منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 09 - 2016, 07:51 PM   رقم المشاركة : ( 14391 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ميلاد والدة الإله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد خلق الله الإنسان ووضعه في الفردوس لكي لا ينشغل بغير زرع الخير والتأمل في أعمال الله وتسبيحه، لكن, بحسد الشيطان الذي أغوى حواء, المرأة الأولى, سقط آدم في الخطيئة وحسم من فردوس النعيم، بعد ذلك, أعطى الله البشر شريعته بواسطة موسى, وأعلن مشيئاته بواسطة أنبيائه، فعل ذلك لأنه أراد الله أن يُعدَّ البشرية لحدث عظيم هو تجسّد ابنه الوحيد، كلمة الله, الذي يخلّصنا من فخاخ العدو ومن الخطيئة والموت، فأعد لها الله مسكناً لا عيب فيه هي القديسة العذراء مريم، ومع أن مريم كانت تحت اللعنة والموت اللذين حلاّ بآدم وحواء، فإن الله اختارها, منذ الدهر، لتكون حواء جديدة وأما للمسيح المخلّص وينبوعاً لخلاصنا ومثالاً لكل قداسة،‏ وبتدبير الهي، ترك الله يواكيم وحنة, والدي مريم, بلا ذرية إلى أن تجاوزا سن الإنجاب, ثم أعطاهما ما تمنّياه طوال حياتهما, فكانت لهما مريم ثمرة النعمة والبركة والحنان الإلهي، لا ثمرة الطبيعة، وطبعاً، كان فرح يواكيم وحنّة بالعطية الإلهية عظيماً جد، تقول الترنيمة الخاصة بيوم تقدمة: تهلّلي أيتها الخليقة كلها لشعورك بورود الفرح من حنّة المتألهة اللّب التي معنى اسمها النعمة ومن يواكيم الإلهي اللذين على غير أمل ولدا مريم الكلية الطهارة والدة الإله النقية،،،
إن ميلاد مريم هو مصدر فرح وتهليل لكل الخليقة، مريم وردت من يواكيم وحنّة، بنعمة الله، لكنها تخصّ العالم كله، لأنها هي التي ولدت المسيح الإله، مخلّص العالم، مريم هي غاية تاريخ الخلاص وتمامه، ومآل تاريخ الحب والطاعة, واكتمال تاريخ الاستجابة والرجاء، لهذا السبب, نجد الخدمة الليتورجية، في هذا اليوم، مشبعة بالتهليل والفرح والحبور، (هذا هو يوم الرب فتهلّلوا يا شعوب،،،)، (اليوم ظهرت بشائر الفرح لكل العالم،،،)، (اليوم حدث ابتداء خلاصنا يا شعوب،،،)،
‏ في المزمور 13 ‏هذه الأقوال التي تعبّر عن حال البشرية قبل ورود المسيح: (،،،ليس من يعمل صلاحاً، حتى ولا واحد، أطلّ الرب من السماء على بني البشر ليرى هل من فاهم أو طالب الله، ضلّوا كلهم جميعاً وتدنّسو، ليس من يعمل صلاح، كلا ولا واحد)، (مز1:13-3)، طبعا, كان هناك صدّيقون أرضوا الله من قريب أو بعيد، ولكن, وحده الرب يسوع المسيح كان على قلب الآب السماوي, وأرضى الله إرضاء كاملاً غير منقوص، لهذا السبب، كان الرب يسوع الوحيد الذي قال عنه الآب السماوي: (هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، له اسمعوا) (مت 5:17)، العالم, إذاً، كان عاقراً عقيماً كيواكيم وحنّة، لذلك تقول إحدى ترانيم صلاة السحر: يا للعجب الباهر، فان الثمرة التي برزت من العاقر بإشارة خالق الكل وضابطهم قد أزالت عقم العالم من الصالحات بشدة بأس،‏ لأن يواكيم وحنة هما صورة العالم العقيم, كذلك مريم صورة العالم الجديد المخصب، صورة الكنيسة، كلاهما نعمة من عند الله، فنحن نتحدّث، ‏بصورة تلقائية، عن انحلال عقر يواكيم وحنّة وانحلال عقر طبيعتنا باعتبارهما شأناً واحداً, كما نتحدث,عن ولادة مريم (التي بها تألهنا، ومن الموت نجونا) ‏وكأن الأمرين واحد،
هذا، ولا بد من تأكيد ما ينبغي أن يكون مبد أ كل فرح وغايته، أن فرحنا بمريم وتهليلنا لها هو فرح بالرب يسوع المسيح وتهليل له، لا قيمة لمريم في ذاتها, كما أن البشرية كلها لا قيمة لها في ذاته، المسيح هو الذي جعل مريم أم الحياة، كما يجعل الكنيسة ينبوع الحياة، هذا أمر كثيراً ما ننساه فنتعامل مع مريم وكأنها قائمة في ذاته، الكنيسة الأرثوذكسية تسمي مريم والدة الإله، كل الترانيم في الكنيسة لا تذكر مريم إلا مقرونة بابنها، مخلص نفوسن، كل الخليقة تحيا إذا ما أضحت مسكناً للمسيح، على غرار سكنى الرب يسوع في أحشاء مريم، كما أن كل الخليقة تزهو وتتمجّد إذا ما كانت أيقونة للمسيح وشاهدة للمسيح،
‏ هذه هي المعاني والحقائق الخلاصية التي تؤكدها الكنيسة في هذا اليوم المبارك، وتفرح بها، وهذا هو الأساس الذي عليه تقيم تذكار ميلاد والدة الإله الفائقة القداسة والدائمة البتولية مريم.
فأيتها الفائق قدسها والدة الإله خليصينا…
 
قديم 24 - 09 - 2016, 07:52 PM   رقم المشاركة : ( 14392 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أينما تطلبوني تجدوني

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هو عذر الناس -أغلب الناس- للامتناع عن تلبية دعوة الرّب الأبدية. صحيح، بادئ بدء، أن الرب هو “الحاضر في كل مكان والمالئ الكل”، كما تقول إحدى صلواتنا، غير أن عبارة “أينما تطلبوني تجدوني” لا وجود لها -اللهم اذا أهملْنا التشابه- في الكتاب المقدس ولا في الادب المسيحي. ذلك أن حضور الله الحقيقي، وبحسب خبرة كل التاريخ المقدس، يُظهره هو لشعبه المجتمِع بالطاعة (“لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم”، راجع انجيل متى 18: 20)، ويحيا المؤمن، على هذا الأساس، سرَّ حضور الله في دعاء هادئ وموصول.
لا شك أن ثمة عبارات في الكتاب المقدس شبيهة بعبارتنا، مثل عبارة ارميا: “تطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلوبكم” (29: 13)، غير أن هذه الآية وغيرها: “اطلبوا تجدوا…” (متى) “تطلبونني ولا تجدونني…” (يوحنا) لا علاقة لها، ولا بأي شكل، بالمعنى الذي تفترضه العبارة موضوع هذه السطور. من دون أن ندخل طويلا في معنى كلام ارميا المذكور هنا، نبدي أن النبي، في كتابه، كان يناشد الشعب بإلحاح من دون أن يَلقى منهم اي تجاوب ليرجعوا عن خطاياهم ويعودوا الى الله الحي، علّهم اذا تابوا اليه يرحمهم ويَقيهم شرّ الجيوش المزمعة أن تقتحم اورشليم المدينة العظيمة وتدمرها وتسبي اهلها الى ارض غريبة. كلام ارميا الى الشعب الذي ابتعد عن الحق هو دعوة الى التوبة الى الله الحاضر هو ليتوب على الناس، اذا طلبوه بصدق قلب، ولا علاقة له تاليا بالفكرة الخاطئة السائدة التي مضمونها أن الله يأتي اليكَ أينما طلبتَهُ.تَهُ.
عندما ننتقد الاستعمال الشائع لعبارة “أينما تطلبوني تجدوني” فإننا، بلا شك، لا ننادي بعدم طلب الرب “الحاضر في كل مكان”، ولكننا ننتقد الكسل واللامبالاة وتزوير الحقيقة الإلهية الذي ينتج عن هذا الكلامِ البدعةِ او يُنتجه. الكل يعلم من دون أن نقسو او ندين احدا انه عندما جَرَّبَ إبليس يسوعَ في الجبل استعمل (الشيطان) آية من الكتاب المقدس (متى 4: 6)، اي انه استعمل كلمة الله استعمالا شريرا حتى يبقى على عدائه للرب. لا شك أن بعض الناس عن معرفة ام عن جهل صاغوا لأنفسهم لاهوتا يناسب تكاسلهم حتى يكون “للمستريحين” عذر. السؤال الذي يطرح ذاته هو اننا عندما نطلب الله، ايَّ إله نطلب، ولا يوجد رب سوى رب الجماعة؟ أن نأتي مع الإخوة الى الله الذي يطلبنا هو ونستسلم لحبه ونحمله في قلوبنا وعقولنا وعلى ألسنتنا الى الدنيا كلها، هذه هي قاعدة كل لقاء معه وغايتها. الذين اختبروا هذه الحقيقة الوحيدة يمكنهم أن يطلبوا الله في كل زمان ومكان لانه سكن قلوبهم بكلمته وقرابينه.بينه.
ولعل اكثر ما يُحزن هو أن لا يَقْبَلَ الزاعمون هذا الرأي أن يُصلِحوا مفاهيمهم، وأن يعلّوا الأعذار ويزيدوا التبريرات اذا ما فقدوا الحجة. يشيع في اوساطنا، على سبيل المثال، كلام يردده من العامة بعضُ الذين أقاموا بينهم وبين الله مسافة تحتاج إزالتها الى انقلاب كبير يجرونه على ضمائرهم ليصلحوها. يقولون مثلا: إن القداس طويل، او هو يقام في وقت مبكر… وتتكاثر الاقتراحات: قصِّروا لنا الخدمة الإلهية… قدِّسوا مرات عديدة في اليوم… فنرى اننا لسنا فقط ضعفاء روحيا ولكننا ايضا ضعفاء الحجة ومستوردوها. هذا الجفاء الكبير، الذي غالبا ما تُلقى اسبابه على كاهل الكنيسة، يجعلنا نلاحظ أن غالبية الناس تريد مسيحيةً على قياسها. ونسأل: لماذا يقبل الكثيرون أن يأتي الله اليهم، ولا يريدون أن يأتوا هم اليه، الى المكان الذي اختاره هو ليعطيهم ذاته؟ كيف نفهم اننا عائلة الآب الواحدة ان لم نلتقِ في مكان واحد ويوم واحد كلّنا معا؟ وهل هناك تعبير أبلغ من القداس الواحد ندل به على اننا جميعا ننتمي الى الله الواحد، واننا جميعا أبناؤه ونحب حضوره كما يشاء هو أن يعلنه؟
لا يوجد مسيحية حقّ بلا جهاد ويقظة مستمرَّيْن. الكثيرون بيننا يعتبرون أن يوم الاحد يوم راحة، وانه حقّ لهم بعد تعب الاسبوع الكامل وما يرافقه من استيقاظ باكر في كل يوم. ثمة سؤال أساس في موضوع الراحة هو: أين يرتاح الناس الذين انتسبوا الى يسوع، أفي بيوتهم… ام في سكناهم في قلب الرب؟ اذكرُ أن المسيحيين الأوائل هم اول من رفضوا العمل يوم الاحد حتى يتفرغوا لصلوات الجماعة. القديس يوحنا الذهبي الفم كان يواجه، في عظاته، الأسياد الذين يتركون خدّامهم او عبيدهم في المنزل يعملون، ويأتون هم الى الكنيسة، فيقول لهم بأن العبيد ايضا يجب أن لا يعملوا أيام الآحاد والاعياد ليتمكنوا من الاشتراك في ذبيحة السيد الخلاصية.
لا شكّ أننا نحتاج امام الاعذار العديدة والمتنوعة الى صحوة ضمير، لنعي أن لا الاهتمام بمشاريع تسلية للاولاد ولا السهر العالمي في السبوت وفي أمسيات الاعياد الخلاصية وهي أعذار اخرى يُتذرع بها كحاجة ضرورية وحضارية هو ما تحتاجه العائلة او النفوس لتفرح وتشعر انها موجودة وتستمر، وإنما أن نركن الى الله، الى كلمته، وأن نستطيب جسده ودمه لنحيا بعفة وحب. فلنع أن اولادنا لا يتربّون حقا الا اذا عرفوا الرب وأحبوه، وأن السهر الدائم واللهو خارج المنزل خصوصا في أمسيات السبوت لا يعطل مشاركتنا الفعالة في الخدم الإلهية فقط، وإنما يُفْقِدنا انفسَنا واولادَنا ايضا.
المسيح يطلبنا دائما وفي كل يوم ليفتدينا بحبه، هذه هي قاعدة علاقتنا مع الله التي رسمها العهد الجديد وطبيعتها المجددة.
 
قديم 24 - 09 - 2016, 07:53 PM   رقم المشاركة : ( 14393 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار ثيموثاوسال كاخشتي‎‎‏ الصانع العجائب (+872 م)‏

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من كاخشتا في أنطاكية . هرب من وجه أخيه الأكبر و هو في السابعة . احتضنه قوم صالحون في قرية اسمها كفرا رموا .
عزم على اقتبال الحياة الرهبانية . خرج الى بيت المقدس . التقى شيخاً رهبنه و علمه رسوم المتوحدون . عاد و ترهب في دير في كفرا رموا . بعد غياب 30 سنة عن قريته كاخشتا عاد غليها .
بنى له أهل القرية منسكاً فيها . قيل صار عمودياً . كان كثير السهر و الزهد و النسك فذاع خبره بين المسيحين و المسلمين . صنع عجائب كثيرة , بينها 25 مسجلة .
نجى ثيودوريتوس بطريرك أنطاكية من موت محتم بعدما شاء هارون الرشيد قتله .
4 آباء كبار عاشوا في زمانه جمعته بهم مودات أحدهم سائح و الآخر عمودي .
عرف بيوم مغادرته الى ربه سلفاً . جمع أهل قريته و أوصاهم . رقد رقود القديسين . عيده اليوم هو لرقاده . أنطاكية كانت تعيد له قديماً في 24 أيلول . له عيد في 8 كانون الثاني ذكرى تستنزال المطر بصلاته بعد جفاف .
 
قديم 24 - 09 - 2016, 07:54 PM   رقم المشاركة : ( 14394 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا لم أوقّع وثيقة “علاقة الكنيسة اﻷرثوذكسية بباقي العالم المسيحي“

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد نُشِر العديد من التعليقات حول موقفي من نص وثيقة “علاقة الكنيسة اﻷرثوذكسية بباقي العالم المسيحي“. فالبعض يقول أني لم أوقّع واﻵخر يقول أني وقعت مع التحفّظ وغيرهم يقول أني وقّعت وحّسب.
بهذه الرسالة، أؤكّد أني لم أوقّع، وباﻹضافة فقد سجّلت تحفظّات على نقاط محددة في وثيقتَي “رسالة الكنيسة اﻷرثوذكسية في العالم اليوم” و“سر الزواج وموانعه“، وقد أوضحت هذه النقاط خلال جلسات المجمع.
بخصوص الوثيقة اﻷولى “علاقة الكنيسة اﻷرثوذكسية بباقي العالم المسيحي“، أريد أن أقول بصدق أني من بعد تفكير عميق واستناداً إلى معايير لاهوتية، لم أوقّع. لم يحن الوقت بعد لسرد كل حججي التاريخية واللاهوتية، وهذا ما سوف أفعله عند تحليلي بشكل أوسع لكل منهج العمل والجو الروحي الذي تعرفت إليه أثناء جلسات المجمع الكبير. هنا سوف اذكر بإيجاز بعد اﻷسباب المحددة.
لقد أخذت بعين الاعتبار أن العديد من القرارات التي صوّت عليها مجمع كنيسة اليونان بالإجماع لم تُقبَل، ليس فقط في ما يتعلّق بعبارة “الكنيسة الأرثوذكسية تعرف الوجود التاريخي للطوائف والجماعات المسيحية اﻷخرى“، بل أيضاً في أربع أو خمس حالات.
منذ البداية، مجمل بنية التفكير وأسلوبه في النص أقلقتني، لأنها جاءت من دمج نصّين مختلفين، ولكن كان لدي اﻷمل حتى النهاية في أن يتمّ تصحيح النص من خلال اقتراحات الكنائس الأخرى.
لكي يكون رفضي للتوقيع مفهوماً، عليّ أن أورِد معلومة حول سبب تغيير ممثلي كنيسة اليونان، فجائياً، للقرار المتّخذ باﻹجماع في مجمع هذه الكنيسة. كما هو معروف، القرار الأول للمجمع في اﻷول من أيار 2016 كان بتغيير النص القائل “تعترف الكنيسة اﻷرثوذكسية بالوجود التاريخي للجماعات والطوائف المسيحية اﻷخرى” ليصير “تقبل الكنيسة اﻷرثوذكسية التسمية التاريخية لغير اﻷرثوذكس بالكنائس والطوائف“. الفرق بين العبارتين واضح.
السبب اﻷخير، وهو غير جوهري لكن له قيمة خاصة، هو الانتقادات العنيفة التي وُجّهَت إلى وفد كنيسة اليونان بسبب قراره الثبات عند قرار مجمعه. بالتأكيد، رفض رئيس اﻷساقفة ييرونيموس هذه المعاملة المسيئة على أرضية صلبة. في النهاية، هذا السلوك الجارح لعب دوراً نفسياً في صياغة الاقتراح اﻵخر.
منذ البداية، قررتُ المشاركة في المجمع المقدس كعضو في وفد كنيسة اليونان، إلا أنني انتظرت قرارات المجمع في شهر أيار 2016 لاتّخاذ القرار حول ما إذا كنت سوف أحضر. عندما وجدت أن القرارات الهامة اتّخذَت بالإجماع، انتهى بي الأمر بالمشاركة لتقديم الدعم. لكن، في النهاية لاحظت أنه، ﻷساب مختلفة، لم تمرّ كل التصحيحات التي اقترحتها الكنائس. لقد كان ميتروبوليت برغامون، الذي لعب دور المستشار بناء على طلب من البطريرك، هو المقيِّم اﻷخير للاقتراحات، رفضاً أو تغييراً أو اعتماداً، وتقييمه كان يُقبَل من كنيسة القسطنطينية وبعض الكنائس اﻷخرى.
برأيي، لم يكن النص جاهزاً ليتبنّاه المجمع، إذ لغاية لحظة توقيعه، كان يُصحَّح ويُغيَّر، حتّى أثناء ترجمته إلى اللغات الرسمية الثلاثة، الفرنسية واﻹنكليزية والروسية. هذا كان سبب سعي العديد من الكنائس إلى سحب الوثيقة منذ البداية، بهدف تعديلها. إلى هذا، النص دبلوماسي جداً ويمكن ﻷي كان أن يستعمله بحسب تفضيلاته.
لقد ذكرت في المجمع أن النص لا يستند إلى أساس إكليسيولوجي صرف. مسألة ماهية الكنيسة ومَن هم أعضاؤها هي واحدة من حوالي مئة مسألة أُثيرَت وسقطت على قارعة الطريق على ضوء المحادثات والحوارات الأوسع، على أن يُتخذ القرار في وقت لاحق. لكن في البداية ينبغي مناقشة وتحديد ما هي الكنيسة ومَن هم أعضاؤها ومن ثم يُحدد مَن هم غير اﻷرثوذكس.
أيضاً، لو أني وقّعت على الوثيقة لكنت أنكر كلّ ما كتبته منذ فترة حول اﻹكليسيولوجيا استناداً إلى آباء الكنيسة القديسين. بالطبع، هذا شيء لا أستطيع القيام به.
نوقش هذا النص يوم الجمعة ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود عند الفقرة السادسة، حيث نوقشَت العبارة عن كيفية اﻹشارة إلى غير اﻷرثوذكس. اقترحت كنيسة رومانيا عبارة “الطوائف والجماعات غير اﻷرثوذكسية“. كنيسة قبرص اقترحت تسمية “الكنائس غير اﻷرثوذكسية“. أما كنيسة اليونان فاقترحت استعمال “الطوائف والجماعات المسيحية“. ولكن كنيسة رومانيا سحبت اقتراحها، فانحصر النقاش بين اقتراحي كنيسة قبرص، الذي قبلته الكنائس الأخرى، واقتراح كنيسة اليونان.
في لقاء خاص لوفدنا بعد ظهر يوم الجمعة، تقرر أننا سنلتزم بقرار مجمعنا على الرغم من اقتراح حلول بديلة، كمثل “الكنيسة الأرثوذكسية تعترف بوجود غير اﻷرثوذكس” أو “المسيحيين الآخرين” أو” المسيحيين غير الأرثوذكس“.
عندما لما يُقبَل اقتراح كنيسة اليونان، اقترح البطريرك المسكوني علناً في جلسة بعد ظهر يوم الجمعة أن يجري اجتماع بين مطران بيرغامون وبيني لإيجاد حل. لم يبدُ مطران بيرغامون منفتحاً على شيء من هذا القبيل، وأنا أعلنتُ أن اﻷمر ليس قضية شخصية يمكن أن آخذ مسؤوليته على عاتقي وحدها، بل هو مسألة تتعلّق بالوفد بأكمله. عندها، طلب البطريرك المسكوني من رئيس أساقفة أثينا أن يجد بعض الحلول.
اجتمع وفدنا صباح السبت، قبل الجلسة، لاتخاذ القرار المناسب. تصرّف رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان، ييرونيموس، بصورة ديمقراطية، وذكر أن هناك ثلاثة حلول محددة. الأول هو الالتزام بقرار المجمع. الثاني هو اقتراح جديد مع اعتبارات خاصة جداً (لا أعرف من أين جاء أو مَن اقترحه) ونصّه “تقبل الكنيسة الأرثوذكسية التسمية التاريخية للكنائس والطوائف المسيحية الأخرى“. أمّا الاقتراح الثالث فهو أن نقبل اقتراح كنيسة قبرص الذي يحكي عن “الكنائس غير الأرثوذكسية“. جرت المناقشة وصوّت الوفد على الاقتراحات الثلاثة. شخصياً، أنا دعمت الصيغة الأولى التي سبق أن وافق عليها المجمع اليوناني، في حين أن كل الآخرين الحاضرين صوّتوا لصالح الثانية.
أنا وجدت أن الاقتراح الذي تمّ اختياره لم يكن مناسباً من وجهتَي النظر التاريخية واللاهوتية، فأعلنتُ على الفور أمام جميع الحضور بأنني لن أوقّع هذا النص إذا تمّ طرح هذا الاقتراح، ولكن من أجل الحفاظ على الوحدة سوف أنسحب من المناقشات التالية. ونتيجة لذلك، لن أكون قادراً على توقيع النص للسبب المذكور.
أقل ما يمكن ذكره، وأنا أشهد على ذلك، بأني شخصيًا تعرّضت لضغط شديد ومعاملة سيئة من الأساقفة بسبب موقفي، وقد علمتُ أن الأساقفة اﻵخرين من كنيستنا تعرّضوا أيضاً لضغوط من هذا القبيل.و لأنني دائما أجهد للتصرف بهدوء ورصانة وحرية، لم يكن ممكناً أن أقبل هذه الإجراءات المهينة.
هذه هي الأسباب الأساسية، اللاهوتية والضميرية، التي جعلت التوقيع بالنسبة لي مستحيلاً. صحيح أن اسمي يظهر على النص النهائي الذي تمّ نشره، كموقِّع مفترض، لأني كنت عضواً في وفد كنيسة اليونان، على الرغم من أنني لم أوقّع.
ما قدّمتُه هنا هو معلومات محدودة حول ما حدث بشأن مسألة نص “العلاقات“. سأكتب أكثر في وقت لاحق مع تحليل تاريخي ولاهوتي خاصةّ لما هو مقلق في اقتراح كنيسة اليونان الأخير الذي اعتُمد في النصّ النهائي للوثيقة.
الميتروبوليت ييروثيوس فلاخوس
 
قديم 24 - 09 - 2016, 07:55 PM   رقم المشاركة : ( 14395 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا لم أوقّع وثيقة “علاقة الكنيسة اﻷرثوذكسية بباقي العالم المسيحي“

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد نُشِر العديد من التعليقات حول موقفي من نص وثيقة “علاقة الكنيسة اﻷرثوذكسية بباقي العالم المسيحي“. فالبعض يقول أني لم أوقّع واﻵخر يقول أني وقعت مع التحفّظ وغيرهم يقول أني وقّعت وحّسب.
بهذه الرسالة، أؤكّد أني لم أوقّع، وباﻹضافة فقد سجّلت تحفظّات على نقاط محددة في وثيقتَي “رسالة الكنيسة اﻷرثوذكسية في العالم اليوم” و“سر الزواج وموانعه“، وقد أوضحت هذه النقاط خلال جلسات المجمع.
بخصوص الوثيقة اﻷولى “علاقة الكنيسة اﻷرثوذكسية بباقي العالم المسيحي“، أريد أن أقول بصدق أني من بعد تفكير عميق واستناداً إلى معايير لاهوتية، لم أوقّع. لم يحن الوقت بعد لسرد كل حججي التاريخية واللاهوتية، وهذا ما سوف أفعله عند تحليلي بشكل أوسع لكل منهج العمل والجو الروحي الذي تعرفت إليه أثناء جلسات المجمع الكبير. هنا سوف اذكر بإيجاز بعد اﻷسباب المحددة.
لقد أخذت بعين الاعتبار أن العديد من القرارات التي صوّت عليها مجمع كنيسة اليونان بالإجماع لم تُقبَل، ليس فقط في ما يتعلّق بعبارة “الكنيسة الأرثوذكسية تعرف الوجود التاريخي للطوائف والجماعات المسيحية اﻷخرى“، بل أيضاً في أربع أو خمس حالات.
منذ البداية، مجمل بنية التفكير وأسلوبه في النص أقلقتني، لأنها جاءت من دمج نصّين مختلفين، ولكن كان لدي اﻷمل حتى النهاية في أن يتمّ تصحيح النص من خلال اقتراحات الكنائس الأخرى.
لكي يكون رفضي للتوقيع مفهوماً، عليّ أن أورِد معلومة حول سبب تغيير ممثلي كنيسة اليونان، فجائياً، للقرار المتّخذ باﻹجماع في مجمع هذه الكنيسة. كما هو معروف، القرار الأول للمجمع في اﻷول من أيار 2016 كان بتغيير النص القائل “تعترف الكنيسة اﻷرثوذكسية بالوجود التاريخي للجماعات والطوائف المسيحية اﻷخرى” ليصير “تقبل الكنيسة اﻷرثوذكسية التسمية التاريخية لغير اﻷرثوذكس بالكنائس والطوائف“. الفرق بين العبارتين واضح.
السبب اﻷخير، وهو غير جوهري لكن له قيمة خاصة، هو الانتقادات العنيفة التي وُجّهَت إلى وفد كنيسة اليونان بسبب قراره الثبات عند قرار مجمعه. بالتأكيد، رفض رئيس اﻷساقفة ييرونيموس هذه المعاملة المسيئة على أرضية صلبة. في النهاية، هذا السلوك الجارح لعب دوراً نفسياً في صياغة الاقتراح اﻵخر.
منذ البداية، قررتُ المشاركة في المجمع المقدس كعضو في وفد كنيسة اليونان، إلا أنني انتظرت قرارات المجمع في شهر أيار 2016 لاتّخاذ القرار حول ما إذا كنت سوف أحضر. عندما وجدت أن القرارات الهامة اتّخذَت بالإجماع، انتهى بي الأمر بالمشاركة لتقديم الدعم. لكن، في النهاية لاحظت أنه، ﻷساب مختلفة، لم تمرّ كل التصحيحات التي اقترحتها الكنائس. لقد كان ميتروبوليت برغامون، الذي لعب دور المستشار بناء على طلب من البطريرك، هو المقيِّم اﻷخير للاقتراحات، رفضاً أو تغييراً أو اعتماداً، وتقييمه كان يُقبَل من كنيسة القسطنطينية وبعض الكنائس اﻷخرى.
برأيي، لم يكن النص جاهزاً ليتبنّاه المجمع، إذ لغاية لحظة توقيعه، كان يُصحَّح ويُغيَّر، حتّى أثناء ترجمته إلى اللغات الرسمية الثلاثة، الفرنسية واﻹنكليزية والروسية. هذا كان سبب سعي العديد من الكنائس إلى سحب الوثيقة منذ البداية، بهدف تعديلها. إلى هذا، النص دبلوماسي جداً ويمكن ﻷي كان أن يستعمله بحسب تفضيلاته.
لقد ذكرت في المجمع أن النص لا يستند إلى أساس إكليسيولوجي صرف. مسألة ماهية الكنيسة ومَن هم أعضاؤها هي واحدة من حوالي مئة مسألة أُثيرَت وسقطت على قارعة الطريق على ضوء المحادثات والحوارات الأوسع، على أن يُتخذ القرار في وقت لاحق. لكن في البداية ينبغي مناقشة وتحديد ما هي الكنيسة ومَن هم أعضاؤها ومن ثم يُحدد مَن هم غير اﻷرثوذكس.
أيضاً، لو أني وقّعت على الوثيقة لكنت أنكر كلّ ما كتبته منذ فترة حول اﻹكليسيولوجيا استناداً إلى آباء الكنيسة القديسين. بالطبع، هذا شيء لا أستطيع القيام به.
نوقش هذا النص يوم الجمعة ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود عند الفقرة السادسة، حيث نوقشَت العبارة عن كيفية اﻹشارة إلى غير اﻷرثوذكس. اقترحت كنيسة رومانيا عبارة “الطوائف والجماعات غير اﻷرثوذكسية“. كنيسة قبرص اقترحت تسمية “الكنائس غير اﻷرثوذكسية“. أما كنيسة اليونان فاقترحت استعمال “الطوائف والجماعات المسيحية“. ولكن كنيسة رومانيا سحبت اقتراحها، فانحصر النقاش بين اقتراحي كنيسة قبرص، الذي قبلته الكنائس الأخرى، واقتراح كنيسة اليونان.
في لقاء خاص لوفدنا بعد ظهر يوم الجمعة، تقرر أننا سنلتزم بقرار مجمعنا على الرغم من اقتراح حلول بديلة، كمثل “الكنيسة الأرثوذكسية تعترف بوجود غير اﻷرثوذكس” أو “المسيحيين الآخرين” أو” المسيحيين غير الأرثوذكس“.
عندما لما يُقبَل اقتراح كنيسة اليونان، اقترح البطريرك المسكوني علناً في جلسة بعد ظهر يوم الجمعة أن يجري اجتماع بين مطران بيرغامون وبيني لإيجاد حل. لم يبدُ مطران بيرغامون منفتحاً على شيء من هذا القبيل، وأنا أعلنتُ أن اﻷمر ليس قضية شخصية يمكن أن آخذ مسؤوليته على عاتقي وحدها، بل هو مسألة تتعلّق بالوفد بأكمله. عندها، طلب البطريرك المسكوني من رئيس أساقفة أثينا أن يجد بعض الحلول.
اجتمع وفدنا صباح السبت، قبل الجلسة، لاتخاذ القرار المناسب. تصرّف رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان، ييرونيموس، بصورة ديمقراطية، وذكر أن هناك ثلاثة حلول محددة. الأول هو الالتزام بقرار المجمع. الثاني هو اقتراح جديد مع اعتبارات خاصة جداً (لا أعرف من أين جاء أو مَن اقترحه) ونصّه “تقبل الكنيسة الأرثوذكسية التسمية التاريخية للكنائس والطوائف المسيحية الأخرى“. أمّا الاقتراح الثالث فهو أن نقبل اقتراح كنيسة قبرص الذي يحكي عن “الكنائس غير الأرثوذكسية“. جرت المناقشة وصوّت الوفد على الاقتراحات الثلاثة. شخصياً، أنا دعمت الصيغة الأولى التي سبق أن وافق عليها المجمع اليوناني، في حين أن كل الآخرين الحاضرين صوّتوا لصالح الثانية.
أنا وجدت أن الاقتراح الذي تمّ اختياره لم يكن مناسباً من وجهتَي النظر التاريخية واللاهوتية، فأعلنتُ على الفور أمام جميع الحضور بأنني لن أوقّع هذا النص إذا تمّ طرح هذا الاقتراح، ولكن من أجل الحفاظ على الوحدة سوف أنسحب من المناقشات التالية. ونتيجة لذلك، لن أكون قادراً على توقيع النص للسبب المذكور.
أقل ما يمكن ذكره، وأنا أشهد على ذلك، بأني شخصيًا تعرّضت لضغط شديد ومعاملة سيئة من الأساقفة بسبب موقفي، وقد علمتُ أن الأساقفة اﻵخرين من كنيستنا تعرّضوا أيضاً لضغوط من هذا القبيل.و لأنني دائما أجهد للتصرف بهدوء ورصانة وحرية، لم يكن ممكناً أن أقبل هذه الإجراءات المهينة.
هذه هي الأسباب الأساسية، اللاهوتية والضميرية، التي جعلت التوقيع بالنسبة لي مستحيلاً. صحيح أن اسمي يظهر على النص النهائي الذي تمّ نشره، كموقِّع مفترض، لأني كنت عضواً في وفد كنيسة اليونان، على الرغم من أنني لم أوقّع.
ما قدّمتُه هنا هو معلومات محدودة حول ما حدث بشأن مسألة نص “العلاقات“. سأكتب أكثر في وقت لاحق مع تحليل تاريخي ولاهوتي خاصةّ لما هو مقلق في اقتراح كنيسة اليونان الأخير الذي اعتُمد في النصّ النهائي للوثيقة.
الميتروبوليت ييروثيوس فلاخوس
 
قديم 24 - 09 - 2016, 08:00 PM   رقم المشاركة : ( 14396 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخوري المؤرخ ميخائيل البرامكي القدسي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاسرة
نشأت اسرة البرامكي الأرثوذكسية في القدس، وعُرف من قدماء هذه الأسرة الخوري ميخائيل البرامكي مصور الأيقونات الشهير الذي رقاه بطريرك اورشليم بوليكربوس نحو سنة 1723 الى رتبة ايكونوموس الكرسي الأورشليمي. من الشائع انه كان والعديد من افراد اسرته يمتهنون فن التصوير الأيقونوغرافي واشتهر بدرايته وتقاه جداً. رزقه الله بوحيده ديمتري(متراكي) الذي كان مصوراً كوالده فرزق ديمتري ثلاثة ذكور هم ميخائيل وخليل ويعقوب.
ميخائيل هو علمنا المتَرجَمْ وقد توفي بدون ان يرزقه الله بذكور، اما خليل فكان كجده وابيه مصور ايقونات وله اولاد واحفاد. اما يعقوب فقد رُسم كاهنا باسمه ورزق اولاداً منهم غبرئيل المصور، والأب قسطندي وغيرهم من الاناث ولهم جميعاً اولاد.
السيرة الذاتية
ولد علمنا ميخائيل في القدس في اوائل القرن 19 ومنذ طفولته تاقت روحه الى اعتناق الكهنوت فرسم شماساً نحو سنة 1822. كان يحب المطالعة والبحث، لكن لم يتمكن من دراسة العربية وآدابها كما يجب، لعدم وجود من يعرفها في الكرسي الأورشليمي الذي ترعرع فيه مثل اسلافه، اتقن اليونانية والم بالعربية حتى كان يستطيع الترجمة اليها بعبارة ركيكة. اقتنى مكتبة نفيسة واستنسخ الكثير من الكتب التي كانت في مكتبة القبر المقدس وكنيسة القديس يعقوب اخي الرب، وفي دير القديس سابا في غور الأردن وغيرها من خزائن الكتب النفيسة.
قد عني وهو شماس بجمع نخب من الكتب التي وقف عليها وهي من نوادر المخطوطات واضاف اليها معربات من اليونانية ونحوها فألفها كتاباً معظمه تاريخي.
فجع بفقد زوجته التي توفيت عن طفلة رباها على التقوى والتبتل.
لفت نشاطه وغيرته وتقواه انظار البطريرك الأورشليمي كيرلس الثاني فرسمه كاهنا صباح الأحد8 ىب 1848 في كنيسة القديس يعقوب أخي الرب في القدس. وفي صوم السيدة في شهر آب من السنة ذاتها رقاه الى رتبة اول كهنة اورشليم( ايكونوموس) والبسه الصليب، كما كتب هو بخط يده على هامش كتاب صلوات. اشتغل بما عهد فيه من الجلد والغيرة في توسيع تاريخه وخدمة المسيحيين والقاء العظات والقيام بأعباء ما أوكل اليه من أشغال البطريركية الأورشليمية، واضاف الى مكتبته مخطوطات كثيرة من المخطوطات والمنسوخات والكتب.
بقي دائماً منقطعا الى العمل الرعائي، والعمل العلمي والمعرفي الى ان انتقل الى الأخدار السماوية في 11 كانون الثاني سنة 1873، فدفن في اليوم الثاني باحتفال عظيم وكان هذا اليوم ورود الفرمان السلطاني بتثبيت البطريرك بروكوبيوس على السدة الأورشليمية، كما كتب ذلك ابن عمه الأب قسطندي بن يعقوب البرامكي من كهنة القدس.
ابنته بربارة زوجة متري ابو حجر سميت على اسم امها المتوفاة، ولأنها تيتمت طفلة.
اما مكتبته الثمينة فنقلها خادمه جرجس ابو صبحة الى رام الله مسقط رأسه. يبدو انها تفرقت ايدي سبأ كما افاد كاتب سيرته المؤرخ عيسى اسكندر معلوف بالتنسيق مع المؤرخ الاسكندري حافظ وثائق البطريركية الاسكندرية العلامة ميخائيل نجيب الساعاتي حيث يقول المعلوف:” الذي ساعدني في البحث عن المترجم وهو الذي حفظ تاريخه المخطوط من الضياع فاشكر له عنايته بالأدب.”
والتاريخ الملمع اليه هو التالي: “تاريخ ميخائيل البرامكي”
يقول المعلوف
“أما تاريخ الخوري ميخائل البرامكي المترجم الآن فهو جامع لكثير من الفوائد وهاك الآن أهم مباحثه وهو يقع في 503 صفحات بقطع نصف كبير بخط المؤلف البالغ منتهى الاتقان.
أولاً العهد القديم من صفحة 1-52 بحث فيه عن العهد القديم( التوراة) وتفيسره تاريخياً وعلمياً وفلسفياً.
ثانياً العهد الجديد اي الانجيل من صفحة 153-296 وفيه بحث عن الملكة كليوباترا ابنة بطليموس ديونيسيوس ملكة مصر في صفحة، ثم ” تعريف سلسلة الذرية الجديدة الطاهرة النقية” في اربع صفحات ومن صفحة 160 يبتدىء بتاريخ العهد الجديد مطولاً “من بشارة زخريا بيوحنا” الى ” قيامة المسيح من بين الأموات” ثم يضيف الى هذا البحث المفيد الموضوعات الآتية:
1- مواعظ السيد المسيح لرسله ولليهود وعددها ست وعشرون.
2- بيان العجائب التي صنعها السيد قبل آلامه وعددها ست وثلاثون.
3- الأمثال التي تكلم بها السيد له المجد مع تلاميذه ومع اليهود وعددها ثلاثون.
4- التجارب السيدية وعددها اربع عشرة تجربة.
ومن صفحة 205-270 يصف كرازة الرسل والاضطهادات التي حصلت للمسيحيين في العصر الأول الميلادي الى آخر العصر الرابع بعده.وأفاض في وصف كرازة بولس الرسول وغيرته على نشر المسيحية بين الأمم وبين بعض هرطقات ظهرت بعد التجسد الالهي.
ومن صفحة 273-296 ذكر حوادث متنوعة من التاريخ القديم والمتوسط والحديث الى غير ذلك.
اما القسم الثالث فهو بدون عنوان يبدأ بسرد حوادث تاريخية هي
1- تواريخ الأوقات والأزمنة الحديثة التي حصلت قبل التجسد الالهي سنة 5508-القرن السادس قبل الميلاد في الصفحات 1-6.
2- تواريخ الأوقات والأزمنة الحديثة من سنة 7-841 ب.م في الصفحات 9- 68.
3- وفي الصفحات 69-132 تاريخ مدينة اورشليم المقدسة والأمكنة المقدسة والمزارات الموجودة وفيه ابحاث جغرافية كثيرة من مدن فلسطين وقراها جديرة بالنشر.
وفي الصفحات 135- 162 الموضوعات التالية:
1- اسماء بطاركة اورشليم ومدة اقامة كل منهم بطريركاً من يعقوب الرسول اخي الرب الى كيرلس الثاني الصاميوتي السنة 1043 وهو بحث مهم جداً.
2- تاريخ ملوك وبطاركة القسطنطينية (رومة الجديدة) من اندراوس الرسول وطيباريوس قيصر الى جرمانوس الرابع والسلطان عبد المجيد الثاني.
3- تواريخ ملوك وباباوات روميه من بطرس الرسول وتيطس كلاوديوس الى البابا بيوس الثامن وفرديناند الخامس.
وفي اثناء ذلك ذَكَرَ بطاركة اورشليم من جرمانوس السنة 1534 مسيحية الذي هو اول بطريرك يوناني (2الى دوروثيوس ووصف ماحصل بين رهبان الروم واللاتين بشأن المزارات المقدسة وذلك في الصفحات 139-147.
وفي الصفحات 167—206 ذَكَرَ الاكتشافات والحوادث التاريخية وسواها من الصفحة 195 الى206 .وهي:
1- عمارة الأديار التي في اورشليم داخلها وخارجها.
2- النور المقدس المنبعث من القبر السيدي الذي يظهر في يوم سبت النورقبل القيامة من بين الأموات.
3- تاريخ الدولة البيزنطية او القسطنطينية.
4- عادة وترتيب مناولة الملوك الحسني العبادة الأسرار المقدسة وقوانينها الكنسية.
5- فرض ترتيب صلاة تتويج الملوك المسيحيين الأرثوذكسيين… الى غير ذلك من الموضوعات الشائقة.
منتخبات من تاريخ ميخائيل البرامكي
الأبحاث الفلسفية
أولاً- انواع التحريك ذَكَرها في بحثه عن تكوين العالم وقال انها ستة:
1- التكوين: وهو ابراز العالم والخليقة ويونانيته.
2- الفساد وهو فساد المخلوقات وانحىلها وابادته من الوجود الى العدم ويونانيته.
3- النمو وهو نمو المخلوقات بالتسلسل من صغير وينمو رويداً رويداً الى كبير.
4- التحويل وهو التحول من كبير الى صغير…
5- التغيير وهو تغيير الأشياء من حار الى رطب ومن حلو الى مر ومالح.
6- النقل من محل الى آخر فيصعد الى فوق وينزل الى اسفل ويتحرك الى جهات أخرى ونحو ذلك ويونانيته.
ثانيا عند كلامه عن خلقة الانسان. استشهد بقول القديس غريغوريوس المتكلم باللاهوت ويوحنا الذهبي الفم وكيرلس بشأن نفس الانسان، ثم اورد ما كتبه اسقف اللاذقية ابوليناريوس واليك نصه بالحرف:
” إن للانسان نفسين واحدة ناطقة والثانية غير ناطقة، وهذا القول غير صادقة وضد قول الكتاب المقدس الذي يقول :” وصار الانسان ذا نفس حية.”
ثم يورد ما يأتي:” وافلاطون الحكيم الفيلسوف قال:” أن قوى الانسان وقوامه هو من ثلاثة اشياء من عقل ونفس وجسد وهذا الآخر قد أَخَّلَ وخالف بتقريره”
ثم ينقل الى العربية ما كتب بهذا الشأن القديس باسيليوس الكبير والأب مكسيموس وغريغوريوس النبصصي القديس يوحنا الدمشقي والقديس كيرلس، ويردفه بأقوال فلاسفة اليونان والرومان بشأن النفس، منها قول شيشرون:” إن النفس من الله اُعطيت.” وقول الفلاسفة ابيكيطيطوس وسيناكاس ومرقص وانطونينوس:” إن النفس جزء من جوهر اللاهوت” وطاليس:” انها طبيعة ولم تزل دائماً متحركة من ذاتها طبعاً” وفيثاغورس:” انها جوهر روحي مع عدة منتظمات دائمة التحرك.” وافلاطون:” انها عدو متحرك من حركته الذاتية.” وسكليبياديس:” انها مقتادة من جميع الحواس الانسانية.” وايراكليطوس:” انها من الأبخرة.” وبيدوكليس:” انها منتظمة من جميع العناصر” وديموقريطوس وليفكيبوس:” انها مخلوقة من النار.” وبيثوتورموس:” انها مصنوعة من الشمس، واليوس:” مكونة من الماء.”وكسينوفون:” انها مأخوذة من الماء والتراب” وكريطوس:” انها من الدم” وايبوقراط:” انها جوهر خامس.
ثم اختتم كلامه بما كتبه كل من الفيلسوفين فيثاغورث وافلاطون بمذهب التقمص واثبت كلامهما بما كتبه شيشرون وسقراط وذلك في الصفحات 15- 21 الى غير ذلك من الأبحاث.
ومن أبحاثه في التاريخ القديم
ايراد الآراء بشأن اقامة آدم وحواء في الفردوس فيقول ملخصاً:” كثرت الآراء في المدة التي أقامها آدم في الفردوس فقيل ثلاث سنوات وقيل سبع وقيل ثلاثون وقيل مائة سنة، وليس على أحدها برهان يثبتها ويقنع العقول، والأولى ان نقول اننا لانستطيع ان نحدد الزمان لا بطريقة من الطرق، ولا بقياس من الأقيسة عندما نتأمل بعين العقل المستنير من الله.”
ومن أبحاثه في التأريخ المدني
سرد أسماء ملوك مصر بعد مصرائيم موطد دعائم مملكتها والأول منهم سي مين وهو الذي عمر مدينة فنو المسماة اليوم الفيوم وحفر حولها خنادق وأدخل نهر النيل فأحدق بها، وصارت جزيرة في وسطه، وبعد مدة قطعوا عنها البحر وردم في خنادقه تراباً فصارت في سهل وبنيت حولها المدن بعد هذا الملك، كما قال المؤرخون وقد تملك مصر اربعمائة وثلاثون ملكاً لم يتم الوقوف على اسمائهم، ولا على تواريخهم.
ومن موضوعاته في العهد الجديد
عدة التجارب السيدية الأربع عشرة في انجيل متى( الاصحاح 2 و4 و15و 17 و19 و22) ويوحنا (الاصحاح 7و8)
ومما ذكره من سيرة بولس الرسول قوله
كان بولس يهودي الجنس ووطنه ترسيس وابوه في حماية الروم ومذهبه فريسي، وكان يسمى بالعبرانية صولوس وبالأفرنجية صافلوس، وباليوناني شاوول ودعي من الرب في السنة 36 للتجسد في 30 كانون الثاني في مدة ملك كلاديوس قيصر وهو ماض الى دمشق في نصف النهار. واعتمد من حنانيا الرسول في حنانيا بدمشق وبعد معموديته ودعوته عاد الى اورشليم ست مرات، المرة الأولى في اواخر سنة 38 واقام خمس عشرة يوماً، والمرة الثانية سنة 41 وهي سنة الغلاء والمرة الثالثة سنة49، والرابعة سنة 53 لما وعد أفسس بالرجوع والخامسة في ابتداء سنة 69 مسيحية لما امسكه اليهود وربطوه وارسلوخ الى قيصارية، وقال انا رومي وفي مذهبي فريسي ومن هناك ارسلوه الى رومية فنجا من القتل، والسادسة هي آخر مرة بعد استشهاد يعقوب أخي الرب اسقف اورشليم .
ومن مقالاته في تاريخ الكنيسة الأورشليمية
وصفه لحريق كنيسة القيامة وتجديدها سنوة 1808-1810
وتاريخ دير القديس سابا في وادي الأردن.
وذكر ما كان يدفعه الزوار للقيام عند دخولهم اورشليم.
ووصف دخول الخوارزمية اي الفرس الى القدس.
وزيارة السلطان سليم العثماني للقدس وغير ذلك…
الخلاصة
ان هذه المجموعة التي وضعها او عني بوضعها الأب ميخائيل البرامكي هي جامعة لكثير من الشؤون الدينيو والمدنية تاريخياً وعلمياً وادبياً جديرة ان يراجعها احد المحققين وينشرها.
وهي في وجه الاجمال ركيكة العبارة، كثيرة أغلاط النسخ ونحوها ولاسيما في اولها حين بدأ المؤلف بجمعها وترتيبها وهو غير متمكن من قواعد العربية، ولكنها في اواخرها اخذت مسحة جديدة من الانشاء بأسلوب رشيق بسيط.
 
قديم 24 - 09 - 2016, 08:01 PM   رقم المشاركة : ( 14397 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار ثيموثاوسال كاخشتي‎‎‏ الصانع العجائب (+872 م)‏

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من كاخشتا في أنطاكية . هرب من وجه أخيه الأكبر و هو في السابعة . احتضنه قوم صالحون في قرية اسمها كفرا رموا .
عزم على اقتبال الحياة الرهبانية . خرج الى بيت المقدس . التقى شيخاً رهبنه و علمه رسوم المتوحدون . عاد و ترهب في دير في كفرا رموا . بعد غياب 30 سنة عن قريته كاخشتا عاد غليها .
بنى له أهل القرية منسكاً فيها . قيل صار عمودياً . كان كثير السهر و الزهد و النسك فذاع خبره بين المسيحين و المسلمين . صنع عجائب كثيرة , بينها 25 مسجلة .
نجى ثيودوريتوس بطريرك أنطاكية من موت محتم بعدما شاء هارون الرشيد قتله .
4 آباء كبار عاشوا في زمانه جمعته بهم مودات أحدهم سائح و الآخر عمودي .
عرف بيوم مغادرته الى ربه سلفاً . جمع أهل قريته و أوصاهم . رقد رقود القديسين . عيده اليوم هو لرقاده . أنطاكية كانت تعيد له قديماً في 24 أيلول . له عيد في 8 كانون الثاني ذكرى تستنزال المطر بصلاته بعد جفاف .
 
قديم 24 - 09 - 2016, 08:02 PM   رقم المشاركة : ( 14398 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أسئلة وأفكار…

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان القدّيس الجديد باييسيوس الآثوسي ينصح الذين يسألونه عن المسيح الدجّال، بالتفكير بالمسيح والعيش معه، بدلاً من تضييع الوقت، واستجلاب المخاوف، وهدر الطاقات، بالتفكير بالمسيح الدجّال ووقت مجيئه. هكذا يعلّم المستنيرون. وحدهم يضعون النقاط على الحروف.فالتعليم والتربية الدينيَين لا ينفصلان عن بعضهما. أنت تتعلّم لكي تعيش بموجب التعليم الذي تؤمن به، لا لكي تزيد معلوماتك. ليس الإيمان تجميعاً معلوماتيّاً عن الله وما يختصّ به، وإنّما معرفة تنعكس في طريقة عيشك وسلوكك وأخلاقك.
من هنا كان للأبرار الدور الأهم في التربية الدينية، التي لها،ككل تربية، شؤونها وشجونها. وكثيراً ما وُضعت في خدمة الحرفيّةفشوّهت الإيمان ومسخته.فعلى سبيل المثال، أن تؤمن بأنّ الله عادل وديّان شيء، وأن تجعل دينونته الوجه الذي يحجب محبّته شيء آخر بالكليّة. فالله ليس كغيره من الكائنات. إنه ّسرّ بالنسبة للبشر، كونهم لا يستطيعون استيعابه بالكليّة، بعقولهم المحدودة بالزمان والمكان والفناء. هم يتلّمسون حضوره، ويتلّقون كشفه لهم في ملاطفات إلهية يحرك فيها النفس التي تتوق إليه.
ليست العقيدة المسيحية تراكم تحليل فلسفي بشري، بل صياغة بشرية للكشف الإلهي، في ما ندعوه عمل الله أو تدبيره الخلاصي، الذي بلغ ملأه في يسوع المسيح. ومن بعد صعود المسيح إلى السموات، يكشف الروح القدس للكنيسة، عبر المستنيرين به، وجه استقامتها،كما يحفظها من الانحراف.
وُضعت العقيدة المسيحية في قوانين إيمان، صيغت، عبر التاريخ،حفظاً للإيمان المستقيم، وصوناً للحياة المسيحيّة الحقّة، وذلك بسبب شيوع الهرطقات. وقد بدأ التعليم المسيحي مع الرسل الاثني عشر، وكان في البدء، كما يظهر من عظات الرسولين بولس وبطرس، في سفر أعمال الرسل، متركزاً على موت المسيح وقيامته من أجل خلاصنا.
أمّا ممارسة التعليم الديني،فما كانت معصومة من الوقوع في الأخطاء. والمطبّ الأخطر، في هذا المجال، هو الانحطاط الذي أصابه عبر التاريخ، لأسباب شتّى، لامجال لذكرها في هذه العجالة فبالقدر الذي يبتعد فيه التديّن عن جوهر الدين، يصبح الدين مجرّد ممارسات تقليديّة أو اجتماعيّة أو ثقافيّة، ويتعرّضللتشويه، ويلعب دوراًفي تكوين عقليّة تنادي به وتحارب جوهره، في الوقت ذاته.
لكن كيف يتبنّى المؤمن إيماناً روحيّاً سامياً، بينما عقليّته متأثرة بمفاهيم وقِيَم تتناقض وإيمانه؟ ثمّة أسئلة جوهريّة في قضايا الدين والعقل والمجتمع. فإلى أي مدى يتأثّر تجسيد القِيَم الدينيّة في الحياة، بالعقليّة المحليّة، والعادات الاجتماعيّة، والثقافة السائدة؟ ألا يفهم الإنسان الإيمان انطلاقاً من عقليّته ونمط تفكيره، إذ إنّه، كثيراً ما يخلط بين قناعته الدينيّة وقناعته الاجتماعيّة ولا يميّز بينهما؟ وكيف يُقَوِّم التربية المغلوطة التي نشأ عليها؟ كيف يساهم الدين في تكوين عقل وفكر منفتحَيَن وغير خائفيَن، إذا كان المجتمع يربَّيه على الخوف؟
تجد في كلّ الأديان تيّارات محافِظة وليبرالية ومعتدلة وإلى ما هنالك. لماذا؟ أليس لأنّ فهم الإنسان للدين، وكيفيّة عيشه، تختلف من إنسان لآخر؟ هل نظرة المؤمن، الذي نشأ في مجتمع يساوي بين المرأة والرجل، مماثلة للذي نشأ في مجتمع قامع للمرأة، ولا يتعاطى معها ككائن بشري مستقلّ وحرّ؟ أتراه حسّ الخطيئة بالكذب، هو ذاته عند المؤمن الذي يحيا في مجتمع يعتبر الكذب الرذيلة الكبرى، وذاك الذي يعتبر مجتمعه أنّ “الكذب ملح الرجال”؟
من هذه الزاوية، يتوجّب على المؤسّسة الدينيّة أن تولي قضية التربية الأهميّة التي تستحقها.ففي الدين، كما في غيره، طرائق تربويّة تساعد الإنسان في سعيه إلى الحياة الحقّة، التي يدعوه الله إليها. ولكن التاريخ يُظهر أنّه كثيراً ما شاب التربية الدينيّة عناصر ثقافيّة ارتكزت على الدين لتؤكّد نفسها.
فطرائق التربية، التي تختلف من عصر إلى آخر، تبقى مجرّد قنوات لإيصال التعليم، وليست غايات. فقد كانت التربية قديماً قائمة على العقاب أكثر من التحفيز، وعلى الاستبداد أكثر من الحريّة، وعلى التحكّم بالآخر ورسم طريقة حياته، بدلاً من إفساح المجال له، لكي يختار ما ينفعه ويفيده. وتأثرت الممارسة الدينية بهذه العقليّة وأثرّت فيها أيضاً. وصار الله مصدراً للعقاب، وتربّى كثيرون على أخلاقيّات إرضاء الغضب الإلهي، وعدم معصيته، اتقاءً لناره الأبديّة، فكفر كثيرون وهجروا الدين، وصورة الله المشوّهة معه.
كثيراً ما كانت التربية قائمة على تخويف البشر من الله،لكي يبعدوهم عن الموبقات، أكثر من تنمية حبّ الله فيهم، لئلا يجرحوا محبّته بارتكابها. فصار الله فزّاعة في أيدي المؤسّسات، بما فيها الدينيّة. وبقي أداة لتربية الناس وفق مصالح وأهداف لا تمتّ بصلة إلى وجه الله الحقيقي، ولا تهتمّبخلاص الإنسان، وبناء حياته الفضلى، كما أراه الله إياها.
يبدأ نمو الحسّ بالخطيئة وبشاعتها، بالتعرّف إلى حياة اللاخطيئة. والفرق هائل بين امتناعك عن القيام بعمل ما، فقط، لأنّ الدين ينهى عنه، وبين عدم اكتراثك به، لأنّك تتطلّع وتتشوّق إلى ما هو، بنظرك، أفضل منه بما لا يقاس. قامت الشريعة في العهد القديم على النهي، أمّا المسيح، فقد أتى بشريعة الحبّ، التي تقوم على تخطّي رذيلة ما،في سبيل طلب ما هو أسمى منها. لكن، للأسف،ومن يبقَ في الأولىيكن إنسانه القديم أقوى من الجديد، لأن محبّة الله لم تمتلكه بعد.
كثيراً ما وقفت الهيئات الدينيّة،كما المؤمنين أفراداً، عند حرفيّة النصوص الدينيّة، مستسهلين عدم الغوص فيها، استجلاءً لجوهرها، ولغايات خاصّة، ليس الله محورها بالتأكيد، ممّا أدّى إلى تشويه المفاهيم والقيم الأساسيّة، واستبدالها بأخرى مغلوطة، وأحياناً مضادّة للجوهر.
الأمر يحتاج إلى إرشاد وتوجيه ممن قد انسكب فيهم نور الله، فعرفوه معرفة شخصيّة كيانيّة. تقود عِشرة القدّيسين إلى امتلاك الرؤية المستقيمة، والدخول في الخبرة المعرفيّة الحقّة.
اختلفت التربية اليوم، كما اختلفت عقليّة الإنسان، عمّا كان في الماضي. فالإنسان الذي ينشأ اليوم على التفكير العلمي، واستخدام المنطق والمحاجّة والمقايسة، بات إنساناً حضارياً، عليك أن تقدّم البشارة له، بأسلوب مختلف عمّا كانت عليه في الماضي، وأكثر توافقاً مع روح المسيحيّة وجوهرها. فهل نكون على قَدْر المسؤولية المطلوبة؟
المطران سابا (إسبر)
 
قديم 27 - 09 - 2016, 11:07 AM   رقم المشاركة : ( 14399 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا شنودة وشنطة الخمس خبزات وسمكتين
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هي شنطة البركة التي لا تفرغ ولا تنتهي هي الشنطة التي تجيب علي سؤال ( وما هذا لمثل هؤلاء ) ؟
كان قداسة البابا شنودة الثالث يسمي الحقيبة التي تحوي أموال لجنة البر بهذا الاسم شنطة الخمس خبزات وسمكتين … لان قداسته كان موقن ان عمل البر لابد ان يقترن بالبركة وان يكون من يد الرب الذي ينمي ويجعل القليل كثير ويشبع الجموع ويفيض ايضا وطوال سنوات عمل لجنة البر في حياة البابا شنودة كان لا يرد سائلا وكانت الشنطة لا تفرغ من البركه وكان لقداسته أحشاء رحمة ويري بعيني قلبه ما تخفيه الصدور ولذلك كان احيانا يعطي اكثر جدا من المطلوب وبعد خروج الحالة المحتاجة كان يشرح للخدام سبب ما فعل كان البابا يعلم في كل وقت عن الرحمة والرعاية لاخوة يسوع الصغار وكان لا يكتفي بالعطية المالية بل كان يشجع بالكلام والصلاة من اجل من يحتاج ولم يتأخر عن مقابلة سائل او حد واقع في ضيقة كان يدرس الحالات بنفسه ويقابل أولاده المعتازين ولم تكن شنطة الخمس خبزات وسمكتين تفرغ أبدا
كانت ايام
 
قديم 27 - 09 - 2016, 12:08 PM   رقم المشاركة : ( 14400 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

درجات الكهنوت والألقاب الدينية بـ«الكنيسة القبطية»
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

درجات الكهنوت بالكنيسة القبطية والألقاب الدينية، ومهامه الوظيفية:


1- البابا أو البطريرك:
هو المسئول الأول عن الرعاية بالكنيسة القبطية، ويطلق عليه «بطريرك الإسكندرية» باعتبارها أول مدينة مصرية يدخلها مارمرقس الرسول، أحد تلاميذ المسيح، ليبشر بالمسيحية.

يرى البعض أن كلمة «بابا» من الكلمة اليونانية «باباس» وتعني "أب" أو "أب الآباء"، أي رئيس جميع الأساقفة والمطارنة والكهنة وراعي الكنائس القبطية الأرثوذكسية المصرية داخل نطاق البلاد وخارجها.

2- المطران:
هو أسقف شيخ "مُسن" ذو أقدمية، ويكون عادة أسقفًا على أبرشية منطقة تضم عدة كنائس في محافظة أو مدينة، وكلمة "مطران" يونانية الأصل (متروبولوتيس)، وتتكون من مقطعين "مترو" الأم و"بوليتيس" مدينة، فيكون معناها «صاحب المدينة الأم أو الكبيرة». و"المطران" ذو رتبة إدارية أعلى من مستوى الأسقف.

3- الأساقفة:
هو بالأساس راهب متبتل (لم يتزوج) يتم اختياره ليُرسَم أسقفًا، ويكون مسئولًا عن عدد من الكنائس داخل إقليم معين أو خدمة وقطاع مخصص داخل الكنيسة القبطية، وكلمة "أسقف" هي من الكلمة اليونانية "إيبي سكوبو" ἐπίσκοπος، ومعناها "ناظر من فوق" overseer أو "رقيب".


4- الراهب - الراهبة:
هو - أو هي - إنسان أحب الله واتبع طقس ومسلك الرهبنة، أي البتولية وعدم الزواج، ويعيش الرهبان بأديرة مخصصة لهم، والراهبات لهن أديرة بعيدة ومستقلة عن الرهبان، ودائمًا ما تكون في الصحارى للتعايش بعيدًا عن الضوضاء.

ولكل دير يوجد رئيس الدير أو أب، وهو في الغالب يتم رسامته أسقفًا، وله نظام خاص بالرهبنة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وللرهبنة ثلاثة أشكال: الأول الوحدة، ويعني توحد الراهب بعيدًا عن الرهبان الآخرين والعزلة داخل مغارته أو حجرته والتعبد لله مع القيام بأعمال زراعة أو غزل أو غيرها.

أما النظام الثاني هو الشركة أو الشراكة، أي يعيش مع جماعة الرهبان داخل سور واحد، يشتركون في صلوات يومية وأيضًا في الطعام، كل يمارس عملًا يناسب إمكاناته ومواهبه في الدير، حسبما يشير رئيس الدير.
أما النظام الثالث فهو نظام الجماعات، وهو النظام الذي أنشأه القديسان آمون ومقاريوس، وفيه يعيش الرهبان في قلالي متقاربة، ويجتمون معًا يومين كل أسبوع، وهو يعد نظامًا وسطًا بين الوحدة والشراكة.

5- القساوسة - القمامصة:
هو أحد الخدام بالكنيسة، كان شماسًا، ومتزوج، يقوم الأسقف أو البطريرك برسامتة كاهنًا أو قسًا ليرعى أبناء الكنيسة في الأمور الروحية والإدارية وافتقاد والاطمئنان على رعايا الكنيسة، وكلمة "قس" كلمة يونانية "إبريسفيتيروس"، ومعناها "شفيع أو شيخ" ويقابلها كلمة "كاشيشو" السريانية ومعناها "شيخ".

والكاهن يسمى شيخًا نظرًا لأهمية وظيفته وتوقيرًا له حتى ولو لم يكن قد وصل إلى سن الشيخوخة، وبعد مرور سنوات من خدمته يتم ترقيته لرتبة القمصية.

6- الشمامسة:
وهم علمانيون يتم رسامتهم بيد رجال الدين المسيحي برتب الشماسية، والتي تضم خمس درجات هي: "الإبصالتيس، الأغنسطس، الإيبوذياكون، ذياكون، أرشيذياكون"، ليساعد الكاهن في الصلوات ويخدم أبناء الكنيسة ويتفقدهم بالزيارة، ومن بين الشمامسة المتزوجون ومنهم المتبتلون، أي لم يتزوجوا.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024