منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 09 - 2016, 07:22 PM   رقم المشاركة : ( 14431 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مشاكل الأسرة المسيحية

الحل الجذري لمشاكل الطلاق والخلافات الزوجية القاتلة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الأزمنة الماضية كان المسيحيين عندهم كنز الروح القدس أقتنوه في أوانيهم بصلاة المحبة المشتاقة إليه فصار نشيط فيهم وحياتهم كانت هي المسيح، يعيشون الإنجيل كما هو ببساطة دون فلسفة، وكانت الأسر التي تهاب الله عندها تقوى تحرسها من الخلافات والخصومات، حتى ان حل مشاكلهم يبدأ من مخدعهم وشركتهم اليومية في مائدة الإنجيل الحي، ويستمر ويتقوى بشركة الكنيسة في الإفخارستيا بكل بساطة الإيمان الذي لا يفحص أعمال الله بل يقبلها كما هي فتُثمر فيه بقوة فائقة حسب قصد الله..
ولكن لما فقد المسيحي مخدعه وتنازل عن شركة الإنجيل مع أسرته، تفككت الأسرة وهيهات أن جمعها علم مشورة أو تنمية بشرية أو غيرها من الأمور الإنسانية التي بالكاد تحفظ المجتمعات ولم تمنع المشاكل ولم تجعل السلام يحل عميقاً في القلوب بل كان تأثير خارجي ذات شكل جميل مع أن تهديد الانهيار لازال قائماً، لأن بدون حلول الله وسط الأسرة لن يكون هناك سلام قط مهما ما كان عند الإنسان علوم الدنيا والآخرة، لأن للأسف انتشر العلم الروحي واللاهوتي والنفسي والفكري وسط الناس، وصار كثيرين معلمين في كل مكان، يضجون بكلمات كبيرة رنانة وكثيرة تُبهر الناس وتأثر فيهم عاطفياً، لكنهم فقدوا سرّ القوة الحقيقية للنفس وعملية شفاءها الحقيقي، وهو سرّ اقتناء الروح القدس في صلاة المخدع التي هي فرحة النفس وسندها في مواجهة كل أمور الحياة، وأيضاً فقدوا علبة الأدوية المقدسة التي هي الإنجيل بشارة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا، لأن حينما تشرق الشمس على الزروع ونبات الحقل يصير نضراً، هكذا مسيح القيامة والحياة شمس البرّ حينما يُشرق بنوره على النفس يشفيها ويغيرها بروحه الساكن فينا، لذلك علينا أن نعي أنه بدون حلول الله وسكناه فينا ستظل مشاكلنا تتفاقم وتزداد ولن نجد حل إطلاقاً، لأنه لا سلام قال ربي للأشرار.
فكل أسرة عندها مشاكل على المستوى الفردي أو مستوى الزوجين او الأبناء، فهي ستظل قائمة إلى ان يستدعوا روح الحياة لكي يحل فيهم ويحضر الله القدوس وسطهم، فترفع المرارة والسخط وكل ضيق وتحل المحبة وتسكن وتستقر في القلوب المتعبة فتشفيها وتفرحها وتهبها قوة سلام عميق لا يُنزع، فأرجوكم ادخلوا مخادعكم بإيمان حي بكل ثقة في المصلوب لأنه بصليبة قتل العداوة، لذلك لن تصلحوا حياتكم إلا بالمسيح المصلوب حينما تعرفوه وسطكم، لأن في وسطكم قائم لستم تعرفونه، فاعرفوه لأن هو حياتكم وسر وحدتكم، ولم ولن تفلحوا بدونه قط، مهما ما درستم او عرفتم كل علوم النفس بل كل علم لاهوتي وروحي وفكري وفلسفي.. الخ، فارحموا أنفسكم واركضوا سريعاً واحتموا فيه لأن هو وحده فقط سرّ مُصالحتكم ونجاتكم بل وخلاصكم الأبدي، لأن باطلة كل شركة بعيدة عن مسيح القيامة الذي له المجد الدائم مع أبيه الصالح والروح القدس، كونوا معافين باسم الثالوث القدوس الله الواحد آمين
 
قديم 29 - 09 - 2016, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 14432 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا كان يتبع يسوع شاب عاري ؟

وتبعه شاب لابسا إزارا على عريه؟ مرقس 14 : 51

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرد علي شبهة لماذا كان يتبع يسوع شاب عاري ؟وتبعه شاب لابسا إزارا على عريه؟ مرقس 14 : 51

فليسامحني الهي وربي يسوع المسيح لتناول هذه الشبهة التي تعبر عن اناء ملوث رث بتراث ممتلئ بالتشوهات خالي من الروحانيات.فليسامحني ربي يسوع للنزول الي المستنقع لجلب الملوثين في اعماق الكتب التي تنجس الانسان لرفعهم الي الكلمة الالهية.

في كثير من المصائب قد ينسي البعض الملبس والماكل والمشرب والمال وكل شئ ويجروا مسرعين .حينما يسمع اب عن حادث قد حدث لابنه وهذا الاب كان يرتدي ملابسة الداخلية في منزله الا يجري هذا الاب مسرعاً الي الشارع ؟ ام انه سيعبئ بنظره وفحص ناظريه فسيرتدي اشيك الملابس؟

رايت بنفسي هذه الاحداث .رايت بنفسي هؤلاء الاشخاص الذين تركوا كل شئ وذهبوا في عجله من امرهم ليروا امر يعتبر فاجعه لشخص احبوه لرفيق لصديق .وهذا ما حدث للشاب الذي سمع بخيانة يهوذا وسنوضح هذا الامر بناحية تفصيلية…

ماذا حدث ؟

فتح السيد فاه قائلاً هوذا ابن الانسان يسلم الي ايدي الخطاه .وهوذا الذي سيسلمني قد اقترب .وفيما هو يتكلم اتي يهوذا ومعه جمع بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة .وبعد ان قبله بقبله الخائن نري رقة تعبيرات المسيح في موضع اخر في قوله لماذا جئت يا صاحب؟ هذا الخائن صاحب كيف يا رب انه خائن ؟ ثم استل احدهم السيف وقطع الاذن ووبخه يسوع واعاد الاذن كما كانت .وقال يسوع خرجتوا عليا كلص بسيوف وعصي علي الرغم انني كنت اعلم يومياً ولم تمسكوني لكن اليوم سيتم المكتوب .

فاذا بالتلاميذ الذين وعدوا السيد بعدم تركه بحسب ما ورد في مرقس 14 : 31 .اذا بهم يهربون ويتركون السيد وحده .ويتبعه شاب يبدوا انه علي عجله فور سماع خبر خيانة يهوذا او لمرور الحشد اما منزله او السؤال في منزله عن يسوع فسمع في النهاية عن القبض علي يسوع فاذا به يستفيق ويقوم مسرعاً من علي فراشة ودقات القلب تنبض ويجري كما هو لم يرتدي ملابسة بالكامل ورداءه بل جري علي عجله ناظراً وموضع تفكيره كله يسوع . فحاول تتبع يسوع .فلاحظة شابان فامسكوا بالازار وفلت واذا به يستفيق من الدهش وهرب هو ايضاً وبقي يسوع وحده .

يقول لنا كتاب

Walvoord, J. F., Zuck, R. B., & Dallas Theological Seminary. (1983-c1985). The Bible knowledge commentary : An exposition of the scriptures (2:181-182). Wheaton, IL: Victor Books.

بعدما تركه الجميع وهربوا يتحدث الكتاب عن شاب في الاعداد 51 – 52 ويرجح معظم الباحثين ان هذا الشاب هو مرقس نفسه .حيث يرجح الدارسين ان مرقس هو ابن صاحب البيت المشار اليه في انجيل مرقس 14 : 14 – 15 واعمال الرسل 12 : 12 .

فبعدما غادر اللرب يسوع منزل والد مرقس بعد عيد الفصح .فيبدوا ان مرقس نزع العباءة الخارجية وقد ذكر ما يشابه هذا الامر في اعمال الحقل في انجيل مرقس 13 : 16 .وقد نمي الي علم مرقس وهو مستلقي للنوم خبر خيانة يهوذا وان هناك قوة اعتقلت يسوع فذهب مسرعاً دون ان يستكمل ملابسة للبحث عن يسوع وربما لتحذيره .لكن عندما وصل مرقس كان قد فر كل التلاميذ .فتبع مرقس يسوع لكنهم شاهدوه فامسكه شبان لكنه هرب واثناء هروبه خلعوا الازار الذي للنوم وامسكوا به لذلك لم يبقي احد مع يسوع حتي الشاب الشجاع الذي اتي ليتبعه .

ويخبرنا كتاب

MacDonald, W., & Farstad, A. (1997, c1995). Believer’s Bible Commentary : Old and New Testaments (Mk 14:51-52). Nashville: Thomas Nelson.

ينفرد مرقس بذكر هذه الحادثة وهذا ما يرجح علي نطاق واسع ان مرقس هو ذلك الشاب الذي هرب وترك الازار في قبضة الشابين هذه الحادثة تظهر كما يري اردمان ان الجميع تخلوا عن يسوع ليعاني الخطر والالم الذي كان يعرف انه سيجتازه وحيداً .

ويقول لنا كتاب

Believer’s Study Bible. 1997, c1995. C1991 Criswell Center for Biblical Studies. (Mk 14:51). Nashville: Thomas Nelson.

ان هذه التجربة كانت حية في ذهن كاتبها ودليل علي صدق الشهاده المكتوبة .

ويخبرنا كتاب

Gould, E. P. (1922). A critical and exegetical commentary on the Gospel according to St. Mark (276). New York: C. Scribner’s sons.

انه ربما ان الحشد مر امام بيته واثارة الضجة في الخارج نومه ومن الواضح عاطفته فخرج بلباسة سريعاً ليلحق به وربما كان هذا مرقس نفسه .

ويقول لنا كتاب

Wuest, K. S. (1997, c1984). Wuest’s word studies from the Greek New Testament : For the English reader (Mk 14:49-50). Grand Rapids: Eerdmans.

خروجه بهذه الصوره وهو يلبس الازار حول جسده يدل ان هذا الشاب سمع بخبر مفاجئ في سريره وجري عارياً وربما ارتدي ازار علي جسده من الكتان في هذه العجله .

ويخبرنا كتاب

MacArthur, J. J. (1997, c1997). The MacArthur Study Bible (electronic ed.) (Mk 14:51). Nashville: Word Pub.

ربما حاول الغوغاء البحث عن يسوع في منزل والد مرقس فهو حضر عيد الفصل وقد سمع مرقس الضجيج فنهض سريعاً لتتبعهم بالازار علي عجله من امره .

في النهاية قد نتحمس في تبعيه الرب ونقارن انفسنا بترك البعض للرب لكن سرعان ما نقع ونتركه ايضاً ونهرب فيبقي يسوع وحيداً .قد نوعد الرب بعد الترك بعدما وعده بطرس لكن يمكن ان نخونه وننكره ايضاً .هذه المشاعر هي نحن فانت بطرس وانت تلك الشاب وهناك يسوع وحيداً .

ليكن للبركة
 
قديم 30 - 09 - 2016, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 14433 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس أرسانيوس الكبادوكي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






"هكذا بشر الأب أرسانيوس، المعروف بالحاج أفندي، بالأرثوذكسية الأصيلة، بأن عاش أرثوذكسياً".
بالنسك قمع جسده بدافع حبّه المتأجج لله. وبنعمة الله غيّر النفوس. آمن بعمق وأبرأ الكثيرين، مؤمنين وغير مؤمنين.
بضع كلمات وجماً من العجائب.
خبر الكثير وأخفى الكثير.
داخل صدف نفسه الخارجي السميك وارى ثمرته الروحية الحلوة الطيبة.
أب قاس جداً من نحو نفسه ورؤوف من نحو أطفاله. ما كان ليؤدبهم بالشريعة بل بمعنى الشريعة، بتحريك الحب والصلاح والاتضاع فيهم.
لم يكن كخادم للعلي ليطأ الأرض. وقد أشرق نوره في العالم كمانح أسرار.
والله مجّده لأنه مجّد أبداً في قداسة السيرة اسم الله الممجد إلى دهر الداهرين آمين".
هكذا اختصر الأب باييسيوس الآثوسي المعروف سيرة معمده، في أول كتاب جمع فيه ما تيسّر من أخبار الأب القديس أرسانيوس الذي أعلن الكرسي القسطنطيني قداسته في الحادي عشر من شهر شباط من العام 1986 بعد سلسلة من الظهورات والعجائب منّ بها الله بقديسه على أحبّة هنا وهناك ليشهد لقداسة سيرته وبركة إكرامه بين الناس.
نشأته ورهبنته
ولد القديس أرسانيوس في قرية فراسة التي هي واحدة من ست قرى بقيت مسيحية في بلاد الكبادوك، في آسيا الصغرى، إلى العام 1924 حين هجرها سكانها إلى بلاد اليونان. كان أبواه فقيرين، لكنهما كانا فاضلين. وكان له أخ وحيد اسمه فلاسيوس. تيتم صبياً فعاش لدى أخت لأمه في فراسة. تلقى قسطاً لا بأس به من العلم وبعض الدراسات الكنسية واليونانية، كما درس الأرمنية والتركية وبعض الفرنسية.
وبعد أن أنهى دراسته بوقت قصير انتقل إلى قيصرية الكبادوك حيث انضم وهو في السادسة والعشرين إلى دير القديس يوحنا المعمدان واتخذ اسم أرسانيوس بعدما كان اسمه ثيودوروس. ولكن لم يشأ التدبير الإلهي أن يكمل أرسانيوس حياته راهباً في الدير، فاستدعاه المتروبوليت بائيسيوس الثاني وسامه شماساً ثم ردّه إلى فراسة ليُعنى بتعليم الأولاد المحرومين هناك القراءة والكتابة.
في آسيا الصغرى
في فراسة أقام أرسانيوس رجلاً لله خمسو وخمسين عاماً وسط شعب موجوع، مهدّد، ضعيف فكان له أباً وكاهناً وطبيباً ومحامياً ومعزياً. عرفوه باسم "الحاج أفندي" لأنه حجّ إلى الأرض المقدسة خمس مرات في حياته. اعتاد أن يجدّد الزيارة إلى هناك مرة كل عشر سنوات.
رجل صلاة ونسك
وفي فراسة كان القديس أرسانيوس رجل صلاة أولاً وثانياً وأخيراً، راهباً على أقسى ما تكون السيرة الرهبانية. كان أميناً في نسكه إلى المنتهى وكانت صلاته على أحرّ ما تكون. كثر هم الذين اعتادوا لدى معاينتهم له يرفع يديه إلى العلي وسماعهم إياه يستصرخ ربّه، أن يعلّقوا هكذا: "كأنك بقلبه في تلك اللحظة ينفطر حتى ليخيلّن لك أنه ممسك بقدمي يسوع المسيح، ويأبى أن يتركهما قبل أن يجيبه ربه إلى طلبه". فكيف لا يعطيه ربّه، بعد ذلك، ما يشاء وما يرتجي!؟.
في هذا المقام اعتاد أرسانيوس أن يغلق على نفسه في قلاية ممسوحة يومين كاملين، الأربعاء والجمعة، لا يرى فيهما آدمياً ولا ينطق بكلمة. وكان إلى ذلك يقيم السهرانات الكاملة من غروب الشمس إلى شروقها كلما أطلّ عليه عيد كبير. وإن سأله بطريرك هنا أو أسقف هناك أو استدعت الضرورة فعل كذلك. وكثيراً ما حضرته والدة الإله وبعض القديسين عابداً سهراناً.
أكثر طعامه كان من أقراص الشعير التي اعتاد صنعها بنفسه مرة كل شهر. لذا كانت تيبس وكان يعمد إلى بلّها بالماء. كان أحياناً يستقي من ماء بعض الأعشاب البرية ويأكل بعض الأطعمة الشائعة، قليلاً إلا اللحم. وإذا ما اضطر مرة لتناول الطعام إلى مائدة أحد الناس وما وجد غير اللحم، كان يتناول منه قليلاً، ولكن ليحرم نفسه في قلايته من الماء متى عاد إليها. لذا حرص القوم على توفير بعض الأطعمة البسيطة له من غير اللحم حتى لا يضطروه إلى معاقبة نفسه.
أما لباسه فكان المسوح تحت غمبازه. وكان يطرح كيساً بين كتفيه فوق الثياب. ويبدو أنه كان يقتعد الرماد ولا ينام إلا قليلاً جداً. ومع أنه كان طويل القامة، حوالي متر وثمانين سنتيمتراً، قوي البنية، فقد أحاله نسكه الشديد إلى شبه هيكل عظمي، إيقونة ممسوحة، بمعنى الكلمة، زالت عنها كثافة اللحم.
معلم المحرومين
وفي فراسة، كان أرسانيوس معلم الصغار والكبار معاً. أما الصغار فعلمهم القراءة والكتابة. الأتراك يومها حرّموا على النصارى المدارس لذلك كان أرسانيوس يجمع الأولاد في الكنيسة يعلمهم الصلاة وكيف يسلكون في الوصية، ويعلمهم القراءة والكتابة. لقّنهم صلاة يسوع "ربي يسوع المسيح، يا ابن الله ارحمني أنا الخاطئ". وعلمهم متى خطئوا أن يقروا بخطاياهم، "ربي خطئت"، وإن يدعوا باسم الرب يسوع ووالدة الإله. كما اهتم بتعويد الأولاد على مسرى تتنقى فيه أذهانهم بالصلاة المستمرة.
أما الكبار فكان يجمعهم للصلاة ويعلمهم الكتاب المقدس وسير القديسين وأقوال الآباء. وكانوا، هم بدورهم، يقصّونها على أولادهم فلا يعود لأخبار الجن والشياطين والخرافات مكان في سهرات الناس ولا في وجدانهم.
أرسانيوس الطبيب
وكان أرسانيوس، إلى ذلك، طبيب النفوس والأجساد. يقصده الناس من كل صوب. الأطباء العاديون يومها كانوا مفتقدين. لم يكن طبيباً عارفاً بالأدوية والحشائش ولا اعتاد أن يعطي المرضى وصفات طبية. فقط كان يتلو عليهم أفاشين توافق أحوالهم فيشفون. وإذا ما تعذر عليه إيجاد أفاشين موافقة لواقع الحال، كان يتلو مزمور أو إنجيلاً أو يكتفي بمس رأس المريض بالإنجيل المقدس. والنتيجة كانت أبداً إياها: شفاء وتعزية. على أنه كان أحياناً يؤخر شفاء المريض يوماً أو أسبوعاً عن قصد، لأنه كان يرى بعينه الداخلية كيف ينفع المريض في الروح قبل الجسد.
والشياطين اعتاد طردها بالتفاتة أو بكلمة أو بلمسة يطال بها الإنسان. عطفه على المتعبين والمرضى كان عظيماً حتى بدا يوماً فيوماً أنه كان يسكب عليهم رأفات الله من دم قلبه.
المجد الباطل
وكان لا بد أن يواجه القديس أرسانيوس مشكلة المجد الباطل. فالجميع كانوا يرون بأم العين ويلمسون لمس اليد نعمة الله الفاعلة فيه على قدر عظيم من الغزارة. كان يكفيه أن يقف في الصلاة لأمر، كائناً ما كان، حتى يمنّ الله عليه به. وقد عالج هو الأمر بأن كان يدعي ما لم يكن فيه كمثل المتبالهين في المسيح، يسلكون على نحو غريب ليحفظوا ويموهوا ما أسبغه الله عليهم. لذا كثيراً ما كان أرسانيوس يدعي الغضب والسخط وهو اللطيف والوديع. يدعي الشراهة وهو الممسك الضعيف. وإذا ما قال له أحد: "أنت قديس" أجابه بأنه – أي محدثه – من عائلة لا قيمة لها.
كان يسعى إلى صدم الناس أحياناً. والنساء اللواتي كن يتهافتن على خدمته كان يردهن أحياناً بالإدعاء أن أطعمتهن ليست زكية الطعم وأحياناً أنها غير كافية. وإذا ما أصرت أحداهن على خبز أقراص الشعير له، كان يعطيها الطحين بمقدار ثم يتهمها بسرقة بعضه.
رحيماً
أما عجائبه وشفاؤه المرضى فقد طالت الأتراك المسلمين كما طالت المسيحيين. لم يكن ليحجب رحمة الله عن مخلوق. وما كان ليتقاضى أجراً. لسان حاله كان "إيماننا ليس للبيع". وإن أصر أحد على إعطائه مالاً كان يسأله أن يوزعه على الفقراء. وهو نفسه أقام صندوقاً للفقراء في الكنيسة كان كل محتاج يذهب إليه ويأخذ منه قدر حاجته دونما رقيب. ولم يحدث أن اجترأ أحد على أخذ أكثر مما يحتاج لأنه كان يعرف أن عمله لن يمر دون عقاب. أرسانيوس زرع خوف الله في قلوب أبنائه جميعاً.
لكن أرسانيوس كان يقسو أحياناً، ولكن ليؤدب المتبلدين، العاطلين عن العمل أو الذين يزرعون الهرطقات أو يعثرون الناس بأفكار غريبة. يروى عنه في هذا الإطار أن رجلاً أتى إلى فراسة مرة وأخذ يزرع بين الناس الشكوك من نحو ما هو للكنيسة وأن يكرموا القدسات والآباء فصلى أرسانيوس فجاءت زوبعة وحملت الرجل وأعادته إلى حيث كان أولاً.
وكما كان رؤوفاً من نحو الآدميين كان من نحو البهائم حتى ليقال أن أسفاره كانت دائماً على رجليه لأنه أبى أن يمتطي الحمار. لسان حاله كان: "كيف أرتاح أنا لأتعب الحمار وأنا أسوء حالاً بخطاياي من البهائم"!.
بصيرة حسنة
وكانت لأرسانيوس بصيرة حسنة. كان يعرف ما سيحدث سلفاً. لذلك عرف كيف يوصي شعبه أن يستعد للرحيل عن بلاده، وكان يقول لهم أنه سيرافقهم لكنه سيغادرهم إلى ربه بعد أربعين يوماً من وصولهم إلى الموطن الجديد. حتى يوم وفاته عرفه بالتدقيق وأطلع مرتله عليه. لكن آثر أن يكون وحيداً متى جاءت الساعة.
كموسى قاد شعبه وهو شيخ. مشى على رجليه ثلاث مئة كيلومتر. وكان يعزي ويشدد حتى وصل بهم إلى الأرض الجديدة سالمين. ومرة بعدما غادر القوم ديارهم تذكر أنه نسي بقايا القديس يوحنا الذهبي الفم في الكنيسة فسار لوحده ستين كيلومتراً، ذهاباً وإياباً ليستردها.
رقاده
رقد في الرب في اليوم العاشر من شهر تشرين الثاني من العام 1924م. وقد دفن في جزيرة كورفو، إلى أن أخرج الأب بائيسيوس رفاته في العام 1958 وأودعها دير سوروتي العامر في العام 1970 حيث ظهر لراهبتين وحيث ما يزال بعضها إلى اليوم مصدر بركة للدير والمؤمنين.
هكذا عاش القديس أرسانيوس وهكذا ارتحل إلى ربه، رجلاً مملوءاً من نعمة الله تفيض على الناس فيضاً. الأب بائيسيوس، جامع سيرته، قال: "لم يعد الأب أرسانيوس (الحاج أفندي) يتجول على رجليه ولا يعود المرضى تعباً لاهثاً ليتلو عليهم الأفاشين الموافقة ليبرئهم. لقد أضحى الآن طائراً إليهم كملاك من أطراف الأرض إلى أطرافها ليطال كل مؤمن يدعو باسمه مكرمين".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 09 - 2016, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 14434 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نكتاريوس أسقف المدن الخمس، الصانع العجائب ومؤسس…
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نكتاريوس أسقف المدن الخمس، الصانع العجائب ومؤسس دير الثالوث القدّوس في جزيرة آيينا اليونانية




(+1920): وُلد أنسطاسيوس (القدّيس نكتاريوس) سنة 1846 م في "سيليفْريا – SILIVRIA" في منطقة "ثْراكي - "THRAKI في بلاد اليونان، من أبويين تقيَّين: "ذيموس" و"فاسيليكي" .

تلقَّى انسطاسيوس دروسه الأولى في بلدة سيليفْريا إلاّ أنَّه لم يستطع متابعة علومه بسبب فقر عائلته. أبدى أنسطاسيوس منذ طفولته ميلاً شديداً كي يصبح لاهوتيّاً يكرِزُ بالإنجيل. فكان عندما يردّد مع جدَّته المزمور الخمسين" ارحمني يا الله بعظيم رحمتك..." وعندما يصلان إلى "فأُعلِّم الأثمة طرُقَك، والكفرةُ إليك يرجعون" كان يضع يده على فم جدَّته قائلاً لها: "جدتي دعيني أقوله أنا، أنا سوف أُعلّم الناس". وفي إحدى المرات عندما ناهز السابعة من عمره، اشترى مجموعةً من الأوراق وأخذ يجمعها ككتاب، فسألته أمُّه: "ماذا تفعل يا بنيّ؟!" فأجابها: "سأصنع من هذه الأوراق كتاباً أكتبُ عليه كلام الّله". وكم من المرات بعد عودته من الكنيسة كان يجمع الأولاد الذين من عمره ويتلو عليهم العِظة التي سمعها. أمَّا أهله وأقرباؤه فعندما كانوا يرون حماسه هذا كانوا يقولون: "تُرى ماذا سيصبح هذا الصبي؟!". عندما أصبح في الرابعة عشرة من عمره ذهب إلى القسطنطينية بهدف العمل. وهناك بعد جهدٍ جهيدٍ تمكّن من الحصول على عمل عند أحد أقربائه في معمل للدخّان. إلاّ أن أجره كان قليلاً جدا ممّا اضطره لأن يمضي أيامه جائعاً مَعُوزاً. كان يزورُ الكنيسة بشكلٍ متواصل مستمداً تعزيته من الصلاة الدائمة. في أحد الأيام كتب رسالةً على المسيح طالباً منه المعونة جاء فيها ما يلي: "يا ربّي يسوع، تسألني لماذا أبكي. ثيابي اهترأت وحذائي تخرَّق، وأنا حافي القدمين، موجوعٌ متضايق. نحن في فصل الشتاء وأنا بردان. البارحة مساءً أعلمت صاحب المحل بحالي فسبَّني وطردني. قال لي أن اكتب رسالةً إلى القرية حتى يبعثوا لي بما أحتاج إليه. ولكني، يا ربّي يسوع، منذ أن بدأتُ بالعمل لم أُرسٍلْ لوالدتي قرشاً واحداً...ماذا تريدني أن أعمل الآن؟... كيف أعيش بلا ثياب؟... ثيابي أَرتيها فتعود وتتمزَّق من جديد. سامحني على إزعاجي. أسجد لكَ وأمجِّدُك خادمُك أنسطاسيوس" ثم طوى الرسالة ووضعها في ظرفٍ وكتب العنوان التالي: "إلى ربّنا يسوع المسيح في السماوات". لكن موظف البريد عندما رأى هذا العنوان الغريب فتح الرسالة وقرأها وكان لها وقعٌ كبيرٌ في نفسه، فأعطى أنسطاسيوس مبلغاً لا بأس به من المال، فأخذه أنسطاسيوس شاكراً واشترى له ثياباً وحذاءً وبعض الحاجيّات الأخرى، إلاّ أنّ صاحب العمل عندما رأى ثيابه جديدة طرده متّهماً إيّاه بالسرقة، فذهب وعمل في أحد المحال. كان أنسطاسيوس يتوقُ دوماً لزيارة الأماكن المقدّسة، وهكذا في أحد الأيام عزم على السفر بحراً إلى المدينة المقدّسة، لكن المركب في مسيرته الطويلة واجه عاصفةً هائلةً وأشرف على الغرق، فصرخ القبطان بالمسافرين كي يلجأوا إلى قوارب النجاة. إلاّ أن أنسطاسيوس صرخ إلى ربّه قائلاً: "كيف تسمح بهذا؟! لا أريد أن أموت، أريد أن أحيا كي أكرز بك". وأخرج صليبه، الذي قد أعطته إيّاه جدّته، من عنقه وربطه بزناره ودلاّه إلى البحر ثلاث مرات، ويا للعجب! إذا بالعاصفة تهدا وأخذ الجميع يمجّدون الله وعمّ الفرح. لكن أنسطاسيوس أضاع صليبه إذ أفلت من يده في مياه البحر... وأثناء مسيرتهم أخذوا يسمعون ضرباتٍ في أسفل المركب. فأرسل القبطان بحّارة كي يروا الأمر، لكنهم لم يجدوا شيئاً. وعند وصولهم إلى الميناء عادوا فسمعوا هذه الضربات. فأرسل القبطان قارباً كي يبحث خارج المركب عن السبب. وعندما توجّهوا إلى مكان الصوت فإذا بهم يجدون صليباً صغيرا، وكان صليب أنسطاسيوس! ومنذ ذلك الحين لبس أنسطاسيوس صليبه الصغير هذا طوال حياته. إنّه الصليب الذي يظهر في إحدى صوره مع اسكوفّتِهِ الرهبانية. هناك في مدينة القدس توظّف في مدرسة القبر المقدّس حيث اخذ يعلّم في الصفوف الابتدائية بينما يتلقّى الدروس في الصفوف العليا في الوقت ذاته، وكان يعكف على مطالعة كتب الآباء وخاصة حياة القدّيسين. هذه الفترة من حياته كانت ذهبية لأنه عمل في حقل الكنيسة. لم يفتٍنْه العالم في شيء، بل المصلوب والكنيسة الأرثوذكسية المصلوبة التي أغنت وتُغني الكثيرين. في العشرين من عمره ذهب إلى جزيرة "خيوس"، في بلاد اليونان، وسكن في قرية "ليثي" حيث عمل فيها كمدرس لمدة سبع سنوات. ترسّخت في نفسه خلال هذه السنوات بديهيّتان:

أولاهما: أن كلّ إنسان مولودٌ خاطئاً، شاءَ أم أبى، وأنّ هذا العالم موضع السقطات الذي علينا فيه أن نصارع الخطيئة. وثانيهما: أنّ الربّ يسوع المسيح، كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث القدُّوس، المصلوب والناهض من بين الأموات، الذي لمسه توما، هو إيّاه المخلّص الأوحد. هاتان البديهيّتان كانتا بالنسبة إليه بداية الطريق إلى السماء ونهايته. كان همّه الأول والأكبر أن يضيء شعلة الأرثوذكسية في النفوس من جديد. كان معروفاً ببساطته وصدقه وأمانته. ففي المدرسة كان يسهر على تلامذته معتنياً بهم. وعندما يعود إلى بيته كان يغلق على نفسه عاكفاً على الصلاة والصوم. لكن شوقه للحياة الملائكية وغلى تقديم ذاته كليّاً للرب كان يزداد يوماً بعد يوم، فذهب إلى دير جزيرة "خيوس" وترهّب فيه. وبقي في الدير ثلاث سنوات مُجاهداً وعاكفاً على الصلاة ومطالعة الكتب المقدّسة والآباء، فأحبّه جميع الرهبان وقدّسوا جهاده. وفي عام 1877م سامه ميتروبوليت الجزيرة شمّاساً باسم "نكتاريوس" في كنيسة القدّيس مينا العجائبي. أراد أحد سكان الجزيرة ويدعى "خورميس" أن يقوم بمساعدةٍ لبلده، وذلك بأن يدرّس أحد شبّانها على نفقته. وعندما سمع بالشمّاس الجديد أرسله بإذن الميتروبوليت إلى أثينا حيث أنهى دراسته الثانوية هناك، وبعد ذلك أرسله خورميس إلى بطريرك الإسكندرية "صوفروينوس" مع رسالةٍ يطلب فيها من البطريرك مساعدة الشمّاس نكتاريوس. فقبله البطريرك بفرح، وعندما تحقّق من فضيلته أرسله من جديد إلى أثينا كي يدرس اللاهوت. فنال إجازة اللاهوت عام 1885م. وبعد عودته إلى الإسكندرية سامه البطريرك كاهناً عام 1886م، وعيّنه واعظاً وأميناً لسرّ البطريركية، فضلاً عن كونه الوكيل البطريركي في القاهرة، فأخذ القدّيس نكتاريوس يقوم بعمله بكل جدّ ونشاط. مضت على هذه الحالة خمس سنوات، حيث سيِمَ بعدها ميتروبوليتاً على "المدن الخمس - PENDAPOLEOS"، وقد أحبّه الجميع وتعلّقوا به لتواضعه وبساطته وسعة قلبه. فقد فهم الكهنوت لا تسلّطاً وزعامة بل خدمة وتواضعاً وبذلاً للذات. وكان يصلّي إلى الربّ قائلاً: "ربّي، لماذا رفعتني إلى هذه المرتبة العالية؟ لقد طلبت منك أن أصبح لاهوتياً فقط وليس أسقفاً. منذ صباي كنت أطلب إليك أن تؤهلّني لأصير واحداً من عمالك البسطاء، أمّا أنت يا ربّ فإنك تختبرني الآن بأمور كثيرة، لكني أخضع لمشيئتك وأطلب إليك أن تجعل فيّ التواضع دائماً، وأن تغرس فيّ بذور الفضائل الأخرى، وأن تؤهّلني لأن أعيش بقية زمان حياتي حسب قول الرسول بولس الإلهي: لست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ".

ولكن للأسف، وشى به بعض الغيورين إلى البطريرك على أنّه يسعى لأن يصير بطريركاً، فصدّق البطريرك الوشاية الكاذبة وغضب على نكتاريوس وطرده خارج مصر. أما القدّيس فقد قبل ما قد حلّ به بشكرٍ ودون أيّ تذمّر واعتبره امتحاناً إلهياً. وهكذا وجد نكتاريوس نفسه مقطوعاً، مُبعَداً، مشوّه السمعة. ومنذ تلك اللحظة أضحت حياته سلسلة من المحن كأنها لا تنتهي، فلا يكاد يمرّ نهارٌ من دون شقاء ومرارة وهموم وفخاخ تُنصَب له هنا وهناك، ومؤامرات صغيرة وكبيرة تُحاك ضدّه كما لو كان إنساناً خطيراً. والحقّ أنه هكذا كان خطيراً ولكن، بوداعته وصبره. لقد لاحقه عدّوه في كل مكانٍ لاسيّما من خلال ذوي النفوس الصغيرة، وعدوّه كان إبليس، ولإبليس في العالم ألف عميل وعميل. أتى نكتاريوس إلى أثينا عام 1889م ولم يكن يملك شيئاً، لا مال ولا ممتلكات. ولحقت به الوشاية الكاذبة إلى أثينا، ووصِم اسم نكتاريوس بالعار والزنى واللاأخلاقية، فبقي سنة كاملة دون أي عمل عابرا أيامه باتكاله على الله ومعونته الإلهية. وأخيراً تمّ تعيينه في "خلكيذة" - منطقة قرب أثينا - فشكر الرب واستلم مهمّته وأخذ يعمل كعادته بكل جدّ ونشاط بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها من خصومه والواشين به. بقي في مركزه هذا مدة سنتين ونصف، إلى أن انكشف الأمر على حقيقته عندما أرسل سكان الإسكندرية رسالة إلى أثينا يوضحون فيها محبّتهم وتعلّقهم بالقدّيس وأنّ ما لحق به لم يكن سوى وشايات كاذبة.

وهكذا تغيّرت الأمور وانقلبت لصالح القدّيس، فنقلوه إلى "لاكونية" ومن ثمّ إلى "افثيوتيذة"، ومن هناك تمّ تعيينه مديراً للمدرسة الإكليريكيّة، مدرسة "روزاريو"، في أثينا، وذلك في عام 1894م. أمّا هو فكان كعادته يبذل كلّ طاقاته وجهوده كي يخدم بالطريقة الأفضل، فكان يعطي نفسه دون حسبان في سبيل الآخرين وخلاص نفوسهم. كان مديراً وأباً في الوقت ذاته ممّا جعل الطلاب يتعلقون به ويرجعون إليه في أمورهم. لقد بلغت مدرسة "روزاريو" أوجّها في أيام القدّيس نكتاريوس. بقي القدّيس مديراً للمدرسة 14 سنة، وإنّ نشاطه خلال هذه المدّة لم ينحصر في المدرسة فقط، بل كان يعِظ في كنائس عديدة في أثينا، كما كان يلجأ إليه العديد من الشبان والشابات للاسترشاد والاعتراف. وأعطى من وقته أيضاً للكتابة، فترك لنا مؤلفات مفيدة جداً. كان القدّيس نكتاريوس مثالاً لمشاركة الآخرين في آلامهم وأفراحهم. فعندما كان مديراً للمدرسة مرض الموظف المسؤول عن مهام التنظيفات، وأوصاه الأطبّاء ألاّ يعمل لفترة شهرين. لكن هذا المسكين كيف سيعيش؟ إذ لم تكن موجودة بعد التأمينات الاجتماعية لمساعدة الموظفين، فكان من الطبيعي أن يعيّنوا شخصاً آخر مكانه. لكن القدّيس قال له: "انتبه أنت إلى صحتك وكلّ الأمور سوف تتدبر". وهكذا ففي كل صباح، وقبل أن يستيقظ التلاميذ، كان ينهض القدّيس وينظف الساحات والممرات والمراحيض، دون أن يعيّن شخصاً آخر مكان ذاك، وكان يدفع الأجر المعتاد للموظف المريض. وحدث في أحد الأيام أن أتى هذا الموظف إلى المدرسة بدافع الفضول، وإذ به يشاهد القدّيس ماسكاً بالمكنسة ينظف الساحات، فبُهت ووقف متأملاً وقال له: "أأنت يا سيّدنا تنظّف عني؟ لن أقبل هذا أبداً" فقال له القدّيس: "أنت يا ولدي اذهب إلى بيتك وانتبه إلى صحتك ولا تهتم الآن بنظافة المدرسة، لأننا إن عينّا آخر سواك فسوف نخسرك، وهكذا عليّ أن أساعدك في شدّتك هذه، لكن انتبه ألاّ تقول لأحد عمّا شاهدت". أحبّ القدّيس نكتاريوس حياة الرهبنة كثيراً، فكان يؤمن أنّها العظة الأكبر للناس، وهكذا كان مسعاه أن يؤسّس ديراً ما، وقد تحقّق حلمه، إذ أنّ ثمانية بنات من أولاده الروحيّين أردن الترهّب، فأتى بهنّ إلى دير الثالوث الأقدس، الكائن في جزيرة صغيرة بالقرب من أثينا تدعى "آيينا - AIGINA". حيث أرسل في البداية ثلاثة منهن، ومن ثمّ رويداً رويداً التحقت الأُخريات بالدير. كان يتردّد عليهن من المدرسة التي يديرها من أثينا كي يرعاهن ويدبّر أمورهن الروحيّة والماديّة.

ويروى أنّه عندما أتى القدّيس نكتاريوس إلى "آيينا" للمرة الأولى حدث ما يلي:
كان يوجد في الجزيرة شابٌّ يدعى اسبيرو وفيه شيطان، هذا كثيراً ما كان يتنبأ بأمور، أحياناً صحيحة وأحياناً كاذبة. وفي ذلك اليوم الذي أتى به القدّيس إلى الجزيرة، أغلق اسبيرو عينيه وأخذ يصرخ ويقول: "إنّ نكتاريوس آتٍ، هذا سوف يخلّص الجزيرة. القدّيس يأتي، هذا سوف يخلّصنا، فاستعدّوا لاستقباله". وكان الناس يسمعونه دون أن يفهموا شيئاً، فنادوا الكاهن ميخائيل من الكنيسة، الذي أتى وسمع بنفسه ما يقوله اسبيرو، فاحتار في الأمر وما كان منه إلاّ أن ذهب مباشرةً إلى الميناء، وإذا بسفينة تصل في ذلك الوقت وكان عليها القدّيس نكتاريوس، فاستقبله الأب ميخائيل وقال له: "سيّدنا، هناك شابٌ قريبٌ من ههنا قال إنّك سوف تأتي وهو يتنبأ عنك دون أن نفهم شيئاً" فقال القدّيس: "أين هو هذا الشاب؟" فأخذه إلى الموضع الذي كان فيه اسبيرو، فلمّا رآه القدّيس رسم بعصاه إشارة الصليب على فمه، وإذا بالشاب يقوم ويقبّل يد القدّيس. ومنذ ذلك الحين أصبح صحيحاً ودخل المدرسة وأنهى دروسه ومن ثمّ تزوج وأنجب أولاداً. وهذه الحادثة جعلت أهل الجزيرة جميعاً يحترمون القدّيس. وحدث أيضاً أنّه انحبس المطر وجفّت المياه وعطشت الأرض في الجزيرة، فأتى محافظ الجزيرة مع بعض المسؤولين إلى القدّيس متوسّلين إليه أن يتضرّع إلى الله كي يهطل المطر. فقال لهم القدّيس: "سيتم هذا،لكن ليس الآن، بل في الأحد المقبل، أمّا أنتم فصوموا وكونوا مستعدّين للقدّاس الإلهي والمناولة". وبالفعل، فقد أتى القدّيس في الأحد المقبل وأقام الذبيحة الإلهية وتضرّع إلى الرب، ومنذ الظهيرة ملأت الغيوم السماء وأخذ المطر بالنزول، واستمرّ مدّة شهرين حتى فاضت الينابيع، فأخذ أهل الجزيرة يتوسّلون إلى القدّيس كي يصلّي إلى الله ليتوقّف المطر، فقال لهم القدّيس: "يا أولادي، إن الله يعرف أكثر منّا ماذا يفعل" وبعد وقت قليل توقّف المطر!.. في بداية مجيئه إلى الجزيرة وتأسيس الدير ساعده كثيراً الأب ثيودوسيوس بابا كونسطنطينو رئيس دير رقاد السيدة - في آيينا - حيث كان يساعد الأخوات مادياً وكان يؤمن لهم كاهناً للقيام بالخدمة الإلهيّة، إلى الوقت الذي أتى فيه القدّيس وسكن نهائياً في الدير. استقال القدّيس من عمله في المدرسة لأسباب صحيّة، وأقام في الدير الذي أسّسه حيث أمضى بقية عمره فيه. عاش القدّيس نكتاريوس في الدير راهباً حقيقياً، وكان شديداً ودقيقاً في كلّ الأمور، وديعاً متواضعاً، يشعر مع الآخرين ويتعاطف معهم فلم يسمعه أحدٌ في الدير يصرخ أو يشتم، بل كان يبارك دوماً. كان هو كاهن الدير أيضاً وكان يقوم بجميع الخدمات من الاهتمام بالحقل وجلب المياه إلى الدير...الخ. وكثيراً ما كان يساعد العمال. وإنّ الأب فيلوثيوس زورفاكوس يذكر أنّه ذهب مرة إلى الدير كي يرى القدّيس، وقبل أن يصل إلى البوابة شاهد راهباً يعمل خارج الدير، وكانت الساعة حوالي الثانية عشرة ظهراً في شهر آب، فصرخ إليه قائلاً: "أيّها الأب أريد أن أرى سيّدنا المطران" فقال له الراهب: "ادخل إلى الدير وهناك سوف تراه"، ويقول الأب فيلوثيوس: "لقد دخلت الدير وانتظرت، وإذا بي أرى الراهب الذي كان يعمل في الحقل آتياً. لقد دخل إلى الغرفة وغيّر ملابسه وأتى لعندي. كان هو المطران". أحبّ القدّيس نكتاريوس كثيراً القدّيس مينا، ولا ننسى أنّه شُرطِن شماسّاً في كنيسة القدّيس مينا في جزيرة "خيوس", وكان يظهر له القديس مينا بشكل متواصل. ففي مساء أحد الأيام ذهبت الراهبات إلى غرفته لتُعلمه أنّ المائدة جاهزة، لكنها رأته جالساً مع جنديّ، فعادت أدراجها دون أن تقول له شيئا، لأنه كان قد أوصى بألاّ يزعجه أحدٌ عندما يكون جالساً مع شخص ما. إلاّ أنّ الراهبات أرسلْنها من جديد لتعلًمه أنّ المائدة جاهزة، فذهبت ورأت الغريب يغادر الدير فسألت القدّيس: "آه يا سيّدنا من كان هذا الجندي؟" فقال لها: "أشاهدته؟" ووضع يده على فمها مشيراً ألاّ تقول لأحد عمّا رأت. وقال لها: "إنّه القدّيس مينا". وحدث أنّه عندما باشروا ببناء الدير، كانوا يأخذون المياه من نبعٍ لأحد جيرانهم، ولكن بما أن الماء كان قليلاً امتنع صاحب النبع عن إعطائهم مياه من نبعه. فلجأ القدّيس إلى الصلاة، وكانت النتيجة أن فاض النبع بشكل ملحوظ ممّا جعل صاحب النبع لا يكتفي بإعطاء الدير ماءً منه بل وهب نبعه للدير. وهكذا كان القدّيس باتكاله على الربّ يعبر كلّ الصعوبات التي تواجهه. اهتم القدّيس نكتاريوس بالكتابة أيضاً، فكان يُمضي الليالي ساهراً، مصلّياً مواظباً على المطالعة والكتابة. وترك لنا العديد من المؤلّفات المفيدة جداً. كان يملك موهبة معرفة المستقبل، فكان يحذر الكثيرين من أمور ستحدث معهم ويساعدهم على خلاص نفوسهم:

عندما أنهى الأب فيلوثيوس زورفاكس الخدمة العسكرية أراد الذهاب إلى جبل آثوس كي يترهّب هناك، لكن القدّيس نصحه بأن يذهب إلى دير "لونغوفارذة" في "باروس - PAROS"، إلاّ أنّ! الأب فيلوثيوس أبدى تحفظاً تجاه كلام القدّيس الذي قال له: "إن شئت اذهب إلى الجبل، لكنك في هذا الدير ستنتهي، وفيه ستقضي حياتك". وبالفعل قرّر الأب الذهاب إلى الجبل مع أحد أصدقائه للترهّب هناك، وعندما وصلا إلى تسالونيك - وكان الأتراك ما زالوا فيها - أراد السجود للقدّيس ديمتريوس في كنيسته، لكن الأتراك قبضوا عليهما وقادوهما إلى المحاكمة، حيث حكم عليهما نائب الباشا بالسجن، فقيّدوهما وساقوهما إلى السجن. وفي طرقهم إليه صادفوا الباشا الذي أطلق سراحهما، فتذكّر آنئذٍ الأب فيلوثيوس قول القدّيس له: "اذهب، لكنك في أحد الأيام سوف تعود" فعاد أدراجه وذهب إلى دير"لونغوفارذة" وأمضى بقية حياته فيه. وحدث أيضاً أنّ ابنة عم إحدى الراهبات حضرت لزيارة الدير لعدة أيام ثمّ عادت إلى بيتها، وبعد فترة تزوّجت. فأخبرت الراهبات القدّيس بأن (فلانة) قد تزوّجت. فقال لهنّ: "هذه سوف تصبح راهبة" فقلن له: " كيف ستصبح راهبة وها نحن نقول لك إنّها تزوجّت؟" فأجابهن: "ستصبح راهبة، إنّي أراها أمامي لابسة الجبّة" وفعلاً، بعد عدّة سنواتٍ توفي زوجها، فترهّبت وأصبحت رئيسة دير القدّيس مينا في الجزيرة نفسها.
عرف الجميع القديس نكتاريوس رجل صلاة. فكان يشفي بصلاته المرضى ويُخرج الشياطين من نفوس الكثيرين. وبالرغم من هذا كلّه فقد واجه صعوبات كثيرة ووشايات كاذبة، هكذا شاء له الله أن تكون حياته جهاداً مستمراً مع شدائد وضيقات.

اتّهمه البعض بالكبرياء والفريسيّة، وأن كلّ ما يقوم به ليس إلاّ تكبّراً، وأنّه إنسان كاذب مرائي. كما اتّهمه البعض الآخر باللاأخلاقية حتى توصّل البعض لأن يتّهموه بالزنى وأنّه ينجب أولاداً ويرميهم في البئر.

وحدث مرة أن امرأة تدعى " كيرو" كان لها ابنة في السادسة عشر من عمرها، وهذه الأمّ لم تكن طبيعيّة، وقد حاولت عدة مرات أن تُميت ابنتها. فهربت الابنة المسكينة أخيراً ولجأت إلى الدير، فقبلها القدّيس وحماها. لكن الأم حنقت على تصرّف القدّيس وأخذت تشيع عنه أنّه رجل زانٍ، وذهبت إلى المحكمة في "بيرية - PIREA" (ميناء أثينا) وقالت أنّ نكتاريوس الذي يدّعي نفسه أنّه راهب أخذ ابنتي إلى ديره، مع العلم أنه رجل لا أخلاقي... وأخذت تبكي طالبة أن يعيد لها ابنتها. فأخذ النائب العام جنديّين وتوجّه إلى جزيرة "آيينا" وقصد الدير، وعندما وصله دخل دون استئذان، وتوجّه نحو الشيخ القدّيس الذي بلغ آنذاك من العمر السبعين سنة، قائلاً له: "أيّها الراهب المرائي، أين تضع الأولاد الذين تُنجبهم؟ أهذا ما تفعله هنا؟" ثم أمسك به من جبّته وقال له ساخراً: "سوف أنتف لك لحيتك شعرةً شعرة" أمّا القدّيس فبقي صامتاً ولم يجبه بشيء سوى أنّه رفع عينيه إلى السماء وقال: "الله يرى ويعرف كلّ شيء". وبعد مضي أسبوع أصابت النائب العام آلام قاسية جدّاً، أمّا يده التي شدّ بها القدّيس فقد أُصيبت بغرغرينا قوية جداً أخذت تتفشّى بسرعة كبيرة في جسمه، ممّا أذهل الأطباء الذين عجزوا عن علاجه ومعرفة سبب ذلك. وبعد شهرين أتت زوجته إلى الدير طالبة مقابلة القدّيس، وعندما دخلت إليه ركعت أمامه متوسلة إليه أن يغفر لزوجها المهدّد بالموت، فأجابها القدّيس: "لم يكن في قلبي أيّ حقد تجاه زوجك لا بل وقد سامحته من اللحظة الأولى، كما أنّي سوف أتضرّع الآن إلى الربّ من أجله". لكن إرادة الرب كانت أن توفي ذاك الرجل بعد أيام قليلة جزاء عمّا فعله. عاش القدّيس نكتاريوس في ديره مدة /12/ سنة، وفي عام 1920م أُصيب بآلام وأوجاع شديدة فذهب إلى دير للسيدة العذراء- في الجزيرة ذاتها - كي يتضرّع إلى أيقونة والدة الإله من أجله. وقضى ساعات طويلة أمام الأيقونة راكعاً يصلّي، ومن ثمّ عاد إلى ديره، وأثناء عودته قال للراهبة نكتاريّة التي كانت ترافقه: "هذه آخر مرة أبارك فيها الدير، لأنّي أرحل" فسألته الراهبة: "إلى أين ستذهب يا أبي؟" "إلى السماوات" "ونحن ماذا سيحلّ بنا بدونك؟" " أنتم سوف يأتون كثيرون ليهتمّوا بكم، لا تقلقي". ومنذ ذلك الوقت أصبحت آلامه قويّة جداً، فنقلته الراهبات إلى المستشفى في أثينا. وهناك سأل الممرض الراهبة: "أراهب هو؟" أجابته: "إنه مطران!" قال لها: "دَعي المزاح الآن، ما اسمه ومن هو؟" أجابته: "إنه مطران المدن الخمس. إنّه نكتاريوس!" فقال منذهلاً: "مطران هو، ولا يحمل ذهباً على صدره! ولا يملك دراهماً!" . فحقاً لم يملك القدّيس نكتاريوس دراهماً البتّة، بل عاش كأحد الفقراء المتواضعين!". وبقي في المستشفى مدة شهرين تقريباً معانياً الآلام والأوجاع القاسية، ومن ثمّ غادر هذه الدنيا في التاسع من تشرين الثاني عام 1920م بعد أن تناول الأسرار الإلهية. وبينما يلفظ القدّيس أنفاسه الأخيرة ألبسته الراهبات ثياباً جديدة. وعندما ألبسوه القميص، وضعوا قميصه القديم على السرير المجاور، الذي صدف أن كان عليه شخصٌ أعرج، فإذا به يصحّ ويقوم ماشياً ممجّداً الله. أمّا الغرفة فقد امتلأت برائحة زكيّة فاضت من جسد القدّيس. وفي اليوم التالي نقلوه إلى ديره في "آيينا" حيث رافقه جمع غفير من الكهنة والناس، واستقبله أهل الجزيرة بالبكاء بينما كانت الأجراس تدق، ووضعوه في كنيسة الدير. وعند المساء أُقيمت صلاة الجناز، وأثناءها عرق كتف القدّيس وكثيرون أخذوا من عرقه بواسطة مناديلهم بركة منه. ثمّ دفنوه في قبره في الدير. أما قصة هذا القبر فهي كالتالية:

v قبل أن يذهب القدّيس إلى دير الثالوث الأقدس كانت تقيم فيه راهبة بسيطة. أرادت هذه الراهبة في إحدى المرات أن تزرع شجرة حور، فأخذت الشتلة وذهبت إلى المكان الذي تريد زرعها فيه، فسمعت صوتاً يقول لها: "لا تزرعيها هنا، ابتعدي قليلاً اتركي مكاناً لقبرٍ في هذا المكان" فلم تردّ على الصوت. فعادت وسمعت الصوت ثانيةً، إلاّ أنها لم تصغ أيضاً. عندئذٍ شعرت بيد خفيّة تدفعها إلى الوراء...وهكذا زرعتها في المكان الذي حدّده لها الصوت، وهذا كان قبر القدّيس.
الراهبات كنّ قد وضعن القدّيس في قبر آخر، إذ لم يكن قد أُعدّ قبره بعد. وبعد خمسة أشهر إذ أردن نقله إلى قبره المعدّ له فكّرت الرئيسة قائلة في نفسها، كيف سيفتحن القبر إذ لا بدّ وأن جسده قد أنتن. ففي تلك الليلة ظهر القدّيس لإحدى الراهبات وقال لها: "كيف حالك؟ فأجابت الراهبة: "حسنةٌ بصلواتك" "اقتربي منّي كي أباركك" وباركها كعادته، ثمّ قال لها: "هل تخرج منّي رائحة؟" " لا !" "هل أنت متأكدة أنّه لا تخرج مني رائحة كريهة؟" "نعم يا أبتِ، من يقول عنك أنك لست نظيفاً؟" "الرئيسة، هي تقول هكذا، انظري إليّ حسناً، ألستُ كاملاً؟" "نعم يا أبتِ". وبالفعل عندما أخرجوه لم يكن جسده قد اعتراه أيّ فسادٍ بل كان يشحّ برائحة زكيّة. فأزالت الراهبات عنه التراب ووضعنه في قبره. وقد أتى رئيس أساقفة أثينا وتحقّق من الأمر وأعلن أنّ هذا دليل قداسة الأب نكتاريوس. ومن ثمّ أعلنته البطريركية قدّيساً بشكل رسميّ عام 1961م. وأُقيم زياح ٌ كبيرٌ في "آيينا" حضره جمع من المؤمنين، الذين طافوا شوارع المدينة احتفالاً وطلباً لشفاعة القدّيس. وفي عام 1963م وضعوا بقاياه في آنية فضيّة ووضعوها في كنيسة الدير كي يسجد لها المؤمنون ويتباركون منها. لقد صنع القدّيس نكتاريوس آلاف العجائب بعد رقاده وحتى الآن، وبدون توقّف وبلا حدود، فلم يعجز أمامه مرضٌ أو شدّةٌ من الذين طلبوا منه بإيمان:

إنّ السيد ديمتريوس باناغوبوس - من أثينا - كان رجلاً متزوجاً منذ /16/ سنة ولم ينجب أولاداً. وإذ سمع بعجائب القدّيس أخذ يصلي ويطلب إليه أن يرحمه. فظهر له القدّيس وقال له: "زوجتك ستحبل وتلد ابناً" وأثناء الولادة قال الطبيب أنّه لا يوجد أمل فالولد سيموت حتماً. أمّا حياة الأم فهي 80 % مهدّدة بالخطر. عندئذٍ ذهب ديمتريوس إلى الكنيسة فوجدها مغلقة، فصلّى من الخارج وقبّل الباب، وعاد مؤمناً بأن القدّيس لن يتركه.وفعلاً أنجبت الأم الولد وسمّوه نكتاريوس وعمّدوه في دير القدّيس في آيينا.

عندما كان القدّيس في آيينا، كان يوجد فيها حارس غير مؤمن ولا مبالٍ. وكان القدّيس يعظه دوماً محاولاً تشجيعه على التوبة والاعتراف والمناولة، إلاّ أن الحارس تجاوزه وأكمل طريقه إلى القهوة، وهناك أثناء الحديث قال للجالسين معه: "التقيت الآن الرئيس، وقد دُهشتُ كيف أنّه ما زال حيّاً حتى هذه الأيام" فسألوه: "أيّ رئيس؟" فقال: "نكتاريوس، رئيس دير الثالوث الأقدس" فقالوا: "ماذا تقول؟ لقد توفّي منذ ثلاث سنوات!" فتعجّب الحارس وأخذ يقصّ عليهم كيف كلّمه. وعلم أنّ القدّيس قد ظهر له من أجل خلاصه، فذهب إلى الدير وتضرّع إلى الرب و إلى القدّيس كي تُرحم نفسه.

في عام 1952م كان الطفل هرقل مفاكيس وعمره /6/ سنوات يعرُج، وبعد الفحوصات في المشفى تأكّد الطبيب من وجود سرطان قويّ جداً في رجله، وبأنّ ساعات حياته أصبحت معدودة. لكن إحدى قريبات هرقل طلبت من الطبيب أن يكتب له وصفة طبيّة كي تتعزّى أمّه قليلاً، وأخذت الوصفة. ولكن عوضاً أن تذهب إلى الصيدلية لشرائها ذهبت إلى بيت أحد معارفها كي تجلب من عندهم أيقونة القدّيس نكتاريوس. وأثناءها صرخ الولد لأهله: "لا تبكوا، فأنا سوف أُشفى" "كيف تعرف هذا؟!" "لقد قال لي القدّيس نكتاريوس إنّي سوف أشفى" "متى؟ كيف؟!" "لقد أتى وظهر لي بلحيته البيضاء الكبيرة ودغدغ وجهي قائلاً: "قل لجدّتك ووالدتك بألاّ يبكين، فأنا سوف أجعلك معافى" وقبل أن تصل عمّته إلى الباب قال لهم ثانية: "عمّتي قد جلبت لي معها القدّيس نكتاريوس" "كيف تعرف هذا يا بنيّ؟!" "لقد قال لي القدّيس ذلك". وبالفعل دخلت عمّته ومعها أيقونة القدّيس نكتاريوس، ورسمت بالأيقونة شكل صليب على الصبي ووضعتها على صدره، فإذا به يقوم ويمشي معافى! وعندما حضر الطبيب ليتفقّد حالة الصبي، سألهم عنه ظانّاً أنّه قد مات. فأجابه الصبيّ: "أنا هنا، لقد تعافيت". وقام الطبيب بفحوصاته وانذهل من الأمر إذ لم يعد يشكو الصبي من أيّ شيء. فتعجّب الجميع ومجّدوا الله وشكروا القدّيس. عُرف القدّيس نكتاريوس العجائبي لكثرة ما قام به من معجزات في حياته وبعد رقاده، فقد أعطاه الربّ هذه الموهبة والقوّة على الشفاء.
لقد ظلّلت النعمة الإلهيّة حياة القداسة والطهارة التي عاشها من جهادٍ، واحتمال للشدائد والصبر عليها، وطول الأناة، والسهر، والصلوات، وبذل الذات من أجل الآخرين.
وها إنّ بقاياهُ ما زالت محفوظة في دير الثالوث الأقدس في آيينا تعزيةً وبركةً لنا.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 09 - 2016, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 14435 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيد جامع لرئيسي الملائكة ميخائيل وغفرئيل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تعيِّد الكنيسة المقدسة في 8 تشرين الثاني لرؤساء الملائكة والملائكة.
يعود تاريخ هذا العيد إلى القرن الرابع الميلادي، في زمن سلفستروس بابا رومية وألكسندروس بطريرك الإسكندرية.



تعريف:

- كلمة ملاك كنعانية وآرامية الأصل، موجودة في النصوص الأسطوريّة الأوغاريتية، وهي تعني المُرسَل أو المبعوث.
- وجدت هذه الكلمة لاحقًا في النصوص العبرانية بالمعنى ذاته.
- فعل هذه الكلمة "لأك" وما زال هذا الفعل مستعمل باللغة العربية الشعبية بمعنى إلتقى بك. "لاءاك"
- يظهر هذا المعنى جليًا في حادثة هروب هاجر من أمام وجه ساراي إمرأة ابرام أي ابراهيم، "فوجدها ملاك الرّب على عين الماء في البرية. على العين التي في طريق شور(تكوين 7:16)".
- جمع ملاك ملائكة، وهذا ما ينشده المزمور القائل: "فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده. وتنقصه قليلًا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله" (مزامير4:8-5) يذكر الكتاب المقدّس ملائكة الله (تك 12:28).

طبيعة الملائكة وأشكالها:

هي أجساد روحيّة غير هيوليّة. تُشبّه بطريقة (Anthropomorphic). فنقرأ في الرسالة إلى العبرانيين :"أليس جميعهم أرواحًا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب 14:1 ).


* من مميّزات الملائكة أنّهم لا يتزوجون إذ قال يسوع في (متى30:22) " لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء".

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وظائف الملائكة:

نقرأ في حادثة سلّم يعقوب: "ورأى حلمًا واذا سلّم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء. وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها ".(تك 12:28) 


إذًا هم يمثّلون العالم العلوي. فهم ينظرون وجه الله ويمجّدونه ويطيرون حول عرشه مسبّحين لاسمه القدّوس وفرحين بكلّ خاطىء يتوب (أش2:6، متى10:18 ، لوقا10:15).

إضافة إلى ذلك رأيناهم يقومون بمهمّات خاصة بشارية وخلاصيّة وقيامية ويساعدون بالإيمان بيسوع وببعث الأمل والفرح وبكلام عن المجيء الثاني.
وأيضًا هم ينطقون بأوامر الله العاجلة، فالملاك قال لبطرس الرسول: قم عاجلاً (أع7:12) وقال ليوسف: قم خذ الصبي وأمّه ..." (متى13:2) وقال لفيليبس "قم واذهب...." (أع26:8)

كذلك سفر الرؤيا مليء بالملائكة الذين يسبّحون الله وينفّذون أحكامه وإرادة الله دون أي تردد. "الصانع ملائكته رياحًا وخدّامه لهيب نار" (عب7:1)
وربما من أجمل ما سمعناه منهم ترنيمتهم بولادة المخلّص : "المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرّة" (لو14:2).

ملاحظة: الملائكة لا تشهد أبدًا لنفسها بل للذي أوجدها وأوجدنا وهكذا يجب نحن أن نكون.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة أمثلة في الكتاب المقدّس:
- ملاك تحرس شجرة الحياة: نقرأ بعد سقوط آدم وحواء كيف أن الله أقام ملائكةً للحراسة: " فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلّب لحراسة طريق شجرة الحياة " (تكوين24:3)
- ملاك يخلّص دانيال النبي والفتية الثلاثة: "إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرّني لأني وجدت بريئًا قدّامه وقدامك أيضًا أيّها الملك لم أفعل ذنبًا "(22:6)، كذلك في حادثة إلقاء الفتية الثلاثة في أتون النار، جاء الملاك إليهم وسط اللهيب وأنقذهم، " ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بابن الآلهة " (دانيال25:3)
- ملاك يظهر لزكريا النبي : أنا جبرائيل الواقف قدام الله وأرسلت لاكلّمك وأبشرّك بهذا " وهنا يظهر الملاك جبرائيل لزكرّيا في الهيكل ليبشرّه بحبل زوجته اليصابات، ويخبره عن نوع خدمة المولود يوحنا الذي سيرد كثيرين من بني اسرائيل الى الرّب إلههم ويُهيئ للرّب شعباً مستعدّاً (لوقا11:1-22).
- البشارة الإلهيّة: البشارة الإلهيّة: الملاك جبرائيل يبشّر مريم العذراء بأنها ستلد ابنًا "ابن العلي يُدعى" ولا يكون لملكه نهاية. (لوقا26:1-38).
- ملاك يتكلّم مع يوسف: يزيل الملاك ارتباك يوسف خطيب مريم ويعلن له حقيقة يسوع: " ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور اذا ملاك الرّب قد ظهر له في حلمٍ قائلاً: «يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم»" (متى20:1-22)
- ملاك يتكلّم مع الرعاة: يعلن الملاك للرعاة ولادة الطفل يسوع: "ها أنا أبشّركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب أنّه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرّب". (لوقا 10:2-11).
- حماية يسوع: يسهر الملاك على تنبيه يوسف من المخاطر التي تحيط بالمولود الإلهيّ ويسهر على رعاية الطفل وحماية مريم ويوسف. (متى2)
- ملاك يُرشد فيلبس الرسول: "قم اذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي بريّة ". فعمل فيليبس بما قاله له الملاك والتقى الوزير الحبشي وهو يستقل مركبته فتحدث إليه وفسرّ له ما يقوله أشعيا عن المسيح فآمن وحصل على الخلاص وبعد أن عمّد فيليبس الحبشي خطف روح الرّب فيليبس ونقله من هناك. (أع26:8-40)
- ملائكة يشهدون للقيامة ويبعثون الأمل والفرح: وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرّب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. (متى1:28-4).

وفي مكان آخر في بشارة يوحنا (12:20) يقول: لما نظرت مريم المجدلية إلى القبر رأت "ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان يسوع موضوعاً " "ثم فإن ملاكين وقفا خارج القبر وأعلنا "ليس هو ههنا لكنه قام" (لوقا6:24).

- ملاكان يشهدان لصعود الرّب: "ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء. ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا الى السماء"‏ (أع11:1).
- الملائكة والمجيء الثاني: "لأن الرّب نفسه بهتاف، بصوت رئيس الملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً" (1تسالونيكي16:4).


مراتب الملائكة وعددها:
يذكر بولس الرسول في رسائله عن:
- أربع مراتب ملائكيّة (رسالته إلى أهل كولوسي): العروش، الأرباب، الرئاسات والسيادات (كول16:1)
- رئيس ملائكة (رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي 1تس16:4)
- ملائكة ورؤساء وقوات في رسالته إلى أهل رومية (رو38:8).

بالمقابل يُخبرنا القدّيس ديونيسيوس الأريوباغي أن الملائكة هي رئاسات مثلّثة الأجواق:
سيرافيم، شيروبيم، عروش وأرباب، قوات، سلطات ورئاسات، رؤساء ملائكة، ملائكة.
أي تسع طغمات. فيقول القدّيس يوحنا الدمشقي في ذلك: هي «أنوار عقليّة ثانيّة من النور الأوّل الّذي لا بدءَ له الحاوي النور».


العدد:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
- عدد الملائكة غير محدود. رأى دانيال النبيّ في إحدى رؤاه "القديم الأيام" يجلس على عرشٍ ناريّ وحوله جنود الملائكة التي لا عدَّ لها: «ألوفٌ ألوفٌ يخدمونه وربواتٌ يقفون حوله» (دانيال 10:7).
- في ميلاد المسيح «ظهرَ حشدٌ من الجنود السماويّة يسبِّحون الله» (لو13:2).
- في سفر الرؤيا يكتب يوحنا الإنجيليّ بأنّه رأى وسمع جوقاً ملائكياً حول عرش الله كان عدد أعضائها ربوات ربوات وألوف ألوف (رؤ11:5).
- وبتجسّد الرّب يسوع المسيح، تخطت بشريتنا المراتب الملائكية بأسرها، لا بل سيجلس المؤمنون في الحياة الأخرى ليدينوا الملائكة الذين تبعوا ابليس (1كورنثوس 3:6)
"ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة ".
فقدوسٌ قدوسٌ قدوسٌ رّب الجنود مجده ملء كلّ الأرض (أشعياء3:6).




الملائكة الذين ذكرهم الكتاب المقدّس ومعنى أسمائهم:
1- ميخائيل: معنى اسمه بالعبرية "من مثل الله؟" أو "من يعادل الله؟"
- ميخائيل الرئيس العظيم: يُشار إليه في سفر دانيال النبي بالقول "ميخائيل رئيسكم" (21:10) وبالرئيس العظيم "وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة الى ذلك الوقت وفي ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر" (1:12).

- هو الذي رأه يشوع بن نون وتكلّم معه في المعركة، والذي عرّف عن نفسه بأنّه رئيس جند الرّب، وهذا ما يدوّن على أيقونته داخل كرة أرضية يحملها بيده وعلى رأسها صليب. (يش14:5).

- مذكور في رسالة يهوذا أنّه خاصم إبليس كرئيس الملائكة (يهوذا9).‏

- في سفر الرؤيا خاض حربًا ضد الشيطان وأبالسته (7:12-8).

ملاحظة:
صحيح أن كلمة رئيس الملائكة ترد في الكتاب المقدّس بصيغة المفرد، أي لا يأتي على ذكر «رؤساء الملائكة»، ولكن بالمقابل نقرأ في سفر دانيال أن ميخائيل هو واحد من الرؤساء الأوّلين " وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأوّلين" (دا13:10)

2- جبرائيل: >أنقر هنا - الملاك جبرائيل

3- روفائيل: معناه "شفاءُ الله" أو"الله الشافي".
ورد ذكره في سفر طوبيا في الإصحاح الثالث هكذا: " فأرسل الرّب ملاكه القدّيس رافائيل ليشفي كلا الاثنين اللذين رفعت صلواتهما في وقت واحد الى حضرة الرّب (طو25:3) ليُزيل البقع البيضاء عن عيني طوبيت فيرى بعينيه نور الله... ويطرد عنها أزموداوس الشيطان الخبيث...".

يصوّر التراث روفائيل يقود طوبيا بيمينه وطوبيا حاملاً سمكةً التقطها من نهر دجلة وفي يساره إناء طبّي.

4- السيرافيم: الكلمة بصيغة الجمع مشتقة في العبرية من كلمة تعني المحبة. وبعضهم يقول إن معناها الملتهبين.
فالسارافيم هي "المشتعلة" والشاروبيم تشير إلى معرفة الله وتصوّر ممتلئة عيوناً من كلّ صوب.

ذكروا في أشعيا (1:6-6) " فطار إليّ واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح".

5- الكروبيم: كلمة عبرية بصيغة الجمع مفردها (ك ر وب) كروب وتجمع بالعربية كروبون، وهم حملة عرش "الخالق"

نقرأ عنهم في:
- سفر التكوين: " طرد الانسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة " (تكوين24:3).

- في خيمة الاجتماع في البرية يظهر الكروبيم فوق الغطاء الذهبي لتابوت العهد (خروج18:25). وفي الحجاب الفاصل بين القدس وقدس الأقداس (خروج31:26) فكأنهم يقومون بحراسة الطريق إلى حضرة الله كونهم يُوصفون ذوات العيون الكثيرة.

- المزامير:
- ركب على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح (10:18).
- يا راعي اسرائيل اصغ يا قائد يوسف كالضان يا جالسا على الكروبيم
اشرق (1:80)
- الرّب قد ملك. ترتعد الشعوب.هو جالس على الكروبيم. تتزلزل الأرض 
(1:99)

- صموئيل الثاني11:22: ركب على كروب وطار ورائي على أجنحة الريح.
- حزقيال16:28: بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فاخطأت. فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار.
- العبرانيين5:9: وفوقه كروبا المجد مظللين الغطاء. أشياء ليس لنا الآن ان نتكلم عنها بالتفصيل.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سقوط الملائكة:
- "لا عجب لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور" (2كو14:11). 
يشرح لوقا الإنجيلي فرحة التلامذة فيقول:" فرجع السبعون بفرحٍ قائلين يا رّب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فقال لهم (يسوع) رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء." (لوقا 17:10-18).
- كذلك يؤكّد بطرس الرسول في رسالته الثانية عقاب الشيطان:" لأنّه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلّمهم محروسين للقضاء" (2بطرس4:2). المسؤولية تقع على عاتق الملائكة أنفسهم.
- ونقرأ في رسالة يهوذا: "فأريد أن أذكّركم ولو علمتم هذا مرّة أن الرّب بعدما خلّص الشعب من أرض مصر أهلك أيضًا الذين لم يؤمنوا، والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود أبديّة تحت الظلام". (يهوذا6). خطيئتهم عظيمة: الكبرياء والطمع.
- كذلك يؤكّد بولس الرسول من أن حربنا هي مع الشياطين "فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم عالم ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات."من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء أن تثبتوا" (أفسس12:6) ويدعونا أن نلبس سلاح البر. (تتمة الرسالة).
ويشاركه في هذا الجهاد بطرس الرسول بقوله لنا: "أصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان"(1بطرس8:5-9).
كذلك يعقوب الرسول :" فاخضعوا لله. قاوموا ابليس فيهرب منكم." (يعقوب7:4).
- الإنسان بقوّة الرّب يسوع ظافر ولا غلبة للملائكة الساقطة عليه. و" كلّ ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض " "تجثو باسم يسوع" (فيليبي 10:2).


تاريخيّة أعياد الملائكة:
- بدأ التعييد لهذا العيد من القرن الرابع ميلادي وحدد في 8 تشرين الثاني.
- هناك أعياد أخرى للملائكة نذكر منها عيد أعجوبة الملاك ميخائيل في كولوسي في 6 أيلول.
- العيدُ الجامعُ لرئيس الملائكة جبرائيل يقع في اليوم التالي لعيد البشارة أي في 26 آذار.
- إحتفال للملاك جبرائيل في 13 تموز.


الملائكة في الليتورجيّة والصلوات:
- أفشين الملاك الحارس في صلاة النوم الصغرى.
- ترد الملائكة كثيرًا في الصلوات المختلفة.
- يوم الاثنين من كلّ أسبوع هو مكرّس للملائكة.


الملائكة في الفن الكنسي:
- تشاهد الملائكة بشكل فتيان شابة مع أجنحة.
- الأجنحة تشير إلى سرعة التنقّل والجسد اللاهيولي.

- ملامح التأهّب والخدمة والقوة والرجولة بارزة على وجوههم.
- الشعر مشدود ومربوط بشكل ظاهر وهي من علامات المحارب.

- الصولجان في اليد اليمنى هو إمتداد للسلطة الإلهية. فهم رسل أصحاب سلطة.

- نشاهد أحيانًا خاتمًا في اليد اليسرى عليه الحرف الأوَّل من اسم المسيح باللغة اليونانية.

- نشاهد أيقونات لرئيس الملائكة ميخائيل يحمل بيده اليسرى كرة أرضية على رأسها صليب وفي داخلها ثلاثة أحرف يونانية تعني رئيس ملائكة الرّب كما جاء في سفر يشوع بن نون (يش14:5).

- هناك أيقونات لرئيس الملائكة ميخائيل يظهر فيها بشكل محاربٍ ويحمل بيده اليمنى سيفًا وفي يده اليسرى يافطة تعلن ضرورة التوبة والرجوع عن الخطأ.

- تتنوّع لون ثيابها بين اللون الأبيض رمزاً للطهارة والنقاء وبين ألوان مختلفة بحسب الحدث الموجودة فيه.
- تصوَّر السيرافيم بحسب ما جاء عند النبي أشعياء أي بستة أجنحة.

- تصوّر الشيروبيم والعروش كدواليب ناريّة مجنحّة وفوقها عيون تماشيًا مع رؤية حزقيال النبيَ.


يمكن تصوير الملائكة داخل الكنائس في الجداريات في أماكن مختلفة:
* حول أيقونة الرّب يسوع الضابط الكل في قبة الكنيسة.
* داخل الهيكل: في الحنية أي على يمين أيقونة والدة الإله ويسارها. (الأرحب من السموات)
 * في أي مشهد يمثّل أحداثًا إنجيليّة.


الطروباريّة:


أيٌّها المتَقَدِّمونَ على الجُندِ السماويِّين. نَتوسَّلُ إليكم نحنُ غيرَ الُمستحقِّين. حتى إنَّكم بطَلِباتِكم تكتَنِفونا. بِظلِّ أجنحَةِ مَجدِكُمُ اللاَّهيولي. حافظينَ إيَّانا نحنُ الجاثينَ والصّارخينَ بغيرِ فتورٍ. أنقِذونا مِنَ الشدائِد. بما أنَّكم رُؤساءُ مَراتِبِ القُوَّاتِ العُلويَّة.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 09 - 2016, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 14436 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس بولس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"أيها الأب البار، لما توشّحت بحلّة رئاسة الكهنوت، طفقت تقتدي بسميّك بولس محتملاً الاضطهادات والشدائد. وبأتعابك الذاتية نقضت عقائد آريوس ذات التجديف. وبما أنك تألمت من اجل الثالوث الأزلي المتساوي الجوهر، حطمت مكدونيوس الملحد، محارب الروح. وإذ أوضحت للجميع الإيمان المستقيم الرأي، فأنت تسكن مع الملائكة العادمي
الهيولى. فمعهم ابتهل الآن في خلاص نفوسنا". (صلاة المساء. ذكصا بروصومية)
هذا ما تصدح به الكنيسة في عيد القديس بولس المعترف، رئيس أساقفة القسطنطينية، الذي يعتبر بحق احد أبرز المدافعين العمالقة عن الإيمان القويم في وجه الهرطقات عموماً، ولاسيما الهرطقة الآريوسية، مثله مثل نظيره الاسكندري القدّيس اثناسيوس الكبير واوسطاتيوس الأنطاكي ومركلس، أسقف أنقرة.
ولد في تسالونيكي في أواخر القرن الثالث، أو أوائل القرن الرابع للميلاد. جاء القسطنطينية يافعاً، ولم يلبث أن انضم إلى خدّام الكنيسة فيها. أبدى منذ أول عهده بالخدمة تمسّكاً بالإيمان القويم اقترن بالصلابة والتقوى والطهارة في المسرى والوداعة. وقد سامه البطريرك الكسندروس، في وقت قصير نسبياً، شماساً ثم كاهناً وكانت عينه عليه. ولما شعر البطريرك بدنو أجله في العام 336 م، سئل بمن يشير خلفاً فكان جوابه: إذا رغبتم في راع فاضل وصاحب إيمان قويم وعلم جزيل فعليكم ببولس الكاهن. وإذا ما آثرتم رجلاً وسيم الطلعة، فصيح اللسان، يتقن مراسم العظمة ويتبع مظاهر الجلال فعليكم بمكدونيوس الشمّاس. فما أن فارق البطريرك حتى جرى اختيار بولس. ولكن كان هذا إليه إيذاناً بعهد لم يعرف خلاله طعم الراحة لأن ما لحقه من الافتراء والتنكيل والاضطهاد من الآريوسيين، لم يتوقف، وكان هو ثابتاً راسخاً شامخاً كالطود، رمزاً للإيمان القويم، حتى الموت. خمس مرات أبعد عن كرسيه وشعبه وأربع مرات عاد. ثلاث مرات لجأ إلى رومية. مرّتان أخذ بالحيلة وقيّد بالسلاسل واقتيد إلى المنفى. والشعب وقف بجانبه في مواجهة الدولة التي آزرت إتباع آريوس، لاسيما الإمبراطور قسطانس. وكم من صدام دموي حصل بسببه بين المؤمنين والعسكر حتى أن الدولة لم تعد تجرؤ على اتخاذ أي تدبير علني ضد بولس مخافة رد الفعل الشعبي. وقد كانت المواجهة ضارية أحياناً إلى درجة أن قائداً أوفده قسطانس لوأد ما اعتبره فتنة، اسمه هرمجان، انقضت عليه الجموع وقتلته وجرّت جثته في الشوارع وأحرقت منزله.
كل ذلك زاد من حقد الآريوسين على بولس، كما زاد من سعي الإمبراطور إلى التخلص منه بكل الطرق الممكنة. وما كان ليحتمله، أحياناً، إلا مرغماً لأن الإمبراطور قسطان، سيّد الإمبراطورية في الغرب وأخ الإمبراطور البيزنطي قسطانس، كان أرثوذكسياً وكان يستعمل نفوذه، لدى أخيه، لإعادة بولس إلى كرسيّه. و لاشك أنه كان للبابا الرومي يوليوس دوره في ذلك. ومما عمله أنه دعا على مجمع في سرديكا (347م) أدان فيه الأساقفة الآريوسيين وطلب إعادة الأساقفة الأرثوذكسيين إلى كراسيهم.
ولكن، بقيت الأمور تتقلب إلى أن جرى نفي بولس إلى كوكوزا، في أقاصي أرمينية، إلى حيث سينفى أيضاً القديس يوحنا الذهبي الفم، بعد نصف قرن تقريباً. وفي كوكوزا تحمل بولس الجوع والعطش والتعب ولهب الشمس. أخيراً، فيما كان، مرة، يقيم الذبيحة الإلهية، دخل عليه الآريوسيين وخنقوه. وقد كان ذلك في العام 351 للميلاد.
ثم أنه جرى نقل رفات القديس بولس إلى القسطنطينية في أيام الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير (381م). بعد ذلك سطا عليها الصليبيون ونقلوها إلى البندقية في العام 1236م، حيث ما تزال إلى اليوم.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 09 - 2016, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 14437 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسان الشهيدان غالكتيون وآبيستيمي الحمصيان…
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاش هذان القديسان في مدينة حمص في أيام الإمبراطور الروماني داكيوس وفيها استشهدا. كان غالكتيون من عائلة وثنية ثرية حرمت ثمرة البطن زماناً إلى أن مرّ بها راهب يستعطي اسمه أونوفريوس. هذا لما رأى امارات الحزن مرتسمة على محيا المرأة، أم غالكتيون العتيدة، سألها ما بها فأجابته أنه لا ولد لها. فقال لها إن هذا بتدبير من الله حتى لا تقدّم مولودها للشياطين وأنها ستبقى كذلك إلى أن تؤمن بالإله الحقيقي، يسوع المسيح، الذي ينادي به هو. فتحرك قلب المرأة فبشّرها وعمّدها. وإن هي سوى فترة قصيرة حتى حبلت. وفي زمان الولادة أنجبت صبياً سمته غالكتيون وأقنعت بعلها فآمن واعتمد هو أيضاً.
وكبر الصبي وبلغ العشرين فشاء أبوه بعد وفاة أمه أن يزفّه إلى صبية تليق به. ولما لم يكن متمسكاً بمسيحيته كمثل زوجته اختارها وثنية اسمها ابيستيمي. وإذ لم تكن عادة ذلك الزمان أن يقاوم الأبناء آباءهم في مسائل الزواج، رضخ غالكتيون للأمر الواقع. لكنه أبى أن يقرب عروسه ما لم تصر مسيحية أولاً. ولما أبدت هي استعداداً علّمها فآمنت واعتمدت.
وما أن مضت على معمودية ابيستيمي ثمانية أيام حتى رأت في الحلم السماء مفتوحة ومجد الذين ارتضوا أن يحفظوا أنفسهم بتلاً من أجل الله. فلما أفاقت من النوم أخبرت غالكتيون بما شاهدت، فقرّر الاثنان السلوك في البتولية.
ثم أن موجة جديدة عنيفة ضد المسيحيين ثارت في ذلك الزمان فجرى القبض على الزوجين كليهما وقدّما إلى المحاكمة. ولما ثبت للحاكم أرسوز أنهما مسيحيان متمسكان ولا سبيل لاستعادتهما إلى الوثنية أسلمهما لعذابات مروّعة. فأشبع الاثنان ضرباً وجلداً ثم عرّى الجند ابيستيمي وعرّضوها للهزء. كما قطعوا لسانيهما وعمدوا إلى بتر أيدهما وأرجلهما، وأخيراً ضربوا عنقيهما. فجاء أحد خدّام ابيستيمي المتنصرّين، المدعو افتوليوس، ورفع بقاياهما ودفنهما. وهو الذي كتب سيرتهما.

القدّيس الشهيد دومنينوس الحمصي ورفقته: تيموثاوس وثيوفيلوس وثيوتيموس ودوروثيوس وأفتيشيس وكرتاريوس
فأما دومنينوس فكان طبيباً حكم عليه بالأشغال الشاقة من أجل إيمانه بالمسيح واستشهد في حمص في العام 310 للميلاد. وثمّ من يقول أنه قضى حرقاً في فلسطين. أما رفقته فيظن أنهم استشهدوا بطرق شتى. ففيما حكم على : تيموثاوس وثيوفيلوس وثيوتيموس بمواجهة المصارعين حتى الموت، دفع دوروتيوس، الشيخ الوقور، إلى الحيوانات المفترسة، وخصي أفتيشيس وكرتاريوس وسيقوا إلى مناجم الحديد في فاينو حيث قضيا ببطء نتيجة لهب الشمس والتعب الشديد والحرمان. كما أسلمت ثلاث عذارى لبيت من بيوت الدعارة، وأخضع العديدون للتعذيب ممن لم يحفظ لنا التاريخ أسماءهم.
طروبارية القديسين الشهيدين غالكتيون وزوجته ابيستيمي باللحن الرابع
شهيداكَ يا رب بجهادهِما، نالا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوَّتك فحطما المغتصبين وسحقا بأسَ الشياطين التي لا قوَّة لها، فبتوسلاتهما أيها المسيح الإله خلص نفوسنا.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 09 - 2016, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 14438 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تذكار نقل رفات القدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس…


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة يوافق العيد الأساسي للقدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر يوم الثالث والعشرين من شهر نيسان من كل عام. لذلك فإننا نطالع سيرته كاملة هناك. أما الذكرى التي تحتفل بها الكنيسة اليوم فعيد ثان له كانت، أول ما كانت، مناسبة تدشين كنيسة جميلة حملت اسمه في مدينة اللد في فلسطين وجرى نقل رفات القدّيس إليها. حدث ذلك في القرن الرابع الميلادي، أيام الإمبراطور قسطنطين الكبير (305-337م). جدير بالذكر أن اللد هي مسقط رأس القدّيس، فيما كان استشهاده في مدينة نيقوميذية، العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية. ومن نيقوميذية جرى نقل رفاته إلى موطنه الأصلي في فلسطين.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 09 - 2016, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 14439 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسَين قزما وداميانوس الماقتَي الفضّة وأمّهما…
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مقدّمة*:‬
*«‬لقد* ‬جعل* ‬القدّيسان* ‬رجاءهما* ‬كلّه* ‬في* ‬السماوات،* ‬فكنزا* ‬لهما* ‬كنزًا* ‬لا* ‬يُسلب،* ‬فإنّهما* ‬أخذا* ‬مجّانًا* ‬فيمنحان* ‬الأشفية* ‬للمرضى* ‬مجّانًا،* ‬واتّبعا* ‬قول* ‬الإنجيل،* ‬فلم* ‬يقتنيا* ‬فضّةً* ‬ولا* ‬ذهبًا،* ‬بل* ‬كانا* ‬يمنحان* ‬إحساناتهما* ‬للناس* ‬والبهائم* ‬حتى* ‬يكونا* ‬خاضعين* ‬للمسيح* ‬في* ‬كلّ* ‬الأحوال،* ‬وهما* ‬الآن* ‬يتشفّعان* ‬بدالة* ‬في* ‬نفوسنا*»‬*.‬
هذا* ‬ما* ‬تنشده* ‬الكنيسة* ‬يوم* ‬عيد* ‬القدّيسين* ‬قزما* ‬ودميان،* ‬في* ‬صلاة* ‬المساء،* ‬موجزة* ‬سيرتهما* ‬في* ‬المسيح،* ‬ومبيّنة* ‬الركائز* ‬التي* ‬على* ‬أساسهما* ‬نسألهما* ‬الشفاعة* ‬لدى* ‬الربّ* ‬الإله*.‬
لا* ‬نعرف* ‬الكثير* ‬عن* ‬هذين* ‬القدّيسين* ‬رغم* ‬الإكرام* ‬الواسع* ‬الذي* ‬لقياه* ‬في* ‬الشرق* ‬والغرب* ‬معًا،* ‬ورغم* ‬كثرة* ‬الكنائس* ‬التي* ‬شيّدت* ‬على* ‬اسميهما* ‬على* ‬مدى* ‬العصور*.‬

سيرتهما*:‬
كان* ‬موطنهما* ‬ناحية* ‬من* ‬نواحي* ‬أفسس* ‬في* ‬آسيا* ‬الصغرى*. ‬وثمّ* ‬من* ‬يقول* ‬أنّهما* ‬ولدا* ‬في* ‬بلاد* ‬العرب*. ‬وكان* ‬أبوهما* ‬وثنيًّا* ‬وأمّهما* ‬مسيحيّة* ‬اسمها* ‬ثيودوتي*. ‬وقد* ‬توفي* ‬الأب* ‬وولداه* ‬بعد* ‬صغيرين،* ‬فرّبتهما* ‬والدتهما* ‬على* ‬المسيحيّة* ‬وأحسنت،* ‬حتى* ‬التصق* ‬اسمها* ‬باسمي* ‬ولديها* ‬كأمٍّ* ‬بارّة* ‬في* ‬الكنيسة*.‬
تلقّن* ‬قزما* ‬ودميان* ‬جملةً* ‬من* ‬معارف* ‬ذلك* ‬الزمان* ‬وعلومهما،* ‬فبرعا* ‬فيها*. ‬لكن* ‬تنشئة* ‬أمّهما* ‬لهما* ‬على* ‬حياة* ‬الفضيلة،* ‬ما* ‬لبثت* ‬أن* ‬جعلتهما* ‬يفطنان* ‬إلى* ‬بطلان* ‬الفلسفة* ‬وحكمة* ‬هذا* ‬الدهر* ‬إزاء* ‬حكمة* ‬المسيح،* ‬فاستصغرا* ‬المعارف* ‬العالمية* ‬النظرية،* ‬ورغبا* ‬في* ‬التملؤ* ‬من* ‬محبّة* ‬المسيح،* ‬ولسان* ‬حالهما* ‬ما* ‬قاله* ‬الرسول* ‬بولس* ‬إلى* ‬أهل* ‬فيليبي*: ‬*«‬*...‬كلّ* ‬ما* ‬كان* ‬لي* ‬من* ‬ربحٍ* ‬اعتبرته* ‬خسارةً* ‬من* ‬أجل* ‬المسيح،* ‬بل* ‬إنّي* ‬أعتبر* ‬كلّ* ‬شيءٍ* ‬خسارةً* ‬من* ‬أجل* ‬فضل* ‬معرفة* ‬المسيح* ‬يسوع* ‬ربّي،* ‬فمن* ‬أجله* ‬تحمّلت* ‬خسارة* ‬كلّ* ‬شيء،* ‬وأعتبر* ‬كلّ* ‬شيء* ‬نفايةً* ‬لكي* ‬أربح* ‬المسيح،* ‬ويكون* ‬لي* ‬فيه* ‬مقام*»‬* (‬8:3-9*). ‬
وقد* ‬أفضى* ‬بهما* ‬هذا* ‬اليقين* ‬إلى* ‬الإقبال* ‬على* ‬الطبّ* ‬بنيّة* ‬تسخير* ‬العلم* ‬للمسيح* ‬وخدمة* ‬الكلمة* ‬والعناية* ‬بالمريض.
انكبّا* ‬على* ‬الدرس* ‬والتحصيل* ‬حتى* ‬برعا،* ‬بنعمة* ‬الله،* ‬أي* ‬براعة*.‬
وبالإيمان* ‬ومحبّة* ‬المسيح* ‬والطب،* ‬انفتح* ‬لهذين* ‬المجاهدين* ‬باب* ‬عريض* ‬على* ‬الخدمة* ‬وتمجيد* ‬الله*. ‬فكان* ‬دأبهما* ‬رعاية* ‬المرضى* ‬بالمجّان* ‬عملاً* ‬بالقول* ‬الإلهي*: ‬*«‬مجانًا* ‬أخذتم،* ‬مجانًا* ‬أعطوا*»‬* (‬متى* ‬8*:‬10*). ‬

وقد* ‬سلكا* ‬في* ‬ذلك* ‬في* ‬حرصٍ* ‬شديدٍ* ‬حتى* ‬ليقال* ‬أن* ‬قزما* ‬خاصم* ‬أخاه* ‬دميان* ‬مرّةً* ‬خصامًا* ‬شديدًا* ‬لأنّه* ‬تلقّى* ‬ثلاث* ‬بيضات* ‬من* ‬امرأةٍ* ‬مريضةٍ* ‬فأبرأها*.‬
إلى* ‬ذلك* ‬سلك* ‬الأخوان* ‬في* ‬العفّةِ* ‬والفقر* ‬خاضعين* ‬للمسيح* ‬في* ‬كلّ* ‬حال*. ‬وقد* ‬امتدّت* ‬عنايتهما* ‬بالمرضى* ‬إلى* ‬البهائم* ‬لأنّها* ‬هي* ‬أيضًا* ‬من* ‬إبداع* ‬الله* ‬وتحت* ‬الألم*.‬
واستمر* ‬قزما* ‬ودميان* ‬على* ‬هذا* ‬المنوال* ‬زمانًا* ‬سخّرا* ‬خلاله* ‬الأعشاب* ‬والأدوية* ‬وكلّ* ‬فكرٍ* ‬وجهدٍ* ‬محبّة* ‬بالقريب،* ‬فرضي* ‬الله* ‬عنهما* ‬ومنّ* ‬عليهما* ‬بنعمة* ‬الشفاء* ‬بكلمة* ‬الإيمان* ‬واللمس* ‬على* ‬منوال* ‬الرسل*.‬
من* ‬ذلك* ‬الوقت* ‬أضحت* ‬الصلاة* ‬واسم* ‬الربّ* ‬يسوع* ‬وحده* ‬الدواء* ‬الشافي* ‬لكلّ* ‬مرضٍ* ‬أو* ‬عاهةٍ* ‬تعرض* ‬لهذين* ‬القدّيسين*. ‬فتقاطر* ‬عليهما* ‬الناس* ‬من* ‬كلّ* ‬صوبٍ* ‬يسألون* ‬السلامة*. ‬وكان* ‬كلّ* ‬قاصد* ‬لهما* ‬يحظى* ‬بالتعزيّة* ‬والبركة* ‬والشهادة* ‬لاسم* ‬الربّ* ‬يسوع*.‬
ثابر* ‬هذان* ‬الخادمان* ‬على* ‬عمل* ‬الله،* ‬دونما* ‬كلل،* ‬طويلاً،* ‬وكانا* ‬يتجدّدان* ‬أبدًا* ‬في* ‬الصلاة* ‬والصبر* ‬والاتّضاع* ‬والتماس* ‬رضى* ‬العليّ* ‬إلى* ‬أن* ‬رقدا* ‬في* ‬الربّ* ‬ودُفنا* ‬في* ‬موضعٍ* ‬يُعرف* ‬بالفرمان.

كما* ‬شيّدت* ‬فوق* ‬ضريحهما* ‬كنيسة* ‬لم* ‬ينقطع* ‬سيل* ‬المتدفّقين* ‬عليها* ‬جيلاً* ‬بعد* ‬جيل،* ‬السائلين* ‬شفاعة* ‬القدّيسين،* ‬النائلين* ‬برفاتهما* ‬بركة* ‬الشفاء* ‬من* ‬عاهات* ‬النفس* ‬والجسد.

رقادهما*:‬
أما* ‬كيف* ‬رقدا* ‬فغير* ‬معروف* ‬تمامًا*. ‬
ففيما* ‬يؤكّد* ‬بعض* ‬المصادر* ‬أنّهما* ‬استشهدا* ‬في* ‬زمن* ‬الإمبراطورين* ‬الرومانيين* ‬ذيوكليسيانوس* ‬ومكسيميانوس* ‬عام* ‬303* ‬للميلاد،* ‬تميل* ‬مصادر* ‬أخرى* ‬إلى* ‬القول* ‬بأنّهما* ‬رقدا* ‬بسلام* ‬دون* ‬أن* ‬تعطي* ‬لذلك* ‬تاريخًا* ‬محدّدًا*.‬
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 09 - 2016, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 14440 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,453

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ليه مش قادر استفيد عملياً من كلمة الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(سؤال) ليه مش قادر استفيد عملياً من كلمة الله ويبقى ليها فعل في حياتي الشخصية، مع أن كل حياتي فيها، حتى في هزاري وفي كل مسابقة اعملها بيها في الكنيسة، وكمان لما أحب اقعد واقرأ فيها باجيب فنجال قهوة جمبي علشان أقدر أركز فيها كويس؟
(الإجابة) حينما نفقد سر التقوى، أي مهابة الله كأب وسيد في حياتنا الشخصية، تصبح كلمته رخيصة في أعيننا لأننا لا ننتبه إليها ولا نعطيها الكرامة التي تليق بها، ونتلقفها قوة في حياتنا، بل قد ندوسها أو لا نعطيها الانتباه اللازم مع التوقير والاحترام الذي يليق بها، وهذا يظهر عملياً حينما نقرأ الكتاب المقدس، أو نسمع الإنجيل، او نحضر اجتماع روحي، فأننا لا ننتبه أو نسرح، أو ننشغل بأمور أخرى كثيره، أو نضفي عليها فكر العالم، أو ندمجها بعلم النفس أو السياسة، أو ندخلها في مزاحنا اليومي أو في داخل الكنيسة والمسابقات التي جعلت كثيرين لا يهابون الله ولا يوقروا بيته لأنه بيت الصلاة يُدعى (طبعاً مش اقصد أن كل الناس بتعمل كده، الكلام هنا مش في المطلق)، أو حينما نقرأ كلمة الله كلمة الحياة، نحضر طعامنا المادي أو قهوة أو قليل من الشاي بحجة التركيز، لذلك تنغلق الكلمة أمام أعيننا ولا تنغرس فينا وبالتالي لن تُثمر، بل ولن يكون لها فعل عمل قوي في حياتنا الشخصية، لذلك علينا أن ننتبه لأن كلمة الله عزيزة وقيمتها عالية للغاية لا تقارن بكنوز العالم أو تتبدل بها، فأن انفتحت الكلمة على قلوبنا فهي تنسكب سكيباً وتصير كنز النفس النفيس، وقوة في حياتنا الشخصية ترفعنا للعلو الحلو الذي للقديسين.
+ الابن يُكرم أباه والعبد يُكرم سيده، فأن كنت أنا أباً فأين كرامتي، وأن كنت سيداً فأين هيبتي، قال لكم رب الجنود أيها الكهنة المحتقرون اسمي وتقولون بم احتقرنا اسمك (ملاخي 1: 6)
فأن اردت أن تنفتح كلمة الله عليك وتسكب غناها في قلبك، تب أولاً وآمن بمسيح القيامة والحياة، ووقر كلامه جداً وأعطه الكرامة التي تليق به لأن ناطقه الله الحي، فأن كنا نوقر الرؤساء وآبائنا الجسديين، ونحترم كلماتهم وأقوالهم، ونقدر القانون الموضوع بيد بشر ونحترمه، فكم يكون توقيرنا واحترامنا لسيد الكل وخالق الجميع، وكم يكون انتباهنا للكلمة النبوية التي سُلمت على يد ملائكة وأنبياء، وكلمة الحياة التي وصلت لنا عن طريق ابن الله الحي في ملء الزمان.
+ وعندنا الكلمة النبوية وهي اثبت التي تفعلون حسناً ان انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم (2بطرس 1: 19)
+ الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً، بأنواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء، الذي به أيضاً عمل العالمين. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي. صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم. (عبرانيين 1: 1 – 4)
+ لذلك يجب أن نتنبه أكثر إلى ما سمعنا لئلا نفوته. لأنه ان كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة وكل تعدٍ ومعصية نال مجازاة عادلة. فكيف ننجو نحن أن أهملنا خلاصاً هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا. شاهداً الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته. (عبرانيين 2: 1 – 4)
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024