21 - 12 - 2023, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 146111 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاعتدال خلق الله العالم بحكمةٍ وتدبيرٍ فائقٍ لأجل صالح الإنسان وبنيانه، وجاء السفر يدعو البشر إلى استخدام الخليقة بتدبيرٍ حسنٍ باعتدالٍ. ففي الأمور المالية يطلب من الإنسان عند تقديم صدقة أو قرضٍ أو كفالةٍ أن يعرف لمن يُقَدِّم المال، وفيمَ يستخدمه وما هي حدود العطاء، وما هي إمكانية المعطي. وفي الأكل والشرب يلتزم المؤمن بالاعتدال بوجهٍ عام لكي يُحافِظ على صحته. وفي الولائم والحفلات تحدَّث عن آداب المائدة وعدم المبالغة في الأكل والشرب والموسيقى. وفي المرض يذهب إلى الطبيب ولا يمتنع عن أخذ الأدوية (38: 1-15). وفي الحزن على الميت يكون باعتدال (38: 16-23). وفي استضافة صديقٍ له، يليق بالضيف ألا يكون ثرثارًا وألا يطيل المدة (32: 4-13). وفي الكلام طالب ألا يكون الإنسان ثرثارًا، كما لا يصمت إن كانت توجد حاجة للكلمة كي تنقذ إنسانًا من الظلم. في نقل الكلام يقول: "لا تكرر أبدًا كلمة، فلا تكون خاسرًا قط؛ لا تُخبِر بها صديقًا أو عدوًا، ولا تكشفها ما لم تخطئ إن كتمتها" (19: 7-8). إن كان الحكيم يتَّسِم بالاعتدال في كل شيء، فالأحمق لا يعرف الاعتدال. إنه كإناءٍ مكسورٍ لا يحتفظ بشيء فيه بل يتكلم بلا ضابطٍ (21: 14). يظهر عدم اعتدال الأحمق حتى في الضحك: "يرفع الأحمق صوته عند الضحك" (21: 20). وطريقة مشيه تشهد لتسَّرعه: "قدم الأحمق تسرع في دخوله بيت" (21: 22). وفي تهوره يُسرع في الكلام دون التفكير في قلبه (عقله)، إذ يقول: "قلوب الحمقى في أفواههم، وأفواه الحكماء في قلوبهم (21: 26). |
||||
21 - 12 - 2023, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 146112 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أخلاقيات المنع من ملامح نصائح ابن سيراخ التي تستحق التفكير فيها بجديةٍ هي نصائحه عن المَنْعِ. جُمِعَت نصائح المصريين واليونانيين ولم يوجد فيها ما يمنع العمل من أجل نوال كرامة زمنية والعظمة الأرضية، بل بالعكس كانت غالبًا ما تدفع البشر إلى طلب هذه الأمور الزائلة. يرى البعض أن النهم والخمر والأهواء الجسدية هي أكثر الأمور التي تُهَدِّد ضبط النفس عند الرجال والشبان، لذلك يتطلَّع البعض إلى المال والخمر والنساء، هؤلاء الثلاثة لهم أثرهم السلبي في حياتهم. |
||||
21 - 12 - 2023, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 146113 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحكمة والسيد المسيح شخصنة الحكمة، جعل ارتباطها بالسيد المسيح أمرًا طبيعيًا في حياة الكنيسة في العهد الجديد. منذ الخلقة انسكبت الحكمة من عرش الله كعطية للبشرية، تكشف عن محبة الله لكل البشر. أما وقد جاء حكمة الله نفسه متجسدًا، فصار لنا أن نتمتَّع بالاتحاد به، ولم تَعُد الحكمة الإلهية غريبة عنا. |
||||
21 - 12 - 2023, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 146114 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سيراخ يُعِدّ الطريق لإنجيل المسيح كان لسفر سيراخ فاعلية في حياة القادة اليهود منذ القرن الثاني قبل الميلاد، وربما كان موضع دراسة وإعجاب بعض المفكرين من الأمم أيضًا. كان هذا تمهيدًا لبثّ الاشتياق إلى الفكر الإنجيلي وقبوله. أولًا: تأثَّر المفسرون اليهود للشريعة بسفر سيراخ؛ هذا أَعدّ البعض للتلامس مع ما ورد في إنجيل متى ورسالة يعقوب، خاصة ما ورد في الموعظة على الجبل، والتركيز على الإنسان الداخلي، وأيضًا عدم استطاعة الإنسان أن يتمتَّع بالمغفرة من الله ما لم يغفر هو لقريبه. ثانيًا: يمكننا إدراك تهيئة سيراخ للفكر المسيحي بمقارنة العبارات الواردة بالسفر مع ما ورد في العهد الجديد: |
||||
21 - 12 - 2023, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 146115 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سيراخ والديداكية كلمة "ديداكية" Didache عن الحروف اليونانية الأولى لعنوان عمل يُسمَّى "تعليم الرب للأمم بواسطة الاثني عشر رسولًا". وهي تُعتبَر أهم وثيقة بعد كتابات الرسل، تكشف عن الحياة الكنسية الأولى من الجانب السلوكي والليتورچي والتنظيمي. يمكن مقارنة بعض العبارات التي في الديداكية بما ورد بسفر سيراخ: أ. الصدقة والعطاء: "الماء يُطفِئ النار المُلتهِبة، والصدقة تُكَفِّر عن الخطايا" (3: 28). "إن كنت تملك شيئًا من تعب يديك، فقدِّم الفدية (بدم المسيح) عن خطاياك (بالعطاء)" (ديداكية 4: 6). "لا تبسط يدك للأخذ، وتقبضها عن الإيفاء" (4: 31). "لا تبسط يديك للأخذ وتطبقهما عند العطاء" (ديداكية 4: 5). ب. الحكمة في الإحسان: "إذا أحسنت فاعرف إلى من تُحسِن، فتكون مشكورًا على أعمالك الصالحة" (12: 1). "ليكن إحسانك بعرق يديك إلى أن تعرف لمن تُعطِي" (ديداكية 1: 6). |
||||
21 - 12 - 2023, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 146116 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أورشليم أم أثينا كانت ظروف اليهود في القرن الثاني ق.م في غاية الصعوبة، وكان موضوع المناقشة الرئيسي في ذلك الحين هو: أيهما يجلب السعادة للفرد كما للشعب. في المظهر الخارجي بدأ نجم أثينا -مركز الفلسفة اليونانية- يتلألأ ويتفوَّق على أورشليم مدينة الله، للأسباب التالية: أ. كان الحُكْم السائد في يد أثينا، حيث تلألأت الإمبراطورية اليونانية، وسادت على دول كثيرة من بينها إسرائيل (فلسطين)، بالرغم من العلاقات الطيبة بين اليونانيين واليهود في الفترة الأولى من قيام الإمبراطورية والسماح لليهود بتدبير الأمور على أيدي قادة يهود مقابل دفع جزية سنوية. ب. كان كثير من اليهود في حزنٍ شديدٍ حيث قارن الشيوخ بين عظمة الهيكل الذي بناه سليمان وإعادة بنائه بعد الرجوع من السبي البابلي. ج. انجذاب بعض قادة اليهود إلى الفلسفات اليونانية، وعدم مراعاتهم الالتصاق بالله وحفظ التوراة أو شريعة موسى. لم يُهاجِم ابن سيراخ الفلسفة في الأصحاح الرابع والعشرين ولم يُقارِن بين أورشليم وأثينا، وإنما قدَّم حديثًا على لسان الحكمة فيه تُبرِز عظمة أورشليم كمصدر السعادة الحقيقية بكونها مدينة الله واهب الحكمة السماوية خلال وصاياه. أ. الحكمة كأمٍ تفتخر وسط شعبها المختار "جماعة العليّ" [2]. ب. ليست حكمة بشرية أرضية، إنما خرجت من فم العلي، تجول في دائرة السماء [3- 4]. ج. إن كان لها شعب خاص، غير أنها ستجتذب كل الأمم، وتعمل في الشعوب، وتهبهم راحة سماوية [6-8]. د. مسكنها واستقرارها في صهيون [10]. ه. مدينة الحكمة أورشليم المحبوبة [11]. و. تحمل رائحة الحياة (رائحة المسيح الذكية) [15]. ز. تهب الشبع الداخلي بثماره الحلوة كالعسل والشهد [20]. ح. لن يملّ منها أحد، بل كلما تناولها إنسان ازداد جوعه وعطشه إليها [21]. ط. تُقِيم عهدًا مع البشر كما حدث مع الآباء البطاركة الأولين نوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب. ي. تفيض بالفهم بغير مكيال مثل أنهارٍ تروي النفوس [25-26]. ك. تشرق بالتعليم والمعرفة كالنور [27]. ل. تدخل بالإنسان إلى أعماقٍ بلا حدودٍ [28]. م. إنها عروس فتاة لن تشيخ [30]، تهب من يقتنيها نموًا مستمرًا وتقدُّمًا لا يتوقَّف [30]. هذه السمات الفريدة تنطبق على شخص السيد المسيح حكمة الله المتجسد، إنها عربون أورشليم العليا التي فتح الصليب أبوابها للمؤمنين المُلتصِقين بربّ المجد، ولا تتوفَّر في أثينا وفلسفاتها. هذه السمات التي لحكمة الله المقدمة لحافظي الشريعة تعبر بنا من هيكل الرب في أورشليم إلى المقادس السماوية، وتحث حتى المقاومين للحق الإلهي أن يمتلئوا رجاءً، وأن يتمتَّعوا بهذه العطية سواء كانوا يونانيين أو سامريين أو غيرهم عبر العصور. يقول كل من Hayward وRogers وغيرهما من الدراسين إن الأصحاح الرابع والعشرين من السفر يبرز أن مسكن الحكمة هو أورشليم التي هي أعظم من اليونان، وجاء وصفها أسمى من الإلهة المصرية إيزيس أيضًا[32]. |
||||
21 - 12 - 2023, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 146117 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من وحي سفر ابن سيراخ لأَتمتَّع بالصداقة الإلهية فيتَّسِع قلبي لكل البشرية v إلهي، بماذا أدعوك، وأنا منطلق في هذا السفر العجيب؟ أنت هو "الصديق السماوي"، إذ بالحق أنت ملجأ نفسي، ودواء الحياة، والكنز الأبدي؟ (6: 14، 16) أنت هو "المشير الواحد" بين الألف من أتقيائك القديسين، تقودني إلى أحضانك الإلهية؟ (6: 6) أنت هو "حكمة الله"، إذ تُقِيم في نفوسنا، فتسكب فينا الحكمة والفهم والمعرفة؟ (1:1) أنت هو "الأب الكليّ الحب"، إذ حُمِلت عني الصليب، كي أَجِدَك مُرافِقًا لي في الطريق الضيق، وتُحوِّله إلى فردوسٍ عجيبٍ! (2: 3- 9) أنت هو "ابن الإنسان القدوس"، نزلت من سماواتك، كي ألتصق بك في هذا العالم، دون أن أرتعب من الالتصاق بك يا كليّ المجد! (2: 3) أنت هو أب الأيتام وقاضي الأرامل، وإله المنسيّين والمرذولين! (7: 32) أنت هو "ضابط التاريخ" حرَّكت وتُحَرِّك أُممًا إلى منتهى الدهور، كي تُقَدِّم لي ولكل الأمم بشارة إنجيلك واهب التهليل! أنت هو الكل في الكل! (1 كو 15: 28) v أخبرني، لماذا كادت أن تسود الثقافة الهيلينية العالم قبل تجسُّدك، وكادت فلسفتهم أن تُحَطِّم تقديس شعبك القديم للشريعة؟ في غيرة مُتَّقدة انطلق سيراخ يُعلِّم بأنك واهب الحكمة الحقيقية، وشريعتك هي مصدرها! عظيم هو جهاده، فقد أعلن لشعبه اليهوديّ كما للأمم أنك صديق البشرية كلها! يجد فيك اليهوديّ التحرُّر من الحرف القاتل في العبادة وفهمًا عميقًا للشريعة. ويجد فيك الأمميّ ما لم تستطع كل فلسفات العالم أن تعطيه إياه. في غيرته لم يحمل كراهية للفلسفة والعلم والفكر، بل طلب من الفلاسفة مراجعة حساباتهم، ومقارنة عقولهم المتشامخة عليك يا خالقها، بالأفكار المقدسة فيك. دعا سيراخ الجميع، اليهود والأمم، أن ينطلقوا معي في جولة للتلامس مع قدرتك أيها الخالق، ورعايتك الفائقة للمسكونة. دعاهم لإدراك عظمتك ورعايتك الفائقة حتى للحيوانات والطيور. انطلق باليهود من عبادة الحرف في ضيق أفقٍ إلى الحوار المفتوح والصداقة معك! وانطلق بالأمم كي يترقَّبوا مجيئك إلى العالم، بكونك الصديق الحقيقي، والمشير الفريد العجيب وواهب القيامة! v بالحق ألهب سيراخ قلوبنا بالحب خلال التصاقنا بك، فبقبولنا لك أيها الصديق السماوي، انفتح لنا طريق الصداقة مع بني البشر. رفعت أفكارنا في السماء، ودعوتنا للسلوك بالحكمة وروح التمييز في كل كبيرة وصغيرة. v دعوتنا أن نُكَرِّس القلب بكامله لك أيها الصديق السماويُّ. وإذ تحلّ فيه تقَّدس عواطفنا وأفكارنا وكلماتنا وسلوكنا! v أرشدتنا إلى سكناك يا أيها الصديق السماويُّ في قلوبنا، وحلولك في وسط عائلاتنا، وتقديسك لكل أعمالنا! تُحوِّل عائلاتنا إلى سماوات جديدة متهللة! دعوتنا ألا نخاف العدو كما لا نثق فيه، من هو هذا العدو، سوى المُقاوِم لك أيها الصديق السماويُّ؟ v ماذا أَرُد لك عن عطاياك المخفية عن البشر؟ سمحت بترجمة التلمود إلى اليونانية، وثار الكثير من اليهود الأتقياء على ذلك. لم يُدركِوا أنك أنت واضع الناموس ومُعلِن النبوات سمحت بذلك. فلو لم يُترجَم التلمود إلى اليونانية بأمر بطليموس، كيف كان يمكن لبولس الرسول أن يكرز بين الأمم والشعوب؟ قدَّم لهم النبوات، وما كان يمكنهم أن يقرأوها بالعبرية! منذ عشرات القرون سمحت يا إلهي بترجمة التلمود، كي أَتسلَّمه أنا في هذا القرن باللغة التي أستطيع أن أقرأها. يا لحُبّك لضعفي! |
||||
21 - 12 - 2023, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 146118 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَتمتَّع بالصداقة الإلهية فيتَّسِع قلبي لكل البشرية v إلهي، بماذا أدعوك، وأنا منطلق في هذا السفر العجيب؟ أنت هو "الصديق السماوي"، إذ بالحق أنت ملجأ نفسي، ودواء الحياة، والكنز الأبدي؟ (6: 14، 16) أنت هو "المشير الواحد" بين الألف من أتقيائك القديسين، |
||||
21 - 12 - 2023, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 146119 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تقودني إلى أحضانك الإلهية؟ (6: 6) أنت هو "حكمة الله"، إذ تُقِيم في نفوسنا، فتسكب فينا الحكمة والفهم والمعرفة؟ (1:1) |
||||
21 - 12 - 2023, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 146120 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنت هو "الأب الكليّ الحب"، إذ حُمِلت عني الصليب، كي أَجِدَك مُرافِقًا لي في الطريق الضيق، وتُحوِّله إلى فردوسٍ عجيبٍ! (2: 3- 9) |
||||