23 - 07 - 2012, 11:32 PM | رقم المشاركة : ( 1441 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يمكن أن يخلص الشيطان ؟ سمعت من البعض أن الشيطان يمكن أن يخلص ! و أن بعض الآباء قد نادوا بهذا الرأى 0 فهل هذا صحيح ؟ لا يمكن أن يخلص الشيطان 0 و هناك نصوص صريحة فى الكتاب المقدس تؤيد هذا ، لعل من أبرزها ما ورد فى سفر الرؤيا : " 00 و إبليس الذى كان يضلهم ، طرح فى بحيرة النار و الكبريت ، حيث الوحش و النبى الكذاب 0 و سيعذبون نهاراً و ليلاً إلى أبد الآبدين " ( رؤ 20 : 10 ) 0 ما دام النص واضحاً هكذا بهلاك الشيطان إلى أبد الآبدين فى البحيرة المتقدة بالنار و الكبريت فإن أية مناداة بخلاص الشيطان ، تكون بدعة ضد تعليم الإنجيل 0 و ينطبق عليها قول القديس بولس الرسول : " إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء ، بغير ما بشرناكم به ، فليكن أناثيما " ( غل 1 : 8 - 9 ) 0 أما عن أقوال الآباء فى هذا الشأن ، فلا يعقل أن أباً سليم الإيمان ينادى بتعليم ضد الكتاب 0 و مع ذلك نقول أنه من التهم الإيمانية التى وجهت إلى العلامة أوريجانوس أنه قال بخلاص الشيطان 0 و قد حاول أحباء أوريجانوس الدفاع عنه فى هذه النقطة ، بإيراد مقتبسات من كلامه ضد هذه البدعة 0 و لزيادة الشرح نقول إن الشيطان مقاوم لله و ملكوته 0 منذ البدء ، و الآن ، و فى مستقبل الأيام أيضاً 00 فهو من بدء سقوطه ، أضل مجموعة من الملائكة و أسقطها معه ، ثم وأضل أبوينا الأولين ، و أضل البشرية كلها حتى قيل " ليس من يعمل صلاحاً ، ليس و لا واحد " ( مز 14 : 3 ) 0 و يكفى أنه تجرأ على السيد المسيح نفسه ، وطلب منه أن يسجد له ( مت 4 : 9 ) 0 و من مقاومته صرخ أحد قائلاً " لينتهرك الرب يا شيطان 0 لينتهرك الرب " ( زك 3 : 2 ، يه 9 ) 0 وحتى بعد تقييد الشيطان الف سنة ، و لم يستفد ، و لم يغير مسلكه ، بل استمر فى شره 00 يقول القديس يوحنا الحبيب فى سفر الرؤيا " ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء و سلسلة عظيمة على يده 0 فقبض على التنين ، الحية القديمة الذى هو إبليس و الشيطان ، و قيده الف سنة ، و طرحه فى الهاوية " ( رؤ 21 : 1 -3 ) وبعد ذلك ، لما سمح الله أن يحل الشيطان من سجنه ، خرج ليضل الأمم ( رؤ 21 : 7 - 8 ) 0 وبكل عنف ، سيحاول الشيطان فى الأيام الأخيرة أن يعمل على إبادة ملكوت الله ، لولا تدخل الله 00 و فى ذلك يقول السيد المسيح عن نهاية الأيام " ولو لم تقتصر تلك الأيام ، لم يخلص جسد 0 و لكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام " ( مت 24 : 22 ) 0 " لأنه سيقوم مسحاء كذبة و أنبياء كذبة ، و يعطون آيات عظيمة و عجائب ، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً " ( مت 24 : 24 ) 0 و العجائب التى تحدث من المضلين ، هى بفعل الشيطان 0 و لذلك يقول القديس بولس عن المقاوم ابن الهلاك ، المرتفع على ما يدعى إلهاً ، الذى سيكون سبباً قوياً فى الإرتداد العام الأخير : " الذى مجيئه بعمل الشيطان ، بكل قوة و بآيات و عجائب كاذبة ، و بكل خديعة الإثم فى الهالكين " ( 2تس 2 : 9 ) 0 و لكن الله سيرسل رئيس الملائكة ميخائيل ، ليحارب الشيطان مع كل ملائكته الأشرار و يقهرهم 0 و فى ذلك يقول القديس يوحنا الرائى " و حدثت حرب فى السماء : ميخائيل و ملائكته حاربوا التنين 0 و حارب التنين و ملائكته ، و لم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد فى السماء 0 فطرح التنين العظيم ، الحية القديمة ، المدعو إبليس و الشيطان ، الذى كان يضل العلام كله طرح إلى الأرض ، و طرحت معه ملائكته 0 و سمعت صوتاً عظيماً قائلاً فى السماء : الآن صار خلاص إلهنا و قدرته و ملكه و سلطان مسيحه 0 لأنه قد طرح المشتكى على إخوتنا ، الذين كان يشتكى عليهم أمام إلهنا نهاراً و ليلاً " ( رؤ 12 : 7 - 10 ) هذه هى الأيقونه المشهورة ، التى تصور رئيس الملائكة ميخائيل يدوس الشيطان ، وسيف العدل فى يده 0 على أن الشيطان بعد هزيمته هذه ، ظل يحارب ( رؤ 12 : 13 ) ، إلى أن ألقاه الرب فى البحيرة المتقدة بالنار و الكبريت ، حيث يمكث فى العذاب مع أعوانه إلى أبد الآبدين ( رؤ 20 : 10 ) و مما يثبت هلاك الشيطان أيضاً و عدم إمكانية خلاصه ، قول السيد المسيح للذين على اليسار فى يوم الدين : إذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس و ملائكته ( مت 25 : 41 ) إن كان الله قد أعد لإبليس و ملائكته هذه النار الأبدية ، فكيف يخلص إذن ؟! و نلاحظ فى كل النصوص السابقة : هلاك الشيطان ، عذابه ، أبدية هذا الهلاك 0 و الشياطين بلا شك يعرفون مصيرهم هذا 0 لذلك قال عنهم القديس يعقوب الرسول إنهم يقشعرون ( يع 2 : 19 ) 0 و الشياطين التى أخرجها الرب من كورة الجرجسيين ، صاحوا قائلين " مالنا ولك يا يسوع ابن الله 0 أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا ؟ " ( مت 8 : 29 ) 0 و هذا يظهر أنهم واثقون من عذابهم 0 إنما أزعجهم أن يكون ذلك " قبل الوقت " 0 و عذاب الشياطين أمر لا يختلف فيه دين من الأديان 0 إنه بديهية فى التعليم الدينى تؤيدها نصوص الكتاب 0 و لو كان ممكناً على فرض المستحيل أن يخلص الشيطان ، لوجد فى الكتاب ، و لو عبارة واحدة ، و لو إشارة من بعيد 00 إلى هذه الحدث العجيب ! و لو خلص الشيطان ، ما كان ممكناً هلاك أحد آخر 0 لأنه لم يحدث أن أحد فعل من الشرور ما فعله الشيطان 0 و عدم هلاك أحد على الإطلاق ، هو تعليم ضد ما تقوله الكتاب 0 |
||||
23 - 07 - 2012, 11:41 PM | رقم المشاركة : ( 1442 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحضن الأبوي حكى لي خادم فى مدارس الأحد عن رد فعل أبناءه الصغار فى الفصل عندما انتهى من شرح قصة الإبن الضال حيث سالهم قائلا ً: ما أكثر شئ أعجبكم عندما التقى الأب إبنه الذى رجع...؟ هل الخروف المسمن ؟ هل الخاتم ؟ هل فرحته بالرجوع وضمه إليه بالحضن ؟ هل الحفل الذى أقامه الأب له احتفالا برجوعه ؟؟... فصرخ الجميع .... " الحضن ..." .. " الحضن .."... نعم أي الحضن الأبوي بالرغم أن المكافئات الماديه مرغوبه ومحبوبه... ولكن لا شئ ممكن أن يعبر عن المحبه الأبويه مثل ذلك الحضن الأبوي الإلهي الذى اسكت فيه الإبن عن ان يكمل اعترافه... وسمع دقات قلب أبيه التي قالت " سامحتك " ..." أنت إبني " .. وربما بهذا المثال يعطي لنا الرب طريق نسلكه كلنا كخدام ... كرعاه .. وكمسئوليين.. وكوالدين.. في كيف نتعامل مع أولادنا.. الجسديين والروحيين.. نعاملهم ليس بالتوبيخ والغضب والتكبر.. بل بالحب المتواضع المتسامح.. نشعرهم إنهم مهما فعلوا واخطاءوا وبعدوا.. إننا ننتظرهم ونحبهم وإنهم أبناءنا.. وربما سلك ايضا بولس الرسول فى نفس طريق أبيه السماوي عندما قال" كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعه أولادها ...1تس7:2 فالمرضعه فى تغذيتها لإبنها تقربه الى قلبها بحب وحنان .. تضمه بيديها الى قلبها ليشعر بالآمان ....تغذيه من جسدها وروحها .. اللبن النقي العديم الغش...هكذا الخادم الأب ... يترفق بأبنائه ويقدم لهم المسيح المعاش فيه من روحه ونفسه...ويشعرهم بالحب الأبوي الذى اخذه من أبيه السماوي وليس من وظيفته كخادم أو مسئول... يبذل حياته لأجلهم.. ينفطر قلبه عندما يتوه أحد منهم ولا يهدأ ...يترك كل شئ ويذهب بحثا عنه ... الى أن يجده.. فاتحا له ذارعي أحضان أبيه السماوي.. قائلا.." إبني هذا كان ميتا فعاش علمني أيها الراعي الصالح كيف اكون راعي على أولادك الذين ائتمتني عليهم أقدم لهم من روحي ونفسي وحياتي.. معتبرا راحتهم هي راحتك أنت يا ابي ولا أنظر لضعفاتهم كجرم وكأني لا اخطئ.. بل هى جرح محتاج لدواء وطبيب فعلمني مهنة الطبيب الصالح.. المتأني، الساهر على المريض...الى أن يطيب ويصح وأن اكون كأب مثلك.. لا يفكر براحته ونفسه.. بل فقط في راحه أبناءه ويكون كل من يراني يراك... يرى الحب والعطاء والبذل والغني.. حتى إذا ما زاغ أحدهم عنك.. فيراني ويتذكر أن بابك مفتوح... وإنك منتظر دائما بالأحضان الأبويه |
||||
23 - 07 - 2012, 11:42 PM | رقم المشاركة : ( 1443 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"رقة قلب السيد" اعتادت الجموع على اتباع يسوع فى كل مكان يذهب إليه ليسمعوا تعاليمه وليشفى أمراضهم حتى أن الكثيرين منهم كانوا يسافرون لأيام حتى يصلوا إليه وقد تكرر هذا الحادث لمرات عديدة وأذكر منها ماحدث فى (متى 15 : 29-39 ) فقد جاء الكثيرون إلى يسوع بمرضى كثيرين وشفاهم,ثم نبه يسوع تلاميذه إلى أن هؤلاء من جاءوا إليه قد ظلوا معه لثلاثة أيام وأنه يشفق عليهم كثيراً ولا يريد أن يصرفهم صائمين لئلا يخوروا فى الطريق. وَأَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ، لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلاَّ يُخَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ» (متى 15 :32 ) انظر إلى رقة قلب يسوع وهو يقول "أشفق على الجمع" ..انظر إلى رقة مشاعره؛حتى أنه يشعر بمن حوله وبمدى المعاناة والتعب اللذين يبدوان على وجوههم ..لم تنته رقة قلب يسوع لمجرد شعوره بمن حوله فقط أو حتى مشاركته مشاعرهم وتعبهم ولكنه حاول إيجاد الحل لهم , فهو لم يرد أن يصرفهم صائمين فسأل تلاميذه عما لديهم من طعام,وعندما لم يجد سوى سبعة أرغفة وقليل من صغار السمك (كما هو مذكور فى متى 15 : 34 ) أخذ يسوع هذا الطعام القليل وباركه حتى استطاع إشباع الجميع. الكثيرون من حولك يبدو على وجوههم المعاناة والتعب والألم حتى دون أن يتكلموا فهل أنت كتلميذ مشابه لصورة يسوع لديك هذا القلب الرقيق وهذه المشاعر الرقيقة التى تجعلك تشعر بكل هؤلاء التعابى من حولك؟ هل تشاركهم مشاعرهم وتحاول إيجاد الحلول لمشاكلهم وأتعابهم وكأنها مشاكلك وأتعابك أنت؟ هل تفعل ذلك دون أن تنتظر شيئاً من أحد كما فعل يسوع ذلك دون انتظار المقابل؟ إنها أسئلة عديدة عليك أن تتوقف عندها وتعيد النظر والإمعان فيها جيداً إن كنت تريد أن تكون تلميذاً مشابهاً ليسوع بالفعل وليس بالقول. |
||||
23 - 07 - 2012, 11:45 PM | رقم المشاركة : ( 1444 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ .(مز 141: 3)
يطلب المرتل حراسة سماوية لفمه، حتى لا تخرج كلمة لا تليق به كإنسان الله. v لم يقل "حاجزًا حصينًا" وإنما قال "بابًا حصينًا". فالباب يُفتح كما يُغلق أيضًا. فإن كان بابًا، فليُفتح ويُغلق. يفتح للاعتراف بالخطية، ويُغلق عند تقديم تبرير للخطية. هكذا فليكن بابًا حصينًا، وليس بابًا للتدمير. القديس أغسطينوس v لا يليق بالإنسان أن يفتح فاه بما هو غير لائق، بل يفتحه في كلام يرزق كنوزًا من خيرات الله. الأب أنسيمُس الأورشليمي v لنضع في أذهاننا بخصوص الفم واللسان أن نقدم صلاتنا ونحن حافظينهما متحررين من الشر. إن كان لكم إناءّ ذهبيًا أو مصنوعًا من معدنٍ ثمين، فإنكم لا تختارونه لاستخدامه في أمر شائنٍ، كم بالأكثر أولئك الذين أفواههم أثمن من الذهب واللآلئ، كيف يلوثونها بقبحٍ مشينٍ وفسادٍ وسخريةٍ. إنكم لا تقدمون بخورًا على مذبح من النحاس أو حتى من الذهب، بل ما هو أثمن من هذا في هيكلٍ روحي، فمادة الأول بلا حياة، بينما يجعل الله مسكنه فيكم، أنتم أعضاء جسد المسيح... لنحرس أفواهنا على الدوام، نقيم عقلًا عليها ليغلقها، فلا تبقى مغلقة على الدوام، إنما يفتحها في الوقت المناسب. يوجد وقت يكون فيه الصمت أثمن من الكلام، وأيضًا يوجد وقت يكون فيه الكلام أثمن من الصمت... من الضروري كما ترون ليس فقط أن نحفظ الصمت والكلام في الوقت المناسب، وإنما يلزم أن يكون ذلك بمحبة عظيمة. لهذا يقول أيضًا بولس: "ليكن كلامكم كل حين بنعمةٍ مصلحًا بملح، لتعلموا كيف تجابوا كل واحدٍ" (كو 4: 6). ضعوا في اعتباركم أن هذا هو العضو الذي به تدخلون في حوارٍ مع الله، وبه نقدم التسبحة. هذا هو العضو الذي به نتقبل الذبيحة المهوبة، فإن المؤمنين يعرفون ماذا أقول. القديس يوحنا الذهبي الفم v إن كان هذا العضو يسبب دمارًا مثل هذا، فقد يتساءل البعض: لماذا وضعه الله في الجسد البشري من البدء؟ لأن له نفعًا كبيرًا أيضًا. فإن كنا حريصين يجلب لنا نفعًا لا ضررًا، اسمعوا كلمات النبي الذي قدم لنا النصح قبلًا، إذ يقول: "الموت والحياة في قوة اللسان" (أم 18 :21). ويكشف المسيح عن ذات الأمر حين يقول: "بكلامك تتبرر، وبكلامك تُدان" (مت 12 :37). يقع اللسان في المركز تمامًا، متهيئًا للعمل بأي الوسيلتين وأنت سيده. وهكذا يقع السيف أيضًا في الوسط، فإن استخدمته ضد العدو، يصير أداة أمان لك. وإن استخدمته لجرح نفسك، فليس نصله الذي يسبب موتك بل تعديك الناموس. فلنفتكر في اللسان بنفس الكيفية، كسيف قائم في المنتصف. اتخذه لتدين ذاتك بخطاياك، ولا تستعمله في جرح إلهك. لهذا أحاط الله اللسان بسياجٍ مضاعف، بحاجز الأسنان، وبسور الشفتين، حتى لا يتفوه بسهولة وتهاون بكلماتٍ لا يليق أن يُنطق بها. احفظه مكبوحًا في فمك، وإن لم يقم بهذا العلاج، عاقبه بالأسنان كما لو كنت تقدمه للجلاد ليقضمه! لأنه أفضل أن يُضرب الآن حينما يخطئ بدلًا من عقابه فيما بعد، حينما يتلهف طالبًا قطرة ماء، إذ يُحرم من تلك التعزية. v يقول: من الأفضل أن يسقط الجسم ويُسحق من أن تخرج منا مثل هذه الكلمة التي تحطم النفس. وهو لا يتحدث عن السقوط المجرد، إنما ينصحنا بالأكثر أن نفكر مقدمًا حتى لا نزل (بالكلام)، قائلًا: "ضع بابًا ومزلاجًا لفمك" (سيراخ 20: 25) ، لا لنعد لأنفسنا أبوابًا ومزلاجًا، بل أن نكون في أكثر حرص. يلزمنا أن نغلق أفواهنا عن النطق بكلمات شائنة. مرة أخرى بعد أظهار حاجتنا إلى عون من فوق يصحب جهادنا ويسبقه، لكي يحفظ هذا الوحش المفترس في الداخل، باسطين أيادينا إلى الله، قال النبي: "ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية، اجعل يا رب حارسًا لفمي؛ احفظ باب شفتي". وهو نفسه الذي سبق فنصحنا قبلًا أن نضع بابًا... (سي 20: 25) يقول مرة أخرى: "من يصنع حارسًا لفمي، وختم حكمة لشفتي؟" (سي 22: 27) . القديس يوحنا الذهبي الفم v "موت وحياة في قوة اللسان" (أم 18 :21) وأيضًا: "أقول لكم إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابًا يوم الدين" (مت 12: 36). لهذا يصلي النبي لئلا تكون كلماته بطالة، بل تكون مقدسة وتسر الله... ويتضرع لأجل حارسٍ حول شفتيه يكون مثل متراس القلعة الحصين، حتى لا يستسلم ويذعن للخطية. قال إرميا: "طلع الموت إلى كوانا (نوافذنا) (إر 9: 21)، ونحن لنا خمس كوى: النظر والسمع والتذوق والشم واللمس. القديس جيروم v كن معتدلًا أيها الفريسي. ضع بابًا للسانك ومتراسًا (مز 141: 3). أنت تتحدث إلى الله الذي يعلم كل شيءٍ. انتظر حكم القاضي، فما من مصارع متدرب يكلل ذاته، وما من أحد ينال الإكليل من ذاته، بل ينتظر استدعاءه للمثول أمام الحكم. لأنه قد يحدث ما هو غير متوقع... فإنه حتى أشجع الأشخاص معرض للهياج وعدم الهدوء. القديس كيرلس السكندري v تُمجد أيضًا أسنان العروس، لأنها تغذى جسد الكنيسة. يرغب العريس دائمًا أن تكون هذه الأسنان نظيفة من القاذورات، ليس عليها شعر، لأن شعرها قد تم قصه حديثًا، وتحمل توائم حسب ميلاد الفضائل، وتظهر وكأنها حطمت بواسطة أسنانها كل عيبٍ للنفس أو الجسد. ويرمز الخيط القرمزي على شفتيّ العروس إلى وظيفة الكلام الذي يُسميه النبي حارس المعنى وبابه: "اجعل يا رب حارسًا لفمي، احفظ يا رب شفتيّ" (مز 3:141). هكذا يكون الحال عندما يفتح الشخص فمه ليتكلم، ثم يغلقه، حسب كل نشاطٍ في وقته المناسب. نحن نعرف من النبي زكريا أن هذا الخيط هو للقياس (زك 1:2)، الذي يمسكه ملاك على هيئة عصا. وخيط القياس هذا مُلائم بصفة خاصة، لأنه كان ذا لون أحمر، كرمزٍ للفداء. فإذا كان المسيح يتكلم خلال أي شخص مثل بولس (2 كو 3:13)، فإنه يقلد فداء المسيح لنا بدمه بواسطة هذا الخيط القرمزي على شفتيه كنوعٍ من خيط القياس الذي اكتسب اللون الجميل في الدم. القديس غريغوريوس النيسي v يجب على الراهب أن يكون صامتًا في كل حين، ولا يقبل الأفكار التي تشير عليه بكثرة الكلام التي تحلّ النفس (أي تجعلها منحلّة)، بل يزهد في الكلام ولو رأى أناسًا يضحكون أو يقولون كلامًا ليس فيه منفعة بجهلهم. لأنّ الراهب يقي يتحفّظ من لسانه كما هو مكتوب في المزمور: "اللهم اجعل لفمي حافظًا، وعلى شفتيَّ سترًا حصينًا" (مز 141: 3). فالراهب الذي يفعل هكذا، لا يعثر أبدًا بلسانه، لكنه يصير إلهًا على الأرض. القديس مقاريوس الكبير v ولئلا يُظن أن العفة التي نرجوها من الله تقف عند تلك التي تخص شهوة أعضاء الجسد... يتغنى المزمور قائلًا: "ضع يا رب حافظًا لفمي، وبابًا حصينًا (عفيفًا) لشفتي" (مز 141: 3) فإن أدركنا مفهوم كلمة "فمي" كما يلزم، لعرفنا ما هي عطية الله من جهة العفة التي يهبها، لنا فإنها لا تعني "الفم الجسدي"، فيُحفظ لكي لا يخرج منه شرير، إنما يوجد في الداخل "فم القلب" الذي يريد ناطق هذه الكلمات وكاتبها لننطق نحن بها أن يحرسه الله ويقيم عليه بابًا حصينًا (عفيفًا). توجد كلمات كثيرة لا ينطق بها الفم الجسدي، تصرخ عالية في القلب، بينما لا يمكن للفم الجسدي أن ينطق بشيءٍ ما لم يتكلم به القلب. ما لا يخرج من القلب لا ينطق به اللسان، وأما ما يخرج منه، فإن كان شريرًا يدنس الإنسان حتى ولو لم يتفوه به اللسان. لهذا يلزم أن تكون الحصانة هناك (علي باب القلب)، حيث يتكلم الضمير، حتى بالنسبة للصامتين. فمتي كان الباب حصينًا، لا يخرج منه ما يدنس حياة من يفكر (فكرًا شريرًا) دون أن تتحرك شفتاه]. القديس أغسطينوس v الجرح الذي تسببه الكلمات لا يُحتمل... هنا ينطق النبي: "الموت والحياة في سلطان اللسان" (أم 18: 21). ب أيها الأحباء الأعزاء، إن تطلعتم بعمقٍ وبحثتم باجتهاد في الورم الخبيث المنتفخ في القلب الساخط تكتشفون أن الجراحات الصادرة عن الكلام تسبب موتًا. v هكذا أن تتكلم أو تصمت كل منهما فيه الكمال، إن استخدام بالقدر اللائق به... الصمت عظيم، والكلام عظيم، ولكن دور الحكيم أن يضبط كليهما. فإن الصمت المبالغ فيه يُنسب أحيانًا إلى نقص التعقل، كما أن الكلام الكثير غالبًا ما يُنسب إلى الجنون. الأب فاليريان v كن صديقًا للفقير ولمحب الله والمتواضع والغريب الذي يحفظ الغربة، ولمن كان متمنطقًا بمخافة الله، والمسكين الذي يحمل الصليب، ويضع حارسًا على فمه (مز 3:140). يا ابني كن صديقًا لكل الذين يخافون الله. القديس إسطفانوس الطيبي v ينبغي أن نلجم اللسان؛ فلا يفرط بجهالة الكلام. وعندما يتكلم بمنفعة، حينئذ لا ينبغي أن يصمت متكاسلًا. لقد تأمل النبي هذا الأمر فقال: "اجعل يا رب حارسًا لفمي. احفظ باب شفتيَّ" (مز 141: 3). وهنا لم يطلب صاحب المزامير من الرب أن يضع سياجًا أو حائطًا، بل بابًا يمكن أن يفتحه أو يغلقه. لنتعلم متى نفتح أفواهنا بحكمة وفي الوقت المناسب، وبالعكس كيف نغلقها بالصمت. الأب غريغوريوس (الكبير) |
||||
23 - 07 - 2012, 11:49 PM | رقم المشاركة : ( 1445 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
امين يارب أنر عين قلبى الداخلية امين يارب أنر عين قلبى الداخلية لكى ارك في نور حقيقى لانك نور العالم الحقيقى . وقد اتيت الى العالم وصرت فعلآ واحد منا .فأنت الان قائم فى وسطنا .انت فى وسط العالم .وقريب جدآ من كل انسان مهما كان. فأنت اتحدت بالطبيعة البشرية وجعلتها واحدآ فيك ,وبالتالى صرنا فيك جميعآ . لم تعد انت الاله البعيد المجهول الذى لايستطيع أحد ان يراه .بل صرت الاله المعروف القريب جدآ من طبيعتنا . فقط تريد ان نفتح عيوننا الداخلية بنعمتك فنراك بكل وضوح . وايضآ يارب هى مسئولية كل من ابصرك وعرفك واختبرك وتذوق محبتك الحقيقية وصار النور فيه . ونحن اولادك يارب ذوقنا نورك وحبك ولهذا اعطنا يارب ان ننكر ذوتنا وكل ما تمليه علينا ذوتنا وافكارنا ونسمع من روحك فقط الساكن فينا ,لانه هو الذى يشهد فينا ليك . فأنت أخذت جسدنا لتشهد عنا أمام الاب السماوى .وأرسلت لنا روحك القدوس ليسكن فينا ويشهد عنك لنا ولكل انسان يقابلنا فى الطريق اعطنا نعمة خاصة لنسمع ونطيع صوت روحك القدوس فينا ونسلم له كل حياتنا وحيثما يقودنا نسير خلفه امين يارب |
||||
24 - 07 - 2012, 07:47 PM | رقم المشاركة : ( 1446 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يُفقَد أحدٌ ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا مَنْ خَلَقَ هَذِهِ؟..لِكَثْرَةِ الْقُوَّةِ وَكَوْنِهِ شَدِيدَ الْقُدْرَةِ لاَ يُفْقَدُ أَحَدٌ ( إش 40: 26 ) في هذا الأصحاح العظيم (إش40) نقرأ عن الخليقة التي تُعلن وتُبرهن عن إلهنا أنه كلي القدرة (ع12، 26، 29). ولكن لماذا يُسرّ الله أن يُعلن لنا عن قدرته غير المحدودة هذه؟ وللإجابة نقول: أولاً: لكي يقودنا إلى الثقة فيه، والارتماء عليه في ضعفنا، فهو ـ تبارك اسمه ـ يستطيع أن يُبدّل ضعفنا إلى قوة، فهو القائل: «تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمَلُ» ( 2كو 12: 9 )، وهو الذي «يعطي المُعيي قدرة، ولعديم القوة يُكثِّر شدةً» ( إش 40: 29 )، فهيا يا مَن تشعر بضعفك وعجزك اختبر قول الرسول بولس: «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» ( في 4: 13 ). ثانيًا: لكي يُؤكد لنا أمر حفظنا وضماننا الأبدي «لكثرة القوة وكونهِ شديد القدرة لا يُفقَد أحدٌ» ( إش 40: 26 ). يا لها من كلمات مُقوية ومُعزية ومُطمئنة؛ لأنه كثير القوة ولكونه شديد القدرة لا يمكن أن أحدًا من النجوم والكواكب ـ التي تدور في الأفلاك ـ أن يُفقَد أو يخرج عن مساره، فهو ـ له كل المجد ـ «حاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته» ( عب 1: 3 )، «وفيه يقوم الكل» ( كو 1: 17 ). أَوَ لم يَقُل ربنا المعبود وهو يتحدث عن حفظه لخرافه: «ولا يخطفها أحدٌ من يدي ... ولا يقدر أحدٌ أن يخطف من يد أبي» ( يو 10: 28 ، 29). ألا نرى في ذلك كل الضمان؛ فنحن محفوظون في يد الابن وفي يد الآب. وأين هي القوة الأعظم لتخطف واحدًا من قطيع الرب التي يقول عنها «خرافي»؟ ( يو 10: 27 )، ثم إن الروح القدس يقول أيضًا: «يدعو خرافه الخاصة بأسماءٍ ويُخرجها» ( يو 10: 3 ). إنه يعرف خاصته، ويعرفهم بأعدادهم ، ويعرفهم بأسمائهم، مثلما قيل عنه: «يُخرج بعددٍ جُندها، يدعو كلها بأسماءٍ» ( إش 40: 26 )، وأيضًا «يُحصي عدد الكواكب. يدعو كلها بأسماءٍ. عظيمٌ هو ربنا، وعظيم القوة. لفهمه لا إحصاء» ( مز 147: 4 ، 5). وهو ـ تبارك اسمه ـ لا يُحصِي فقط عدد الكواكب «بل شعور رؤوسكم أيضًا جميعها مُحصاةٌ. فلا تخافوا!» ( لو 12: 7 ). نعم. لماذا إذًا الشك والخوف؟ ليتنا بعد كل هذا يتم فينا القول: «وأما مُنتظرو الرب فيجدِّدون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يُعيون» ( إش 40: 31 ). |
||||
24 - 07 - 2012, 07:51 PM | رقم المشاركة : ( 1447 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يترك بغير عقاب في الدنيا لعقاب أبدي ما نتعلمه من قصة لعازر من سلسلة مقالات الأنبا ساويرس أسقف الأشمونين 2 يقول القديس ساو يرس: ومن كان لا يلازم ما أوصانا به من جوع والعطش والحزن والبكاء وهو سالم من الأمراض وموت الأحباء ومصائب الأعداء والغرامة، فليعلم أن الله سيعاقبه. ولذلك يتركه بغير عقاب في هذه الدنيا حتى يعاقبه بعد الموت في العقاب الأبدي، كما شهد في إنجيله المقدس أن الغنى المتنعم في الدنيا صرح بعد الموت في العقوبة، ولما سأل إبراهيم أن يرسل إليه لعازر المسكين لكي يبرد لسانه بيسير من الماء في طرف إصبعه قال له إبراهيم: ((اذكر أنك قد استوفيت خيراتك من الدنيا لعازر وبلاياه. فهو ههنا ينيح وأنت تعذب)). ماذا نتعلم من قصة لعازر: أوضح الإنجيل المقدس بهذا القول أن الذي لا يجهد نفسه في هذه الدنيا في العمل بوصايا الله ولا يتعب ببلاياه كما تعب لعازر بالفقر والمرض، فإنه يكون بعد الموت دائمًا في العذاب. والمتعب في هذه الدنيا إما من قبل نفسه أو من قبل الله فهو ينيح بعد الموت في النياح الأبدي. فيجب علينا ألا نضجر إذا أبتلينا ببلايا الدنيا، ونقبل ذلك بشكر وفرح، لما نعلم فيه من المنفعة التي تدخلنا إلي النعيم الدائم. فنسأل الرب يسوع المسيح المنعم علينا بالخلاص أن يؤهلنا لقبول التعب على اسمه المقدس، وأن يمنحنا الصبر على ذلك والشكر عليه. وله ينبغي الشكر والابتهال إلي أبد الآبدين ودهر الدهور أمين. |
||||
24 - 07 - 2012, 07:56 PM | رقم المشاركة : ( 1448 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل جربت الالم ؟ هل زار قلبك الحزن ؟ هل غرّت الدموع عيونك ؟ هل سالت على وجنتيك ؟ كلنا جرب الالم وذاق الحزن واجهش بالبكاء وامتلئت عيونه بالدموع . العالم الذي نعيش فيه عالم الم ٍ وحزن وبكاء ٍ ودموع . الله يعدنا بعالم بلا الم ولا حزن ولا بكاء ولا دموع . عالم لا موت فيه ، عالم بلا موت ، عالم يسكن فيه الله مع الناس . يصفه يوحنا الرائي ويقول عنه : " سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً ....... هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا ، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُم . وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ " ( رؤيا 21 : 1 - 3 ) ما اجمل ذلك المكان حيث لا دموع . ما اروع ان يسكن الله معنا ونحن معه ، وحيث يكون الله لا يكون موت ولا حزن ولا بكاء . حيث يكون الله تكون الحياة والفرح والبهجة . يده تمسح كل دمعة ٍ فتختفي الدموع . العيون الممتلئة بالبكاء تجف وتخف . القلوب المنكسرة بالحزن تسعد وتهنأ ، لأن الله سيكون معنا ، هو فرحنا . وسنكون نحن معه نتمتع به . في المساء هنا يبيت البكاء ، وفي الصباح هناك يكون ترنم . ان امتلئت عيونك بالدموع واغرورقت بها ، إن حلت غلالة على بصرك وحجبت رؤيتك ، جفف عيونك وامسح دموعك ، تصفو وتنجلي وتبصر بالايمان السماء الجديدة ، وتحيا منتظرا ً بالرجاء يوم يسكن الله معك ، ويُطرد الموت والوجع والحزن والصراخ . تعال يا رب لا تتباطأ ، جميع الناس هنا يبكون . اسرع يا رب اسرع حتى تتوقف الدموع وتصفو العيون . |
||||
24 - 07 - 2012, 08:01 PM | رقم المشاركة : ( 1449 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شبع النفس ومعرفة الله على المستوى العملي
أن القديسون لا يحيون إلا برؤية وجه النور، هذا النور الذي يُشرق في وجه يسوع [ لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كو 4 : 6) فهو الذي يُستعلن لنا كاشفاً عن ذاته في داخل القلب سراً، ليهب لنا معرفته لكي ننعم بحبه وندرك أبوته لنا في المحبوب يسوع الابن الحقيقي بالطبيعة لله الآب، واهباً لنا روحه القدوس في قلوبنا، يشهد لأرواحنا إننا أولاد له في سر تجسد ربنا يسوع المسيح واتحاده بنا بما يفوق كل إدراكات الإنسان وعقله المحدود ...
الله أراد أن يحتضن الإنسان كمحبوبة الخاص، واهباً له سرّ الوحدة معه، ويعلن له عن ذاته وعن طبيعته وأسراره وإرادته، لأن كل واحد فينا هو اشتياق الله الخاص ومحل اهتمامه الشخصي ... يا أحبائي لنا اليوم أن نعرف الله كأب لنا في المسيح، وأن نراه ينبوع حياة ومحبة، فهذا هو سر الله بالنسبة لنا، لأننا جميعاً – بلا استثناء – مدعوون للخلاص والدخول في سرّ الحياة الأبدية، والبعض منا لا يشعر بهذا أو يدخل إليه ليس لأن هناك تقصير أو نقص في محبة الله تجاههم، بل هو نتيجة الحرية الممنوحة لنا واختيارنا الخاص، وحريتنا يحترمها الله جداً ويقدرها ولا يقتحم نفس لا تُريد أن تدخل في تيار الحياة الإلهية والمشاركة بكرامة الابن ورتبته بفعل فيض المحبة بالروح القدس في داخل القلب !!!
على كل واحد فينا بإصرار وعزيمة لا تلين أن يسعى للوصول بكل قوته لمحبة الله ويتمسك به وبوعده الأمين، ماسكاً في خلاصه متكلاً على مراحمه المتسعة جداً، طالباً منه أن يتجدد بحياة المسيح القائم من الأموات في الروح القدس الذي يأخذ مما له ويعطينا لنكون مشابهين ربنا يسوع في كل شيء ...
|
||||
24 - 07 - 2012, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 1450 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هـــــل لكِ أنّ تسقينـــي ؟؟ </B></I>كانت هذهِ كلماتُكَ الأولى معــــي .. فصَرَخَ بداخلي صوتاً عنيفاً عاصفاً : كيف يطلبُ مني ذلك ؟ ونحنُ مُختلفين في كلِ شيء .. كيف أساعده؟ برغم تعبهِ وعطشهِ .. فهو مُختلفٌ معي بالفكرِ والعقيدةِ والتأريخ !!! وتوّهمتُ للحظة بأني أفضل كائن ، وأني أملكُ الحقيقة الكاملة .. وهو لا شيء ! فأخذتُ أجادله وكلي ثقــــة بأني أحكمَ منهُ وأصدقَ منهُ ! ونسيتُ نفسي " مــن أنا !" نسيتُ الوقت " لماذا خرجتُ ظهراً لوحدي لأستقي !" هروباً من نظرةِ الناس عليّ وعلى تأريخي !!! لكّن سؤالكَ أستوقفّني ؟ وأجبتُكَ إجابة سريعة وقاطعة... ثَناءَكَ على صِدقي معكَ أذهلني ! عرفتُكَ مُختلفاً عني وعن كلِ من عرفت ... لم تَنظر إليّ كما نَظرتُ لنفسي .. لم تُعيرُني كما فَعَل الآخرين .. ومن هُنا عرفتُ أنّ الأختلافَ بيني وبينكَ كبيرٌ جداً يارب ! على صورتكَ ومثالكَ خَلَقتَني .. لكّني لا أرى نفسي ومَن حولي بعيونك ! كلِماتُكَ معي قرّبتني مِنكَ أكثر .. أدركتُ فيها كم أنّ نظرتي لذاتي قاسية ! وكم نَحنُ ظالِمونَ .. نحكمُ على بعضِنا البعض دونّ رحمة ! وكم نَحتاجُ لِنُصلح نظرتنا .. ونرى بعضنا البعض بعيونٍ يملأها الحُبْ . نَظَرتَ إليّ برحمة .. فَجَعّلتني ألتفتُ لأرى حقيقتي وأقبَلها برحمة ... نظَرتَ إليّ بِحُب .. فَجَعّلتني مَخلوقاً جديداً لايَخجَلُ من نفسهِ بل يقبَلها بِحُب .. رغم عَطَشَكَ وتَعبَكَ وَقَفتَ مَعي وقتاً طويلاً تُعلّمَني.. لأرى الكونَ أجمل .. لأفتخرَ بالماضي الذي كانَ سبيلاً لوصولي للحقيقة .. شكراً لأنكَ تَرَكتَ فيّ أثراً مَحا كلَ آثار الماضي المؤلمة .. شكراً لأنكَ علّمتَني أنّ الحُب يبدأ بِنَظرة ! والظلم يبدأ بِنَظرة .. وليّ أنّ أختار .. فَكل شيء يعتمدُ على نَظرتي - أنا- للأمور .. |
||||