01 - 12 - 2023, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 144041 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نصيب يعقوب: "لَيْسَ كَهذِهِ نَصِيبُ يَعْقُوبَ، لأَنَّهُ مُصَوِّرُ الْجَمِيعِ، وَقَضِيبُ مِيرَاثِهِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ." [19]. شتان ما بين عقوبة الأشرار المصممين على عنادهم وتأديب النفوس الساقطة في الخطايا عن ضعفٍ أو جهلٍ. يخشى الأشرار قدرة الله إذ يرونه جبارًا يسيطر عليهم، أما المؤمنون فيفرحون بجبروته إذ يرتبط ذلك بأبوته وحبه. حقًا يؤدب، لكن في تأديبه يعلن عن حبه واهتمامه بهم، لأنهم ميراثه، منسوبون إليه. |
||||
01 - 12 - 2023, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 144042 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عصا الرب للتأديب: 20 أَنْتَ لِي فَأْسٌ وَأَدَوَاتُ حَرْبٍ، فَأَسْحَقُ بِكَ الأُمَمَ، وَأُهْلِكُ بِكَ الْمَمَالِكَ، 21 وَأُكَسِّرُ بِكَ الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ، وَأَسْحَقُ بِكَ الْمَرْكَبَةَ وَرَاكِبَهَا، 22 وَأَسْحَقُ بِكَ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ، وَأَسْحَقُ بِكَ الشَّيْخَ وَالْفَتَى، وَأَسْحَقُ بِكَ الْغُلاَمَ وَالْعَذْرَاءَ، 23 وَأَسْحَقُ بِكَ الرَّاعِيَ وَقَطِيعَهُ، وَأَسْحَقُ بِكَ الْفَلاَّحَ وَفَدَّانَهُ، وَأَسْحَقُ بِكَ الْوُلاَةَ وَالْحُكَّامَ. 24 وَأُكَافِئُ بَابِلَ وَكُلَّ سُكَّانِ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ عَلَى كُلِّ شَرِّهِمِ الَّذِي فَعَلُوهُ فِي صِهْيَوْنَ، أَمَامَ عُيُونِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 25 هأَنَذَا عَلَيْكَ أَيُّهَا الْجَبَلُ الْمُهْلِكُ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْمُهْلِكُ كُلَّ الأَرْضِ، فَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْكَ وَأُدَحْرِجُكَ عَنِ الصُّخُورِ، وَأَجْعَلُكَ جَبَلًا مُحْرَقًا، إن كان الله يقطع مطرقة كل الأرض ويحطمها، فإنه يوضح هنا عمله أنه يستخدم مطرقة لتحطيم الشر. ما هي هذه المطرقة؟ كانت في البداية أشور التي استخدمها الله كعصا تأديب لإسرائيل (إر 10: 5-19)، وفيما بعد استخدم عبده نبوخذنصر البابلي لتأديب يهوذا وبقية الأمم (إر 27: 4-11)، وأخيرًا استخدم كورش ليطرق به بابل داعيًا إياه راعيه ومسيحه (إش 44: 28؛ 45: 1). يبدأ هنا ببابل كمطرقة في يد الرب (20-23)، يليه دينونة بابل (25-24). "أنت لي فأس وأدوات حرب، فأسحق بك الأمم وأهلك بك الممالك. وأكسر بك الفرس وراكبه وأسحق بك المركبة وراكبها. وأسحق بك الرجل والمرأة، وأسحق بك الشيخ والفتى، وأسحق بك الغلام والعذراء. وأسحق بك الراعي وقطيعه، وأسحق بك الفلاح وفدانه، وأسحق بك الولاة والحكام" [20-23]. كانت فؤوس المعارك متنوعة؛ كانت الفأس المصرية بيدٍ طويلة ولها رأس واحدة نحاسية أو حديدية، بينما الفؤوس الفارسية أياديها قصيرة ولها رأس ضخمة. توجد فؤوس حرب لها رأسان. بفؤوس الحرب والأدوات الأخرى التي للرب، أي بجيش بابل سحق الأمم والممالك، كما الجيوش وأدواتها، وكل طبقات الشعب لتأديبهم... وكان يليق ببابل أن تتعظ ولا تسقط في العجرفة حتى على الله نفسه. إذ انتهى الحديث عن بابل كمطرقة تسحق الأمم، تتقبل بابل ثمرة شرها وغطرستها. كانت تتشامخ كجبلٍ عالٍ، الآن يهددها لتصير "جبلًا محرقًا" لا يصلح لشيء. "وأكافئ بابل وكل سكان أرض الكلدانيين على كل شرهم الذي فعلوه في صهيون أمام عيونكم يقول الرب. هأنذا عليك أيها الجبل المهلك يقول الرب، المهلك كل الأرض، فأمد يدي عليك، وأدحرجك عن الصخور، وأجعلك جبلًا محرقًا" [20-25]. يدعو الله بابل جبلًا مع أنها قائمة على سهل، وذلك كرمز كقوتها وعظمتها. |
||||
01 - 12 - 2023, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 144043 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حرمان من حجر الزاوية: "فَلاَ يَأْخُذُونَ مِنْكَ حَجَرًا لِزَاوِيَةٍ، وَلاَ حَجَرًا لأُسُسٍ، بَلْ تَكُونُ خَرَابًا إِلَى الأَبَدِ، يَقُولُ الرَّبُّ." [26]. عوض كونها جبلًا متشامخًا صارت جبلًا محرقًا لا تجد فيه حجرًا يصلح لزاوية ولا كأساسٍ لأي مبنى. هذا هو ثمر الكبرياء، يفقد الإنسان كل صلاحية. لقد دُعِيَ السيد المسيح "حجر الزاوية"، وصار إيمان التلاميذ به هو حجارة الأساسات التي يقوم عليها مبنى كنيسة العهد الجديد، لكن بابل لم تتمتع بالسيد المسيح ولا بإيمان الرسل، لذلك انهارت تمامًا. تتحقق هذه النبوات بالكامل حين يسكب الملاك السابع جامه (رؤ 14: 8؛ 16: 17-21؛ 18: 1-24). |
||||
01 - 12 - 2023, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 144044 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جاء وقت الحصاد: 27 «اِرْفَعُوا الرَّايَةَ فِي الأَرْضِ. اضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي الشُّعُوبِ. قَدِّسُوا عَلَيْهَا الأُمَمَ. نَادُوا عَلَيْهَا مَمَالِكَ أَرَارَاطَ وَمِنِّي وَأَشْكَنَازَ. أَقِيمُوا عَلَيْهَا قَائِدًا. أَصْعِدُوا الْخَيْلَ كَغَوْغَاءَ مُقْشَعِرَّةٍ. 28 قَدِّسُوا عَلَيْهَا الشُّعُوبَ، مُلُوكَ مَادِي، وُلاَتَهَا وَكُلَّ حُكَّامِهَا وَكُلَّ أَرْضِ سُلْطَانِهَا، 29 فَتَرْتَجِفَ الأَرْضُ وَتَتَوَجَّعَ، لأَنَّ أَفْكَارَ الرَّبِّ تَقُومُ عَلَى بَابِلَ، لِيَجْعَلَ أَرْضَ بَابِلَ خَرَابًا بِلاَ سَاكِنٍ. 30 كَفَّ جَبَابِرَةُ بَابِلَ عَنِ الْحَرْبِ، وَجَلَسُوا فِي الْحُصُونِ. نَضَبَتْ شَجَاعَتُهُمْ. صَارُوا نِسَاءً. حَرَقُوا مَسَاكِنَهَا. تَحَطَّمَتْ عَوَارِضُهَا. 31 يَرْكُضُ عَدَّاءٌ لِلِقَاءِ عَدَّاءٍ، وَمُخْبِرٌ لِلِقَاءِ مُخْبِرٍ، لِيُخْبِرَ مَلِكَ بَابِلَ بِأَنَّ مَدِينَتَهُ قَدْ أُخِذَتْ عَنْ أقْصَى، 32 وَأَنَّ الْمَعَابِرَ قَدْ أُمْسِكَتْ، وَالْقَصَبَ أَحْرَقُوهُ بِالنَّارِ، وَرِجَالُ الْحَرْبِ اضْطَرَبَتْ. 33 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ بِنْتَ بَابِلَ كَبَيْدَرٍ وَقْتَ دَوْسِهِ. بَعْدَ قَلِيل يَأْتِي عَلَيْهَا وَقْتُ الْحَصَادِ». في هذه المرة لا توُجه الدعوة إلى رؤساء مادي وحدهم بل إلى كل الأمم والشعوب لتتحالف معًا وتقدس حربًا ضد بابل. هذا النداء مُوجه للأمم بعد خضوعها لمادي لتعمل مع مادي ضد بابل، وتحسب أن حربها مع بابل هو عمل مقدس، لأنه بسماحٍ إلهي. النداء موجه بالأكثر إلى ممالك في منطقة أرمينيا (ممالك أراراط ومِنّيِ واشكناز). "ارفعوا الراية في الأرض. اضربوا بالبوق في الشعوب. قدسوا عليها الأمم، نادوا عليها ممالك أرارط ومِنّيِ وأشكناز. أقيموا عليها قائدًا، أصعدوا الخيل كغوغاء (جراد) مقشعرة" [27]. أراراط: منطقة في ارمينيا شمال بحيرة فان Van. مِنّيِ Minni شعب قريب من مملكة أراراط، شرق بحيرة فان. اشكناز: يُقال إنهم من نسل جومر (تك 10: 3)، يرى البعض أنهم السكيثيون. واضح أن هذه الممالك صارت خاضعة لملوك مادي، غلبها الماديون في القرن السادس ق.م. هنا الدعوة موجهة إليهم للعمل مع مادي [28] في مقاومة بابل، إذ يقول: "قدسوا عليها الشعوب ملوك مادي وُلاتها وكل حكامها وكل أرض سلطانها" [28]. لقد ارتجفت الأرض واهتزت أمام ما حلَّ ببابل العظيمة: "فترتجف الأرض وتتوجع، لأن أفكار الرب تقوم على بابل ليجعل أرض بابل خرابًا بلا ساكن. كف جبابرة بابل عن الحرب وجلسوا في الحصون. نضبت شجاعتهم. صاروا نساء. حرقوا مساكنها. تحطمت عوارضها. يركض عداء للقاء عداء، ومخبر للقاء مخبر، ليخبر ملك بابل بأن مدينته قد أخذت عن أقصى. وأن المعابر قد أمسكت والقصب أحرقوه بالنار ورجال الحرب اضطربت. لأنه هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل إن بنت بابل كبيدر وقت دوسه. بعد قليلٍ يأتي عليها وقت الحصاد" [29-33]. نلاحظ هنا أن تكرار نفس العبارات التي قيلت عن يهوذا بعد دماره بواسطة نبوخذنصر (إر 4: 7؛ 44: 22)، وأيضًا عن مصر (إر 46: 19) وموآب (إر 48: 9)؛ وكأن ما فعلته بابل بغيرها يسقط عليها. كثيرًا ما يكرر هذا الأصحاح انهيار جيش بابل، إذ كفّ الجبابرة عن الحرب بسبب المفاجأة التي لم تكن متوقعة، فاختفوا في الحصون، وفقدوا شجاعتهم، وصاروا كنساءٍ في ضعف، غير قادرين على الدخول في معركة. يظهر مقدار ما حلّ بجبابرة بابل من ضعف إذ أُصيبوا كما بفالجٍ فشُلَّت حركتهم بسبب الخوف. يذكر هيرودت Herodotus أن البابليين رجعوا إلى المدينة وبقوا في الحصون كما سبق فتنبأ إرميا [30] . كانت العادة قديمًا أن يركض واحد وراء آخر قادمين من أرض المعركة ليخبروا الملك بالأحداث (2 صم 18: 19؛ 19: 1). هنا يركض كثيرون من كل جانب ليخبروا الملك بسقوط المدينة في يد العدو. جاءت الاخباريات الأولى تعلن عن انهيار الحصون الخارجية. بجانب الحصنين العظيمين اللذين كانا يحيطا بقلب بابل وُجد حصن داخلي سمكه 21 قدمًا وآخر خارجي سمكه أكثر من 21 قدم. كانت هناك حصون في شمال المدينة وجنوبها، كما قام نهر الفرات مع قنوات والبرك بتحصين المدينة طبيعيًا. يقصد بالمعايير أُمسكت، أنهم قد سيطروا على النهر ذاته؛ وإذ هرب كثيرون وسط القصب حرق العدو القصب حتى لا يختفي أحد فيه. ماذا يعني أن بنت بابل صارت كبيدر وقت دوسه؟ إذ يأتي وقت الحصاد تجمع عيدان القمح، وتُلقى على الأرض، وتدوسها الحيوانات، وتقطع العيدان بالنورج ثم تذرى. هكذا صارت بابل كبنت ملقاة على الأرض تدوسها الحيوانات ويمزقها النورج ويذرونها كما في البيدر! |
||||
01 - 12 - 2023, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 144045 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شكوى إسرائيل: 34 «أَكَلَنِي أَفْنَانِي نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ. جَعَلَنِي إِنَاءً فَارِغًا. ابْتَلَعَنِي كَتِنِّينٍ، وَمَلأَ جَوْفَهُ مِنْ نِعَمِي. طَوَّحَنِي. 35 ظُلْمِي وَلَحْمِي عَلَى بَابِلَ» تَقُولُ سَاكِنَةُ صِهْيَوْنَ. «وَدَمِي عَلَى سُكَّانِ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ» تَقُولُ أُورُشَلِيمُ. [34-35]. لماذا حلّ كل هذا ببابل؟ لأن إسرائيل يشتكي عليها، فقد افترسته وأكلته وشربته حتى صار كإناء فارغ. أكل نبوخذنصر وشرب ولم يترك شيئًا في إناء إسرائيل! لم يصنع هذا عن احتياجٍ إلى أكلٍ أو شربٍ، إنما كان نبوخذنصر كتنينٍ يبتلع فريسته ليملا جوفه بها ويتنعم بها ثم يتقيأها (طوَّحني). بهجته في ابتلاع الآخرين ليتقيأهم بعد ذلك. |
||||
01 - 12 - 2023, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 144046 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله ينتقم لشعبه: 36 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُخَاصِمُ خُصُومَتَكِ، وَأَنْتَقِمُ نَقْمَتَكِ، وَأُنَشِّفُ بَحْرَهَا، وَأُجَفِّفُ يَنْبُوعَهَا. 37 وَتَكُونُ بَابِلُ كُوَمًا، وَمَأْوَى بَنَاتِ آوَى، وَدَهَشًا وَصَفِيرًا بِلاَ سَاكِنٍ. 38 يُزَمْجِرُونَ مَعًا كَأَشْبَال. يَزْأَرُونَ كَجِرَاءِ أُسُودٍ. 39 عِنْدَ حَرَارَتِهِمْ أُعِدُّ لَهُمْ شَرَابًا وَأُسْكِرُهُمْ، لِكَيْ يَفْرَحُوا وَيَنَامُوا نَوْمًا أَبَدِيًّا، وَلاَ يَسْتَيْقِظُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. 40 أُنَزِّلُهُمْ كَخِرَافٍ لِلذَّبْحِ وَكَكِبَاشٍ مَعَ أَعْتِدَةٍ. 41 « كَيْفَ أُخِذَتْ شِيشَكُ، وَأُمْسِكَتْ فَخْرُ كُلِّ الأَرْضِ؟ كَيْفَ صَارَتْ بَابِلُ دَهَشًا فِي الشُّعُوبِ؟ 42 طَلَعَ الْبَحْرُ عَلَى بَابِلَ، فَتَغَطَّتْ بِكَثْرَةِ أَمْوَاجِهِ. 43 صَارَتْ مُدُنُهَا خَرَابًا، أَرْضًا نَاشِفَةً وَقَفْرًا، أَرْضًا لاَ يَسْكُنُ فِيهَا إِنْسَانٌ وَلاَ يَعْبُرُ فِيهَا ابْنُ آدَمَ. 44 وَأُعَاقِبُ بِيلَ فِي بَابِلَ، وَأُخْرِجُ مِنْ فَمِهِ مَا ابْتَلَعَهُ، فَلاَ تَجْرِي إِلَيْهِ الشُّعُوبُ بَعْدُ، وَيَسْقُطُ سُورُ بَابِلَ أَيْضًا. يأخذ الله على عاتقه دفاعه عن أولاده في الوقت المناسب. يدافع شرعيًا، فيقيم خصومة ومحاكمة لكي يعطي للخصم فرصة الدفاع عن نفسه. "لذلك هكذا قال الرب: هأنذا أخاصم خصومتك وأنتقم نقمتك، وأنشف بحرها وأجفف ينبوعها. وتكون بابل كومًا ومأوى بنات آوى ودهشًا وصفيرًا بلا ساكن" [36-37]. سبق أن شبَّه البابليين بالأسود التي تزمجر، الآن إذ تشعر بالجوع تزمجر وتضطرب، فيعد لها الله وليمة، لا من أكلٍ بل من شربٍ، لكي تشرب منها وتسكر. يقدم لها كأس غضبه (إر 25: 15الخ)، يشربون فينامون ولا يقومون. لقد صاروا كخرافٍ مذبوحة وليس كأسودٍ قوية. "يزمجرون معًا كأشبال. يزئرون كجراء أسود. عند حرارتهم أعد لهم شرابًا وأسكرهم لكي يفرحوا ويناموا نومًا أبديًا ولا يستيقظوا يقول الرب. أنزلهم كخرافٍ للذبح وككباش مع أعتدة" [38-40]. استولى كورش على بابل بينما كانت المدينة كلها منشغلة بعيدٍ دنس. تحولت أغاني العيد إلى زمجرة أشبال صغيرة وزئير جراء أسود لكن بلا عون. كانوا يسكرون في لهوٍ بالعيد ولم يدروا أنهم يسكرون بخمر غضب الله. كانوا يقدمون الخراف والكباش ذبائح للإله بيل ولم يدركوا أنهم هم صاروا خرافًا للذبح وكباشًا تُستهلك. "كيف أُخذت شيشك؟! وأُمسكت فخر كل الأرض؟! كيف صارت بابل دهشًا في الشعوب؟! طلع البحر على بابل فتغطت بكثرة أمواجه. صارت مدنها خرابًا أرضًا ناشفة وقفرًا، أرضًا لا يسكن فيها إنسان ولا يعبر فيها ابن آدم. وأعاقب بيل في بابل، وأخرج من فمه ما ابتلعه، فلا تجري إليه الشعوب بعد ويسقط سور بابل أيضًا" [40-44]. سبق أن رأينا أن كلمة "شيشك" شفرة خاصة ببابل(715)، وأنها غالبًا مأخوذة عن فعلٍ معناه "يغطس". كأن بابل تغطس في وسط المياه ولا تقوم. لقد سبق فغطس يونان في البحر بينما جلست بابل على المياه الكثيرة كملكة. لكن شتان ما بين الاثنين، إذ تحولت مياه البحر بالنسبة ليونان إلى نهرٍ حلوٍ يحوط به (يونان 2: 5)، حوّلت قفر قلبه إلى جنة، فقدم تسبحة القيامة (يونان 2)، وعاين هيكل قدس الرب وتمتع بالخلاص (يونان 2: 7، 9). أما بابل الجالسة كملكة على نهر الفرات العذب فغطاها البحر المالح بأمواجه، وغرَّق حقولها ومدنها، ولم يعد يسكنها إنسان أو حيوان. أما إلهها بيل الذي ظنوه يأكل ما يذبحونه له وما يقدمونه له من أطعمةٍ فإنه يتقيأ ما ابتلعه، فيكون سخرية أمام الشعوب! وأخيرًا أسوار بابل التي كان العالم يتطلع إليها كإحدى الأعاجيب العظمى، فإنها تسقط. وكأن بابل تفقد نهرها وأرضها ومدنها وسكانها وحيواناتها وإلهها وأسوارها وحمايتها وسلامها! |
||||
01 - 12 - 2023, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 144047 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اخرجوا من وسطها: 45 اُخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا يَا شَعْبِي، وَلْيُنَجِّ كُلُّ وَاحِدٍ نَفْسَهُ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِ الرَّبِّ. 46 وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكُمْ فَتَخَافُوا مِنَ الْخَبَرِ الَّذِي سُمِعَ فِي الأَرْضِ، فَإِنَّهُ يَأْتِي خَبَرٌ فِي هذِهِ السَّنَةِ، ثُمَّ بَعْدَهُ فِي السَّنَةِ الأُخْرَى، خَبَرٌ وَظُلْمٌ فِي الأَرْضِ، مُتَسَلِّطٌ عَلَى مُتَسَلِّطٍ. [45-46]. تكررت الدعوة بالخروج من وسط بابل، وكأنها إنذارات خطر تدوّى بلا توقف حتى يهرب المؤمنون منها. ليخرجوا بلا خوف وليترقبوا أخبار متوالية تعلن عن خراب بابل ودمارها تمامًا. |
||||
01 - 12 - 2023, 04:09 PM | رقم المشاركة : ( 144048 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحكم: 47 لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي وَأُعَاقِبُ مَنْحُوتَاتِ بَابِلَ، فَتَخْزَى كُلُّ أَرْضِهَا وَتَسْقُطُ كُلُّ قَتْلاَهَا فِي وَسْطِهَا. 48 فَتَهْتِفُ عَلَى بَابِلَ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا، لأَنَّ النَّاهِبِينَ يَأْتُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشِّمَالِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 49 كَمَا أَسْقَطَتْ بَابِلُ قَتْلَى إِسْرَائِيلَ، تَسْقُطُ أَيْضًا قَتْلَى بَابِلَ فِي كُلِّ الأَرْضِ. [47- 49]. يُسمع هتاف النصرة والفرح في السموات وعلى الأرض، ليس شماتة في زملائهم البابليين، وإنما تهليلًا بعمل الله بخلاص أولاده، وتحقيق العدل الإلهي في الزمن المناسب. هذه هي خبرة المؤمن إذ تتحطم بابله الداخلية يهتف جسده (أرضه) مع نفسه (سمواته)، ويشترك كل كيانه في التهليل للرب. |
||||
01 - 12 - 2023, 04:09 PM | رقم المشاركة : ( 144049 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أمر بالعودة: 50 أَيُّهَا النَّاجُونَ مِنَ السَّيْفِ اذْهَبُوا. لاَ تَقِفُوا. اذْكُرُوا الرَّبَّ مِنْ بَعِيدٍ، وَلْتَخْطُرْ أُورُشَلِيمُ بِبَالِكُمْ. 51 قَدْ خَزِينَا لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا عَارًا. غَطَّى الْخَجَلُ وُجُوهَنَا لأَنَّ الْغُرَبَاءَ قَدْ دَخَلُوا مَقَادِسَ بَيْتِ الرَّبِّ. [50-51]. للمرة الخامسة في هذه النبوات ضد بابل يطالب الله شعبه بالخروج من بابل، ويحثهم على العودة إلى أرضهم (إر 50: 8، 51: 6، 9، 45، 50). إنه يطالبهم بالانشغال بأورشليم وتطهير هيكلها من الغرباء الذين دنسوها. إنها دعوة لكل نفس أن تُمتص أفكارها في أورشليمها الداخلية، مقدس الرب، ولا تسمح لفكرٍ غريب يدخل فيها ليدنسها. |
||||
01 - 12 - 2023, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 144050 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نهاية السبي البابلي: 52 لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُعَاقِبُ مَنْحُوتَاتِهَا، وَيَتَنَهَّدُ الْجَرْحَى فِي كُلِّ أَرْضِهَا. 53 فَلَوْ صَعِدَتْ بَابِلُ إِلَى السَّمَاوَاتِ، وَلَوْ حَصَّنَتْ عَلْيَاءَ عِزِّهَا، فَمِنْ عِنْدِي يَأْتِي عَلَيْهَا النَّاهِبُونَ، يَقُولُ الرَّبُّ. 54 «صَوْتُ صُرَاخٍ مِنْ بَابِلَ وَانْحِطَامٌ عَظِيمٌ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ، 55 لأَنَّ الرَّبَّ مُخْرِبٌ بَابِلَ وَقَدْ أَبَادَ مِنْهَا الصَّوْتَ الْعَظِيمَ، وَقَدْ عَجَّتْ أَمْوَاجُهُمْ كَمِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَأُطْلِقَ ضَجِيجُ صَوْتِهِمْ. 56 لأَنَّهُ جَاءَ عَلَيْهَا، عَلَى بَابِلَ، الْمُخْرِبُ، وَأُخِذَ جَبَابِرَتُهَا، وَتَحَطَّمَتْ قِسِيُّهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ مُجَازَاةٍ يُكَافِئُ مُكَافَأَةً. 57 وَأُسْكِرُ رُؤَسَاءَهَا وَحُكَمَاءَهَا وَوُلاَتَهَا وَحُكَّامَهَا وَأَبْطَالَهَا فَيَنَامُونَ نَوْمًا أَبَدِيًّا، وَلاَ يَسْتَيْقِظُونَ، يَقُولُ الْمَلِكُ رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 58 هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ أَسْوَارَ بَابِلَ الْعَرِيضَةَ تُدَمَّرُ تَدْمِيرًا، وَأَبْوَابُهَا الشَّامِخَةَ تُحْرَقُ بِالنَّارِ، [52-58]. سقوط بابل هو تحقيق للعدالة الإلهية، ما تعاني منه هو ثمر طبيعي لجرائمها. إذ اجتمع الرؤساء والحكماء، أي المنجمون، والولاة والحكام والأبطال للتشاور معًا تحول مجلسهم إلى جلسة مستهزئين، لأنهم سكروا من خمر اليأس وترنحوا، وفقدوا قدرتهم على التفكير والتصرف. |
||||