18 - 10 - 2016, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 14591 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سؤالان روحيان لماذا لم يمنع الله سقطة آدم مع أنه رآها مسبقاً؟ لو أن الله منع سقطة آدم، لكان بتدخّله هذا أبطل حرية اﻹنسان التي منحه إياها كَهِبَة.لو انتزع حرية اﻹنسان لكان سلوكه وخلاصه أيضاً إلزاميين، ولكان اﻹنسان خسر شخصيته وصار خليقة من دون إرادة. لقد فضّل الله أن يغيّر مخططه حول اﻹنسان على أن يأخذ أهمّ ما في شخصيته أي حريته. لقد أضاف الله عنصراً آخراً نافعاً للإنسان: عدالته ضد حقد الشيطان وكراهيته. لقد اعتقد الشيطان أنه بتضليله للإنسان سوف يبطِل مخطط الله ويحطّم شبه اﻹنسان به. وهكذا اعتقد أن بإمكانه أن ينتقم من الله وأن يحرم الإنسان من قيمته. لكن الله لم يمنع الشرير من تنفيذ خطته الشريرة لكي يسحقه بالكامل عندما يتّخذ الطبيعة البشرية، بتجسده المقبِل. بهذا، يستطيع الإنسان، الذي هو ضحية للخبث الشيطاني، أن يقوم “فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا” (أفسس 21:1). إذاً لو أن الله منع سقوط الإنسان لكن حرمه من مجده الذي ورثه باتحاده الأساسي مع الله نفسه، من خلال تجسده. ما كان سبب سقوط الإنسان؟ السقوط كان نتيجة عدم خبرة الإنسان المخلوق وقلة اهتمامه. هذان اﻷمران جعلاه يهمل، وعملياً يخون، اتحاده الشخصي وشركته مع الله الآب، معتقداً أن باستطاعته أن ينمو من ذاته. لهذا، يُنظَر إلى السقوط ويُسمّى على أنه انفصال وانسحاب كل من الكائنات المخلوقة، وجميعها معاً، عن علّة الخلق اﻷولى أي الله. الكون، بحسب الإعلان اﻹلهي، له علته ولم يوجد من ذاته، لكنه موجود ﻷنه يشارك في القوة والتدبير الإلهيين.وعليه، إذا انقطع المخلوق عن قوة الله التي تؤمّن تماسكه، يفسد ويموت. إن ارتداد الكائنات عن الله أدّى إلى كارثتين متساويتي القوة. الأولى هي التواقح على الخالق الضابط والارتداد عنه. الثانية هي الانفصال عن مصدر الحياة اﻷبدية، أي الله، الذي هو السبب الوحيد للوجود والتماسك. هذه الجنحة نفسها سببت النكبة في الطبيعتين البشرية والملائكية. الملائكة، بسبب غطرستهم الأنانية، تخيّلوا أنهم يستطيعون الاستقلال عن الله. لم يفقدوا أهميتهم وحسب بل حالتهم واستنارتهم، وتحوّلوا من أكثر المخلوقات جمالاً إلى أكثر الوحوش رعباً وصاروا مثيرين للرعب والإرهاب، من دون أي نية للتوبة أو العودة. حتى الإنسان الذي صار ضحية للخبث الشيطاني خسر حالة شبهه بالله ونُفي إلى هنا، إلى وادي الدموع، لكنه لم يخسر إمكانية التوبة التي تحضّه على العودة. الشيخ يوسف الفاتوبيذي |
||||
18 - 10 - 2016, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 14592 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العقائد الأرثوذكسيّة تقودنا إلى الحقّ إنّ كلّ من العقائد، والإيمان، والكنيسة، والتسليم أو التقليد، هي موضوعات لها مكانتها السامية في وجدان الأرثوذكسيّ؛ وكلّ هذه تشهد على الإيمان الواحد الّذي كانت الكنيسة تعيشه من البدء. لا بدّ من أن يكون الإيمان الّذي يوحّدنا بالربّ يسوع المسيح واحدًا، حتّى تكون الكنيسة واحدة. والإيمان يُبنى على العقائد؛ حين تتغيّر العقائد يتغيّر كلّ الإيمان. لقد حفظت الأرثوذكسيّة إيمان الكنيسة الأولى كما تسلّمته من البدء؛ لم تزد عليه حرفًا ولم تُنقص منه حرفًا. فالزيادة والحذف بما يتعلّق بمواضيع الإيمان هما صنوان. لقد فهمت الكنيسة قول كاتب سفر الرؤيا، عن الّذي يزيد أو يُنقص من هذا الكتاب، أنّه ينطبق على الّذي يزيد أو يُنقص من عقائد كلّ كتب العهد الجديد: «لأنّي أشهدُ لكلّ من يسمع أقوال نُبوّة هذا الكتاب: إن كان أحدٌ يزيد على هذا، يزيد الله عليه الضّربات المكتوبة في هذا الكتاب؛ وإن كان أحدٌ يحذف من أقوال كتاب هذه النّبوّة، يَحذفُ الله نصيبه من سفرِ الحياة» (رؤ18:22-19). ولكي لا يزيد أو يُنقص، يُجاهد كلّ أرثوذكسيّ حقيقي، بمقدار ما هو ممكن، للدخول عميقًا في معرفة الإيمان الأرثوذكسيّ. ليس الإيمان بيسوع المسيح أمرًا مجرّدًا أو عقليًّا، إنّما سعي لا ينتهي للدخول في سرّ يسوع المسيح. لا نستطيع أن نخلص من دون الحقيقة. هذه الحقيقة التي اؤتمن عليها كلّ أرثوذكسيّ، خاصّة الأساقفة والكهنة، كـ «وكلاء أسرار الله» (1كور1:4)، تُلزمهم بالمحافظة الدقيقة على سرّ الإيمان الأرثوذكسيّ، لكي يكونوا جزءًا لا يتجزّأ من جسد المسيح الحيّ، من كنيسته. الأسقف يصير هو «الكنيسة» حين يُخضع فكره وإرادته لإيمان الكنيسة ويُجاهد حتّى الدمّ في حفظ عقائدها. حينها فقط يمكن أن تشتعل في داخله محبّة يسوع المسيح الصافية، التي تحرّكها نعمة الروح القدس. المحبّة الحقيقيّة تأتي من الإيمان القويم، وإلاّ أصبحت محبّة بشريّة فاسدة تحرّكها أهواء محبّة الذات والمجد الباطل. |
||||
18 - 10 - 2016, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 14593 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأرثوذكسيّ يُبغض الإثم بمقدار ما يحبّ الأرثوذكسيّ الحقّ بهذا المقدار يُبغض الإثم. قد أمسينا في زمن شرّير تنبّأ عنه الكتاب المقدّس، تسود فيه روح المسيح الدجّال. وهذه هي الهرطقة الكبرى في عصرنا الحاضر، روح العالم، أو العولمة الشريرة، التي تنشر روح الميوعة تجاه الإيمان والعقائد الأرثوذكسيّة. إنّ روح الميوعة تجاه العقيدة والإيمان هي العلامات التي ستسبق مجيء المسيح الدجّال. لعلّها الأيام الأخيرة التي تنبّأ عنها الكتاب أنّها ستكون زمن الارتداد عن الإيمان الحقّ والعقائد الحقّة. وهي بحسب الكتاب المقدّس، تستلهم تعاليمها وطرقها من الشياطين: «ولكنّ الرّوح يقول صريحًا، إنّه في الأزمنة الأخيرة يَرتدّ قومٌ عن الإيمان، تابعين أرواحًا مُضِلَّة وتعاليم شياطين» (1تيم1:4). نقرأ في سيرة القديّس باخوميوس، أنّه فيما كان يتحادث مع بعض المتوحّدين انتبه إلى رائحة كريهة جدًّا انبعثت من المكان؛ بعد مغادرتهم طلب من الله أن يعلمه عن سبب هذه الرائحة. فأعلم الله القديّس باخوميوس، بواسطة ملاك، أن “عقائد كفر كانت تفوح من نفوسهم”. |
||||
18 - 10 - 2016, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 14594 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأرثوذكسيّ يعيش بالروح والحقّ معرفة الحقيقة الأرثوذكسيّة ليست نظريّة إنّما طريقة حياة نعيشها في حياة الكنيسة الليتورجيّة. لهذا، حياة التقوى الكنسيّة مرتبطة بالعقيدة. إذا كانت عقائدنا مستقيمة فإيماننا كلّه يكون مستقيمًا، والإيمان المستقيم يحفظ حياة التقوى من الانحراف والتغيير. بتواضع نؤمن، أنّ الجهاد الروحيّ والحياة الروحيّة، هما خاصيّة الأرثوذكسيّة التي حفظتهما من أي انحراف أو تغيير. إنّ التقليد الأرثوذكسيّ هو تقليد تطهير القلب، عبر جهاد قاس ضد الأهواء التي تقف حاجزًا بيننا وبين معرفة الله الحيّ. إنّه تقليد الحياة النسكيّة التي تُميت الخطيئة في القلب وتجعل الإنسان قادرًا على حمل نير المسيح ومعاينة مجده. النسك، من صوم وصلاة وأسهار وتطبيق وصايا المسيح، هم في النهاية الوسيلة الوحيدة لبلوغ معرفة يقينيّة للإله الحيّ بمشاركة فعليّة للنفس والجسد. يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس: «إنّ قول شيء عن الله لا يُعادل لقاء مع الله» (الثلاثيّة الأولى، 3، 42). بمقدار ما نتنقّى من نزعاتنا الفاسدة بهذا المقدار ندخل بعمق أكثر في سرّ الأرثوذكسيّة التي حفظت لنا إلهنا حيًّا. فالهراطقة قتلوا هذا الإله الحيّ وحوّلوه إلى صنم. التكبّر الّذي كان علّة سقوط الإنسان الأول، يبقى إلى الأبد علّة السقوط المستديمة. وكلّ هرطقة علّتها المخفيّة هي أولاً التكبر. أمّا الأرثوذكسيّة فهي كمسيحها، لا يمكن لأحد أن يقبلها إلا بالتواضع. المتواضع يقبل الحقيقة دون أن يثور عليها لأنّها تُخالِفُ آراءَه ومعتقداتِه. المتواضع الحقيقيّ يبحث عن الحقّ فيجده لأنّ الربّ لا يدعه يضلّ ويخسر خلاصه. |
||||
18 - 10 - 2016, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 14595 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأرثوذكسيّة هي مدينتنا الباقية الأرثوذكسيّة هي الكنيسة الحقّ للمسيح الحقّ، ليست كنيسة قوميّات فاسدة. نحن أرثوذكسيّون قبل أن نكون إنطاكيّون أو يونانيّون أو روس أو رومانيّون… إنّ ما يجمعنا ليس قوميّة جغرافيّة بل الحقيقة الأرثوذكسيّة، هي التي تجعلنا واحدًا، متّحدين برباط الإيمان الواحد مع كلّ أرثوذكسيّ في هذا العالم الحاضر؛ وهي الرباط الأبديّ الّذي يجمعنا بعد الموت مع بعضنا البعض ومع المسيح في العالم الآتي. كثيرون يريدون وحدة إنطاكية، لكن يسعون لجمع إنطاكية في إثمها لا في توبتها. وهم بهذا يُحاربون الأرثوذكسيّة لأنّهم يمزجون الحقّ مع الضلال. إنطاكيّة مزّقتها الهرطقات والبدع المتعدّدة، أمّا الأرثوذكسيّة فهي الكنيسة الواحدة التي لا تنقسم ولا تتجزّأ. إنّ ثبات الأرثوذكسيّة في مؤمنيها وحده يحفظ إنطاكية من أن تتحوّل إلى بابل جديدة. ******* إنّ العالم يحتاج إلى الأرثوذكسيّة احتياجه إلى الماء والهواء. إنّها الطريق المستقيم والمباشر إلى المسيح الحقيقيّ، لأنّ عقائد إيمانها لم تَصغها جامعات هذا العالم ولا علوم هذا الدهر، إنّما قوّة الروح القدس. آباء قدّيسون، امتلأوا من نعمة الروح القدس فتقدّسوا وحدّدوا العقائد وكلّ حياة الكنيسة الليتورجيّة. كلّ ما في الأرثوذكسيّة أتى من حركة النعمة الإلهيّة المباشرة في الكنيسة، كلّ شيء فيها أتى من جهاد آبائها في حفظ الإيمان بالمسيح الحقيقيّ، من دموع توبتهم وأسهارهم في الصلوات الطويلة والأصوام والسجدات الكثيرة. هذه العقيدة المستقيمة، هذا الإيمان الأرثوذكسيّ، هو الّذي يحفظ النعمة الإلهيّة في هذا العالم البائس، لئلاّ يموت هذا العالم في خطيئته ويفنى بإثمه. نحن لسنا شيئاً آخرَ سوى أرثوذكسيّون. |
||||
18 - 10 - 2016, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 14596 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا نحن أرثوذكسيّون؟ نحن لسنا شيئاً آخرَ سوى أرثوذكسيّون تَميَّز الأرثوذكسيّ على مرّ التاريخ بمحبّته لإيمانه الحقّ، مؤمنًا أنّ الله نبلغ إليه في الحقّ. ليس عيد الأرثوذكسيّ الحقّ التغنّي بمآثرَ ماضية، إنّما بالتوبة عمّا لم يستطع عيشه من حقائقِ الإيمان. هذا هو عيد الأرثوذكسيّ، أن يحيا بالخبرة عقائد الإيمان بيسوع المسيح. في الأحد الأوّل من الصوم الكبير، يحتفل الأرثوذكسيّون في كلّ مكان بأحد الأرثوذكسيّة. ماذا يعني هذا العيد؟ يعني انتصار الكنيسة على كلّ الهرطقات التي مرّت في تاريخها وحاربتها مباشرة. فالحقّ الّذي يتمسّك به الأرثوذكسيّ، لم يتسلّمه بسهولة، إنّما أتى نتيجة جهاد آبائها ومعترفيها وشهدائها. وكان هؤلاء قوّة الكنيسة الساهرة دومًا على إيمانها وعقائدها المقدّسة ضدّ كلّ تعليم غريب يشوّه مقدّساتها. وهذا الإيمان هو وديعة يتسلّمها الأرثوذكسيّ وسيُطلب منه أن يسلّمَها كما تسلّمها (1كور23:11). هكذا عبّر بولس الرسول حين قال: “قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السّعي، حفظتُ الإيمان، وأخيرًا قد وضع لي إكليل البرّ” (2تيم7:4-8). وفي كلّ مرّة تنتصر فيه الكنيسة على هرطقة ما، يُعتبر عيدًا للأرثوذكسيّة. وكانت الكنيسة تُضيف انتصارها هذا إلى انتصارات هذا الأحد، أحد الأرثوذكسيّة، وتُلقي الحرومات على أولئك الّذين خالفوا وشوّهوا تعاليمها. وهكذا، أحد الأرثوذكسيّة لم يعد محصورًا في زمن ما، وإن كنّا نحتفل به في وقت معيّن من كلّ سنة، إلاّ أنّه أصبح رمزًا ثابتًا لجهاد الكنيسة وانتصارها على الهرطقات والتعاليم الغريبة التي لم تتوقّف من البدء. إنّ تمييز إيمان الكنيسة الرسوليّة، التي أعطيت للعالم في العنصرة، عن إيمان الهراطقة المنحرف والمشوّه لتعليم الرسل عُبّر عنه بكلمة “أرثوذكسيّة”، وهي تعني التمجيد المستقيم أو الإيمان المستقيم. العقائد الأرثوذكسيّة تقودنا إلى الحقّ إنّ كلّ من العقائد، والإيمان، والكنيسة، والتسليم أو التقليد، هي موضوعات لها مكانتها السامية في وجدان الأرثوذكسيّ؛ وكلّ هذه تشهد على الإيمان الواحد الّذي كانت الكنيسة تعيشه من البدء. لا بدّ من أن يكون الإيمان الّذي يوحّدنا بالربّ يسوع المسيح واحدًا، حتّى تكون الكنيسة واحدة. والإيمان يُبنى على العقائد؛ حين تتغيّر العقائد يتغيّر كلّ الإيمان. لقد حفظت الأرثوذكسيّة إيمان الكنيسة الأولى كما تسلّمته من البدء؛ لم تزد عليه حرفًا ولم تُنقص منه حرفًا. فالزيادة والحذف بما يتعلّق بمواضيع الإيمان هما صنوان. لقد فهمت الكنيسة قول كاتب سفر الرؤيا، عن الّذي يزيد أو يُنقص من هذا الكتاب، أنّه ينطبق على الّذي يزيد أو يُنقص من عقائد كلّ كتب العهد الجديد: «لأنّي أشهدُ لكلّ من يسمع أقوال نُبوّة هذا الكتاب: إن كان أحدٌ يزيد على هذا، يزيد الله عليه الضّربات المكتوبة في هذا الكتاب؛ وإن كان أحدٌ يحذف من أقوال كتاب هذه النّبوّة، يَحذفُ الله نصيبه من سفرِ الحياة» (رؤ18:22-19). ولكي لا يزيد أو يُنقص، يُجاهد كلّ أرثوذكسيّ حقيقي، بمقدار ما هو ممكن، للدخول عميقًا في معرفة الإيمان الأرثوذكسيّ. ليس الإيمان بيسوع المسيح أمرًا مجرّدًا أو عقليًّا، إنّما سعي لا ينتهي للدخول في سرّ يسوع المسيح. لا نستطيع أن نخلص من دون الحقيقة. هذه الحقيقة التي اؤتمن عليها كلّ أرثوذكسيّ، خاصّة الأساقفة والكهنة، كـ «وكلاء أسرار الله» (1كور1:4)، تُلزمهم بالمحافظة الدقيقة على سرّ الإيمان الأرثوذكسيّ، لكي يكونوا جزءًا لا يتجزّأ من جسد المسيح الحيّ، من كنيسته. الأسقف يصير هو «الكنيسة» حين يُخضع فكره وإرادته لإيمان الكنيسة ويُجاهد حتّى الدمّ في حفظ عقائدها. حينها فقط يمكن أن تشتعل في داخله محبّة يسوع المسيح الصافية، التي تحرّكها نعمة الروح القدس. المحبّة الحقيقيّة تأتي من الإيمان القويم، وإلاّ أصبحت محبّة بشريّة فاسدة تحرّكها أهواء محبّة الذات والمجد الباطل. الأرثوذكسيّ يُبغض الإثم بمقدار ما يحبّ الأرثوذكسيّ الحقّ بهذا المقدار يُبغض الإثم. قد أمسينا في زمن شرّير تنبّأ عنه الكتاب المقدّس، تسود فيه روح المسيح الدجّال. وهذه هي الهرطقة الكبرى في عصرنا الحاضر، روح العالم، أو العولمة الشريرة، التي تنشر روح الميوعة تجاه الإيمان والعقائد الأرثوذكسيّة. إنّ روح الميوعة تجاه العقيدة والإيمان هي العلامات التي ستسبق مجيء المسيح الدجّال. لعلّها الأيام الأخيرة التي تنبّأ عنها الكتاب أنّها ستكون زمن الارتداد عن الإيمان الحقّ والعقائد الحقّة. وهي بحسب الكتاب المقدّس، تستلهم تعاليمها وطرقها من الشياطين: «ولكنّ الرّوح يقول صريحًا، إنّه في الأزمنة الأخيرة يَرتدّ قومٌ عن الإيمان، تابعين أرواحًا مُضِلَّة وتعاليم شياطين» (1تيم1:4). نقرأ في سيرة القديّس باخوميوس، أنّه فيما كان يتحادث مع بعض المتوحّدين انتبه إلى رائحة كريهة جدًّا انبعثت من المكان؛ بعد مغادرتهم طلب من الله أن يعلمه عن سبب هذه الرائحة. فأعلم الله القديّس باخوميوس، بواسطة ملاك، أن “عقائد كفر كانت تفوح من نفوسهم”. الأرثوذكسيّ يعيش بالروح والحقّ معرفة الحقيقة الأرثوذكسيّة ليست نظريّة إنّما طريقة حياة نعيشها في حياة الكنيسة الليتورجيّة. لهذا، حياة التقوى الكنسيّة مرتبطة بالعقيدة. إذا كانت عقائدنا مستقيمة فإيماننا كلّه يكون مستقيمًا، والإيمان المستقيم يحفظ حياة التقوى من الانحراف والتغيير. بتواضع نؤمن، أنّ الجهاد الروحيّ والحياة الروحيّة، هما خاصيّة الأرثوذكسيّة التي حفظتهما من أي انحراف أو تغيير. إنّ التقليد الأرثوذكسيّ هو تقليد تطهير القلب، عبر جهاد قاس ضد الأهواء التي تقف حاجزًا بيننا وبين معرفة الله الحيّ. إنّه تقليد الحياة النسكيّة التي تُميت الخطيئة في القلب وتجعل الإنسان قادرًا على حمل نير المسيح ومعاينة مجده. النسك، من صوم وصلاة وأسهار وتطبيق وصايا المسيح، هم في النهاية الوسيلة الوحيدة لبلوغ معرفة يقينيّة للإله الحيّ بمشاركة فعليّة للنفس والجسد. يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس: «إنّ قول شيء عن الله لا يُعادل لقاء مع الله» (الثلاثيّة الأولى، 3، 42). بمقدار ما نتنقّى من نزعاتنا الفاسدة بهذا المقدار ندخل بعمق أكثر في سرّ الأرثوذكسيّة التي حفظت لنا إلهنا حيًّا. فالهراطقة قتلوا هذا الإله الحيّ وحوّلوه إلى صنم. التكبّر الّذي كان علّة سقوط الإنسان الأول، يبقى إلى الأبد علّة السقوط المستديمة. وكلّ هرطقة علّتها المخفيّة هي أولاً التكبر. أمّا الأرثوذكسيّة فهي كمسيحها، لا يمكن لأحد أن يقبلها إلا بالتواضع. المتواضع يقبل الحقيقة دون أن يثور عليها لأنّها تُخالِفُ آراءَه ومعتقداتِه. المتواضع الحقيقيّ يبحث عن الحقّ فيجده لأنّ الربّ لا يدعه يضلّ ويخسر خلاصه. الأرثوذكسيّة هي مدينتنا الباقية الأرثوذكسيّة هي الكنيسة الحقّ للمسيح الحقّ، ليست كنيسة قوميّات فاسدة. نحن أرثوذكسيّون قبل أن نكون إنطاكيّون أو يونانيّون أو روس أو رومانيّون… إنّ ما يجمعنا ليس قوميّة جغرافيّة بل الحقيقة الأرثوذكسيّة، هي التي تجعلنا واحدًا، متّحدين برباط الإيمان الواحد مع كلّ أرثوذكسيّ في هذا العالم الحاضر؛ وهي الرباط الأبديّ الّذي يجمعنا بعد الموت مع بعضنا البعض ومع المسيح في العالم الآتي. كثيرون يريدون وحدة إنطاكية، لكن يسعون لجمع إنطاكية في إثمها لا في توبتها. وهم بهذا يُحاربون الأرثوذكسيّة لأنّهم يمزجون الحقّ مع الضلال. إنطاكيّة مزّقتها الهرطقات والبدع المتعدّدة، أمّا الأرثوذكسيّة فهي الكنيسة الواحدة التي لا تنقسم ولا تتجزّأ. إنّ ثبات الأرثوذكسيّة في مؤمنيها وحده يحفظ إنطاكية من أن تتحوّل إلى بابل جديدة. خاتمة إنّ العالم يحتاج إلى الأرثوذكسيّة احتياجه إلى الماء والهواء. إنّها الطريق المستقيم والمباشر إلى المسيح الحقيقيّ، لأنّ عقائد إيمانها لم تَصغها جامعات هذا العالم ولا علوم هذا الدهر، إنّما قوّة الروح القدس. آباء قدّيسون، امتلأوا من نعمة الروح القدس فتقدّسوا وحدّدوا العقائد وكلّ حياة الكنيسة الليتورجيّة. كلّ ما في الأرثوذكسيّة أتى من حركة النعمة الإلهيّة المباشرة في الكنيسة، كلّ شيء فيها أتى من جهاد آبائها في حفظ الإيمان بالمسيح الحقيقيّ، من دموع توبتهم وأسهارهم في الصلوات الطويلة والأصوام والسجدات الكثيرة. هذه العقيدة المستقيمة، هذا الإيمان الأرثوذكسيّ، هو الّذي يحفظ النعمة الإلهيّة في هذا العالم البائس، لئلاّ يموت هذا العالم في خطيئته ويفنى بإثمه. نحن لسنا شيئاً آخرَ سوى أرثوذكسيّون. كلمة الارشمندريت غريغوريوس اسطفان رئيس دير سيدة بكفتين |
||||
18 - 10 - 2016, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 14597 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Holy sayings
To be crushed God allows a prideful person who thinks that his power is secured forever, to be crushed and humbled. St. Nikolai (Velimirovich) of Ochrid and Zicha The greatest enemy The greatest enemy of love is to be judgmental. As soon as you get a thought of being judgmental over someone, turn immediately to God and say with great sincerity: “Lord Jesus Christ, Son of God, help me to see my own transgressions and not be judgmental over my brother”. Saint Nektary of Optina The Teacher The Eldress Ammas said that the teacher has to be one who is not font of rule and power and he is without pride and vanity. From Gerontikon |
||||
18 - 10 - 2016, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 14598 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رفع الصليب الكريم المحيي خبره: يرتبط بهذا العيد عدد من الأحداث التاريخية المتباعدة. أول هذه الأحداث أن قسطنطين الملك، كان يستعد لمواجهة خصمه مكسنتيوس ودخول روما, أبصر, في السماء، ذات ليلة علامة الصليب المحيي في هيئة نورانية وهذه الكتابة من حولها: (بهذه العلامة تغلب). فاتخذها شعاراً رفعه على بيارق جيشه وانتصر. ثم انه في السنة العشرين من حكمه أوفد بعثة برئاسة والدته إلى الأرض المقدسة ملتمسا عود الصليب ذاته. وبعدما أجرت البعثة استطلاعاً أولياً، تبين لها أن القول الشائع بين العامة والمتناقل, أباً عن جد، يفيد أن الصليب مدفون تحت هيكل فينوس الذي كان قد بناه الإمبراطور إدريانوس في النصف الأول من القرن الثاني للميلاد. وباشرت البعثة بالحفر واستمرت فيه إلى أن وقعت على ثلاثة صلبان, لا واحد. فحارت هيلانة، والدة قسطنطين, في أمرها, أياً من الثلاثة يكون صليب الرب يسوع. في تلك الأثناء كانت جنازة مارة في الجوار, فقام مكاريوس, أسقف المدينة (+ 331 )، إلى الجنازة فوقف المشيعون. ثم جيء بأعواد الصليب، الواحد تلو الآخر, فمس القديس مكاريوس بها الجثة. وما أن وقع على الميت أحد هذه الصلبان حتى ارتعش وعادت روحه إليه. فأيقن الجميع في ذهول أن هذا هو صليب الرب يسوع حقاً. ويقال أيضاً أن امرأة كانت في حال النزع الأخير وضع الصليب عليها فشفيت لتوها. فقام الأسقف مكاريوس ورفع الصليب عالياً بكلتا يديه وبارك به الشعب, فخرج من الشعب صوت واحد هاتفا: (يا رب ارحم )! ومنذ ذلك الحين رسم الآباء القديسون. أن يحتفل برفع الصليب الكريم في كل الكنائس, كل عام, في مثل هذا اليوم. ثم إن الملك خسرو الفارسي غزا أورشليم في العام 614 فأخذ عبيداً كثيرين, كما استولى على عود الصليب وعاد به إلى عاصمته المدائن حيث بقي أربعة عشر عاماً إلى أن تمكن الإمبراطور البيزنطي هرقل من دحر خسرو واسترداده. على أن العيد ليس احتفالاً باكتشاف عود الصليب ورفعه أو استرداده وحسب، بل بما تحقق به. فبالصليب (أتى الفرح إلى كل العالم), وبالصليب رفع اليد (كل طبيعة ادم الساقطة) (مسترداً جميع البشر). بالعود, تم تدبير الله الرهيب من أجلنا. بهذا المعنى تقول أنشودة نرتلها في صلاة المساء الكبرى، عشية العيد, ما يلي: هلمُّوا يا جميع الشعوب نسجد للعود المبارك الذي به تم العدل السرمدي. لأن الذي خدع آدم, الجد الأول, بالعود, خدع بالصليب, والذي تمرد فاستعبد الجبلة الملكية سقط مصروعاً سقطة مريعة, وبدم الله غسل سم الحية، وبالقضاء على الصديق ظلماً اضمحلت اللعنة المقض بها عن عدل، لأن العود وجب أن يشفى بالعود، وآلام المحكوم عليه بالعود وجب أن تضمحل بآلام المنزه عن الآلام. فالمجد لتدبيرك الرهيب من أجلنا أيها المسيح الإله الذي به خلصت الجميع...). |
||||
18 - 10 - 2016, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 14599 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس كورنيليوس الشهيد قائد المئة كورنيليوس هو أوّل وثني انضم الى كنيسة المسيح. كان قائد مئة في الكتيبة المسمّاة "الايطاليّة" في قيصرية فلسطين وكان ورعًا، تقيًا، كثير الحسنات، مشهودًا له من أمّة اليهود. هذا أرسل اليه الرّب الاله بطرس مبشّرَا فآمن كورنيليوس وأهل بيته بالمسيح وحلّ عليهم الروح القدس، وقام بطرس بتعميدهم للحال(الاصحاح العاشر من سفر أعمال الرسل). ورد في التراث، أنّه عبر بفينيقيا وعرج على قبرص، ومرّ بانطاكية، وتبع الرسل الى أفسس، حيث جُعل اسقفًا على بلدة وثنيّة صعبة المراس اسمها سكبسيس، فعانى الكثير لأجل اسم الرّب يسوع، كنّه تمكّن، بنعمة الله، من هداية مقدّم البلدة ومئتين وسبعين وثنًّيا. وأن مقدّم البلدة، المدعو ديمتريس، وقد كان فيلسوفًا، وزوجته افانثيا وولدهما متريان قد أحصتهم الكنيسة قدّيسين لأنّهم كانوا أوّل المؤمنين المعتمدين في البلدة. أمّا كورنيليوس فيقال أن الله أنبأه بساعة موته قبل حين وأنّه رقد بسلام. وبمرور الزمن، نسي العباد قبره وأهملوه، فظهر لأسقف ترواس، شمالي غربي تركيا الحالية، واسمه سلوانس، ودلّه على القبر، وطلب منه أن يبني له كنيسة فوقه، وهكذا كان. |
||||
18 - 10 - 2016, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 14600 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس الشهيد في الكهنة أفتونومس كان أفتونومس أسقفًا على إحدى الأبرشيات الايطاليّة عندما اندلعت موجة العنف والاضطهاد على المسيحيّين في أيام الإمبراطور ذيوكليسيانوس (حوالي العام 298). ولكيّ يتفادى الوقوع في أيدي الجنود الذين شرعوا في البحث عنه، قام وفر إلى قرية اسمها سوريس في بيثينيا، إلى الجهة الشرقية من خليج نيقوميذية. هناك استضافه أحد المؤمنين المدعو كورنيليوس. في سوريس. قام أفتونوموس ببناء كنيسة صغيرة على اسم رئيس الملائكة ميخائيل. كما قام بسيامة كورنيليوس شمّاسًا عليها. ومن سوريسانتقل إلى ليكاؤنيا وايسافريا مبشراً بكلمة الله، ثم عاد إلى بيثينيا من جديد فسام كورنيليوس كاهنًا. في ذلك الوقت، وصل خبر أفتونوموس إلى ذيوكليسيانوس الإمبراطور الذي كان في نيقوميذية المجاورة، فاغتاظ لعمل المسيحيّين المتنامي رغم كلّ التدابير التي اتخذها، فأرسل جنوده لإلقاء القبض على أفتونوموس. ومن جديد، فر أفتونوموس إلى جهة البحر الأسود حيث أخذ يبشّر بالمسيح، هناك أيضًا. وما إن كف الجند عن البحث عنه حتّى عاد إلى سوريس وسام كورنيليوس أسقفًا، ثم انتقل، بلا كلل إلى غربي آسيا الصغرى عازمًا على اقتلاع الوثنية من جذورها وزرع الإيمان بالمسيح. بعد ذلك، عاد مجددًا إلى سوريس، فإلى قرية مجاورة حيث هدى وعمَّد، في وقت قصير، قسمًا كبيرًا من السكّان. وإذ كان المهتدون الجدد شديدي الحماس لاسم الرّب يسوع، قاموا بتحطيم الأصنام في أحد هياكل الأوثان. فأثار ذلك حفيظة الوثنية وقرَّروا الانتقام. في أحد الأيام، فيما كان المسيحيّون مجتمعين في كنيسة سوريس يقيمون القدّاس الإلهيّ، هجم الوثنيون بنفس واحدة وقتلوا معظم من كانوا فيها، كما قتلوا أفتونوموس الأسقف نفسه. وهكذا قضى هذا المبشّر النشط شهيدًا بعدما أقلق السلطات الرسمية ونشر الإيمان القويم في أمكنة كثيرة، شاهدًا عل عمل الروح القدّوس أنّه وان فر من الاضطهاد مرّة واثنتين، فبتدبير من الله ليكون لآخرين نصيب في كلمة الحياة. هذا وأن واحدًا من النبلاء، في أيام قسطنطين الملك، قام بإشادة كنيسة فوق ضريح أفتونوموس. كما أنه ظهر، بعد مئتي سنة من رقاده، لجندي اسمه يوحنّا، ودلّه عل مكان رفاته. فلما كشف الجنديّ التراب، تبيّن أن جثمانه كان على حاله، وهو ما يزال كذلك إلى يومنا هذا. |
||||