21 - 10 - 2016, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 14631 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأطفال والصلاة
انحفرت واحدة من حلقات حياتنا في أتراسكا في ذاكرتي بشكل خاص، وتركت أثراً في كل حياتي. هذه الحلقة مرتبطة بزيارة سيادة الاسقف يعقوب، أسقف سارتوف ومن ثم رئيس أساقفة نافوغورود. قام الأسقف بزيارة أتراسك خلال الجولة في أبرشيته. وأقام خدمة القداس الإلهي في الكاتدرائية. كان متعلماً تعليماً عالياً وكان دائماً يقدم عظته ارتجالياً بدون أوراق ملاحظات، لذلك لم يترك أثراً في تاريخ الوعظ الكنسي. أحبه الناس واستمعوا لعظاته بالكثير من التقديس. البساطة والدفء النابع من القلب في عظاته كانا استثنائيين، وقريبين من قلوب الناس، لذلك اخترق قلوبهم بعمق. حتى أنا، الصبي الصغير في الحادية عشرة من عمري احفظ في ذاكرتي واحدة منها. أتمنى الآن أن اسجلها في مذكراتي. اعتبره الناس قديساً وهكذا كان هذا الرجل المقدس. بعد الاحتفال بالقداس الإلهي في كاتدرائية أتراسكا صعد إلى المنبر،ونظر إلى الناس بنظرته الثاقبة. فرأى في وسطهم أطفالاً وكنت أنا من بينهم، فقال أيها الأولاد تعالوا بقربي. تقدّم العديد إليه ووقفوا أمامه. كنت أنا واقفاً مواجهاً له تمامًا فعندما بدأ يتحدث بدا وكأنه يوجه الحديث لي أنا شخصياً. “أريد أن أحدثكم أيها الأولاد عن الصلاة. هل تعرفون كيف تدربون أنفسكم على الصلاة؟ أولاً عليكم بالصلاة قليلاً لكن بشكل متكرر قدر الإمكان. الصلاة مثل الشعلة مع الوقت من الممكن أن تتحول إلى لهب عظيم. لكن لإشعال هذا اللهب يجب أن يكون لدينا مثابرة وحماسة وأيضاً وقت ومهارة. دعونا نأخذ مثالاً قطعتين من الفحم. الأولى مشتعلة جداً وحمراء. والأخرى ما تزال مطفأة. حاولوا أن تشعلوا القطعة المطفأة من القطعة الأخرى. ماذا عليكم أن تفعلوا؟ عليكم أن تضعوا الباردة قرب المشتعلة لكن وضعهما بجانب بعضهما لا يشعل القطعة الباردة بهذه البساطة، إلا إذا نفختم برقة وباستمرار عليهما، إذا نفختم بشدة ستزداد الشعلة. لكن قطعة الفحم الباردة لن تشتعل، وجهدكم سيكون هباء، لكن إذا نفختم قطعة الفحم المشتعلة باستمرار وبرِقّة، فقريباً ستشتعل قطعة الفحم كلها. من ثم ليس فقط هاتان القطعتان ستشتعلان، فإذا أبعدنا بينهما بمسافة معينة فكل ما يُوضَع بينهما سيشتعل. وبعد ذلك سينتشر وكأنه بحر من اللهب. لكن فكروا معي. كم من الوقت يلزم ﻹشعال مدفأة بواسطة قطعة حطب رطبة أو اشعال قطعة فحم مبللة. كم يتطلب هذا جهداً ووقتاً وصبراً وأكثر مواظبة، وهكذا أريد أن أقول لكم يا أولادي: الصلاة نار، وأكثر من هذا هي جمرة محترقة، إذا كانت قلوبنا جمرة مطفأة، علينا أن نصلي في كل يوم، هذا يشبه تماماً أن نضع جمرة قلوبنا المطفأة بجانب الجمرة المحترقة للصلاة وأن ننفخ فيها قليلاً قليلاً مع الوقت. صدقوني يا أولاد إذا استمعتم إليّ وصليتم قليلاً كل يوم لكن بثبات فقلوبكم ستصبح مشتعلة من لهب الحب الإلهي، وتذكروا أيضاً بعد هذه الانفجارات سيأتي كسل لكن ليس بهذه الشعلة ستشعلون قلوبكم. ابدأوا هكذا: أولاً قوموا بثلاث سجدات مع هذه الكلمات (يا رب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطىء)، ومجدداً سجدة (يا جميع القديسين تشفعوا بي أنا الخاطىء) ومجدداً سجدة. وسيكون هذا كافياً لكم: وفي اليوم التالي كرروها بدون كلل وهكذا يوماً بعد يوم ومن ثم يا أولاد ستلاحظون أن الملل يبدأ وكأن هذه الصلاة أصبحت عبئاً ثقيلاً عليكم، لكن إذا أصررتم وقمتم بهذهالسجدات الثلاث ستلاحظون أنكم بدلاً من ثلاث سجدات فقط سترغبون بالمزيد. ومن ثم الصلاة ستطلب الزيادة لنفسها وهذا سيعني أن قطعة الفحم الباردة في القلب تبدأ بالاشتعال بحب الله. والمثابرة بجهودكم تبدأ تعطي ثمارها ومنها سينتج العطش لمزيد من الصلاة. “اختبروا أقوالي أيها الأولاد ستعرفون بأنفسكم أنه تماماً مثلما أخبرتكم. اجروا إلى الرب كما إلى أمهاتكم. هو طيب ويعرف الجميع. يحبنا كما الأم تحب أبناءها. وإذا طلبتم منه فهو يسمعكم ويحقق طلباتكم، إذا لم تتعارض مع إرادته المقدسة، فهو قال (اسألوا تعطوا)، ولذا اركضوا إليه بإصرار مع كل احتياجاتكم: عند الذهاب إلى المدرسة اركعوا على ركبكم لكن في مكان لا يراكم فيه سوى الله، واطلبوا منه أن ينير عقولكم وذاكرتكم وسترون أنكم ستكونون قادرين على تعلم الدروس بشكل أسرع وأسهل من الآخرين وحتى أسرع من أنفسكم عندما لم تكونوا تعودون إلى الله في هذا الموضوع. افعلوا هذا قبل البدء بأي شيء آخر. صلوا يا أولاد صلوا بشكل متكرر، سامحوا هؤلاء الذين آذوكم، والله إله السلام سيكون معكم، في كل نهار وليلة. توبوا أمام الله عن كل خطيئة اقترفتموها، والتمسوا طيبته. حاولوا ألا تخطئوا بهذا مرة أخرى. وإذا وقعتم مجدداً بالخطيئة بطريقة ما فمجدداً ومباشرة توبوا وقولوا “يا رب أنا أخطأت، لتكن رحمتك علينا، ساعدني كي أصحح طرقي “فسيسامحكم الله ويساعدكم على التغير، صلوا بشكل متكرر لله يا أولاد وهو يحفظكم. هذا الدرس طُبع في ذاكرتي وعلى الرغم من مرور العديد من السنوات ما أزال احتفظ به وكأنني أقرأ من كتاب. عندما أنهى الأسقف العظة، أخذت بركته، ومن ليلة ذلك اليوم المذكور بدأت يومياً أقوم بثلاث سجدات للرب يسوع المسيح، لوالدة الإله ولجميع القديسين. الشيخ ثيوذوسيوس من أوبتينا نقلتها إلى العربية علا مقصود |
||||
21 - 10 - 2016, 06:16 PM | رقم المشاركة : ( 14632 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عودة كنيسة بولندا إلى التقويم اليولياني
في الثامن عشر من آذار 2014، ألغى مجمع كنيسة بولندا اﻷرثوذكسية القرار المجمعي المتّخذ في 12 نيسان 1924، بإدخال“التقويم الجديد“، وقرر إعادة “القديم” أي اليولياني. ما يلي مقابلة مع اﻷب مارك لافرسشوك حول خلفية وارتدادات هذا القرار. الهدف من ترجمة هذه المقابلة إظهار أن الكنيسة الحية لا يكون التقويم عندها مشكلة، ولا هي تقع تحت تأثيرات من خارجها، كما يظهر اليوم في أنطاكية حيث يظهر وكأن الهمّ اﻷول لبعض اﻷرثوذكس هو توحيد عيد الفصح مع الكاثوليك(المترجم) سؤال: قدس اﻷب مارك، هل كان هناك أي صعوبات في الانتقال إلى التقويم اليولياني، أم أنّ اجتماع المطارنة في 2014 ثبّت ببساطة النظام القائم في الرعايا؟ جواب: لم يكن للعودة إلى التقويم اليولياني أي تأثير على حياة غالبية الرعايا في بولندا. إذ بالرغم من القرار المُتَبَنّى رسمياً بأن كنيسة بولندا سوف تتبع “التقويم الجديد“، إلا إن غالبية الرعايا وجزء كبير من المؤمنين استمروا في العيش بحسب التقويم القديم. حتّى قبل قرار المجمع بالعودة إلى التقويم القديم، كانت رعايا أبرشيات وارسو–بيالسكووبيالوستوكا–غدانسكوبرامزيل–نوفوسيلتسك ي، تعمل بحسب التقويم القديم ما عدا مجموعات قليلة. في أبرشيات لوبلين–شالموفروكلافولودز–بوزنان كان الوضع أقل تجانساً. وقد تمّ قبول القرار في اجتماعات الرعايا. سؤال: أيوجد أي إحصاءات عن عدد الرعايا التي بدّلت التقويم؟ جواب: لم تُنشَر أي معلومات إحصائية، وعلى حدّ علمي، ليست جاهزة بعد. في أبرشية بيالوستوكا–غدانسك كانت تتبع التقويم الجديد ثلاث أو أربع رعايا فقط من أصل سبع وخمسين في اﻷبرشية. اليوم رعية واحدة فقط قررت، عقب اجتماعها، البقاء على التقويم الجديد. سؤال: هل الذين عارضوا التقويم اليولياني كانوا في مجال النشاط اﻷرثوذكسي؟ جواب: يشير الكثيرون إلى مشاكل لدى الشتات في الحفاظ على التقويم اليولياني في الكنيسة، خاصةً في المدن الكبرى حيث تتعارض دوامات العمل وتقويماته مع الاحتفال باﻷعياداﻷرثوذكسية خلال اﻷسبوع. هناك طلب الناس عدم الانتقال إلى القديم بل الاحتفاظ بالجديد. سؤال: هل سبق أن بذلت الكنيسة البولندية أي جهود لإعادة إدخال التقويم اليولياني منذ أن أعلنت تبنيها التقويم الجديد في1924؟ جواب: في الممارسة، أغلب الرعايا لم تطبق قرار 1924. وهكذا، فإن فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أي بعد 1945، رتّبت الرعايا حياتها الليتورجية بحسب طلب المؤمنين. كل الشمال الشرقي حيث يعيش أغلبية اﻷرثوذكس حفظ التقويم القديم. سؤال: هل كان هناك أي اتهامات بأن الكنيسة البولندية قريبة جداً من الكنيسة الروسية أو تابعة لها؟ جواب: لا أظن أن المؤمنين فكّروا أبداً في أن التقويم قد هُندِس في موسكو. في فكرهم، الجديد والقديم لا يرتبطان بأي جغرافيا ﻷي كنيسة محلية. بالنسبة للمؤمنين كما للكهنة، المهم هو الاحتفال باﻷعياد في نفس اﻷيام التي يحتفل بها بطريركية موسكو والكنيسة الصربية وجبل أثوس. حجة محبة الروس (Russophile) لتفسير الانتقال إلى التقويم اليولياني هي باﻷغلب مبتدعة أكثر منها حقيقية. يجب ألا ننسى أن الكنيسة البولندية كانت تختبر الاضطهاد على يدي الحكومة عندما صارت كنيسة مستقلّة، وهي أخذت قرار الانتقال إلى التقويم الجديد تحت الضغط. في تلك اﻷثناء ابتدأ العمل على ترجمة النصوص الليتورجية إلى البولندية. بعد الحرب العالمية الثانية، توقفت هذه الضغوطات وما من أحد ألزم الكنيسة على متابعة عملية الانتقال إلى التقويم الجديد أو استبدال اللغة الليتورجية. إذاً، علينا أن ننظر إلى هذا القرار المجمعي على أنه قرار للكنيسة بديهي وغير مبرر، وعلى أنه قبل كل شيء تأكيد للوقائع القائمة، وليس اختلاقاً لواقع جديد. سؤال: برأيك، لماذا كانت ردة الفعل هذه في إبطاء إدخال التقويم الجديد في بولندا؟ لقد كان هناك مقاومة قوية لهذه العملية في اليونان أيضاً لكن أغلبية الرعايا قاموا بها. في بولندا، ببساطة أهملت الرعايا هذا التجديد. ما سبب هذا الفرق؟ جواب: اﻷرثوذكس في بولندا لطالما اختبروا صعوبات متكررة من جيرانهم غير اﻷرثوذكسيين: اتحاد براست، مصادرة الكنائس اﻷرثوذكسية… ازداد التوتر بعد تقسيم البلاد وحين رُبطَت اﻷرثوذكسية في بولندا بنظام القياصرة الروسي. في القرن العشرين، خشي الناس أن تغيير التقويم في 1924 كان يهدف، طبعاً استناداً إلى خبرات سابقة، إلى “وحدة جديدة”أو بعبارة أخرى إلى امتصاص الكثلكة للجماعات اﻷرثوذكسية. إشارة تاريخية كان الكاثوليك الغالبية في الاتحاد البولندي الليتواني منذ 1569 إلى تقسيم البلاد في 1772، ولكنهم لم يتخطّوا نصف عدد السكان لوجود الأرثوذكس والبروتستانت إلى جانبهم. وجود غير الكاثوليك سهّل تقسيم البلاد بشكل غير مباشر. هذا الجو التعايشي الذي نشأ من بعد الاتحاد البولندي الليتواني وال tolerance ما بين الطوائف ساعد اﻷرثوذكس في عشرينيات القرن السابق. اتحاد براست وتأثيره على اﻷرثوذكس اتحاد براست هو إشارة إلى القرار الذي أخذته مجموعة من اﻷوكرانيين برئاسة ميتروبوليت كييف بالانفصال عن الكنيسة اﻷرثوذكسية والانضمام إلى الكثلكة واضعين ذواتهم تحت إمرة بابا روما. هذا كان في علمي 1595 و1596، وقد تمّ اﻹعلان عن هذا الاتحاد في مدينة براست وتمّ تثبيته في الفاتيكان في قاعة قسطنطين. المجموعات الاتحادية صارت الروم الكاثوليك في أوكرانيا وبولندا والنمسا وليتوانيا، وقد ترافق مع انشقاقها الكثير من الاضطهادات والمذابح، وقد تراجع البعض منهم لاحقاً عن انشقاقه فيما استمر الغالبية إلى اليوم. كان لهذا الانشقاق أثره البالغ على الذين حفظوا اﻷرثوذكسية إلى اليوم. مقابلة لسيرغي إيفانوف مع اﻷب مارك لافرسشوك |
||||
21 - 10 - 2016, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 14633 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مرثا وأختها ولعازر ..الفصل الاخير
مرثا وأختها ولعازر الفصل الاخير فكرة أوضح وأعمق عن شخصية المسيح (يوحنا 17:11-27) 17 فَلَمَّا أَتَى يَسُوعُ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي الْقَبْرِ. 18 وَكَانَتْ بَيْتُ عَنْيَا قَرِيبَةً مِنْ أُورُشَلِيمَ نَحْوَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَلْوَةً. 19 وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَرْثَا وَمَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا عَنْ أَخِيهِمَا. 20 فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لاَقَتْهُ، وَأَمَّا مَرْيَمُ فَاسْتَمَرَّتْ جَالِسَةً فِي الْبَيْتِ. 21 فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي! 22 لكِنِّي الآنَ أَيْضًا أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللهِ يُعْطِيكَ اللهُ إِيَّاهُ». 23 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». 24 قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». 25 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، 26 وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟» 27 قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، الآتِي إِلَى الْعَالَمِ». مرحلة صعبة اجتازت فيها عائلة بيت عنيا، مرحلة مخاض ضربت الاستقرار في هذه العائلة وأدخلتها في مدرسة الآلام. ومن خلال هذه المرحلة التي خص بها المسيح هذه العائلة المباركة، نستطيع أن نتعلم دروساً إضافية كثيرة. * يعلمنا الوحي أن كل ما كُتب في الكتاب كُتب لأجل غرض واحد وهو تعليمنا. كخطاة لأجل تعليمنا كيف نخلص، وكمجربين لأجل تعليمنا كيف ننهض من التجربة، وكضعفاء لأجل تعليمنا كيف نتقوى. في أي وضع نوجد فيه هنالك توجيه، ومشورة وتعليم؛ لكن لمن يريد التعلّم ولمن يرغب في الاستفادة. * الدرس الأول : الذي نتعلمه في مدرسة الآلام هذه هو: تكوين فكرة أوضح وأعمق عن شخصية المسيح. كأولاد الله صرنا نعرف المسيح؛ وأصبحت لنا علاقة شخصية به، لكننا سنبقى نكتشف نواحيَ جديدة في شخصية المسيح لأنها شخصية غير محدودة. كان يسوع يحب مريم ومرثا ولعازر، وكان قريباً من هذه العائلة، التي عرفت نواحي كثيرة وجميلة في شخصية المسيح، ولكن، وعلى الرغم من كل هذا، فإن مريم ومرثا كانتا في حاجة إلى التعرّف بشكل أعمق بهوية المسيح؛ إذ أننا كلما اكتشفنا شخصية المسيح بشكل أعمق، تشوقنا أن نتعرف به أكثر، وبالتالي لمنا أنفسنا لأننا كنا نظن أن معرفتنا به كانت وافية. * سعى الرسول بولس باستمرار لأن يزداد في هذه المعرفة فكان شعاره: "..أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ..." (فيلبي 13:3). سعى ليعرف المسيح وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته. هناك فرق بين أن نعرف قيامة المسيح وبين أن نختبر قوة القيامة؛ وبين أن نعرف آلام المسيح وبين أن نختبر شركة آلامه؛ وبين أن نعرف موت المسيح وبين أن نندمج في هذا الموت عملياً. بكلام آخر: المعرفة المطلوبة هي أكثر من معرفة نظرية، إنها معرفة واقعية وعملية. فعندما نتعرف بشخصية المسيح في العمق يصبح هذا الشخص بطلاً في حياتنا، بطلاً يملأ أفكارنا ويسبي عواطفنا. يصبح هدف حياتنا ومحور طموحنا. نعبده ونفرح به ونتعزى برفقته. وإلا تصبح حياتنا جافة وجامدة، ويصبح المسيح بالنسبة إلينا تمثالاً من دون حياة، شخصاً خلصنا من خطايانا في الماضي وانتهى الأمر. * لذلك يشعر بعض الشباب والشابات بأن الإيمان نير وثقل، وما فيه ليس ذا قيمة مهمة، إذ في العالم أشياء أفضل وأحسن. فالنقص ليس في المسيح، لكن النقص في مجهودنا وفي رغبتنا وقابليتنا أن نزداد تعرّفاً بالمسيح. فالذي يعيش مع المسيح ثمّ يحوّل نظره إلى غير المسيح هو جاهل وكسلان. هل رأى أحسن منه؟ هل تعرّف بشخصية أطيب وأعزّ؟ إنه يعيش في واقع مزر، لأن من لا يشبعه المسيح، لا شيء في الدنيا يمكن أن يشبعه. ما لم يكن عندنا معرفة جديدة بالمسيح، فنحن نألف المسيح، وتصير شخصيته عادية بالنسبة إلينا. لذلك يوصينا الكتاب بالقول: "..انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ..." (2بطرس 18:3). حتى النعمة التي خلصتنا والتي تحفظنا وتحرسنا وتباركنا وتقوينا وتستخدمنا، تصير نعمة جافة إن كنا لا ننمو فيها. * ما لم يوجد نمو، فهنالك موت، وما نعرفه علينا أن نطبّقه. فبعدما علّم المسيح قال: "فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ.فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ،.." (متى 24:7). أما عدم معرفة المسيح في العمق فيسبب لنا الاضطراب. ما حصل لعائلة بيت عنيا لم يكن في الحسبان. دخل المرض، ثم استفحل معاناة وآلاماً، وأخيراً قاد إلى الموت وفقدان العزيز وضرب الاستقرار وحلول الاضطراب. * من يعرف الآب معرفة عميقة لا مشكلة لديه. لقد عرف يسوع الآب معرفة حقيقية، لذا لم تكن لديه أية مشكلة. عندما تركه الجميع عبّر عن شركته العميقة مع الآب فقال: "..وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي." (يوحنا 32:16). لم تكن لديه أية مفاجآت، لذلك لم يفاجأ، حتى بالموت. فهو يتحكم بالزمن لأن الزمن في يد الآب. والمؤمن الذي عنده معرفة صحيحة بإلهه، "لاَ يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ. قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلاً عَلَى الرَّبِّ." (مزمور 7:112). فهو يشعر بالراحة والسكينة وعدم الاضطراب، "تَعَرَّفْ بِهِ وَاسْلَمْ. بِذلِكَ يَأْتِيكَ خَيْرٌ." (أيوب 21:22). * عندما تواجهنا المشاكل، علينا أن ندخل إلى المخدع، ونجلس مع الرب، ونجد حلاً لمشكلتنا هناك. عندما كان صاحب المزمور في مأزق صعب ومؤلم مطروداً وتائهاً، دخل إلى المقادس وجلس مع الرب. وهناك لام نفسه لأنه حزين ومضطرب فقال: " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ. " (مزمور 5:42). أي لا حلاّ آخر سوى التعرّف بشخصية الله في العمق. عندئذ يفيض الفرح في حياتنا ويجري سلامنا كنهر. فلا نفتش عن الحلول في الخارج ونسأل هنا وهنالك، ولا سيما أن الشيطان يساعدنا على التفتيش حتى يحوّل أنظارنا عن الرب ويبعدنا عن معطي السلام ومحتكره. "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ." (إشعياء 6:9). * إن الرب يكشف لنا عن شخصيته من خلال معاملاته. فنحن نتعلّم من خلال الدموع والمصائب والبلايا؛ وما نتعلّمه بشكل نظري، يمكن أن تنسخه نظرية أخرى، لكن ما نختبره يدخل في عظامنا، لذلك يقول المرنم: "جَمِيعُ عِظَامِي تَقُولُ: «يَا رَبُّ، مَنْ مِثْلُكَ..." (مزمور 10:35). هل عظامنا تتكلم؟ لقد أعلن المسيح مراراً أنه أتى لكي يعطينا الحياة. "وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." (يوحنا 10:10). إنه معطي الحياة، لأن : " فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، .." (يوحنا 4:1)، و "مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ،" (1يوحنا 12:5). * الدرس الثاني : الذي نتعلمه من مدرسة الآلام هذه، هو أن المسيح لا يعطي الحياة فقط، بل هو الحياة وحيثما يكون يسوع لا موت. "...إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ." (يوحنا 19:14). القضية قضية اندماج واتحاد بالمسيح. لقد خلصنا المسيح بموته وكفارته ودمه كما يقول الكتاب: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ!" (رومية 10:5). وحيث يسوع فهناك الحياة. فالسماء تكون سماء لأن يسوع فيها، وإن لم يكن فيها يسوع فهي جحيم تفوح منها رائحة الموت. والكنيسة التي ليس فيها يسوع، لا حياة فيها. المسيح يحاول أن يعلمنا أن وجوده مهم في حياتنا وكنائسنا وتحركاتنا. لا يكفي أن نسمع عنه ونقرأ عنه ونتكلم عنه ولا حتى أن نخدم باسمه، "أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟". ويصرّح المسيح: "..إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ!.." (متى 22:7-23). أنا لم أعرفكم في العمق، لم تكن بيني وبينكم شركة أو صلة، لم يوجد اندماج واتحاد مع رب الحياة ومصدر الحياة. * أما الدرس الثالث : فهو أن المسيح لا يقيم الأموات فقط، بل هو القيامة هو القيامة والحياة. فالكنيسة حية ومُقامة: "وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ،" (أفسس 6:2). سأل الفريسيون المسيح مرة: "مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ؟" فأجابهم يسوع: "..هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ" (لوقا 20:17-21). أي من نال يسوع نال الملكوت، فهو الحياة والقيامة والملكوت. يجب أن نتعرف به بشكل أعمق، إذ القيامة مرتبطة به، وهو باكورة الراقدين. وبعد هذا فتح ذهن مرثا ففهمت أن يسوع هو المسيح المنتظر وهو رجاؤنا ومحط أنظارنا، فلا نضع رجاءنا على أمور منظورة وأشخاص منظورين. لقد صحح الرب نظرة مريم ومرثا بالنسبة إليه. فهو رجاؤهما الوحيد ومتكلهما الأكيد وسندهما المنيع. ولو تأخر! ولو لم يسأل! وحتى لو لم يأتِ، فهو ما زال يحبنا وسيظل يحبنا!! دعونا نصحح لاهوتنا المغلوط في بعض الأحيان: فلا نقول للمسيح الذي هو الحياة والقيامة : " لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!"، لكن أنت الآن هنا. ههنا وهناك وهنالك هي تعابير فارغة من دون فحوى بنظر المسيح. * وهنا نأتي إلى الدرس الرابع : وهو أن يسوع هو ابن الله كائن إلهي سماوي، قادر على كل شيء، موجود معنا في كل زمان ومكان. هل نؤمن هذا الإيمان؟ بعض منا لا يؤمن عملياً بأن المسيح موجود في كل مكان، وأنه يعرف السرائر والخفايا والنوايا، يعرف كل شيء وقادر على كل شيء. يقدر أن يرفع الضعيف، وينشّط الفاتر، ويعلّم الجاهل، ويخلّص الخاطئ. هو ابن الله الذي أتى إلى العالم؛ أتى إلينا ولأجلنا. يعمل لحسابنا، يحمل قضايانا وهمومنا ومشاكلنا، شرط أن نوكّله بذلك؛ وعندما نتعرف بالمسيح وبشكل عميق، نسمح له أن يتبنّى أمورنا. ليت الرب يساعدنا حتى نتعلم هذه الدروس المهمة من مدرسة الآلام المريرة التي اجتازت فيها هذه العائلة. * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
21 - 10 - 2016, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 14634 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تذكار الشهيد ماما استشهاد والديه: كان والدا القدّيس وهما ثيؤدوتس وروفينا حارّين في الروح، مواظبين علي العبادة، يفتقدان العائلات ويثبتانها في الإيمان، ويخدمان الفقراء والمحتاجين فاحبهما الشعب جدًا. لكن عدو الخير أوعز إلي بعض الناس أن يشوا بهما لدي الحاكم الكسندروس. استدعاهما وأمرهما بعبادة الأوثان، وإذ رفضا جلدهما وألقاهما في السجن. وإذ لاحظ إصرارهما علي الإيمان، أرسلهما إلي فوستوس حاكم قيصرية، وكانا قد تعبا جدًا من طول السفر علي الأقدام بغير طعام. هدّدهما فوستوس بالقتل، أمّا هما فلم يباليا بالتهديد. سقط ثيؤدوتس ميتًا بسبب التعب الشديد، ثم ولدت روفينا طفلاً ذكرًا وماتت في الحال قبل أن تدعوه باسم معين. هكذا وُلد الطفل في السجن ولم ينظراه والداه. دعوته ماما أو ماماس: رأت سيّدة مؤمنة تقيّة تدعي أميا رؤيا أثناء صلاتها، حيث دُعيت أن تذهب إلي السجن وتسأل عن طفلٍ حديث الولادة يتيم الوالدين. ذهبت إلى السجن ودّبر لها الرّب أن تستلم الطفل، وأن تأخذ الجثمانين حيث دفنتهما في بستان كانت تملكه، وكانت تفوح منهما روائح عطريّة. اهتمت أميا بالطفل وحسبته وديعة السماء لها. كبر الطفل وكان ينادي والدته التي تبنّته "ماما" (باليونانية ماماس)، ولفرحها الشديد به كانت تناديه "ماما". تمتّع بكلمة الإنجيل وتعلّم الصلاة، وكان يفرح بسير القدّيسين الشهداء، خاصة سيرتيّ والديه. وفي الخامسة من عمره التحق بمدرسة الكنيسة حيث تعلّم الكثير عن الكتاب المقدّس. إذ بلغ الثانية عشر من عمره، ماتت مربيّته أميا،، فقدم كلّ ما ورثه عنها للكنيسة التي قامت بتوزيعه علي الفقراء. كان يشهد للسيّد المسيح بين الوثنيين فاجتذب كثير من الشبان للإيمان. ماما والأسد: يذكر القدّيس باسيليوس والقدّيس غريغوريوس النزينزي عن القدّيس ماما أنّه كان راعيًا للغنم بقيصريّة كبادوكيا. اهتم برعاية بعض الأغنام حيث كان يشرب من لبنها ويصنع جبنًا. وكان منذ حداثته يسعى إلى ملكوت الله من كلّ قلبه، فكرّس نفسه للخدمة. اجتمع حوله كثيرون، فكان يشهد للسّيد المسيح ويكرز ببشارة الخلاص، كما كان يهتم بإطعامهم جسديًا. وبسبب إيمانه، تحمّل تعذيبًا وحشيًا بكلّ فرحٍ إلى أن نال إكليل الشهادة حوالي سنة 275م. بحسب التقليد الشرقي. استشهد القدّيس ماماس في زمن الإمبراطور أوريليان Aurelian عن طريق الرجم بينما كان ما يزال حدثًا. ولكن التقليد الغربي يذكر عنّه أنّه تعرّض لتعذيب طويل جدًا منذ كان حدثًا إلى أن صار شيخًا. وشي به أهل الشبّان الذين قبلوا الإيمان لدي الحاكم الجديد ديمقريطوس، فاستدعاه وحاول إغراءه فلم يفلح. بُعث به إلى الإمبراطور الذي استخفّ به كصبيّ صغير. أمر الإمبراطور بضربه بالعصيّ حتى تهرأ جسده وأودع في السجن. أوقدوا نارًا لإرهابه، أمّا هو فاشتهي أن يُقدم محرقة للرّب. لم يُلق في النار إذ لم يصدر الإمبراطور أمرًا بذلك. أمر الملك بربطه بالسلاسل وطرحه في البحر، لكن عناية الله أنقذته إذ قذفته الأمواج الي الشاطئ، وانطلق ماما إلي التلال المجاورة وسكن بين الوحوش كصديقٍ لها. ثم أطلقوا عليه أسدًا ضخمًا فكان يلعق قدميّ الشهيد، وحين ذهب الجنود المُعَذِّبين لرؤيته أمسكهم الأسد وألقاهم عند قدميّ الشهيد. اتهامه بالسحر: حسده عدو الخير فأثار البعض ضده، إذ وشوا ضده لدى حاكم المنطقة وادعوا أنّه ساحر. أرسل إليه جماعة من الجند للقبض عليه، فاستقبلهم بكلّ محبّة وبشاشة، واستأذنوه أن يذهب معهم إلي الحاكم. شهد الجند بأنه ليس ساحرًا ولا بالإنسان الشرّير. اغتاظ الحاكم فأرسله إلى الإمبراطور الذي أمر بتعليقه وتمشيط جسمه وتقطيع لحمه ثم إلقائه في السجن. ضمد الرّب جراحاته، فجاء إليه المسجونون وكانوا يئنون من شدة الجوع، فصلّى لأجلهم، وأرسل الله لهم من يقدّم لهم طعامًا، ثم انفتحت أبواب السجن وخرج المسجونون. أمر الإمبراطور بإلقائه في أتون نار، وإذ سقطت أمطار غزيرة انطفأت النيران. أمر الإمبراطور بقطع رأسه فسلّم الروح، وكان عمره حوالي 15 عامًا. دُفن في مدينة قيصريّة الكبادوك بآسيا الصغرى. روى أورفيوس Orpheus عنه أنّّه خرج ليعيش في القرية مع الحيوانات، وكان يتغذّى على اللبن والعسل. ولمّا أطلق عليه المُعَذِّبين الحيوانات المفترسة، عاملته الوحوش كراعٍ وسط حملانه، فكانت تستلقي عند قدميه في خضوعٍ وسعادةٍ. ثم أطلقوا عليه أسدًا ضخمًا فكان يلعق قدميّ الشهيد، وحين ذهب الجنود المُعَذِّبين لرؤيته أمسكهم الأسد وألقاهم عند قدميّ الشهيد. |
||||
21 - 10 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 14635 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس يوحنّا الصائم بطريرك القسطنطينيّة ولد يوحنا ونشأ في مدينة القسطنطينية. امتهن النحت كأبيه وكان محباً لله منذ نعومة أظفاره. عرف به البطريرك يوحنا الثالث فأرسل في طلبه وسامه، في الوقت المناسب، شمّاساً، وأسند إليه خدمة الفقراء. كان يوحنا محبّاً، شفوقاً، سخيّاً، لا يفرّق في خدمة الفقراء بين مستحق وغير مستحق، كمثل الآب السماوي "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين" (متى45:5). وكان كلما أجزل العطاء أغدق الله عليه حتى بدا كأن صندوق العطاءات لا قرار له. وقد ارتبطت لديه محبة الفقير بالتقشّف والنسك الشديدين. في العام 582 فرغت سدّة البطريركية فاختير بطريركاً جديداً فمانع ثم رضخ واتخذ اسم يوحنا الرابع. امتدت خدمة البطريرك الجديد ثلاث عشرة سنة، وهو أول من لقب بـ "البطريرك المسكوني"، ابتداء من العام 586 للميلاد. حافظ يوحنا، في البطريركية، على نسكه ومحبته للفقير ولم يتغيّر. فكان لا يشرب الماء إلا القليل جداً ولا يتناول من المأكول سوى بعض الخسّ والبطيخ والتين المجفّف والزبيب، ولا ينام ممدّداً بل جالساً، طاوياً ركبتيه إلى صدره. ولهذا السبب لقبته الكنيسة بـ "الصوّام". أما محبته للفقير فلم تكن لتعرف الحدود. كان يبدّد كل ما لديه على المساكين تبديداً. نسكه ومحبته للفقراء كانا سياجه وعنوان قداسته وخدمته كبطريرك. ويقال أنه من كثرة ما أنفق، اضطر، في أواخر حياته، إلى الاستدانة من الإمبراطور. رقد في سلام في العام 595 للميلاد. بعد موته، أراد الإمبراطور أن يسترد ما له من ديون على البطريرك. فلما كشفوا على قلايته لم يجدوا فيها سوى ملعقة من خشب وقميص من كتّان وجبّة عتيقة. |
||||
21 - 10 - 2016, 06:45 PM | رقم المشاركة : ( 14636 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تذكار البارّ سمعان العامودي ولادتُه ونشأتُهُ ولد القدّيس سمعان حوالي العام 392 للميلاد في قرية اسمها صيص، بين سوريا وكيليكيا. نشأ في بيت فقير تقيّ، وشبَّ على رعاية الأغنام متابعاً مهنة أبيه. ترهّبُه التحق بدير للرّهبنة وهو في سنّ الخامسة عشرة. فتح في الدير عينيه على أصول الحياة الرّهبانيّة. ويبدو أنّه فاق سواه من الرّهبان في الطّاعة والتّقشّف. لكنّ إقامته فيه لم تدم أكثر من سنتين لأنّ ميله كان شديداً إلى حياة أكثر تقشّفاً من تلك التي كانت سائدة في أيّامه. ناسك متوحّد عاش القدّيس في الدير حياةً نسكيةً قاسيةً جدّاً. فأضطرّ رئيس الدير إلى إبعاده خشية وقوع الرّهبان في تجاربٍ الضّعف والضّجر لما يشاهدوه من صرامة في طريقة تعبّد سمعان لله. ترك القدّيس الدّير تحت أمر الطّاعة. واستقرّ في ناحية اسمها تيلانيسون غير بعيدة عن مدينة أنطاكية. هناك وجد كوخاً مهجوراً فنسك فيه ثلاث سنوات. وكان يفتقده كاهن اسمه بلاسوس اعتاد زيارة المكان. من تيلانيسون، انتقل القدّيس سمعان إلى قمّة جبل بنىَ عليها لنفسه قلاية بسيطة جعلها مكشوفة، بلا سقف، وانصرف إلى أصوامه وصلواته غير عابئٍ بتقلّبات الطّقس. على عامود توافد النّاس على القدّيس في منسكه فخشي إكرام النّاس له وأن يضيّع تعب كلّ تلك السّنين، روح الصّمت، روح الصّلاة النّقيّة، ففرّ إلى مكان أبعد، في الجبال، واتّخذ لنفسه قاعدة عمود صعد عليها مقيماً مصلّياً. لكنّ الجموع اكتشفت مكانه الجديد فتهافتوا عليه، فأخذ يرفع العمود قليلاً قليلاً. وبارتفاع العمود كان سمعان يرتفع في مراقي النّور الإلهيّ، حتّى بلغ علو ّ العمود ستّة وثلاثين، إلى أربعين ذراعاً. على العامود قضى أكثر من ثلاثين سنة عابداً، تحدّى خلالها برد الشّتاء القارص وحرّ الصّيف الحارق. اعتاد أن يقضي ليله كلّه وقسماً من نهاره في الصّلاة. رقادُهُّ أسلم القدّيس سمعان روحه على العامود في اليوم الأوّل من شهر أيلول من العام 461، أو ربّما من العام 459. وقد بقي ثلاثة أيّام جاثياً على ركبتيه قبل أن يكتشف أحد أنّه رقد. ظنّوه غارقاً في صلاته، فلمّا صعدوا إليه ليسألوه عن سبب صمته وجدوه ميتاً. وقد صنع الله بواسطة رفاته عجائب كثيرة، فاقت، عدداً، ما صنعه في حياته، كما أنّ رائحة الطّيب بقيت تفوح من عموده مدّة طويلة. جرى نقل جثمانه إلى أنطاكية وأودع كنيسة القدّيس كاسيانوس ومن ثمّ كنيسةً بُنيت خصّيصاً لهُ عُرفت بكنيسة التّوبة. |
||||
21 - 10 - 2016, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 14637 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تذكار وضع زنّار والدة الإله مقدمة: في التسليم الكنسيّ أن والدة الإله الكلية القداسة أعطت ثوبيها قبل رقادها إلى امرأتين يهوديّتَين فقيرتين سبق لهما أن خدمتاها قبل رقادها. هاتان المرأتان حفظتا، بعناية كبيرة، البركة التي انتقلت من جيل إلى جيل إلى أن وصل أحد الثوبَين إلى رجلين يدعيا غالبيوس وكانديوس ، وكان ذلك زمن الإمبراطور لاون الأوّل. وضع الرجلان الثوب في كنيسة سيّدة بلاشيرن (عيدها في ٢ تموز) في القسطنطينيّة. زنار والدة الإله: أمّا زنّار والدة الإله الذي وُجد بطريقة مجهولة المصدر في أبرشيّة زيلا، القريبة من أماسيلا في هيلينوبونتوس، فقد جرى نقله أيضًا إلى القسطنطينيّة في زمن الأمبراطور يوستنيانوس الأوّل (حوالي العام ٥٣٠م) وأُودع كنيسة خالكوبراتيا غير البعيدة عن كنيسة الحكمة المقدّسة (آيا صوفيّا). قصة عيد ٣١ آب: في حوالي العام ٨٨٨م وحين كانت زوجة الأمبراطور لاون السّادس الحكيم، المدعوّة زويي، مريضة مرضًا شديدًا بتأثير الرّوح الخبيث، أُعلمت في رؤيا حصلت معها أنّها ستنال الشّفاء بوضع زنّار والدة الإله عليها. للحال فكّ الأمبراطور أختام الصّندوق الذي احتوى الإرث الثّمين الذي يحوي الزّنّار المقدّس ليجده بهيًّا جديدًا كما لو حيك العشيّة. وبجانب الزّنّار كانت وثيقة تشير، بدقّة، إلى التّاريخ الذي جرى فيه نقل الزّنّار إلى القسطنطينيّة وكيف أنّ الأمبراطور نفسه وضعه في الصّندوق وختمه بيديه. قبّل الإمبراطور لاون الزنار بإكرام شديد وسلّمه إلى البطريرك باليد. وما إن وضعه البطريرك على رأس الإمبراطورة حتّى شُفيت من مرضها على الفور فإنذهل كل الحاضرين لما شاهدوه ومجّدو الجميع الرب يسوع المسيح المخلّص مكرمين والدة الإله الكلّية القداسة. أُعيد الزّنّار إلى الصّندوق بعدما اشتملته الإمبراطورة بخيطان من ذّهب. الزنار في جبل آثوس: من المتناقل أنّ القيصر البلغاري Asen (١١٨٧ - ١١٩٦)، لمّا قهر الأمبراطور إسحق الثّاني آنج (١١٩٠م)، استأثر بالصّليب الذي كان فيه جزء من الزنّار المقدّس، وإنّ كاهناً ألقاه في النّهر لئلا يتدنّس. هذا استعاده الصّرب فقدّمه الأمير القدّيس لعازر (١٣٨٩م) إلى دير فاتوبيذي، في جبل آثوس حيث لا يزال محفوظًا إلى اليوم. رائحة طيب من الزنار: يعبق الزنار بالطيِّب الزكي ويجري به عدد كبير من العجائب. خلاصة: هذا الزّنّار الذي شدّ الأحشاء العفيفة التي تجسد فيها الرب الخالق، هو تعزية لكل مؤمن يطلب شفاعة الكلية القداسة التي هي أكرم من الشيروبيم وأرفع مجدًا بغير قياسٍ من السيرافيم. |
||||
21 - 10 - 2016, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 14638 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تذكار القدّيسين ألكسندروس ويوحنا وبولس الجديد بطاركة القسطنطينيّة القدّيس ألكسندروس: قيل أنّه تسقّف على بيزنطية في حدود العام 314م. اشترك في المجمع المسكوني الأوّل في نيقية سنة 325م. خلف القدّيس متروفانيس(4 حزيران). كان من عائلة متواضعة. لم يتسنّ له أن يحصّل أيّة ثقافة عالميّة، لكنّه لمع بفضائله ومواهبه الرسوليّة. دافع عن الإيمان القويم متصدّياً لآريوس ومحازبيه. قيل إنّه جال في تراقيا ومقدونيا وتسّاليا والجزر كارزاً بإيمان مجمع نيقية. لمّا تمكّن آريوس من خداع الأمبراطور الذي ضغط على القدّيس ليقبل آريوس في الشركة، لجأ إلى كنيسة القدّيسة إير يني مصلّياً إلى الربّ سائلاً إعفاءه من التجربة. وفي السبت قبل الإحتفال بقبول آريوس توفي هذا الأخير وانحلّت مشورة الأقوياء على كنيسة المسيح. رغم ذلك استمرّت الاضطرابات وواصل ألكسندروس الجهاد من أجل الأرثوذكسيّة. رقد بسلام بعد وفاة القدّيس قسطنطين بأشهر قليلة. كان قد بلغ من العمر الثامنة والتسعين. القدّيس يوحنّا: ليس واضحاً تماماً أيّاً من الذين تسمّوا بهذا الإسم في القسطنطنيّة هو. أغلب الظنّ أنّه يوحنّا الثامن Xiphilinos الذي كانت أسقفيته بين العامين 1064 و 1075م. رقد في سنّ الخامسة والستين. أصله من تريبيزوند. نشأ في القسطنطنيّة، برز في العلوم القانونيّة وأسند إليه تدريس الحقوق في الجامعة الأمبراطوريّة. ترك العاصمة المتمّلكة إثر وشاية مغرضة. اقتبل الثوب الرهبانيّ وبقي عشر سنوات في أحد ديورة جبل الأوليمبوس في بيثينيا. استدعاه الأمبراطور إلى القسطنطنيّة وجعله بطريركاً مسكونيّاً. استبان رجل سلام ومصالحة وسعى إلى التقرّب من الكنيسة الأرمنيّة. سلك في فقر شديد ونقاوة كاملة. وزّع كلّ ما لديه حسنات. كان يقيم الذبيحة اإلهيّة كلّ يوم ويُجيد في شرح العقائد والضوابط القانونيّة في الكنيسة. القدّيس بولس الجديد: يُسمّى الصغير فأصله من قبرص. كان قد لمع بأقواله وأعماله الفاضلة حين أختير، رغماً عنّه، بطريركاً، في الأحد الثاني من الصوم الكبير سنة 780م بعدما شغر الكرسي القسطنطينيّ طويلاً بسبب هرطقة محاربةالإيقونات. تعرّض لضغط شديد من الأمبراطور لاون الرابع ووقّع وثيقة تحرّم إكرام الإيقونات. كان أضعف من أن يقاوم رغم تمسّكه بالإيقونات. آثر الاستقالة والاعتزال في دير فلوروس تكفيراً. دعا إلى مجمع مسكونيّ يصلح الخطأ ويثبّت إكرام الإيقونات. رقد بسلام بعد ذلك بأشهر قليلة سنة 784م. أكبر الجميع فضيلته وتقواه. وقد التأم المجمع المسكوني السابع، الذي حضّ على عقده، سنة 787م. |
||||
21 - 10 - 2016, 07:03 PM | رقم المشاركة : ( 14639 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تذكار قطع رأس يوحنا المعمدان يرد خبر قطع رأس السّابق المجيد في الأناجيل الثّلاثة الأولى، متّى (١:١٤-١٢) ومرقس (١٤:٦-٢٩) ولوقا (٧:٩-٩). مقدّمة: الآمر بقطع رأسه كان هيرودوس أنتيبّاس المُعين من الرومان قيّمًا على الجليل والبيريا، وهوابن هيرودوس الكبير. حكم كملك ما بين العامَين ٤ق.م و٣٩ ب.م. تزوّج من امرأة اسمها هيروديّا. لم تكن الشّريعة تجيز زواجه لأنّ هيروديّا كانت امرأة أخيه فيليبّس. هذا هو فيليبّس رئيس الرّبع على إيطوريّة وتراخونيتيس، المذكور في لوقا ٣:٣، وهو أخ هيرودوس من جهّة أبيه لا أمّه. فيليبّس كان قد أنجب من هيروديّا ابنة هي سالومي. سالومي غير مذكورة في الأناجيل بالاسم، فقط معرَّف عنها بـ "ابنة هيروديّا". اسمها ورد لدى المؤرِّخ اليهوديّ فلافيوس يوسيفوس. تنصّ الشّريعة صراحة: "عورة امرأة أخيك لا تكشف" (لاويّين ١٧:١٨)، و "إذا أخذ رجلٌ امرأة أخيه فذلك نجاسة" (لاويّين ٢١:٢٠). توبيخ القدّيس يوحنا لهيرودس: كان يوحنّا يقول لهيرودوس: "لا يحلّ أن تكون لك امرأة أخيك" (مرقس ١٨:٦) ويوبّخه لجميع الشّرور التي كان يفعلها (لوقا ١٩:٣). فحنِقت هيروديّا عليه وأرادت أن تقتله ولم تقدر (مرقس ١٩:٦). لماذا لم تقدر أن تقتله؟ "لأنّ هيرودوس كان يهاب يوحنّا عالماً أنّه رجل بارّ وقدّيس وكان يحفظه" (مرقس ٢٠:٦) متّى الإنجيليّ يقول قولاً آخر. يقول إنّ هيرودوس: "أمسك يوحنّا وأوثقه وطرحه في السّجن من أجل هيروديّا" (متّى ١٤:٣). ويقول أيضاً إنّ هيرودوس أراد أن يقتل يوحنّا لكنّه "خاف من الشّعب لأنّه كان عندهم مثل نبيّ" (متّى ١٤:٥). رغم ذلك كانت هيروديّا تتحيّن الفرص لتتخلّص منه إلى أن كان "يوم موافق" (مرقس ٢١:٦) تمكّنت فيه من إرواء غليلها. الأمر بقطع رأسه: ذلك اليوم كان يوم ميلاد هيرودوس. صنع الملك عشاءً "لعظمائه وقوّاد الألوف ووجنوه الجليل" (مرقس ٢١:٦). وفي العشاء دخلت ابنةَ هيروديّا ورقصت في الوسط فسرّت هيرودوس والمتّكئين معه. ومن ثمّ وعد بقَسَم أنّه مهما طلبت يعطيها (متّى ١٤:٧) "حتّى نصف مملكتي" (مرقس ٢٣:٦)، على حدّ تعبيره. النصّ في مرقص يقول إنّها خرجت "وسألت أمّها: ماذا أطلب. فقالت رأس يوحنّا المعمدان" (مرقس ٢٤:٦)، فيما يبدي متّى الإنجيليّ أنّ الابنة كانت قد تلقّنت من أمّها (متّى ١٤:٨). لذلك حالما أقسم هيرودوس بأن يعطيها مهما تطلب أجابته للوقت بسرعة: "أعطني ههنا على طبق رأس يوحنّا المعمدان" (متّى ١٤:٨). هذا أحزن الملك حزناً شديداً. لماذا؟ ربّما لأنّه خاف العاقبة من جهّة الشّعب (متّى ١٤:٨) وربّما لأنّه كان يهابه ويوقّره ويسمعه بسرور (مرقس ٢٠:٦). أنّى يكن فإنّه، "من أجل الأقسام والمتّكئين معه" (متّى ١٤:٩)، وجد نفسه مجبَراً على الإيفاء بما وعد، وكلام الملوك لا يُردّ، فأمر أن يُعطى وأرسل سيّافاً وأمر أن يُؤتى برأسه (مرقس ٦:٢٧). فمضى السّيّاف وقطع رأس يوحنّا في السّجن. ثمّ أتى برأسه على طبق وأعطاه للصّبيّة والصّبيّة أعطته لأمّها. فلمّا "سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثّته ووضعوها في قبر" (مرقس ٢٩:٦). هذا ما يوافينا به كلّ من متّى ومرقص الإنجيليَّين. أمّا لوقا فأشار إلى قطع رأس يوحنّا في معرض الكلام على يسوع. فإنّه إذ بلغ هيرودوسَ الملكَ جميع ما كان من يسوع والقوّات التي كانت تجري على يديه، وإذ تناهى إليه ما كان الناس يقولونه عن يسوع إنّه يوحنّا المعمدان، قد قام من الأموات، أو إنّه إيليّا ظهر أو نبيٌّ من القدماء قام، ارتاب وقال: "يوحنّا أنا قطعت رأسه. فمَن هو هذا الذي أسمع عنه مثل هذا. وكان يطلب أن يراه" (لو٩:٩). هنا يشار إلى أنّ متّى ومرقص يعطيان الانطباع أنّ هيرودوس هو الذي ظنّ أنّ يسوع هو يوحنّا قام من الموت. لذلك جاء عن الملك، في متّى، أنّه قال لغلمانه: "هذا هو يوحنّا المعمدان. قد قام من الأموات ولذلك تُعمل به القوّات" (متّى ٢:١٤). والقول في إنجيل مرقس شبيه بهذا (مرقس ١٤:٦) من أقوال الآباء: يعتبر القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ في قول هيرودوس لغلمانه: "هذا هو يوحنّا المعمدان…” أنّ في موقف الملك "إجلالاً وخوفاً في آن، وأنّ في مهابة هيرودوس دليلاً على عظمة الفضيلة وتأثيرِ يوحنّا فيه رغم توبيخه له. حتّى الأشرار يُعجَبون بالفضيلة ويمدحونها. من هنا، في نظر الذّهبيّ الفمّ، حُزْنُ هيرودوس. ولا يفوت قدّيسَنا أن يشير إلى مكائد الشّرّير من خلال الرّقص والسُّكر. ففيما أضحت ابنة هيروديّا متورّطة من خلال الرّقص في جريمة من أبشع الجرائم التي تحدّث عنها التّاريخ، أطلق هيرودوس، بتأثير الخمرة والخلاعة والمجد الباطل، قَسَماً جعله، خلافاً لقناعته، قاتلاً لأعظم مواليد النّساء. وأورد القدّيس غريغوريوس بالاماس في شأن سماع هيرودوس ليوحنّا بسرور. قال: "ما كان يقوله الإنجيلي مرقس إنّ هيرودوس كان يسمع ليوحنّا معناه: في الأدوية يحصل ما يناقض التّعاليم الرّوحيّة. نشعر بمرارة الدّواء لكنّنا نتناوله بداعي فائدته. أمّا فيما يتعلّق بالتّعاليم الرّوحيّة فهي عذبة لكنّ الذين يشتعلون بالرّغبات الشّرّيرة لا يتقبّلونها بسبب عداوتها لهم. ربّما كان هيرودوس يسمع له في البداية (مرقس ٢٠:٦)... لكنّه كره التّوبيخ فنسي النّصائح الأوّليّة واتّفق مع هيروديا من أجل القتل. وكان يخاف من الجمع (متّى ١٤:٥) لا بسبب إمكانية ثورتهم بل بسبب مجرّد حكمهم عليه، لأنّهم كانوا يعتبرونه نبيّاً. كانت فضيلة يوحنّا مشهورة وكان هيرودوس يحبّ المجد فخاف من حكم الجمع، لذلك كان يقدّم المديح ليوحنّا ظاهريّاً. وفي حديث القدّيس غريغوريوس عن المجد الباطل وتأثيره فينا يقول: "يعاني ذهننا (Nous)... هذا المرض! فمع أنّه أُبدع من الله ملكاً ومتسلّطاً على الأهواء، عندما ينجذب... من المجد الباطل... يُقاد إلى أعمال شاذّة وعواقب وخيمة. هكذا فإنّ كلّ واحد، مستعبَد للخطيئة والشّهوات، عندما يُوبَّخ من ضميره يتضايق أوّل الأمر. لذا يحبسه (يحبس ضميره)، بمعنى، كما فعل هيرودوس بيوحنّا رافضاً أن يسمع له، غير مريد أن يتّبع الأقوال النّاهية عن الخطيئة. وعندما تتسلّط عليه الشّهوات بحضور هيروديّا، وهي فكر الخطيئة الكامن في النّفس، عندها تنتزع الشّهوات هذه كلام النّعمة المزروع في النّفس أي الضمير فتقضي عليه وتقتله نقضاً للكتاب المقدّس ولكلمة الله كما حصل لهيرودوس بالنّسبة ليوحنّا”. ملاحظة: يُذكر أنّ قطع رأس السّابق جرى في قلعة ماخيروس بقرب البحر الميّت. في النهاية نُفي هيرودوس الملك إلى ليون في فرنسا سنة ٣٩م وإلى هناك تبعته هيروديّا. كما يُشار إلى أنّ عيد قطع رأس السّابق المجيد جرى الاحتفال به، أوّل الأمر، في القسطنطينيّة وبلاد الغال (فرنسا) ثمّ انتقل إلى رومة. وهو يوم صوم بخلاف سائر الأعياد. في قنداق الاحتفال بعيده تُرتّل الكنيسة فيما ترتّل: "إنّ قطع رأس السّابق المجيد صار بتدبير إلهيّ ليكرز للذين في الجحيم بمجيء المخلّص...". طروباريّة قطع رأس النّبيّ الكريم السّابق المجيد يوحنّا المعمدان باللّحن الثّاني تذكار الصدّيق بالمديح، فأنت أيّها السّابق تكفيك شهادة الرّبّ، لأنّك ظهرتَ بالحقيقة أشرفَ من كلّ الأنبياء، إذ قد استأهلتَ أن تُعمّد في المجاري من كرزوا هم به. ولذلك إذ جاهدتَ عن الحقّ مسروراً، بشّرت الذين في الجحيم بالإله الظّاهر بالجسد، الرّافع خطيئة العالم، والمانح إيّانا الرّحمة العظمى. قنداق باللّحن الخامس إنّ قطع رأس السّابق المجيد صار بتدبيرٍ ما إلهيّ. لكي يُكرزَ للذين في الجحيم بمجيء المخلّص، فلتنتحبْ إذنْ هيروديّا الطّالبة القتل المخالف للشّريعة، لأنّها لم تؤثر شريعة الله ولا أحبَّتِ الحياة الأبديّة، لكنّها بالحري أحبّت الحياة الوقتيّة. |
||||
21 - 10 - 2016, 07:10 PM | رقم المشاركة : ( 14640 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس موسى الحبشي البار حياته: لا شيء معروفاً في شأنه قبل توبته. لقبه الأسود عائد إلى كونه أسود اللون، قيل من الأحباش وقيل من قبيلة من قبائل البربر. حياته، في ماضيه، امتلأت بالشّرور حتّى قيل لم توجد رذيلة إلاّ اقترفها. يُقدَّر أنّ ميلاده كان ما بين العامَين ٣٣٠م و٣٤٠ م. كان عبداً مملوكاً لشيخ قبيلة تعبد الشّمس. طرده سيِّده لكثرة شروره. نهب وسطا وقتل. كان ضخم الجثّة جبّاراً وصار رئيس عصابة. ممّا ورد، للدّلالة على قواه البدنيّة، أنّه عبر، في أحد الأيّام، نهراً فسرق خروفَين لراعي غنم وذبحهما وعبر بهما ثانية إلى الضّفّة المقابلة من النّهر. مخاطبته للشمس ومن ثم ذهابه إلى رهبان البرّيّة: رغم شروره كان يخاطب الشّمس كأنّها الإله سائلاً إيّاه أن يكشف له ذاته. وجاء يوم سمع فيه صوتاً يدعوه إلى البرّيّة، إلى رهبان برّيّة شيهيت الذين ذاع خبرهم في ذلك الزّمان. ذهب إلى هناك حاملاً سيفه. التقى القسّ إيسيدوروس، وكان خارجاً من قلاّيته ليذهب إلى الكنيسة، فارتعب من منظره. سألَه القسّ: "ماذا تريد يا أخي هنا؟" أجابه موسى:"قد سمعت أنّك عبد الله الصالح. من أجل هذا هربت وأتيت إليك ليخلّصني الإله الذي خلّصك". وكان يلحّ عليه: "أريد أن أكون معك ولو أنّي صنعت خطايا كثيرة وشروراً عظيمة". سأله إيسيدوروس عن سيرته فاعترف لديه بكلّ ما صنع من شرور. فلمّا تأكّد له صدقه أخذ يعلّمه ويعظه بكلام الله ويخبره عن الدّينونة العتيدة. ثمّ غادره لتأمّلاته. ذرف موسى الدّمع سخيّاً وقد كره الشّرّ وعزم على التّوبة. اجتاح الندم نفسه وأقلقه في لياليه كالشّبح المخيف. عاد إلى الأب إيسيدوروس وركع أمامه وأدّى اعترافاً بصوت عالٍ وانسحاق قلب وهو يبكي. أخذه إيسيدوروس إلى الأنبا مكاريوس الذي رعاه وعلّمه وأرشده برفق وعمّده ثمّ سلّمه إلى الأنبا إيسيدوروس ليتابع العناية به. صيرورته راهبًا: لمّا تقدّم موسى في المعرفة قليلاً طلب أن يصير راهباً، فشرح له إيسيدوروس أتعاب الرّهبانيّة ومحاربات الأبالسة وحاول أن يصرفه إلى أرض مصر. كان هذا ليختبر تصميمه. فلمّا رآه ثابتاً صادقاً عاد فأرسله إلى القدّيس مكاريوس أب البرّيّة. وهناك أدّى موسى اعترافاً علنيّاً كاملاً، بخطاياه، في الكنيسة ضمّنه كلّ ما فعل من قبائح في حياته الماضية. مكاريوس، أثناء اعترافه، كان يعاين لوحاً عليه كتابة سوداء. فكلّما اعترف موسى بخطيئة ارتكبها كان ملاك الرّبّ يمسحها له.وما إن انتهى من أداء اعترافه حتّى كان اللوح قد ابيضّ. إثر ذلك وعظه مكاريوس وأعاده إلى إيسيدوروس فألبسه إسكيم الرهبانيّة وأوصاه قائلاً: اجلس، يا بنيّ، في هذه البرّيّة ولا تغادرها، لأنّك في اليوم الذي تخرج منها تعود إليك كلّ الشّرور. لذا أقم زمانك كلَّه فيها، وأنا أؤمن أنّ الله سيصنع إليك رحمة ويعطيك نعمة ويسحق الشّيطان تحت قدميك. سكن موسى، أوّل أمره، بين الإخوة الرّهبان. لكنّه، لكثرة الزّوّار، طلب أن ينعزل فأرشده القدّيس مكاريوس إلى قلاّية منفردة عاش فيها مثابراً على الجهاد الرّوحيّ. وبقدر ما كان موسى مقبلاً، في ماضيه، على الشّرّ، صار مقبلاً، في حاضره، على التّوبة والجهاد. ذكّره الشّيطان بعاداته الآثمة القديمة فنصحه الأنبا إيسيدوروس بالثّبات في الجهاد لأنّ تلك العادات كانت قد تأصّلت فيه. تجاربه: شكا موسى بخاصّة حرب الجسد فضرب له إيسيدوروس مثَلاً في الثبات فقال إنّ شهوات الجسد كالكلب الواقف أمام الجزّار، إن لم يعطه شيئاً وأصرّ فسيتحوّل الكلب عنه إلى آخر. حورب بالزنى بضراوة ولم يُطق الجلوس في قلاّيته، فرجاه إيسيدوروس أن يعود. قال: لا أحتمل ذلك يا أبت. أخذه وأصعده إلى السّطح وقال له: انظر إلى المغارب. فتطلّع فرأى حشداً من الشّياطين لا يُعدّ هائجاً يُحدث شغباً استعداداً للحرب. ثمّ قال له: انظر إلى المشارق. فتطلّع فرأى حشداً من الملائكة القدّيسين الممَجَّدين. فأردف: هؤلاء هم الذين يرسلهم الله لمساعدة القدّيسين. أمّا الذين في الغرب فهم الذين يحاربونهم. لكنّ الذين معنا هم أكثر من الذين علينا. فشكر موسى الله وتشجّع وعاد إلى قلاّيته. على نصيحة إيسيدوروس، حاول موسى أن ينهك قواه بالوقوف طويلاً في الصّلاة والصّوم والمطّانيات. قمعاً لجسده كان يطوف، ليلاً، بالقلالي يأخذ جرار الشّيوخ الرّهبان ويملؤها ماء. كلّ هذا جعل الشّيطان يضجر من فرط جهاده وحُسن رجائه فالتقاه، عند البئر، مرّة، وضربه ضرباً موجعاً وتركه غير قادر على الحركة. ولكنْ جاء إخوة إلى البئر وحملوه إلى الكنيسة، إلى الأب إيسيدوروس. بقي في الكنيسة ثلاثة أيّام ثمّ استردّ عافيته. ومن فرط جهاده هاجت عليه الشّياطين فنصحه الأنبا إيسيدوروس بالإعتدال في نسكيّاته وشدّد عليه أن يسلّم أمره لله وهو وحده يرفع عنه القتال لئلا يظنّ أنّه بكثرة أعماله النّسكيّة يقهر الشّياطين، بل بالتّواضع يحارب اللهُ عنّا. لصوص يهاجمونه: أتاه مرّة أربعة لصوص يرومون سرقته فربطهم وحملهم وأتى بهم إلى الكنيسة. فلمّا علم اللصوص بأنّه موسى الذي كان رئيساً لعصابة اللصوص، تابوا وترهّبوا. فوعظهم بكلام كثير وحرّك قلوبهم. سيامته كاهنً وصوت من السماء يقول له "مستحق": لمّا أرادوا سيامته قسّاً امتحنوه، فطردوه لحظةَ دخوله الهيكل قائلين: اخرج من هنا يا أسود اللون! فخرج وهو يقول لنفسه: لقد فعلوا بك ما تستحقّه لأنّك لست إنساناً، وقد تجرأت على مخالطة النّاس. فلماذا تجلس معهم؟ فلمّا سيم سُمع صوت من فوق يقول: "مستحقّ" ثلاثاً. لمّا ألبسوه الثّوب الأبيض قالوا له: ها قد صرت كلّك أبيض يا موسى. فأجاب: ليت هذا يكون من الدّاخل كما من الخارج. هذا وقد مَنّ الرّبّ الإله على عبده بموهبة صنع المعجزات لحبّه وتواضعه وجهاده ونُسكه الشّديد. القدّيس والحاكم: عاش كلّ أيّامه مُنكِراً لنفسه. سمع حاكمٌ بفضائله فرغب في أن يراه. فلمّا علم موسى بزيارته هرب. ولكنْ التقاه الحاكم بعيداً عن قلاّيته فسأله عن قلاّية الأب موسى فقال له: وماذا تريد أن تسأله؟ إنّه عجوز وغير مستقيم. فاضطرب الحاكم وقصد الدّير وأطلع أهله على ما سمعه من الرّاهب الغريب. فسألوه عن أوصاف الرّجل. فلمّا شخّصه لهم عرفوا أنّه الأب موسى نفسه. القدّيس والراهب الذي زنى: في إحدى المرّات ذُكر عن راهب أنّه سقط في زلّة فانعقد المجمع لمحاكمته. ثمّ أرسلوا يدعون الأنبا موسى. أمّا هو فلم يُرد أن يأتي. فأصرّ عليه الكاهن فنهض وأتى حاملاً كيساً مثقوباً فيه رمل. فلمّا رآه الإخوة، الذين خرجوا للقائه، تعجّبوا وقالوا له: "ما هذا يا أبانا؟ أجابهم: أنتم تدعونني لأحكم في أمر أخٍ لي سقط في زلّة، وهذه ذنوبي خلفي تجري ولا أراها ولا أُحسّ بها. فخجلوا من كلامه وأطلقوا الأخ المذنب". القدّيس والراهب الذي زنى: مرّة أخرى صدرت في الإسقيط وصيّة أن يُصار إلى الصّوم في ذلك الأسبوع. وحدث، أثناء ذلك، أن زار بعض الإخوة الأب موسى قادمين من مصر، فأعدّ لهم طعامأ. فلمّا عاين الإخوة الدّخان المتصاعد قالوا للآباء: انظروا، ها قد أوقف موسى صيامه وأعدّ لنفسه طبيخاً. فلمّا جاء السّبت ودرى الآباء بما فعل قالوا له أمامالإخوة: يا أبانا موسى، لقد حللت وصيّة الناس وحفظت وصيّة الله، التي هي ضيافة الغرباء. هجوم البربر على الدير: لمّا أتى البربر إلى الدّير، حوالي العام ٤٠٧م م، وكان هو يَعلَمُ بالرّوح أنّهم مقبلون، قال للإخوة، وكانوا سبعة، أن يهربوا فسألوه عن نفسه: وأنت ألا تهرب يا أبانا؟ قال: منذ زمن طويل وأنا أنتظر هذا اليوم لكي يتمّ فيّ قول السّيّد المسيح مَن يأخذ بالسّيف بالسّيف يُؤخذ (متّى ٥٢:٢٦). فقالوا له: ونحن، أيضاً، لا نهرب، بل نموت معك. فقال: هوّذا البربر يقتربون من الباب. فدخلوا وقتلوهم. لكنّ واحداً منهم خاف وهرب إلى الحصن فرأى سبعة تيجان نازلة من السّماء توّجت السّبعة. فتقدّم هو أيضاً ونال معهم إكليل الشّهادة. خلاصة: هكذا أكمل الأنبا موسى سعيه. كان في الخامسة والسّبعين أو الخامسة والثّمانين. قيل نال ثلاثة أكاليل: إكليل الحبّ والنّسك الشّديد وإكليل الرّهبنة والكهنوت إكليل الشّهادة. هذا ويُعتبر موسى أوّل شهيد في الإسقيط وجسده محفوظ مع الأنبا إيسيدوروس بدير البراموس. من أقواله: - جواباً لأحد الإخوة سأل كلمة منفعة قال: اذهب واجلس في قلاّيتك وهي تعلّمك كلّ شيء. - مَن يهرب من الملذّات الدنيوية يشبه كرمة حان قطافها، أمّا مَن يسعى إليها فيشبه الحصرم. - إذا لم يشعر الإنسان في أعماقه بأنّه خاطئ لا يصغي إليه الله. - إذا لم تتّفق الصّلاة مع السّيرة عبثاً يكون التّعب. - سأله أخ: في كلّ مسعى للإنسان، ما الذي يساعده فيه؟ قال: الله! قال: وما نفع الأصوام والأسهار إذاً؟ فأجاب: هذه من شأنها أن تجعل النّفس وديعة متواضعة. إذ ذاك كيف يصلّي المجاهد: انظر إلى تعبي وتواضعي واغفر جميع خطاياي (مزمور ١٨:٢٤) فإنّ الله يتحنّن عليه. - سألوه: ماذا يعمل الإنسان بكلّ تجربة تأتيه أو بكلّ فكر من الشّرّير؟ فقال: يبكي أمام صلاح الله كي يعينه، فيرتاح للحال. |
||||