23 - 12 - 2023, 10:52 AM | رقم المشاركة : ( 146271 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرقم ”12“ هو رقم خليقة الله، ونظام الله في هذه الخليقة. فالسماء مقسَّمة إلى اثني عشر بُرجًا، وبالدوران حولها تكتمل السنة. ولهذا كان عدد شهور السنة منذ القديم هو اثني عشر شهرًا (انظر رؤيا 22: 2). وليس فقط عدد الشهور اثنا عشر، بل أيضًا عدد ساعات النهار (انظر يوحنا 11: 9)، ومثلها ساعات الليل. ومن هذا يمكن اعتبار أن الرقم ”12“ يعبِّر عن إدارة الله وتنظيمه فى الخليقة. ولهذا فإننا في الكتاب المقدس نقرأ عن هذا الرقم كثيرًا: فنقرأ في العهد القديم عن أولاد يعقوب الاثني عشر، ومنهم تكوَّن الشعب الأرضي، أو الأمة الإسرائيلية بأسباطها الاثني عشر. أرقام الكتاب المقدس (12) ويرتبط بعدد الأسباط أن كان هناك 12 حجرًا كريمًا توضع علي صُـدرة رئيس الكهنة (خروج28)، في ثيابه الرسمية المجيدة؛ وكذلك كان هناك 12 رغيفًا، توضع علي مائدة خبز الوجوه في القدس (لاويين24: 5). وكانت هذه وتلك تمثِّل أسباط إسرائيل، أي تمثِّل الأمة بأسرها. وبعد ذلك، في تاريخ الشعب، نقرأ أن القضاة، الذين حكموا الشعب، والمذكورين في سفر القضاة كان عددهم 12 قاضيًا. كما نقرأ عن النبي إيليا، أثناء قيامه بواحد من أعظم معجزاته، أنه رمَّم مذبح الرب المنهدم، من اثني عشر حجرًا (1ملوك18)، على عدد أسباط إسرائيل. ولقد كان مُلك سليمان هو أعظم كل الحقب في تاريخ إسرائيل الماضي، وهو من زاوية يُعتبر صورة لمُلك المسيح العتيد، الذي هو مُلك السلام. وكثيرًا ما نقرأ عن الرقم 12 بالارتباط به، فنقرأ عن: 12 ثورًا أُقيم عليها بحر النحاس في هيكل سليمان (2أخبار4: 4). وعن 12 أسدًا علي درجات عرش سليمـان (1ملوك10: 20). وعن 12 وكيلاً لسليمان (1ملوك4: 7). |
||||
23 - 12 - 2023, 10:53 AM | رقم المشاركة : ( 146272 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فى العهد الجديد نقرأ أيضًا عن هذا الرقم: فلقد أقام المسيح 12 رسولاً أرسلهم أولاً إلى شعبه الأرضي (متى10: 5-7)، ثم إلى كل العالم (متى 28: 16-19). وفي معجزة إشباع الخمسة الآلاف، نقرأ عن 12 قفة مملوءة كِسرًا فاضلة من معجزة الإشباع هذه (متى14: 20؛ مرقس6: 43؛ لوقا9: 17؛ يوحنا6: 13). والمسيح، عند القبض عليه في بستان جثسيماني، قال لبطرس: «أ تظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيُقَدِّم لي أكثر من اثني عشر جيشًا من الملائكة؟ فكيف تكمل الكتب، أنه هكذا ينبغي أن يكون؟» (متى26: 53، 54). كما نقرأ عن الآتي: 12 مرة في العهد الجديد يُشار للمسيح أنه ”ابن داود“. وفي إنجيل يوحنا يَرِد عن المسيح اللقلب ”ابن الإنسان“ 12 مرة. وفي سفر الرؤيا نقرأ كثيرًا عن هذا الرقم. فنقرأ مثلاً عن 12 ألفًا من كل سبط من أسباط إسرائيل الاثنى عشر (رؤيا 7: 1-8). وفي المدينة السماوية المذكورة في رؤيا21: 9 إلى22: 4 نقرأ عن 12 بابًا للمدينة، وعلى الأبواب 12 ملاكًا، ونقرأ عن 12 أساسًا لسور المدينة، وعن 12 لؤلؤة (كل باب عبارة عن لؤلؤة). وكانت أبعاد المدينة 12 ألف غلوة (وهو بُعد هائل، يعادل تقريبًا المسافة من الحدود الشمالية لمصر، لغاية الحدود الجنوبية للسودان). كما أن سور المدينة 144 ذراعًا (أي 12×12). ويُذكَر هذا الرقم بالارتباط بالمدينة السماوية نحو 12 مرة! |
||||
23 - 12 - 2023, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 146273 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فلقد أقام المسيح 12 رسولاً أرسلهم أولاً إلى شعبه الأرضي (متى10: 5-7)، ثم إلى كل العالم (متى 28: 16-19). وفي معجزة إشباع الخمسة الآلاف، نقرأ عن 12 قفة مملوءة كِسرًا فاضلة من معجزة الإشباع هذه (متى14: 20؛ مرقس6: 43؛ لوقا9: 17؛ يوحنا6: 13). والمسيح، عند القبض عليه في بستان جثسيماني، قال لبطرس: «أ تظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيُقَدِّم لي أكثر من اثني عشر جيشًا من الملائكة؟ فكيف تكمل الكتب، أنه هكذا ينبغي أن يكون؟» (متى26: 53، 54). |
||||
23 - 12 - 2023, 10:55 AM | رقم المشاركة : ( 146274 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
12 مرة في العهد الجديد يُشار للمسيح أنه ”ابن داود“. وفي إنجيل يوحنا يَرِد عن المسيح اللقلب ”ابن الإنسان“ 12 مرة. وفي سفر الرؤيا نقرأ كثيرًا عن هذا الرقم. فنقرأ مثلاً عن 12 ألفًا من كل سبط من أسباط إسرائيل الاثنى عشر (رؤيا 7: 1-8). وفي المدينة السماوية المذكورة في رؤيا21: 9 إلى22: 4 نقرأ عن 12 بابًا للمدينة، وعلى الأبواب 12 ملاكًا، ونقرأ عن 12 أساسًا لسور المدينة، وعن 12 لؤلؤة (كل باب عبارة عن لؤلؤة). وكانت أبعاد المدينة 12 ألف غلوة (وهو بُعد هائل، يعادل تقريبًا المسافة من الحدود الشمالية لمصر، لغاية الحدود الجنوبية للسودان). كما أن سور المدينة 144 ذراعًا (أي 12×12). ويُذكَر هذا الرقم بالارتباط بالمدينة السماوية نحو 12 مرة! |
||||
23 - 12 - 2023, 10:56 AM | رقم المشاركة : ( 146275 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عن هذا الرقم 12بإشارة جميلة إلى المسيح، عندما كان يبلغ من العمر اثنى عشر عامًا (لوقا 2: 42-51). كيف كان جالسًا وسط الشيوخ في الهيكل، يسمعهم ويسألهم، وكل الذين سمعوه بُهتوا من فهمه وأجوبته. وهو درس جميل لكل الشباب الناشئ: هل محضر الرب له تقدير عندنا؟ وهل نحفظ كلمة الله ونهتم بفهمها، كما كان يفعل المسيح قدوتنا؟ ثم، ما كان أجمل ردّ الرب يسوع على أمه، عندما وجدته في هذا المكان في اليوم الثالث، قال لها: «ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي؟». وكانت هذه هي الكلمات الأولى المسجَّلة للمسيح في حياته، وهي كلمات رائعة، لا سيما إذا قارناها بآخر كلمات مسجَّلة للمسيح في هذا الإنجيل، إنجيل لوقا، عندما قال لتلاميذه: «هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألّم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث» (لوقا24: 46). لقد عاش المسيح بالمكتوب، وحرص على أن يتممه، وذلك من أول حياته إلى نهايتها! |
||||
23 - 12 - 2023, 10:59 AM | رقم المشاركة : ( 146276 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محطة الترنيم إقرأ خروج15 سبق وقسّمنا رحلتنا إلى أربعة أجزاء. ومن هذه المحطة نبدأ في الجزء الثاني، إذ يقف بنا قطار الرحلة على أول محطة في صحراء سيناء. وهي البداية الحقيقية للبرية، فهي نقطة فاصلة في تاريخ الشعب، حيث وقفوا على الشاطئ ونظروا خلفهم وإذا البحر الذي كان طريق نجاتهم قد صار الآن مكان هلاك الأعداء. إنه منظر لا يُنسى وهم يرون جثث المصريين والأمواج تقذف بها على الشاطئ مثل صغار الأسماك الميتة. ويتساءلون أين مصر بمعاجنها؟ وأين فرعون بجبروته؟ وأين.. وأين.. الكل انتهى، وإلى الأبد. مشهد لا يصدّقه عقل، لكنه قد حَدَثَ. هنا - وبتلقائية - انطلقت الحناجر مرددة: ترنيمة الفداء وقت الترنيم: أو متى نرنم؟ «حينئذ». اقرأ الآن معي هذا الجزء من الأصحاح السابق (خروج14: 30،31) ولاحظ ترتيب الكلمات العجيب «فخلَّص الرب... ونظر إسرائيل المصريين أمواتًا... ورأى إسرائيل الفعل العظيم... وآمنوا بالرب..» والخلاصة: خلّص الرب.. آمنوا بالرب.. حينئذ رنموا ففي مصر لا نسمع صوت ترنيم، حيث كانوا عبيدًا؛ والعبد لا يُسمع منه إلا الصراخ والأنين والتوجُّع. لكن هنا على شاطئ النجاة، وبعد الخلاص، وفعل الرب العظيم، والإيمان بالرب. هنا فقط يأتي الترنيم والفرح، كما قيل عن الخصي الحبشي عندما بشّره فيلبس في العهد الجديد «أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله... وذهب في طريقه فرحًا» (أعمال8: 37-39). فريق الترنيم: أو مَن الذي يرنم؟ «رنَّم موسى وبنو إسرائيل». فريق ترنيم يتكون من أكثر من 2 مليون مرنم، من الشيوخ والشباب والنساء والأطفال. هم جموع المفديين يرنمون ترنيمة عظيمة! وأنت أخي القارئ. إن لم تكن قد آمنت بعد بالمسيح وموته وقيامته، ولازلت بعد عبدًا للشيطان وللخطية، فأنت من فريق الأموات بالذنوب والخطايا. والكتاب المقدس يقول «ليس الأموات يسبِّحون الرب..» (مزمور115: 17). إني أخاف عليك أن تخدع نفسك وترنِّم مع المرنمين.. أو يخدعك الآخرين لأنهم بصوتك مُعجبين، فيضمونك لفريق المرنمين، وتعيش في الوهم أنك من المفديين، وأنت لا تزال في الذنوب والخطايا ميت دفين، ولم تحتمِ في دم المسيح الذي مات وقام. فإن كنت كذلك فاترك حالاً ما أنت فيه، وافتح فمك بالصراخ للمخلِّص طالبًا الخلاص، فيحرِّرك ويملأ قلبك بالسلام فترنم. غرض الترنيم: أو لمن نرنم؟ «وقالوا أرنم للرب». الترنيمة من بدايتها إلى نهايتها تتكلم عن الرب وللرب. إذ يتكرر فيها اسم الرب 14 مرة. فيجب أن ننشغل في ترنيماتنا بالمُخلِّص العظيم وخلاصه وفعله العجيب. ولا يصح إطلاقًا أن نرنم لأحد غير المسيح لأنه: هو عظيم: «فإنه قد تعظّم» (ع1)، وقيل عن المسيح «هذا يكون عظيمًا» (لوقا1: 32). هو القدوس: «معتزًا في القداسة» (ع11)، وقيل عن المسيح «القدوس المولود منك» (لوقا1: 35). هو المتفرِّد في كل شيء: «من مثلك بين الآلهة يا رب» (ع11)، والمسيح لا يُقارَن بأحد من الناس. هو الضامن: «تجيء بهم وتغرسهم في جبل ميراثك» (ع17)، والمسيح قال لتلاميذه - ولنا - «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ» (يوحنا14: 3). هو ملك الملوك: «الرب يملك إلى الدهر والأبد» (ع18)، والمسيح سيملك قريبًا ولا يكون لمُلكِه نهاية، وسيتم المكتوب «لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء، ومَن على الأرض، ومَن على تحت الأرض؛ ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب» (فيلبي2: 10،11). حياة الترنيم: أو الترنيم في كل الظروف. فالترنيم والفرح يلازمان المؤمن دائمًا: وهو بين الناس (أيوب33: 27)، وهو في الليل (أيوب35: 10)، وهو في النهار (مزمور119: 164)، وهو على فراشه (مزمور149: 5)، حتى وهو في السجن (أعمال16: 25). فهل اختبرت هذا؟ |
||||
23 - 12 - 2023, 11:01 AM | رقم المشاركة : ( 146277 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غرض الترنيم: أو لمن نرنم؟ «وقالوا أرنم للرب». الترنيمة من بدايتها إلى نهايتها تتكلم عن الرب وللرب. إذ يتكرر فيها اسم الرب 14 مرة. فيجب أن ننشغل في ترنيماتنا بالمُخلِّص العظيم وخلاصه وفعله العجيب. ولا يصح إطلاقًا أن نرنم لأحد غير المسيح لأنه: هو عظيم: «فإنه قد تعظّم» (ع1)، وقيل عن المسيح «هذا يكون عظيمًا» (لوقا1: 32). هو القدوس: «معتزًا في القداسة» (ع11)، وقيل عن المسيح «القدوس المولود منك» (لوقا1: 35). هو المتفرِّد في كل شيء: «من مثلك بين الآلهة يا رب» (ع11)، والمسيح لا يُقارَن بأحد من الناس. هو الضامن: «تجيء بهم وتغرسهم في جبل ميراثك» (ع17)، والمسيح قال لتلاميذه - ولنا - «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ» (يوحنا14: 3). هو ملك الملوك: «الرب يملك إلى الدهر والأبد» (ع18)، والمسيح سيملك قريبًا ولا يكون لمُلكِه نهاية، وسيتم المكتوب «لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء، ومَن على الأرض، ومَن على تحت الأرض؛ ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب» (فيلبي2: 10،11). |
||||
23 - 12 - 2023, 11:02 AM | رقم المشاركة : ( 146278 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فريق الترنيم: أو مَن الذي يرنم؟ «رنَّم موسى وبنو إسرائيل». فريق ترنيم يتكون من أكثر من 2 مليون مرنم، من الشيوخ والشباب والنساء والأطفال. هم جموع المفديين يرنمون ترنيمة عظيمة! وأنت أخي القارئ. إن لم تكن قد آمنت بعد بالمسيح وموته وقيامته، ولازلت بعد عبدًا للشيطان وللخطية، فأنت من فريق الأموات بالذنوب والخطايا. والكتاب المقدس يقول «ليس الأموات يسبِّحون الرب..» (مزمور115: 17). إني أخاف عليك أن تخدع نفسك وترنِّم مع المرنمين.. أو يخدعك الآخرين لأنهم بصوتك مُعجبين، فيضمونك لفريق المرنمين، وتعيش في الوهم أنك من المفديين، وأنت لا تزال في الذنوب والخطايا ميت دفين، ولم تحتمِ في دم المسيح الذي مات وقام. فإن كنت كذلك فاترك حالاً ما أنت فيه، وافتح فمك بالصراخ للمخلِّص طالبًا الخلاص، فيحرِّرك ويملأ قلبك بالسلام فترنم. |
||||
23 - 12 - 2023, 11:02 AM | رقم المشاركة : ( 146279 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حياة الترنيم: أو الترنيم في كل الظروف. فالترنيم والفرح يلازمان المؤمن دائمًا: وهو بين الناس (أيوب33: 27)، وهو في الليل (أيوب35: 10)، وهو في النهار (مزمور119: 164)، وهو على فراشه (مزمور149: 5)، حتى وهو في السجن (أعمال16: 25). |
||||
23 - 12 - 2023, 11:05 AM | رقم المشاركة : ( 146280 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فتيانا لا عيب فيهم يخبرنا سفر دانيال أنه في السنه الثالثة من مُلك يهوياقيم ملك يهوذا، ذهب نبوخذناصَّر ملك بابل إلى أورشليم، وحاصرها، وسلّم الرب بيده يهوياقيم ملك يهوذا (دانيآل1: 1-2). وأمر الملك أشفنز رئيس خصيانه بأن يحضر من بني إسرائيل ومن نسل الملك ومن الشرفاء فتيانًا لا عيب فيهم. وإليك يا قارئي العزيز جوانب كمال هؤلاء الرجال: 1- مقامهم: كاملون كانوا من بني إسرائيل، وكانت حالة بني إسرائيل رديئة استلزمت معاملات الله التأديبية، فأرسل ملك بابل ليسبيهم؛ لكن يظلّ مقامهم، المؤسَّس على نعمة الله، كاملين. فالله بنعمته لم يبصر إثمًا في يعقوب ولا رأى تعبًا في إسرائيل (عدد23: 21). فليتك تُدرك، أخي المؤمن، أن الله يرانا في المسيح قديسين وبلا لوم (أفسس1: 4)، وهذا يدفعنا لنكون كاملين بطريقة عملية، كما قال الرب يسوع: فكونوا أنتم كاملين (متى5: 48). 2- كانوا كاملين لأنهم مُصرّون فلقد عيَّن لهم الملك وظيفة كل يوم بيومه من أطايب الملك ومن خمر مشروبه (دانيآل1: 5). وغالبًا ما يكون في أطايب الملك لحم ذُبح للأوثان، وبهائم كانت حسب الناموس تُعتبر نجسه. وعيّن لهم أيضًا خمرًا. ولكن يخبرنا الكتاب أن دانيآل «جعل في قلبه (أي صمم) أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس». ويومًا صنع نبوخذناصَّر تمثالاً من ذهب، وأمر الجمع أن يسجدوا له، ومن لا يسجد يُلقى في آتون النار. لكن رفض حنانيا وميشائيل وعزريا، وبإصرار، أمر الملك. واجابوه قائلين «يا نبوخذناصَّر لا يلزمنا أن نجيبك على هذا الأمر هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من آتون النار المتقدة وأن ينقذنا من يدك أيها الملك. وإلا فليكن معلومًا لك أيها الملك أننا لا نعبد إلهك، ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته» (دانيآل3: 16-18). تأمل معي أخي العزيز كلمة ”وإلا“، أي أنه حتى لو كانت مشيئة الله أن نُحرق ونموت في آتون النار، فنحن مُصرّون على عدم السجود للتمثال. فالأمر لا يقبل أي تردّد أو تراجع. فهل نتعلم نحن هذا الدرس الرائع؟ 3- كانوا كاملين لأنهم مُصلّون فيومًا حلم نبوخذناصَّر حلمًا، وهل تعلم ماذا طلب من حكماء بابل؛ لم يطلب منهم تفسير الحلم، كعادة الملوك، لكنه طلب منهم أن يخبروه أولاً بالحلم ثم يفسّروه. وهل تعلم ماذا كان قضاء الملك إن لم يفعلوا ذلك؟! «يصيرون إربًا إربًا ويجعل بيوتهم مزبلة». تُرى كيف حُلّت هذه المُعضلة؟! لقد طلب دانيآل من حنانيا وميشائيل وعزريا أن يطلبوا الرحمة من قِبَل إله السماوات، وكانت النتيجة مبهِرة، فلقد كشف الله السر لدانيآل في رؤيا بالليل؛ فبارك دانيآل إله السماوات (اقرأ دانيآل2: 17-19). ويومًا أصدر الملك داريوس أمرًا مَلَكيًا أن كل إنسان يطلب من إله أو إنسان غيره لمدة شهر يُلقي في جُب الأسود، فهل تعلم ماذا فعل دانيآل؟! لقد ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة في عُليته نحو أورشليم، وجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم، وصلّى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك (دانيآل6: 10). وكانت النتيجة أنه رُمي في جُبّ الأسود، ولكن هذه الليلة أحلى ليلة في حياة دانيآل، فلقد أرسل الله ملاكه وسدّ أفواه الأسود؛ فماذا تفعل أفواه الأسود المفتوحة أمام مؤمن كِواه مفتوحة. 4- كانوا كاملين لأنهم بالمكتوب عالمون لقد قرأ دانيآل نبوة إرميا (25: 11-12) وفهم أن مُدة السبي في بابل 70 سنة، وعندما قرأ إرميا29: 10 علم أنه عند انتهاء السبعين سنة سوف يردّ الرب سبي شعبه، لأنه هكذا قال الرب: «عند تمام سبعين سنة لبابل أتعهدكم وأقيم لكم كلامي الصالح بردكم إلى هذا الموضع». لذلك جاءت صلاته بحسب فكر الله: فلقد انتهت السبعين سنة، وهنا هو يطالب الرب بوعده في إرجاعهم من السبي. نعم، فكل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهبًا لكل عمل صالح (2تيموثاوس3: 16، 17). 5- كانوا كاملين لأنهم ضد التيار سابحون فلقد أكل الجميع من أطايب الملك ومن خمر مشروبه، أما هؤلاء الفتيان فلم يأكلوا.. لقد كانوا مختلفين. ولقد سجد الكل لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذناصَّر، وأما هؤلاء الفتيان فلم يسجدوا.. لقد كانوا مختلفين. ولقد طلب كل واحد طلبته من داريوس الملك الذي جعل نفسه إلهًا لمدة شهر، وأما هؤلاء الفتيان فلم يطلبوا.. لقد كانوا مختلفين. وكما يقول الكتاب «ولا تشاكوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم» (رومية12: 2). 6- كانوا كاملين لأنهم مضحون لقد ضحّوا بحياتهم من أجل محبتهم للرب. أسلموا أجسادهم للهيب النار وجب الأسود. ولقد قال الرب يسوع: «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر» (لوقا12: 4) نعم وأوصانا مشجِّعًا «كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة» (رؤيا2: 10). لقد ضحى الرب يسوع بحياته من أجلنا، إذًا لنرمي التبر على التراب وذهب أوفير بين حصا الأودية (أيوب22: 24)، ونكسر قارورة الطيب الغالية الثمن على رأسه فهو وحده الذي يستحق ذلك. 7- مكافئة الفتيان الكاملين «حينئذ خرّ نبوخذناصَّر على وجهه وسجد لدانيآل» (دانيآل2: 46). «حينئذ عظَّم الملك دانيآل وأعطاه عطايا كثيرة وسلّطَة على كل ولاية بابل وجعله رئيس الشحن على جميع حكماء بابل» (دانيآل2: 48). وأكثر من ذلك يكفيهم شرفًا أنهم ذُكروا في عبرانيين 11 ضمن سحابة الشهود «الذين بالإيمان ... سدّوا أفواه أسود، أطفأوا قوة النار» (عبرانيين11: 33-34). «والآن يقول الرب: حاشا لي فإني أكرم الذين يكرمونني، والذين يحتقرونني يصغرون» (1صموئيل2: 30). |
||||