11 - 12 - 2023, 10:48 AM | رقم المشاركة : ( 145131 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي خزانة المؤمن التي يُقَدِّمها السيد المسيح له سوى السماء (مت 6: 19-21). فسفر يشوع بن سيراخ يلهب القلب بالالتصاق بالمُخْلِص، والتعرُّف على رسالته وأسراره، والتمتُّع ببهجة وصاياه. دعاه الآباء مثل يوسابيوس وغيره "الحكمة كلية الفضيلة"، ودعاه إكليمنضس السكندري "المُعَلِّم". يقول العلامة أوريجينوس: [الكتاب الذي بين أيدينا يُحسَب عادة بين أسفار سليمان ويُدعَى كتاب الكنيسة Ecclesiasticus، أما بين اليونانيين فيُدعَى حكمة يسوع بن سيراخ[2].] عنوانه السرياني في البشيطة[3] هو سفر "يشوع بن سمعان أسيرا"، وذلك كما ورد في نسخة لندن المتعددة اللغات، ودُعِي أيضًا "سفر الحكمة لبار أسيرا (كلمة "بار" في السريانية تُقابِل كلمة "ابن" في العبرية). ولا شك أن "أسيرا" مشتقة من اسم "سيراخ". يستخدم البعض ابن سيرا Ben Sira لواضع السفر، وسيراخ للسفر نفسه[4]. السبب في وجود الكثير من النسخ العبرية بدون عنوان، افتقارها إلى القطعة الختامية، ومع ذلك أشار البعض إلى نسخة عبرية قديمة تحمل عنوان "أمثال ابن سيراخ"، إلا أن الاحتمال الأكثر هو أن النسخة الأصلية كانت تحمل اسم "حكمة ابن سيراخ" كما جاء في التلمود أو "تعليم ابن سيرا". |
||||
11 - 12 - 2023, 10:50 AM | رقم المشاركة : ( 145132 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قانونية سفر يشوع بن سيراخ[5] تَعْتَبِر الكنائس الرسولية (الكاثوليك والأرثوذكس) السفر جزءًا من العهد القديم، أما اليهود والبروتستانت فيحسبونه من الأسفار المنحولة، وإن كان له تقديره الخاص ككتابٍ كنسيٍ عند بعضهم. جاء السفر في التقليد الكاثوليكي بين سفر حكمة سليمان وإشعياء، وعند الأرثوذكس ما بين الحكمة وهوشع. أما البروتستانت فمع عدم اعترافهم به كسفر قانوني، إلا إنه يُطبَع أحيانًا في الدراسات الخاصة بالكتاب المقدس، كما في طبعة[6]New Revised Standard Version. بالنسبة لليهود، تأثَّروا بعوامل كثيرة لها اعتبارها من جهة نظرتهم للسفر. 1. كان اليهود المُتحدِّثين باليونانية في فلسطين وأرض الشتات قبل المسيحية يحسبونه كأحد كتاباتهم المقدسة، إذ كان من ضمن الأسفار الواردة في الترجمة السبعينية كعملٍ يهوديٍ. 2. في القرن الأول ق.م. كانت جماعة الماسادا Masada اليهودية لديها نسخة من الكتاب بالعبرية كُتِبَت بطريقة شعرية stoichiometrically. ينقسم السطر إلى قسمين، العمود الأول يظهر على الجانب الأيمن والثاني على الجانب الأيسر. بعض اليهود يبدو أنهم قبلوه كسفرٍ مُقَدَّسٍ مُوحَى به منذ القرن الأول ق.م؛ وُجِد في فلسطين بالعبرية واليونانية. سفر يشوع بن سيراخ هو أكثر أسفار ما بعد السبي التي اقتبس منها الربيون اليهود في أقوالهم وتعاليمهم، بل وتوجد اقتباسات كثيرة من السفر في الليتورجية اليهودية، لاسيما في صلوات يوم الغفران أو اليوم الكبير (يوم كيبور) حيث تكاد تتطابق صلوات ذلك اليوم مع ما ورد في (سيراخ 26: 1-17)، وفي صلوات البركات الاثني عشر. بالنسبة للمسيحيين: يُمَيِّز القديس چيروم بين "الأسفار القانونية" والأسفار الكنسية، وذلك بعد أن تأثَّر ببعض المُعَلِّمين اليهود في الأرض المقدسة. أما القديس أغسطينوس في النصف الأول من القرن الخامس فلم يَقْبَل هذا التمييز، وأَصرَّ على التقليد القديم الذي يحسب كل الأسفار الواردة في الترجمة السبعينية قانونية. رجع آباء الكنيسة إلى هذا السفر واقتطفوا منه أكثر من أي سفرٍ آخر. أدركوا أن السفر وقد كُتِب حوالي قرنين قبل المسيح يُقَدِّم للأمم خطوة جادة في قبول الإنجيل. فالأمم الذين التصقوا بمجامع اليهود يطلبون الحكمة الإلهية في منطقة البحر المتوسط، انتفعوا كثيرًا من السفر ودفع الكثيرين منهم لقبول الفكر المسيحي الإنجيلي. في عام 1534م كسر مارتن لوثر التقليد الكنسي، وهو أول من استبعد الأسفار القانونية الثانية Deuterocanonical (اصطلاح كاثوليكي). غير أن العديد من العلماء البروتستانت ينظرون إليه بعين التقدير والاعتبار، وقد تضمن كتاب صلوات الكنيسة الإنجليكانية أجزاء منه[7]. فُقِد النص الأصلي لأجيالٍ عديدةٍ، ثم اُكتُشف في نهاية القرن التاسع عشر وبدء القرن العشرين. من جهة نظرية القانون السكندري الذي يَقْبَل الأسفار الواردة في الترجمة السبعينية، نجح A. C. Sundberg (1964، 1966، 1975) في إظهار أنه في أيام السيد المسيح لم تكن توجد مشكلة بين القانون العبري المختصر والترجمة السبعينية المُطوَّلة، فقد كان كثير من اليهود المُتحدِّثين باليونانية يستخدمون الترجمة السبعينية. أما بعد انتشار المسيحية واستخدام الكنيسة الترجمة السبعينية في الكرازة خاصة بين اليهود المتكلمين باليونانية، رفض اليهود هذه الترجمة. أَيَّدت كثير من المجامع شرعية السفر كما قبله كثير من آباء الكنيسة واقتبسوا منه في كتاباتهم مثل القديسين: يوستينوس الشهيد وإكليمنضس السكندري وأثناسيوس الرسولي وباسيليوس الكبير وغريغوريوس النيصي وغريغوريوس النزينزي ومار أفرام السرياني وكيرلس الأورشليمي وكبريانوس الشهيد وأبيفانيوس وأغسطينوس والعلامة أوريجينوس والعلامة ترتليان وغيرهم. فيما يلي قائمة بالمجامع التي أَقَرَّت قانونية سفر يشوع بن سيراخ مع بقية الأسفار الأخرى: مجمع نيقية سنة 325 م. مجمع هيبو سنة 393 م. مجمع قرطاجنة الأول سنة 397 م. مجمع قرطاجنة الثاني سنة 419 م. ومن مجامع الكنيسة الكاثوليكية: مجمع فلورنسا سنة 1124 م. مجمع ترنت سنة 1546 م (واعتبر الفولجاتا الترجمة المعتمدة لدى الروم الكاثوليك). مجمع القسطنطينية سنة 1642 م (مجمع الروم). مجمع الفاتيكان الأول سنة 1870 م. |
||||
11 - 12 - 2023, 10:51 AM | رقم المشاركة : ( 145133 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بالنسبة لليهود، تأثَّروا بعوامل كثيرة لها اعتبارها من جهة نظرتهم للسفر. 1. كان اليهود المُتحدِّثين باليونانية في فلسطين وأرض الشتات قبل المسيحية يحسبونه كأحد كتاباتهم المقدسة، إذ كان من ضمن الأسفار الواردة في الترجمة السبعينية كعملٍ يهوديٍ. 2. في القرن الأول ق.م. كانت جماعة الماسادا Masada اليهودية لديها نسخة من الكتاب بالعبرية كُتِبَت بطريقة شعرية stoichiometrically. ينقسم السطر إلى قسمين، العمود الأول يظهر على الجانب الأيمن والثاني على الجانب الأيسر. بعض اليهود يبدو أنهم قبلوه كسفرٍ مُقَدَّسٍ مُوحَى به منذ القرن الأول ق.م؛ وُجِد في فلسطين بالعبرية واليونانية. سفر يشوع بن سيراخ هو أكثر أسفار ما بعد السبي التي اقتبس منها الربيون اليهود في أقوالهم وتعاليمهم، بل وتوجد اقتباسات كثيرة من السفر في الليتورجية اليهودية، لاسيما في صلوات يوم الغفران أو اليوم الكبير (يوم كيبور) حيث تكاد تتطابق صلوات ذلك اليوم مع ما ورد في (سيراخ 26: 1-17)، وفي صلوات البركات الاثني عشر. |
||||
11 - 12 - 2023, 10:52 AM | رقم المشاركة : ( 145134 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بالنسبة للمسيحيين: يُمَيِّز القديس چيروم بين "الأسفار القانونية" والأسفار الكنسية، وذلك بعد أن تأثَّر ببعض المُعَلِّمين اليهود في الأرض المقدسة. أما القديس أغسطينوس في النصف الأول من القرن الخامس فلم يَقْبَل هذا التمييز، وأَصرَّ على التقليد القديم الذي يحسب كل الأسفار الواردة في الترجمة السبعينية قانونية. رجع آباء الكنيسة إلى هذا السفر واقتطفوا منه أكثر من أي سفرٍ آخر. أدركوا أن السفر وقد كُتِب حوالي قرنين قبل المسيح يُقَدِّم للأمم خطوة جادة في قبول الإنجيل. فالأمم الذين التصقوا بمجامع اليهود يطلبون الحكمة الإلهية في منطقة البحر المتوسط، انتفعوا كثيرًا من السفر ودفع الكثيرين منهم لقبول الفكر المسيحي الإنجيلي. في عام 1534م كسر مارتن لوثر التقليد الكنسي، وهو أول من استبعد الأسفار القانونية الثانية Deuterocanonical (اصطلاح كاثوليكي). غير أن العديد من العلماء البروتستانت ينظرون إليه بعين التقدير والاعتبار، وقد تضمن كتاب صلوات الكنيسة الإنجليكانية أجزاء منه[7]. فُقِد النص الأصلي لأجيالٍ عديدةٍ، ثم اُكتُشف في نهاية القرن التاسع عشر وبدء القرن العشرين. من جهة نظرية القانون السكندري الذي يَقْبَل الأسفار الواردة في الترجمة السبعينية، نجح A. C. Sundberg (1964، 1966، 1975) في إظهار أنه في أيام السيد المسيح لم تكن توجد مشكلة بين القانون العبري المختصر والترجمة السبعينية المُطوَّلة، فقد كان كثير من اليهود المُتحدِّثين باليونانية يستخدمون الترجمة السبعينية. أما بعد انتشار المسيحية واستخدام الكنيسة الترجمة السبعينية في الكرازة خاصة بين اليهود المتكلمين باليونانية، رفض اليهود هذه الترجمة. أَيَّدت كثير من المجامع شرعية السفر كما قبله كثير من آباء الكنيسة واقتبسوا منه في كتاباتهم مثل القديسين: يوستينوس الشهيد وإكليمنضس السكندري وأثناسيوس الرسولي وباسيليوس الكبير وغريغوريوس النيصي وغريغوريوس النزينزي ومار أفرام السرياني وكيرلس الأورشليمي وكبريانوس الشهيد وأبيفانيوس وأغسطينوس والعلامة أوريجينوس والعلامة ترتليان وغيرهم. فيما يلي قائمة بالمجامع التي أَقَرَّت قانونية سفر يشوع بن سيراخ مع بقية الأسفار الأخرى: مجمع نيقية سنة 325 م. مجمع هيبو سنة 393 م. مجمع قرطاجنة الأول سنة 397 م. مجمع قرطاجنة الثاني سنة 419 م. ومن مجامع الكنيسة الكاثوليكية: مجمع فلورنسا سنة 1124 م. مجمع ترنت سنة 1546 م (واعتبر الفولجاتا الترجمة المعتمدة لدى الروم الكاثوليك). مجمع القسطنطينية سنة 1642 م (مجمع الروم). مجمع الفاتيكان الأول سنة 1870 م. |
||||
11 - 12 - 2023, 10:53 AM | رقم المشاركة : ( 145135 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حول الترجمة السبعينية تمَّت الترجمة بناء على الملك بطليموس فيلادلفيوس الذي كان يحرص على وجود نسخة من كل كتب العالم في مكتبة الإسكندرية، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. فجمع 72 شيخًا من اليهود، اثنين عن كل سبط لترجمة الكتاب المقدس (العهد القديم) إلى اللغة اليونانية. هذا وقد شعر اليهود في ذلك الوقت بحاجتهم للترجمة، إذ وُجِد عدد ضخم من اليهود في الشتات لم يستطيعوا أن يفهموا الكتاب المقدس بالعبرية. في فترة ما قبل المسيحية لم يكن يوجد أي دليل على وجود مشكلة في اليهودية بخصوص قائمة الأسفار المقدسة التي باللغة الأرامية في فلسطين والقائمة الخاصة بالترجمة اليونانية (السبعينية). لم يشغل اليهود الأسفار التي وردت في الترجمة السبعينية اليونانية كلغةٍ رئيسية، فكان المسيحيون سواء من أصل يهودي أو أممي يستخدمون هذه الترجمة في العبادة سواء على المستوى الفردي أو الكنسي، كما في الكرازة للأمم واليهود الذين في أرض الشتات. وفي عام 70م حيث قام تيطس بتدمير الهيكل، ومُنِع اليهود من الدخول إلى أورشليم مع سرعة انتشار المسيحية ونشر الأسفار المقدسة باليونانية، شعر اليهود بضرورة تقنين الأسفار المقدسة في القرن الأول الميلادي، حيث كان العهد الجديد قد كُتِب. السبب الرئيسي لعدم وروده في التقنين اليهودي هو تطلع اليهود إلى أن الإعلان النبوي قد انتهى بموت عزرا ونحميا كما ورد في يوسيفوس. |
||||
11 - 12 - 2023, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 145136 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سمات السفر 1. يُعتبَر هذا السفر قطعة رائعة عن الحكمة، عالجت مواضيع غاية في الأهمية منها الإيمان بالله الخالق والرعاية الإلهية ومحبة الحكمة والسلوك الإيماني العملي وأهمية التسليم وسلوك المؤمن حتى في أكله وشربه وعمله وتجارته ودراسته وتعليمه، وفي فقره أو غناه، في صحته أو مرضه. أراد يشوع أن يكشف عن الحكمة الحقيقية من خلال التقليد اليهودي والشريعة، حتى لا يلجأ اليهود إلى المصادر الهيلينية. وقد ضمَّ مقالات صغيرة كثيرة مثل الحكمة ومخافة الرب والشريعة والصداقة والسعادة الحقيقية وتكريم الوالدين والأطباء واستخدام الأدوية والصبر والطاعة والعطاء والكبرياء والتمرُّد. 2. يبرز السفر فكرة الحكمة الحقيقية كهدفٍ رئيسيٍ للإنسان. لم يُحَوِّل الكاتب نظره عن هذا الهدف، كما يتحدَّث عن التدبير الحكيم في كل جوانب حياة الإنسان التقيّ، أو كما يدعوه خائف الرب. لقد عرَّفت فتوحات الإسكندر العالم على الحضارة الهيلينية، فجذبت الكثير من اليهود. قام المنهج الهيليني على إلغاء الحواجز بين الأجناس والأديان والثقافات، وتمجيد قوى الطبيعة وعبادة الأصنام، مما يُهَدِّد الديانة اليهودية. كان سيراخ مُتَّسِع الفكر لا يرفض التجديد وبعض المفاهيم الرواقية الفلسفية، لكنه كان يعرف أن هذا التيار الفكري والأخلاقي الجديد قد يُعارِض بعض ما في اليهودية من أمور جوهرية؛ "ويل للقلوب الجبانة وللأيدي المتراخية؛ وللخاطئ الذي يمشي في طريقين. ويل للقلب الخائر، لأنه لا يؤمن، لذلك لا حماية له" (2: 12-13). قامت مجابهة بين الحضارة اليهودية والحضارة الهيلينية. لذلك كتب ابن سيراخ يدافع عن الثقافة اليهودية الدينية والحضارية، وعن نظرة اللاهوت اليهودي إلى الله والإنسان والعالم، وعن اختيار الله لإسرائيل، ليقنع أبناء أُمتِه بأن إسرائيل لديه الشريعة التي أُعطيَت له من الله، الحكمة الحقيقية، وبالتالي لا يحتاج إلى الاعتماد على الحضارة الهيلينية وثقافتها لما فيها من اِلتباس. يقول Stacy Davis: [بخصوص الزمن الذي فيه كتب ابن سيراخ، في الربع الأول من القرن الثاني ق.م، كان اليونانيون يسيطرون على فلسطين لمدة 150 عامًا، أولًا بواسطة البطالمة وبعد ذلك بواسطة السلوقيين Seleucids. اتبع البطالمة سياسة الفارسيين في الحكم، حيث كانوا يحرصون على العلاقة الطيبة مُقابِل أخذ جزية. وكانت المجتمعات اليهودية تدفع الجزية، لذا عاشوا في سلامٍ. ومع ذلك ساعد اليهود السلوقيين أن يسيطروا في أيام أنطيوخس الثالث (223-187 ق.م). كافأهم على ذلك بإعفائهم من الضريبة لمدة ثلاث سنوات. وأعفى العاملين في الهيكل من الضريبة على الدوام. لم تُمَسّ الحرية الدينية لليهود في ظل حكم البطالمة، وإن كانت قد انتهت بعد أن أنهى ابن سيراخ عمله هذا بمدة صغيرة (ربما يقصد عصر أنطيوخس أبيفانس المُقاوِم لعبادة الله). كان موضوع الساعة حينذاك هو مناقشة الثقافة الهيلينية أو تبنَّي الأفكار والعادات اليونانية[9].] 3. السفر في غالبيته مكتوب بأسلوبٍ شعريٍ، حتى الأجزاء المكتوبة نثرًا يظهر فيها التوازي المميز للشعر العبري. 4. القسم الخاص بمشاهير الرجال في إسرائيل يُشبِه ما ورد في الرسالة إلى العبرانيين الأصحاح الحادي عشر، يُرَكِّز على شخصيات تقية وأنبياء أكثر من الحديث عن ملوك إسرائيل. 5. يمتاز السفر بتجانُس في الأسلوب والتعليم، مما يجعل غالبية العلماء يتَّفِقون على نسبه كله إلى ابن سيراخ (فيما عدا المقدمة التي من وضع المُترجِم). ولا يعني ذلك أنه هو الذي وضع كل سطر فيه. 6. كثيرًا ما تكلَّم عن الله وعن حالة الإنسان، كما عن واجبات وحقوق الحياة، وقليلًا ما تحدَّث عن الملائكة وعن إبليس، ويقول ألفريد هيدرشيم، إن كتاب ابن سيراخ يُمَثِّل اليهود الأرثوذكس ولكن باعتدال، أي جمع بين الفكر الفريسي والصدوقي قبل أن يتبلور كل منهما. 7. بجانب التركيز على العمل الإيماني والأفكار اللاهوتية، يحتوي السفر على تعاليم أخلاقية ونصائح عملية مُقدَّمة على هيئة مقالات أو أحاديث مختصرة أو أمثال، مع تسابيح وصلوات ومزامير وإشارات إلى الحكمة في حياة شخصيات تاريخية وأفكار فلسفية واستنتاجات خاصة بالحياة والعادات في عصره. لذلك انتشر هذا الكتاب بين اليهود والمسيحيين، وكان له تأثيره على الأدب الخاص بالأمثال في الغرب[10]. 8. يتَّسِم هذا السفر بالوضوح مع البساطة، نادرًا ما نجد فيه عبارات غامضة أو مُرْبِكَة. يمكن للصبي الصغير كما الشاب أن ينتفع به. |
||||
11 - 12 - 2023, 10:56 AM | رقم المشاركة : ( 145137 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بين سفر ابن سيراخ وسفر الأمثال يرى كثير من الدارسين أن ابن سيراخ أخذ منهج سفر الأمثال لسليمان الحكيم، إذ انشغل كلاهما بالحكمة، غير أن ابن سيراخ له سماته الخاصة: 1. ركَّز ابن سيراخ على الجوانب الطقسية والقومية والقانونية لليهود، والتي يكاد لا يكون لها أثر في سفر الأمثال. يُمَيِّز هذا السفر عن سفري الأمثال والجامعة، اهتمامه بالتوراة والعبادة والعمل الكهنوتي والوصايا مثل الصدقة. 2. استخدم سيراخ أساليب أدبية متنوعة على مستوى واسع. فبجانب الأمثال شمل السفر تسابيح وصلوات وتأملًا تاريخيًا ممتدًا منذ أخنوخ حتى عصره. وكثيرًا ما رجع إلى التوراة والأنبياء. فهو مُعَلِّم كتابي، التزم بتقديم منهج كتابي للشباب. يمكن القول إن منهجه في الحكمة يشمل الفكر اللاهوتي والأخلاقي والأدبي والتاريخي. 3. اهتم بإبراز عمل الله عبر الأجيال، خاصة في حياة الأمناء في علاقتهم به، واهتمامهم بالالتزام بالعهد بين الله وبينهم، كما حرص أن يتحدَّث عن رئيس الكهنة في عصره أي سمعان بن أونيا (219-196 ق.م)، فإن الله لا زال وسيبقى يعمل في طالبي الحكمة بروح التقوى عبر كل الأجيال. 4. عَرْضُه للواقع التاريخي خلال حديثه عن أبطال الإيمان احتلَّ اهتمامًا كبيرًا عن سفر الأمثال. خلال هذا الواقع التاريخي فحص إعلان حكمة الله في حياة أناس الله أكثر من عرض تاريخي لهم. ففي الحقيقة وهو يمدح رجال الإيمان، ما كان يشغل فكره هو مجد الله العامل في شعبه. 5. حديث سفر الأمثال عن الحكمة عام، أما سيراخ فقدَّم تاريخ إسرائيل مُرَكِّزًا على الحكمة. 6. يمكن بسهولة إدراك انشغال سيراخ بالجانب الجدلي، إذ واجه الثقافة الهيلينية في تهديدها للثقافة اليهودية الدينية في ذلك الحين، في غير انفعال. 7. يمتاز ما يُقَدِّمه ابن سيراخ بأنه يُمَثِّل حكمة شخصية مُعاشَة، خلال واقعٍ عمليٍ. يمكننا خلال السفر أن نكتشف شخصية ابن سيراخ ومفاهيمه، أما سفر الأمثال فلا يُحَدِّثنا عن سليمان كشخصٍ. ما سجَّله ابن سيراخ عن أبطال الإيمان في إسرائيل ليس ثمرة دراسة مُجَرَّدة لحياتهم وتصرفاتهم وأفكارهم، إنما خلالها نكتشف ما في حياة سيراخ نفسه. إذ كان يطلب في حياته الشخصية أن يتمتَّع بما اختبره هؤلاء الأبطال. جاء السفر ككلٍ يكشف عن حياة سيراخ وخبراته العملية. 8. في نصائحه حتى بالنسبة للسلوك الظاهري للإنسان الحكيم، يُقَدِّم لمسات روحية تمسّ الإنسان الداخلي والفكر الخفي. 9. الحكمة عند ابن سيراخ ليست هبة جامدة، وإنما هي عمل مستمر ونمو ونضوج حتى النَفَس الأخير من حياة المؤمن. |
||||
11 - 12 - 2023, 10:57 AM | رقم المشاركة : ( 145138 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل كان الكاتِب كاهنًا؟ توجد افتراضات كثيرة عن هوية الكاتب، منها[12]: (أ) كان رجلا كنسيًا: يربط الروحانية بالعبادة الليتورجية، تحدَّث عن الكهنوت والذبائح (7: 31-29)، وله قصيدة طويلة في مدح هرون وكهنوته العظيم (45: 26-7). هذا لا يعني أنه كان كاهنًا. (ب) يعتقد سينسيلّوس Syncellusأنه كان رئيس كهنة بسبب لَبْسٍ في فهم جزء من تاريخ يوسابيوس، إلا أن التعليم الذي ورد في السفر أو أسلوبه يجعلان هذا الافتراض أبعد احتمالًا من الافتراض السابق. (ج) كان طبيبًا، استنتاجًا مما كتبه في مدح الطبيب ووصف العلاج (38: 15-1؛ 10: 12-10)، لكن هذا يُعتبَر أساسًا واهيًا لهذا الافتراض. كما ظن البعض أنه قد حصل على وظيفة مع بعض الحكام الغرباء، ربما بسبب أرستقراطيته الواضحة في الأسلوب، فمن المُحتمَل أن يكون قد عمل كمستشارٍ لدى أحد الحُكَّام الإغريق في مصر "يخدم بين أيدي العظماء، ويظهر أمام الحكَّام. يجول في أرض الأمم الغريبة، ويختبر الخير والشرّ بين الناس" (39: 4). كان يشعر بالمسئولية الواقعة عليه، فيعمل بغيرةٍ لا لحساب نفسه وحده بل لحساب من يقودهم، إذ يقول: "لاحظوا جيدًا أن تعبي لم يكن لي وحدي، بل لجميع الذين يلتمسون التعليم" (33: 18). (د) كان من وجهاء أورشليم، كاتبًا مطبوعًا منذ حداثته على حُبّ الشريعة، اهتم بأن يفيد الآخرين (24: 34؛ 33: 18) لاسيما الشباب. عاش في الفترة الأخيرة من العصر الفضي للأدب العبري القديم، ويحتمل أنه كان من أفضل الشعراء في أورشليم في القرن الثاني قبل الميلاد، ويمكن اعتباره شاعر الشباب. (هـ) يعتقد البعض أنه كان يصف حياته وهو يتحدَّث عن عمل الكاتب اليهودي (39: 1-3): [الذي يصرف نفسه إلى دراسة شريعة العليّ، إذ يلتمس حكمة جميع الأقدمين، ويهتم بنبواتهم. إنه يحفظ أحاديث الناس المشهورين، ويتغلغل في روائع الأمثال. يبحث في خفايا معاني الأمثال proverbs، وينشغل بألغاز الأمثال parables.] |
||||
11 - 12 - 2023, 10:58 AM | رقم المشاركة : ( 145139 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تاريخ كتابة السفر يرى أغلب الدارسين أنه كُتِب ما بين 190، 180 ق.م. يقول حفيده المترجم اليوناني في المقدمة، إنه بدأ عمله بعد السنة الثامنة والثلاثين للملك أوَرَجاتيس Euergetes الذي هو بطليموس السابع (170-116 ق.م). إذن ترجم كتابه بعد سنة 132 ق.م. فإذا افترضنا أن الجد يكبر حفيده بخمسين سنة، يكون الكتاب دُوِّن حوالي سنة 180 ق.م. يقول[13] Stacy Davis [على خلاف أغلب أسفار الكتاب المقدس، تاريخ سيراخ يمكن أن يُقرر خلال شهادة داخلية. فإن مديح رئيس الكهنة سمعان (219-164 ق.م) في الأصحاح الخمسين من سيراخ، مع الصمت بخصوص ثورة المكابيين (175-164 ق.م) يدل على أن ابن سيراخ أكمل عمله في حوالي سنة 180 ق.م.] أيضًا رئيس الكهنة سمعان المذكور في (سي 50: 1-21) مات حوالي 195 ق.م. وقد كتب ابن سيراخ عنه أنه مات حديثًا. السفر أيضًا لا يُقَدِّم انعكاسًا للمتاعب الثورية التي حدثت عام 168 ق.م، مما يدل على أنه كُتِب قبل هذا التاريخ[14]. بالرجوع إلى السفر نفسه (35: 19،18؛ 50: 1) مع المقدمة التي وضعها المترجم، يتضح لنا بالاستناد أيضًا إلى التاريخ والتقليد والتلمود أن سيراخ الكاتب عاش وكتب سفره في القرن الثالث قبل الميلاد، وأما حفيده فعاش في القرن الثاني. |
||||
11 - 12 - 2023, 10:59 AM | رقم المشاركة : ( 145140 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الصعب تحديد المكان الذي كُتِب فيه السفر، يُظَنُّ أنه كُتِب في أورشليم، إذ كانت مركز الثقافة الرئيسي والتعليم والحياة الدينية لليهود. ويعتقد بعض الدارسين أنه كُتِب في الإسكندرية حيث الثقافة اليهودية والتعليم والاهتمام بالدين[15]. قام بترجمته من العبرية إلى اليونانية، حيث لم تكن اللغة العبرية شائعة بين المجتمع اليهودي في الإسكندرية في ذلك الحين. لأن اليهودي اعتاد أن يستخدم أبناؤه لغة البلد التي ينشأون فيها مع الاحتفاظ بلغتهم الأصلية كلغة العبادة. |
||||