06 - 12 - 2023, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 144571 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ." الثبات في المسيح يملئنا بالثمار ، يوفر الثمار للناس لتتناوله منا . كما ان علينا مسؤولية الثبات بالمسيح علينا مسؤولية العطاء للناس ، وكما نحب الله نحب الآخرين وكما نخدم الله نخدم الآخرين . قال المسيح : " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ." وكما قال : " بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي." قال ايضا : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ........ بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." . وطوال ثباتنا فيه فنحن نعمل اعماله وننفذ وصاياه ونستمد منه القوة . كما احب نُحب ، كما غفر نغفر ، كما تحنن نتحنن ، كما بذل نبذل فالغصن يشبه الكرمة في كل شيء ويحمل نفس الثمر الذي تحمله وسوف يأتي اليوم الذي سوف نقف جميعنا أمامه لنقدم حساباتنا ، سوف يقيمنا عن يمينه ويقول : " تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ ........ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي ............. بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. " . |
||||
06 - 12 - 2023, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 144572 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تجنُّب الخطيئة: "قالَ لهم: ((نَفْسي حَزينَةٌ حتَّى المَوت. أُمكُثوا هُنا واسهَروا)). (مرقس 14: 34). أمّا سِرّ حزن يسوع فهو ليس الخوف من الآلام الجسديّة، إنّما ثقل الخطيئة التي لا يقبلها السَّيِّد ولا ُيطيقها، لكنّه من أجل هذا جاء، ونيابة عنّا، خضع في طاعة للآب حاملا موت الخطيئة فيه. وبكلمة اسهروا يطلب يسوع من رسله أن يكونوا مستعدين للهروب من الخطيئة. |
||||
06 - 12 - 2023, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 144573 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقاومة التجربة: "اِسهَروا وصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبة. الرُّوحُ مُندَفِع، وأَمَّا الجَسدُ فَضَعيف "(مرقس 14: 38). يطلب يسوع هنا السَّهر بتواضع بسبب ضُعفنا، لانَّ أعداءنا كثيرين وعلينا أخطار من داخل ومن خارج كما جاء في سفر أيوب "أَلَيسَت حَياةُ الإنْسانِ في الأَرضِ تَجَنُّدًا وكأَيَّامِ أَجيرٍ أيَّامُه؟" (أيوب 7: 1). والنَّوم هو نتيجة التَّسليم لأهواء الجسد وتأثير هذه الدُّنيا ضد تأثير العَالَم الآتي. في حين يجبُ أن نستخدمَ العَالَم لا أن نكونَ له خادمًا. ويُعلق القدّيس قِبريانُس أسقف قرطاجة " فإننا نتذكّر ضُعفنا بحيث لا ينظر أيّ منَّا إلى نفسِه نظرة مجاملة، وحتى لا يعزو أي شخص لذاته المَجد النَّابع من ولائه أو محنته، في حين يعلمّنا الرُّبّ نفسه التَّواضع عندما يقول، "اِسهَروا وصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبة. الرُّوحُ مُندَفِع، وأَمَّا الجَسدُ فَضَعيف". وإن كنا نعتمد التَّواضع أولًا فإننا نُعيد إلى الله كلّ ما نطلبه بخشية وإجلال، ويمكننا أن نتأكّد من أن طيبته سوف تغمرنا" (صلاة الرُّبّ، 26-28). |
||||
06 - 12 - 2023, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 144574 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس قِبريانُس أسقف قرطاجة " فإننا نتذكّر ضُعفنا بحيث لا ينظر أيّ منَّا إلى نفسِه نظرة مجاملة، وحتى لا يعزو أي شخص لذاته المَجد النَّابع من ولائه أو محنته، في حين يعلمّنا الرُّبّ نفسه التَّواضع عندما يقول، "اِسهَروا وصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبة. الرُّوحُ مُندَفِع، وأَمَّا الجَسدُ فَضَعيف". وإن كنا نعتمد التَّواضع أولًا فإننا نُعيد إلى الله كلّ ما نطلبه بخشية وإجلال، ويمكننا أن نتأكّد من أن طيبته سوف تغمرنا" |
||||
06 - 12 - 2023, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 144575 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تمييز علامات الأزمنة "اسهَروا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ أَيَّ يَومٍ يَأتي ربُّكم" (متى 24: 42)، يطلب منا الرُّبّ تمييز "علامات الأزمنة." إن تمييز هذه العلامات هو محاولة لمعرفة كيفية التَّقاء الرُّبّ من خلال حوادث العَالَم وأزماته. |
||||
06 - 12 - 2023, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 144576 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول أحدُ الآباء: كثيرون هم الذين يسهرون، لكنهم يقضون الليل في عمل الشَّر. فكيف ينبغي أن نسهر؟ |
||||
06 - 12 - 2023, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 144577 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيش الوقت الحاضر: “اسهَروا إِذًا، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة" (متى 25: 13) يطلب منا الرُّبّ عيشَ الوَقْت الحاضر ونحن نترقب المستقبل مدركين الهدف الذي نسير إليه، وإلى أين يأخذنا الرُّبّ وأين ينتظرنا. يقول أحدُ الآباء: كثيرون هم الذين يسهرون، لكنهم يقضون الليل في عمل الشَّر. فكيف ينبغي أن نسهر؟ |
||||
06 - 12 - 2023, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 144578 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نعيش في السَّهر انتظارا لمجيء المسيح؟ ضرب لنا يسوع مثل رب البَيت ليحُّثنا على السَّهر. لفظ سهر يفيد العدول عن النَّوم ليلًا. وقد يكون السَّهر بقصد مواصلة العمل (حكمة 6: 15)، أو لتِحاشي العَدوّ المُفاجئ (مزمور 127: 1-2). والمَعنى المَجازي هو اليقظة، والكِفاح ضدَّ الخُمول والإهمال، من أجل بلوغ الغَرض المُستهدف (أمثال 8: 34). وأمَّا فيما يتعلق بالمُؤمن السهر هو أن يكون مستعدًا للقاء الرُّبّ، عندما يحلُّ يوم مجيئه. آثر المسيح أن يأمر تلاميذه بالسَّهر دون غيره من الفضائل والأعمال، لانَّ من سهر لا يغفل عن سائر واجباته. والسَّهر يقتضي انتباه قوى الجسد وقوى العقل ليس لمعرفة مجيء الرَّب، بل يميِّز مجيئه. ومن هذا المنطلق نستنتج أنه يوجد هنالك خمسة طرق في السَّهر انتظارًا لمجيء المسيح؟ الطَّريقة الأولى: السَّهر بالاستعداد: السَّهر هو أن يكون المُؤمن على أُهبة الاستعداد لعَودة الرُّبّ: يوصي يسوع تلاميذه ويحثهم على اليقظة استعدادًا لمجيئه الثَّاني. "فاسهروا إذاً، لأنكمٍ لا تعلمون أيّ يوم يأتّي سيّدكم" (متى 24: 42). فالنَّوم، على العكس من السَّهر، لن يكون سوى فقدان الوَعي، والعيش وكأننا لا نتوقع مجيء المسيح. من ينام لا يلتقي بالنور! وإنّ مجيء ابن الإنسان سيكون مفاجِئًا، كما كان الطَّوفان في أيام نوح، ومثل مجيء السَّارق ليلا (متى 24: 43-44)، ومثل السَّيد الذي يعود أثناء الليل دون إخطارٍ سابقٍ لخَدَمِه (مرقس 13: 35-36)، وذلك للتحريض على الاستعداد. الرُّبّ يدعونا إلى اليقظة لعدم معرفتنا ساعة عودة رب البَيت، لذا علينا أن نعيش وقتنا الحاضر باستعداد وحذر وتيقّظ. يعلق البابا فرنسيس "نسهر لكي نحرس قلبنا ونفهم ماذا يحدث في داخله. هذه حالة الاستعداد لدى المسيحيّين الذين ينتظرون مجيء الرّبّ يسوع النّهائي" (تعليم في السهر 14/12/2022). المسيحي شأنه شأن البَوَّاب الأمين، ينبغي له أن يسهر، أي أن يمكث متأهّبًا ويظلَّ على استعداد لاستقبال الرُّبّ. ولا عجب أن يوصينا بولس الرَّسول على السَّهر: " لَسْنا نَحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظُّلُمات. فلا نَنامَنَّ كما يَفعَلُ سائِرُ النَّاس، بل علَينا أَن نَسهَرَ ونَحنُ صاحون" (1 تسالونيقي 5: 1-7). وهكذا على المسيحي أن يظلّ يقظًا لمقاومة ظُلمات الشَّرّ، حتى لا يتعرّض إلى مداهمة مجيء المسيح الثَّاني، بل أن يكون مستعدًا لاستقبال الخلاص النهائي، كما يؤكد بولس الرَّسول "هذا وإِنَّكُم لَعالِمونَ بِأَيِّ وَقْتٍ نَحنُ: قد حانَت ساعةُ تَنبَهُّكمِ مِنَ النَّوم، فإِنَّ الخَلاصَ أَقرَبُ إِلَينا الآنَ مِنه يَومَ آمَنَّا" (رومة 13: 11). من الضَّروري إذا السَّهر المتواصل استعدادًا لمفاجأة مجيء الرُّبّ السَّعيدة. وهذه المفاجأة تكمن في أن نصبح للمسيح خَدَم كما ورد في إنجيل لوقا: "طوبى لأُولِئكَ الخَدَم الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين. الحَقَّ. أَقولُ لكم إِنَّه يَشُدُّ وَسَطَه ويُجلِسُهُم لِلطَّعام، ويَدورُ علَيهم يَخدُمُهم" (لوقا 12: 37). والسَّهر هو قرار استعداد وخدمة. في بداية زمن المجيء يتوجب علينا أن نكون مستعدين لمجيء ابن الإنسان، "فيسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنكُم إلى السَّماء سَيأتي كما رَأَيتُموه ذاهبًا إلى السَّماء" (أعمال الرُّسل 1: 11-9)، وأن نكون مستعدين لهذا الحدث الذي غيّر وجه البشرية. والوَاقع، إن مجيئه الثَّاني هو أهم حدث في حياتنا، فنتائجه تبقى إلى الأبد، ولا يُمكن أن نؤجل الاستعداد له، لأنَّنا لا نعلم متى سيحدث. فلا يجوز أن نعيِّن سنة ذلك المجيء بل ينبغي أن ننتظره بالإيمان كل حين. "فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ أَيَّ يَومٍ يَأتي ربُّكم ... لِذلِكَ كونوا أَنتُم أَيضًا مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تَتَوَقَّعونَها يأَتي ابنُ الإِنسان (متى 24: 42، 44). "َاسهَروا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ متى يأتي رَبُّ البَيت: أَفي المَساء أَم في مُنتَصَفِ اللَّيل أَم عِندَ صِياح الدّيك أَم في الصَّباح" (مرقس 13: 35). ويُعلق القدّيس يوحنّا بولس الثَّاني بابا روما " تُذكّرُني هذه الكلمات بالنِّداء الأخير الذي سيحلّ في اللحظة التي يريدها الرُّبّ. أرغب في أن أستجيب لذلك النِّداء وأن يكون كلُّ ما في حياتي على هذه الأرض سبيلاً لأستعدّ لتلك اللحظة "(الوَصيّة). الطَّريقة الثَّانية: السَّهر بالحَذر من التَّجارب اليوميّة: لا يتطلب السَّهر الاستعداد فحسب، إنما أيضا الحَذر. والحَذر هو الاحتراس والحِماية من التَّجارب اليومية. وهذا الأمر يتطلب المثابرة في الانتظار لعودة يسوع عن طريق الكفاح ضِدَّ التَّجارب اليومية. ويُظهر يسوع نموذجًا بارزًا لليقظة في لحظة التَّجربة، بقدر ما يُظهر التَّلاميذ تخاذلا مُهملين توصيات معلّمهم: "إِسهَروا وصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبَة" (متى 26: 41). ويُردِّد لوقا الإنجيلي كلمات يسوع بقوله "احذَروا أَن يُثقِلَ قُلوبَكُمُ السُّكْرُ والقُصوفُ وهُمومُ الحَياةِ الدُّنيا، فَيُباغِتَكم ذلِكَ اليَومُ" (لوقا 21: 34)، ولا يتردَّد بطرس الرَّسول في الحَثِّ على الحَذر إزاء أخطار الحياة الحاضرة بقول: " كونوا قَنوعينَ ساهِرين. إِنَّ إِبليسَ خًصْمَكم كالأَسدِ الزَّائِرِ يَرودُ في طَلَبِ فَريسةٍ لَه" (1 بطرس 5: 8). ويبيِّنُ بولس الرَّسول الأسلحةَ التي يستخدِمُها في مقاومةِ الخصمِ فيقول: "جَهدٌ وَكَدٌّ، سَهَرٌ كَثِيرٌ، جُوعٌ وَعَطَشٌ، صَومٌ كَثِيرٌ، بَردٌ وَعُرْيٌ" (2 قورنتس 11: 27). فانّ السَّهر الذي يطلبه السَّيد المسيح غايته هي يقظة القلب الدَّاخلي، كما جاء في سفر نشيد الأناشيد "إِنِّي نائِمَةٌ وقَلْبي مُستَيقِظ " (نشيد الأناشيد 5: 2). ويأتي زمن المجيء ليَدعونا لنفتح قلوبنا كي نكتشف الحاضر بيننا دون أن نراه، وأن نلتفت إلى القائم وسطنا دون أن ندري. هذا هو معنى السَّهر الذي ينادي به يسوع، أيقظوا قلوبكم من نومها، أفيقوا من غفلتكم، أخرجوا من سكرة همومكم ونزاعاتكم وبحثكم عن السَّعادة الوَاهية والخادعة وراء مباهج الاستهلاكيّة والشَّهوانيّة. نستنتج مما سبق أنَّه ينبغي على المسيحي أن يكون دائمًا على حَذرٍ، وأن يصلِّي بإيمان، وان يتجنَّب بتجرّده مكائد العدو الشَّيطاني وأعوانه، وألاَّ يقاوم المجيء الأول للمسيح حتى لا يخاف مجيئه الثَّاني. جاءَ مرّةً أُولى وسيأتي أيضًا. وقد سَمِعْنا ذلك من فمِه في الكتابِ المقدَّس: "سَتَرَوْنَ بَعدَ اليَومِ ابنَ الإنسَانِ آتِيًا عَلَى غَمَامِ السَّمَاءِ" (متى 26: 64). ولذلك لا بُدَّ للإنسان المسيحي أن يكون على حَذر، وينتظر الرُّبّ في السَّهر والصَّلاة لمقاومة التَّجارب. وانتظار الرُّبّ هو عمل الحياة كلها. دعوتنا ليست للإيمان فقط، بل للسهر بإيمان مرتقب. إنّ نوع التَّرقّب الّذي يقصده الرُّبّ ليس طريقة سلبيّةً للحياة "الانتظار ورؤية ما يحدث" بل الاهتمام بالحياة بحيوية وحب، كما نعتني بمنزلنا. معنى السَّهر الذي ينادي به يسوع هو أن نُيقظ قلوبنا من نومها، ونستفيق من غفلتنا، ونخرج من سكرة همومنا ونزاعاتنا وبحثنا عن السَّعادة الوَاهية والخادعة وراء المباهج الاستهلاكيّة والشَّهوانيّة "لِنَسِرْ سيرةً كَريمةً كما نَسيرُ في وَضَحِ النَّهار. لا قَصْفٌ ولا سُكْر، ولا فاحِشَةٌ ولا فُجور، ولا خِصامٌ ولا حَسَد" (رومة 13: 13). وحذّرنا الرُّبّ يسوع من ذلك من خلال مَثَل الرَّجُل الغنيّ الجاهل الذي يُطلب من الله أن يؤدّي حساب نفسه خلال تلك الليلة (لوقا 13: 12-21)، ومثل الخادم الّذي "أَخَذَ يَضرِبُ الخَدَمَ والخادِمات، ويأَكُلُ ويَشرَبُ ويَسكَر" (لوقا 12: 45)، ومَثَل ُالعذارى الجاهلات (متى25: 2). الطَّريقة الثَّالثة: السَّهر بالصَّلاةِ والدُّعاءِ في الرُّوح يتطلب السَّهر أيضًا الصَّلاةِ والتَّأمل والدُّعاءِ في الرُّوح. ويعلق البابا فرنسيس " لأن السَّهر َوالصَّلاة هما الكلمتان لزمن المجيء، لأنَّ الرُّبّ قد أتى في تاريخ بيت لحم وسيأتي في نهاية العَالَم ونهاية حياة كلِّ فرد منا، ولكنَّه يأتي يوميًّا وفي كلِّ لحظة إلى قلبنا من خلال إلهام الرُّوح القدس" (عظة 3/12/2018). ولقد تكلم مرقس الإنجيلي كثيرًا عن الصَّلاة نحو 12 مرة، فهو يوضِّح أنَّ يقوم السَّهر في سبيل الصَّلاة: تمضية الليل في الصَّلاة، وعقد سهرات الصَّلاة أو السَّهرات الإنجيلية، كما يوصي بولس الرَّسول: "أَقيموا كُلَّ حينٍ أَنواعَ الصَّلاةِ والدُّعاءِ في الرُّوح، ولِذلِكَ تَنبَّهوا وأَحيُوا اللَّيلَ مُواظِبينَ على الدُّعاءِ" (أفسس 6: 18)، وذلك اقتداءً بما كان يفعله يسوع "وفي تِلكَ الأَيَّامِ ذَهَبَ إلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، فأَحْيا اللَّيلَ كُلَّه في الصَّلاةِ لله" (لوقا 6: 12). وفي موضع آخر يقول "اسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة، لكي توجَدوا أَهْلًا لِلنَّجاةِ مِن جَميعِ هذه الأُمورِ التي ستَحدُث، ولِلثَّباتِ لَدى ابنِ الإِنْسان (لوقا 21: 36). ويُوضّح بولس الرَّسول كلمة المسيح بقوله " واظِبوا على الصَّلاة، ساهِرينَ فيها وشاكِرين" (قولسي 4:2)، وتعلق القدّيسة تيريزا الطَّفل يسوع " بعد منفى الأرض، أرجو الذهاب لأنعم بك في الوَطن الأبدي؛ لكنّي لا أريد أن أكدّس استحقاقات لأجل السَّماء، بل أريد العمل في سبيل حُبِّك وحده... أريد إذًا أن ألبس بِرّك وأنال من حبّك امتلاكك الأبديّ. لا أريد على الإطلاق عرشًا آخرًا ولا إكليلًا آخر، سواك يا حبيبي! " (فعل تقدمة الذات لحبّ اللّه الرَّحيم). دخولنا في الصَّلاة يعني أننا خرجنا من نومنا، وقلوبنا مُستعدَّة للقاء الحبيب السَّاكن فيه. يُكلمنا الله بالصَّلاة لنتجدد روحًا وقلبًا، ونتذوق طعم الفرح والسَّلام، وتمتلئ عيوننا بالنُّور، فتشع حياتُنا بهجةً ورجاءً حولنا. والصَّلاة هي أولى أعمال سيدنا يسوع، إذ كرَّس أربعين يومًا للصوم والصَّلاة والسَّهر. إنّ الصَّومَ يشفي الرُّوحَ الضَّعيفة، والصَّلاة تُغذّي النَّفس المتديّنة، والسَّهر يُبعِد مكائدَ الشَّيطان، ويُعلق القديس سيرافيم السَّاروفيّ "فإن كانت الصَّلوات والتَّأمّلات تعود عليكم بالكثير من النِّعَم فاسهروا إذًا وصلّوا. وإن كان الصَّوم يمنحكم نِعَمًا كثيرة فصوموا. وإن كان عمل الإحسان يفيض عليكم بالمزيد من النِّعَم فافعلوه " (لقاء مع موتوفيلوف). زمن المجيء هو دعوة إلى السَّهر بالصَّلاة، كما تقول كلمات التَّرتيلة "نحن ساهرون ومصابيحنا مشتعلة ننتظر عودتك أيها الرُّبّ يسوع". ويُنبأ النَّبي أشعيا بأنّ الرُّبّ سوف يكافئ، بالتَّأكيد، أولئك الّذين ينتظرون افتقاده: "مُنذُ الأَزَلِ لم يَسمَعوا ولم يُصْغوا ولم تَرَ عَينٌ إِلهًا ما خَلاكَ يَعمَلُ لِلَّذينَ يَنتَظِرونَه " (أشعيا 64، 4). الطَّريقة الرَّابعة: السَّهر بالعمل بضمير حيٍّ السَّهر يقتضي أيضًا العمل بضمير حيٍ. فالسَّهر لا يمنع عن العمل، والعمل لا يمنع عن السَّهر بانتظار قدوم المسيح. والعمل يتطلب منَّا أن نعمل بضميرٍ حيٍ ما نعمله ضدَّ العادات السَّيئِّة حتى لا تتحوَّل هذه العادات إلى سُبات عميق تُخدّرنا، وتُبعد عيوننا عن التَّركيز على هدفنا، وهذا التَّركيز يدفعنا إلى فعل الخير لأنفسنا، لنصبح عاملين مجتهدين ومنتبهين من اجل المسيح. وهكذا نعيش الانتظار بصورة جيدة بحيث لا يمضي يوم وشهر وسنة ونحن لا نعمل شيئًا، بل نثق بالله ونتعلق فلا نجعل همومنا وانشغالنا تسيطر علينا بل كما قال البابا السَّابق بندكتس السَّادس عشر" نحن بحاجة إلى النُّهوض وإعادة اكتشاف معنى هدف كياننا"، فيُساهم كلُّ فردٍ بسب مُهمته ودعوته للقاء الرُّبّ. باختصار، يسوع يدعونا إلى السَّهر" وما أَقولُه لَكم أَقولُه لِلنَّاسِ أَجمَعين: اِسهَروا. (مرقس 13: 37)؛ وعندما نوجّه قلوبنا إليه تعالى، ونرفع نحوه همومنا وانتظارنا ومخاوفنا وقلقنا وهمونا وآلامنا، كل شيء يتَّخذ معناه. لننتظر مُستعدِّين لمجيء المسيح، ونحن نرنِّم مع صاحب المزامير " كما يشْتاقُ الأيَلُ إلى مَجاري المِياه كذلِكَ تَشْتاقُ نَفْسي إِلَيكَ يا أَلله" (مزمور 42: 2). ويُعلق القديس كولومبانس " طُوبى لذلك السَّهرِ الذي يُعِدُّ النَّفسَ لملاقاةِ الله، مُبدِعِ كلِّ الكائنات، ومالِئِ الكلِّ والعليِّ فوقَ كلِّ شيء" (الإرشاد في انسحاق القلب 12، 2-3). الطَّريقة الخامسة: السَّهر باتباع تحذيرات الرُّبّ يقدِّم لنا إنجيل مرقس في الفصل الثَّالث عشر بعض التَّحذيرات أيضًا للسهر انتظارًا لمجي المسيح: التَّحذير الأول: لا ننام " لِئَلاَّ يَأتيَ بَغتَةً فَيجِدَكُم نائمين (متى 13: 36). إن إنجيل هذا الأحد يُحذِّرنا من مرض بدأ يتفشى في حياتنا، مرض بدأ يتغلغل في عالمنا، ألا وهو أن نسير في الحياة ونحن نائمون، أن ننعس خلال حياتنا. لا نعي بما يدور حولنا، "فكَما كانَ النَّاسُ، في الأَيَّامِ التي تَقَدَّمَتِ الطَّوفان، يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَتزَّوجونَ ويُزَوِّجونَ بَناتِهِم، إلى يَومَ دخَلَ نوحٌ السَّفينَة، 39 وما كانوا يَتَوَقَّعونَ شَيئًا، حتَّى جاءَ الطَّوفانُ فجَرَفهم أَجمَعين، (متى 24: 38-39). وما كانوا يتوقعون شيئًا، وما كانوا يُدركون شيئًا، وما كانوا يشعرون بشيء. إنَّ الشَّخص النَّائم لا يشعر بشيء. وينُهزم في المعارك بسبب غياب السّهر، لأنه لم يحرس الباب. ويوجه لنا النبي أشعيا في القراء الأولى (أشعيا 63: 16-64: 7) نداءً يُوقظنا من نومنا وغفلتنا، لئلا يتغلب علينا عدونا الشرير. التَّحذير الثَّاني: لا نرتبك بدعاوي مُضلِّلة أو تفسيرات باطلة لَمَا يحدث " إِيَّاكُم أَن يُضِلَّكم أَحَد. فسَوفَ يَأتي كثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ اسمي فيَقولون: أَنا هو! ويُضِلُّونَ أُناسًا كثيرين (متى 13: 5-6)؛ لقد صرّح يوسيفوس فلافيوس المؤرخ اليهودي أن مزوِّرين كثيرين وسحرة جذبوا إليهم كثيرين إلى البَرِّية يخدعونهم، فمنهم من جنّ، ومنهم من عاقبه فيلكس الوَالي الرُّوماني، ومن بينهم ذلك المصري الذي ذكره قائد الألف الأمير حين قال للرسول بولس:" أَفَلَستَ المِصرِيَّ الَّذي أَثارَ مُنذُ أَيَّامٍ أَربَعَةَ آلافِ فَتَّاك، وخَرَجَ بِهم إلى البَرِّيَّة؟ "(أعمال الرُّسل 21: 38). التَّحذير الثَّالث: لا نخشى الاضطهاد، رغم كل ما يمكن أن يقولوه أو يفعلوه بنا "فخُذوا حِذْرَكم. سَتُسلَمونَ إلى المَجالِسِ والمَجامِع، وتُجلَدون، وتَمثُلونَ أَمامَ الحُكَّامِ والمُلوكِ مِن أَجْلي شَهادةً لدَيْهِم" (متى 13: 9)؛ بل يجب أن نثبُت في الإيمان ولا نندهش من الاضطِّهاد: "يُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إلى النِّهاية، فَذاكَ الَّذي يَخلُص" (متى 13: 13). التَّحذير الرَّابع: لا نتحالف مع هذا العَالَم، وياء للأسف، كثيرٌ من النَّاس يهزؤون من الدّين علانيّة، كما جاء في رسالة يهوذا "سيَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ مُستَهزِئُونَ يَتبَعونَ شَهَواتِ كُفْرِهم "(يهوذا 1: 18)، هؤلاء لا يسهرون، وهم لا يفهمون أنّهم مدعوّون ليكونوا "غُرَباءً نُزَلاءً في الأَرض" (عبرانيين 11: 13)، وأنّ ممتلكاتهم الأرضيّة ما هي إلاّ حوادث عابرة في تاريخ وجودهم، وبالتَّالي هم لا يملكون شيئًا. وليس هناك من شكًّ في أنّ من يعيشون بهذه الطَّريقة لن يتمكّنوا من الاستعداد لمُلاقاة الرُّبّ عند مجيئه. نستنتج مما سبق أنَّ الرُّبّ يسوع طلب منا السَّهر حيث أنَّ دعوتنا ليست للإيمان فقط، بل أن نسهر بإيمان مترقّب أيضًا؛ ليس أن نحبّ فقط، بل أن ننتظر بتوق متلهّف؛ ليس أن نطيع فقط، بل أن نُعدّ بترقّب فَرِحْ! ماذا علينا أن نترقّب، وننتظر؟ وأن نُعدّ لماذا؟ إنّ الحدث الأعظم القادم وهو عودة سيّدنا وربّنا يسوع المسيح في المجد كي يلقانا في نهاية الأزمنة. لننتظر مجيئه، كما جاء في توصيات بولس الرَّسول "مُنتَظِرينَ السَّعادَةَ المَرجُوَّة وتَجَلِّيَ مَجْدِ إِلهِنا العَظيم ومُخَلِّصِنا يسوعَ المسيحِ" (طيطس 2: 13). إنّه يأتي لكي نعرفه، ذاك الّذي لم يعرفْه أحد (يوحنا 1: 10)؛ لكي نؤمن به، ذاك الّذي لم يؤمنْ به أحد؛ لكي نخافه، ذاك الّذي لم يَخَفْه أحد؛ لكي نحبّه، ويعلق القدّيس ألريد دو ريلفو " ذاك الّذي لم يعرفْه أحد ولم نؤمنْ به، والّذي لم نكن نخشاه، والّذي لم نحبّه؟" (عظة حول زمن المجيء). أنّ هذا اللقاء لا يمكن أن يتمّ إذا لم نعشْ الحياة في الاستعداد والحَذر والصَّلاة واتباع تعليمات الرُّبَّ وتحذيراته. لذا لنردد مع أشعيا النبي " يا رَبُّ لَيتَكَ تَشُقَّ السَّمواتِ وتَنزِل فتَسيلُ الجِبالُ مِن وَجهِكَ" (أشعيا 63: 19) ولنُرنِّم مع صاحب المزامير "اللَّهمَّ أَرجِعْنا وأَنِرْ علَينا بِوَجهِكَ فنَخلُص " (مزمور 80: 4)، إنها ادعيه صادقة موجهة إلى الله الآب لكي يأتي ويستعيد العلاقة بشعبه. |
||||
06 - 12 - 2023, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 144579 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ضرب لنا يسوع مثل رب البَيت ليحُّثنا على السَّهر. لفظ سهر يفيد العدول عن النَّوم ليلًا. وقد يكون السَّهر بقصد مواصلة العمل (حكمة 6: 15)، أو لتِحاشي العَدوّ المُفاجئ (مزمور 127: 1-2). والمَعنى المَجازي هو اليقظة، والكِفاح ضدَّ الخُمول والإهمال، من أجل بلوغ الغَرض المُستهدف (أمثال 8: 34). وأمَّا فيما يتعلق بالمُؤمن السهر هو أن يكون مستعدًا للقاء الرُّبّ، عندما يحلُّ يوم مجيئه. آثر المسيح أن يأمر تلاميذه بالسَّهر دون غيره من الفضائل والأعمال، لانَّ من سهر لا يغفل عن سائر واجباته. والسَّهر يقتضي انتباه قوى الجسد وقوى العقل ليس لمعرفة مجيء الرَّب، بل يميِّز مجيئه. |
||||
06 - 12 - 2023, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 144580 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السَّهر بالاستعداد: السَّهر هو أن يكون المُؤمن على أُهبة الاستعداد لعَودة الرُّبّ: يوصي يسوع تلاميذه ويحثهم على اليقظة استعدادًا لمجيئه الثَّاني. "فاسهروا إذاً، لأنكمٍ لا تعلمون أيّ يوم يأتّي سيّدكم" (متى 24: 42). فالنَّوم، على العكس من السَّهر، لن يكون سوى فقدان الوَعي، والعيش وكأننا لا نتوقع مجيء المسيح. من ينام لا يلتقي بالنور! وإنّ مجيء ابن الإنسان سيكون مفاجِئًا، كما كان الطَّوفان في أيام نوح، ومثل مجيء السَّارق ليلا (متى 24: 43-44)، ومثل السَّيد الذي يعود أثناء الليل دون إخطارٍ سابقٍ لخَدَمِه (مرقس 13: 35-36)، وذلك للتحريض على الاستعداد. الرُّبّ يدعونا إلى اليقظة لعدم معرفتنا ساعة عودة رب البَيت، لذا علينا أن نعيش وقتنا الحاضر باستعداد وحذر وتيقّظ. يعلق البابا فرنسيس "نسهر لكي نحرس قلبنا ونفهم ماذا يحدث في داخله. هذه حالة الاستعداد لدى المسيحيّين الذين ينتظرون مجيء الرّبّ يسوع النّهائي" (تعليم في السهر 14/12/2022). |
||||