منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 10 - 2016, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 14501 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس لوكيانوس الشهيد في الكهنة المعلّم الأنطاكي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


‏سيرته*:‬ القرن الثالث ميلادي
نشأ* ‬لوكيانوس* ‬في* ‬مدينة* ‬أنطاكية،* ‬والبعض* ‬يقول* ‬في* ‬مدينة* ‬سميصاط* ‬السوريّة.* ‬تلقّى* ‬في* ‬شبابه* ‬قسطًا* ‬وافرًا* ‬من* ‬العلوم* ‬الدنيويّة.* ‬ولمّا* ‬مات* ‬والداه* ‬وهو* ‬في* ‬سن* ‬الثانية* ‬عشرة* ‬وزّع* ‬ما* ‬لديه* ‬على* ‬الفقراء،* ‬وارتحل* ‬إلى* ‬مدينة* ‬الرها* ‬حيث* ‬تتلّمذ* ‬لمعلّم* ‬ذائع* ‬الصيت* ‬مكاريوس،* ‬وقد* ‬أضحى* ‬لوكيانوس* ‬أحد* ‬أكبر* ‬المعلّمين* ‬في* ‬الكنيسة* ‬في* ‬زمانه*.‬
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏يقال* ‬عنه* ‬أنّه* ‬كان* ‬من* ‬أوائل* ‬من* ‬خرجوا* ‬إلى* ‬حياة* ‬النسك* ‬في* ‬أنطاكية،* ‬والقدّيس* ‬أثناسيوس* ‬الكبير* ‬يسميّه* ‬*«‬ناسكًا* ‬كبيرًا*».
ينقل* ‬مترجم* ‬سيرته* ‬عنّه* ‬أنّه* ‬كان* ‬يمارس* ‬النسك* ‬الرهباني* ‬الشديد،* ‬فلا* ‬يتناول* ‬طعامه* ‬إلاّ* ‬حوالي* ‬الساعة* ‬الثالثة* ‬من* ‬بعد* ‬الظهر* ‬ويصوم* ‬أحيانًا* ‬أسابيع* ‬بأكملها*. ‬طعامه* ‬كان* ‬يقتصر* ‬على* ‬الخبز* ‬اليابس* ‬والبقول،* ‬ولا* ‬يقرّب* ‬النار* ‬في* ‬فصل* ‬الشتاء* ‬مهما* ‬كان* ‬البرد* ‬قارصًا،* ‬وقد* ‬اعتاد* ‬أن* ‬يستغرق* ‬في* ‬الصلوات* ‬الطويلة* ‬باكيًّاً* ‬خطاياه*.‬
تأسيسه* ‬مدرسة* ‬أنطاكية*:‬
في* ‬أنطاكية* ‬انضم* ‬لوكيانوس* ‬إلى* ‬إكليروس* ‬المدينة،* ‬وقد* ‬أسّس* ‬فيها* ‬مدرسة* ‬أنطاكية* ‬الشهيرة* ‬في* ‬تاريخ* ‬الكنيسة،* ‬وهي* ‬المدرسة* ‬التي* ‬اتبعت* ‬في* ‬تعاطيها* ‬مع* ‬الكتب* ‬المقدّسة* ‬أسلوب* ‬التفسير* ‬البياني* ‬للنصوص،* ‬وتأكّيد* ‬معانيها* ‬الحرفيّة،* ‬في* ‬مقابل،* ‬الأسلوب* ‬التأوّيلي* ‬الذي* ‬جرى* ‬عليه* ‬أوريجنوس* ‬ومدرسته* ‬في* ‬الاسكندرية* ‬في* ‬الوقت* ‬عينه.
إلى* ‬لوكيانوس* ‬يعود* ‬فضل* ‬التدقيق* ‬في* ‬النصوص* ‬العبرية* ‬المقدّمة* ‬التي* ‬كانت* ‬قد* ‬امتدّت* ‬إلى* ‬البعض،* ‬منها* ‬أيدي* ‬الهراطقة* ‬فعبثت* ‬بها*. ‬ويقول* ‬القدّيس* ‬ايرونيموس* ‬أن* ‬ترجمة* ‬الكتاب* ‬المقدّس* ‬من* ‬العبرية* ‬إلى* ‬اليونانية* ‬بيد* ‬لوكيانوس،* ‬كانت* ‬عظيمة* ‬القيمة* ‬ودقيقة* ‬وسلسة،* ‬وأنّها* ‬انتشرت* ‬بين* ‬القسطنطينية* ‬وأنطاكية*.‬
إضطهاد* ‬لوكيانوس*:‬
لاحق* ‬جنود* ‬الإمبراطور* ‬مكسيميانوس* ‬القدّيس* ‬لوكيانوس،* ‬فيما* ‬اشتدّت* ‬وطأة* ‬الاضطهاد* ‬على* ‬المسيحيين* ‬عمومًا،* ‬وقد* ‬تمكّن* ‬هو* ‬من* ‬التواري* ‬فترة* ‬من* ‬الزمان* ‬إلى* ‬أن* ‬وشى* ‬به* ‬كاهن* ‬هرطوقي* ‬حسود*.‬
‏قُبض* ‬على* ‬لوكيانوس* ‬وسيق* ‬إلى* ‬مدينة* ‬نيقوميذية،* ‬العاصمة* ‬الشرقية* ‬للإمبراطوريّة*. ‬وقد* ‬تمكّن* ‬أثناء* ‬الطريق* ‬من* ‬هداية* ‬أربعين* ‬من* ‬العسكر* ‬قضى* ‬أكثرهم* ‬شهيدًا* ‬في* ‬سبيل* ‬الإيمان*.‬
في* ‬نيقوميذية* ‬جرى* ‬استجواب* ‬لوكيانوس* ‬وعومل* ‬أسوأ* ‬معاملة*. ‬ويبدو* ‬أنه* ‬لعب* ‬دورًا* ‬بارزًا* ‬في* ‬نيقوميذية،* ‬في* ‬تشديد* ‬المسيحيين* ‬وحملهم* ‬على* ‬التمسّك* ‬بإيمانهم* ‬بالمسيح،* ‬بعدما* ‬سلك* ‬بعضهم* ‬طريق* ‬الكفر* ‬تحت* ‬وطأة* ‬التهديد* ‬إنقاذًا* ‬لحياته*.‬
لوكيانوس* ‬يجعل* ‬من* ‬صدره* ‬مذبحًا*:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة عاده* ‬بعض* ‬تلاميذه* ‬الأنطاكيين* ‬في* ‬سجنه* ‬يوم* ‬عيد* ‬الظهور* ‬الإلهي،* ‬عام* .م٣١٢ ‬وإذ* ‬أراد* ‬أن* ‬يقيم* ‬الذبيحة* ‬جعل* ‬من* ‬صدره* ‬مذبحًا* ‬لها*.‬


عظة* ‬القدّيس* ‬يوحنا* ‬الذهبي* ‬الفم* ‬في* ‬لوكيانوس*:‬

في* ‬عظة* ‬ألقاها* ‬القدّيس* ‬يوحنا* ‬الذهبي* ‬الفم* ‬عن* ‬القدّيس* ‬لوكيانوس* ‬وصف* ‬وإكبار* ‬لأبرز* ‬ما* ‬عاناه* ‬هذا* ‬القدّيس* ‬الشهيد* ‬في* ‬نيقوميذية*. ‬وقد* ‬جاء* ‬في* ‬العظة* ‬ما* ‬يلي*:

‬تُرك* ‬القدّيس* ‬طويلاً* ‬دون* ‬أن* ‬يحضر* ‬له* ‬جلادوه* ‬أي* ‬طعام.* ‬ولمّا* ‬رأوا* ‬أنّه* ‬لم* ‬يتلاش،* ‬وضعوا* ‬أمامه* ‬لحومًا* ‬سبق* ‬أن* ‬قدّمت* ‬لأوثان* ... ‬ورغم* ‬أن* ‬التجربة* ‬كانت* ‬قاسية* ‬للغاية،* ‬فإن* ‬القدّيس* ‬الشهيد* ‬خرج* ‬منها* ‬منتصرًا* ... ‬وإذ* ‬رأى* ‬عدو* ‬البشر* ‬إنّه* ‬لم* ‬يظفر* ‬بلقيان،* ‬جرَّه،* ‬من* ‬جديد،* ‬إلى* ‬المحاكمة*.. ‬وسعى* ‬إلى* ‬إنهاكه* ‬بشتّى* ‬الاستجوابات* ‬التي* ‬أخضعه* ‬له
*‬جواب* ‬القدّيس* ‬على* ‬كلّ* ‬الأسئلة* ‬التي* ‬طرحت* ‬عليه* ‬كان* :‬*«‬أنا* ‬مسيحي*».
‬سألوه*:‬*«‬من* ‬أين* ‬أنت؟*»،‬* ‬فقال*: ‬* «‬أنا* ‬مسيحي*».
«‬ما* ‬هي* ‬مهنتك؟*»،‬* ‬فأجاب* :‬*«‬أنا ‬مسيحي».
‬*«‬من* ‬هي* ‬عائلتك* ‬ومن* ‬أقرباؤك؟*»،‬* ‬فقال* :‬*«‬أنا* ‬مسيحي*».
‬طبعًا،* ‬لم* ‬تكن* ‬تنقص* ‬لوكيانوس* ‬قوّة* ‬البلاغة* ، ‬لكنّه* ‬كان* ‬يعرف* ‬جيدًاً* ‬إنّه* ‬بالإيمان* ‬يغلب* ‬لا* ‬بالبلاغة،* ‬وأن* ‬الدرب* ‬الأكيد* ‬ليس* ‬أن* ‬يعرف* ‬المرء* ‬لغة* ‬الكلام* ‬بل* ‬لغة* ‬المحّبة.
*‬بهذا* ‬الجواب*:‬* «‬أنا* ‬مسيحي*»‬* ‬أكمل* ‬لوكيانوس* ‬سعيه»‬*.‬

استشهاده*:‬
وبعدما* ‬تضجّر* ‬جلادوه* ‬من* ‬ثباته* ‬خنقوه،* ‬في* ‬حبسه،* ‬سرًا،* ‬بأمر* ‬من* ‬الإمبراطور* ‬مكسيميانوس،* ‬ثم* ‬ألقوا* ‬بجثمانه* ‬في* ‬البحر* ‬ليمحوا* ‬أثره*.
ولكن* ‬تمكّن* ‬أحد* ‬تلاميذه،* ‬غليكاريوس،* ‬بعدما* ‬تراءى* ‬له* ‬القدّيس،* ‬من* ‬التقاط* ‬رفاته.* ‬وقد* ‬كان* ‬استشهاده* ‬في* ‬اليوم* ‬السابع* ‬من* ‬شهر* ‬كانون* ‬الثاني* ‬من* ‬العام* ‬312* ‬‏للميلاد*.‬
يذكر* ‬أن* ‬بعض* ‬المصادر* ‬القديمة* ‬والحديثة* ‬حاول* ‬إلصاق* ‬تهمة* ‬الهرطقة* ‬بالقدّيس* ‬لوكيانوس* ‬باعتباره* ‬أباً* ‬للآريوسية* ‬أو* ‬محازبًا* ‬لبولس* ‬السمياطي* ‬المدان* ‬في* ‬مجمع* ‬أنطاكية* ‬عام* ‬269* ‬‏للميلاد،* ‬لكن* ‬الثابت* ‬أن* ‬لوكيانوس* ‬رقد* ‬في* ‬كنف* ‬الكنيسة* ‬الأرثوذكسية.* ‬وقد* ‬قال* ‬عنه* ‬القد؟ّيس* ‬أثناسيوس* ‬الإسكندري* ‬إنّه* ‬قدّيس* ‬كبير* ‬وشهيد* ‬عظيم*.‬
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 07 - 10 - 2016, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 14502 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)

أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)
فأجاب وقال لهم: أُمي وإخوتي هم الذين يسمعون
كلمـــــــــــة الله ويعملـــــــون بها – لوقا 8: 21
__________

(2) عطش الإنسان إلى المطلق:
الإنسان – بطبيعة تكوينه الأساسي من جهة الخلق – عنده قناعة داخلية بالله، ليس بالمنطق العقلي، ولكن بالحس، وهذا الحس دفين في أعماق الإنسان من الداخل، وهذا واضح من سفر التكوين حينما تكلم عن خلق الإنسان على صورة الله ومثاله.
فأثر الله يبدو في أعماق القلب البشري بالرغم من التشويش الحادث بسبب الخطية والسقوط وخبرة حياة الشرّ التي عاشها، ويتجلى الله ويظهر في عطش الإنسان الداخلي واشتياقه لحياة أفضل، لأن ميله الطبيعي الذي يحركه نحو خالقه هو رغبته بأن يؤمن بما هوَّ أعظم..
+ عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي، متى أجئ وأتراءى قُدام الله. (مزمور 42: 2)
+ يا الله إلهي أنت، إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء. (مزمور 63: 1)
فالإنسان – مهما كان – يعيش غير راضي أو قانع بحياته، لأنه لا يراها الحياة التي يتمنى أن يعيشها، أو أن هذه هيَّ طبيعة حياته المنحصرة في الحياة حسب الجسد، نأكل ونشرب لأن غداً نموت. لأنه دائماً يميل إلى تغيير حياته للأفضل والأحسن، بل وحتى أن وصل لما يتمناه، يبقى غير قانع، بل يطلب ما هوَّ أفضل، فهوَّ لا يتوقف ولا يشبع أو يقنع أبداً ويشعر أن هناك شيء عظيم ينقصه جداً!!
الإنسان يُعرَّف عند علماء النفس بأنه "حيوان قلق" وهذه الميزة يختلف بها عن سائر الكائنات الحية. فللحيوان رغبات غريزية محدودة، سهلة الإرضاء، لذلك ليست في حياته مشاكل. أما الإنسان فكلما حاول إشباع رغباته اشتدت وقويت فيه هذه الرغبات بشكل غريب مُتصاعد، وكأن هناك شيئاً في أعماق كيانه يحركه ويُعذبه، بل ويدفعه دون هوادة نحو ما يجهله ولا يعرف ما هوَّ!!
ففي الإنسان صراع داخلي بين رغباته وبين ما يملكه، وبين إرادته وقدرته، بين ما يُريد أن يكون وبما هوَّ عليه الآن، وبين ما في داخله وما في خارجه!!
فكلما حاول أن يقترب مما يرغبه أو ما يُريد، أبتعد ما يُريد عنه موقظاً في نفسه الخيبة والحسرة. وهذا ما يبدو في الخبرة اليومية وفي كل المجالات؛ فمثلاً:
1- الإنسان الذي يسعى إلى المال أو مركز اجتماعي أو مجدٍ ما، لا يكتفي بما حصل عليه. بل كلما بلغ مقصده، طمع في المزيد جوعاً، لذلك لا يعرف قلبه راحة أو استقرار (فعين الإنسان لا تشبع) كما يقول المثل السائد!!
2- والإنسان الذي يسعى إلى الجمال. فأمام منظر طبيعي بديع أو قطعة أدبية رائعة أو قصة جميله، أو لوحة فنية، أو قطعة موسيقية ساحرة، يشعر الإنسان، إلى جانب نشوة وابتهاج قلبه بها، بشيء من الحزن الشديد والشجن، ويزداد هذا الحزن بنسبة ما يكون جمال هذا المنظر أو الإنتاج الفني.
فكيف يُفسرّ هذا الحزن؟!! في الحقيقة أن ذلك الجمال الذي أدركناه أيقظ فينا حنيناً وشوقاً عميقاً لا قدرة لنا على إشباعه أو إطفائه، ومن هُنا نشأ الألم والحزن، وكم من الأدباء والشعراء والفنانين، اعترفوا بالمرارة والألم اللذان شعرا بها عندما كانوا يبدعون تحفة فنية أو مقطوعة موسيقية، أو قصة رائعة، أو قطعة شعرية.. الخ.
3- خبرة الحب. فالحب، كما هوَّ معروف، ينتظر منه الإنسان سعادة مطلقة، دائمة، وبخاصة إذا كان هذا الإنسان رومانسي بطبعه. ولكن يجد هذا الإنسان – بعد قصة حب طويلة وبعد أحلام رومانسية طويلة – أنه أُصيب بخيبة أمل في حبه، فالمحبوب، مهما سمت صفاته، بشر وليس إلهاً، لذا لا يمكنه أن يقدم لمحبوبة السعادة الفردوسية التي يحلم بها.
فتصور الإنسان عن الحب الحقيقي، أنه يسعى إلى شركة بين الحبيبين شركة كاملة، شركة تامة عميقة وخالدة، ولكنه يصطدم بالواقع العملي، واقع السأم الذي تولده العادة، وأيضاً الأنانية التي يسعى فيها المحب أو المحبوب لإرضاء نفسه دون الآخر، وتحقيق رغباته دون الآخر!!، وبذلك ينهار معنى الحب والزواج في عينيه!!

******* عموماً باختصار *******
إن للإنسان المحدود أماني متسعة جداً لا محدودة، يسعى جاهداً لكي يُحققها، رغم جهله بمصدرها وما يُشبعها إشباع حقيقي، لذلك يعيش في توترّ وقلق دائم مصحوب بحزن داخلي موجع انفسه جداً.
ولكن ما هوَّ سرّ هذا التفاوت الصارخ الذي في حياة الإنسان؟ من أين أتى هذا السعي إلى اللامتناهي والمطلق، رغم أن خبرته في الحياة تُقدم لهُ المحدود الزمني أي المحدود النسبي، الذي لا يُشبعه على الإطلاق، بل يزيده قلق وجوع؟
في الحقيقة، أن في أعماق الإنسان المحدود، في الداخل، صورة أصلية لكائن غير محدود، لذلك فأن سعي الإنسان إلى المطلق هو تعبير عن حنينه وشوقه لأصل الصورة، فالصورة تحن لأصلها!!
فخيبة الإنسان وخطأه الدائم، هوَّ أنهُ لا زال يبحث عما يروي عطشه ويُسدد احتياجاته في هذا العالم الحاضر بين المخلوقات والمجتمع، وطلب كل ما هوَّ على الأرض، فهوَّ يطلب حياة كريمة ومعقولة ليس فيها شرّ، ويتمنى عملاً يبعده عن التفكير بالشرّ وحياة تجعله يهدأ لنفسه أو حب يُشبع قلبه، وزوجة صالحة تهتم به وتعطيه احتياجه، وكلها طلبات عادية ومشروعة، ولكن مهما ما كانت عظيمة وشريفة لكنها تخص الأرض والحياة الطبيعية في المجتمع، ومع أن كل هذا طبيعي وجيد جداً لكل إنسان، لكن هيهات أن أشبع قلبه وأعطاه السلام الذي يرجوه، أو يعطيه ضمان الحياة الأبدية.
فمصيبة الإنسان أنه يبحث عن الذي يروي عطش قلبه غير الله، أو بجانب الله، أو أنه يسعى بكل قوته في أن يصلي ويطلب بدموع من الله أن يُشبع قلبه في حياة مريحة وهادئة بلا صراع على الأرض، ولكن هيهات من أن يستريح الإنسان في الأرض مهما ما فعل أو صنع.
فكما أن المدّ يفترض وجود القمرّ الذي يجذب إليه ماء البحر، ولو كان مختفياً وراء السحب، كذلك مدّ النفوس وسعيها المتواصل إلى ما تُشبهه أو إلى ما خُلقت عليه، لأن من المستحيل أن يوجد في الوجود كله ما يُشبع النفس ويرويها غير المُطلق المتسع الذي لا حدود لهُ، أي الله الذي هوَّ وحده الذي يجذب النفس حتى ولو اختفى عن نظرنا وإدراكنا، لأن الله خلقنا متجهين إليه، لأنه أصل الصورة المخلوقين عليها التي تجذبنا وتشدنا إليها، لأن ما يُشبع النفس فعلاً ويرويها ليس كل ما هو محدود لأنها لم تخلق على صورة المحدود الزمني بل على صورة الأزلي الأبدي، لذلك لن تجد قلوبنا راحة ولا سلام ولا مسرة ولا سعادة حقيقية ثابتة لا تزول إلا إذا استقرت في ملكها ورأسها المسيح الرب، بل والتصقت به التصاقاً حتى تصير معه روحاً واحداً:
+ التصقت نفسي بك، يمينك تُعضدني. (مزمور 63: 8)
+ وأما من التصق بالرب فهو روح واحد. (1كورنثوس 6: 17)
__________ يتبع __________
 
قديم 08 - 10 - 2016, 11:38 AM   رقم المشاركة : ( 14503 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحماية الالهية قصة من واقع الحياة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ذهبت فتاة إلى حفلة في بيت إحدى صديقاتها، لكنها أَنْهَتْ زيارتها قبل الموعد المحدَّد، وخرجت راجعة وحدها إلى بيتها سيراً على الأقدام.
+ لم تكن الفتاة خائفة لأن المدينة كانت صغيرة، ويقع بيتها في عمارة تبعد عن بيت صديقتها بعمارات قليلة، وكانت تسير في طريقٍ تُظلِّله أشجار الدردار، وفيما هي سائرة، سألت الله أن يحفظها سالمة من أيِّ أذى أو خطر في الطريق .
+ حينما بلغت مَمْشَى في حديقةٍ، كان عبارة عن طريقٍ مختصر إلى بيتها، قرَّرت أن تسير فيه لتبلغ سريعاً إلى منزلها، وبعد أن بلغت منتصف الممشى، لاحَظَت وجود رجلٍ واقفاً بعيداً عند نهاية الممشى، وكأنه واقفٌ في انتظار مرورها أمامه!.
+ عندمـا رأتـه، صارت مضطربة، وبدأت تُصلِّي سائلة الله أن يُعطيها الحماية من أيِّ شرٍّ..
وفي الحال انتابها إحساس بالهدوء والأمان يشملانها؛ بل أحسَّت وكأن أحداً يسير بجانبها، وحينما وصلت إلى نهاية الممشى، سارت وعَبَرَت من عن يمين الرجل الواقف، ووصلت بيتها سالمة، ولم يتعرَّض لها الرجل بسوء!.
+ في اليوم التالي، قرأت في الجريدة المحلية، بأنَّ فتاة شابة قد اعتُدي عليها في ذلك الممشى الذي في الحديقة، وراجعت وقت الاعتداء على الفتاة المذكورة في الجريدة، فوجدته أنه حدث بعد أن عَبَرت هي من هناك بعشرين دقيقة!.
+ أخذت تبكي، إذ أحسَّت بارتباك بسبب هذه الحادثة، وبأنها كان من الممكن أن تكون هي الضحية، ولكنها شكرت الله من أجل سلامتها، وأخذت تُصلِّي من أجل الفتاة الأخرى (الضحية) وقررت أن تتوجَّه إلى نقطة البوليس .
+ أحسَّت الفتاة بأنه يمكنها أن تتعرَّف على معالم ذلك الرجل الذي كان يقف في نهاية الممشى، لذلك أخبرت رجال البوليس بقصتها.
+ حينئذ سألها رجال البوليس ما إذا كانت تريد أن تفحص صف المضبوطين، لعلَّها تستطيع أن تتعرَّف على هذا الرجل الذي رأته في الممشى، فوافقت، وفي التوِّ، وهي تستعرض صف المضبوطين، أشارت إلى الرجل الذي رأته في الليلة السابقة في الممشى، وحينما أخبروا الرجل بأنه قد تمَّ التعرُّف عليه، انهار، وبدأ يعترف بجريمته وباعتدائه على الفتاة الأخرى .
+ بعد الانتهاء من هذه الإجراءات، شكر ضابط البوليس الفتاة على شجاعتها، وسألها إنْ كان لديها أي أمرٍ آخر يمكنهم أن يُحقِّقوه لها.
+ حينئذ أخـبرتهم، إن كـان في إمكـانهم، أن يسألوا هذا الرجل سؤالاً واحداً كانت مذهولة منه وهو: ”لماذا لم يتعرَّض لها وقد مرت من أمامه قبل تلك الفتاة “؟.
وحينما سأل الضابط هذا الرجل:
- ”لماذا لم تتعرَّض للفتاة التي عَبَرت أمامك قبل 20 دقيقة من مرور الفتاة الأخرى“؟ .
أجاب الرجل:
- ”لأنها لم تكن سائرة بمفردها، إذ كان يُحيط بها اثنان من الرجال طوال القامة أشدَّاء، واحدٌ عن يمينها والآخر عن يسارها“!! [بالتأكيد كانا ملاكين أرسلهما الله لهذه المهمة ]
+ "لا تخف لأني معك. لا تتلفت لأني إلهك. قد أيَّدتُك وأعنتُك وعَضَدْتُك بيمين بري. إنه سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك. يكون كلا شيء مُخاصموك ويبيدون. تُفتِّش على مُنازعيك ولا تجدهم. يكون مُحاربوك كلا شيء وكالعدم. لأني أنا الرب إلهك المُمسك بيمينك، القائل لك: لا تخف أنا أُعينُك" (إش 41: 10-13).
+ "لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك، أنت لي. إذا اجتزتَ في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيتََ في النار فلا تُلْذَع، واللهيب لا يحرقك. لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مُخلِّصك " (إش 43: 1-3) .
+ "يُحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك - يقول الرب – لأُنقذك" (إر 1: 19) .
+ "خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أُعطيها حياةً أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي. أبي الذي أعطاني إيَّاها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحدٌ أن يخطف من يد أبي" (يو 10: 27-29)
+ "لا تخف... لأني أنا معك، ولا يقع بك أحدٌ ليؤذيك" (أع 18: 10)
+ "أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمانٍ لخلاصٍ مُسْتَعَدٍّ أن يُعلَن في الزمان الأخير"(1 بط 1: 5) .
 
قديم 08 - 10 - 2016, 11:39 AM   رقم المشاركة : ( 14504 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

توما الملقَّب بالتوأم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

توما الملقَّب بالتوأم كان من الجليل نظير سائر الرسل. دعاه الرب فلبَّى الدعوة تاركاً كل شيء. لازم معلمه الالهي مستميتاً في حبه. ولما كان اليهود يطلبون رجم يسوع اظهر توما شدة تعلقه بمعلمه، فقال للتلاميذ اصحابه:” لنذهب نحن أيضاً ونمت معه” ( يوحنا 11: 16). وفي ليلة العشاء السرِّي عندما قال السيد المسيح:”انتم عارفون الى اين اذهب وتعرفون الطريق” ابتدره توما بهذا السؤال:” يا رب، لسنا نعرف الى اين تذهب وكيف نعرف الطريق؟”. اجابه يسوع بهذه الآية الخالدة:” انا الطريق والحق والحياة، لا يأتي أحد الى الآب إلاّ بي”(يوحنا 14: 5 -6).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وبعد القيامة قال التلاميذ لتوما: اننا قد رأينا الرب، فقال لهم:” ان لم أعاين أثر المسامير في يديه واضع إصبعي في موضع المسامير واضع يدي في جنبه، لا اؤمن”. شكَّ توما وقد يكون الشك سبباً لاظهار الحقيقة. وبعد ثمانية ايام اتى يسوع ووقف في الوسط وقال: السلام لكم. ” ثم قال لتوما: هاتِ إصبعك الى ههُنا وعاين يديَّ وهات يدك وضعها في جنبي. ولا تكن غير مؤمن، بل مؤمناً”. فانطرح توما على قدمي يسوع وقال:” ربي والهي”. فقال له يسوع:” لانك رأيتني، يا توما، آمنت فطوبى للذين لم يروا وآمنوا”. (يوحنا 20: 19 – 29).
بهذا الايمان الراسخ قام توما يبشر بالانجيل في اليهودية، نظير الرسل. ثم سار الى الشرق، كما يقول الاباء، والتقى بالمجوس الذين كانوا اتوا الى بيت لحم وسجدوا للطفل الالهي، فعمّدهم وعاونوه في التبشير في بلدانهم. وجاء الرسول الى الحبشة، حيث جعل في اولئك القوم السود الوجوه قلوباً بيضاء بماء المعمودية، كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم.
ثم تابع سيره الى الفرس حتى الهند التي دخلها، كما يقول سمعان متفارستي، يبشر ويعمِّد ويقيم الاساقفة والكهة، ويرد الكثيرين الى الايمان بالمسيح. وبينما كان يصليّ يوماً، هاجمه كهنة الاصنام ورجموه بالحجارة وطعنوه بحربة في عنقه، ففاز باكليل الشهادة في السنة ٥٧ للمسيح. صلاته تكون معنا. آمين!
 
قديم 08 - 10 - 2016, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 14505 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسون نازاريوس وجرفاسيوس وبوطاسيوس وكَلسيوس…
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولد نازاريوس في مدينة روما من أب يهودي وأم مسيحية. اعتمد وانطلق يكرز بالمسيح وهو في سن العشرين. ويبدو أنه كان مفعماً بالحيوية والحماس بدليل أنه تمكن من هداية عدد من الوثنيين. بعد ذلك بعشر سنوات انتقل إلى مدينة ميلان حيث عرف بوجود أخوين توأمين، جرفاسيوس وبروطاسيوس، في السجن، فأقبل عليهما يفتقدهما ويخدمهما. وكان قد ذاع آنئذ صيت هذين الأخوين كرسولين مجدين في نشر الكلمة وكصانعي عجائب. وما أن بلغ خبر خدمة نازاريوس لهما أذني والي المدينة حتى استحضره وجلده وأرسله خارج الأسوار.
بعد ذلك انتقل نازاريوس إلى بلاد الغال حيث أخذ يبشر بالإنجيل بهمّة لا تعرف الكلل فاستمال العديدين إلى المسيح. وقد عمّد خلال جولاته التبشيرية ولداً لا يزيد سنه عن تسع سنوات. هذا أعطته أمه لنازاريوس تلميذاً ورفيق درب قائلة له خذ الصبي معك، وليتبعك حيثما ذهبت علّني أحسب أهلة للجلوس يمين عرش السيّد، وكان اسم الولد كلسيوس.
ويشاء التدبير الإلهي أن يعود نازاريوس من جديد إلى مدينة ميلان، ولكن برفقة كلسيوس هذه المرة. وكان جرفاسيوس وبروطاسيوس ما يزالا بعد في السجن. فقبض الوالي عليهما وألقاهما هما أيضاً في السجن. وهكذا التقى الأصدقاء من جديد وتعزوا بعضهم ببعض وأخذوا يستعدون للموت لأجل اسم الرب يسوع.
ثم أن الأوامر صدرت بتنفيذ حكم بالإعدام بحق الأربعة فقطعت هاماتهم جميعاً. وقد كان ذلك في أيام الإمبراطور نيرون حوالي العام 68 للميلاد. يذكر أم كلسيوس يومها كان قد بلغ تسع سنوات وسبعة أشهر.
ويبدو أن ذكر هؤلاء القديسين كان منسياً إلى أن جاء يوم أمر فيه القديس أمبروسيوس، أسقف ميلان، باستخراج رفاتهم على أثر حلم أو رؤية أو ما أشبه. فأما جرفاسيوس وبروطاسيوس فاكتشفا في العام 386 للميلاد وكانا في تابوت من رخام عليه كتابة باسميهما وتاريخ استشهادهم ويقال أن جسديهما كانا عائمين بالدم وكأنهما في يوم استشهادهما. وقد مسّ التابوت رجل أعمى فاسترد البصر، وأخر شفوا من أمراضهم. وبعض المجانين أيضاً استعاد السلامة.
أما نازاريوس وكلسيوس فكانا مدفونين في بستان خارج ميلان. وقد تم كشف ذخائرهما في العام 395. ولا تزال رفاتهم جميعاً محفوظة، إلى اليوم، في مدينة ميلان.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 08 - 10 - 2016, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 14506 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس قزما البار الناظم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولد ‏قوزما في أورشليم لكنه تيتّم باكراً فأخذه والد القديس يوحنا الدمشقي، سرجيوس، إليه، ربما لصلة قرابة كانت تربطه بذوي قوزما.
عاش قوزما ويوحنا في بيت واحد في مدينة دمشق، وقد وفّر لهما سرجيوس كل أسباب التعليم العالي حيث انه كان من أعيان البلد ورجلا مقتدراً غنياً. فأتاهما، لهذا الغرض، براهب اسمه قوزما من أصل صقلي كان قد جمع من المعارف وعلوم عصره القدر الوفير. وقد أبدى التلميذان تجاوباً ممتازاً مع ما لقّنهما إياه معلمهما حتى إنهما تمكنا في فترة وجيزة من الإحاطة باللغة والفلسفة والموسيقى وعلم الفلك والرياضيات إلى حد أذهل الجميع.
وكما أخذ قوزما ويوحنا عن أستاذهما العلوم الدنيوية، أخذاً أيضاً علم العلوم وفن الفنون: محبة النسك والصلاة، الحياة الرهبانية. فانتقلا، في وقت لاحق، إلى دير القديس سابا، وانخرطا في الحياة الملائكية.
‏هناك، في الدير، اشتغل الاثنان، فيما اشتغلا، في جمع كتب الألحان الثمانية المسمّى بالأوكتيكوس أو المعزّي. وإلى قوزما يعود عدد من القوانين الليتورجية الخاصة بأعياد القدّيسين، وإليه تنسب قوانين سبت لعازر وأحد الشعانين وأحد الدينونة. وفي تقويم بعض الدارسين أن نشائده فاقت بجمالها وجودة شعرها كل ما تقدمها ولحق بها من نوعها.
‏ثم إن قوزما سيم أسقفاً على مدينة مايومة القريبة من غزّة في فلسطين فاهتم برعاية شعبه خير اهتمام إلى أن رقد في الرب طاعناً في السن.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 08 - 10 - 2016, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 14507 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كربُس وبابيلوس وأغاثوذورس وأغاثونيكي الشهداء
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كان كربُس كاهناً للأوثان، ثم اهتدى إلى المسيح واعتمد وصار أسقفاً على كنيسة ثياتيرا المجاورة لأفسس وهي كنيسة أسسها القديس يوحنا الحبيب. أما بابيلوس فكان شماساً له.
في العام 251م صدرت إرادة إمبراطورية بوجوب تسليم المسيحيين الأواني الكنسية والثياب الكهنوتية تحت طائلة المسؤولية. ولما لم يستجب كربُس وبابيلوس ألقت السلطات القبض عليهما.
مثل الاثنان أمام فاليريانوس القنصل فعاملهما معاملة فظّة وأسلمهما للجلد. وفيما كان كربُس تحت السياط أشرقت عيناه وعلت شفتيه ابتسامة خفيفة فاستغرب جلاّدوه وسألوه عن سبب ذلك فأجاب بما نطق به أول الشهداء، استفانوس الشمّاس، "ها أنا أنظر السماوات مفتوحة والرب جالساً على عرشه تحتف به الشاروبيم والسارافيم".
وحدث أن أحد خدّام كربُس، المدعو أغثودوروس، تبع معلمه دون أن يدري أحد بأمره. هذا لما رأى أسقفه مضروباً مهاناً احتدّت روحه فيه فتقدّم واعترف بأنه هو أيضاً مسيحي. فألقى الجنود عليه الأيادي وأشبعوه ضرباً حتى لفظ أنفاسه.
بعد ذلك ألقي كربُس وبابيلوس للوحوش وسط هتاف الجماهير، ولكن، حدث ما لم يكن في الحسبان، فإن أسداً اتخذ صوت إنسان وانتهر الولاة على وحشيتهم تجاه قديسي الله.
ثم ألقي الأسقف وشماسه لألسنة اللهب. هنا أيضاً احتدّت روح إحدى الحاضرات فيها، وهي أغاثونيكي التي يظن أنها أخت الشماس بابيلوس، وكانت صبيّة ولها ولد صغير، فتقدمت ودخلت في وسط النار ووقفت بجانب الأسقف وشماسه فلم تمسّها النار بأذى. إذ ذاك عيل صبر فاليريانوس القنصل فأمر بهم سيّافه فقطع هاماتهم جميعاً فحملتهم لملائكة إلى حضن الآب.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 08 - 10 - 2016, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 14508 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس البار سمعان اللاهوتي الحديث
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس البار سمعان اللاهوتي الحديث:
ملاحظة: تحتفل الكنيسة المقدّسة في هذا اليوم بتذكار القدّيس سمعان اللاهوتيّ الحديث الذي يصادف عيده في الثاني عشر من شهر آذار. ولكن بسبب وقوعه دائمًا في موسم الصوم الكبير، جرى نقله الى هذا اليوم.
التّوبة عند القدّيس سمعان اللاهوتيّ الحديث:
التّوبة هي دعوة مستمرّة ويوميّة من الله للإنسان! "توبوا" كلمة ذات بُعد زمني، هي دعوة على مدى العصور ولكلّ البشر! التّوبة كدعوة من الله نحو البشر لها أهميّة عظيمة لأنّها الطريق الوحيد الذي يؤدّي إلى الخلاص والشركة معه.
التّوبة هي التعبير الوحيد عن حرّيّة الإنسان لأنّ الحريّة الحقيقيّة هي بالعيش مع الله،
- التّوبة تشكّل عنصراً أساسيّاً للنقاوة والطهارة.
- في التّوبة يتصرّف الإنسان عكس آدم الذي رفض التّوبة وحتّى الاعتذار! أراد آدم أن يكون إلهاً بسرعة، أن يتألّه بسرعة.
- التّوبة هي العمل للوصول إلى الكمال والتألّه بالنعمة. هو عمل مستمرّ وغير منقطع.
- التّوبة جهاد مستمرّ، لا يحصل بسرعة، جهاد مستمرّ في خضمّ الحياة الروحيّة. الإنسان كونه يخطأ باستمرار عليه أن يتوب دائمًا، أن ينقّي نفسه ويطهّرها، أن يحفظها دائمًا نظيفة مدى حياته على الأرض. بهذا العمل، عمل التّوبة، يتجدّد الإنسان ويُجدّد معموديّته.
- التّوبة توّمن تجديد العلاقة مع الله، وحياة الشركة مع الربّ تتحقّق فقط من خلال التّوبة لأنّها تملك القوّة على إعادة وصل الطريق الذي قُطع بين الله والإنسان بسبب الخطيئة وفِعلها. - عدم التّوبة لا يبعدنا عن الله فقط، بل يجعلنا غير قادرين على معرفة أننا بشر.
- التّوبة والخلاص هما عنصران متلازمان ولا ينفصل الواحد عن الآخر.
- التّوبة لها صفة شخصيّة، إنّها خاصّة لكلّ فرد منّا ليس فقط من ناحية اتخاذ الإنسان لقرار التّوبة ولكن، من جهّة الهبات التي يعطها الربّ المحبّ البشر للإنسان التائب كتأكيد على "الجهاد" الذي بذله في سبيل التّوبة.
- جوهر التّوبة هو أن يقرّر المؤمن أن ينزع منه وثق الخطيئة! فهي تصبح التّوبة ضروريّة عندما يرجو الإنسان أن تحلّ عليه بركة الربّ ورحمته. عندها وعلى هذا الرجاء، يُغدق الله على التائب رحمته ويطهّره وينير عقله ويجعله إناءً قابلاً للنور الإلهي وشريكاً للألوهة.
- نتيجة لعمل التّوبة "ينصب الربّ خيمته فينا ويحلّ بيننا ويتكلّم معنا كأصدقاء، وأكثر من ذلك، يتحقق في الشخص التائب قول القدّيس يوحنا الإنجيلي: "وأمّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله" (يو1: 12)، فمن الآن يتذوّق التائب الخلاص الذي يجاهد أن يكتسبه.



- ولادته ونشأته:
ولد قدّيسنا في غلاطية بفلاغونية، في آسيا الصغرى، سنة ٩٤٩م، لعائلة مقتدرة من النبلاء. فلما بلغ الثانية عشرة أرسلوه إلى المدينة المتملّكة لمتابعة دروسه استعداداً للدخول في خدمة القيصر.
سلك في الطيش بعضاً من الوقت لكن رأف الرّب الإله به فلم ينزلق في مزالق الفساد، بل انتشله من الجب من خلال قراءات روحيّة كانت له، فشرع يبحث،على الأثر، عن رجل قدّيس قادر أن يرشده إلى الخلاص رغم الكلام المحبط الذي سمعه من المحيطين به.
قالوا عن زمانه إن رجلاً قدّيساً كالذي يلتمس لا وجود له.
رغم ذلك استمر في البحث إلى أن وجد أباً روحياًّ، راهباً حبيساً في دير ستوديون. هذا كان سمعان التقي. لكن سمعان هذا لم يشأ أن يقتبله راهباً واكتفى بإعطائه كتاب القدّيس مرقص الناسك ليقرأ.
حالما فتح قدّيسنا الكتاب طالعه القول التالي: "إذا كنت تبحث عن الشفاء فاعتن بضميرك واصنع ما يمليه عليك، فتجد المنفعة" (القول ٦٩).
للحال اعتبر وشرع في اتباع ما يشير به. قال له ضميره، محبّة بيسوع، أن يستزيد من الصوم والسهر، فأخذ يفعل كذلك.

- معيانته للنور غير المخلوق:
ولم يطل الوقت به حتى تلقّى عربون الحظوة عند الله في معاينة عجيبة للنورغير المخلوق نقلته خارج العالم وخارج جسده. ملأته الفرحة الكبرى وسبح في الدمع حاراً وأخذ يردد بلا توقف ولا كلل: كيرياليصون (يا رب ارحم).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وفي قلب ذلك النور عاين أباه الروحي سمعان قائماً إلى يمين غيمة مضيئة يعلّمه فن الصلاة دونما تشتت.

وإذ لم تكن خبرته الأولى في معاينة المجد الإلهي مؤسسة على ركائز اللاهوى، فإنّه ما لبث أن سقط في الفتور والتراخي. لكنّه عاد فتاب كما عن خطيئةٍ عظيمة. ولست أو سبع سنوات، بعد ذلك، استمر في علاقته بأبيه الروحي دون أن يسعى إلى الخروج من العالم وبطلانه.
استقر في قلاية صغيرة تحت درج قلاية سمعان أبيه. هناك كان دائم النظر في خطاياه يقوم من الأعمال بأحقرها لاغياً إرادته الخاصة تماماً معتبراً أباه كالمسيح نفسه، لاثماً، بإكرام كبير، كلّ مكان وقف فيه أبوه للصلاة كما لو كان قدس الأقداس.

على هذا، وقد احتمى قدّيسنا بصلاة سمعان، صار بإمكانه أن يرد عن نفسه بلا خوف، هجمات الأبالسة التي حاولت، بكلّ قواها، أن تبث فيه الخوف والكسل والنجاسة والحسد، بكلّ عنف، لتبعث في نفسه اليأس.

- إنتقاله إلى هو دير القدّيس ماما ومعاينته للمسيح:
من دير ستوديون انتقل قدّيسنا إلى دير صغير هو دير القدّيس ماما. 

انضم إليه كطالب رهبنة، لكنّه حافظ على صلته بأبيه الروحي سمعان التقيّ. وقد بقي كذلك إلى أن اقتبل الإسكيم من يده واتخذ اسم سمعان أيضاً.
تلك المناسبة كانت إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من الترقّي الروحي في حياته، فلاذ بالصمت كاملاً وكذا بالصلاة وتأمّل الكتاب المقدّس مكتفياً لجسده من الطعام ببعض البقول.
قلايته، التي لم يعد يخرج منها إلاّ للاشتراك في الخدم الإلهية، أضحت له أتوناً متّقداً غاص فيه بكلّيته ليتحوّل إلى لهب حبٍ نقيٍ كثيراً ما أدخله ربّه، من خلاله، حالة الذهول والدهش.
سمعان، في إحدى مقالاته، شبّه نفسه برجل شقي بعدما سقط في جب الحمأة سحبه ربّه منها رأفة به، ومن ثم استاقته يد أبيه الروحي عبر فخاخ العدو وصعوبات عاناها جمة إلى ينابيع المياه ليغتسل وينتقي مما علق فيه ويتحول من العمى إلى معاينة الروحيات.
وعلى قدر ما تنقّت بصيرته نعم برؤى نورانية تنامت وضوحاً. وفي نور كالشمس لا هيئة له سقط حجاب عدم الحس لديه، فعاين، شيئاً فشيئاً، وجه المسيح وميّزه بنقاوة متزايدة.
أخذ كما خارج الجسد فصار في ذهول. كلّمه المسيح وأسماه أخاً وربيباً. لم يفهم إلا بعد سلسلة من الرؤى وبعدما استغرق في ذرف الدموع أمام إيقونة والدة الإله أنه اقتنى، داخل قلبه، ذاك الحب مشخصناً الذي هو السيّد نفسه.

- إنتخاب سمعان رئيسًل للدير:
ورقد رئيس الدير واختير سمعان خلفاً له.
الحياة الرهبانية هناك كانت متراخية واستحال المكان مدافن للعامة. فشرع قدّيسنا، مذ ذاك، في إعادة بناء ما تهدّم إلاّ الكنيسة، كما أخذ يستنهض همم الرهبان سعياً لاجتذابهم إلى التماس وجه العلي كما عرفه هو.
كان، لهذه الغاية، يقف واعظاً كالنار ثلاث مرّات في الأسبوع. لم يكتف بتذكيرهم بمبادئ الحياة المشتركة بل نظير "امرء فقير امتلأ محبّة أخوية"، متى حظي ببركة خاصة، ركض إلى رفقة الشقاء فرحاً ليعرض عليهم ما حصل عليه، ويحثّهم على التحرّك بسرعة ليستفيدوا، هم أيضاً، من سخاء الذي أحسن إليه.
هكذا شرع سمعان يكشف لرهبانه العجائب التي تمّمها فيه ربّه مؤكّداً بقوّة أن لنا جميعاً، منذ الآن، في هذه الحياة، أن نبلغ رؤية ملكوت السموات.
هذه الرغبة العميقة في إشراك إخوته بالنعمة التي تلقّى هي التي كمنت وراء الحميمية الشخصية لكتاباته، مما لا نجد له مثيلاً عند الآباء إلا ما ندر.

- استقالته واعتزاله:
سنة ١٠٠٥م استقال سمعان من رئاسة الدير واعتزل، حبّاً بالله، في إحدى القلالي ليعطي نفسه بالكامل لسيرة الهدوء المقدّس ويدعم، بالصلاة، جهادات رهبانه كمثل موسى الصاعد إلى رأس التل.
كان قد ألف المشاهد الإلهية وخبر معرفة المستقبلات وما ستؤول إليه الخليقة.
في إحدى الليالي، صار في النور الذي اخترق كلّ أعضائه وجعله، بكلّيته، ناراً ونوراً. وإذا بصوت من فوق يذيع عليه أن هذا المجد الذي جعله يتجلّى، هو إيّاه المدخر للمختارين في القيامة العامة.
مذ ذاك، وقد ملكه الروح القدّوس وصار إلهاً بالنعمة. أخذ يخط مقالاته اللاهوتية والميستيكية.
ومع أن قدّيسنا كان قد بلغ الكمال، على قدر ما هو ممكن للإنسان على الأرض أن يبلغه، فإنّه عانى مشقّات وأتعاباً مستجدّة.

- حسد الشيطان ونفي القدّيس:
استفانوس، متروبوليت نيقوميذية، الذي أضحى مساعداً للبطريرك، وكان رجل علم كثير وذا وزن في الأوساط الرسمية كبير، لما رأى ما تمتّع به سمعان من مكانة في نفوس الكثيرين، حسده وأخذ يتحيّن الفرص للطعن فيه وإخزائه.
أثار معه إحدى المسائل اللاهوتية الحسّاسة، فأعطاه القدّيس جواباً باهراً في شكل أبيات شعرية.
مما قاله له أن الكلام في اللاهوت لا يكون إلا لمن خبر الروح القدس.
هذا الجواب أثار حقد الأسقف، فعمل كلّما وسعه للإطاحة بسمعان إلى أن تمكّن سنة ١٠٠٩م من استصدار أمر بنفيه.
فلقد اتُهم بأنه يكرّم، كقدّيس، رجلاً خاطئاً هو سمعان التقي، أبوه الروحي.
فإن قدّيسنا كان قد استصنع إيقونة لأبيه بعد رقاده، وهيأ لإكرامه خدمة ليتورجية، وبقي ستة عشرة عاماً يقيم له تذكاراً سنوياً في حضور جحافل من المؤمنين.
أقام قدّيسنا في منفاه، في عز الشتاء، فوق هضبة قاحلة من ناحية خريسوبوليس. وبقي هناك إلى أن تدخّل تلاميذه والمعجبون لدى البطريرك.

- إطلاق سراحه:
إثر ذلك مثل أمام السينودس. ولما فاتحوه بموضوع أبيه الروحي رفض أن يتنازل عن إكرامه له.
وكانت النتيجة أن رضخ البطريرك وأطلق سمعان قائلاً: "إنك لراهب ستوديتي لا غش فيه، لك حبّك العميق لأبيك الروحي، ولكن لك أيضاً عناد الستوديين. ولعل في موقفك ما يستحق المديح!"
إثر عودة سمعان تلقّى المزيد من النعم الإلهية رغم ما أثارته عليه الأبالسة. وبإلهام الروح القدس تابع تأليف نشائده ووضع مقالاته التي علّم فيها أنه لا غفران الخطايا ولا التقديس يعطى لأحد من غير الاستقرار الواعي لنعمة الروح القدس فينا.
هذه النعمة لم تجعل سمعان في ذهول وحسب، بل أجرت به عدداً من العجائب تخفيفاً عن تلاميذه وتعزية لزائريه.

- رقاده
ولما بلغ سمعان شيخوخة متقدمة أصابه مرض في الأحشاء مؤلم طال أمده وسمره في فراشه بلا حراك.
رغم هذه العلّة عاينه أحد تلاميذه، أثناء صلاته، يرتفع عن الأرض محاطاً بنور لا يوصف. 

أخيراً عرف بدقّة يوم مماته، وكذلك يوم نقل رفاته بعد ثلاثين سنة من ذلك، فرقد في الرّب في ١٢ آذار ١٠٢٢م مكمّلاً بالفضائل.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 08 - 10 - 2016, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 14509 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس فيليبس الرسول أحد الشمامسة السبعة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس فيليبس الرسول أحد الشمامسة السبعة‎:

يمكن تقسيم المصادار التي تتكلّم عن القدّيس فيليبس إلى قسمين رئيسين:
1- أعمال الرسل.
2- التسليم الكنسي.
1- أعمال الرسل.
-11 صيرورته شماسًا : الإصحاح السادس
" 1 وفي تلك الايام إذ تكاثر التلاميذ، حدث تذمّر من اليونانيين على العبرانيين أن أراملهم كن يغفل عنّهن في الخدمة اليومية.
فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا: لا يرضي أن نترك نحن كلمة الله ونخدم موائد. 3 فانتخبوا أيها الاخوة سبعة رجال منكم مشهودًا لهم ومملوين من الروح القدس وحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة. 4 واما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة.
5 فحسن هذا القول أمام كلّ الجمهور فاختاروا استفانوس رجلاً مملوًا من الايمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلًا أنطاكيًا. 6 الذين أقاموهم أمام الرسل فصلّوا ووضعوا عليهم الأيادي. 7 وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان. 8 وأمّا استفانوس فاذ كان مملوًا ايمانًا وقوةً كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب (أعمال 2:6-8) "
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏12- ذهاب فيلبس إلى السامرة وآيات وعجائب جرت على يديه:
بعد استشهاد استفانوس ورجمه من قبل اليهود باشراف شاول الذي عاد وصار بولس بعدما ظهر له الرّب يسوع المسيح على طريق دمشق، تشتت التلاميذ وصاروا مبشّرين للكلمة، " انحدر فيليبس إلى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح" (أعمال الرسل 8‏).
4 فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة. 5 فانحدر فيلبس الى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح. 6 وكان الجموع يصغون بنفس واحدة الى ما يقوله فيلبس عند استماعهم ونظرهم الآيات التي صنعها. 7 لأن كثيرين من الذين بهم أرواح نجسة كانت تخرج صارخة بصوت عظيم. وكثيرون من المفلوجين والعرج شفوا. 8 فكان فرح عظيم في تلك المدينة
9 وكان قبلاً في المدينة رجل إسمه سيمون يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة قائلاً أنّه شيء عظيم. 10 وكان الجميع يتبعونه من الصغير إلى الكبير قائلين هذا هو قوّة الله العظيمة . 11 وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانًا طويلًا بسحره. 12 ولكن لما صدّقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح اعتمدوا رجالًا ونساء. 13 وسيمون أيضًا نفسه آمن. ولما اعتمد كان يلازم فيلبس. واذ راى ايات وقوات عظيمة تجرى اندهش
14 ولما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا.
هناك في تلك المدينة، جرت على يده آيات عظيمة حتى كانت الأرواح النجسة تخرج والمفلوجون والعرج يشفون. وقد آمن ببشارة ملكوت الله رجال ونساء كثيرون. وكان من بين هؤلاء سمعان الساحر الذي اعتمد ولازم فيليبس بعدما اعترته الدهشة مما عاينه من آيات وقوات. وسمعان الساحر هذا هو إيّاه من عرض على الرسولين بطرس ويوحنا، فيما بعد، مالاً إذا ما أعطياه سلطان منح الروح القدس لمن يشاء حتى إن السعي إلى اقتناء موهبة الله، عموماً بدراهم، ‏صار يعرف في الكنيسة بالسيمونية. ‏


13- فيلبس الرسول ووزير كنداكة: (أعمال 8)

وبعد السامرة كلَّم ملاك الرب فيليبس أن يذهب " نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزّة التي هي برية فقام وذهب".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هناك التقى الحبشي الخصيّ وزير كنداكة، ملكة الحبشة، مسافراً، ففسّر له ما عجز أن يفهمه وحده إذ كان من أشعيا النبي: " مثل شاة سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزّه هكذا لم يفتح فاه" (اشعياء 7:53‏-8)، فبشّره بالمسيح وعمّده في الطريق.

14- فيلبس الرسول في أشدود ومدن عدة إلى قيصرية: ( أعمال 8)
‏وبعدما أنجز فيليبس مهمّته خطفه روح الرب فوجد في أشدود. ومن أشدود سافر إلى قيّصرية (فلسطين) عابراً بعدة مدن ومبشّراً بالمسيح.
يرجّح أن قيصرية كانت موطن فيليبس. ‏

هذا كل ما يمدّنا به كتاب أعمال الرسل لجهة خدمة فيليبس وكرازته بالكلمة.


2- التسليم الكنسي:

تردّد أنه انتقل، فيما بعد، من قيّصرية فلسطين إلى مقاطعة تراليا في آسيا الصغرى حيث جعل أسقفاً وهدى الكثيرين إلى الإيمان ثم رقد بسلام في الرّب بعدما شاخ جداً.
‏إلى خدمة فيليبس الرسول الشماّس عندنا معلومة إضافية أنّه تزوج وأنجب أربع بنات نذرن العذرة وكن نبيّات في مدينة أبيهن قيصرية.
الكنيسة تعيّد لثلاثة منهن، القدّيسة هرميون المعترفة، والقدّيستين الشهيدتين خاريتينى واوتيخي، وذلك في اليوم الرابع من شهر أيلول من كل عام.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 08 - 10 - 2016, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 14510 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس يعقوب بن حلفى الرسول
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قبلتَ نعمة الروح كرسول إلهيّ، بشكل أسنة ناريّة، يا يعقوب المجيد، فسطعتَ في العالم، مثل نجمٍ منيرٍ، وبدّدتَ ظلام الأوثان الحالك. والآن تتشفّع بلا انقطاع من أجل نفوسنا.

"قبلتَ نعمة الروح كرسول إلهيّ، بشكل أسنة ناريّة"
تشدّد الكنيسة على أنّ العنصرة انطلاقة الرسل. قبل ذلك كانوا شهودَ عيان لأحداث غامضة. لم يفهموا لماذا مات الّذي أقام الأموات. كيف خاب رجاوهم. بعد العنصرة صاروا آنية للنعمة توزّع بركات القيامة في العالم. ليس الرسل مبشّرين بالكلام فحسب. وليست الكنيسة جماعة مؤمنين فقط. الرسل هم مستودعات النعمة. والكنيسة جسد المسيح السرّي باشتراكها في الأسرار. الإيمان هو الأرض الجيّدة الّتي تقبل الزرع. أمّا البذار، فهو كلمة الله الشافية ليس نظريًّا فحسب، بل عمليًّا أيضًا: بكلمة الربّ تشدّدت السموات".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" فسطعتَ في العالم، مثل نجمٍ منيرٍ، وبدّدتَ ظلام الأوثان الحالك"
مثل شهاب النور! هكذا يستنير الرسول بالنعمة، فيضيئ بدوره. النور لا يوضع تحت المكيال، بل على المنارة. لقد تحقّق كلام السيّد: أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم. ما هو النور؟ هو عبادة بالله الواحد الخالق، الثالوث القدّوس، الآب والابن والروح القدس. ما هو الظلام؟ هو عباد المخلوق. هو التوهّم أنّ الحجارة أو ما ترمز إليه هي آلهة. هو الخرافة أنّ العالم فيه آلهة متعدّدة ومذاهب متعدّدة، وفلسفات متعدّدة يمكن أن تحلّ محلّ الحقّ الواحد.
"والآن تتشفّع بلا انقطاع"
بما أنّك حظيتَ بالنعمة الرسوليّة، ترأف بالرعيّة الّتي بذلتَ نفسك لأجلها، وتبتهل إلى الربّ أن يرأف بضعفاتنا، ويتغاضى عن تقصيرنا، ويمنحنا البركة والشفاء.

هو أحد الرسل الاثني عشر. وقد اختلف القدامى والمحدثون في شأن هوّيته. ففيما ‏جرت الكنيسة، بالإجمال، على اعتباره أخ الإنجيلي متى، حسبه آخرون إياه يعقوب أخ الرب. ومن بين هؤلاء القدّيسان غريغوريوس ‏النيصصي (330-395) وابيفانيوس القبرصي ( 315 ‏-403) ويقول أصحاب هذا الرأي الأخير عنه أنه تربّى مع يسوع في بيت مريم والدة الإله وأنه دعي أخ الرب لأنه كان ابناً لمريم امرأة حلفا أو كلاوبا، وهذه كانت, بدورها, ابنة عم أو ابنة خالة أم يسوع. وإذا ما صحّ أنه أخو الرب يكون هو الذي رأس الكنيسة في أورشليم وقضى شهيداً. بهذا المعنى أورد المؤرخ اليهودي يوسيفوس, وهو معاصر له, أن يعقوب مات رجماً. وأورد مؤرخ يهودي آخر, بعد قرن من الزمن, هو هيكيزيبوس، أن اليهود أوقفوا يعقوب على جناح الهيكل ورجوه أن يحوّل الجمع عن الإيمان بالمسيح, ففعل عكس ما طلبوا منه. فما كان منهم سوى أن ألقوه من فوق ثم أجهزوا عليه رجماً. أنّى يكن الأمر فان نصوصنا الليتورجية لا تمدّنا بشأنه إلا بالقليل القليل, و أكثر الكلام عنه عام لا خاص. نعرف مثلاً أنه صلب كالمسيح, وإحدى استيشيرات صلاة المساء تقول أنه قد ماثل السيد "في الآلام والموت". كذلك نعرف أنه بشّر الأمم وجلاً بالكرازة الإلهية "ظلام عبادة كثرة الآلهة", وطهّر "الخليقة كلها من عبادة الأوثان" وأنار "الشعوب بأشعة معرفة الله" ‏وقوّض "بالنعمة هياكل الأصنام" وشيّد "الكنائس لتمجيد إلهنا".
بالمقابل يظنّ بعض الدارسين أنّه أصابته القرعة ليبشر في فلسطين والمناطق المجاورة، ثم في مصر. اضطُهِدَ في مصر وصلبه الوثنييون.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024