![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 14481 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() انتم رائحه المسيح الذكيه ![]() كان فيه أخ مبارك جدا.. كان يعمل بالخارج وانهي عمله بالخارج و رجع الي مصر.. فتعلم أن يرشم علامه الصليب بالطريقه الاوروبيه وعمل في القطاع الخاص.. وكان في موعد الغداء يتغدا في العمل وكان قبل الأكل يرشم نفسه بعلامه الصليب.. وكان الجميع يري ذلك وفي يوم تقرب منه اخ وقال له لاحظت انك قبل الأكل تغمض عينيك وشفتيك تتحرك ثم تعمل علامه بتاعتكم. نفسي اعرف ايه السر في العلامه دي.. ابتدأ اخونا يشرح له بكل محبه عن الصليب و قوه الصليب.. كل يوم. الي ان جاء يوم وقال له أخونا.. انا حبيت المسيح من خلالك.. انا شفت المسيح فيك. في سلوكك و تصرفاتك. ومن يومها وأصبح اخونا إنسان جديد تماما.. لذلك انتم رائحه المسيح الذكيه.. خلي دايما رائحه سلوكك جميله.. ليروا أعمالكم الحسنه ويمجدوا إباكم الذي في السموات. امين |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14482 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث) فأجاب وقال لهم: أُمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمـــــــــــة الله ويعملـــــــون بها – لوقا 8: 21 _____ _____ ![]() تابع 1 - مقدمـــــــة: وأبسط معنى للإيمان، هوَّ التصديق، أي تصديق الله بكل بساطة مثل بساطة الأطفال، أي تصديق كلمته، تصديق مطلق بلا مناقشة أو حوار، أو تفسير أو فلسفة أو تأويل أو تحوير أو حتى تأمل من جهة فكري وتصوري الشخصي عنها، أي ينبغي قبولها وتصديقها كما هيَّ في ذاتها، أي كما قالها الرب بنفسه، فالله يتكلم والإنسان يؤمن، أي يُصدق كالأطفال، فينطق بعد سماع الكلمة قائلاً ببساطة: آمين = "حقاً هكذا يكون" أو "بالحقيقة هذا سيكون فعلاً"، وطبعاً ذلك لأن الله تكلم، ومعنى الله تكلم = فعل: "قال الله... فكان كذلك" (أنظر سفر التكوين الإصحاح الأول) ولكن، من الصعب بل ومن المستحيل، أن يقول الإنسان "آمين" أي "حقاً هكذا يكون" ثم يُطيع ويخضع لكلمة الله، بدون إشراق النعمة على القلب، والاستعداد لحضور الله الحقيقي والرغبة الحقيقية في أن تتحقق أقوال الله كما هي فعلياً على أرض الواقع، وتصير كلمته ذات مفعول في داخلي، أي تُغيرني على المستوى الشخصي فعلياً، في واقع حياتي اليومية. فلا بُدَّ من أن يكون هُناك استعداد قائم في قلب الإنسان، الذي هوَّ الاستعداد والرغبة في التغيير الحقيقي الداخلي، أي أن تتغير حياته فعلاً، مهما كانت صالحه أو نافعة في نظره!! أي يكون الإنسان أو أنا شخصياً، مشتاق للتغيير والتجديد حسب الصورة التي قصدها الله، بل ومقتنع تماماً – في داخلي – بحتمية التغيير وضرورته. وبالطبع الإيمان وحده بكلمة الله هوَّ الذي يُعطي التغيير الحقيقي لحياتنا: + فأجاب قائد المئة وقال يا سيد لست مستحقا أن تدخل تحت سقفي، لكن قل كلمة فقط فيبرا غلامي. (متى 8: 8) وذلك لأن الإيمان، هو دعوة في الأساس، قائمة على عمل، وهذا العمل عمل إلهي بالدرجة الأولى، وهو عمل قائم على عهد، وهذا العهد قائم على سفك دم، وهذا الدم المسفوك هو دم ابن الله الحي، دم يسوع المسيح، دم العهد الجديد، دم بصخة مقدسة، أُعطى في سرّ تأسيس عشاء مقدس على مائدة سماوية ملوكية خاصة، وهو هو دم الإفخارستيا. وهذا الدم هوَّ الذي يُطهر ويغسل، والذي به لنا قدوماً لله ولعرش النعمة لننال عوناً في حينه: + فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي. (العبرانيين 9: 14) فالله يدعونا دعوة عهد جديد، وهذه الدعوة دعوة لإتباع خطوات الرب يسوع بالإيمان، خطوة بخطوة إلى الجلجثة والقبر ومن ثمَّ القيامة وخبرة الصعود المتواصل معه. أي أننا مدعوين بالإيمان، أن نتبع الرب يسوع المسيح ونترك كل شيء ونسير وراءه بإخلاص التلميذ المحب لمعلمة والملتصق به جداً كرأسه وإلهه: + وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني فقام و تبعه؛ فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. (متى 9: 9؛ لوقا 18: 28) في الحقيقة نحن مدعوين بالإيمان أن نسير في طريق الرب، وما هوَّ طريقه، سوى طريق الآلام والموت، أي طريق الرب طريق الصليب ونهايته القيامة، فلا قيامة بدون موت ولا موت بدون صليب، ولا صليب بدون إيمان، ولا إيمان بدون كلمة الله، ولا إصغاء لكلمة الله بدون استعداد للطاعة. + فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان، أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا، وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا، فقالا له نستطيع، فقال لهما يسوع أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها، وبالصبغة التي اصطبغ بها أنا تصطبغان. (مرقس 10 :38 – 39) عموماً الإيمان بكلمة الله، دون أن نتبع الرب فعلياً، ليس لهُ أي معنى أو قيمة تُذكر؛ فالإيمان لهُ متطلباته، ومتطلبات الإيمان الحي هوَّ سماع صوت الله وحفظ وصاياه التي تحمل قوة تنفيذها فيها، ولأن الإيمان ينشأ بدافع من الحب، أي حب الإنسان لله، فالحب وحده يدفع الإنسان بتلقائية بحفظ وصايا حبيبه الخاص: + الذي عنده وصاياي ويحفظها، فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي. (يوحنا 14: 21) وماذا يعنى حفظ الوصية، غير الطاعة: + بالإيمان إبراهيم لما دُعيَّ (من الله) أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثاً، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي، بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة، ساكنا في خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه، لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله، بالإيمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقا، لذلك ولد أيضا من واحد وذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة و كالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد، في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض، فأن الذين يقولون مثل هذا يظهرون إنهم يطلبون وطناً، فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع، ولكن الآن يبتغون وطناً أفضل أي سماويا، لذلك لا يستحي بهم الله أن يدعى إلههم لأنه أعد لهم مدينة، بالإيمان قدم إبراهيم اسحق وهو مُجرب (test)، قدم الذي قبل المواعيد وحيده، الذي قيل له انه بإسحق يدعى لك نسل، إذ حسب إن الله قادر على الإقامة من الأموات. (عبرانيين 11: 8 – 19) عموماً، الحياة المسيحية، حياة عمل، بمعنى أنها حياة تنحصر في عمل الإيمان، أي المحبة، والتي بدورها تدفع الإنسان لتبعية الرب، وتبعية الرب تُلزم الإنسان بالطاعة التامة لوصايا الرب يسوع. إذن فحياتنا المسيحية، لا بُدَّ من أن تمتلئ من حياة الإيمان المدعمة بالطاعة الخالصة، وهذا الإيمان هوَّ الإيمان الحي الذي يجعلنا من خلال كلمة الله أن نتغير، ونندفع وراء الرب المسيح ملك المجد بأتباعه حتى الموت موت الصليب حاسبين كل الأشياء خسارة ونفاية من أجل فضل معرفته، ويجعلنا مجاهدين ضد الخطية حتى الدم، نحيا حياة الغلبة والنصرة، بحياة مقدسة شريفة حسب إرادة الله متفقة مع وصاياه الخفيفة والحلوة للنفس التي تحبه. __________ يتبع __________ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14483 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إنقاذ الناس من منجم الذهب والنحاس
![]() إنقاذ الناس من منجم الذهب والنحاس في صباح يوم الخميس 14/10/2010 وبالتحديد في الساعة 12:55 بتوقيت جرينتش، انتهت عملية إنقاذ 33 عاملاً ظلوا محصورين في منجم في باطن الأرض، على عمق 625 مترًا، لمدة 69 يومًا. وقد وصف الكثيرون بقاءهم على قيد الحياة طوال تلك الفترة بأنها معجزة. * وكان منجم سان خوسيه للذهب والنحاس، في صحراء أتاكاما في تشيلي، قد انهار في 5/8/2010. حيث تسببت كُتَل صخرية منهارة، يُقدَّر وزنها بـ700 ألف طن، في إغلاق مدخل المنجم، مما أدى إلى محاصرة العمال. ولكن خزانات المياه وفتحات التهوية ساعدت عمال المنجم على البقاء على قيد الحياة طوال هذه الفترة. * وبعد سبعة أيام من حدوث الانهيار، اعتبرت السلطات التشيلية أن فرص العثور على العمال أحياء “ضئيلة جدًا”. لكن تحت ضغط الأهالي الذين اعتصموا في المكان غداة حدوث الانهيار، واصل رجال الإنقاذ جهودهم، حتى تمكَّن مِثقاب استكشاف أنزله فريق الإنقاذ إلى قاع المنجم من التقاط رسالة كُتبت على ورقة تحمل عبارة أصبحت ذات شهرة عالمية: “نحن بخير، جميعنا الـ33 أحياء في الملجإ تحت الأرض، نعاني من الجو الحار والرطب”. وكان هذا بعد 17 يومًا من انهيار المنجم، وطوال هذه المدة كان يُعتقد أن العمال لقوا حتفهم. * وقد قام عمال الإنقاذ بحفر نفق عمودي ضيق يمتد إلى المكان الذي يوجد فيه العمال المحاصَرون، واستُخدم هذا النفق في إدخال أنابيب بلاستيكية لكي يصل من خلالها الطعام والشراب لعمال المنجم. أما خطة الإنقاذ الأصلية فاشتملت على إحداث ثقب داخل الصخور في شكل بئر عمودية بعمق 625 متر، للوصول إلى الحجيرة المحاصر فيها العمال لأكثر من شهرين. وعمد المهندسون إلى تبطين هذه البئر بأنابيب معدنية لحماية جدرانها من انهيار النفق أثناء عملية الإنقاذ، ولتسهيل عملية مرور كبسولة إنقاذ عبر الصخور. * أما عن هذه الكبسولة فقد صُمِّمت بإشراف وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، وأُطلق عليها اسم “فينيكس” وهو اسم طائر “العَنْقَاء” الخيالي الذي تصفه الأساطير القديمة بأنه يمتاز بالجمال والقوة، وأنه عندما يموت يحترق ويصبح رمادًا، ثم يخرج من الرماد طائر عَنْقَاء جديد، وكأنها قيامة من الأموات. والكبسولة تتصل برافعة لتجعلها تعمل كالمصعد، وهي أطول وأعرض بعشرة سنتيمترات من طول وعرض كتفي العمال. وقد زُوِّدت الكبسولة بأسطوانات الأوكسچين لتسهيل عملية التنفس، بالإضافة إلى هاتف يؤمِّن عملية الاتصال مع المُنقِذين على سطح الأرض. وأثناء رحلتهم إلى السطح ارتدى العمال طقمًا بيولوجيًا شبيهًا بذاك الذي يرتديه رواد الفضاء لرصد معدل دقات القلب والتنفس، واستهلاك الأوكسچين. * وكان أول مَنْ دخل إلى هذه الكبسولة، ليقوم برحلة إلى قاع المنجم، خبير الإنقاذ “مانويل جونزاليس” (والاسم “مانويل”، وفي العربية : “عِمَّانُوئِيلَ” «الذي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا» (متى1: 23). وقد غادر “مانويل” سطح الأرض، داخل الكبسولة المعدنية، متوجهًا داخل النفق العميق الذي يؤدّي إلى المنجم المنهار نازلاً حيث كان ينتظر العمال العالقون هناك، منذ أكثر من شهرين. وبعد دقائق قليلة، وصل “المُنقِذ” إلى قاع المنجم حيث استقبله العمال بالتصفيق والتهليل، أمام كاميرا تم نصبها في المكان. وقد وصف “مانويل” لقاءه بعمال المناجم بالكثير من التأثر، قائلاً: “العمال احتضنوني وشكروني لكوني أول من يصل إليهم، وكنت سعيدًا لدى رؤيتهم”. * وقد قدم “مانويل” للعمال التوجيهات الضرورية عندما يستقلون الكبسولة إلى سطح الأرض. وقد أشرف بنفسه على خروج العمال، واحدًا بعد الآخر، على مدى اثنين وعشرين ساعة. وكان آخر شخص يصعد إلى سطح الأرض، بعد نجاح العملية التي تابعها العالم بإعجاب وتأثر شديدين، وانتهت بخروج الجميع من جوف الأرض. وقد أشرف الرئيس التشيلي على عملية الإنقاذ التي حظيت باهتمام عالمي غير مسبوق. ووصففها بالمعجزة، وقال: “كُنَّا على يقين أن عمالنا على قيد الحياة، وأننا سننقذهم. لقد قُلنا إننا سنعثر عليهم، وعثرنا عليهم. وقُلنا إننا سننقذهم سالمين، وها قد فعلنا”. وقالت الحكومة التشيلية إن عملية الإنقاذ التي كلَّفت ما قيمته نحو 22 مليون دولار أمريكي ليست شيئًا هامًا بالنسبة لإنقاذ الأرواح. وكانت النهاية نهاية سعيدة لتشيلي ولأبنائها، وللعالم أجمع. * ويا لروعة ما أوحت به هذه القصة لي! إنها ذكَّرتني بقصة خلاصنا وإنقاذنا نحن، و“بعِمَّانُوئِيلَنا الحقيقي”؛ «رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ» (غلاطية1: 3، 4). لقد نزل ابن الله إلى هذا العالم، نزل بمحض إرادته، مُستترًا في الناسوت الذي تهيَّأ له، مُخليًا نفسه من هالة المجد، وساترًا صورة الله تحت صورة العبد، لكي يستطيع أن يفعل مشيئة الله، ويتمِّم المشورات الإلهية، لمجد الله وخلاص الخطاة، بإتمام عمل الصليب. * لقد أرسل الله ابنه ليَخدِم ويَبذِل نفسه فدية عن كثيرين (متى20: 28)، «..لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (لوقا19: 10)، و«بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي» (عبرانيين1: 3)، «وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأ الْكُلَّ» (أفسس4: 9). ولقد أعطانا الرب يسوع المسيح هذا الوعد: «آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا،» (يوحنا14: 3). والذي وعد هو أمين (عبرانيين10: 23)، وهو لا ينسى قَطّ ما وعد به. * ربما يتزلزل العالم، وتهتز الأرض، وتنهال الصخور، ويصبح كل ما حولنا رُكامًا وأنقاضًا وحطامًا، أدبيًا وروحيًا، سياسيًا واقتصاديًا؛ فالزمان صعب.. والإثم يتزايد.. مبادئ الارتداد تزداد قوة وتأثيرًا.. الفوضى سائدة في كل مكان.. والناس قائمون ضد القوانين والأنظمة.. الثورات والاضطرابات في جميع الأنحاء.. والشرور تزداد بلا خجل ولا حياء.. الكُفر والإلحاد والفجور والإباحية تنتشر.. كل القِيَم الروحية تُهدَم.. والشر يزداد : «إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ،»، و« إِلَى أَرْدَأَ». فنحن في «الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ» و«أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ،» (2تيموثاوس2: 16؛ 3: 1، 13). ولكن ربنا يسوع المسيح آتٍ من الأعالي ليأخذنا إليه من وسط كل هذا الحطام وكل هذه الخرائب. فما أحرانا أن نرقب مجيئه عالمين أن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمَنَّا. وفي انتظارنا لمجيئه القريب لنكون معه كل حين (1تسالونيكي4: 17)، لترتفع قلوبنا وأنظارنا عن مشهد الخراب والأنقاض هذا، ولتتشدد سواعدنا لنكون أمناء حتى النهاية، وليكن لهجنا المستمر ولغة القلب قبل الفم: «آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ»! (رؤيا22: 20) * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14484 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الحذاء....ودرس في العطاء
![]() الحذاء....ودرس في العطاء كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحًا في تلك الدولة الإفريقية السمراء، والسيارة تشق طريقها في قلب الصحراء ونحن بداخلها في طريقنا للسجن. لا، عزيزي القارئ، لم يكن مقبوضًا علينا بالطبع بل كُنَّا في طريقنا لزيارة المساجين هناك. كُنَّا خمسة، ولا أنسى كيف كُنَّا نشعر بفرح حقيقي في ذلك الصباح المشرق، وإننا قضينا وقتًا في الصلاة ونحن في طريقنا حتى يفتح الرب لنا بابًا للكلام لتوصيل بشارته المُفرِحة للنفوس الهالكة والذليلة والسجينة خلف قضبان الخطية. * وصلنا هناك لنجد المساجين مفترشين الأرض. لم يكن في السجن غرف بل كانت ساحة كبيرة والمساجين نائمين على الأرض بجوار بعضهم البعض دون سقف يحميهم. كان عددهم كبيرًا وراحوا يتهامسون فيما بينهم وينظرون إلينا في ترقب. ما أن دخلنا غرفة الصلاة في السجن، حتى وجدناهم يتدافعون بقوة داخل الغرفة الصغيرة، ويجلسون على الأرض حتى امتلأت عن آخرها، فبدأوا يأخذون أماكنهم حول شبابيك الغرفة ويقفون في زحام شديد مترقبين ما سيحدث. أخرجنا نُسَخ من الكتاب المقدس، وبدأنا نوزعها عليهم؛ فأخذوها بشغف شديد وبدأوا يتصفحونها فورًا، في مشهد رائع يدل على عطش حقيقي لكلمة الله داخل قلوبهم. * بدأنا فرصتنا الروحية معهم بالترنيم، ثم بدأ صديقي (ر.ز) يروى لهم قصة الابن الضال (لوقا15)، ومنها بشرهم بيسوع المسيح الذي أحبهم ومات لأجلهم على عود الصليب... وما أن دعونا الذين يريدون أن المسيح يملك على قلوبهم حتى وقفوا جميعًا للصلاة، وأصواتهم تعلو بالصلاة القلبية للرب يسوع. وفور الانتهاء من الاجتماع حدث أمر في غاية الغرابة، وهو ما دعاني اليوم لأكتب هذه القصة التي رأيتها بعينيَّ كما أرويها لك بالضبط؛ لأنه ترك أثرًا في داخلي لن أنساه. * بعد نهاية الاجتماع جاء شاب من المسجونين وقال لصديقي (ر.ز): “سأخرج غدًا وليس معي نقود لأشتري حذاء للعودة به للبيت”. ولما وجده صديقي لا يلبس حذاءً، في لحظة ودون تفكير انحني وخلع حذاءه الشخصي الغالي الثمن، كان قد اشتراه منذ أسبوعين فقط، ليعطيه لذلك المسجون المحتاج له. نظرت بدهشة للمنظر الغريب الذي يحدث أمام عينيَّ متخيلاً للحظات أنني أتوهم. لكنني وجدت صديقي يتحرك خارج غرفة الاجتماع حافي القدمين، ليركب السيارة دون حذائه. * ركبنا جميعًا السيارة ونحن في صمت شديد من روعة المشهد الذي حدث منذ لحظات أمام عيوننا. وما أن تحركت بنا السيارة حتى تطلعت إلى صديقي (ر.ز) حيث كان يجلس خلفي، فوجدت الدموع تملأ عينيه والفرح السماوي يشع من وجهه. رفعنا قلوبنا بالصلاة لإلهنا العظيم شكرًا على ما فعله في ذلك اليوم معنا، والسيارة تشق طريق طريق العودة، بعدما علَّمنا الرب في ذلك اليوم درسًا جديدًا في العطاء في قصة الحذاء. هذه القصة جعلتني أقف أمام فكرة العطاء، والتي كثيرًا ما نتجاهلها في حياتنا الروحية، مما يجعلنا نفتقد لسعادة حقيقية لا يشعر بها إلا من تذوق حلاوتها، حتى إن أحدهم قال: “على المُعطي أن يقدِّم الشكر للمُعطَى له لأنه يجعله يشعر بسعادة لا نظير لها”. وإليك بعض الدروس التي تعلمتها من كلمة الله في هذا الصدد: * العطاء عمل يباركه الله مكتوب: «مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمال20: 35)، وتأتي كلمة “مغبوط” في كثير من الترجمات بمعنى “مُبارَك جدًّا”؛ فالعطاء أمر يٌشبِع قلب الله لأنه عمل فيه شيء من التخلي عن الأنانية وحب الذات، لذا فهو أمر مُبارَك من الله. * العطاء يُقدَّم لمن يحتاج جاء في موعظة الرب الشهيرة على الجبل: «مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ» (متى5: 42)، والكلمة “يسأل” في أصلها تعني: “يطلب بناءً على احتياج لديه”. وهذا الأمر يذكِّرنا أيضًا بالقول: «إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا. وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟» (يعقوب2: 15، 16). فالشعور بأخي المحتاج وإن كان جيدًا لكنه ليس كافيًا؛ بل يجب أن نقدِّم ما يسدِّد هذا الاحتياج. * العطاء يجب أن يكون بسخاء كتب بولس الرسول لتيموثاوس ليوصي الأغنياء بعدة أمور ومنها: «أَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ» (1تيموثاوس6: 18). فالعطاء بحسب كلمة الله يجب أن يكون بسخاء وكرم فـ«مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ» (2كورنثوس9: 6). * في العطاء لا يجب أن نقدِّم المتبقي من حاجتنا فالعطاء الحقيقي، كما تعلمنا كلمة الله، ليس هو تقديم المتبقي من حاجتنا، بل تقديم ما نحن في حاجة إليه، أو على الأقل هو تقديم عطايا ما زلنا نستخدمها وفي حاجة إليها، تمامًا مثلما فعلت الأرملة المسكينة التي ألقت الفِلسين في الخزانة فأثنى الرب يسوع على عملها هذا، بعبارته الشهيرة، مقارنًا بينها وبين الأغنياء الذين كانوا - في نفس اللحظة - يلقون قرابينهم في الخزانة: «بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هَذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ؛ لأَنَّ هَؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ اللهِ؛ وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ الْمَعِيشَةِ الَّتِي لَهَا» (لوقا21: 3، 4). فالرب هنا أراد أن يعلِّمنا أن العطاء المسيحي يختلف كُليًّا عن العطاء الذي نراه من حولنا أو ربما تعلَّمناه من ثقافات وفلسفات بشرية قاصرة؛ فهو أسمى وأروع صور العطاء. * العطاء أمر لا يخصّ المقتدرين فقط مثال الأرملة يوضح ذلك، وأيضًا ما نقرأه عن: «كَنَائِسِ مَكِدُونِيَّةَ، أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ، فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ؛ لأَنَّهُمْ أَعْطَوْا حَسَبَ الطَّاقَةِ، أَنَا أَشْهَدُ، وَفَوْقَ الطَّاقَةِ، مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ» (2كورنثوس8: 1-3). فالعطاء المسيحي لا يتوقف على وضع مادي أو اجتماعي معيَّن، أو يخص المقتدرين فقط، بل هو يشمل الجميع. وفي كثير من الأحيان تظهر روعته حينما يأتي من البسطاء والفقراء، لأنه يؤكِّد على عمل الله المعجزي في قلوب مُحبيه، ويبرهن على غلاوة إلهنا الحقيقية في قلوب هؤلاء القديسين الأتقياء. * العطاء له مكافأة «أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ» (لوقا6: 38). وهذا وعد من الرب بأن من يُعطي له مكافأة. قيل أيضًا في سفر الأمثال: «النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى» (أمثال11: 25). فالرب يكافئنا على ما نقدمه من عطايا لمن يحتاج. * القارئ العزيز، أرجو ألا تترك فيك القصة التي رويتها مجرد أثر طيب يضعُف مع الأيام، أو شعورًا وقتيًّا يزول أثره في وسط زحمة الأحداث اليومية المختلفة وزخم الحياة؛ لكنني أرجو أن يحدث معك ما حدث معي بعدما رأيت أحداث هذه القصة بعينيَّ من مثال حقيقي للعطاء، إذ إن هذا الأخ المحبوب الفاضل الذي قدَّم مثالاً رائعًا في العطاء المسيحي الحقيقي جعلني أركض نحو كلمة الله وأجلس أمامها دارسًا أمر العطاء، مُصَلّيًا أن يعطيك الرب ويعطيني عمقًا أكثر وفهمًا أعمق للعطاء المسيحي الحقيقي الذي يجب أن يكون له وجود أكثر وأوضح في حياتنا. * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14485 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مريم فرحانة بالرب يسوع
![]() مريم فرحانة بالرب يسوع مريم يوسف شابة عراقية، جاءت وهي فتاة صغيرة مع والدتها وإخوتها، بعد سلسلة من الصعوبات، إلى نيوزيلندا، وكبرت فيها. تقابلت مع الرب يسوع كمخلِّص شخصي لحياتها في شبابها، وأحبته جدًا، وقررت من أول يوم لها أن تخدمه بكل طاقتها. لم تبحث عن الخدمات الضخمة، والأعمال الظاهرة، ولم تفكر يومًا أن تكون خادمة مشهورة. إنما أختارت أن تشهد عن الرب الذي غيَّر حياتها مع كل من تلتقيه، وأن تخدمه كثيرًا جدًا في الخفاء. حتى الآن تقابلتُ مع العشرات الذين حكوا لي كيف كانت تخدم خدمات كثيرة جدًا دون أن يعلم أحد بها. * انتقلت مريم للعيش في سيدني بأستراليا، واستمرت تخدم الرب بكل قوة هناك. وأذكر أمرًا حدث معي شخصيًا؛ يوم كتبت على إحدى صفحات التواصل الإجتماعي عن قصة مؤلمة لأحد الفقراء، فوجدت مريم - ولم أكن قد التقيت بها - تكتب لي أنها تريد أن تُساعد ذلك الشخص، وغيره ممن يعانون فقرًا أو ألمًا. فأعطيتها طُرق للتواصل مع خدام يخدمون في هذا المجال، وبالفعل تواصَلت معهم، وقدَّمت كثيرًا جدًا لخدمة الفقراء والمحتاجين. رتَّب الرب أن ألتقي بها منذ عامين تقريبًا، أثناء وجودي للخدمة بأستراليا. ولا أنسى يوم أن التقيت بها فصافحتها قائلاً: إزيك يا مريم! فكانت إجابتها غير معتادة على مسامعي لكنها تركت أثرًا حقيقيًا لم أنسه منذ تلك للحظة، قالت: “فرحانة بالرب يسوع”. قالتها ووجها يشع فرحًا حقيقيًا لا تغفله العين. وبعدها رأيت أن مريم فعلاً كانت فرحانة بالرب يسوع. * طوال فترة الخدمة هناك، كانت مريم تملأ المكان بالبهجة. لم أرَها تبكي يومًا، أو حتى عابسة الوجه، دائمًا مبتسمة، تحكي مع هذا وذاك. تحتضن تلك الإخت، وتلعب مع الأطفال بكل انطلاق وفرح. قبل كل اجتماع كانت تكتب على صفحات التواصل الإجتماعي موعده وتدعو أصحابها وأقاربها للحضور. تشارك كل يوم بتأملأت كتابية رائعة. كانت تحمل كاميرتها كل يوم، وتذهب للفرص الروحية بكل الاجتماعات وتقوم بتسجيل الاجتماعات وتشارك بها أصحابها وكل من لم يستطع الحضور. مشغولة طوال الوقت بالنفوس البعيدة عن الله، خدمت كثيرين لم تكن تعرفهم معرفة شخصية. أعرف كثيرين اندهشوا جدًا كيف كان الله يستخدمها في الوقت المناسب جدًا معهم، لتشجيعهم وتعضيدهم، دون معرفة سابقة! * سمعت ترنيمة “حلو الإيمان” فقالت: سأتخذ هذه الترنيمة شعارًا لحياتي. وبالفعل أرسلت لي بعدها صورة للصفحة الأولى في كتابها المقدس، وقد كتبت فيه أجزاء من الترنيمة لتكون أمام عينيها كل يوم. عرفت بعدها أن الله كان يجهِّزها لتختبر حلاوة الإيمان الذي لا ينكسر، ولا يخبو أمام الصعوبات. يوم 23 أكتوبر 2015 كتبت مريم لزوجتي رينيه أنها علمت بأنها مصابة بنوع غريب من السرطان، وتطلب الصلاة لأجلها. كان الأمر صادم لنا. اتصلنا بها، سألتها: مريم، إيه أخبارك؟ فأجابتني بذات الإجابة: “فرحانة بالرب يسوع”. ثم أخذت تحكي لي كيف أنها وجدت طبيبها الذي يعالجها مؤمنًا بالرب يسوع ففرحت جدًا وقرَّرت أن تخدم معه أثناء فترة علاجها. وقالت لي: حتى إن شفاني الرب فسوف أذهب لمشاركة هذا الطبيب خدمته مع المرضى، والمحتاجين للرب يسوع. كانت تتحدث بذات الفرح، لم أشعر حتى أنها تحاول أن تُخفى أحزانها، أو تتظاهر بهذا الفرح. كانت كلماتها وأفراحها حقيقية. وأرسلت لنا صورتها وهي في المستشفى مع الطبيب المعالج، بذات الإبتسامة الواسعة. كانت تشاركنا دائمًا بأخبارها؛ تمجِّد الله في كل كلمة تكتبها، لم تسأل يومًا: لماذا؟ ولم تتذمر يومًا لمعاناتها. لم تكن تطلب إلا الصلاة. في كل مرة تكتب لنا كانت تقول إن المرض انتشر في جزء آخر من الجسم، ومع هذا كانت في كل صورة تزداد ابتسامتها أتساعًا. أعلم جيدًا أنها كانت تعاني مما أصابها، وأنها كانت تقضي ساعات وليالٍ في البكاء، لكنني أعلم أيضًا أن الرب الذي كانت تحبه وفرحانة به، لم يتركها لحظة. كان سندًا لها وملجأ في وقت الضيق، كان رفيقًا لها في رحلة الألم، والتعب، والمخاوف. اختبرت قول الكتاب : «جَعَلْتَ سُرُورًا فِي قَلْبِي أَعْظَمَ مِنْ سُرُورِهِمْ» (مزمور4: 7). بل واختبرت أنه معه وحده شبع السرور «تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ.» (مزمور16: 11). * يوم 13 أبريل شغلنا الرب بها جدًا في الصلاة، فصلينا لأجلها، وأرسلنا نسأل عن أخبارها، فلم تجِب. كتبت لاثنين من أخواتنا بسيدني لأسأل عن الأمر؛ فكانت إجابتهم واحدة: “مريم في اللحظات الأخيرة لها”. يوم 15 أبريل استيقظنا على صورتها تملأ صفحات التواصل الإجتماعي لتعلن وصول مريم للسماء. وبعدها بساعات كتب أخوها أن مريم تطلب من الجميع أن يرتدوا زيًا أبيضًا أثناء حضور جنازتها. لم تكن مريم تتظاهر بالفرح، ولم يكن اختبارها تمثيلية. إنما كانت أعظم شهادة عن الفرح الحقيقي الذي يعطيه الرب يسوع لكل من يؤمن به. ظلت طوال حياتها تعلن أنها : “فرحانة بالرب يسوع”، وفي آخر مشهد لها على الأرض كانت تريد من الجميع أن يشاركوها فرحتها به. كانت في غربتها هنا فرحانة بالرب يسوع، وهي الآن فرحتها لا توصف به. قلت لزوجتي فور أن سمعنا الخبر: مريم الآن “فرحانة بالرب يسوع”. لقد تحققت كلماتها على أكمل وجه؛ فهنيئًا لها بالرب يسوع، وهنيئًا لها بالأبدية السعيدة. * أخي، أختي.. هل أنت فرحان؟ تُرى هل وجدت الفرح الحقيقي، أم أنك ما زلت تبحث عنه؟ هل تشعر أنك تجري وراء فرحة زائفة؟ كلنا اختبرنا تعب البحث عن السعادة، ومنا من طال به البحث؛ ومنا من لا يزال يبحث؛ ومنا من وجدها بالفعل وأمسك بها، كما فعلت مريم. دَعْك من الخداع والزيف الذي يحيط بك في كل مكان في هذا العالم، صدقني لا توجد فرحة حقيقية في العالم من حولك، فكل من قرَّر أن يتبع شخصًا أو أمرًا غير الرب، لن يختبر إلا الضيق والحزن والأوجاع، حتى وإن توفرت لديه كل وسائل الفرح والراحة. «تَكْثُرُ أَوْجَاعُهُمُ الَّذِينَ أَسْرَعُوا وَرَاءَ آخَرَ» (مزمور16: 4). * مريم كانت شهادة واضحة لعمل الله الحقيقي في حياة المؤمنين، فلمَ تؤجِّل إيمانك به، ولمَ تحرم نفسك من الفرح الحقيقي الذي يعطيه الله لكل من يؤمن به. تعال إليه الآن لتختبر فرحًا حقيقيًا، وراحة، وسعادة أنت تبحث عنهم منذ وقت طويل بلا جدوى. تعالَ واهتف من أعماق قلبك مع مريم: “فرحان بالرب يسوع”. حلو الإيمان مليان تحدي مهما يعدي في ضيقات ما يحنيه كسر ده مهما هيِّج الريح مخاوفه وشد عصفه ما يثني عزم النسر أصل الإيمان هو الإيقان ورجاء يحلي الصبر ينقل جبال يصنع مُحال يطلب ينال الأمر * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14486 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بعتني برضه باحبك
![]() بعتني برضه باحبك “ديفيد موريس” شاب كندي لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره، قرر أن يعطي الرب سنتين من عمره ليخدمه، ويشهد عنه في البلاد العربية، فذهب إلى لبنان وكانت خدمته هي دعوة الناس لحضور الفرص الكرازية التي كانت تعقد وقتئذ. وذات يوم صلى ديفيد وطلب وجه الرب لكي يذهب معه في زيارات هذا اليوم، ثم انطلق لدعوة البعض من خلال العناوين التي كانت قُدِّمت له. كانت الساعة الرابعة بعد الظهر، حين طرق “ديفيد ” باب أحدهم، فتح الباب رجل قوي أشقر طويل القامة، رمق “ديفيد” بعينيه قائلاً: “ماذا تريد يا فتى؟”. وبأدب شديد قال ديفيد: “أنا ديفيد موريس، من كندا، وقد جئت لدعوتكم لسماع كلمة الله اليوم الساعة السابعة وها هو العنوان يا سيدي، سنكون مسرورين جدًا لو تمكنتم والعائلة من الحضور”. فقال الرجل: “إن شاء الله، إن شاء الله”؛ وبسرعة أغلق الباب في وجه ديفيد. شعر ديفيد بأن الرجل مقيَّد، وليست لديه أدنى رغبة في سماع كلمة الله؛ فقرَّر أن لا يستكمل بقية الزيارات ليذهب ويصلي من أجل هذا الرجل. استمر ديفيد يصلي حتى ميعاد الاجتماع، فتطلع في الحضور، علَّه يراه، لكن لم يأتِ الرجل. * وفي اليوم التالي ذهب إليه، وطرق الباب، ففتح الرجل وقال له: “أنا ديفيد موريس لقد حضرت بالأمس لدعوتكم لحضور الاجتماع، لكن يبدو أنه لم يكن لحضرتكم وقت، لكن ما زالت الفرصة قائمة، ونتعشم أن تأتي”، فأجاب الرجل كعادته: “إن شاء الله، إن شاء الله”!! وشعر ديفيد بروحه أن الرجل مسكين جدًا، وأن قيوده كثيرة وثقيلة، فوجد نفسه يترك بقية برنامج الزيارات، ليذهب ليصلي بإلحاح لأجله. ومع ذلك لم يحضر الرجل. * في اليوم الثالث صام ديفيد وصلى بدموع غزيرة لأجله، وكعادته، وفي الرابعة ذهب إليه، وطرق بابه، ففتح الرجل: وأراد موريس أن يقول له باللغة العربية: “إنها المرة الثالثة بل والأخيرة أيضًا”، فلم تسعفه الكلمات وغلبته دموعه، فسالت ساخنة على خديه، وقبل أن يهم بالإنصرف، نظر إلي الرجل بنظرات مشبَّعة بالمحبة الصادقة، كان لها أعظم الأثر على قلب الرجل الحجري. فدخل الرجل بيته، وأغلق بابه، وصرخ من أعماقه صرخة مُرَّة سمعتها الزوجة والأولاد، فجاؤوا مسرعين، ليسمعوا ويروا منظرا لم يعهدوه من قبل، الأب يبكي بدموع غزيرة وآهات كثيرة ويقول : (وهو يرفع عينيه ويديه نحو السماء): “أنت لسه يارب فاكرني، ما أنا بِعتك من زمان.. أنا نسيتك.. وأنت لسه بتدور عليُ”. ثم طلب من الرب العفو والرحمة. وانتقلت هذه العدوى المباركة إلى الزوجة والأولاد، فطلب الجميع الرب، وقرروا أن يعودوا إليه، ويتركوا ما عداه. وقبل أن تأتي السابعة كانت العائلة بأكملها في قاعة الاجتماع. ولاشك أنه برجوعهم كان الرب أكثر من فرح في السماء، و ديفيد موريس أكثر من فرح على الأرض. * قارئي الفاضل.. وقارئتي الفاضلة مهما كان بعدك.. ومهما كانت شرورك.. فالمسيح يبحث عنك.. وإن كنت تركته، أو نسيته، فهو ما يزال يحبك.. فليتك تقبله، وتدخل في حوار معه، إنه ينادي: «تَعَالَوْا نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ، إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَلَطَخَاتٍ قِرْمِزِيَّةٍ فَإِنَّهَا تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ، وَإِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَصَبْغِ الدُّودِيِّ تُصْبِحُ فِي نَقَاءِ الصُّوفِ!» (إشعياء 18:1 - الترجمة التفسيرية). * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14487 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يا لها من نظرات
![]() يا لها من نظرات كانت جوزفين زوجة لأحد القادة الكبار في الجيش الفرنسي، لكنها تَرَمَّلَت وهي في أوج شبابها، إذ أُعْدِم زوجُها بسبب اتهامه بالخيانة. ولأن جوزفين كانت تتمتع بقدر كبير من الحُسن والجمال اللافت للأنظار بالإضافة إلى ثروة طائلة كان قد تركها لها زوجها، لذلك كانت تتعرض لمضايقات وتحرشات من كثيرين طمعًا فيها وفي ثروتها. فكرت جوزفين في الارتباط بشخص قوي يحميها ويُقَدِّرها ويحبها لا لمالها ولا لجمالها، بل لشخصها. وبعد تفكير عميق قررت الارتباط بشاب اسمه نابليون. فذهبت جوزفين لمحاميها لتخبره بالأمر ولكي يقوم بعمل توكيل رسمي لنابليون بكل ممتلكاتها. * وهنا ثار المحامي بشدة رافضًا أن ترتبط جوزفين به، وهو يصرخ في وجهها قائلاً: “من يكون نابليون هذا؟ إنه شاب مغمور لا يحبك أنتِ بل يحب أموالك ومقتناياتك! هناك الكثير من الرجال المحترمين أفضل منه مليون مرة يستحقونك ويقدِّرونك”. * ظل المحامي ثائرًا ولم تهدأ ثورته إلا بمقاطعة جوزفين له وهي تقول: “سيدي المحامي، إنها حياتي وثروتي، وقررتُ أن أمنحها له. هذا هو قراري النهائي”. خرجت جوزفين من المكتب إلى نابليون الذي كان يجلس في غرفة الاستقبال لتعتذر له عن التأخير وعن وجهة نظر المحامي ورأيه فيه؛ لأن صوت المحامي كان عاليًا جدًا لدرجة أن سمعه الجميع. تزوجت جوزفين من نابليون، ودارت عجلة الزمن مُسرعة كعادتها، وتوالت الأحداث... * وصار نابليون إمبراطورًا عظيمًا على فرنسا كلها، وفي حفل التتويج قال نابليون لزوجته: “أرجو أن ترسلي دعوة للمحامي لحضور حفل التتويج”. فأرسلت له، وعندما وصلته الدعوة الملكية انزعج واضطرب أشد ما يكون الانزعاج والاضطراب وتذكَّر المحامي موقفه القديم ورأيه المُعادي لنابليون. فالشخص الذي كان في نظره مغمورًا صار الآن مشهورًا، بل ومليك البلاد كلها. حاول المحامي في بادئ الأمر أن يستعفي من حضور حفل التتويج لكنه لم يستطع؛ فالدعوة لها صفتها الرسمية كأمر ملكي. جاء ميعاد الحفل فلَمْلَمَ المحامي أشلاء جسده الواهن، ونفسه الخائرة، وروحه الخائفة، وهو يُمَنِّي نفسه بأن الملك سيكون مشغولاً في شؤون كثيرة ولن يلتفت له. وما أن وصل إلى القاعة حتى أخذه أحدهم ليجلس في المقعد المخصص له وهو يقول في نفسه: “الحمد لله أني لست في الصفوف الأمامية. يمكنني أن أنذوي في مقعدي فلا يراني الملك ولا يتذكر موقفي القديم منه”. ولم يقطع تصورات المحامي وتخيلاته إلا التصفيق الشديد الحار المُصاحب لدخول الملك. جلس الجميع وتوالت الكلمات والهتافات وكان صاحبنا مرتعبًا مرتعشًا، يتمنى لو جاءت لحظة الممات. تُوِّج نابليون ملكًا وظل المحامي مُتَسَمِّرًا في مكانه، مُنَكِّسًا رأسه، خافضًا بصره، سامعًا دقات قلبه. وفي إحدى اللحظات، وبينما كان يختلس نظرة غير مباشرة على السمو الملكي، وإذ بنابليون الملك يتجه ببصره نحوه بل ويثبت عينيه عليه، وكأن الملك يتذكر شيئًا ما. فذابت روح المحامي فيه وتغيرت هيئته، كما حدث مع بيلشاصر الملك في دانيآل5، عندما أفزعته أفكاره، وانحَلَّت خرز حقويه. واصطكت رُكبَتَا المحامي، وانفتح فمه وكأنه أخرس يريد أن يصرخ ولكنه لم يستطع! وقف الملك وكأنه يُحَيِّي الحضور وفي نفس الوقت كان ماشيًا نحوه، فشعر المحامي أن ميعاد طلوع روحه قد حان، وتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه كما انشقت وابتلعت بني قورح في القديم (عدد16: 30)، أو أن تذوب عينيه ولحمه كما سيذوب أعداء المسيح في يوم قادم (زكريا14: 12). وكان كلما اقترب الملك منه كلما ازداد الرجل رُعبًا وفزعًا، وبَدَت عليه صُفرة الموت. كانت اللحظات كالدهر تمضي ببطء شديد، وفي صمت رهيب. وفجأة كان الملك والمحامي وجهًا لوجه، فازدادت دقات قلبه إلى أقصاها، وهنا اقترب الملك منه جدًا وهمس في أذنه قائلاً: “أنا لن أعاقبك، لكنك ستكون أمام بصري وسمعي طوال الحفل!” ... فيا له من حفل غير سعيد! بل ويا له من عقاب شديد! * القارئ العزيز، إن أبشع خطأ يمكن أن يرتكبه الإنسان ليس السرقة وليس الزنا، ليس الكذب وليس الرياء؛ فهذه وتلك لها علاج : «وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.» (1يوحنا1: 7)؛ فأول من دخل الفردوس مع المسيح كان لصًا (لوقا23)، وأول من تحدث معها المسيح من النساء حديثًا طويلاً كانت امرأة زانية لكنها صارت مُبَشِّرة (يوحنا4). لكن أشنع الخطايا التي يمكن أن يرتكبها الإنسان هي أن يرفض المسيح؛ لأنه المُخَلِّص الوحيد والطريق الوحيد... * وإن كان اليوم كالحمامة في بساطته، وكالحمل في وداعته، لكنه غدًا سيكون كالنسر في انقضاضه وكالأسد في افتراسه. عرش المسيح اليوم عرش نعمة صافٍ، ولكن في الغد سيجلس عليه قاضيًا. المسيح اليوم مخلِّص للجميع، ولكن غدًا سيكون ديانًا للجميع. فمن هو المسيح بالنسبة لك: مُخَلِّص أم دَيَّان؟! صديقي القارئ وصديقتي القارئة، سترى المسيح يومًا، كما سيراه كل البشر، لكن هل سيكون اللقاء في حفل بهيج سعيد؛ أم عقاب وهلاك شديد؟! يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14488 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ديفيد ليفِنجستون ..
![]() ديفيد ليفِنجستون مرسل، مستكشف، محب للإنسان هل تعرف مُكتشف بحيرة فيكتوريا حيث منابع النيل؟ هل تعرف الشخص الذي يُعزَى إليه الفضل الأكبر في أن يعرف العالم عن مجاهل قلب أفريقيا؟ هل تعرف الرجل الذي واجه أسدًا في أدغال أفريقيا وعاش؟ "هي حياة واحدة سرعان ما تمضي، ما عُمل فيها من أجل المسيح فقط يبقى"؛ هل تعرف قائل هذه العبارة؟ لقد قالها رجل عظيم وعاشها. إذا بحثت عنه في أية موسوعة، أو إذا ذهبت إلى قبره، فستجد هناك مكتوبًا: ديفيد ليفِنجستون مرسل، مستكشف، محب للإنسان * * * وُلد ديفيد ليِفنجستون يوم 9 مارس 1813 في پلانتير باسكتلندا، من أبوين “فقيرين وتقيَّين”، كما عبَّر هو شخصيًا على شاهد قبريهما. تميزت أسرته بحب العمل الشاق والرغبة في التعلم، وكانت تتكون من الأبوين وسبعة أطفال (هو ثانيهم)، يقيمون في غرفة واحدة على سطح مبنى لسكن عُمال مصانع القطن. لكنها كانت أسرة تمتلك «التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ» فكانت تجارتهم العظيمة : (1تيموثاوس6: 6). أبوه نيل ليِفنجستون كان يبيع الشاي، متجولاً من بيت إلى بيت؛ ورغم أن هذه المهنة لم تكن تُدِر عليه ربحًا وفيرًا، لكنه كان يحبها لأنها أتاحت له الفرصة لمشاركة الآخرين بإيمانه بيسوع المُخَلِّص. * من صغر ديفيد علمه أبوه القراءة، وأحبها بسبب جده من أمه الذي كان يُعيره الكتب من مكتبته. نادرًا ما كان ديفيد يُرَى بدون كتاب. كان أبوه يأخذه على ركبتيه ويقرأ له قصص المُرسَلين، خاصة المُرسل الهولندي كارل جتزلاف والذي جمع بين الطب والإرسالية. في يوم نظر ديفيد إلى عيني أبيه وقال له: هل تعلم يا أبي، في يوم ما سأكون مثل هؤلاء العظماء: مُرسَلاً، طبيببًا، خادمًا للرب. * في سن العاشرة اضطُر أن يعمل في محالج القطن. جمع بين العمل (12 ساعة صباحًا)، والدراسة (ساعتان مساءً)، والاستذكار (ليلاً). على أنه لم يُسمَع يومًا متذمِّرًا! بل إنه بعدما كبر كان يذكر أتعاب هذه الفترة على أنها تدريبات كانت لازمة له. كان يحب العلوم في زمن كانت العلوم تعتبر متعارضة مع الدين. بالإضافة لذلك كان محبًّا للطبيعة معجَبًا بخليقة الله. * في التاسعة عشرة، اقتنع ديفيد باحتياجه الشخصي إلى مُخَلِّص وبكفاية المسيح لكل احتياجه؛ فقَبِله مُخَلِّصًا له، مُتَّخذًا قرارًا أن يسلمه حياته بالتمام. من وقتها كان يحاول مساعدة الإرساليات بكل ما يزيد عن احتياجه الأساسي. يومًا وهو بعد فتى غض ركع على ركبتيه وصلى للرب: “يا رب، أرسلني إلى أي مكان، فقط كن معي! ضع أي حمل عليَّ فقط عضدني! اقطع كل رُبط تربطني، إلا ما يربطني بقلبك وبخدمتك!”. قام يومها من الصلاة يرن في أذنيه وعد الرب: «وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» (متى28: 20)، وقد خصَّصه لنفسه كل أيام حياته. * بعد فترة قليلة كان في الكنيسة مع أبيه حيث قُرِئ خطاب من كارل جتزلاف، يحكي فيه عن الحاجة الماسة لمُرسَلين للصين وبصفة خاصة من الأطباء. في طريق عودتهم طلب ديفيد، كردِّ فعل لما سمع، أن يتعلم العلوم. فأجابه أبوه: “إن كانت العلوم ستفتح قلب الرجل الصيني، فليكن.” وهكذا بدأ ديفيد أول خطوة في طريق أن يكون مُرسَلاً طبيبًا. * ادَّخر ديفيد كل ما أمكنه خلال 3 سنوات ليتمكن أخيرًا من الالتحاق بكلية أندرسون في جلاسجو، حيث درس الطب واليونانية. كان مجتهدًا جدًا في دراسته، وتخرج منها سنة 1838. ساعده أخوه چون، والذي كان يعمل هو أيضًا في محلج القطن، في مصاريف الدراسة في العام التالي. * التحق ديفيد بـ“إرسالية لندن” وهو بعد طالب. وقد نصح الشخص الذي تولى تدريبه الإرسالية بعدم إرسال ديفيد لأنه لا يعرف أن يعظ ولم يحصل على درجات جيدة في العبرية. لكنهم في الإرسالية طلبوا إعطاءه فرصة أفضل نظرًا لاجتهاده في الجامعة واضعين في اعتبارهم أنه لم يكن حظه كبيرًا من التعليم قبل الجامعي. وأمام مثابرة ديفيد واجتهاده، عاد مدربه ورشَّحه لدراسة الطب! * كان كل هذا إعدادًا لديفيد ليذهب كطبيب مُرسَل إلى الصين. وبينما هو يُعِد العُدة للإبحار إلى هناك، قامت ما بين إنجلترا والصين ما عُرف بـ“حرب الأفيون الأولى”، فقررت الإرسالية عدم إرسال مُرسَلين إلى هناك. حاولت الإرسالية إرسال ديفيد إلى الهند الغربية ليساعد أحد المُرسَلين هناك، لكنه رغب في أن يذهب إلى حيث لم يسبقه أحد، إلى حيث لم يتمتع الناس بالبشارة ولا الرعاية الطبية. * في هذه الآونة تقابل مع “روبرت موفات”، وهو مُرسَل لجنوب أفريقيا، وكان يحكي عن احتياجات العمل هناك. سأله عن وسط أفريقيا وإن كان هناك سكان فيها، فقال موفات: “في الصباح الجلي، يُرَى الدخان متصاعدًا من آلاف القرى التي لم يُسمَع فيها اسم المسيح مطلقًا”. ظلت هذه العبارة ترن في أذن ديفيد فقرَّر أن يذهب إلى أفريقيا، ووافقته الإرسالية. * وفي 8 ديسمبر 1840 استقل السفينة “چورچ” إلى جنوب أفريقيا. وعلى متنها تعلَّم من قبطانها، الكابتن “دونالدسون”، كيف يبحر ويعرف الاتجاهات من النجوم، الأمر الذي أفاده بعد ذلك كثيرًا. بسبب العواصف والتيارات البحرية جنحت بهم السفينة إلى البرازيل حيث بقيت للإصلاح بعض الوقت. وأخيرًا، بعد أربعة أشهر، وصل ديفيد إلى “كيب تاون” وقد بلغ الثامنة والعشرين من عمره. وأخيرًا بعد 8 شهور من مغادرته موطنه وصل إلى “كورومان”، حيث مقر الإرسالية. وبقي هناك يساعد باقي المُرسَلين في انتظار عودة “موفات” من الوطن.كان ديفيد توَّاقًا لأن يرتحل شمالاً حيث مئات الآلاف من الأفارقة الذين لم يسمعوا عن محبة المسيح. كثيرًا ما ردَّد أو كتب في مذكرته هذه العبارة: “إن ذلك المنظر الساحر للدخان المتصاعد في الصباح من آلاف القرى يشعل قلبي بداخلي”. كان يومها وسط أفريقيا غير مرصود على أية خريطة. * أخيرًا أقنع “روچر إدواردز” بالارتحال معه شمالاً للبحث عن نقطة تصلح لموقع جديد للإرسالية، وفي 24 سبتمبر 1841 بدأت رحلتهما من جنوب القارة نحو الشمال، إلى حيث لم تكن عين أورُبي قد أبصرت بعد. كطبيب كان غرضه أن يعالج الناس من أمراضهم حتى يمكنه مشاركتهم بالإنجيل، وكمُرسَل كانت رغبته أن يجد طرقًا سهلة من الساحل إلى قلب إفريقيا حتى يتمكن مُرسَلون آخرون من أن يخدموا في “القارة المظلمة” (كما كانوا يسمون أفريقيا يومها) لينيروها بنور الإنجيل. لذا كان يحدِّد بدقة كل مكان يصل إليه مستخدمًا ما تعلمه من قبطان السفينة. كان يستغل كل ما تعلم، ولو أصغر الأشياء، ليتمِّم غرضه الأعظم. * ارتحل وروچرز مع اثنين من المرشدين الأفارقة، مستخدمين عربات تجرها الثيران. مرَّ أسبوعان حتى لمحوا بوادر أول قرية. ما أن رآهم السكان المحليون حتى أحاطوهم بالرماح وهم يتقافزون. * * * * * * ديفيد ليفِنجستون مرسل، مستكشف، محب للإنسان 2 ما أن وصل ديفيد ورفقاؤه إلى قبيلة أفريقية حتى وجدوا أنفسهم مُحاطين بأفارقة مدجَّجين بالرماح يتقافزون حولهم. سُرعان ما قادوهم إلى رئيس قبيلة “الباكونا” في قرية “موباستا”. هناك ابتدأ ديفيد يقدِّم خدمات طبية للمحليين. تكررت زياراته لموباستا حتى أصبحت مركزًا لإرساليته واستقر فيها. * مرة وهو عائد إلى المقر مع “مبالو” (أحد رفقاء الخدمة الأفارقة) صادفهما أسد ضخم، قفز على ليِنجستون، وأطبق بفمه على ذراعه الأيسر، ثم رفعه لفوق مُعَلِّقًا إياه في الهواء. استطاع مبالو أن يطلق الرصاص على الأسد، فترك ديفيد ليسقط على الأرض، وهاجم مبالو. سريعًا تجمع سكان القبيلة وتمكنوا من طعن الأسد بالرماح حتى مات. نقلوا ديفيد إلى المقر مغشيًّا عليه، وعندما أفاق كان أول شيء سأل عليه هو مبالو، وهدأ لما عرف أنه بخير. وابتدأ يرشد زميله ماذا يفعل ليجد الكسور في ذراعه ويعيد تجميع العظام. لم يُشفَ هذا الذراع تمامًا، بل بقي باقي عمره بلا نفع. لم يهتم كثيرًا بهذا الأمر، ومن ضمن السطور التي كتبها لأبيه بهذا الصدد قال: “... ينبغي لي أن أشكر الله الذي أنقذني من هذا الخطر العظيم، وأرجو ألا أنسى نعمته أبدًا. وأتمنى ياأبي ألا تأسف على ما حدث لي... ولا تخبر أحدًا عن هذا”. * في 1845 تزوج ديفيد من ماري موفات، البنت الكبرى لروبرت موفات، والتي كانت تشعر بالألفة والراحة وسط أحراش أفريقيا التي وُلدت فيها أكثر من صالونات أوروبا. فكانت خير مُعين لدييد. بعد الزواج، تحرّكوا لتأسيس إرسالية أخرى في عمق القارة. كانت الحياة هناك صعبة في طبيعتها، لكن التقدم الروحي كان عظيمًا. ابتدأ ديفيد يتعلم لهجة “البانتو” التي تتحدثها قبائل “الباكونا” و”الباكوين”. ونشأت صداقة بينه ورئيس في قبلية الباكوين اسمه “سيشيلي”، والذي استمع إلى وعظ ديفيد كثيرًا، وأخيرًا طلب الرب مُخَلِّصًا. وفي يوم سأل سيشيلي ديفيد سؤالاً لم يجد إجابة له: “إذا كانت معرفة الناس بالإنجيل مهمة بهذا المقدار، فلماذا مَرَّ كل هذا الزمان دون أن يأتي الأوروبيون ليخبروا الأفارقة؟” ولعل هذا السؤال لجميع مَن آمنوا بالمسيح. * واحد من التحديات الكبيرة لديفيد كان “البور Boer” وهم أناس من أصول أوروبية مستوطنون في جنوب أفريقيا، كانوا يعملون في تجارة العبيد من الأفارقة. وقد قاومهم ديفيد بشدة، ونجح إلى حد كبير لمدة طويلة من حياته. بسبب الجفاف اضطر آل ليِنجستون مع قبيلة الباكوين أن يرتحلوا حتى وصلوا كولوبنج بالقرب من نهر، وهناك واجه ديفيد مقاومة أعنف من البور. ومن هناك قرر أن يبدأ استكشاف طرق عبر صحراء كلهاري. كان يريد أن يقود الباكوين بعيدًا عن مَنال البور. * استمر ديفيد في خوض المجهول مُستكشِفًا أفريقيا بغرض أن يرسم طريقًا يسهِّل مهمة آخرين ليحملوا الإنجيل لها. وكانت مقولته الشهيرة: “أنا مستعد للذهاب إلى أي مكان بشرط أن يكون إلى الأمام”. * كانوا يستخدمون مرشدين أفارقة في رحلاتهم، أتاههم أحدهم عمدًا بعيدًا عن مصادر المياه. وفجأة وجدوا أنفسهم في عمق الصحراء يموتون من العطش. لكنهم صلُّوا، فأرسل الله إلى طريقهم امرأة من الغابة لتقودهم إلى مصدر مياه. وهكذا تم اكتشاف نهر “زوجا” سنة 1849. وبعد شهر اكتشفوا بحيرة “نجامي”. بعد عامين وقف على شواطئ نهر “الزامبيزي” ليكون أول أبيض يشاهد هذه المنطقة. * كانت أسرة ديفيد ترافقه كل رحلاته، وبدأت صحة أفراد الأسرة تضعف بسبب الملاريا والسفر المستمر؛ فقرَّر أن يرسل زوجته وأطفاله الأربعة إلى اسكتلندا، واعدًا إياهم أن يلاقيهم في خلال عامين. وبينما هو يودِّعهم إلى السفينة جاءته أخبار بهجوم البور على مقر الإرسالية واستيلائهم على كل ما يخص ديفيد من كتب ومعدات طبية، والأخطر من ذلك أنهم أسروا مئات من الباكوين كعبيد، وقتلوا آخرين، وتمكن سيشيلي من الهروب مع الباقين. لم ييأس ديفيد وقرر الاستمرار. * في مايو 1854، كان ديفيد قد قطع مسافة 2000 ميل من جنوب أفريقيا مرورًا بصحراء كلهاري وحتى الشاطئ الغربي لأفريقيا، حيث عرضت عليه إحدى السفن اصطحابه مجانًا إلى بلاده، لكنه رفض لأنه كان يعتبر نفسه مسؤولاً عن مرافقيه الأفارقة وقد وعد رئيس قبيلتهم بأن يعودوا سالمين، فاكتفى بإرسال بعض الخطابات والوثائق الثمينة معهم. على أن السفينة غرقت فتألم جدًّا على أنفس الذين غرقوا. * استمر ديفيد في رحلاته، وأخيرًا وصل إلى “الدخان الذي يرعد” (على حد تعبير الأفارقة)، حيث وقف وسط جزيرة في النهر ونقش الأحرف الأولى من اسمه على شجرة كبيرة، وهو يشاهد شلالات فيكتوريا. في مايو 1856 وصل إلى الشاطئ الشرقي لأفريقيا إثر تتبعه لنهر الزمبيزي. من هناك كتب للإرسالية في لندن أنه أخيرًا قد وجد طريقًا يصل المُرسَلين إلى أعماق أفريقيا، حيث توجد مواقع كثيرة يمكن أن يُعلَن فيها الإنجيل. * أخيرًا، عاد ديفيد إلى اسكتلندا ليرى عائلته، بعد قرابة 5 سنوات من الفراق. بينما هو في طريقه إلى هناك وصله خبر وفاة والده فتألم لذلك كثيرًا. لما وصل للبيت لم تعرفه زوجته للوهلة الأولى، فقد أحرقته شمس أفريقيا وأوهنت الرحلات قواه. وهو في الوطن، طُلِب منه أن يُلقي محاضرات عن رحلاته إلى أفريقيا. وكانت مقولته الشهيرة: “أنا أقوم بواجبي كمُرسَل في فتح أفريقيا لمحبة المسيح”. وهناك حرَّض كثيرين على إطاعة دعوة الله بالذهاب إلى أفريقيا، وكتب كتابًا عنوانه : “رحلات مُرسَل وأبحاثه في أفريقيا”. طلبت الملكة فيكتوريا مقابلته شخصيًّا، كما نال الميدالية الذهبية من الجمعية الملكية الجغرافية لمجهوداته الاستكشافية، وعرضت عليه الحكومة أن يعمل مُستكشِفًا. في سنة 1858، ولهيب محبته للأفارقة يشعل قلبه، عاد ديفيد وزوجته ماري وابنهما “زوجا” إلى أفريقيا. بمجرد عودته واصل جهوده الاستكشافية لفتح الطريق أكثر للمُرسَلين. * بعد أربعة سنوات من عودتهم، مرضت ماري زوجته بشدة من الملاريا، ولم يستغرق الأمر سوى أسبوع واحد حتى انطلقت لتكون مع المسيح عن 41 سنة. كتب يومها ديفيد في مذكرته: “أول ضربة من العيار الثقيل أتلقاها في حياتي، لقد أوهنت قواي... لقد أحببت ماري يوم تزوجنا، وكلما عشنا معًا كلما أحببتها أكثر”. وهو يدفن زوجته رفع عينيه إلى السماء وقال: “يا رب يسوع، يا ملكي، يا حياتي يا كل شيء لي؛ أعيد تكريسي لك، لن أقيِّم أي شيء إلا في ضوء ملكوتك وخدمتك”. مرة أخرى سمع الوعد: «ها أنا معكم كل الأيام...». * بعد عامين من وفاة زوجته عاد إلى اسكتلندا ليفتقد أولاده. وهناك كتب كتابًا آخر عن نهر الزامبيزي، وألقى محاضرات عن الاحتياج لتجارة قانونية مع أفريقيا للقضاء على تجارة العبيد. ماتت أمه وهو هناك ووصله خبر موت ابنه الأكبر روبرت في الحرب الأمريكية. وفي 1865 غادر بريطانيا للمرة الأخيرة. * أثناء رحلته الاستكشافية الجديدة أصيب بانتكاسة شديدة من الملاريا. وسُرِق صندوق الدواء الخاص به، فشعر أنها مسألة وقت حتى يستسلم للمرض. اللصوص الذين سرقوا الدواء استخدموه ليشيعوا أن ليِنجستون قد مات. جرت محاولات للبحث عنه وفشلت، لكن بعض الأدلة كانت تقول إنه حي. ويومها صلَّى وكانت واحدة من المَرَّات القليلة التي صلى فيها من أجل نفسه: “يا رب أنت قلتَ لي: «ها أنا معكم...»، وأنت تعلم أنني أحتاج لهذا الدواء”. لم يمر وقت إلا وفوجئ بشخص أبيض يلقاه يُدعَى هنري مورتون ستانلي، قال له إنه صحفي وقد أتى ليبحث عنه بتكليف من صحيفته، وأضاف: “لكن أولاً دعني أعرفك شيئين عني: أولاً، أنا أكبر مُلحد على وجه الأرض، ولا تحاول أن تغيِّر مني. ثانيًا، أحدهم أرسل لك هذا الدواء”. تناول ديفيد الدواء شاكرًا الرب. واستكمل رحلاته مصطحبًا ستانلي، والذي بعد 4 شهور من هذا التاريخ ركع على أرض أفريقيا وسلَّم حياته للمسيح! وكتب بعد ذلك أهم كتاب عن حياة ليِنجستون. ترك ستانلي ليِنجستون بعد أن حمَّله مذكرات وخطابات. وكان آخر رجل أبيض يراه. * ضعفت قوى دييد، ولم يتراجع بل استمر يخدم، حتى اضطر رفقاؤه أن يحملوه من قرية لقرية ليعظ. كان يستمر واعظًا حتى تخور قواه تمامًا فيطلب أن يعود لبيته ليستريح قليلاً، وقبل أن ينام يطلب مساعدة ليركع على ركبتيه ويصلّى لفترة طويلة ثم ينام. كان يرد على أية محاولة لإقناعه بالكف عن العمل: “الموت فقط هو الذي سينهي مجهوداتي”. * في ليلة 30 أبريل 1873، ركع ديفيد ليِنجستون بجوار سريره، وأطبق يديه في صلاة كعادته. بعد فترة دخل واحد يراه، فقالوا له: “انتظر فهو يصلى”. وفي الغد كان ديفيد قد فارق أرض العناء ليكون مع سيده الذي أحبه وخدمه. مات وهو يصلي، مات بنفس الطريقة التي عاش بها: في محضر الرب. كانت آخر كلمات كتبها ديفيد هي: “كل ما يمكنني أن أضيفه في وحدتي هنا هو: لتحل بركات السماء على كل من يساعد في إبراء جروح هذه البقعة من العالم”. * أراد الأفارقة أن يُدفَن ديفيد في أفريقيا، لكن أصرَّت الحكومة البريطانية على عودة جسده ليُدفَن هناك. فنزع الأفارقة قلب ليِنجستون ليدفنوه تحت إحدى أشجار أفريقيا قائلين: “يمكنكم أن تأخذوا جسده، لكن قلبه يخص أفريقيا”. حمله رفقاؤه الأفارقة لمسافة أكثر من 1700 كم عبر الصحاري والأدغال ومناطق الحرب، ليصلوا به إلى الميناء الذي منه غادر جثمان ديفيد أفريقيا. كان كسر عظام ذراعة اليسرى الذي سبَّبه الأسد منذ 30 سنة هو العلامة الأكيدة أن هذا هو جسد ديفيد ليِنجستون. بعد قرابة العام من وفاته، وصل جثمانه إلى كاتدرائية وستمنستر حيث دُفن مع العظماء. وكُتب على قبره: “هنا يرقد مطمئنًّا، بعد أن أحضرته أيدي المحبين الأمناء عبر الأراضي والبحار: ديفيد ليِنجستون؛ المُرسَل، المستكشف، محب الإنسان... لمدة 30 عامًا أنفق حياته بلا كلل في تبشير الأفارقة، وفي استكشاف أسرار القارة، وفي مقاومة تجارة العبيد وسط أفريقيا”. * في ذكرى 100 عام على ميلاد ديفيد ليِنجستون، قيل عنه: “كمُرسَل كانت له غيرة عظيمة لخدمة الله. وكمستكشف كان خادمًا لا يكل للعِلْم. وكمكافح للعبودية خدم الإنسانية بالتهاب”. وإن كانت الجزئيتان الثانية والثالثة من هذه العبارة عظيمتين، إلا إنك لابُد وأن توافقني أن الأولى هي الأبقى وكانت هي الهدف الحقيقي لحياة ديفيد ليِنجستون، الذي عاش في الأساس ليخدم السيد، فنجح في كل شيء. * ولا يمكنني أن أختم قصة ذلك البطل إلا باقتباس من أقواله: “الناس يتحدثون عن تضحياتي في أفريقيا! وهل تُقَارَن تلك التي يدعونها تضحيات بما ينبغي أن أردَّه لله وفاءً للدين الكبير الذي لا يمكن أن يُرَد؟”. ليتنا نتعلم الدرس! * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14489 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() السُّلطانية الخشبية
![]() السُّلطانية الخشبية ذهب رجل عجوز ليعيش مع ابنه وزوجة ابنه وحفيده الذي يبلغ من العُمر أربعة أعوام. كانت يداه ترتعشان، ورجلاه تتخبطان، ونظره قد ضعف. * ![]() كان أفراد الأُسرة يأكلون معًا على المائدة. ولكن الجد العجوز، بيديه المرتعشتين ونظره الضعيف، كان يجعل تناول الطعام أمرًا صعبًا. كانت حبات البازلاء تتدحرج من ملعقته على الأرض، وعندما يمسك بالكوب، كان اللبن ينسكب على غطاء المائدة. * ![]() سخط الابن وزوجته بسبب هذه الفوضى. وقال الابن: “ينبغي أن نفعل شيئًا بخصوص أبي. لقد سئمت من اللبن الذي يسكبه، ومن الضوضاء التي يُحدثها في الأكل، ومن الطعام الذي يُسقطه على الأرض!” * لذا فقد خصَّص الزوجان مائدة صغيرة في ركن من الحجرة. وهناك كان يأكل الجد وحيدًا بينما تتمتع بقية الأُسرة بالعشاء. ولأن الجد كان قد كسر طَبَقًا أو اثنين، فقد كان الطعام يُقدَّم له في سُلطانية خشبية. * وإذا نظر أحدهم تجاهه، كان يرى أحيانًا الدموع في عينيه وهو يجلس وحيدًا. ولم يكن يسمع من الزوجين سوى التوجيهات الصارمة عند ما يسكب طعامًا أو تسقط منه شوكة. * كان الحفيد الصغير يراقب ذلك كله في صمت. وذات مساء، قبل العشاء، رأى الأب ابنه يلعب ببقايا أخشاب على الأرض. فسأله بعذوبة: “ماذا تصنع؟” فرد الابن بعذوبة مماثلة: “آه، أصنع سُلطانية صغيرة لك ولأمي لتأكلوا فيها عندما أكبر!” وابتسم الطفل وعاد إلى ما كان يعمله. * صُدِم الأبوان حتى إنهما لم ينطقا بأية كلمة، وابتدأت الدموع تنهمر على وجنتهيما. وعلى الرغم من أنهما لم يقولا شيئًا، إلا إنهما عَلِما ما الذي ينبغي فعله. في ذلك المساء أخذ الابن بيد الجد، وقاده برفق إلى مائدة الأُسرة، وظل طوال أيامه الباقية يتناول كل وجبة مع الأُسرة. ولسببٍ ما لم يَعُد الزوج ولا الزوجة يهتمان عند ما تسقط الشوكة أو ينسكب اللبن أو يتسخ غطاء المائدة! وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ. (أفسس 6: 4) أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ، وَلِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ علَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. ( التثنية 5: 16) * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 14490 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فعلام الانتظار؟!
![]() “الرحلة 4590” تعبير يعرفه العاملون بمجال الطيران، فهو يرجعهم إلى قصة مرعبة حدثت يوم 25 يوليو 2000، ولم تمحُها السنين. حيث انتهت الرحلة رقم 4590 التابعة للخطوط الجوية الفرنسية، والمتّجهة من باريس إلى نيويورك، بتحطم الطائرة بعد دقيقتين فقط من إقلاعها! * كانت الطائرة، وهي من طراز الكونكورد الأسرع من الصوت، قد بدأت تزيد في سرعتها على الممر استعدادًا للإقلاع. وحدث أن جاءت قطعة معدن صغيرة في طريقها، داست عليها بإحدى عجلاتها، فتمزّقت العجلة وطارت أشلائها لتصطدم بالجناح الأيسر للطائرة، حيث يوجد أحد خزانات الوقود، فحطمته! وكنتيجة لتدفق الوقود من الخزان اشتعلت نيران هائلة دمّرت محركين، والنتيجة أن سقطت الطائرة إلى الأرض، ليموت 109 هم جميع الركاب وطاقم الطائرة، و4 آخرون كانوا بمكان سقوطها. * سجَّل الصندوق الأسود للطائرة الأحداث الأخيرة لهذه الرحلة القصيرة، ومنها عبارتين مذهلتين. الأولى كانت صوت مسؤول برج المراقبة قائلاً: “كونكورد 4590... شعلة نار خلفك”! وبعد دقيقة واحدة سُمع صوت الطيار يقول: “الوقت متأخر جدًا!!”. فقد فشلت كل محاولات إنقاذ الطائرة، فسقطت بعد ثوان من عبارة الطيار فوق فندق المطار. * ودعني أعلِّق فقط على ثلاث عبارات من هذه القصة: “قطعة معدن صغيرة”؛ قد تبدو بلا معنى إلى أن رأينا النتيجة المرعبة التي سبَّبتها. وخطية، يسميها الناس صغيرة، قد تبدو لا قيمة لها بالنسبة لك. لكن أمام قداسة الله هي كبيرة للدرجة التي تكفي أن ترسل فاعلها إلى جهنم "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ..." (رومية6: 23)؛ فما بالك بآلاف الخطايا، حتى وإن كانت صغيرة! * “شعلة نار خلفك”. فيا من لم تسوِّ قضية خطاياك بعد، ولم تَقبَل عمل المسيح الذي دفع ثمن خطاياك هناك في صليب الجلجثة، دعني أقول لك: “أمامك بحيرة متقدة بالنار” لن تُطفأ إلى الأبد (رؤيا19: 20؛ 20: 15؛ مرقس9: 48). * “الوقت متأخر جدًا!!” سيقولها كل من أجَّل خلاصه، ظانًا أن العمر طويل وأن الوقت متسع لمحاولة الحل. إذا انتهت الحياة، ومن يعلم متى تنتهي، أو إن جاء المسيح، ومن يعرف متى يجيء؛ أقول إن حدث هذا أو ذاك وأنت غير مستعد، فسيكون الوقت متأخرًا جدًا (اقرأ يعقوب4: 14؛ عبرانيين9: 27). فعلام الانتظار؟! * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||