03 - 10 - 2016, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 14461 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إرشاد في الخلافات والنزاعات بين اعضاء الكنيسة الواحدة
* استفسار من أخ عزيز طالب إرشاد:أخي الحبيب أرى على الساحة خلافات كثيرة داخل الكنيسة من بعض الشباب وبعض الرجال، واتهامات متبادلة فأحياناً أميل لرأي البعض وأحياناً أتحامل على البعض، وهذا غصب عني، فماذا أفعل!!! هل أبحث وافتش واتحاور مع الكل واحاول أتناقش في الأمور وابحث فيها لكي أصل للحقيقة وأُدافع عن الحق، ام ماذا افعل!!! * الرد:أخي الحبيب حينما يغفل الإنسان عن خلاص نفسه وينسى مسيح القيامة والحياة ويضيع هدفه منه فيبدأ يظلم نور عقله وينطفأ فيه الروح القدس، روح المحبة والمصالحة والوحدة الحقيقية، فيحيا بطياشة في حالة تخبط ويدخل في الجدل العقيم المفسد للنفس، ناسياً قول الرب في أن كان له عند اخيه شيء يترك قربانه على المذبح ويذهب ليصطلح مع أخيه، لأن أعظم خطية هي الخصومة في كنيسة الله الحي، فعدو كل خير رأى أن الكنيسة تقوى جداً وينمو كل أعضائها ويتشدد إيمانهم حينما تواجه الآلم والضيقات بل والموت نفسه، لكن حينما نفث سم الخصومة بحجة الألفاظ وتعليم اللاهوت والعقيدة أنقسمت الكنيسة وفلح في زعزعة إيمان الكثيرين وجعلهم يغفلوا عن خلاص نفوسهم وساروا في اتجاه آخر معاكس مع انه ظاهر أمامهم كأنه مستقيم حسب مشيئة الله، وبذلك نجح في شق الوحدة بين الأعضاء، وصار هناك خصومة قبيحة، كل واحد يختصم الثاني بحجة الدفاع عن الحق، وكل واحد قال انا صح وانت خطأ، ودخلنا في صراع مقيت كل واحد فيه يريد أن يحرم أخيه من الكنيسة بل ومن ملكوت الله، لأن سيف الحرمان صار مُسلَّط على كل إنسان، حتى ان كل واحد بدأ يحرم الآخر ويدينه وهو مرتاح الضمير منفرج الأسارير، بل وصار يبحث ويفتش لكي يتصيد خطأ كل واحد مختلف معه لكي يثبت جريمته، فانتبه واحذر جداً وابتعد فوراً عن هذا الجو الخانق واقطع كل ما يربطك به، وانتبه لحياتك في المسيح يسوع ربنا، واذكر كلام الرسول لأهل كورنثوس في تبكيته لهم على انشقاقهم بسبب أن واحد قال أنا لبولس والآخر قال أنا لأبولس. فأن أردت أن يكون لك حياة شركة حقيقية صادقة مع الله والقديسين في النور، وتنجو من أي دينونة، وتهرب من الحية القديمة الشريرة، أهرب وابتعد عن كل ما يربطك بهذا الجو الخانق، بل كف عن القراءة فيه ولا تسمح لنفسك حتى بأن تسمع أو ترى فيديو بيتكلم عن أخطاء أي إنسان مهما ما كان صح او خطأ، ولا حتى تقرأ حوار بين الأطراف المتخاصمة والمختلفة مع بعضها البعض.فابتعد فوراً - من الآن - بل أهرب هروباً كهربك من الحية السامة، أهرب من الجدل وهذا الجو الخانق، لأن هذا الجدل يجلب خصومات لا تنتهي ويولد بغضة مريرة، وعبد الرب يسوع لا ينبغي أن يُخاصم أحد قط، لأن رسالتنا هي رسالة سلام وحب ووحدة حقيقية في جسد المسيح يسوع ربنا، لأن الله يعظ بنا: تصالحوا مع الله، فكل واحد يخاصم أخيه ويتمنى أن يحرمه من الكنيسة ويحكم عليه أن ليس له ملكوت الله ويحكم بأنه هرطوقي.. الخ، فليس له سلام حقيقي مع الله وعنده روح غريبة عن مسيح المصالحة، لأن الرب بدم صليبه صالح الكل وجعل الأثنين واحداً، فكيف نقول أننا نؤمن بالمسيح الرب ونحن نخاصم بعضنا البعض بحجة اننا ندافع عن الحق والتعليم، فأي تعليم هذا الذي يجعلنا نحرم بعضنا البعض ونتخاصم وننقسم !!! |
||||
03 - 10 - 2016, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 14462 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الأول) فأجاب وقال لهم: أُمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمـــــــــــة الله ويعملـــــــون بها – لوقا 8: 21 ___________________________ 1 - مقدمـــــــة: من المستحيل أن تنتعش حياة الكنيسة وتحيا حسب رسالتها وتقدمها كرازة حية مُفرحة للجميع، إلا بالعودة إلى عمق الكتاب المقدس وغرس كلمة الله في حياة أعضائها، والعودة لعمق الكتاب المقدس لها أسبابها وشروطها الخاصة!! فسبب العودة للكتاب المقدس، هوَّ البحث عن كيف نحيا مع الله حسب مشيئته هوَّ لا حسب الناس وأفكارهم وتفسيراتهم التي يرتاحون إليها، وأيضاً لكي نتخلَّص من حياة الشرّ والفساد لنستطيع أن نحيا مع الله في النور، لأنه من المستحيل أن تنجمع الظلمة مع النور لأن النور يُبددها ولن تحتمله، لأن حسب خبرتنا العملية في واقع حياتنا المُعاشه أننا لا نستطيع أن نرتاح في مخدع صلاتنا أو نستمتع بالصلاة – سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي – ونحن نحيا في الظلمة ونلتزم بكل ما هو مُضاد لمشيئة الله الحي. + وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به: أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة. (1يوحنا 1: 5) ومعنى أن نتخلص من الشرّ والفساد، هو أن نتغيرّ بالضرورة، بمعنى أن نتغيرّ لحياة أُخرى، حياة غير الحياة التي نعيشها الآن حسب إنسانيتنا الطبيعية، حسب قانون هذا العالم الضعيف الذي ليس فيه سوى شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، بمعنى انه ينبغي علينا أن نتغير عن شكلنا ونصير على الشكل الذي يُريدنا الله عليه!!، وما هوَّ هذا الشكل الذي يُريدنا الله عليه؟!! + ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح. (2كورنثوس 3: 18) وما هذه الصورة بالتحديد: + الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تُضيء لهم إنارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. (2كورنثوس 4: 4) إذن هدف الكتاب المقدس هوَّ: أن نتغير إلى شخص الكلمة المتجسد الذي هوَّ صورة الله، إذن الإنجيل بشارة الحياة ورسالة الخلاص، لهُ عمل واسع جداً وعميق بل وخطير ومهم للغاية، وهو أن لا نحيا حياة صالحة مقدسة عادية لا يوجد بها خطية فقط، بل نتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد، أي نصير الوجه التعبيري عن صورة شخص المسيح الكلمة المتجسد أمام العالم، فيروا عمله الصالح فينا ظاهراً أمامهم نور مُشرق بالتقوى، فيمجدوه ويتأثروا داخلياً ويعودوا إليه بالتوبة، لأن غيرة المحبة وشهوة لقاءه الخاص، ستأكل البعض وتأثر فيهم وتردهم إليه، أن استجابوا لفعل عمل روحه الذي يُنادي بالتوبة لأبناء المعصية. + أرسل نورك وحقك هما يهديانني ويأتيان بي إلى جبل قدسك وإلى مساكنك. (مزمور 43: 3) + لأن عندك ينبوع الحياة، بنورك نرى نوراً. (مزمور 36: 9) + نور أشرق في الظلمة للمستقيمين، هو حنان ورحيم وصديق. (مزمور 112: 4) + لأنك نجيت نفسي من الموت، نعم، ورجلي من الزلق لكي أسير قدام الله في نور الأحياء.(مزمور 56: 13) + سراج لرجلي كلامك ونورٌ لسبيلي. (مزمور 119: 105) + ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلاً: أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة. (يوحنا 8: 12) + ما دام لكم النور، آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور، تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم. (يوحنا 12: 36) + أنا قد جئت نوراً إلى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة. (يوحنا 12: 46) + أنتم نور العالم، لا يُمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل. (متى 5: 14) + فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات. (متى 5: 16) + أما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله انها بالله معمولة. (يوحنا 3: 21) + لأنكم كنتم قبلاً ظلمة وأما الآن فنور في الرب، اسلكوا كأولاد نور. (أفسس 5: 8) + جميعكم أبناء نور وأبناء نهار، لسنا من ليل ولا ظلمة. (1تسالونيكي 5: 5) أما الشرط الأساسي للعودة للكتاب المقدس لغرس الكلمة في القلب لتُثمر تغيير حسب قصد الله، هوًّ الإيمان، أي نؤمن أن الله قادر أن يُغيرنا فعلاً بقوة كلمته الفعالة: + ينبوع الحكمة كلمة الله في العُلى ومسالكها الوصايا الأزلية. (سيراخ 1: 5) + هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إليَّ فارغة، بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له. (أشعياء 55: 11) + فقال الرب لي أحسنت الرؤية لأني أنا ساهر على كلمتي لأُجريها. (أرميا 1: 12) + أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تُحطم الصخر. (أرميا 23: 29) + لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومُميزة أفكار القلب ونياته. (عبرانيين 4: 12) باختصار نقرأ الكتاب المقدس يعني نتغير ونتغير يعني نؤمن، ونؤمن يعني نصدق أن الله قادر أن يُغيرنا فعلاً وحقيقي، الآن. *ولنا أن نعرف أن الكتاب المقدس هوَّ المصدر النقي الكافي تماماً لتسليم الإيمان ببساطة، فهوَّ كلمة الله الخارجة من فمه المعطاة بالوحي المقدس وإلهام الروح لمختاريه، لينقلوا كلمته إلينا كما هي دون تزييف أو غش: + لأننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله، لكن كما من إخلاص، بل كما من الله نتكلم أمام الله في المسيح. (2كورنثوس 2: 17) ويُعطي أحد الآباء الروس (إغناطيوس بريانتشانينوف) هذه النصيحة للمبتدئين في حياة الرهبنة، وطبعاً هذه النصيحة نافعة للجميع سواء كانوا رهبان أو لهم رتبة كنسية او أي إنسان مسيحي عايش مع الله في أي مكان وتحت أي مُسمى، أي هيَّ لكل مسيحي حقيقي إذ يقول: [منذ أول دخوله إلى الدير ينبغي للراهب أن يدرس الإنجيل بتدقيق حتى يصير حاضراً دائماً في ذاكرته. وينبغي أن يكون تعليم الإنجيل حاضراً في ذهنه عند كل موقف أخلاقي، عند كل عمل، وعند كل فكر، استمر في دراسة الإنجيل حتى نهاية حياتك. لا تتوقف أبداً. لا تظن أنك قد عرفته بدرجة كافية حتى لو كنت قد حفظته كله غيابياً] __________ يتبع __________ |
||||
03 - 10 - 2016, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 14463 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثاني) فأجاب وقال لهم: أُمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمـــــــــــة الله ويعملـــــــون بها – لوقا 8: 21 _____ _____ تابع 1 - مقدمـــــــة: * الكتاب المقدس، في حقيقته، هوَّ كلمة الله النابضة بالحياة الأبدية، التي تخرج من فم الله الحي الذي هو اللوغوس ابن الله الحي القائم من الأموات، لذلك نحن نجتاز ألفاظ الكتاب المقدس ومعانيه الحرفية والحسية، بعملية عبور من المنظور الظاهر أمامنا للغير منظور السري!! فالمنظور هوَّ الكلام المكتوب أمامي على الورق، والغير منظور في هذه السطور المكتوبة أي هيَّ هيَّ التي أراها وأقرئها الآن، هوَّ شخص الكلمة المتجسد القائم من الموت يسوع المسيح، أي الرب بشخصه، أي هو بذاته حاضر بملء حياته الإلهية في كلمته الخاصة.فالله هوَّ الذي يُكلمني كما كلم إبراهيم، ويواجهني كما واجه اسحق وآباء العهد القديم، بل والرسل وجميع القديسين عبر الدهور كلها، فهو بذاته وبشخصه يعلن مشيئته ويُكلمني من خلال سطور الكتاب المقدس المكتوبة بحبر على ورق، ولننتبه أن كلمة الله هيَّ نطق الله بذاته، أي تحمل قوته وتُعبِّر عن شخصيته وتحمل حياته فيها، وليست مجرد كلمات كتبت أو موضوع نقرأ فيه، بل شخص نلتقيه: "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه" (عبرانيين 1: 2) عموماً، هذا العبور أي العبور من الكلمة المكتوبة والخروج من اللفظ المنطوق، إلى شخص الله الكلمة، لهُ شرط أو مطلب؟ فشرط بل ومطلب العبور، أي بلوغ حقيقة الكلمة في عمقها، والتطلع إلى الله والنظر إليه من خلال الكلمة، هوَّ الإيمان. فالكتاب المقدس يُلزمنا بالإيمان لكي نرى فيه ما لا يُرى: "أما الإيمان فهوَّ الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى" (عبرانيين 11: 1) فبدون الإيمان لن نرى شيئاً قط، وسيظل الكتاب المقدس بالنسبة لنا، مجرد كلمات للحفظ العقلي والاستذكار، أو موضوع مطروح للمناقشة والتأويل والتأمل الخاص حسب رأي كل واحد فينا وما يرتاح إليه وقد نتفق أو نختلف عليه، أو مجرد بَركة بمعناها السطحي للكلمة، أو ربما تتطور الأمور لتصل لحد النزاع على رأي خاص أو فكره، كما نرى في هذه الأيام الصعبة، حتى أنه صار أراء شخصية كثيرة صنعت خصومات وانشقاقات مالها حصر ما بين مؤيد ومُعارض، وبين منحاز ومن هو متفق مع آخرين، وصارت كل مجموعة تقاوم الأخرى بحجة الحق التي تعرفه وتحيا به. فنطقي وقولي: أنا أؤمن بالله وأؤمن بالإنجيل، وأحاول جاهداً أن أصنع ما يُثبت ذلك بالحجج والبراهين والإثباتات العقلية وغير العقلية، هذه لن تخرج عن كونها فلسفة فقط وهي بطبيعتها زائلة غير ثابتة لأنها تزول بزوال المؤثر ولن تدخلني في سرّ كلمة الله الحية. أو ربما أتأثر بعظة فأنفعل وأُقرر أن أقرأ الكتاب المقدس، ولكن الصدمة الكبرى هيَّ حينما يزول المؤثر وينتهي انفعالي الوقتي بالعظة أو بما قرأت، فأجد نفسي قد نسيت ما قررت وانتهى كل شيء، ولم يعد في إمكاني أن أقرأ الكتاب المقدس ولا أجد دافع لقراءته!!، وإن قرأت فلا نتيجة أي لا تغيير، ويبقى الحال كما هوَّ عليه، لكن ربما أخرج منه بمعلومات، وهدفي ليس سليم ولا نقي، فقد يكون من أجل تحضير درس سأتكلم به، أو من أجل بحث سأعرضه أو من اجل الرد على الناس ومقاومتهم، أو هناك غرض آخر غير إني أتغير والتقي بالله الحي لدخول في حياة شركة تقوى مقدسة، وبالتالي أخسر سرّ إعلان الإنجيل كله، وأحيا في حالة فلس من الكنز السماوي ومن ذخيرة كلمة الله المُحيية. عموماً الإيمان ليس لفظة تُنطق، وليس إقراراً نظرياً بحقيقة باردة. فالله الذي أعرفه – بحسب منطقي أنا – هوَّ إله الكون وإله ألفاظ الكتاب المقدس، هذا إله فلسفي صُنع العقل وحده، فإذا كان هذا الإله الفلسفي إله الكون واللفظ جامد جمود الهندسة والعلوم الأكاديمية وحبيس الألفاظ الغير مفهومة والتي يتعثر فيها العقل، أو هوَّ حبيس ألفاظ قائم عليها صراع بين مؤيد ومُعارض؛ هذا إله غريب لا أستطيع أن أعرفه إله حي بل سأعرفه عن طريق الناس وفلسفتهم وعن طريق معتنقي العقائد التي قد تضارب مع بعضها البعض في خلافات لا حصر لها، لأن الله الحي الحقيقي ينبغي أن يتحرك نحوي وأتحرك نحوه بجذبه الخاص ليُصبح إلهي أنا. لأنه ينبغي أن يحب ويميل نحوي ليتصل بي ولأتصل أنا به، أي يكون لي معه شركة كإله حي وحضور مُحيي!! فالإله العقلي يُصبح الإله الحي إذا خاطبني أنا، أي تحدث إليَّ وتحدثت أنا إليه. فالله الحي ليس جامد، وليس هوَّ إله التفلسف أو اللفظ الجامد، بل هوَّ إله إبراهيم الذي يأتي إلى إبراهيم بشخصه ويدعوه دعوه خاصة، هو إله الآباء الذي يكشف لهم نفسه، ويُقيم بينه وبين من يُخاطب حواراً، ويُقيم علاقة حقيقية في واقعه العملي المُعاش.وبناء على ذلك، فلغة الإنجيل هيَّ لغة حوار بين طرفين، أي بين شخصين، الطرف الأول أو الشخص الأول هوَّ الله والطرف الثاني هوَّ الإنسان أي أنا على المستوى الشخصي. وكما يقول القديس تيخون من زادونسك: [كلما تقرأ الإنجيل فالمسيح نفسه هوَّ الذي يُكلمك. وبينما أنت تقرأ، أنت تصلي وتتحدث معه]. فأي حوار عموماً يتطلب طرفين، أي شخصين، وحوار الله حوار مُلزم، أي يُعطي ويأخذ: فالله يعطي كلمته للإنسان، ودور الإنسان أن يتجاوب مع كلمة الله المعطاة لهُ. ففي لغة الحوار بين الله والإنسان: الله يتكلم والإنسان يسمع أولاً ثم يُجيب، وأيضاً الإنسان يتكلم والله يسمع ويُجيب؟؟ وأي جواب يطلب الله، سوى جواب الإيمان!! فبدون إيمان لا يُمكن إرضاؤه، بل يستحيل على الإطلاق إرضاؤه. (عبرانيين 11: 6) وأي جواب يطلب الإنسان، إلا استجابة الله لصلاته، وبدون إيمان أيضاً، تستحيل استجابة الصلاة مهما كانت حسب قصد الله في نظرنا. __________ يتبع __________ |
||||
03 - 10 - 2016, 06:22 PM | رقم المشاركة : ( 14464 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ايمان المرأة الكنعانية ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب الكاتب بيار نجم تفريغ مدونة ميمرا يهوه المقدمة بعد جدال يسوع مع الفريسيين والكتبة في مرقس 7 : 1 – 23 ,احس يسوع أن ابواب العالم اليهودي موصدة في وجهه.اتري تنفتح امامه ابواب العالم الوثني ؟ مرقس 8 : 24 – 30 “وانتقل من هناك الي نواحي صور. “ جاء يسوع الي منطقة محاذية للجليل ,منطقة باكثرها وقنية وهي صور . اهمية منطقتي صور وصيدا: عبارة لاهوتية أكثر منها جغرافية .انها تدل علي المناطق الوثنية. فمنذ حملت ايزابال ديانة البعل الي مملكة اسرائيل (مملكة الشمال مع ملكها آحاب ),صارت هذه المنطقة منبع العبادة الوثنية في ارض الرب. ذكر ألانبياء اشعياء ,ارميا ,يوئيلوزكريا في نبواءاتهم صور وصيدا أنما من الناحية السلبية. همشعب غضب الله عليه وهاتان المدينتان ستدمران مثل سدوم وعامور.كان المنطق اليهودي ينص علي عدم الاحتكاك بهذه الشعوب فالشر ياتي منها ومن اليهود المقيمين في ضواحي صور وصيدا كأهل الجليل والسامريين ( الجليل كان يُسمي جليل الامم أو جليل الوثنيين رغم وجود عدد كبير من اليهود المقيمين فيه ).بحسب انبياء هذه المنطقة كانت بعيدة عن الله بسبب عبادة الاصنام.وبالتالي كانت تشكل خطر علي اليهود المقيمين خارج الحدود اليهودية الرسمية أي مملكة الجنوب (اورشاليم واليهودية ) . علي ايام يسوع المسيح كان الرومان قد بنوا في الجليل قيصرية فيلبس وكانت كلها رومانين ويونانين وكان يوجد خطر الاشراك بعبادة يهوه الاله الاوحد الذي له وحده يليق وتحق العبادة بالنسبة لليهود . كان المؤرخ اليهودي الشهير يوسيفوس يقول: كان اهل صور وصيدا هم من ألد اعدائنا. هذه الاختلاف ليس فقط دينياً بل ايضاً سياسياً وعسكريا لان مدينتي صور وصيدا كانتا علي مر التاريخ تتحالفان مع القسم الشمالي لاسرائيل أي مع مصر ضد مملكة الجنوب أورشاليم واليهودية . كان يهود الجنوب يلقبون يهود الشمال بالنجسين والغير طاهرين لانهم يتعارضون مع قداسة الله وقداسة شعبه . يسوع المسيح خرج من بيئة الشمال في الناصره (جليل الامم) : “أمن الناصرة يخرج شئ صالح ؟ “ كان جواب يسوع للمرأة قاسياً جدا فيسوع المسيح أراد أن يحقق ثروة تغيير لهذا المنطق اليهودي .ويجب ان نقرأ هذا النص من هذا المنطلق.
بولس كان يهودياً بنتمي الي المجتمع الفريسي وكان تلميذاً لجملائيل ( من اهم اساتذة اللاهوت عند اليهود ) .تتلمذ بولس علي مبدأ الفكر الفريسي وفاق أترابه بالمحافظة علي الشريعة اليهودية وكان بولس يضطهد المسيحيين لانهم لم يحافظا علي الناموس كما هو .بولس لم ير يوما يسوع في حياته ,رغم ذلك ,بعد لقائه بيسوع المسيح علي طريق دمشق وُلد بولس من جديد واصبح انسانا مختلفاً. منخلال بولس لم يصل الخلاص لليهود والكون بكامله فقط,انما اصبح هناك فصل بين اليهود والمسيحين. كان يعقوب,بطرس ويوحنا صيادي اسماك من الجليل.كانوا معتادين علي رؤية وثنيين ومعتادين أيضا أن يُعتبروا أدني مستوي من يهود الجنوب.بعد موت يسوع المسيح, بقوا مصرين علي المحافظة علي شريعة موسي (السبت والختان ) مع أنهم يؤمنون بيسوع المسيح. بولس كان علي تناقض مع أفكارهم ومرقس كان رفيقه وهو شخص وثني كان يبشر جماعة وثنية تقيم في روما ويبشر أيضا جماعة مسيحية في روما وهي ليست من أصل يهودي وبالتالي ليس من مصلحة مرقس ان يذكر ما قاله يسوع عن الوثنيين بأنهم كلاب ,اذن هناك تفسير أبعد من الذي قاله يسوع . ستعيش الكنيسة هذه الصعوبة بين بولس من جهة وبطرس ويعقوب ويوحنا من جهة أخري وسينعقد مجمع أورشليم لتفتح الطريق واسعة أمام تبشير الوثنيين .في هذا المجمع تقرر عدم المحافظة علي الناموس موسي وأي شخص يمكن أن يصبح مسيحيا دون أن يمر بالدين اليهودي ودون أن يُختتن ,الوثني الذي يتعرف علي يسوع المسيح يصبح مباشرة مسيحيا. كتب مرقس انجيله الي كنيسة روما التي كانت تواجه مشكلة بين جماعتين: جالية مسيحية من أصل وثني وروماني . جالية مسيحية من أصل يههودي. المسيحيون من أصل يهودي يقولون عن المسيحيين من أصل وثني أنهم غير مختتنين وبالتالي غير طاهرين وانهم هم الافضل لان لديهم ناموس موسي,والرومانيون يشددون علي كونهم تعرفوا علي يسوع المسيح وقد اصبحوا مسيحين ومن هنا نشأت الخلافات . يذكر الانجيلي في هذا النص حدثا قد جري مع يسوع المسيح لكي يوصل رسالة الي جماعة اليهود الموجودة في روما بأن لا تعتبر المسيحيين من أصل وثني بانهم كلاب .الكلب في العهد القديم هو رمز للشئ النجس ورغم ذلك يقول يسوع كلب صغير أي الاليف الذي يعيش في المنزل وليس الكلب المتوحش الموجود في الصحراء والذي يأكل الجثث. يعلن مرقس من خلال هذا النص للمسيحين من اصل يهودي المتفاخرين بأنفسهم بأن يسوع المسيح قلب المنطق اليهودي وكان الي جانب تلك المرأة . “فدخل بيتاً “ لقد اجتاز يسوع حدود الجليل ودخل أحد البيوت .كلما أراد مرقس أن يوصل رسالة مهمة ,يضع يسوع في البيت لان البت معناه الكنيسة.في كل العهد الجديد لم تُبني الكنائس,كان بطرس وبولس يجتمعون من المؤمنين في البيت ويقيمون الذبائح الالهية وبالتالي ارتبط اسم البيت بمفهوم الكنيسة.الكنائس الاولي بٌنيت سنة 311 بعد الميلاد في ايام قسطنطين الكبير. “وكان لا يريد ان يعلم به أحد “ هذا هو السر المسيحاني في انجيل مرقس . بحسب مرقس’يسوع لا يصنع المعجزات لكي يؤمن به الشعب .أراد مرقس أن يوصل رسالة الي جماعة روما والي المسيحين اليوم:لا يجب ان نؤمن بيسوع بسبب معجزة بل يجب ان نتعرف علي يسوع المسيح المصلوب .الجماعة ستتعرف عليه من خلال المائدة حيث يُكسر الخبز والتي هي المذبح. مرقس يوصل تعليم لاهوتي الي تلك الجماعة:هذا النص كُتب عندما بدأت الكنيسة تستعمل الافخارستياً,كان المسيحين من اصل وثني والمسيحيون من أصل يهودي يجتمعون علي هذا الهيكل نفسه وعلي هذه المائدة نفسها حيث ُيكسر الخبز,جسد يسوع المسيح.كان المسيحيون من اصل يهودي يعارضون المناولة مع المسيحيون من أصل وثني. في نص سفر الاعمال 6 : 1 – 7 : اقامة المعاونين السبعة,أخذ اليهود اليونانيون يتذمرون من المسيحيين من اصل يهودي مدعين أن اراملهم ُيهملن علي المائدة (الافخارستيا )فقرر الرسل اختيار سبعة شمامسة لأن ليس لديهم الوقت لكي يخدموا علي الموائد .(كان لدي الارامل وظائف ليتورجية في الكنيسة كالراهبات اليوم.وظيفتهم أن ُيعمدوا النساء ويُكمل الرسل بوضع الايدي وبقبولهم في الكنيسة ) كان مرقس يعيش هذه المشاكل مع الجماعتين ويوجه رسالة الي الجماعة المسيحية من أصل يهودي أن لا تعامل الجماعة لاخري بازدراء حتي لو الخلاص أتي من الشعب اليهودي ,لان الله في العهد القديم عندما دخل في عهد مع شعبه من خلال الآباء ابراهيم ,اسحق ويعقوب,قال لابراهيم سيصبح نسلك بعدد نجوم السماء ورمل البحار وبنسلك تتبارك الامم كلها ,بمعني أن الخلاص سيصل الي الشعوب كلها وكل الشعوب ستتعرف علي الله وتدخل في عهد معه.الكنيسة أصبحت اسرائيل الجديدة لانها تمثل الشعب الذي دخل في علاقة حب مع الله بغض النظر عن جذوره ,اذا كان وثنيا او يهوديا, كل شخص يدخل في علاقة مع الله ُيصبح من شعب الله المختار .المعمدون اليوم هم شعب الله المختار وليس عليهم ان يكونوا أعلي مستوي من غيرهم أنما ان يكونوا في خدمة يسوع المسيح وفي خدمة الشعوب كلها لكي تتعرف الشعوب من خلالهم علي يسوع المسيح. المرأة المنعوتة بالكلب,اعلان صارخ من مرقس ان هذه المرأة ليست بكلب ,والنتيجة انها وصلت الي الخلاص .يسوع المسيح لم يصنع اعجوبة هنا ولكن قلب هذه المرأة منفتح علي الله جاهز للقبول بما يقدمه لها .قال لها يسوع :”من اجل قولك هذا ,اذهبي ,فقد خرج الشيطان من ابنتك”مع يسوع,انفتحت مائدة الملكوت للوثنيين وانتهت مملكة الشيطان .الايمان أوصل هذه المرأة الي الخلاص وبالتالي هنا كل محور النص.الرسالة الموجهة الي اليهود هي ان هؤلاء الاشخاص قد آمنوا ,تذكروا أن ابراهيم آمن فحسب له ذلك برا.هذه المرأة تعرف محدوديتها, اعترفت بأنها أدني من اليهود لانها لم تكن من شعب الله المختار القديم ولأن عهد ابراهيم لم يصل اليها كما وصل الي اليهود,وهي ُتقر انها ادني منهم لانها لم تعبد يهوه وبالتالي فقد اعلنت ايمانها بيهوه بدخولها عهدا مع الله بواسطة يسوع المسيح . البقايا أو الفتات المتساقطة علي طاولة البنين انه اعلان مسيحاني وكرستولوجي .رب المائدة هو يسوع المسيح,انه فيض الخلاص المسيحاني الذي تحدث عنه اشعياء وهذه المراة الوثنية تستشهد بأشعياء بطريقة غير مباشرة , هذا الفيش لا يقف عند حدود الشعب اليهودي ,سيفيض للأمم كلها. مرقس هو رفيق مار بولس لذلك نجد في انجيل مرقس نفس محتويات رسائل مار بولس اللاهوتية.بولس يقول في رسائله الي أهل غلاطية : الخلاص يأتي من اليهود لكن علي الشعب اليهودي أن يكون الأداة التي تصل من خلالها كلمة الله الي الكون بأجمعه .خيانة الشعب اليهودي لله هي عندما وضع حدودا لهذه الكلمة ,عندما نعت الشعوب المجاورة بالكلاب .هذه المرأة آمنت واعلنت وتبعت. بُعد هذا النص هو بُعد مسيحاني والبعد الجامع للكنيسة كلها,الكنيسة تتخطي حدود اسرائيل.اننا نؤمن بكنيسة جامعة ,مقدسة ورسولية .الجامعة هي التي تجمع كل الاقطار والافكار والتقاليد والثقافات .وتُتصبح الكنيسة باختلافها الحضاري والثقافي جسد يسوع المسيح. مرقس ُيعلن بشارة فرح لهؤلاء الاشخاص,لأهل فينيقيا الذين اصبحوا في روما وايضا للرومانيين.يُعلن مرقس ان يسوع المسيح اتي ليخلص كل البشر .استعمل مثلا شائعا عند اليهود (دعي البنين اولا يشبعوا…) ليثبت خطأ هذا المثل ولكي ينفيه. “فسقطت عند قدميه “ جات هذه المرأة ووقعت علي قدميه في وضع توسل , هي امرأة وثنية تسجد له,علي مثال يائيرس اليهودي الذي خر علي قدميه وباتهل اليه بالحاح ان يشفي ابنته بحسب مرقس 5 : 21 . لم يذكر مرقس الحاح هذه المرأة بل عنادها ,فهي لم تتراجع علي رغم كلام يسوع الذي بدا في ظاهره وكأنه يرفض طلبها. الارتماء عند القدم ليس هو فقط علامة الخضوع انما هو اعلان أن يسوع هو المعلم.مار بولس يقول : وتتلمذت عند قدمي جملائيل فمن عادة المعلم الفريسي أن يجلس والتلاميذ حول رجليه . استعمل مرقس شخصيتين: يائيرس رئيس المجمع وهو من سلالة ابراهيم والذي يعتبر نفسه أعلي من الشعوب كلها,ارتمي عند قدمي يسوع.الديانة اليهودية وصلت الي الاعتراف بيسوع المسيح .المسيحيون من اصل يهودي اعلنوا علي لسان يائيرس ان يسوع هو المخلص ,المعلم والحقيقة. المراة الكنعانية,الفينيقية ارتمت عند قدميه وبالتالي اعلنت الجماعة الكنسية من أصل وثني أن يسوع المسيح هو المعلم . نص المرأة الكنعانية هو أبعد بكثير من مجرد حادثة تاريخية ,هذا النص متصل بحدثين مهمين هما مثلان اعطاهما يسوع في اول وآخر انجيل: مرقس 4 , 1 مثل الزارع مرقس 12 : مثل الكرامين القتلة نجد علامات مشتركة بين مثل الزارع ومثل الكرامين القتلة يربطها مرقس بهذه الحادثة:الخلاص للجميع,انما هنا وضع مرقس اليهود في الخارج وأدخل الوثنيين. مرقس 3 : 21 “وبلغ الخبر ذويه فخرجوا ليمسكوه ,لانهم كانوا يقولون انه ضائع الرشد .الترجمة اليونانية :انه واقف خارج نفسه. مرقس 3 :22 الكتبة قرروا ان يقتلوا يسوع . مرقس 3: 31 “وجاءت امه واخوته فوقفوا في خارج لدار “مرقس كان بعكس يوحنا يشدد علي دور الام التلميذه ليسوع المسيح,الام التي مشت مسيرة الايمان كلها مع التلاميذ وصولاً الي الايمان عند قيامة يسوع المسيح,مريم اصبحت الرمز لكيفية التتلمذ ليسوع المسيح. شدد مرقس أيضا علي الفكرة التالية (بما انه كان يتوجه الي جماعة وثنية تعرفت علي يسوع ):القرب من يسوع المسيح هو ليس قرب جسدي ,بالايمان انتسب الي يسوع المسيح وبالتالي همش مرقس دور البعد الجسدي علي حساب البعد الروحي ليقول لهؤلاء الاشخاص الذين لا تربطهم أي علاقة جسدية او اثنية بيسوع المسيح ,انكم انتم أيضا وصلتم ألي الخلاص,الايمان بيسوع المسيح ليس حكر علي الشعب اليهودي. مثل الكرامين القتلة في سفر اشعياء,الكرمة هي الشعب الاسرائيلي والله هو الكرام. نشيد الكرمة في سفر اشعياء :كان لحبيبي كرم نقبه ونفي حجارته وغرس فيه افضل كرمة .انتظر أن يُثمر عنبا فاثمر حصرما برياً.والآن يقول حبيبي : أي شئ يُعمل للكرم وما عملته لكرمي ؟فاعلموا ما افعل بكرمي:ازيل يسياجه واهدم جدرانه فتدوسه الاقدام أجعله بورا لا يُفلح ولا يُزرع . “ اشعياء كان يوجه رسالة قاسية الي الشعب اليهودي:انا الذي صنعت منكم شعبي الخاص ,اين الثمار التي اعطيتموها؟ يوحنا المعمدان كان يصرخ قائلاً : توبوا واثمروا ثمار تليق بتوبتكم. الكرامين هم الذين أوليوا الاهتمام بشعب اسرائلي,بالكرمة ,انما رب الكرمة هو الله , أرسل أول عبد ليأخذ المحصول فضربوه ,أرسل لهم ثاني عبد فشجوا رأسه وأهانوه,فأرسل آخر ثم قتلوه ,ثم ارسل كثيرين ,منهم من ضُربوه ,وارسل لهم ثاني عبد فشجوا رأسه واهانوه ,فارسل آخر ثم قتلوه,ثم أرسل كثيرين ,منهم من ضربوا ومنهم من قُتلوا (يوحنا المعمدان ) .ثم أرسل ابنه الحبيب علهم يخافونه لانه الوارث,فقال أولئك هذا هو الوارث هلم نقتله فيكون الميراث لنا .فامسكوه وقتلوه والقوه خارج الكرمه( الكرامين هم السلطات اليهودية التي كانت تعرف بحسب الانبياء انه سياتي المخلص من نسل داود ورغم ذلك رفضته ) . متي يقول في انجيله :فاخرجوه خارج الكرمة وقتلوه وكان يقصد اخرجوه خارج المدينة الي الجلجثة خارج حدود اورشاليم وقتلوه هناك . مرقس اصر علي انهم قتلوه ثم رموه خارج الكرمة.مرقس لا يتحدث عن الجلجلة انما يقصد ان جسد يسوع المسيح اصبح مُلقي خارج اسوار اورشاليم .الشعب اليهودي الذي كان خارج البيت اعتبر نفسه داخل البيت ورمي يسوع الي الخارج.عندما لم يستطع الشعب اليهودي ان يدخل منطق يسوع ,رفضة ورماه خارجا ملكا للوثنيين وللامم كلها . الخلاصة المرأة الكنغانية الوثنية هي محطة من محطات خروج يسوع المسيح من داخل جماعة اسرائيل الي الامم كلها . لا يحق للعشب اليهودي أن يحتكر المسيح لان يسوع المسيح اضحي جسداً ملقي في الخارج وهذا الجسد هو الافخارستيا انه رمز الكنيسة يقول القديس بولس الكنيسة هي جسد يسوع المسيح والمسيحيون المعمدون هم اعضاؤه,علي مثال القديس بولس ذكر مرقس جسد يسوع المرمي خارج حدود اورشاليم .رفض اليهود ليسوع اهطي الخلاص للامم كلها. جواب يسوع لهذه المرأة هو اعلان ان هذه الوثنية التي اصبحت في الداخل والاشخاص الذين هزئوا بها هم الذين اصبحوا في الخارج.مرقس كان يعلن رسالة خلاص للوثنيين ومتي أكمل وأعلن أن اليهود هم اصحاب الميراث ,والخلاص ياتي من اليهود انما هذا الخلاص هو بحاجة الي الايمان.بمجرد انك ابن ابراهيم وبالجسد فقد نلت الخلاص ولكن اين هو ايمانك؟عندما تعلن ايمانك ,تنتقل من حالة الشخص البعيد عن مائدة الابناء.الذي لا يحق له الاشتراك بخبز البنين ,لتصبح ضمن عائلة يسوع المسيح ولك الشراكة التامة علي مائدته . |
||||
03 - 10 - 2016, 06:23 PM | رقم المشاركة : ( 14465 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل نملك شهادات شهود العيان عن يسوع ؟ وما هي مدي موثوقيتها الجزء الاول هل نملك شهادات شهود العيان عن يسوع ؟ وما هي مدي موثوقيتها الجزء الاول “لأننا لم نتبع خرافات مصنعة، إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته “ سمعان بطرس هل تحتوي وثائق العهد الجديد علي شهادات شهود العيان ؟ علينا ان نلقي نظره علي شهادة شهود العيان في العهد الجديد .فحتي ان كنا نطلع علي العهد الجديد بنظرة بسيطة سنجد انه بالتاكيد احتوي علي شهادات شهود العيان .وسنجد ان هناك العديد من المواضع الذي وضع فيها الرسل انفسهم كشهود عيان . فيسوع هذا أقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك. (سفر اعمال الرسل 2 : 32 ) ورئيس الحياة قتلتموه، الذي أقامه الله من الأموات، ونحن شهود لذلك. (سفر اعمال الرسل 3 : 15 ) وحينما حاول الشيوخ والكتبة منع بطرس ويوحنا من الحديث او التعليم حول اسم يسوع قالوا انهم يتكلمان بما سمعوه وشاهدوه. 18 فدعوهما وأوصوهما أن لا ينطقا البتة، ولا يعلما باسم يسوع. 19 فأجابهم بطرس ويوحنا وقالا: «إن كان حقا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله، فاحكموا. 20 لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا». (اعمال الرسل 4 : 18 – 20 ) 30 إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة. 31 هذا رفعه الله بيمينه رئيسا ومخلصا، ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. 32 ونحن شهود له بهذه الأمور، والروح القدس أيضا، الذي أعطاه الله للذين يطيعونه». (اعمال الرسل 5 : 30 – 32 ) 39 ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية وفي أورشليم. الذي أيضا قتلوه معلقين إياه على خشبة. 40 هذا أقامه الله في اليوم الثالث، وأعطى أن يصير ظاهرا، (اعمال الرسل 10 : 39 – 40 ) 3 فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا: أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب 4 وأنه دفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب 5 وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر 6 وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ، أكثرهم باق إلى الآن. ولكن بعضهم قد رقدوا 7 وبعد ذلك ظهر ليعقوب ، ثم للرسل أجمعين 8 وآخر الكل – كأنه للسقط – ظهر لي أنا (كورنثوس الاولي 15 : 3 – 8 ) 1 أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح، وشريك المجد العتيد أن يعلن، (بطرس الاولي 5 : 1 ) 16 لأننا لم نتبع خرافات مصنعة، إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته (بطرس الثانية 1 : 16 ) 33 وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه، لأنهم رأوه قد مات. 34 لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء. 35 والذي عاين شهد، وشهادته حق، وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم. (انجيل يوحنا 19 : 33 – 35 ) وايضاً ما حدث مع توما امام التلاميذ فيسوع صنع العديد من المعجزات في حضور التلاميذ.لم تكتب كلها لانها لو كتبت لم تسيع الكتب . 24 أما توما، أحد الاثني عشر، الذي يقال له التوأم، فلم يكن معهم حين جاء يسوع. 25 فقال له التلاميذ الآخرون: «قد رأينا الرب!». فقال لهم: «إن لم أبصر في يديه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أومن». 26 وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال: «سلام لكم!». 27 ثم قال لتوما: «هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا». 28 أجاب توما وقال له: «ربي وإلهي!». 29 قال له يسوع: «لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا». (انجيل يوحنا 20 : 24 – 30 ) 1 الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الحياة. 2 فإن الحياة أظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا. (رسالة يوحنا الاولي 1 : 1 – 2 ) فنجد ان الرسل والتلاميذ يريدون ان يخبرونا انهم شهود ليسوع بالعيان والواقع .بالاضافة الي ذلك نجد ان لوقا ورسالة العبرانين كتبوا بناءاً علي شهادات شهود العيان . 1 إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، 2 كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة، (لوقا 1 : 1 – 2 ) 3 فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصا هذا مقداره؟ قد ابتدأ الرب بالتكلم به، ثم تثبت لنا من الذين سمعوا 4 شاهدا الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس، حسب إرادته (رسالة العبرانين 2 : 3 – 4 ) باختصار بطرس وبولس ويوحنا وصفوا انفسهم انهم شهود عيان .ولوقا ورسالة العبرانين وصفوا انفسهم انهم اعتمدوا علي شهادات شهود العيان .بالاضافة الي ذلك عدد من كتاب العهد الجديد رأوا القيامة .بولس يذكر لنا 14 شخصية اسمائهم معروفة كشهود عيان علي القيامة ( الرسل الاثني عشر ويعقوب وهو نفسه )ويقول ان هناك اكثر من 500 آخرين .ونجد ان انجيل متي وانجيل لوقا دعموا الظهورات للرسل .والاناجيل الاربعة ذكرت النساء كشهود عيان .مع مرقس الذي ذكر المجدلية .ومريم ام يعقوب وسالومة ولوقا اضاف اسم يوَنّا فهم اربعة او اكثر .ونجد ايضاً وصف يوسف الذي يدعي بارسابا كشاهد عيان 22 منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنا، يصير واحد منهم شاهدا معنا بقيامته». 23 فأقاموا اثنين: يوسف الذي يدعى بارسابا الملقب يوستس، ومتياس. ( اعمال الرسل 1 : 23 ) ليس فقط الرسل في العديد من المواضع من وصفوا بانهم شهود عيان.بل نجد العديد من المواضع الذين يقولون فيها لمستمعيهم ان كل شخص يعلم ما يقولونه انه حقيقي .وكانوا يتكلمون باعلانات جريئة ولعلنا نجد هذا في حوار بولس وهو يقف امام الملك اغريباس وفستوس متحدثاً ان المسيح قام بحسب الانبياء حتي ثار فستوس واصفاً بولس بالهزيان والجنان فما كان من بولس انه قال ان يتكلم بالحق والملك نفسه عالم بما يقوله .لان ما اقوله لم يحدث في زاوية اي في الخفاء بل هو معروف لديكم مما جعل الملك يقول له بقليل تقنعني ان اصير مسيحياً. هذا الحوار الذي سجله لوقا ويوجد في (سفر اعمال الرسل 26 : 24 – 28) . 24 وبينما هو يحتج بهذا، قال فستوس بصوت عظيم: «أنت تهذي يا بولس! الكتب الكثيرة تحولك إلى الهذيان!». 25 فقال: «لست أهذي أيها العزيز فستوس، بل أنطق بكلمات الصدق والصحو. 26 لأنه من جهة هذه الأمور، عالم الملك الذي أكلمه جهارا، إذ أنا لست أصدق أن يخفى عليه شيء من ذلك، لأن هذا لم يفعل في زاوية. 27 أتؤمن أيها الملك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن». 28 فقال أغريباس لبولس: «بقليل تقنعني أن أصير مسيحيا». نحن نري شجاعة في الشهاده وكان بولس كان يصرخ بجرأة متحدثاً انه ليس هو فقط من يعلم كشاهد عيان بل ان الملك نفسه يعرف الحقيقة وان بولس يتكلم بالحق ! لماذا كان بولس الرسول واثقاً مما يقوله.؟لان الاحداث المسيحية لم تصنع في خفية او تحدث في زاوية .فكان هناك معرفة مشتركة .فهو شاهد يسرد احداث معروفة ومشهوره . وقد استخدم هذا الاسلوب الذي قد يصفه البعض بالاستفزازي في العديد من المواضع من قبل العديد من شخصيات العهد الجديد .فكانوا لا يخجلون من تحدي السامعون لاخبارهم حقائق حول شهادتهم .وهذا ما حدث مع بطرس ايضاً حينما احضروه في المجمع قائلين له انه ملئ اورشاليم بتعاليم عن يسوع ومعترفين ان هناك دم ليسوع سفك وان بطرس يريد ان يجلب عليهم دم هذا الانسان .وبطرس قال لهم انه شاهد بهذه الامور .واصفاً اياهم بانهم قتلوه معلقاً علي خشبة .وانه ينبغي ان يطاع الله اكثر من الناس. 27 فلما أحضروهم أوقفوهم في المجمع. فسألهم رئيس الكهنة 28 قائلا: «أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الاسم؟ وها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم، وتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان». 29 فأجاب بطرس والرسل وقالوا: «ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس. 30 إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة. 31 هذا رفعه الله بيمينه رئيسا ومخلصا، ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. 32 ونحن شهود له بهذه الأمور، والروح القدس أيضا، الذي أعطاه الله للذين يطيعونه». (اعمال الرسل 5 : 27 – 32 ) . هذه الايات تخبرنا ان السلطات اليهودية غاضبة من الرسل ويريدون ان يتخلصون منهم .لكن غمالئيل وهو فريسي محترم سمح لهم بالخروج .وكان بولس وبطرس يمثلان خطر للمجتمع اليهودي .لانهم كانوا شهود عيان ينشرون حقائق .فشهادات الرسل لا تتزعزع وسط التحديات الاستفزازية لانهم كانوا شهود عيان مدركين ان يسوع حقاً قام من بين الاموات. وسنتناول في الجزء الثاني هل هذه الشهادات وتاكيدهم عليها هي صحيحه ؟كيف يمكن الوثوق في شهاداتهم ؟وسنجد اكثر ما نظن حول شهادتهم المرجع I Don’t Have Enough Faith to Be an Atheist p 251 |
||||
03 - 10 - 2016, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 14466 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بركة صغيرة تجلب البَركات
تأمّل في المقطع ٢ كورنثوس ٩: ١-١٥ على مثال المعلم اهتمّ الرسول بولس بالفقراء. فكما كان الرب يسوع يجمع تبرعات في صندوق الفقراء، أخذ الرسول بولس على عاتقه مهمّة جمع هبات من الكنائس التي بشّرها، فجال عليها معلّمًا الروحيّات، ومشجّعًا المؤمنين، في الوقت عينه، على إظهار تعاضدهم مع إخوتهم في اليهوديّة، أولئك الذين عانوا جدًّا من المجاعة العظيمة التي ضربت المسكونة (أعمال الرسل ١١: ٢٨-٢٩). أشار الرسول بولس على المؤمنين أن يضعوا جانبًا كلّ يوم أحدٍ ما تيسّر لهم من المال، حتى إذا حضر إليهم لا يضيع الوقت في جمع الهبات، بل يكتفي باختيار من سيحمل رسالة منه مع التبرعات إلى مسيحيّي أورشليم (١ كور ١٦: ١-٢).علّمهم الرسول بولس أن يحسبوا تبرّعهم بركةً لهم، وألا يسود هوى البخل عليهم (٢ كور ٩:٥). يُدعى عملُهم الخيّر بركةً، لأنّه سيجلب لهم بركات الله. لذا، ينصحهم الرسول بأن يُعطوا كمن يزرع بالبركة لا بالشحّ، فهكذا سيحصدون بالبركة أيضًا، أللهمّ إن أعطوا بسرورٍ ومن كلّ قلبهم، “لأنّ الله يحبّ المعطي المسرور” (٢ كور ٩: ٧). ومن يطيع صوت الله الذي يحثّه على البذل من أجل الإخوة سيحصد كلّ نعمة. فالله قادر أن يُفيض نعمه بسخاء على الذين يُسَرّ بهم، لكي يكونوا مكتفين، ويتمكّنوا من أن يُحسنوا كما أحسن الله إليهم (٢ كور ٩: ٨). إنّ الله، الذي يعطي بذارًا للزارع، هو ينمّي ويكثر غلّة برّ المحسنين. وما من بركة أسمى من هذه: أن يقدّم المرء بركة واحدة فيحصد بركات كثيرة (الآية ١٠). هكذا تولّد طاعةُ المسيح الإله غنىً مضاعفًا، على صعيد خيرات الأرض وعلى صعيد خيرات السماء على حدٍّ سواء (آية ١١أ). والغنى الذي يأتي بالبركة لا بدّ من أن يجعل متلقف البركة سخيًّا جدًّا (آية ١١ب)، فيزداد الشكر لله. فهدف العطاء لا ينحصر في سدّ إعواز “القدّيسين” المحتاجين فقط، بل إنّه ينجح أيضًا في زيادة الشكر لله (آية ١٢). أنت تطيع الله عندما تعطي أخاك المحتاج، فتفرج عنه فيفرح، ثمّ يشكر الله على طاعة اعترافك بالإنجيل، أي على إيمانك العامل بالمحبّة (غل ٥: ٦). إنّك في عطائك تُقرض الله والقريب. فهل يدعك الله لتكون أكرم منه؟ لهذا مغبوطٌ هو العطاء! هكذا كان يعلّم الرسول بولس تلاميذه وجميع المؤمنين في الكنائس التي بشّرها (راجع ١ كور ١٦: ١). نحن هنا أمام موضوع كان يكرّره الرسول بولس في كلّ مكان. وفي كلامه الوجدانيّ الذي خاطب به قسوس كنيسة أفسس في ميليتس، يخبرنا هو نفسه عن اجتهاده في أن يُظهر لهم بعمله وتعبه الشخصيّ كم ينبغي أن يتعبوا ويُضحّوا لمساعدة الضعفاء والفقراء، مقتديًا بكلام المعلّم، ربّنا يسوع المسيح، الذي قال: “مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ” (أعمال الرسل ٢٠: ٣٥). الأرشمندريت يعقوب رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ |
||||
03 - 10 - 2016, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 14467 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس رومانوس المرنم
لا نعرف الكثير عن القديس رومانوس، ولكننا نعرف أنه ولد في المدينة حمص وصار شماس كنيسة بيروت، ثم أنتقل إلى مدينة القسطنطينية في أيام الأمبرطور أناستاسيوس الأول والبطريرك أوفيميوس(490-496م). كان، منذ نعومة أظفاره، مشتعلاً بحب الله، سالكاً في الفضيلة، أميناً على خدمة والدة الإله، مثابراً على طقوس الكنيسة. رغبته في تمجيد والدة الإله كنت جامحة، لكن مواهبه ومقدرته الصوتية كانت دون طموحاته. وحدث، مرة، خلال سهرانة عيد الميلاد المجيد، في كنيسة بلاشيرن في القسطنطينية، أن ظهرت له ولدة الإله وفي يدها درج ناولته أياه ليأكله. وحالما ذاقه ملأت حلاوة فائقة فمه فصعد على المنبر وراح يرتل بصوت ملائكي النشيد المعروف لوالدة الإله: “اليوم البتول تلد الفائق الجوهر، والأرض تقرب المغارة لمن هو غير مقترب إليه. الملائكة مع الرعاة يمجدون، والمجوس مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنه قد ولد من أجلنا صبي جديد، الإله الذي قبل الدهور”. ومنذ ذلك الحين تدفقت موهبة الروح القدس فيه واستمرت إلى يوم رقاده. وقد أخرج عددأ هائلاً من الأناشيد غطى معظم أعياد السنة الليتورجية. ورومانوس هو مبدع الأناشيد المعروفة بالقنداق. والقنداق مجموعة مما يسمى بالأبيات يتروح عددها بين العشرين والأربعة والعشرين بيتاً، يتضمن كل بيت فيها عدداً من الطروباريات. يقال أن القديس رومانوس أنتج ألفا من هذه القناديق، لم يبق منها اليوم إلا ثمانون. ومن القناديق المنسوبة إليه مديح والدة الإله الذي اعتادت الكنيسة انشاده، خلال فترة الصوم الكبير من السنة. يذكر أن القديس رومانوس هو أول من أعتاد أن يضع حرف (T) باليونانية قبل اسمه، والحرف يشير إلى كلمة (تابينوس -Tapinos) التي تعني الحقير أو الذليل. هذه العلامة ذاتها أعتمدها الأساقفة فيما بعد فجاءت بشكل صليب صغير. في صلاة المساء الخاصة بعيده، ترتل له الكنيسة الأنشودة المعبرة التالية: “يا أبانا المكرم رومانوس، لقد صرت مبدأ للخير وعلّة للخلاص، ولما وضعت أناشيدك الملائكية، أثبت، في الحقيقة، قداسة سيرتك. فابتهل إلى المسيح الإله أنى يحفظ مرتليك من النجارب والأخطار”. رقد القديس رومانوس في الرب، في مدينة القسطنطينية (في تركيا حالياً)، شماساً في الكنيسة العظمى، في العام 530 للميلاد. من أقوال القديس رومانوس: لنفتّشْ في الكتاب المقدّس عمّا يهب من النعمة وعمّا يتضمّن من المعنى، إذ إنّه الدليل الذي يُفضي بالجميع إلى الرجاء الذي لا يَبلى: هذه هي فائدة كلّ الكتاب الموحى به من الله. فلْنخرنّ إذاً عند قدمًي المسيح مخلّصنا ولنصرخْ إليه بورعٍ قائلين: “يا ملك الملوك ومحبّ البشر، امنح المعرفة للجميع، وأرشدنا في سبيل وصاياك لنعرف طريق الملكوت، إذْ هي التي نصبو إلى سلوكها ليكون لنا أيضا الإكليلُ غيرٌ الفاسد. نشيد للعذراء للقديس رومانوس المرنّم: إن المولود قبل كوكب الصبح من الآب بلا أم, تجسد اليوم على الأرض منك بلا أب. لذلك الكوكب يبشر المجوس بولادتكِ التي لا توصف, وملائكة مع الرعاة يسبحونكِ, أيتها الممتلئة نعمة. إن الكرمة أفرعت عنقوداً بدون فلاحة, وحملته في أحضانها كعلى غصن, وقالت: “أنت ثمرتي, أنت حياتي”. أنا ما عرفت كيف حبلت وكيف وافيتَ مني وبقيتُ عذراء. تركتَ أحشائي كما وجدتَها وحفظتَها سالمة. لذا تفرح الخليقة كلها بي وتهتف: أيتها الممتلئة نعمة. أيها السيد, ما أنكرتُ نعمتك وقد اختبرتها, لم أحتقر الشرف الذي أحرزتُه حينما ولدتُك. بتنازلك, حوّلتَ فقري إلى غنى. وضعتَ ذاتك فرفعتَ جنسي. فالآن افرحي معي يا أرض ويا سماء لأني أحمل خالقك في يدي. يا ساكني الأرض, ابعدوا المحزنات وشاهدوا فرحا أفرعتُه من أحشائي الطاهرة فسمعتُ: أيتها الممتلئة نعمة. أجاب المبدع: غلبني الحب, حبي للإنسان. أنا يا أمي, أنا لا أُحزنك, بل سأعلمك ما أريد أن أتتم, سأدفق الطمأنينة على نفسك, يا مريم. بعد زمن ستبصرينني أنا من تحملينه في يديك, مسمَّر اليدين وذلك حبا بالبشر. ومن أنتِ ترضعين سيسقيه آخرون مرارة, والذي تقبّلين سوف يحتمل إهانات ولطمات, ومن تدعينه حياة ستنظرينه معلقاً على الصليب, وستبكينه كمائت. ستقبلينني عندما أنهض أيتها الممتلئة نعمة. طوعاً سأتحمل هذه الآلام كلها. وسبب هذه الآلام سيكون قصدي الصالح, الذي من قديم وإلى الآن لا أزال أُظهره, بما أني إله, لأخلص البشر. عندما سمعت مريم هذه الأقوال تنهدت من الأعماق وبكت. فهتف الطفل نحوها قائلا: كفكفي الدموع يا أمي, ولا تبكي ما تجهلين. فإن لم يتم هذا الأمر, فالبشر جميعهم يهلكون. صدقي يا أمي, إن موتي هو رقاد. وعندما أكمل طوعاً ثلاثة أيام في القبر أظهر لك حيّا لأعيد تجديد الأرض, وتجديد أبناء الأرض. بشّري بهذا يا أمي, بشري الجميع. للحال خرجت مريم إلى عند آدم وحواء تحمل لهما البشرى وتقول: اخلدا قليلا إلى السكينة واسمعاه يقول إنه سيحتمل الآلام لأجلكما أنتما الهاتفين إليّ: أيتها الممتلئة نعمة. نشيد الميلاد لرومانوس المرنم: اليوم البتول تلد الفائق الجوهر، والارض تقرب المغارة لغير المقترب اليه. الملائكة مع الرعاة يُمجدون، والمجوس مع الكوكب يسيرون. لانه من اجلنا وُلد طفلا جديداً، الإلهُ الذي قبل الدهور. هلم ننظر بيت لحم تفتح عدنا. قد وجدنا النعيم في الخفاء، فهلم نجني ثمار الفردوس داخل المغارة. هناك ظهر أصل بغير سقي يتفرع منه الغفران. هناك وُجدت بئر لم تُحتفر اشتهى داود قديما أن يرتوي منها. هناك العذراء إذ وَلدت طفلا، أروت للحال ظمأ آدم وداود. لذلك فلنسرع اليه الى حيث وُلد طفلا جديدا الإله الذي قبل الدهور. أبو الأم يصير ابنا عن رضى. مخلّص الأطفال يضطجع طفلا في مذود. تأمَلَتْهُ الوالدة فهتفت: قل لي يا ابني كيف زُرعتَ وكيف نشأت فيّ؟ كيف أُرضعك ولم أقترن بزوج. أُشاهدك بالقُمُط وبكارتي لم تُفض. انت حفظتها لما ارتضيت أن تولد طفلا جديدا، انت الإله الذي قبل الدهور. خلص العالم يا مخلص، لأنك لهذا أتيت. ثبت جميع المؤمنين بك، لانك لهذا أشرقت لي وللمجوس ولكل الخليقة. ها إن المجوس، الذين أظهرت لهم نور وجهك، يسجدون لك مقدمين الهدايا الجميلة. انا أستعين بها لاني سأذهب الى مصر وأهرب معك لأجلك، انت قائدي، يا ولدي، يا خالقي، يا منقذي، ايها الطفل الجديد الإله الذي قبل الدهور |
||||
03 - 10 - 2016, 06:33 PM | رقم المشاركة : ( 14468 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكاهن وحياته
الكاهن وحيـد في رعيته ومعـرّض لكل تجارب الوحدة اذ ليس عندنا مجلس شورى يجتمع فيه الكهنة للتداول في شـؤون الرعايـة. المطـران في هذه الأبرشية يجـمع الكهنـة مـرة في الشهـر ويتغيّـب أحيـانـا بعضهم. الـكـاهن متـروك لمطـالعـاتـه التي تـزوّده بالعـلـم اللاهـوتـي والبحث الرعائي، وفي الحقيقـة يبقـى لـه وقـت كثيـر إذا حـلّ المساء وانتهـت الخـدَم الإلهيـة. هـذا يعـني أنـه واعٍ أن الإرشاد يصدر عنـه وأن حيـاتـه الـروحيـة اذا شعّـت يغتـذي منها المؤمنون وهم يريدون اليوم أن يعيشـوا بالله. وهذه الحياة يطلبونها خصوصًا من كاهنـهم. رجـائي ألاّ يحسب أبـونـا أن مسؤوليـتـه تنتهـي بإقامة الخِدَم الإلهيـة. مسؤوليتـه الأسـاسيـة فـي قداستـه. والمسؤوليـة الثـانيـة فـي تغـذيـة المؤمنين بكلمة الله. وهذه نطلبها مـن تأمل الكتـاب المقـدس كـل يـوم ومن بقيـة الكتـب التـي صدر منهـا ما لا يقلّ عن 400 كتـاب في السنـوات الأخيرة. قـداسـة الحيـاة يطـلبهـا الـرب مـن كـل واحـد منـا وهي تأتي من الجهـاد الـروحي المستمـرّ ولا سيـما مـن صلاة الكـاهـن المستمـرة على فمـه وفـي قـلبـه خـارج الصلـوات الرسـميـة. اذا لم يُصـلّ الكـاهـن على انـفـراد تبـقـى تـلاوتـه الأفـاشيـن فـي الخــدمـة الإلهـيـة بلا شعــور. وهـذا يـبـدو للمؤمنيـن. يميّـزون بيـن مـن يتـلـو أمثــولــة قــرأهـا ومـن يعيـش كـل هـذه الكلـمات فـي قـلبـه. هـم يعـرفـون مِـن وعـظـه اذا كان الـرجل حـارّا، واذا أَحـبّـوه هـذا يُقـرّبـهـم مـن السيـد لـه المجـد. أمـا اذا كـان الكـاهـن مهمـلا واجـبـاتــه ومعـرّضا سلـوكـه لـلخـلـل فـلا شـك أنـه يـُبـعـد بـعـض المـؤمـنـيـن عــن الـرب. العثـرات المـؤذيـة كثيـرًا تـأتـي مـن الإكلـيـروس أولاً. واذا عـرفنـا هـذا الـواقـع نسهـر علـى سيـرتنـا أكـثـر. لا يخـافَـنّ الكـاهـن على دخلـه. بالمقـارنـة مع الماضي، صارت الـرعية أكثـر تحسّسًا لحـاجـاتـه. لم نصـل بعـد الى جعـل كل الكهنة في ارتياح كامل. الارتيـاح يجعـل الإكليريكي أَبعـد عـن محبـة المال، ونـزاهتـه تُقـوّي تعلّـق النـاس بـه. لقـد جـرت العـادة عندنا وفي الغـرب أن يعـطـي المؤمنـون الكـاهـن مبلـغـًا مـن المـال بالمنـاسبـات المختـلفـة (معمـوديـة، إكليـل، جنـازة)، وسُمّـي هذا بالدارج “البطرشيل” لأن الكاهن يضع البطرشيل على صدره عند إقامة هذه الصلوات. ثم رأى بعضٌ من مجالس الرعيـة أن يُلغـوا هذا الأمـر ليدفعـوا للكنـيسة اشتـراكًا شخصيًا. أنا حتى الآن ليس عندي خيار بين هذه الطريقة او تلك. المهمّ في هذا كله ألاّ يصبح الإكليـريكـي مُحبّـا للمـال وألاّ يضع مجلس الرعيـة تعـرفـةً محـدّدة لكـلّ سـر مـن الأسرار او كل خدمة من الخـِدَم، وأن تكـون القـاعـدة حـريـة المـؤمـن. هـو يُعيـّن المبـلـغ او لا يـدفـع. نحـن لسنـا بـائعـي الأسـرار، فقـد يـُزَجّ الكـاهـن في الطمع او يشترط مبلغًا من المال. وهذا يُسمّى السيمـونية المحـرّمة فـي سفـر أعمـال الرسـل والقـانـون الكنسـي. ومنعًا من الوقوع في الطمع الذي يُسمّيه بولس الرسول “عبادة أوثان”، رأى هؤلاء المسؤولون العلمانيون أن يدفع المؤمن مباشرة الى الكنيسة او يدفع اشتراكا سنويا توزعه الكنيسة على الكهنة. أيّا كان النظام المتّبع، المهم أن يلازم الإكليريكيّ العفّة في هذا الموضوع فلا يتأفّف إن أُعطي القليل أو لم يُعطَ شيئًا. هذا “يعطى ويُزاد”. من أجل إعلاء احترام الكاهن ومحبتنا له، ممارسة العفّة تُخلّصه وتُخلّص أبناءه الروحيين. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||
03 - 10 - 2016, 06:34 PM | رقم المشاركة : ( 14469 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إلى كاهني
هل حسبتَ من أنتَ في الرعية؟! أأنت القائد؟ أأنت المرجع؟ أأنت المعلّم أم المربّي؟ أأنت فعلاً الأبُ يا “أبونا”؟! حبّذا لو تكون كلّ هذا. أنت لا شيء. المسيح فيك هو كلّ شيء. هذا يتطلّب منك جهاداً، جهاداً يوميًّا في القراءة والصلاة. تذكّر ما قاله الرسول لتلميذه تيموثاوس: “كن قدوةً للمؤمنين في الكلام، في التصرّف، في الإيمان في الطهارة… اعكف على القراءة والوعظ والتعليم…لاحظ نفسك والتعليم”.(1 تيموثاوس 4: 12-16). لا شكّ أنّك تتعب من أجل رعيّتك: تزور المريض، تعين المحتاج قدر استطاعتك، تواظب على الخدم والأسرار وبخاصّة إقامة الذبيحة الإلهيّة، أعني القدّاس الإلهيّ… لكن تذكّر، هنا أيضًا، ما جاء في سفر الرؤيا: “أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك… وقد احتملت ولك صبر وتعبت من أجل اسمي ولم تكلَّ لكن عندي عليك أنّك تركت محبّتك الأولى” (رؤيا 2: 2-4). * * * يا أبي، يا كاهني، أنت ابونا! أَطلب، أيضًا وخصوصاً،منك شيئاً: أن تفتقد كلّ بيت من بيوت رعيّتك، من يحبّك ومن يبغضك، أن تجمع أولاد رعيّتك وتعلّمهم كلام الإنجيل، كلمات الصلاة، لئلّا تخطفهم الذئاب الخاطفة، وكم هي كثيرة في أيّامنا. لن ترتاح أبداً إذا كانت العائلة مفكّكة غير متماسكة، إذا لم يكن الزواج مكرّماً. أنت المرشد والطبيب النفسيّ أوّلاً وآخراً. الآخرون (الإختصاصيّون) ما هم إلاّ مساعدون . ولا تنسَ ما يقوله الآباء المرشدون الروحيّون: للمرأة الروحيّة ان يكون عندها رجولة وللرجل المرشد الروحيّ أن يكون عنده حنان على غرار تحنّن يسوع المسيح. * * * أنا عارف أنّ هذا الكلام كلّه ربّما لن يدخل عميقاً في نفسك. لكنّي سوف أذكّرك به دائماً إلى أن يفتقدك يوماً الربّ نفسه برحمة روحه القدوس. هذا ما أقوله لك اليوم، والباقي والأهمّ يعلّمك إيّاه المسيح الإله، إن أحببته وتبعت وصاياه وأحببت خرافه الناطقة، والسلام. أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما |
||||
03 - 10 - 2016, 06:35 PM | رقم المشاركة : ( 14470 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما معنى ليكن ذكره مؤبداً في خدم الذكرانيات
عندما نرتل “ليكن ذكره مؤبداً “في خدم الذكرانيات أو في خدمة الجناز،فإنه يظن وبشكل خاطىء أن ذكرى الراحل ستكون محفوظة في الأرض ليس فقط من محبيه لكن وأيضا لأجيال أخرى.لكن الحقيقة إن هذه الترتيلة ليست موجهة إلى أقارب الفقيد ومحبيه وليست موجهة إلى الفقيد وليست أيضا لغرض أرضيّ.وإنما هي موجهة إلى الله الأزلي من أجل الفقيد. جاء الرسل مرةإلى السيد المسيح و خاطبوه قائلين يارب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك فأجابهم الرب “لا تفرحوا بأن الأرواح تخضع لكم لكن افرحوا لأن اسماءكم كتبت في الملكوت” (لوقا17:10-20) وخاطبهم بكلمات أخرى قائلاً لهم بألا يبتهجوا بشيء على الأرض لا يقدّم شيئاً لخلاصهم بل ليبتهجوا لأن اسماءهم ستُذكر للأبد في ملكوت السماء أي أن اسماءهمستكتب في الكتاب المقدس (بكتاب الحياة). وأفضل تصوير لهذا هو في مثل لعازر والغني، حيث لعازر الفقير بعد موته ذهب إلى ملكوت الله واسمه أصبح مكتوباً في ملكوت الله صار يُذكر إلى الأبد. بينما الغني البائس يتخبط في الهاوية مجهولاً تماماً. لأن اسم الشخص هو هويته. الذكرى الأبدية مساوية للقول “أن تكون دائماً في ذاكرة الله“. الكنيسة تقول هذه الصلاة فسيبقى الفقيد في ذاكرة الله، لأنه إن نسينا الله وإن قال “أنا لا أعرفكم“(متى23:7) فإننا سننقاد إلى الفناء الروحي. لكن إذا تذكرنا مثل اللص على الصليب الذي سأله أن يذكره سنكون نحن معه أيضاً في الملكوت. بحسب الآباء القديسين تعيش الخليقة روحياً فقط عندما تشترك في قوى الربّ المؤلِّهة، فمن خلال هذه النعمة الغير مخلوقة نستمر في الحصول على وجودنا الروحي وإمكانية النمو الروحي. وهذا طبيعي بما أن “الإله موجود، والخليقة غير موجودة” (القديس مكسيموس المعترف). لذلك فإن الخليقة توجد وتتكون لأنها تشترك في نعمة الله الأزلية المحييةوالجوهرية .كما يقول القديس باسيليوس الكبير “فقط هناك شيئان موجودان الإله والخليقة، القوة المُقدسة والمُتقدس“ إن خلود الروح بعد الموت هو عطية و يمكن القول أنه أمر طبيعي وفرض على الإنسان. الملعونون يبقون أبدياً في قاعدة خلود الروح لكن وجودهم، يكون تحديداً لأن الخلود هو أمر طبيعي و مفروض، وجودهم هذا هو موت .الجحيم هو مكان الأموات، لأن الاشتراك في نعمة الله الأزلية المحيية و المؤلهة غائبة عنهم،غياب العلاقة الضرورية مع الله وبالتالي غياب الهوية الشخصية التي تكون هذه العلاقة.لذلك علينا أن نعلم أن العلاقة مع الله والاشتراك بقوة نعمته المؤلهة هي ما يعطي الإنسان الماهية وليس الطبيعة نفسها. إن العلاقة بين الله والإنسان تثبت طبيعتيهما ويصبحان حقيقة شخصاً واحداً. يرى العديد خلاص النفس فقط في حقيقة أنهم لا يريدون أن يتعذبوا أبدياً، بينما الخلاص هو هذه العلاقة وهذا الحب .اشتراكنا مع النعمة الالهية .النفس ولأنها تُخلّد بطبيعتها بحسب النعمة الالهية الأزلية،ولا تخلد نفسها بنفسها فهي بحاجة وجودية للوجود والتثبت برباط مع شخص لتكسب الهوية الأبدية، وهذه الهوية كما نقول تُعطى من الإله بعلاقة و تُخلق بحرية من البشر الموجودين ضمن الكنيسة من خلال أسرارها المقدسة .لذلك إذا لم نخلق هذه العلاقة سنكون محرومين من البقاء في ذاكرة الله وسنقع في “أنا لم أعرفك أبداً” وهذا هو فعلياً “الموت الروحي“. جون سانيدوبولوس |
||||