أولادها كأكاليل كثيرة وكجوائز الانتصار، ووجدت في أصوات أبنائها المحتضرين تسبيحًا، وكأنّ أولادها باتوا نغمات القيثارة المجيدة من داخل قلبها، وانسجام للحب الإلهيّ» (القدّيس أمبروسيوس).
- «لقد فضّل الشهداء الموت على العبودية والخزي، ماذا أقول عن آلامهم؟ الملك الطاغي انهزم والتعذيبات فشلت، ولكن الشهداء لم يفشلوا» ، وإن أحدهم قال للملك « أتخشى سوط لساني؟ ألا تخشى صوت الدم المسفوك على الأرض؟ الدم أيضًا له صوت به يصرخ جهرًا إلى الله كما حدث في موت هابيل (دم أخيك صارخ اليّ من الأرض - تكوين ١٠:٤)».
- «حقّق المكابيّون باستشهادهم وعدم تخلّيهم عن الشريعة عبادة الله الواحد كما أتى في تثنية الاشتراع: « اسمع يا اسرائيل.الرّب إلهنا رّب واحد. فتحب الرّب الهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصّها على اولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم ابواب بيتك وعلى ابوابك(تثنية ٤:٦-٨)
- وأجمع الأباء القدّيسون بعظمة إيمان وبسالة بالأم وقوّة تربيتها لأولادها فقالوا: «وأمّا الأم الطوباوية والتي لم تهتّز بسبب ضعف طبيعتها، ولا تزعزعت بسبب فداحة مصابها، وإنما نظرت إلى بنيها المحتضرين بابتهاج، ولم تحسب ما يحدث لهم عقابًا من الله بل أمجادًا، معطية نفسها كامرأة عظيمة شهادة لله بطهارتها مثل أولادها الذين أعطوا أنفسهم كشهود لله من خلال التعذيب وبتر الأعضا، أصبحت مثال الأم المؤمنة وخير معلّمة لكل الأجيال»
ملاحظة هامة: كلام الأم عن أن الله خلق كلّ شيء من العدم هو بمثابة أوّل اعتراف واضح في الكتاب المقدّس من أن المادة
لم تكن يومًا أزليّة وإنّما الله هو الذي أوجدها من العدم. «أنظر يا ولدى إلى السماء والأرض وإذا رأيت كلّ ما فيهما فأعلم أن الله صنع الجميع من العدم (آية 28)»
«أنا الرّب صانع كلّ شيء ناشر السموات وحدي، باسط الارض (إشعياء24:44).
وبهذا يعلّق العلامة أوريجنّس قائلًا: «هكذا تعلّمنا أم المكابيين الشهداء السبعة أن الله خلق كلّ شيء من العدم»
وكان موضوع أزليّة المادة منذ القدم، وما زال، يشكّل نقاشًا فلسفيًا كبيرًا.

خلاصة وعبرة:
يقول الشهيد كبريانوس (منتصف القرن الثالث الميلادي - أنطاكية) في مقالته إلى فرتوناتوس للحثّ على الاستشهاد:
هذه الأمور التي تواجه المسيحيّين الآن ليست جديدة أو مفاجئة (ويقصد القرن الثالث ميلادي)، حيث يتعرّض الأبرار
والأمناء على الدوام للضيقات والآلام الحادة من بدء العالم وحتى الآن.
قد يظن البعض أن النجاة من الأخطار أو الموت هو شرط حتميّ لحب الله للإنسان وعدم التخلّي عنه، وينسون أن الموت
الجسديّ هو حتميّ، فحتّى ليعازر الرباعيّ الأيام مثلًا والذي أقامه الله بعد وجوده في القبر لأربعة أيام عاد ورقد.
لا موت في المسيحيّة بل رقاد وانتقال إلى حياة أبديّة.
لله تدابير خاصة به، هو نفسه أنقذ الفتية الثلاثة من أتون النار ، وها هو هنا يسمح بقتل المكابيّين ووالدتهم.
الجسد ترابي أمّا الروح فلا، من هنا نحن نقول: «لا تقل فقط يا إنسان أنّك من التراب وإلى التراب تعود، بل قل أيضًا وعلى الدوام أنّك من الله وإلى تعود».
عظمة سيرة استشهاد المكابيّين السبعة ووالدتهم أنّها تعلن بوضوح القيامة والحياة الأبديّة، مع العلم أنّ هناك إشارات أخرى في العهد القديم تصب في المجرى نفسه ( حزقيال ٣٧ -دانيال ١١- 12: 2، 3 -إشعياء 26: 19 و أيوب 19: 26، 27 - )
« لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحريّ من الذي يقدر أن يهلك النفس
والجسد كليهما في جهنم» (متى10: 28).
رسالة وإنجيل اليوم.
فصل من رسالة القديس بولس الرّسول إلى العبرانيّين :
(عب 11: 33 – 40، 12: 1 – 2).
الأَصْحَاحُ الحادي عشر
33- يَا إِخْوَةُ، إِنَّ الْقِدِّيسِيـنَ أَجْمَعِيـنَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، 35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. 36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، 38وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ. 39فَهؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، 40إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئًا أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا.
الأصحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
1لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا
بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ.
فصل شريف من بشارة القديس مَتَّى
(مت 10: 16 – 22).
الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
16- قَالَ الرَّبُّ لِتَلامِيذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. 17وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. 18وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. 19فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، 20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. 21وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، 22وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024