10 - 10 - 2016, 04:09 PM | رقم المشاركة : ( 14521 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دميانة معجزة بلقاس القليوبية القوة ليجتذب أكبر عدد من زوار المعمورة ليحتفلوا بعيدها.. الدير يحظى بتقدير من المسلمين والأقباط على حد سواء بقرية دميانة في مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، حيث كانت القديسة دميانة ابنة الحاكم مرقس لمنطقة البرلس في القرن الأول وقد استشهدت مع 40 عذراء في قصرهن اللاتى كن يتعبدن فيه بقطع رءوسوهن، وذلك في منطقة البرارى.. وفي ذلك العهد بنيت الإمبراطورة "هيلانة" مقبرة وكنيسة لها في القرن الرابع. واشتهرت القديسة دميانة والتي اكتسبت شهرة وحبًا بين الأقباط والمسلمين بالعديد من المعجزات التي يرويها زوارها تتنوع من إنجاب بين الزوجين وعلاج للأمراض وسداد لديون وكشف الحرامية ومساعدة الطلبة في الامتحان وإظهار الأشياء المخفية وحماية العاملين في ديرها ومن يحبونها وكتب لها أجزاء منشورة في الدار عن معجزاتها منها اختفاء فص زمرد من إحدى السيدات التي تعرف عليها زوجها في دار القديسة وجاءتها القديسة وعرفتها مكان الفص، والكثير والكثير عن معجزاتها ومن المعجزات كما يرويها أصحابها. كما نقل موقع فيتو احدى اشهر المواقع الاخبارية فى مصر تروى شيرى عدلى إبراهيم: "منذ كنت طالبة في الإعدادية أترك دائمًا مادة الرياضة على القديسة دميانة في وقت الامتحان، حيث طلبت معونتها في مادة الجبر ولقد أخطأت في امتحان الجبر في هذه السنة في إحدى المسائل، مما تسبب في إضاعة المسألة بالكامل. وكان تاريخ هذا اليوم هو 12 يناير وفوجئت عند وقت ظهور النتيجة، إنى أخذت الدرجة النهائية والأولى على المحافظة كلها ومن وقتها وأنا أطلب معونتها وأسلِّم لها مادة الرياضة وأجد الرب يتمجد بطلباتها وصلواتها عنا، وأيضًا عندما كنت بالصف الأول الثانوى في مادة الهندسة في منهج المتفوقين في وقت الامتحان جاوبت على جزء من مسألة ولم أكمل الإجابة على باقى المسألة، ولكن فوجئت أيضًا بأنى حصلت على الدرجة النهائية". وأضافت: "حدث أمر عجيب في امتحان مادة الرياضة وأنا بالصف الثانى الثانوى في مادة الجبر، وقفت أمامى كل المسائل وكان المتبقى من الوقت على مدة انتهاء الامتحان نصف ساعة، فرشمت الورقة بحنوط القديسة دميانة الذي كان معى وقتها، فوجدت كل المسائل سهلة وجاوبتها كلها وحصلت أيضًا على الدرجة النهائية". واستطرد أوزوريس يوسف راغب جواهرجى: "إنه في يوم 20 122000 حدث لى معجزة كنت طالب شفاعة القديسة دميانة كنت أحد الموظفين بمحل ذهب في دكرنس يمتلكه رمسيس سامر في ذلك اليوم بعد أن أغلقنا المحل ليلًا كالمعتاد بعد أن قمنا بالاطمئنان على محتوياته أنا مينا وملاك العاملان معى بالمحل، سلمنا المفاتيح لصاحب المحل، فوجئت في اليوم التالى بمجيء ملاك إلى منزلى ليخبرنى بأن محل الذهب قد سُرق عن طريق حائط قد نُقب من الخلف بفتحة مربعة طول ضلعها 70 سم تقريبًا تم القبض على كل العاملين بالمحل وبدءوا معنا مراحل التعذيب ومكثنا محتجزين ثلاثة بل ظل ملاك ومينا لأكثر من 10 أيام، هذا غير عذاب نظرة الناس لنا وتحطمت نفسيتنا جدًا". وقال: "ذهبنا إلى الدير عشية يوم ميلاد القديسة، حيث تجمهر الناس وعلت أصواتهم فرحين بنزول سيدنا الأنبا بيشوى لهم، تجمهر الناس من حوله بمجرد نزوله ولكنى التزمت بوقوفى بعيدًا، وفوجئت بأن الأنبا بيشوى يمد يده لى وهو على بُعد نحو 3 أمتار، وعند دخولنا القبر ظللت واقفًا ماسكًا بيدى القبر وتسيل دموعى دون توقف، وأخذنا من بركة الحنوط وسمعنا عظة نيافة الأنبا بيشوى في عشية العيد التي قرأ لنا فيها بعض معجزات من كتاب معجزات القديسة وكانت المفاجأة في اليوم التالى لذهابنا للدير هى القبض على السارق وضبط كل الذهب المسروق وهو نحو 4كجم دون أن يُفقد منه شىء". أما دميانة نجاشى فتقول: "لقد انزلقت قدما ابن أختى أبانوب مجدى السواح وهو في سن الثالثة من عمره في الحمام ووقعت رأسه في حلة ماء ساخن جدًا لدرجة الغليان مما تسبب بسلخ فروة رأسه، وكانت الرأس قد وصلت للدم من شدة الحريق، وبعد أسبوع من هذا الحادث كانت احتفالات القديسة دميانة قد بدأت.. فأحضره والده للقديسة دميانة ليتبارك منها، وبالفعل بعد رجوعه من دير القديسة دميانه، بدأ شعره ينبّت دون أن يكمل باقى العلاج ورجعت الرأس لطبيعتها". كما سجل جميل حلمى ميخائيل في الدار عام 2001: "كنت أعالج من كسل الكبِد وقد أتيت للقديسة دميانة وكان الكبد كسلان 70% وأُعالج من دوالى مرىء وطحال متضخم وقلت للست دميانة لى سنتين وأنا تعبان وإنتِ تعملى معجزات مع كل العالم وعندما رجعت من الرحلة فوجئت بحدوث قىء دموى شديد مرتين.. فذهبت للدكتورسعد بريك فطلب منى كى دوالى المرىء بالمنظار وبالفعل عملت ما طلبه، لكن استمر القىء أيضًا، فذهبت للمستشفى الميرى بدمنهور الجامعى فقال الأطباء هذا الرجل عنده نزيف وسيموت ولا يحتمل العملية (عملية استئصال الطحال) ولا يحتمل التخدير لأنه نزف كثيرًا". واستطرد: "عند تشاور الأطباء معًا بخارج الحجرة في أمرى، وجدت العذراء تقول لى 3 مرات لا تخف، والست دميانة جالسة عند رجلى وحولها العذارى الأربعين وعملن لى عملية استئصال الطحال وربط دوالى المرىء وذهبن؛ ثم دخل الأطباء بعد ذلك وقد وجدوا أن كل شىء انتهى وقرروا أن ما حدث هو معجزة مكثت فترة في المستشفى لمتاب |
||||
10 - 10 - 2016, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 14522 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار سرجيوس الذي من رادونيج القديس البار سرجيوس الذي من رادونيج، الصانع العجائب والمحامي عن روسيا (1314 -1392) 25 أيلول شرقي ( 8 تشرين الأول غربي) هو أحب القديسين إلى قلب الشعب الروسي بلا منازع. وقد كتب سيرته أحد تلاميذه، ابيفانيوس، الذي أكرمته الكنيسة الروسية، فيما بعد، قديساً. نشأته: ولد القديس سرجيوس في ولاية روستوف التي تشكل، حالياً، جزءاً من مقاطعة ايفانوفو، على بعد حوالي مئتي ميل، شمالي شرقي موسكو. وهو الصبي الثاني لكريللس ومريم اللذين أنجبا ثلاثة ذكور، وكانا بارين، سالكين في مخافة الله. ويبدو أن العائلة عاشت في بحبوحة، ردحاً من الزمان، إلى أن اضطرتها ظروف محلية إلى التخلي عن ملكيتها ومغادرة روستوف إلى قرية رادونيج التي دعي سرجيوس باسمها، وهي على بعد تسعة أميال من دير الثالوث القدوس الذي أسسه، والقائم حالياً في زاكورسك، في مقاطعة موسكو. اسم سرجيوس في المعمودية كان برثولماوس. وقد اتخذ اسم سرجيوس يوم اقتبل الإسكيم الرهباني في عيد القديسين سرجيوس وباخوس، الموافق السابع من شهر تشرين الأول، وهو في الثالثة والعشرين من العمر. كان روح الرب على سرجيوس، وهو بعد في الرحم. مذ ذاك أبدى علائم على كونه إناء مختاراً للثالوث القدوس. يحكى، في هذا السياق، أن أمه حضرت يوماً من أيام الآحاد، خدمة القداس الإلهي، وفي أثنائها خرجت من أحشائها أصوات غريبة وكأنها هتاف، مرة عندما كان الكاهن يقرأ الإنجيل، وأخرى قبل الشاروبيكون، وثالثة عندما هتف الكاهن: "لنصغ! القدسات للقديسين". وقد أثرت حوادث كهذه ونبوءات نطق بها بعض الأتقياء بشأنه في موقف والديه منه فاعتبرا نفسيهما مؤتمنين على إناء مختار لله، وصارت أمه تلحظ نفسها بدقة، لجهة السيرة والأصوام، حتى لا يتلوث الجنين في أحشائها بخطيئة ترتكبها أو تقصير في محبة الله يبدر عنها. ومن الدلائل الأخرى على عناية الله الخاصة بعبده سرجيوس ما حدث له وهو في السابعة من عمره. يومها عانى الصبي من صعوبات في التعلم، إذ بدا أنه غليظ الذهن، بطيء الفهم، قليل التركيز. وقد سبب له ذلك متاعب جمة لأن معلمه كان يعاقبه ورفاقه يسخرون منه ووالديه يوبخانه ظناً منهما أنه كسول. ومع أن الصبي كان يبذل كل ما في وسعه فإنه لم يكن ليحقق تقدماً يذكر، لا في القراءة ولا في الكتابة. خرج مرة إلى الحقل حزيناً يبحث عن جياد أبيه، فإذا به يلقى في الطريق، تحت سنديانة، راهباً قائماً في الصلاة يبكي. فاقترب منه وسجد أمامه، إلى الأرض، كما جرت العادة، وانتظر. وانتهى الراهب من الصلاة وتطلع إلى الصبي بعين الروح فعرف أنه إناء مختار لله فقال له: "تعال يا بني!" فتقدم الصبي فباركه الراهب وقبله وسأله: "ماذا تريد يا بني؟ هل تبحث عن شيء؟".فأجاب: "يا أبانا، إن ذهني غليظ ولا احفظ مما أتعلمه شيئاً، ولا أعرف الكتابة. اشتاق إلى قراءة الكتاب المقدس ولا أعرف القراءة. فصل من أجلي إلى الله". قال هذا وبكى. فرفع الشيخ عينيه ويديه إلى السماء وصلى متنهداً، في روحه، ثم قال: "آمين!". ومد يده وأخرج من كيسه قطعة من القربان وأعطاها للصبي قائلاً: "كل هذه، يا بني! فهذه علامة نعمة الله وعطيته لك لتفهم الكتاب المقدس...". ثم أضاف: "إن كنت تؤمن يا بني فسترى أعظم من هذا. أما بشأن القراءة والكتابة فلا تكن حزيناً لأن الله قد أعطاك، منذ الآن، أن تفهم الكتب أكثر من أخويك ورفاقك". قال هذا وهمّ بالانصراف فخرّ الصبي عند رجليه يرجوه أن يأتي معه إلى البيت قائلاً: "إن أبي وأمي يحبان كثيراً من هم مثلك يا أبانا!". فجاء الاثنان إلى المنزل واستقبل والدا الصبي الراهب الضيف استقبالاً طيباً ودعياه إلى تناول الطعام فقبل. ولكن، دخل الجميع أولاًَ إلى الكنيسة لأداء فريضة الساعات. افتتح الراهب الخدمة ثم طلب من الصبي أن يقرأ المزامير، فارتبك سرجيوس وقال أن هلا يعرف القراءة. فأصر الراهب فتناول الصبي الكتاب وراح يقرأ منه بوضوح وبلا خطأ أو تلعثم، فيما وقف الحاضرون مندهشين لا يصدقون أسماعهم. وانتهت الصلاة وتناول الراهب طعام الغداء. وقبل أن يغادر قال عن الصبي أنه سيكون خادماً للثالوث القدوس وسيأتي بكثيرين إلى معرفة الوصايا الإلهية. منذ ذلك الحين صار بمقدور الصبي أن يقرأ الكتب. وقد سلك في الطاعة لوالديه، وانصرف، على غير عادة أترابه، إلى شؤون العبادة بغيرة وبهجة قلب، صلوات وأصواماً وأسهاراً وقراءات. سرجيوس راهباً: ونما سرجيوس في النعمة والقامة أمام الله والناس. ولما أبدى رغبة في الترهب أجابه والده: "اصطبر علينا قليلاً، يا بني، فأنا وأمك قد شخنا ونحن مريضان وليس لنا من معين سواك...". قال كيرللس ذلك لأن ولديه الآخرين كانا قد تزوجا، فقعد سرجيوس صابراً إلى أن افتقد الرب الإله والديه وأخذاهما إليه. فقام، إذ ذاك، إلى أخيه الأكبر استفانوس الذي كان قد ترمل واقنعه بالسلوك سوية في طريق الحياة الملائكية. ثم عمد الأخوان إلى شق طريقهما عبر الغابات الكثيفة العذراء. بحثاً عن مكان يلائم ما ينشدانه. وأخيراً حطا رحالهما في بقعة منعزلة وشرعا، للحال، ببناء كنيسة وبضع قلال. وقد كرسا الكنيسة للثالوث القدوس. ولكن لم يشأ استفانوس البقاء بجانب أخيه لأن وطأة العزلة والعوز في ذلك الموضع كانت ثقيلة عليه فغادر، بعد فترة وجيزة، إلى دير الظهور الإلهي في موسكو، وبقي سرجيوس لنسكه وحيداً.ثم أن سرجيوس أعد نفسه لاقتبال الإسكيم الرهباني. ولما آن الأوان هداه ملاك الرب إلى راهب كاهن له رتبة رئيس دير شرطنه وزوده بالبركة والتوجيهات وانصرف عنه. صعوبات ومتاعب: لا أحد يعرف تماماً كيف أمضى سرجيوس سنوات انفراده ولا كم كان عددها، ولعلها سنتان أو ثلاث، عرف خلالها منتهى الفقر. كما كانت تحتف حوله وتتهدده حيوانات البرية، ذئاباً تزأر ودبباً تأتيه جائعة تبحث عن فريسة. وبقوة الصلاة ونعمة الله صمد وثبت حتى إن قصصاً تحكى عن مؤانسات كانت له وبعض هذه الحيوانات نظير آدم في الجنة قبل السقوط. إلى ذلك، لم تترك الأبالسة حيلة إلا استعملتها لتخرجه من منسكه فلم تفلح. جاءته، مرة، عبر جدران الكنيسة وهو يصلي. اندفعت صوبه وادة لو تدك الكنيسة والمكان كله إلى أساساته، وهي تصر على رجل الله بأسنانها وتقول: "اترك هذا المكان لأنك لا تستطيع أن تبقى فيه بعد اليوم! فها قد وجدناك، فأين تهرب من وجهنا؟! وأنت أنت من يهاجمنا! إذا لم تفر من هنا فسوف نمزقك إرباً إرباً وستموتن بإيدينا..", ولما كان سلاح سرجيوس صلاته فقد هتف: "اللهم من ذا الذي يشابهك؟ لا تسكت يا الله ولا تصمت! لأنه ها إن أعداءك يضجون..." (مز1:82-2). ثم أردف: "ليقم الله وليتبدد أعداؤه وليهرب مبغضوه من قدام وجهه. كما يبيد الدخان يبيدون. كما يذوب الشمع قدام وجه النار كذلك تهلك الأشرار من قدام وجه الله. أما الصديقون فيفرحون..." (مز1:67-3). وحالما استجار سرجيوس بالسيد الإله تبددت الأبالسة كأنها لم تكن فشكر الله على رحمته الغنية العظمى. هكذا أمضى سرجيوس سنواته الخصيبة الأولى ناسكاً يقاوم الخوف والضيق والتجارب بخوف الله، وبنعم، من خلال الهدوء الجميل والانصراف الكامل إلى وجهه ربه، بحلاوات العشرة الإلهية. هكذا تروض على تخطي نفسه إلى التسليم الكامل لله وإلى الصلاة المستمرة والنظر في الإلهيات. اثنا عشر تلميذاً: بعد ذلك بدأ العلي يجتذب إلى سرجيوس الراغبين في الحياة الملائكية، فاجتمع حوله، خلال فترة قصيرة، اثنا عشر تلميذاً، استدعى لأجلهم، أول الأمر، ذاك الكاهن الراهب الذي أعطاه الإسكيم ليكون لهم مرشداً لأنه قال إن ابتغاء الرئاسة أصل لكل الشرور. ولكن ما أن انقضى عام على هذا الترتيب حتى رقد الراهب واضطر سرجيوس إلى الرضوخ لإلحاح الجماعة فصار عليها رئيساً وكاهناً. كان نمط الحياة في الجماعة، أول الأمر، إيديوريتمياً، أي فردياً مترابطاً، يتمتع فيه كل من الرهبان بقدر وافر من الاستقلال، ويكون هناك تناسق بينهم. لا يجتمعون إلا مساء كل سبت في الكنيسة ليستمعوا إلى تعليم أبيهم، ثم يسبحون ويحضرون القداس الإلهي ويتناولون الطعام سوياً صباح الأحد ثم ينصرفون. ومن البدء، اعتمد سرجيوس مسرى محدداً في تعاطيه مع الإخوة. فكان يقوم، بعد صلاة المساء، بجولة سرية عليهم لاستطلاع أحوالهم. فإن رأى أحد الإخوة مصلياً أو ساجداً أو منشغلاً بعمل يدوي اغتبط وشكر الله لأجله. وإن سمع اثنين أو ثلاثة يتسامرون أو يتضاحكون حزن ونقر على الباب أو على النافذة وانصرف. ثم في الصباح أرسل في طلبهم أشار إلى ما فعلوه، تلميحاً لا تصريحاً، ووعظهم باللطف والأمثال. فإن تحركت نفوسهم واعترفوا واستغفروا باركهم وصرفهم وأن تقسوا وعاندوا وتمردوا وبخهم وعاقبهم. وهكذا اعتاد الإخوة أن يخصصوا ساعات الليل لله وحده. أما في النهار فكانوا يحافظون على الصمت ويعملون. بركة محبة الفقير: كان سرجيوس محباً للفقر لدرجة أنه فرض على الجماعة نظاماً صارماً حرّم بموجبه على أي منهم الاستعطاء، توخياً لاعتياد الراهب على إلقاء اعتماده على الرب وانتظار خلاص إلهه بصمت. لهذا السبب كان الفقر في الجماعة يشتد، أحياناً، إلى أبعد الحدود. لا خبز ولا طحين ولا قمح ولا أي نوع من أنواع الحبوب، ولا حتى خمر للقداس الإلهي ولا بخور ولا شمع. وحدث، ذات مرة، أن الإخوة تذمروا على سرجيوس لأنه لم يعد لديهم ما يأكلون فجاؤوا إليه قائلين: "ها نحن نموت جوعاً ولا تسمح لنا بأن نستعطي، فما حيلتنا؟! بما نقتات؟! لقد مضت علينا أيام لم نذق خلالها طعام. لذلك قررنا أن يذهب كل منا في سبيله، غداً، ولا يعود!". فرجاهم القديس أن لا ييأسوا من رحمة الله قائلاً: "لا تعطى نعمة الله إلا بامتحان، ولقد قيل: البكاء يحل في المساء أما السرور فيوافي في الصباح (مز5:29). فأنتم أيضاً تعانون الآن من الجوع ولكن غداً تفرحون بعطايا كثيرة". في هذه اللحظة بالذات سمع الإخوة طرقاً على الباب فقام أحدهم وفتح، وإذا به يسرع إليهم، بعد هنيهة، مشرق الأسارير، متهللاً ليعلن أن في الباب من يحمل خبزاً كثيراً، فاندهش الإخوة ومجدوا الله. ثم قاموا فأخذوا بركة أبيهم وأكلوا وتعزوا تعزية ليست بقليلة. تقشفه: كان سرجيوس، في تلك الحقبة، قوي البنية يعمل عمل رجلين أو ثلاثة ولا تعرف همته الكلل. يقضي لياليه بطولها في الصلاة، لا يعرف النوم إلا لماماً، ويقضي نهاريه في العمل الصامت الدؤوب. لا يقتات سوى بالخبز وبالقدر اليسير. لم يلبس مرة ثوباً جديداً. وما كان يستتر به ويستدفئ لم يتعد كونه أطماراً وسخة مرقعة مشبعة بأعراقه. كان بسيطاً متواضعاً رزيناً رفيقاً. طيور عجيبة: ونمت الجماعة بالروح لا بالعدد، على هذا النحو، ردحاً، إلى أن أخذت أعدادهم تتكاثر. يحكى في هذا السياق أنه فيما كان القديس سرجيوس يصلي لرهبانه إلى ساعة متأخرة من الليل، مرة، سمع فجأة صوتاً يناديه: "سرجيوس، سرجيوس!". فتطلع حواليه، ثم قام إلى النافذة ففتحها، وإذا به أمام نور غير عادي نازل من السماء والصوت يقول له: "سرجيوس، سرجيوس! لقد قبل الرب صلاتك من أجل أولادك! انظر أي جمع اجتمع حولك باسم الثالوث القدوس!." فتلطع سرجيوس فرأى أسراباً من الطير عجيبة تحوم فوق الدير. وتابع الصوت قائلاً: "على قدر هذه الطيور سيكون تلاميذك!". الشركة وأربعون ديراً: ثم أن خبر سرجيوس بلغ فيلوثاوس، بطريرك القسطنطينية في ذلك الزمان، فبعث إليه برسالة حضه فيها على تنظيم الحياة الرهبانية عنده على أساس الكينوبيون أو الشركة، وفيها يصلي الرهبان الصلوات الكنسية مجتمعين، وينامون في قلالي مشتركة وينقسمون إلى فرق عمل ويشتركون في أمور الحياة ولا تكون لأي منهم ملكية خاصة. وقد أطاع سرجيوس لتوه وباشر تغير النظام في الجماعة من إيديورينمي إلى شركوي. كان ذلك ابتداء من العام 1354م. ومع أن الأمور أخذت تنتظم في هذا الاتجاه شيئاً فشيئاً، إلا أن بعض الإخوة بدأوا يتململون إلى أن كاد تململهم يتحول إلى عصيان، فأضحت الجماعة على شفير الانقسام والانفراط لولا تجرد القديس سرجيوس الذي آثر الانصراف عن الجماعة، ولو إلى حين، على فرض النظام الجديد فرضاً. شوقه، في كل حال، كان إلى حياة الخلوة. وقد بينت المستجدات بعد ذلك أن يد الرب كانت وراء ما حدث لأن سرجيوس بدأ بتأسيس دير في غير مكان. وكان هذا خطوة في اتجاه تأسيس عدد من الأديرة هنا وهناك، يظن الدارسون أنها قد بلغت، يومها، الأربعين عدداً. يذكر أن سعي القديس سرجيوس إلى الحياة الرهباينة المشتركة كان بمثابة بعث لها بعدما زالت إثر الغزو التتري للبلاد الروسية. سرجيوس أباً للشعب الروسي: وذاع صيت القديس سرجيوس في كل مكان حتى أن الكسي متروبوليت موسكو عرض عليه خلافته عام 1378م فامتنع. غير أنه لعب دوراً في حفظ السلام بين الأمراء المتخاصمين الذين كانوا يأتونه مسترشدين من كل صوب. ويذكر التاريخ أنه لما أراد الدوق ديمتري أيانوفيتش الخروج لمحاربة قبائل التتر، عام 1380، جاء إلى سرجيوس سائلاً البركة فباركه قائلاً: "سوف تنتصر بعون الله وسترجع معافى كريماً". وبالفعل، تمكن الدوق من دحر أعدائه ورفع عن الشعب الروسي نير مستعبديه. من نعم الله عليه: وينقل كاتب سيرته عدداً من الرؤى التي شاهدها وعجائب أجراها الله بواسطته. ومن الرؤى مثلاً أنه كثيراً ما كان ملاك من عند الرب يشترك معه في الخدمة الإلهية، وأنه فيما كان، مرة، يرتل المديح لوالدة الإله رافعاً الصلوات الحارة من أجل ديره، جاءته برفقة الرسولين بطرس ويوحنا وقالت له أن صلواته قد قبلت وأنها لن تترك ديره بعد اليوم. ومن العجائب المنسوبة إليه شفاؤه المرضى وطرده الأرواح الشريرة وإقامته الموتى. ونورد في هذا المقام إحدى هذه العجائب وهي إخراج ماء من الأرض قريباً من ديره. ذلك أنه لم يكن بقرب الدير أي ماء وكان على الإخوة أن يذهبوا بعيداً لقضاء حاجتهم. وقد أضحى الأمر شاقاً بعدما زاد عددهم. فكان أن تذمر بعضهم على القديس قائلاً: لماذا استقر في هذا الموضع ولا ماء فيه؟! فأجابهم القديس: "لأن رغبتي كانت أن أكون في هذا المكان وحيداً. ولكن، شاء الله غير ذلك. لذلك أقول لكم صلوا بحرارة ولا تيأسوا، لأن من أفاض المياه من الصخرة للعبرانين العصاة، كيف يتخلى عنكم أنتم اللذين تتعبون من أجله ليل نهار". ثم أنه صرفهم وسار برفقة واحد من تلاميذه قليلاً إلى أن بلغ حفرة اجتمع فيها بعض مياه الأمطار. هناك جثا على ركبتيه وأخذ يصلي قائلاً: "يا الله، إلهنا، وأب ربنا يسوع المسيح، يا من خلقت السماء والأرض وكل خليقة منظورة وغير منظورة، يا من خلقت الإنسان من العدم ولم تشأ موت الخاطئ إلى أن يرجع فيحيا، إننا، نحن الخطأة غير المستحقين، نطلب إليك فاستجب لنا في هذه الساعة الحاضرة ليتمجد اسمك. وكما أجريت بيدك القوية عجيبة لموسى في البرية لما أفضت المياه من الصخرة بأمرك، فأنت الآن هنا اظهر قوتك لأنك أنت خالق السماء والأرض، وامنحنا في هذا الموضع ماء ليعرف الجميع أنك مستجيب لصلوات خائفيك ويمجدوا اسمك، أيها الآب والابن والروح القدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين". وإذا بالمياه تخرج من باطن الأرض بغزارة وتملأ المكان. من هذه المياه، وإلى اليوم، صار الدير يقضي حاجته. عاش القديس سرجيوس ثمان وسبعين سنة، وقد كشف له الرب الإله ساعة موته قبل ذلك بستة أشهر فأعد نفسه وتلاميذه وزودهم بتوجيهاته وأقام عليهم تلميذه المتفاني نيقون وأسلم الروح. كان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من شهر أيلول من العام 1392م أو ربما من العام 1397م. |
||||
10 - 10 - 2016, 07:11 PM | رقم المشاركة : ( 14523 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس توما الرسول اسم توما له معانٍ كثيرة. التوأم - تؤما - أي وُلد مع آخر، أو أنّه من الطبيعة منذ مولده، كانت إصبعا يده اليمنى ملتصقتين، الإصبع الوسطى مع الإصبع المسمَّاة سبَّابة. شخصية* توما الرسول* في* الأناجيل*: هو* أحد* تلاميذ* الربّ* يسوع* الإثني* عشر* المقال* له* التوأم*. يُعرف* في* إنجيل* يوحنا،* بصورةٍ* خاصّة،* من* خلال* ثلاثة* مواقف: ١- الموقف* الأوّل*: * - بعدما* جاء* رسول* وأخبر* السيّد* بأن* لعازر* مريض،* أراد* السيّد* أن* يذهب* إلى* اليهودية* فاعترضه* قائلين:* *«يا* معلّم،* الآن* كان* اليهود* يطلبون* أن* يرجموك* وتذهب* إلى* هناك*»* (يوحنا* ،(11* فقال* لهم* يسوع*:* «لعازر* حبيبنا*... مات،* وأنا* أفرح* لأجلكم،* أنّي* لم* أكن* هناك* لتؤمنوا. ولكن* لنذهب* إليه.* «* لنذهب* نحن* أيضًا* لكيّ* نموت* معه*». يشير* هذا* الموقف* إلى: * - حميّة* الرسول* في* إتباع* المسيح* أنى* تكن* المجازفة*. * - اشتياقه* إلى* معاينة* عمل* الله*. * - كونه* إنسان* قلب،* لا* يرى* الأمور* بعين* العقل* بقدر* ما* يراها* بعين* الحس* والعاطفة*. من* هنا* جوابه* العفوي* الحماسي* هذا*. ٢- الموقف* الثاني*: * ورد* في* الإصحاح* الرابع عشر من* إنجيل* يوحنا،* حيث* قال* الربّ* لتلاميذه*: *«*.. في* بيت* أبي* منازل* كثيرة*.. أنا* أمضي* لأعدّكم* مكانًا*... وتعلمون* حيث* أنا* أذهب* وتعلمون* الطريق*». هنا* أيضًا* انبرى* توما* ليقول* بكل* بساطة* *«يا* سيّد* لسنا* نعلم* أين* تذهب،* فكيف* نقدر* أن* نعرف* الطريق*»*. قال* له* يسوع*: *«أنا* هو* الطريق* والحق* والحياة*»*. لهذا* الموقف* أكثر* من* ميزة. فتوما* الرسول،* أوّلاً،* إنسان* واقعي* حسّي،* تعني* الأمور* لديه* ما* تشير* إليه،* فهو* يطلب* الفهم* واليقين* ولا* يشاء* أن* يمر* كلام* السيّد* غامضًا،* مرور* الكرام. لذلك* يسأل* ويستوضح* ولا* يستحي. توما،* من* هذه* الزاوية،* إنسان* صريح* جدًا،* حماسه* يجعله* يقاطع* المتكلّم،* وربما* يزعج* السامعين. لعلّه* يظهر* دون* الآخرين* فهمًا،* ولكن،* لا* بأس*. غيره* قد* لا* يكون* فاهمًا* ويخاف* أن* يسأل،* أمّا* هو* فلا* يبالي.* المهم* أن* يفهم*. ٣- الموقف* الثالث*: يتمثّل* في* إصرار* الرسول* على* وضع* يده* في* جنب* السيّد*. ففي* الإصحاح* العشرين* من* إنجيل* يوحنا* نجد* أن* توما* كان* غائباً* حين* ظهر* الرّب* يسوع* للتلاميذ،* مجتمعين* خوفا* من* اليهود،* وأراهم* يديه* وجنبه* وأعطاهم* سلامه* ونفخ* فيهم* روحه* القدّوس*. ولمّا* جاء* توما* وعلم* بما* جرى* اعترض* وقال*: *«إن* لم* أبصر* في* يده* أثر* المسامير* وأضع* إصبعي* في* أثر* المسامير* وأضع* يدي* في* جنبه* لا* أؤمن*»*. وبعد* ثمانية* أيام* كان* التلاميذ* مجتمعين* وتوما* معهم،* فجاء* يسوع* ووقف* في* الوسط* وقال*: *«سلام* لكم*. ثم* قال* لتوما،* هات* إصبعك* إلى* هنا* وأبصر* يدي،* وهات* يدك* وضعها* في* جنبي* ولا* تكن* غير* مؤمن* بل* مؤمنًا*. أجاب* توما* وقال* له* ربّي* والهي*. قال* له* يسوع* *«لأنك* رأيتني* يا* توما* آمنت*. طوبى* للذين* آمنوا* ولم* يروا*»*. الرسول،* هنا،* يتصرّف* وكأنّه* عاتب* على* السيّد* أنّه* جاء* في* غيابه*. والسيّد* فعل* ذلك* عن* قصد،* أولاً* لأنّه* كان* يعرف* شخصية* توما،* وثانيًّا* لأنّه* أراد* أن* يبيّن* أنّه* إذا* ما* جاء* إلى* التلاميذ* وأراهم* يديه* وجنبه،* فهو* إيّاه* بلحمه* وعظمه* وليس* خيالًا*. الرّب* يسوع* بمحبّته* الفائقة* يخاطب* كلّ* واحدٍ* منّا* بالطريقة* التي* يفهمها،* وطريقة* توما* أن* يعاين*. القدّيسان* امبروسيوس* وكيرللس* والمغبوط* أوغسطينوس* يقولون* أن* الموضوع* هو* رغبة* توما* الرسول* في* معاينة* السيّد* أكثر* مّما* هو* موضوع* شك* أو* قلّة* أمانة*. تقول* الكنيسة* في* ذلك* في* صلواتها*:*«ثبّت* (توما*) المؤمنين* بارتيابه* المتحوّل* إلى* إيمان*»*. كذلك* نقرأ* في* صلاة* السحر*: *«أنّه* بجسّه* آثار* المسامير* طلبًا* للتصّديق* واليقين* على* ما* يليق* بالله،* ثبّت* أذهاننا* في* الربّ*»*. بشارة* توما*: التقليد* الكنسي* يقول* أنّه* أوّل* من* بشّر* بلاد* الهند،* والنص* الليتورجي* يقول* أنّه* اصطاد* بصنارّة* الروح* الإلهيّ* أذهان* الهنود* المظلمة* (القطعة* الثانية* على* الاينوس*- صلاة* السحر*). كذلك* يُقال* أنّه* هدى* الكثيرين* إلى* النور* الإلهيّ،* وشملت* بشارته* الأغنياء* ونساء* أميرات*. كذلك* يُقال* أن* الأمير* المدعو* مسداوس* أراد* أن* ينتقم* منه* لأنّه* عمّد* زوجته* تاريتانا،* فأرسل* جنده* وطعنوه* فمات*. النص* الليتورجي* يقول* أنه* اقتدى* بالمسيح* في* الآلام* فطعن* جنبه* هو* أيضًا* . كان* رقاده* في* الربّ* وفق* بعض* المخطوطات* القديمة* يوم* الرابع* عشر* من* أيار*. تجدر* الإشارة* إلى* أن* للرسول* توما* ذكرًا* مميّزًا* لدى* الأحباش،* وقيل* أنّه* بشّر* الفرس* وبلغ* الصين*. حتى* الألمان* يقولون* إنّه* نقل* لهم* الإيمان*. رواية* عنه*: هناك* رواية* تناقلتها* الأجيال* عن* توما* الرسول* تحمل* معان* روحيّة* سامية*. يُحكى* أن* ملكًا* هنديًّا* اسمه* غوندافور* قرّر* أن* يبني* لنفسه* قصرًا* عظيمًا* لا* مثيل* له* على* الأرض،* فإنطلق* رسوله* هافان* يبحث* عن* عُمال* ماهرين* قادرين* على* ذلك*. وبتدبير* إلهيّ* جاء* هافان* إلى* الرسول* توما،* فقال* له* الرسول* أنّه* مستعد* أن* يبني* للملك* مثل* هذا* القصر* شرط* أن* يتركه* يعمل* كما* يريد*. فاتّفق* الاثنان* وسافر* القدّيس* الرسول* توما* إلى* بلاد* الهند*. هناك* حصل* الرسول* على* كميّة* كبيرة* من* الذهب* من* الملك* ليُباشر* ببناء* القصر*. وما* أن* غادر* توما* حضرة* الملك* حتى* وزّع* كلّ* الذهب* الذي* لديه* لفقراء* الهند،* وراح* يبشِّر* بالإنجيل*. ومرّت* سنتان،* فأوفد* الملك* عبيده* إلى* الرسول* يسأله* ما* إذا* كان* قد* انتهى* من* بناء* القصر* أم* لا،* لأن* القصر* كان* بعيدًا* عن* عاصمة* الملك،* فأجاب* توما*: كلّ* شيء* بات* جاهزًا* إلاّ* السقف،* وطلب* مزيدًا* من* المال،* فأعطاه* الملك* ما* أراد*. ومن* جديد* أعطى* الرسول* كلّ* ما* لديه* للفقراء* وتابع* تجواله* مبشّرًا* بالإنجيل. وبطريقة* ما* بلغ* الملك* خبر* أن* توما* لم* يبدأ* بعد* ببناء* القصر،* فقبض* عليه* وزجّه* في* السجن*. في* تلك* الليلة* بالذّات،* ماتَ* أخ* الملك* فحزن* عليه* الملك* حزنًا* شديدًا*. وإن* ملاكًا* حمل* روح* الميّت* إلى* الفردوس* وأراه* قصرًا* عجيبًا* لا* يقدر* عقل* إنسان* أن* يتصوّر* مثله*. وإذ* أراد* أخ* الملك* أن* يدخل* إلى* هذا* القصر* العجيب،* منعه* الملاك* قائلاً*: *«هذا* القصر* يخص* أخاك* الملك،* وهو* القصر* الذي* شيّده* له* الرسول* توما* بالحسنات* التي* أعطاه* إياها*»*. ثم* أن* ملاك* الربّ* أعاد* روح* الرجل* إلى* بدنه*. فعندما* عاد* أخو* الملك* إلى* نفسه،* أسرع* إلى* أخيه* وقال* له*: *«أقسم* لي* بأنّك* ستعطيني* كلّ* ما* أطلبه* منك،* فأقسم* له*»،* فقال*: *«أعطني* القصر* الذي* لك* في* السماء،* الذي* بناه* لك* توما*»*. فلم* يصدّق* الملك* إلى* أن* شرح* له* أخوه* كلّ* ما* جرى* له. إذ* ذاك* أرسل* الملك* فأطلق* الرسول* توما* من* السجن،* واستقدمه* إليه* وسمع* منه* كلام* الخلاص* والحياة* الأبديّة،* ثم* اعتمد* وأعطاه* مزيدًا* من* المال* لتوسيع* القصر* الذي* بناه* له* في* السماء*. توما الرسول يستلم زنّار والدة الإله: يتكلّم التقيلد أن توما لم يكن حاضرًا يوم رقاد والدة الإله، فعادت وظهرت له وأهدته زنارها، وهذا ما نراه في على أيقونة رقاد والدة الإله. هامة القدّيس توما الرسول المكرّمة محفوظة في دير القديس يوحنا اللاهوتيّ في جزيرة باتموس - اليونان. |
||||
10 - 10 - 2016, 07:29 PM | رقم المشاركة : ( 14524 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسة الشهيدة خاريتيني (نعيمة) (+ 303م) خاريتيني: نعيمة في سيرة القدّيسة نعيمة (خاريتيني) أّنها تيّتمت طفلة، وأن رجلاً فاضلاً اسمه كلوديوس تبنّاها، أو ربما اشتراها فصارت له أمة. لا نعرف تماماً ما إذا كان سيّدها، مسيحيّاً أم لا، جل ما نعرفه أنّه عاملها كابنة وكان متعلّقاً بها، وإنّه كان لها كملاك حارس. ويبدو أن نعيمة (خاريتيني) عرفت المسيح فنذرت له عذريتها وقامت تحدّث الضالين عنه. وقد بلغ الخبر الوالي دوميتيوس في أيّام الإمبراطور ذيوكليسيانوس، فأرسل جنوده فألقوا القبض عليها وساقوها إلى الاستجواب. وقفت نعيمة (خاريتيني) أمام الوالي هادئة ثابتة واعترفت بالمسيح، فأسلمها للمعذّبين، فسلخوا جلد رأسها واحرقوا جنبيها بالمشاعل. ولما أراد إلقاءها في بيت من بيوت الدعارة، إذلالاً، صلت إلى الله فأخذها إليه. |
||||
10 - 10 - 2016, 07:33 PM | رقم المشاركة : ( 14525 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس عمّون المصري البار حياته: عندما مات والداه، عُهد به إلى عمّه الذي أرغمه على الزواج رغم صغر سنّه. وليلة زفافه، بعدما تركه المدّعوون وزوجته، فتح القدّيس عمون الكتاب المقدّس وقرأ مقطعًا من رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس جاء فيه الحديث عن هموم الزواج، فيما يتسنّى للعذراء أن "تهتم في ما للربّ لتكون مقدّسة جسدًا وروحًا" (1كور7). عمون وزوجته يتبتّلان ثم يفترقان: وهكذا تبنّى عمون وزوجته القول الذي ورد في الآيتين ٢٩ و٣١ من الفصل السابع: "إن الوقت منذ الآن مقصّر لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم... والذين يستعملون هذا العالم كأنّهم لا يستعملونه...". فقرّروا الخروج إلى البريّة للعيش في صوم وصلاة. فجاءا إلى موضع في جبل نيترية قريبًا من مدينة الإسكندرية وأقاما في كوخ صغير، ولكنّهما فطنا سريعًا إلى أنّه من غير الجائز لهما أن يبقيا معًا، فافترقا ليسلك كلّ منهما منفردًا في حياة التوحّد. عمون يتوحّد: لم يكن القدّيس عمون يعرف في طعامه لا الخمر ولا الزيت، ويقتات من الخبز الجاف مرّة كلّ يومين أو ثلاثة. وقد أرضت طرقه الله فأقبل عليه الكثيرون يطلبون إرشاده ليصيروا رهبانًا. وكان كلما أتاه طالب رهبنة يعطيه قلّايته بما فيها، فيما كان الإخوة الباقون يأتونه بالمؤونة وبما يحتاج إليه من آنية. الحب الأخوي كان الشريعة الأولى بينهم. إزدهار البريّة: ولم تمر سنون قليلة حتى تحوّلت بريّة نيترية، بإرشاد القدّيس عمون، إلى مدينة ناشطة. ولكن، أراد بعض الإخوة أن يتوغّلوا في البريّة أكثر ليتسنّى لهم أن ينعموا بالهدوء والصلاة النقيّة الدائمة. القدّيسين أنطونيوس وعمون: وحدث أن جاء القدّيس أنطونيوس الكبير لزيارة القدّيس عمون، فعرض له هذا الأخير حال رهبانه وطلبهم. وانتظر القدّيس انطونيوس حتّى الساعة التاسعة أي الثالثة بعد الظهر وقام فانطلق والقدّيس عمون في البريّة إلى غروب الشمس. وهناك توقّفا فغرز القدّيس انطونيوس صليبًا في الأرض وقال للقدّيس عمون: “إلى هنا تكون قلالي الإخوة الذين يرغبون في الهدوء، حتى إذا ما أراد أحد أن يأتي من هناك إلى هنا أمكنه بلوغ المكان قبل غياب الشمس، وهكذا أيضًا من رغب في الانتقال من هنا إلى هناك”. وكانت المسافة التي قطعاها تسعة عشر كيلومترًا. ولم يمض وقت طويل حتى امتلأت تلك الأصقاع بقلالي الرهبان الذين بلغ عددهم أكثر من ستمئة. كان القدّيسين عمون وانطونيوس على محبّة عميقة فيما بينهما. فلما رقد القدّيس عمون في الربّ ، وكان القدّيس انطونيوس في الجبل المسمّى باسمه يتحدّث إلى بعض الرهبان الجدد، توقّف القدّيس انطونيوس عن الكلام ورأى القدّيس عمون يصعد إلى السماء بصحبة جم من الملائكة، فقال :”ها أن عامودًا يصعد إلى السماء في هذه اللحظة” وقصد بذلك أن القدّيس عامون رقد. من الأقوال الكثيرة التي اعتاد القدّيس عمون أن يرددها: "أحمل أثقال سواك كما يحمل الله أثقالك". |
||||
10 - 10 - 2016, 07:34 PM | رقم المشاركة : ( 14526 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس ديونيسيوس الآريوباغي الشهيد في الكهنة هو إياه من ورد ذكره في سفر أعمال الرسل (34:17). ويقال أن دامرس المذكورة بجانبه كانت زوجته. وقد اهتدى إلى الإيمان بالرب يسوع المسيح على يد بولس الرسول خلال زيارته لأثينا. كان أحد البارزين في هيئة الأريوباغوس التي هي المحكمة العليا المختصة بالقضايا الجنائية. كان متبحراً في الفلسفة اليونانية، وكان على الرواقية. ينقل أنه كان في مصر، في الهليوبوليس، يوم جرى صلب الرب يسوع في أورشليم، فشهد كسوفاً شمسياً خلافاً لكل قواعد علم الفلك المعروفة يومذاك. وقد قال على أثره: "إمّا أن يكون الإله متألماً وإما أن تكون نهاية العالم قد حضرت". يذكر التراث أنه صار أسقفاً على أثينا، وربما الأسقف الأول، إذا ما أخذنا بشهادة ديونيسيوس الكورنثي (+170 م) في رسالته الثانية إلى أهل أثينا. وهناك من يدّعي بأنه هو إياه ديونيسيوس الباريسي الأسقف المعروف الذي أنشأ كنيسة في بلدة باريس، الصغيرة يومذاك، وقام بعمل بشاري واسع النطاق شمل بريطانيا واسبانيا وسواهما. وقد شاع هذا الإدعاء منذ منتصف القرن التاسع. ويذكر التراث أيضاً أنه حضر بالروح القدس إلى أورشليم يوم رقاد والدة الإله. ويبدو أنه عمّر طويلاً فبلغ التسعين ومات شهيداً بقطع الهامة، هو واثنان من تلاميذه، روستيكوس والفثاريوس، في أيام الإمبراطور دوميتيانوس عام 96 للميلاد. وأن هامته محفوظة في دير دوخياريو في جبل آثوس، منذ أن قدّمها الإمبراطور الكسيوس كومنينوس هدية في القرن الحادي عشر. من جهة أخرى، ظهرت منذ أواخر القرن الخامس كتابات مستيكية مهمة في الكنيسة تحت اسم ديونيسيوس الأريوباجي كان لها أبلغ الأثر في الفكر اللاهوتي في ذلك الزمان والأزمنة اللاحقة. إلا أن المسلم به بين الدارسين أن هذه الكتابات لا يمكن أن تكون للقديس ديونيسيوس الذي نعيّد له اليوم. وهم يعيدونها، في المقابل، لكاتب مجهول الهوية عاش في البلاد السورية في أواخر القرن الخامس. وهذا هو السبب في أن هذه الكتابات أصبحت تعرف بكتابات ديونيسيوس الأريوباجي المنحولة. |
||||
10 - 10 - 2016, 07:36 PM | رقم المشاركة : ( 14527 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيسان كبريانوس الشهيد في الكهنة ويوستينا البتول الشهيدة "لنغبطن بأصوات متفقة كبريانوس العظيم الذي كان، في البدء، مملئاً من الرذيلة، ثم أضحى على يد بتول شريفة رئيس كهنة، ولنهتفن نحوه قائلين: استعطف لنا سيّد الكل بطلباتك." هذه الترنيمة هي قطعة الاكسابستلاري التي تنشدها الكنيسة في صلاة السحر هذا اليوم. كان كبريانوس أحد الرجال المعروفين في أنطاكيا في زمانه. فلقد تسنّى له أن يحصّل قدراً وافراً من العلوم الدنيوية، انصرف بعدها إلى ممارسة السحر، فبر ع فيه إلى حد أن الوثنيين كانوا يقصدونه من كل صوب ويطلبون إليه أن يتوسط لدى الشياطين ليؤدوا لهم خدمات محددة أو يتسببوا في أذية بعض الناس أو تحريك بعضهم الآخر في هذا الاتجاه أو ذاك. وقد طوّر كبريانوس عمله فاطلع على شتى أنواع كتب السحر و زار أمكنة اشتهرت بسحرها وسحرتها وأخذ عنها الكثير. كل ذلك جعله رجلاً غنياً مخوفاً. ولا شك أنه تسبّب، من حيث يدري ولا يدري، في أذية الكثيرين، ولم يكن يبالي. ثم أن عذراء من عذارى أنطاكيا اسمها يوستينا، كانت على الوثنية ووحيدة والديها، اهتدت إلى الرب يسوع واعتمدت هي وأبواها ونذرت عفتها للختن السماوي في زمن ساده المجون والخلاعة. أما صلة كبريانوس بيوستينا فهناك روايتان بشأنها. تقول الرواية الأولى أن كبريانوس التقى يوستينا يوماً فأخذ بجمالها البارع ووقع في حبّها. ولما حاول التودد إليها صدّته. أما الرواية الثانية فتذكر أن شاباً خليعاً من أهل ذلك الزمان وقعت عينه على يوستينا فأغرم بها وأرادها لنفسه فخيّبته، فجاء إلى كبريانوس مستجيراً. أياً تكن الرواية الصحيحة فإن الثابت أن كبريانوس سعى بما أوتي من علم في السحر وبما كان عليه من صلات بالأرواح الضالة، أن يجعل يوستينا ترغب فيه، أو- إذا ما اعتبرنا الرواية الثانية - في الشاب الذي سأله العون. وبذل كبريانوس جهده ليظفر بالفتاة فلم ينجح. لم يترك طريقة من الطرق إلاّ جربها ففشل فشلاً ذريعاً. وحيث إنه كان رجلاً علاّمة، أو ربما حيث إن حبه ليوستينا قد أخذ بمجامع قلبه، فقد وجد نفسه راغباً في التعرف إلى إله المسيحيين، الإله القدير الذي يفوق كل شياطينه وأدوات سحره قدرة، فانكب على المسيحية يتعلمها. وهكذا اهتدى، هو أيضاً، إلى المسيح يسوع. وكان من نتيجة ذلك أن جمع كبريانوس كل ما كان عنده من كتب السحر وأحرقها علانية، كما جمع أمواله ووزّعها على الفقراء، وصار همّه أن يكفّر عن خطاياه الكثيرة وأذيته للناس بدموع حارّة وأعمال محبة تفوق ما سبق أن أتاه من شرور. كان ساحراً يجتذب الناس إليه صاغرين بقوة السحر وفعل الشياطين، فجاءته عذراء رقيقة سحرته بجمالها واجتذبته إلى الإيمان بالرب يسوع المسيح. ثم إن أسقف المدينة لاحظه فجعله كاهناً. ويقال إنه سيم أسقفاً أيضاً وجعل يوستينا شمّاسة. وحدث في ذلك الزمان أن تحركت زوبعة الاضطهاد على المسيحيين، أيام الإمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، فقبض على كبريانوس ويوستينا وعذبا جلداً وتمزيقاً ورميا في الزفت المحمى. وأخيراً قطعت هاماتهما ففازا بإكليل الاستشهاد. نشير إلى أن كبريانوس الساحر هذا قد اختلط في الأذهان عبر التاريخ بكبريانوس القرطاجي الشهيد المتوفي عام 258 م. مردّ ذلك، خصوصاً، عظتا القدّيسين غريغوريوس اللاهوتي وسمعان المترجم في الأول. من هنا أن الروزنامة الكنسية عندنا لم تعط القديس كبريانوس القرطاجي مكاناً رغم قولها فيه قديساً مسكونياً. وقد أوردنا عيد القديس كبريانوس أسقف قرطاجة وسيرته يوم السادس عشر من أيلول، كما أثبتته الكنيسة اللاتينية. |
||||
10 - 10 - 2016, 07:40 PM | رقم المشاركة : ( 14528 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ ( 1 صموئيل 16 : 7 ) إن الله يقيّم الإنسان بمقاييس تختلف تماماً عن مقاييسنا البشرية ، إذ عادة ما يقدّر الناس قيمتك بالاعتماد على مظهرك الخارجي ، يحكمون عليك من خلال ملابسك ، مكان إقامتك ، مهنتك ، ورصيدك من المال أو ما يبدو عليك من صلاح وتديّن . أما الله فلا ينظر إلى مظهرك الخارجي أو أموالك أومكانتك الاجتماعية أو منصبك ولكن ينظر إلى قلب الانسان أي باطنه أو الجانب الروحي أي ما تفكر به وما هي رغباتك و مشاعرك . |
||||
10 - 10 - 2016, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 14529 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الخامس) فأجاب وقال لهم: أُمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمـــــــــــة الله ويعملـــــــون بها – لوقا 8: 21
حياة العمل هيَّ نفسها – بلا شك – حياة الإيمان الشخصي الظاهر في المحبة، هذا الإيمان الذي يُعبَّر به المؤمن عن علاقته الخاصة بالله، ومدى ثقته فيه واعتماده عليه، أي مدى اعتماده على المسيح الرب رأسه الحقيقي وفاعلية الروح القدس في تفكيره وسلوكه وكلامه، ومقدار شهادته للمسيح أمام الآخرين بأعماله وسلوكه وأقواله. إذاً وبلا أدنى شك إن حياة العمل هيَّ التي تُعَبّر عن إيماننا الحقيقي، أو بمعنى آخر هيَّ الشكل المُعبِّر أو صورة حياة الإيمان، وكما قال القديس يعقوب الرسول: + ما المنفعة يا إخوتي إن قال احد إن له إيمانا و لكن ليس له أعمال (الذي هوَّ فعل الإيمان) هل يقدر الإيمان (النظري) أن يخلصه، (فـ) إن كان أخ و أخت عريانين ومُعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا، ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟؛ هكذا الإيمان أيضا أن لم يكن له أعمال (مترجمة ظاهرة في حياتنا) ميت في ذاته (بلا معنى أي بلا فعل وعمل) لكن يقول قائل أنت لك إيمان (فكري ونظري) وأنا لي أعمال (إيماني مُترجم بأعمال المحبة) (فـ) أرني إيمانك بدون أعمالك (التي هي فعل الإيمان) وأنا أُريك بأعمالي إيماني (المُترجم محبة) أنت تؤمن إن الله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون، ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل إن الإيمان بدون أعمال (لم يُترجم بأعمال محبة ظاهرة) ميت، ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال (لأنه اثبت فعلياً أنه وثق في الله وأحبه) إذ قدم اسحق ابنه على المذبح، فترى إن الإيمان عمل مع أعماله وبالإعمال أكمل الإيمان، وتم الكتاب القائل فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً ودُعي خليل الله، ترون إذاً انه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان (النظري والفكري) وحده، كذلك رحاب الزانية أيضاً إما تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر، لأنه كما إن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت (بلا عمل يُظهر المحبة). (يعقوب 2: 14 – 26)لذلك فإن الإيمان يستلزم حياة عمل – هذا إذا كان حقيقي وحي فعلياً – وحياة العمل تستلزم من ناحيتنا محبة حقيقية تدفعنا للبذل بجهد متواصل ومثابرة وقبول الخسارة من أجل المسيح الرب، وذلك بإرادتنا التي انفكت وتحررت بفعل عمل نعمة الله، وهذا هو الجهاد الذي تحدث عنه آباء الكنيسة وكما قال الرب بشخصه: + ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة الأبدية.. ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. (متى 7: 14و21)ويلزمنا بالطبع أن نتمسك بحقيقتين متلازمتين وهما: بدون نعمة الله وعمل الرب نفسه، لا نستطيع بل ويستحيل على الإطلاق أن نصنع أو نعمل أي شيء أبداً: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يوحنا 15: 5) وأيضاً، بدون تعاوننا الإرادي من جهة الطاعة والخضوع للروح القدس، فإن الله لن يعمل شيء: يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا" (متى 23: 37) ويقول القديس مقاريوس الكبير:ففي واقع حياتنا الروحية فأن خلاصنا يتم بتلاقي عاملين، هذان العاملين غير متساويين في قيمتهم، إلاَّ أنه لا يمكن الاستغناء عن أي عامل منهما، وهما: مبادرة الله (وهيَّ الأولى بالطبع) من جهة الجذب، والاستجابة البشرية (أي تجاوبنا لعمل الله)، فأن ما يعمله الله هوَّ الأساس المبني عليه تجاوبنا، أي هوَّ الأعظم والأكثر أهمية، بدون وجه للمقارنة مع ما نفعله نحن؛ ولكن مشاركة الإنسان واستجابته للنداء الإلهي وطاعة صوته هيَّ أيضاً لازمة بالضرورة.+ ففي حالة الإنسان، قبل السقوط، كانت استجابته للحب الإلهي بتلقائية طبيعية، بطاعة كاملة دون تفكير، أفعل أو لا أفعل، أطيع أم أعصى، أي كانت بدون صراع، بل ممتلئة فرحاً، الله يتكلم والإنسان يسمع ويطيع ويستجيب فوراً، بمحبة أصيلة، بل بتلقائية كتلقائية الأطفال في الفعل والعمل!! ولكن في هذا العالم، وفي الوقت الحاضر، فإن في باطن الإنسان رغبة في طاعة الله، ولكن الرغبة تظل رغبة دفينة وكامنة في الإنسان إلى أن يتوب، أي يتغير بفعل نعمة الله: + إذاً أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله، ولكن بالجسد ناموس الخطية. (رومية 7: 25)وتظهر هذه الرغبة، بعد التوبة بأنها رغبة مشتعلة في داخل القلب الجديد، لا تهدأ أو تسكت إلى أن تُتمم مشيئة الله واقعياً، ولكن تُطفأ هذه الرغبة في داخل الإنسان إذا لم يشعلها بقراءة الكلمة والصلاة والتوبة المستمرة وشركة الصلاة في سرّ التناول من جسد الرب ودمه بلا انقطاع وأصبح مهملاً ومستسلماً للخطية بإرادته وليس عن ضعف، ويترك لها مجال العمل في قلبه. لذلك هُناك حاجة إلى الكفاح بقوة نعمة الله الحاضرة معي، الكفاح ضد الخطية، بتصميم وعناد، بل الوقوف وقفة جدية أمام العادات العميقة الجذور والميول الناتجة من خبرة الخطية والشرّ في حياتنا، فصفات المؤمن الحقيقي الممتلئ من نعمة الله المجانية، هوَّ المثابرة والإخلاص. * فمعنى إني آمنت بالمسيح المُخلِّص:معناها إني التقيت بالله وامتلأت من النعمة، أي امتلأت بالروح القدس الذي يسكن إناء جسدي، ومعنى أن الروح القدس في داخلي: أي أن قوة الله الساندة موجودة وحاضرة في داخلي، ومعنى أن قوة الله في داخلي: يعني بإرادتي التي تحررت بقوة الله أستطيع أن أُجاهد ضد الخطية بالإيمان الحي، لأن النُصرة أكيدة بل ومضمونة، لأن عمل الله هوَّ: إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً. (يوحنا 8: 36) وحينما نكون أحراراً، نستطيع أن نقاوم كل احتلال، ونرفض كل عبودية، فنقف بالمرصاد بقوة الله مجاهدين ضد الخطية، قابلين كل تأديب من الله بعصا رعاية محبته الأبوية، لتتم حريتنا بالكامل من كل شبه خطية أو ضعف، وبإرادتنا الحرة المسنودة بقوة الله نجاهد ونجاهد ونثبت في الحرية التي حررنا بها الابن الوحيد.فالخطية في طبيعتها: قوة احتلال تحتل النفس وتشوه شكلها وتتعسها وتضعف قوتها، وتصيرها كريهة عند نفسها أولاً بل وعند الآخرين أيضاً حتى تيأس من خلاصها، بل الخطية لا تهدأ ولا تقف عند حدّ بل تقود الإنسان بلا هوادة لطريق الموت بجعل الإنسان عبداً لها مأسوراً منها؛ فالإنسان يصير عبد للخطية حينما تحتل قلبه وتسكن فيه وترتاح وتستقرّ، وعلامة وجودها: هوَّ الاضطراب والحزن والوجع الداخلي وزعزعة السلام، وعدم القدرة على التعامل مع الله، أو قراءة الكلمة والصلاة، بل تصير كل الأعمال الروحية ثقيلة وصعبة جداً على الإنسان، وان استطاع أن يقوم بأي عمل روحي (والحال هكذا)، فيكون إما بدافع الكبرياء أو تخدير الضمير، لذلك فإن الخطية خاطئة جداً: + لأنكم لما كنتم عبيد للخطية كنتم أحراراً من البرّ. فأي ثمر كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستحون بها الآن. لأن نهاية تلك الأمور هيَّ الموت. وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية. (رومية 6: 20 – 22)وبما إننا الآن في عهد النعمة والغلبة وحرية الإرادة بعمل الصليب وقوة القيامة، فكيف نعيش في الخطية بإرادتنا ورغبتنا بعدما متنا عنها؟ + مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي. (غلاطية 2: 20)فكيف ونحن عندنا الروح القدس يسكن أوانينا لا نُجاهد ضد الخطية بالاستناد على شخصه العظيم القدوس، ونحافظ على نعمة الله التي نلناها بموت الرب على عود الصليب، وكيف لا نثبت في حرية المسيح الرب، أي حرية مجد أولاد الله والمسيح الرب نفسه يشع فينا نصرته بروحه الذي فينا !!! __________ يتبع __________ |
||||
10 - 10 - 2016, 07:51 PM | رقم المشاركة : ( 14530 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نكون ابناء ابينا في السموات
حتى نكون ابناء ابينا في السموات هنالك اربع مستويات :- 1- ان نحب قريبنا كحبنا لاتفسنا والقريب قد يكون صديق لنا او عدونا فالموءمن بالرب يسوع المسيح تنسكب المحبة من روحه القدوس في جسد الموءمن وتتدفق منه وتفيض منه للاخرين والقلب المليان محبة لا يفرق بين صديق او عدو فالمسيح بنفسه قد قال( احبوا اعداءكم ) اي ان تصفح وتغفر له بنعمة المسيح التي فيك الم يغفر المسيح لصالبيه الم يغفر استيفانوس لراجميه وقال يا رب لا تقم لهم هذه الخطية والمحبة المتدفقة لا تعرف البغض والكراهية والحسد والحقد لاننا قلوبنا مليانة بالمحبة التي مصدرها هي الله اذ تقول لنا كلمة الله( اذ بين الله محبته لنا اذ وبعد نحن خطاة مات المسيح لاجلنا) فان كان الله خلقنا وهو احبنا كل هذه المحبة فكم بالحري نحن صنع يداه 2(- احسنوا الى مبغضيكم ) اذ يجب ان نعامل من يكرهنا بالمحبة ونسامحه كلما اخطىء الينا لانه قد يكون بسيب كوننا مسيحيين هو يكرهنا اذ قال المسيح( طوبى لكم ان عيروكم وقالوا لكم كلاما شتاما وطردوكم من اجلي فان لكم ملكوت السموات) فان صفحنا لعدونا نثبت له بان المسيح ساكن فينا 3-( باركوا لاعنيكم ) القلب المليان بالمحبة ينبع من لسانه كلام كله بركة ونعمة وسلام وكل شيء صالح للبنيان ولا يعرف ان يلعن اذ ابناء ابليس يكرهون ويلعنون ويحقدون ويشتمون وابناء الله لا تخرج من افواههم اي كلام رديء مطلقا 4- (صلوا لاجل مظطهديكم ) وهنا يختم المسيح اقواله بالصلاة على نية من يسيء الينا لكي نجعلهم يرون المسيح الساكن فينا ونثبت لهم باننا اولاد وبنات الله ابينا الذي في السموات |
||||