![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 14511 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القدّيس* الصدّيق* إبراهيم،* أبو* المؤمنين*… ![]() إبراهيم: كان* اسمه* أبرام* ومعناه* بالآرامية* أب* رفيع*. لكن* الله* غيّر* اسمه* إلى* إبراهيم* الذي* يعني* أب* لجمهور* من* المؤمنين،* إذ* إبراهيم* يعني* *«ابورهام*»* أي* *«أبو* جمهور*»*. *«أَمَّا* أَنَا* فَهُوَذَا* عَهْدِي* مَعَكَ،* وَتَكُونُ* أَبًا* لِجُمْهُورٍ* مِنَ* الأُمَمِ،* فَلاَ* يُدْعَى* اسْمُكَ* بَعْدُ* أَبْرَامَ* بَلْ* يَكُونُ* اسْمُكَ* إِبْرَاهِيمَ،* لأَنِّي* أَجْعَلُكَ* أَبًا* لِجُمْهُورٍ* مِنَ* الأُمَمِ،* وَأُثْمِرُكَ* كَثِيرًا* جِدًّا،* وَأَجْعَلُكَ* أُمَمًا،* وَمُلُوكٌ* مِنْكَ* يَخْرُجُونَ*. تكوين* *٥*:*١٧*). إبراهيم* ،* كما* جاء* في* سفر* أشعياء* *٨*:*٤١* هو* خليل* الله*: *«وأمّا* أنت* يا* إسرائيل* عبدي،* يا* يعقوب* الذي* اخترته،* نسل* إبراهيم* خليلي*»*. من* الأمور* البارزة* في* سيرته*: ![]() * - مغادرته* أرضه* وعشيرته* وبيت* أبيه،* وهو* كبير* في* السن،* إلى* أرض* غريبة* لا* يعرفها*. (الإصحاح* 12*). * - طاعته* للعليّ* عندما* امتحنه* وأمره* أن* يقدّم* له* وحيده* اسحق،* ابن* شيخوخته،* ذبيحة* في* أرض* الموريّا،* والبركة* التي* أسبغها* عليه* نتيجة* ذلك*: *«بذاتي* أقسمت*... أني* من* أجل* أنّك* فعلت* هذا* الأمر* ولم* تمسك* ابنك* وحيدك،* أباركك* مباركة،* وأكثر* نسلك* تكثيرًا* كنجوم* السماء* وكالرمل* الذي* على* شاطئ* البحر*. ويرث* نسلك* باب* أعدائه*..*»* (الإصحاح* 22*). * - استقباله* للرجال* الثلاثة* عند* بلوطات* ممرا* (الإصحاح* 18*)،* وهو* ما* اعتبرته* الكنيسة* صورة* لحضور* الثالوث* القدّوس*. * - الدالة* التي* تحدّث* بها* إبراهيم* إلى* الله* متوسّطًا* من* أجل* سدوم* وعمورة* بعدما* عزم* الله* على* إهلاكهما*. *- الوعد* الذي* قطعه* له* الله* بأنّه* سوف* يجعله* أمّة* عظيمة،* ويباركه* ويعظّم* اسمه،* ويكون* بركة* ويبارك* مباركيه* ويلعن* لاعينه،* وتتبارك* فيه* جميع* قبائل* الأرض*. أما* لوط،* ابن* أخي* إبراهيم،* فكان* بارًّا* وقد* سكن* في* أرض* سدوم،* ولم* يشأ* الله* أن* يهلك* المدينة* قبل* إخراجه* منها،* هو* وأهل* بيته*. وقد* استقبل* ملاكي* الربّ* بالترحاب* وعمل* على* صونهما* من* شر* أهل* المدينة،* ثم* فرّ* هو* ومن* معه* إلى* مدينة* صوغر*. لكن* امرأة* لوط* تطلّعت* إلى* الوراء،* إلى* سدوم،* في* الطريق،* بعدما* حرم* الملاكان* على* لوط* وجماعته* ذلك* فصارت* عمود* ملح* (الإصحاح* 19*). سيرة* ابراهيم*: تبدأ* قصة* حياة* إبراهيم،* عندما* طلب* الله* منه* أن* يهاجر* من* أرضه* ومن* عشيرته* ومن* بيت* أبيه،* إلى* أرضٍ* يُريها* له،* دون* أن* يحدّدها* له* بالإسم*. ترى* لماذا* يترك* إبراهيم* بلاد* ما* بين* النهرين،* التي* كانت* تقع* بين* نهري* دجلة* والفرات* في* العراق،* وهي* بلاد* عامرة* عريقة* في* الحضارة،* ليذهب* إلى* بلد* لا* يعرف* عنها* شيئاً؟ يقول* لنا* الكتاب* المقدّس*: *«بِالْإِيمَانِ* إِبْرَاهِيمُ* لَمَّا* دُعِيَ* أَطَاعَ* أَنْ* يَخْرُجَ* إِلَى* الْمَكَانِ* الَّذِي* كَانَ* عَتِيدًا* أَنْ* يَأْخُذَهُ* مِيرَاثًا،* فَخَرَجَ* وَهُوَ* لَا* يَعْلَمُ* إِلَى* أَيْنَ* يَأْتِي*»* (عبرانيين* 11*:8*). لكن* إبراهيم* عرف* أن* الله* الحقيقي* هو* الذي* يدعوه،* فقد* كان* أهل* بلده* وكلّ* عشيرته* يعبدون* الأصنام،* وقد* عرف* إباهيم* أن* الأصنام* لا* يمكن* أن* تكون* آلهة،* لأن* الناس* يصنعونها* بأيديهم،* وباتالي* هي* لا* تصنع* الناس*. وعندما* أخبر* إبراهيم* أباه* تارح* أن* الله* دعاه* ليهاجر* من* أور* الكلدانيين،* وافق* تارح* أن* يهاجر* هو* أيضًا* منها*. وكان* لتارح* ثلاثة* أولاد*: أبرام* (الذي* صار* اسمه* إبراهيم*) وناحور،* وهاران*. أما* هاران* فكان* قد* مات* في* أور* الكلدانيين* بعد* أن* ولد* ابنه* لوط،* وتزوّج* أبرام* أخته* من* أبيه* ساراي،* وصار* اسمها* سارة*. وساراي* أو* سارة* معناها* أميرة*. وكانت* العادة* في* ذلك* الزمان* أن* يتزوج* الرجال* أخواتهم،* الأمر* الذي* لا* يحدث* اليوم،* إذ* لم* يكن* في* تلك* الأيام* اختلاط* بين* الناس* إلا* بين* أفراد* القبيلة* الواحدة*. مدينة* أور*: كان* تارح* يسكن* مع* أولاده* في* مدينة* أور* الكلدانيين،* وهي* من* أعظم* مدن* العالم* في* ذلك* الزمان،* فقد* كان* بها* المدارس* والأبنية* العظيمة،* كما* كانت* مدينة* تجارية* كبيرة،* فكانت* السفن* تحمل* منها* القمح* والبلح* إلى* البلاد* المختلفة*. وكانت* الأرض* حول* أور* خصيبة* يعطي* قمحها* مئتي* ضعف،* بل* ثلاثمائة* ضعف* أحيانًا*. وقد* يكون* القمح* عُرف،* أول* ما* عُرف،* في* هذا* المكان* من* الأرض*. كان* أهل* أور* وثنيين* يعبدون* آلهة* كثيرة*. كانوا* يعبدون* آلهة* الجمال* والحب* *«فينوس*»،* وقد* عملوا* لها* صنمًا* كبيرًا،* وكانت* الديانة* في* أور* مختلطة* بالفساد،* فقد* كانوا* يعبدون* اثني* عشر* صنمًا* كبيرًا،* وعددًا* كبيرًا* من* الأصنام* الصغيرة*. لكن* إبراهيم* عرف* الله* من* الطبيعة،* فإن* *«اَلسَّمَاوَاتُ* تُحَدِّثُ* بِمَجْدِ* اللّهِ،* وَالْفَلَكُ* يُخْبِرُ* بِعَمَلِ* يَدَيْهِ*»* (مزمور* 19*:1*). لماذا* دعا* الله* إبراهيم؟ ![]() *- الله* المدرك* مكنونات* القلوب،* ظهر* لابراهيم* لأنّه* الراعي* الصالح* الذي* يبحث* عن* كلّ* واحد* منّا*. *- أراد* الله* أن* يكون* إبراهيم* شهادة* لكل* الأرض،* وهذا* ما* ذكره* أشعياء* النبيّ*: *«أنا* أنا* الربّ،* وليس* غيري* مخلّص*. أنا* أخبرت* وخلّصت* وأعلمت،* وليس* بينكم* غريب*. وأنتم* شهودي* يقول* الربّ* وأنا* الله*»*. (تكوين* *٤٣*) في* هذا* السياق* يقول* بولس* الرسول*: *«لِأَنَّهُمُ* اسْتُؤْمِنُوا* عَلَى* أَقْوَالِ* اللّهِ*»* (رومية* 3*:2*). وهو* في* كلّ* عصر* وزمان* يدعونا* لنكون* شهودًا* له*. * - الله،* منذ* اللحظة* الأولى* للسقوط* ويعلن* عن* مجيء* المخلّص* الفادي*: *«وأضع* عداوة* بينك*( الحيّة* أي* الشيطان*) وبين* المرأة،* وبين* نسلك* ونسلها*. هو* (الرّب* المتجسّد*) يسحق* رأسك* وانت* تسحقين* عقبه*(الصليب*) (تكوين* *١٥*:*٣*). وها* الرب* استكمله* مع* الآباء* والأنبياء*. وهكذا* بنسل* إبراهيم،* يُصبح* إبراهيم* بركة* للعالم* كلّه*. *«* وأمّا* المواعيد* فقيلت* في* إبراهيم* وفي* نسله*. لا* يقول*: وفي* الأنسال،* كأنّه* عن* كثيرين،* بل* كأنّه* عن* واحدٍ* وفي* نسلك* الذي* هو* المسيح* (غل* 16*:3*)”*. فدعوة* ابراهيم* هي* دعوة* لكلّ* واحدٍ* منّا،* وكما* إبراهيم* مرّ* بتجارب* كذلك* نحن،* ولكن* من* يصبر* إلى* المنتهى* يخلص*(متى* *١٣*:*٢٤*). إبراهيم* يكمل* الرحلة*: رافق* إبراهيم* في* رحلته* والده* تارح،* ولوط* ابن* هاران* ابن* شقيقه،* وساراي* امرأة* إبراهيم*. فخرجوا* من* أور* الكلدانيين* ليذهبوا* إلى* أرض* كنعان،* وبلغوا* بلدًا* في* الطريق* اسمها* حاران*. قرّر* تارح* أن* يقيموا* فيها* ولم* يشأ* أن* يكمل* الرحلة* إلى* كنعان،* والمسافة* بين* حاران* وأور* تبلغ* نحو* ألف* ومئتي* كيلو* متر*. حاران* معناها* *«محروق*»* أو* *«يابس*»* أو* *«ملفوح*»*. وقرر* تارح* أن* يبقى* في* حاران،* ولا* نعرف* لماذا* بقي* تارح* في* المكان* الجاف* المحروق* دون* أن* يكمل* الرحلة* إلى* مكان* الراحة* والموعد*. وبقيت* العائلة* في* حاران* إلى* أن* مات* تارح*. وبعد* موت* تارح* جاء* صوت* الله* إلى* إبراهيم* مرّة* أخرى* يقول*: *«اذْهَبْ* مِنْ* أَرْضِكَ* وَمِنْ* عَشِيرَتِكَ* وَمِنْ* بَيْتِ* أَبِيكَ* إِلَى* الْأَرْضِ* الَّتِي* أُرِيكَ*. فَأَجْعَلَكَ* أُمَّةً* عَظِيمَةً* وَأُبَارِكَكَ* وَأُعَظِّمَ* اسْمَكَ،* وَتَكُونَ* بَرَكَةً*. وَأُبَارِكُ* مُبَارِكِيكَ* وَلَاعِنَكَ* أَلْعَنُهُ*. وَتَتَبَارَكُ* فِيكَ* جَمِيعُ* قَبَائِلِ* الْأَرْضِ*»* (تكوين* 12*:1*-3*). وقف* إبراهيم* يسمع* صوت* الله* العجيب* مرة* أخرى*. كان* يقدر* أن* يرفض* ولا* يطيع* ويعتذر،* كما* فعل* شابٌّ* غني* جاء* إلى* السيد* المسيح* يسأل* عن* طريقة* الحصول* على* الحياة* الأبدية،* ولم* يقبل* أن* يتبع* المسيح،* لأنه* كان* صاحب* أموال* كثيرة،* فترك* المسيح* ومضى* حزينًا،* لأن* أمواله* كانت* أكثر* أهميّة* عنده* من* طاعة* المسيح* (مرقس* 10*:17*-22*). لكن* إبراهيم* لم* يهتم* البتّة* بغناه،* ولا* بالأرض* التي* كان* يمتلكها* في* حاران،* لكن* قرّر* أن* يطيع* الله* ويسير* بحسب* مشيئة* العليّ* وليس* بحسب* مشيئته*. طاعة* إبراهيم* لله* والعمل* بمشيئة* الرّب* حُسبت* له* برًا*. لقد* عاش* التسليم* الإلهيّ* بالكامل* فأضحى* مثالًا* لجميع* البشر*. ألم* يقل* بولس* الرسول* في* الإصحاح* الثالث* من* رسالته* إلى* أهل* فيليبي*:*«* إني* أحسب* كلّ* شيء* نفاية* لكي* أربح* المسيح*»* وهذا* ما* فعله* برنابا* وكثيرون* أيضًا* إذ* تركوا* ما* لهم* وتبعوا* المسيح*. مواعيد* الله* لإبراهيم*: كانت* مواعيد* الله* لإبراهيم* غريبة،* ولكن* إبراهيم* وثق* فيها* وصدّقها*: * - قال* الله* لإبراهيم* إنّه* سيجعله* أمّة* عظيمة،* مع* أن* زوجته* عاقر* ومتقدّمة* في* السن*. *- أترك* كلّ* شيء* وسر* أمامي* إلى* أرض* لا* يعرفها* حيث* سيكون* وحيدًا* وبعيدًا* عن* أهله* وعشيرته،* وهو* طاعن* في* السن،* أي* في* السن* الذي* يجب* أن* يرتاح* فيه* وليس* ليبدأ* حياةً* جديدة*. ولكن* راحتنا* هنا* هي* أنيّة* بينما* راحة* الله* سرمديّة* آبديّة*. *- *«ستكون* بركة*»*. ستفيض* البركة* من* نسل* إبراهيم،* ويبارك* مباركي* هذا* النسل* ويلعن* لاعنيه*. *«* الرّب* يسوع* سيكون* حجر* صدمة* وعثرة* لكثيرين،* ومن* يقع* عليه* هذا* الحجر* يسحقه*»*. وهكذا* سافر* إبراهيم* من* حاران* إلى* كنعان،* وجهّز* عائلته* ومواشيه* وعبيده* للسفر* الطويل*. هي* مسافة* تبلغ* نحو* خمسمائة* كيلو* متر*. ولا* نعلم* كم* من* الوقت* صرفه* إبراهيم* وعائلته* في* السفر،* فقد* كان* لا* بد* لهم* أن* يسافروا* على* مهل* حتى* تأكل* البهائم* من* المراعي* التي* حولهم*. وأخيرًا* وصلوا* إلى* أرض* كنعان*: إبراهيم* وسارة* ولوط* وزوجته*. مرَّ* إبراهيم* بدمشق* في* طريقه* من* حاران* إلى* كنعان،* وهناك* قابل* أليعازر* الدمشقي،* الذي* جعله* فيما* بعد* وكيلاً* على* أمواله*. وعبر* إبراهيم* ومن* معه* الأراضي* والأنهار،* ولذلك* سمّوهم* العبرانيين،* ومعناها* *«الذين* يعبرون*»* وقد* تجلّي* هذا* الإسم* بعبور* الشعب* اليهودي* مع* موسي* النبي* البحر* الأحمر*. إبراهيم* يُقيم* في* *«بلوطة* ممرة*»*: وعندما* وصل* إبراهيم* إلى* كنعان* أقام* في* شكيم،* ونصب* خيمته* عند* بلوطة* ممرة*. وشكيم* هي* مدينة* نابلس* الحالية،* وتبعد* أربعين* كيلو* مترًا* شمال* أورشليم*. ومعنى* كلمة* *«ممرة*»* معلِّم،* وكانت* في* ذلك* المكان* أشجار* بلوط* كثيرة*. في* الغالب* كان* يجلس* تحت* تلك* الأشجار* معلّمون* يعلِّمون* الشعب* وصايا* الدِّين،* لذلك* صار* اسم* ذلك* المكان* *«بلوطة* المعلم*»* وكانت* أشجار* البلوط* هناك* سببًا* جعل* إبراهيم* ينصب* خيامه* في* ظلّها*. وقد* سكن* إبراهيم* في* خيمته،* وذلك* معناه* أنه* غريب*. لنتوقّف* هنا،* ما* أجمل* هذه* الصورة* المسيانية،* ابراهيم* أب* الجمهور* الكبير* يأتي* غريبًا* مع* زوجته* العاقر،* تحقيقًا* للوعد* الإلهيّ،* وينصب* خيمته* في* ممرا* *«مكان* التعليم*»،* في* الموقع* الذي* يجلس* فيه* معلّمي* الشعب،* ليظهر* الرّب* له* ويُصبح* هو* وإمرأته* مصدر* حياة* لكثيرين*. هكذا* الربّ* يسوع* أتى* غريبًا* ينصب* خيمته* في* وسطنا،* ومن* قَبِله* أعطاه* الحياة* الآبدية،* وعبر* معه* من* الموت* إلى* الحياة،* ونجّاه* من* عقر* االخطيئة،* تمامًا* كما* حصل* مع* ساراي،* زوجة* إبراهيم،* الذي* يعني* اسمها* الأميرة* والنبيلة*. فإذا* كان* ابراهيم* بني* مذبحًا* هناك* للرّب،* في* المكان* الذي* أكل* معه* على* مائدته،* فلكي* يُصبح* قلبنا* مذبحًا* حيًّا* للرّب* نحن* الذين* نأكل* جسده* ونشرب* دمه*. وقد* يكون* من* أجمل* لقاءات* ابراهيم* لقائه* بملكيصادق* الذي* يُعتبر* صورة* مسبقة* عن* الرّب* يسوع* وكهنوته* الآبدي،* ليعود* يستقبلنا* الرّب* بذاته* ويجعلنا* كهنة* ملوكيّين* بنعمة* روحه* القدّوس*. نجد* سيرتهما* مفصّلة* في* سفر* التكوين،* ابتداءً* من* الإصحاح* الحادي* عشر* وامتدادًا* إلى* الإصحاح* الخامس* والعشرين*. مكانة* إبراهيم* في* العهد* الجديد*: يدعى* إبراهيم* في* العهد* الجديد* أبًا* لبني* إسرائيل* (أعمال* 13*: 26*) والكهنوت* اللاوي* (عب7*: 5*) وأبًا* للمسيح* (مت* 1*: 1*)- وغلاطية* (3*: 16*) وأبًا* لكل* المسيحيين* كمؤمنين* (غلاطية* 3*: 29*- ورومية* 4*: 11*) أما* البركات* التي* بورك* بها* فقد* وردت* في* العهد* الجديد* بأسماء* متنوعة* منها* *«الوعد*»* (رومية4*: 13*) *«وبركة*»* (غلاطية3*: 14*) *«ورحمة*»* (لوقا* 1*: 54*-55*) - *«القسم*»* (لوقا* 1*: 73*) *«والعهد*»* (أعمال* 3*: 25*) وقد* قال* المسيح* أن* إبراهيم* رأى* يومه* وفرح* (يوحنا* 8*: 56*) ويذكر* العهد* الجديد* إبراهيم* كمثال* للتبرير* بالإيمان* (رومية4*: 3*-11*- 18*) وكذلك* ذكره* كمثال* للأعمال* الصالحة* التي* بها* أكمل* الإيمان* (يع* 2*: 21*-23*) وطاعة* الإيمان* (عب* 11*: 8*-17*) وقد* أشار* المسيح* إلى* مكانته* السامية* بين* القديسين* في* السماء* (مت* 8*: 11* ولو* 13*: 28*- 16*: 23*-31*). ![]() |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14512 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القدّيسة البارة بلاجيا التائبة ![]() ولادتها*: ولدت* بيلاجية* على* الوثنية* في* مدينة* أنطاكية* العظمى،* وقد* أنعم* الله* عليها* بجمال* أخّاذ* سخّرته* لخدمة* شهوات* نفسها،* فتسبّبت* في* هلاك* الكثيرين*. كانت* أشهر* زانيات* المدينة،* وكانت* راقصة* تستلذّ* استئسار* الناس* حتى* كانت* تخرج* في* شوارع* المدينة* على* ظهر* بغلة،* على* طريقة* أهل* المشرق،* والناس* من* حولها* يواكبونها* كأنها* الملكة* وينادونها*: *«يا* لؤلؤة*»*. ![]() كانت* تتزيّن* بأفخر* الأثواب* وتتحلّى* بالعقود* والخواتم،* عارية* القدمين* تتدلّى* منهما* سلاسل* من* الذهب،* ورائحة* الطيب* تفوح* منها* لتسكّر* الرجال،* لا* سيّما* الشبان* منهم*. وقد* جمعت* من* امتهان* الخطيئة* ثروة* يعتد* بها*. وحدث* مرّةً* أن* كانت* بيلاجية* عابرة* بالقرب* من* كنيسة* القدّيس* يوليانوس،* وكان* واقفًا* أسقف* بعلبك،* نونس،* يتحدّث* إلى* بعض* الأساقفة*. فما* أن* وقع* نظر* الحاضرين* عليها* حتى* استحوا* ونظروا* أرضًا*. وحده* نونس* تطلّع* إليها* وقال*: *«ألأنّ* هذا* الجمال* يخيفكم* خفضتم* عيونكم؟*»* فلم* يفتح* أحد* فاه*. وطأطأ* رأسه* قائلًا*: *«جمال* هذه* المرأة* يسرّني* لأن* الله* اختارها* لتكون* زينة* تاجه،* أمّا* نحن* فلعلّ* الله* يديننا*! ماذا* تظنون،* كم* بقيت* هذه* المرأة* تغتسل* وتتعطّر* لتفتن* المولعين* بها،* فيما* نحن* المدعوين* إلى* التأمل* في* ختن* نفوسنا* الملكيّ* العظيم* والدخول* إلى* فرحه،* لا* نحرك* ساكنًا* لنجمّل* النفوس* ونؤهّلها* له؟*!*»*. ثم* أنّه* في* الليلة* التي* سبقت* يوم* الأحد،* ذلك* الأسبوع،* رأى* نونس* الأسقف* حلمًا*: *«حمامة* سوداء* تحوم* في* الكنيسة* حول* المذبح،* فأمسكها* وألقى* بها* في* جرن* ماء* عند* مدخل* الكنيسة،* فخرجت* من* الماء* ناصعة* البياض* متلألئة،* بهيّة*.*» توبتها*: في* اليوم* التالي،* خطر* ببال* بيلاجية* أن* تأتي* إلى* الكنيسة*. فبعد* قراءة* الإنجيل،* قام* نونس* الأسقف* واعظًا* مفسّرًا* عن* الدينونة* العتيدة* أن* تأتي* على* بني* البشر،* وما* سيكون* عليه* عذاب* الخطأة،* لا* سيّما* الذين* يعثرون* إحد* أخوة* المسيح* الصغار*. وقد* كان* كلامه* قويًّا* ونفاذًا* لدرجة* إنّه* اخترق* نفسها* كالسيف* الحاد،* فاغرورقت* عيناها* بالدموع،* وأحسّت* بفظاعة* ما* أتته* من* خطايا،* واشتعلت* رغبة* في* التوّبة* والتكّفير*. لقد* كسرت* النعمة* قسوة* قلبها* وحدث* العجب*. انصرفت* بيلاجية* إلى* بيتها* مضطربة،* وبقيت* هكذا* طوال* الليل* لا* تهدأ* إلى* حال*. ثم* في* اليوم* التالي* أرسلت* إلى* الأسقف* رسالة* ملؤها* التوبة* والدموع* تتوسّل* فيها* أن* يأذن* لها* بالمثول* لديه،* فاستقبلها* في* حضور* الأساقفة* الباقين*. لما* حضرت* أبدت* من* علائم* التوبة،* دموعًا* وسجدات* وانكسارًا،* ما* جعل* نونس* يسلمها* إلى* الشمّاسة* رومانا* التي* تعهدتها* أمًّا* روحيّة* لها،* ولقّنتها* طرائق* التوبة* وحياة* الفضيلة* إلى* أن* جرت* عمادتها*. وبعد* عمادتها* حملت* بيلاجية* كلّ* ما* لديها* من* جواهر* وذهب* وثياب* فاخرة،* وألقت* بها* عند* قدميّ* الأسقف* قائلةً*: *«هذا* هو* الغنى* الذي* اقتنيته* من* الشيطان،* فافعل* به* ما* تشاء،* أما* الآن* فلست* أرغب* بعد* إلاّ* بالغنى* الذي* أسبغه* علي* ربّي* يسوع*»*. فدعا* الأسقف* المدبّر* ودفع* إليه* بهذه* الثروة* قائلاً*: *«خذ* هذه* ووزّعها* على* الأرامل* والأيتام*...*»*. وكما* كانت* بيلاجية* غيّورة* على* شهوات* نفسها* مجدّة* في* تجميل* بدنها* في* زمن* السوء،* أضحت،* في* زمن* افتقادها،* غيّورة* على* كلمة* ربّها* مجدّة* في* التوّبة* والدموع*. تنسّكها* وتنكّرها* بزي* الرجال*: فبعدما* مضى* عليها* أسبوع* كامل،* اتّشحت* خلاله* بالبياض* على* حسب* عادة* الكنيسة* بالنسبة* للمعمّدين* حديثًا،* قامت* فخلعت* عنها* البياض* وتدرّعت* بالمسح،* وخرجت* تطلب* أورشليم* والأرض* المقدّسة*. هناك* سجدت* أمام* الصليب* عند* الجلجلة،* ثم* تحوّلت* إلى* مغارة* في* جبل* الزيتون* نسكت* فيها* لابسةً* زي* الرجال* ودعت* نفسها* بيلاجيوس*. رقادها*: كرّت* السنون* إلى* أن* حدث* مرّةً* أن* خرج* شمّاس* من* شمامسة* بعلبك* اسمه* يعقوب* عرف* بيلاجية* شخصيًّا* وشهد* هدايتها،* إلى* نواحي* أورشليم*. وهناك* سمع* براهب* ناسك* اسمه* بيلاجيوس* كان* ذكره* على* كل* شفّة* ولسان،* فرغب* في* التعرّف* إليه* وأخذ* بركته*. فجاء* إلى* جبل* الزيتون* إلى* حيث* كانت* المغارة،* ونقر* على* الشباك* فلم* يرد* عليه* أحد* جوابًا*. فنادى،* ولكن* دون* جدوى*. أخيرًا* دفع* الشماس* النافذة* قليلاً* فرأى* جثّةً* ممدّدة* على* الأرض،* فطرح* الصوت،* فجاء* من* جاء* وكسر* الباب*. كان* الناسك* بيلاجيوس* قد* رقد*. وعندما* أراد* الإخوة* أن* يطيّبوا* جسده،* اكتشفوا* أنّهم* أمام* امرأة* لا* أمام* رجل*. في* هذه* اللحظة* بالذّات،* تحرّك* قلب* الشمّاس* وعرف* أنّها* بيلاجية*. كانت* قد* اختفت* منذ* ثلاث* سنين،* ولم* يدر* بأمرها* أحد* بعد* ذلك*. البار* يعقوب* الشمّاس* هو* الذي* كتب* خبرها* المذهل،* وأكمل* حياته* في* الفضائل* ورقد* بسلام*. بيلاجية* التائبة* تسمّى* أحيانًا* بالمجدلية* الثالثة،* بعد* مريم* المجدلية* ومريم* المصرية*. لقد* صدق* فيها* قول* نونس* الأسقف* *«جمال* هذه* المرأة* يسرّ* ني* لأن* الله* اختارها* لتكون* زينة* تاجه*....*»*. ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14513 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صموئيل يفتح الأبواب
![]() صموئيل يفتح الأبواب قد نمرّ سريعًا على كلمات تبدو عادية، بغير مغزى أو معنى عميق، ففي (1صموئيل 15:3) يقول: "وَاضْطَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ، وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ..." وعندما نقرأ أن صموئيل فتح أبواب بيت الرب، نتصوّر أنها مجرّد إضافة لا تعني كثيرًا. فما قيمة أن يفتح إنسان بابًا؟ هذا أمر عادي نعمله كل يوم بغير تفكير. ولعلّنا نتساءل: ولماذا إذًا يسجّله لنا الوحي؟ إذًا فلنرجع إلى الكتاب المقدس لنعرف القصة من أولها. * كان صموئيل صبيًا صغيرًا يعمل في الهيكل، ولم يكن قد سمع صوت الرب من قبل. وكانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام – إلا أنه ذهب لينام بعد أن قضى فترة في الهيكل، وإذا به يسمع صوتًا يناديه باسمه، وظنّ أن المنادي هو عالي الكاهن، فذهب إليه قائلاً: "هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي" وكرر هذا ثلاث مرات. وفي النهاية قال له عالي الكاهن: لست أنا الذي أدعوك. إن تكرَّر الصوت مرة أخرى، فإنه صوت الرب. فقل له: "تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ" وهكذا صار. نادى الرب صموئيل، وحدّثه برسالة خطيرة عن عالي الكاهن وعن المملكة، وأعلن له عن إرادته وعن ذاته. وكان صموئيل في تلك الليلة محلّقًا في أجواء عليا. كان في شركة مع الله، يتحدث الرب بنفسه إليه. ثم يقول الكتاب: " وَاضْطَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ، وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ." وهنا يذكرنا الوحي أن صموئيل الذي رأى هذه الرؤيا الجليلة، لم يأنف أن يقوم في صبيحة اليوم التالي، يؤدي عمله اليومي؛ يفتح أبواب بيت الرب، لأن هذا كان عمله. لم يقل صموئيل في نفسه: أنا سمعت صوت الله... قليل عليّ أن أفتح أبواب بيت الرب بنفسي... لا بد أن تكون لي مهمة أعظم من ذلك. لكن الرؤيا جعلته على العكس من ذلك. يقوم بواجبه أحسن قيام. • العمل بسيط عادي في حدّ ذاته، لكنه يحدثنا عن معان عميقة. يرينا اتجاه حياة عظيمة، ظهرت بوادرها منذ الطفولة... صفات أهّلته ليكون ذلك النبي العظيم. فبعد أن استمع إلى صوت الله القدير، عاد في صبيحة اليوم التالي يؤدي عمله اليومي العادي الذي قد يتأفف كثيرون من القيام به. إن أعمالاً صغيرة تبدو تافهة بغير معنى لغيرنا أو لأنفسنا، يمكن أن تعلن عن اتجاه حياتنا. لذا أرجو أن نكون مخلصين ومدققين في حياتنا، لنكتشف هذه الأعمال، ونتبين دلالتها. وعمل صموئيل كان عملاً له معناه، يستحق وقفة منا لنرى ماذا يحدثنا هذا العمل. • صموئيل رأى هذه الرؤية العظيمة وقام بهذا العمل اليدوي البسيط بعدها. هذا يرينا أن سموّ الاختبار الروحي لصموئيل لم يمنعه من القيام بواجباته اليومية العادية في الحياة. ولعلنا في ذلك اليوم الأخير، حين تنكشف السرائر، نتبيّن أن من أعظم الناس الذين كانوا في شركة مع الله ورأوا من الرؤى ما لم يره سواهم، كانوا يعملون أبسط الأعمال. كانوا بلا مركز اجتماعي على هذه الأرض... كان لهم مركز أسمى في السماء، وشتان بين سمو الرؤى وبين واجبات الحياة اليومية. دعونا لا نحكم على إنسان بدرجته العلمية أو بمركزه في الحياة. إن من يرى صموئيل في ذلك اليوم وهو يفتح أبواب الهيكل يقول: هذا بوّاب. عمله يدوي عادي، ولا يعلم أنه كان الوحيد في ذلك العصر الذي سمع صوت الله، والذي رأى ما لم يره سواه. سوف نكتشف في الحياة الآتية أن صلوات كان تُرفع لتحفظ هذا العالم من الدمار، من أناس يحتقرهم الذين حولهم، ولا يقدّرون عملهم أو مركزهم. • ثم إن هذه الرؤيا التي رآها صموئيل، كان ممكنًا أن تكون عائقًا لصموئيل في القيام بعمله اليدوي. لكنها، في الواقع، كانت دافعًا لأن يؤدي عمله بصورة أمجد. من الممكن جدًا أن يقول صموئيل: أنا الذي سمعت صوت الرب. أنا الذي أعلن لي الرب إرادته ولم يعلنها لعالي الكاهن مع كوني صبي صغير، لا يحق لي ولا يليق بي أن أقوم بهذا العمل. ينبغي أن أرتفع وآخذ مكان عالي. كثيرًا ما يحدث هذا مع الكثيرين منا. نجد شخصًا نال امتياز التجديد، ومن تلك اللحظة نجده يقضي وقته خارج البيت في اجتماعات صلاة وخدمات، ويهمل شركته البيتية وواجباته نحو أهله، لأنه يتصوّر، بحسن نية، أن شركته مع الله تتعارض مع القيام بواجباته البيتية العادية. دعونا نتذكر أن الرؤيا السماوية ينبغي أن تكون قوة دافعة لأن نقوم بالخدمة الأرضية، أحسن مما قمنا بها في الماضي. أنت عرفت المسيح؛ إذًا كن أبًا أفضل لأبنائك... كن زوجًا أرقّ على زوجتك مما كنتَ قبلاً. كن ابنًا أكثر طاعة مما كنت. كوني زوجة أكثر إخلاصًا وخضوعًا مما كنتِ. لنجعل الرؤيا السماوية دافعًا لنا لأن نؤدي أعمالنا الأرضية بصورة أفضل. لا نتهرّب منها ولا نتصوّر أننا أعلى وأعظم من أن نقوم بها. • دعونا نتمثّل بصموئيل ولا ننسى واجباتنا حين تغمرنا أفراحنا الروحية أو نتعمّق في الشركة مع الله. كذلك يحدثنا صموئيل بعمله هذا، عن الحياة المسيحية الحقيقية. هناك أشخاص رؤى، يعيشون فوق مستوى هذا العالم ولا يتأثرون بنا. هم في علية مع الله فوق جبل التجلّي لا ينزلون إلى الوادي. إنهم رجال الرؤى! وهناك رجال حياتهم كلها عمل أرضي، لا يرتقون جبل التجلي، بل يمكثون في الوادي باستمرار! هؤلاء هم رجال الأخلاقيات. ولكن المسيحية خليط من الاثنين؛ هي أن نعتلي جبل التجلي لنستمع إلى صوت الله، ثم ننزل إلى الوادي لكي نحرر من قيّدهم إبليس. المسيحية هي أن ندخل إلى داخل في شركة مع المسيح، ثم نخرج إلى خارج لنحدّث كم صنع الرب بنا ورحمنا. • حين شفى المسيح مجنون كورة الجدريين طلب هذا المجنون بعد شفائه أن يرافق المسيح خارج الكورة، فأجابه المسيح: اذهب إلى بيتك وإلى أهلك وخبّر كم صنع الرب بك ورحمك. لا تجعل الرؤية تمنعك من أن تقوم بالخدمة الواجبة في بيتك. سهل علينا كثيرًا أن نكون مسيحيين خارج بيوتنا، لكن ما أصعب أن نكون مسيحيين داخلها. بعدما نلت خلاصًا وتجديدًا عدْ إلى بيتك، وكن فردًا أفضل في العائلة مما كنت من قبل، وخبّر كم صنع الرب بك ورحمك. إن ما يبدو صغيرًا في الحياة، قد يدلّ على اتجاه الحياة كلها. جميل أن ترتبط حياتنا بأورشليم السماوية، وتتجه أنظارنا إلى المسيح الآتي ثانية لنعيش في المجد، ولكن علينا، في نفس الوقت، أن نتمم مسؤولياتنا على هذه الأرض بصورة أفضل. * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14514 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إلى متى يأكل السيف؟
![]() إلى متى يأكل السيف؟ مسح النبي صموئيل شاول بن قيس، من سبط بنيامين، ليكون أول ملك على شعب الله القديم، وكانت فترة حكم شاول مليئة بالقلاقل والاضطرابات والحروب المستمرة. ولكن مما زاد من أزمة الملك شاول هو كراهيته للنبي داود بن يسى ومطاردته له لسنوات عديدة على أمل قتله والخلاص منه. ولكن الله كان مع داود وأنقذه من يد الملك شاول. * وبعد وفاة الملك شاول، طلب النبي داود في صلاته إرشاد الله وقيادته لحياته في الأيام القادمة. واستجاب الله لصلاة داود وطلب منه التوجه إلى مدينة حبرون (الخليل اليوم). حيث "وَأَتَى رِجَالُ يَهُوذَا وَمَسَحُوا هُنَاكَ دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا." (2صموئيل 4:2). لم يقبل أبنير بن نير رئيس جيش الملك الراحل شاول بالذي حصل، فتمرّد على الملك داود، وقام بتعيين إيشبوشت بن شاول ملكًا على شعب الله القديم. وقد أدى ما أقدم عليه أبنير إلى اشتعال حرب أهلية بين أسباط شعب الله القديم، واستمرت المعارك مدة عامين بين بيت الملك شاول بقيادة رئيس الجيش أبنير، وبيت الملك داود بقيادة رئيس جيشه يوآب بن صرويّة. * وحدث في إحدى المعارك بين الطرفين، وبعد أن سقط عددٌ كبيرٌ من القتلى، أن أبنير نادى يوآب وسأله ثلاثة أسئلة نقرأها : "هَلْ إِلَى الأَبَدِ يَأْكُلُ السَّيْفُ؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهَا تَكُونُ مَرَارَةً فِي الأَخِيرِ؟ فَحَتَّى مَتَى لاَ تَقُولُ لِلشَّعْبِ أَنْ يَرْجِعُوا مِنْ وَرَاءِ إِخْوَتِهِمْ؟" (2صموئيل 26:2) استجاب يوآب بخبثٍ لطلب أبنير وتوقف السّيف عن القتل لفترة قصيرة جدًا. ولكن يوآب كان طوال فترة الهدنة يتصيّد فرصةً مناسبة للقضاء على أبنير، وفعلًا تم له ما أراده، وقام بقتل أبنير غدرًا : (راجع 2صموئيل 27:3). أيّ أنه حتى في فترة الهدنة، كان يوآب يخطط لاستخدام السّيف، وكانت استجابته المبدئية لأبنير مجرّد خدعة وقتية بانتظار الفرصة المناسبة للانتقام والقتل. حصلت هذه القصة في السنة الألف قبل الميلاد، أي منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة. وحتى اليوم، ما يزال العقلاء والمؤمنون وخائفو الله ودعاة السّلام يسألون: "هَلْ إِلَى الأَبَدِ يَأْكُلُ السَّيْفُ؟" أجل، إلى متى سيستمر الناس في قتل بعضهم البعض؟ ومتى تتوقف الحروب وسفك الدّماء؟ كان أبنير ابن عم الملك شاول، ونعرف ذلك مما جاء في : (1صموئيل 5:14) "... وَاسْمُ رَئِيسِ جَيْشِهِ أَبِينَيْرُ بْنُ نَيْرَ عَمِّ شَاوُلَ."، واسمه يعني "أبو النور". بعد موت شاول، أخذ أبنير على عاتقه مسح إيشبوشت بن شاول ملكًا على إسرائيل بدافع الوفاء لابن عمه الملك الراحل شاول، ظانًا أنه بهذا العمل سيخدم شعب الله. ولكن إرادة الله كانت أن يصبح داود ملكًا على الشّعب وليس غيره. وفي خضم الحرب الأهلية بين أسباط شعب الله القديم، نجد أبنير ينطق بأسئلة تدل على حكمة رجل اختبر الحياة، فقد كان يومها متقدِّمًا بالسن. * السؤال الأول: هل إلى الأبد يأكل السّيف؟ نجد في السؤال تشبيهًا رهيبًا للسيف وكأنه وحش مفترس يأكل الناس على مرِّ العصور دون أن يشبع. وللأسف الشّديد فإن السّيف والحروب لا تزال تقتل أعدادًا لا حصر لها من النّاس، وتدمّر مصادر لا تحصى من الحياة. فالحروب شرّ وجريمة ضد الإنسانية. أخذ السيف اليوم شكل سفن حربيّة وغواصاتٍ نوويّة، وطائرات حربيّة فائقة السّرعة والتقنيّة، ودبابات ومجنزرات وصواريخ عابرة للقارات، وقنابل ذكيّة وعنقوديّة ونوويّة وذريّة وهيدروجينيّة لا تُبقي أثرًا للحياة. أمام هذا الجنون الصارخ، علينا أن نضع سؤال أبنير في وجه دعاة الحروب والموت: "هل إلى الأبد يأكل السّيف"؟ ألا يكفي سفك دماء وحروب؟ أما حان لنا أن نطيع رب المجد يسوع الذي علمنا في عظته الخالدة : "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ." (متى 9:5) ألا نتأمل في قوله للرسول بطرس : "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!" (متى 52:26) وما أصدق كلمات رب المجد يسوع، وما أحوج البشريّة لسماعها؟ فكل الذين حملوا السّيف انتهت حياتهم بالسّيف: "فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا." (غلاطية 7:6) * السؤال الثاني: ألم تعلم أنها تكون مرارة في الأخير؟ الحروب والقتل والعداوة تولّد مرارة في القلوب. والمرارة تشير إلى حقد مترسخ ودفين يدمر النّفس البشريّة. نقرأ في إرميا "... فَاعْلَمِي وَانْظُرِي أَنَّ تَرْكَكِ الرَّبَّ إِلهَكِ شَرٌّ وَمُرٌّ"، (إرميا 19:2) فالمرارة مرتبطة بالشّر، وعالمنا اليوم مليء بشرور ناتجة عن أحقاد وكراهية أعمت بصيرة أصحابها. وهكذا فإن دائرة الشّر مغلقة: فالحرب والقتل تقود إلى المرارة، والمرارة والأحقاد والعداوات تقود بدورها إلى الحرب، وبذلك لا يتوقف السّيف عن أكل حياة النّاس. ويشهد تاريخنا المعاصر بقوة على صدق كلمة الله، ونحن اليوم نشهد بروز الأحقاد الدّفينة الناتجة عن المرارة المعشّشة بين جماعات دينيّة في شرقنا الجريح. وها هو السيف كالوحش المفترس يأكل الناس بنهمٍ شديد. * السؤال الثالث: حتى متى لا تقول للشعب أن يرجعوا من وراء إخوتهم؟ جاء طرح أبنير لهذا السؤال على يوآب للتذكير بأن المعركة كانت بين إخوة، فكلا الطرفين كانا من شعب الله القديم. وهنا نجد تذكيرًا لنا كبشر بأننا جميعًا أبناء وبنات آدم وحواء، فكل النّاس إخوة في البشرية والإنسانية. ويوجد أيضًا من هم إخوة في الإيمان والعقيدة والمبدأ والدّين والأيديولوجية والوطنية والقومية والعرق والانتماء، ومع ذلك يتحاربون ويقتلون بعضهم البعض. طرح قائد جيش سؤاله على قائد جيش آخر: " فَحَتَّى مَتَى لاَ تَقُولُ لِلشَّعْبِ أَنْ يَرْجِعُوا مِنْ وَرَاءِ إِخْوَتِهِمْ؟ " أي دعاه إلى وقف الحرب والقتال بين الإخوة، بأن يطلب من جنوده التوقّف عن محاربة إخوتهم وقتلهم. دعاه إلى إسقاط السّيف وحمل غصن الزيتون. وما أحوج عالمنا اليوم إلى قادة حكماء يخاطبون خصومهم بلغة السّلام، حتى تتوقف الحروب ولا يقتل النّاس بعضهم البعض. • كانت الحرب الأهلية الأولى بين أسباط شعب الله القديم بدافع شهوة المُلك والسّيطرة، وما يقود ذلك إلى مجدٍ أرضي ومكاسب ماليّة وماديّة من أراضٍ وخيرات وممتلكات. ولم تتغيّر أسباب الحروب حتى يومنا في القرن الحادي والعشرين. وستبقى كلمة الله تصدع بالحقيقة وتكشف أعماق النّفس البشريّة، حيث نقرأ في رسالة يعقوب 1:4 تلخيصًا بليغًا ومكثفًا وعميقًا بأن سبب الحروب هو : " لَذَّاتِكُمُ الْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟." (يعقوب 1:4) أربع كلمات فقط، ولكنها تضع النّقاط على الحروف: سبب الحروب هي اللذة في السّيطرة والحكم والتملّك والسّلطة والمال. هذه الشّهوة تشعل نارًا في قلب وعقل وكيان ووجدان أصحابها، وتدفعهم إلى الحروب لتحقيق طموحهم وشهواتهم دون أي اعتبار للنفوس التي تُقتل، والنّساء التي تُثكل، والأطفال الذين يصبحون أيتامًا أو حتّى يُقتلون. يعمل السّياسيون والصّحفيون والمؤرخون على استنباط وتعداد جملة من الأسباب السّياسية والاقتصاديّة والاستراتيجيّة والعسكريّة وحتّى الدينية لتفسير أسباب الحروب والقتل والدّمار في العالم اليوم. وهذه الأسباب في جملتها تتفق مع إعلان الله في الإنجيل المقدّس. لأننا لو حلّلنا الأسباب المتنوعة التي يتحدّث عنها خبراء ودعاة وقادة الحروب، سنجد أنها تعبير وتجسيد صارخ عمّا يشتعل في داخل النّفس البشريّة من رغبة جامحة ومجنونة في المال والثروة والسلطة والجنس والمجد الأرضي. • يعلمنا ربنا يسوع في الإنجيل المقدّس ألا نطلب شهوة العالم، وأن نكون مكتفين بما عندنا، ونصلي من أجل سلامة جميع النّاس وخلاص كلّ النّاس. عندما اقتلع نبوخذنصر شعب الله القديم من وطنهم وسباهم، كتب إرميا النبي إليهم رسالته المعروفة في 7:29 من سفره قائلًا: " وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ. " (إرميا 29: 7) طلب إرميا من شعب الله أن يصلوا لسلام مدينة الأعداء الذين دمروا وطنهم وعاصمتهم وهيكلهم، والذين نهبوا خيرات بلادهم وأخذوهم أسرى وعبيدًا. والحكمة من هذه الصّلاة هي أن سلام مدينة الأعداء يقود إلى سلام من يعيشون فيها. وشعب الله كان من الناس الذين فيها. • والكنيسة اليوم مشتتة في العالم. ويعيش المؤمنون بالرب يسوع في أوطان وبلدان كثيرة لا يعرف قادتها وحكامها الله الحقيقي، ولا يعرفون محبته التي تجسدت بموته على الصّليب من أجل خطاياهم. لذلك على الكنيسة أن تصلي من أجل سلام هذه الدّول وهذه الشعوب، على أن يكون هذا السّلام شاملًا للناحيتين الرّوحية والماديّة. السلام الروحي مع الله والذي يناله الإنسان بالتّوبة عن الخطايا وقبول المسيح ربًا ومخلّصًا لحياته. والسّلام المادي، أي انتهاء حالة الحرب والعداء والقتل بين الناس. نعيش اليوم في عالم مهدد بمخاطر حروب مدمّرة، ونخاف أن يستمر السّيف كالوحش يأكل النّاس بلا توقّف. لذلك لنتذكر دعوة الرب لنا ككنيسة بأن نكون دعاة محبة بين النّاس. دعاة سلام حقيقي. دعاة توبة وتوقّف عن حياة القتل والشر والعداء. * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14515 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العشور $ البكور $ النذور ![]() لقداسه البابا العشور العشور هى أيضاً أقدم من الشريعة المكتوبة. نسمع عن أبينا يعقوب لما رأى سلماً بين السماء والأرض، أنه قال الله " إن كان الله معى وحفظنى.. ورجعت بسلام إلى بيت أبى، يكون الرب لى إلهاً.. وكل ما تعطينى فإنى أعشره لك " (تك 28: 20 – 22). ولعل يعقوب قد أخذ فكرة العشور عن جده أبينا ابراهيم، الذي قدم العشور إلى ملكى صادق كاهن الله العلى " فأعطاه عشراً من كل شئ " (تك 14: 20). ثم أمر الله بالعشور في الشريعة أيام موسى النبى. فقال " تعشير كل محصول زرعك الذي يخرج من الحقل سنة بسنة " (تث 14: 22). " وكل عشر الأرض من كل حبوب الأرض وأثمار الشجر، فهو للرب، قدس للرب.." (لا 27: 30). " عشر حنطتك وخمرك وزيتك " (تث 12: 17) (تث 14: 23) " وأما كل عشر البقر والغنم، فكل ما يعبر تحت العصا، يكون العاشر قدساً للرب " (لا 27: 32). وبالإجمال لخص زكا العشار كل في عبارة واحدة قال فيها " وأعشر جميع أموالى " (لو 18: 12) أو هى عبارة أبينا يعقوب أبى الآباء " وكل ما تعطينى أعشرة لك " (تك 28: 22) حتى الكاهن الذي كان يأخذ العشور من الشعب، كان يقدم عشرها للرب، رفيعة للرب. وكانت أعشار هذه تسمى الرفائع (عد 18: 26، 28). و الذي لا يدفع العشور، يعتبر أنه سلب الرب. ورد هذا صراحة في سفر ملاخى النبى، حيث قال الرب " أيسلب الإنسان؟! فإنكم سلبتمونى. فقلتم بما سلبناك؟ في العشور والتقدمة.. هاتوا جميع العشور إلى الخزنة. وجربونى قال رب الجنود: إن كنت لا أفتح لكم كوى السماء، وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع.." (ملا 3: 8-10) المال الذي لا تدفعه في العشور، هو مال ظلم. لأنك سلبت فيه الرب، وظلمت الكنيسة كما ظلمت الفقراء أصحابه.. لذلك قال السيد الرب " اصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم " (لو 16: 9). هؤلاء الأصدقاء هم الفقراء الذين يصلون من أجلكم " حتى يقبلوكم في المظال الأبدية " حتى إن كنت محتاجاً، ادفع العشور متمثلاً بتلك المرأة التي دفعت من أعوازها (لو 21: 4). ولعل البعض يسأل هنا: هل نعطى أقربائنا من العشور؟! نعم، اعطهم إن كانوا محتاجين. فإن الرسول يقول " إن كان أحد لا يعتنى بخاصته ولا سيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان وصار شراً من غير المؤمن " (1تى 5: 8).. إذن أعطهم، ولكن لا تعطهم وحدهم. لئلا يظن أن مجرد الواجب، أو رابطة الدم، هى التي دفعتك للعطاء. فإن أعطيتهم الكل، تكون قد بخست حق باقى الفقراء المستحقين معهم أو الذين قد يكونون استحقاقاً للعطاء منهم.. كل مال يصل إليك، إفرز عشره للرب.. سواء كان مرتبك الثابت، أو موارد أخرى إضافية، أو منحاً أو موارد طارئة. سواء كان مالاً أو أشياء عينية تعرف قيمتها ويدفع عشرها.. الكل تخصم عشره، وتفرزه في صندوق خاص بالرب. ولا تقع في الخطأ الذي يقع فيه كثيرون: إذ ينفقون من إيرادتهم اولاً، ثم يفحصون هل تبقى لله شئ أم يتبق!! جاعلين استحقاقات الرب في آخر القائمة، أو قد ينسونها! أو يعتبرون مصروفاتهم الأخرى تحت قائمة الضروريات. أما نصيب الرب، فمن الكماليات أو من الفائض! أما أنت فاخصمه من إيرادك مباشرة، كما كما تخصم منك أمور رسمية معينة.. و اعلم أن العشور هى الحد الأدنى في العطاء. إنها تدخل في العطاء اليهودى وليس المسيحى. أما في المسيحية، فيقول الكتاب " من سالك فاعطه " (مت 5: 42). ويقول أيضاً " لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض.. بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء " مت 6: 19، 20). إذن لا يصح أن تكتفى بدفع العشور، ولا تعطى من يحتاج بينما عندك ما تكنزه. و لا تقل عند دفع العشور إن الله قد استوفى حقه!! أو استوفى كل حقه عليك!! و يستريح ضميرك عند هذا الحد، وتغلق قلبك أمام طلبات المحتاجين! فإن الكتاب يقول "من يسد أذنيه عن صراخ المسكين، فهو أيضاً يصرخ ولا يستجاب" (أم 21: 13).. لتكن المحبة ثابتة في قلبك، ولا تتعامل مع الله ومع الكنيسة ومع الفقراء بعلم الحساب دون القلب!! وكلما عرضت أماك مناسبة لعمل الرحمة، لا تغلق أمامها قلبك بحجة أنك قد دفعت العشور... فى عطائك ارتفع فوق مستوى العشور.. فقد قال السيد المسيح له المجد "إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسين، لن تدخلوا ملكوت السموات " (مت 5: 20). والكتبة والفريسيون كانوا بلاشك يدفعون العشور. إذن لابد أن تدفع أكثر. لا تكن ناموسياً تكتفى بحرفية الناموس. إنما في عطائك تعامل بقلبك وبحبك0 ولا تحب مالك أكثر مما تحب الفقراء. واذكر قول الرب " إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء " (مت 19: 21). وإن سمعت هذه العبارة، فلا تمضى حزيناً مثل الشاب الغنى الذي كان أول من سمعها.. على أن العشور ليست هى كل شركة الرب في مالك. تابع |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14516 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البكور نسمع عرضاً عن البكور في تقدمة هابيل البار الذي قدم من " أبكار غنمه ومن سمانها " (تك 4:4). يعنى أفضل ما عنده. وكان ذلك طبعاً قبل الشريعة المكتوبة..أما في شريعة موسى، فقد نظم الله البكور في كل شئ، سواء في الإنسان أو الحيوان، أو في ثمار الأشجار. فعن بكور المواليد، قال: "قدس لى كل بكر، كل فاتح رحم.. من الناس ومن البهائم. إنه لى" (خر 13:2). وكان الأبكار من كل الشعب من نصيب الرب يخدمونه، إلى أن استبدلهم بسبط لاوى وبنى هرون. فهم الأبكار بالمعنى الرمزى أو الروحى.. وحتى بعد اختيار سبط لاوى، ظل البكر بمكانته كقدس للرب، تقدم عنه ذبيحة في الهيكل. وهكذا قيل عن السيد المسيح في يوم الأربعين لمولده " صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب. كما هو مكتوب في ناموس الرب إن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوساً للرب، ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب "(لو : 22، 23). فما الذي نقدمه للرب من أولادنا؟! ألا يشمل العطاء الأبناء أيضاً؟! إن لم يكن كل بكر، فعلى الأقل بعض الأبناء.. إن لم يكن الإبن الوحيد، كما ذهب أبونا ابراهيم ليقدم ابنه وحيده اسحق، فعلى أحد الأبناء.. إن كان مطلوباً للرب ككاهن أو راهب، أو لخدمة التكريس أياً كانت.. إن تقدمة البكور أقوى من العشور.. لأنها تكون كل ما للإنسان في ذلك الوقت، فالابن البكر عند ولادته يكون هو الابن الوحيد، وعندما قدمت حنة ابنها صموئيل، كان وقتذاك ابنها الوحيد. وحينما صار يوحنا نصيباً للرب كان هو الابن الوحيد لزكريا واليصابات. وأيضاً السيد المسيح هو الابن البكر للعذراء، وهو أيضاً ابنها الوحيد، ليس فقط وقت ولادته، إنما خلال كل حياتها.. الابن البكر له مكانته الكبيرة، وله فرحته وإعطاؤه للرب يحمل تفضيلاً للرب على النفس بالنسبة إلى المعطى. ولم تقتصر وصية البكور على الابن البكر، إنما شملت كل البكور، فأمر الرب من جهة: بكور المحاصيل، وثمار الأشجار. وقال في ذلك " أول أبكار أرضك تحضره للرب إلهك " (خر 23: 19). " تأتون بحزمة أول حصيدكم إلى الكاهن. فيردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم " (لا 23: 10). " تأخذون من أول كل ثمر الأرض.. وتضعه في سلة.. وتأتى (به) إلى الكاهن.. ثم تضعه أمام الرب إلهك " (تث 26: 2-10) كذلك أمر الرب من جهة بكور الحيوانات. فقال " تقدم للرب كل فاتح رحم، وكل بكر من نتاج البهائم التي تكون لك، الذكور للرب. وكن كل بكر حمار تفديه بشاه " (خر 13: 12، 13).. "لى كل فاتح رحم. كل ما يولد ذكراً من مواشيك، بكراً من ثور وشاة. أما بكر الحمار فتفدية بشاه" (خر 34: 19). و أيضاً أول العجين.. حتى حينما يعجنون للخبز، ورد في سفر حزقيال " وتعطون الكاهن أوائل عجينكم، فتحل البركة على بيتك " (خر 44: 30). وهكذا يأخذ الرب من أوائل (بكور) كل الذي لك. فتجعل الرب أولاً في كل شئ. يكون أول من يأخذ من شجرك وأرضك وغنمك وبهائمك، بل أيضاً أول نسلك. فيبارك الرب الكل. وحتى حينما أخذ اللاويين بدلاً من الأبكار، طلب أن تقدم ذبيحة عن بكرك، لتفديه، فقال " وكل بكر إنسان من أولادك تفديه " (خر 13: 13، 15). كيف ننفذ إذن وصية البكور في أيامنا. ليست ثروة كل الناس محاصيل الأرض أو نتاج الماشية والأغنام. ففى عصرنا الحاضر: *تدفع للرب أول مرتب تستلمه في وظيفتك، ويفضل أول شهر من مرتبك. فالذى يعين في وظيفة في الربع الأخير من الشهر، هل يكفى أن يدفع هذا الربع باعتباره البكور؟ *تدفع للرب أيضاً أول علاوة، وأول زيادة في ترقيتك، وأول منحة، وأول أجر لعمل إضافى: بالنسبة إلى الطبيب مثلاً أول كشف أو أول عملية جراحية. وبالنسبة إلى المدرس أول درس خصوصى.. وهكذا في باقى الحرف والوظائف. تابع |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14517 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() النذور و النذور هى شئ آخر غير العشور والبكور. هى تعهد منك أمام الله، في حال عير يقدمه الله لك، أو مساعدة في أمر ما، أو إنقاذ ومن أجمل وأشمل ما ورد عن النذور في الكتاب، ما ورد في سفر الجامعة الاصحاح الخامس. حيث يشمل: الوفاء بالنذر، عدم تأخيره، عدم تغييره.. فقيل: " أوف بما نذرته. أن لا تنذر خير من أن تنذر ولا تفى " (جا 5: 4، 5) " إذا نذرت نذراً لله، فلا تتأخر عن الوفاء به " (جا 5: 4). " لا تستعجل فمك، ولا يسرع قلبك إلى نطق كلام قدام الله.. لا تقل قدام الملاك أنه سهو. لماذا يغضب الله على قولك ويفسد عمل يديك " (جا 5:2، 6). وحينما نتكلم عن النذر، نقصد نذر المال أو نذر الحياة لا تتسرع في أن تنذر شيئاً للرب لا تقدر فيما بعد على تنفيذه. ولا تنذر البتولية مثلاً في حالة انفعال روحى، ثم تدرك أنك غير مستطيع أن تحيا هذه الحياة. فبدلاً من النذر، قدم رغباتك كصلاة.. قل له: يا رب، هذه هى أمنية قلبى. فإن رأيت أن ذلك نافع لى وممكن، حققه لى، وامنحنى القوة على التفيذ. ولتكن مشيئتك في حياتى. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14518 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما علاقة العذراء بالعلّيقة ؟ ![]() من الرموز العميقة والرائعة التي وردت في العهد القديم كاشارة الى العذراء مريم والى دورها في سرّ التدبير الخلاصي، هي العُلّيقة التي رآها موسى النبي لمّا كان يرعى قطيع الغنم في البرّية، عندما استرعى انتباهه شجرة علّيق في المكان، كانت النار في وسطها ولكنها لم تكن تحترق! فكلّمه الله من خلالها وأرسله الى فرعون من أجل خلاص شعبه (راجع سفر الخروج فصل 3). وقد وجدَ الآباء القديسون الملهمون من الله في هذه الحادثة اشارة مُسبقة ورمزاً واضحاً الى سرّ تجسُّد الاله،الكلمة الأزلي من أحشاء البتول القديسة مريم في ملء الزمان، حيث حلّت في أحشائها النقية نار الألوهية الفائقة الجوهر، دون أن تُحرقها أو تؤذيها، لأن الكلمة الأزليّ حلّ في بطنها حلولاً أقنومياً (شخصانياً)، وبمسرّة الآب وقوّة الروح القدس وتظليله لها، نسجَ الابنُ لذاته من دمائها الطاهرة لحماً ودماً، متَّخذاً الطبيعة البشرية كاملة، صائراً انساناً مثلنا في كل شيء ما خلا الخطيئة. وتزخَر الصلوات الأرثوذكسية جداً بالاشارة الى هذا الأمر، خصوصاً قانون المدائح للسيدة، نذكر منها على سبيل المثال: " أيتها البتول القديسة البريئة من الفساد، انّ موسى أدرك في العُلّيقة سرّ مولدكِ العظيم..." (الأوذية الثامنة) "افرحي يا عُلّيقة غير محترقة..." (الأوذية السادسة). الأيقونة المرفقة هي من دير القديس سابا، وتمثّل حلول النار في العلّيقة دون أن تحترق، وتظهر العذراء تحمل المسيح في أحشائها في وسط العلّيقة، مشيرة الى العلاقة بين الرمز واكتمال تحقيقة عبر التجسّد الالهي، ويظهر ملاك الرب مخاطباً موسى من خلالها، وهو يخلع نعليه من رجلية احتراما لقدسية المكان كما أمره الرب، ونراه يحني رأسه توقيراً، ويحجُب وجهه بيده خوفاً واجلالاً لرهبة الرؤيا الماثلة أمامه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14519 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هناك إله واحد حقيقي. ![]() كل البقية مزيفين، مجرد زاعمين لعرش الصالح. لكن مثل الأثينيون فى أعمال الرسل 17، عالمنا يستمر فى وضع صنم وراء صنم فى المكان الذي يجب ان يكون لله وحده. لكن، يمكننا ان نكون مختلفين! يمكننا ان نعيش كأمثلة مضيئة لإله العدل، الصلاح، الرحمة، والنعمة. يمكننا ان نعكس قداسته، ونشارك أمله للتائهين، ونصنع فارقاً حقيقياً فى عالمنا. لذا فلنبدأ بفعل ذلك — اليوم! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14520 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا الصليب في التقليد الروميّ الأرثوذكسيّ يُرسَم بأربعة مسامير وليس بثلاثة مسامير ؟؟ ![]() أحياناً نرى بعض الصُلبان بثلاثة مسامير (مسمار في كل يدّ ومسمار واحد في القدَمين) وهو المألوف والدارج في الغرب. وهذه تعكس لنا تاريخياً طريقة الرومان في اجراء عملية الصلب بغرز مسمار في كل يدٍ، وبتثبيت القدَمين معاً بمسمارٍ واحد. ولكن الأيقونة البيزنطية بتميُّزها وفرادَتها (كما هي دائماً) تذهب الى أبعد من ذلك وتتخطّى حدود الزمان والمكان وتعلو فوق حاجز المُعطيات التاريخية والتفاصيل الجامدة، لأن الأيقونة البيزنطية كانت ولا زالت "مدرسة" نتعلَّم منها وبواسطتها الحقائق اللاهوتية والعقائدية والروحية العمليّة، بخطوطها وألوانها بكل ما تتضمّنه من تفاصيل صغيرة... يرمز كل مسمار الى النذور الرهبانية الأربعة التي ينذرها الراهب في الدير وهي: نذورالفقر، العفة، الطاعة، والصبر. فبعد أن ينذر مُتعهّداً بحفظ ذاته في حياة الفقر الطوعيّ الاختياريّ مُتجرّداً عن مُمتلكات الدنيا ومقتنياتها، وحفظ نفسه في العفّة والبتولية والطهارة، والطاعة للرئيس ولسائر الأخوة الرهبان، بعد ذلك يتوجّه رئيس الدير الى طالب الترهُّب قائلاً له: "أتحتَملُ بصبرٍ جميع أحزان السيرة الرهبانية وضيقاتها لأجل ملكوت السماوات ؟". فيجيب: "نعم بمؤازرة الله أيها الأبُ المُكرَم" (راجع كتاب "الأفخولوجي الكبير" - خدمة التصيير للأسكيم الرهباني الصغير صفحة 207). حيث يُشير المسمار الرابع (الاضافي) في قدميّ المسيح الى "نذر الصبر" على جميع ضيقات الحياة الرهبانية، هذا "النذر الرابع" الذي ينطق الراهب (أو الراهبة) الروميّ الأرثوذكسيّ مُتعهّداً بالوفاء والالتزام به مدى حياته.. فالراهب بعد أن يمضي على وجوده في الدير عدّة سنوات قد يتعرّض لتجربة الشيطان ويدفعه للشعور بالضيق والمَلَل والتعب من حياة الصلاة والنُسك والجهاد الروحيّ المتواصل، ويوسوس له بأنّ كل أتعابه باطلة لا جدوى منها، وذلك كي يدفعه الى ترك الدير والتخلّي عن الرهبنة فيخسر اكليلها العظيم.. من هنا تأتي أهميّة التشديد على ضرورة الثبات والصبر في حياة الجهاد الروحيّ (وهو أمرٌ لا يخصّ الرهبان وحسب بل والمسيحيين جميعاً) الذي به نربح المعركة ضدّ الشيطان وتجاربه "بصَبركُم تَقتَنونَ أنفُسَكُم"(لوقا 19:21)، وتدعونا الكنيسة الى التمسّك بفضيلة الصبر وكأنّه "مسمارٌ رابع" مؤلمٌ يستنزفُ منا دم الوقت والتعب والجهاد، ويشدُّنا الى صليبنا اليوميّ مُعزّياً ومُبشّراً بالقيامة والحياة، ومُذكّراً ايانا بوعد الرب الصادق: "من يصبر الى المُنتهى يخلُص" (متى 10: 22) ينبُع كل ذلك من حقيقة مفهوم الأرثوذكسية العميق للحياة الرهبانية ولحياة الراهب على أنها صلبٌ يوميٌّ للذات المُتمثّلة بالأنانية والغرور والطمع والكبرياء والاستعباد للمال والمجد الفارغ، وموتٌ عن شهوات الانسان العتيق لتُزهر فينا أزهار الحياة الجديدة بالمسيح الحيّ القائم من بين الأموات "الذين هم للمسيح قد صَلبوا الجَسدَ مع الأهواء والشهوات " (غلاطيه 5: 24). "مع المسيح صُلِبتُ لكي أحيا -لا أنا- بل المسيحُ يحيا فيَّ (غلاطية 2: 20). وسام ريناوي. |
||||