25 - 11 - 2023, 07:43 PM | رقم المشاركة : ( 143541 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يدعونا سيدنا يسوع المسيح إلى الدخول في المَلَكُوت من خلال الأمثال. والأمثال هي ميِّزة تعليمه الخَاصة عن المَلَكُوت (مرقس 4: 33-34). للحصول على المَلَكُوت لا بُدَّ من اختيار جَذري: التَّضحية بكل شيء، كما هو الحال في مثل الكنز واللؤلؤة (متى 13: 44-45)؛ والكلام لا يكفي، بل يجب العمل، كما ورد في "مَثل الابنين" (متى 21: 28-32)، والسَّهر الدَّائم، كما ورد في "مَثل الوكيل الأمين" (متى 24: 37-44)، والاستعداد في مثل العذارى (متى 25: 1-13)، وأخيرا استثمار المواهب وتحمل المَسْؤوُلِيَّة، كما ورد في مَثل الوَزَنات (متى 25: 14-30). استثمر أثنين من الخَدم الوَزَنات التي تلقياها، وعرّضا أنفسهما لمخاطرة قد تنتهي بخسارة كل شيء. لكن الوَزَنات تتضاعف في حالة استثمارها بطريقة جيدة. |
||||
25 - 11 - 2023, 07:43 PM | رقم المشاركة : ( 143542 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأمثال حسب المَلَكُوت السَّماوي تتكامل: في مثل الوكيل الأمين (متى 24: 45-50) يأتي يسوع "كالسَّارق" الذي يفاجئنا في وقت لا نتوقعه، وفي مثل العذارى العشر (متى 25: 1-13) يأتي يسوع "كالعريس" الذي يُدخلنا في صحبته، وفي مثل الوَزَنات (25: 14-30) يأتي يسوع "كالسَّيد الدَّيان" الذي يطالبنا أن نقدِّم له الحساب. |
||||
25 - 11 - 2023, 07:44 PM | رقم المشاركة : ( 143543 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنَّ الرَّجُل المُسافر عهد إلى خَدَمِه بممتلكات قيِّمة، كذلك يسوع خلال خدمته التي دامت ثلاث سنوات ونصف ركَّز على الكرازة ببشارة المَلَكُوت ودرَّب تلاميذه ليقوموا بالعمل نفسه، وألان قد حان وقت الرحيل، سيترك يسوع تلاميذه ولديه ملء الثِّقة أنهم سيُواصلون العمل الذي درَّبهم عليه، وهي مَسْؤوُلِيَّة التَّبشير والتَّلمذة (متى 10: 7)؛ وطلب منهم أن يجتهدوا في إتمام التَّلمذة ويقدِّموا خدمة بكل ما لديهم من قوة (متى 22: 37). إلاَّ إنَّه لا يتوقَّع أن يقوموا جميعا بمقدار العمل عينه. وفي القرن الأول بدأ أتباع المسيح يتاجرون بالَوَزَنات وتضمن سفر الأعمال سجلا مفصلا عن اجتهادهم في البشارة والتَّلميذة (أعمال الرُّسل 6: 6، 12: 24، 19: 20). |
||||
25 - 11 - 2023, 07:45 PM | رقم المشاركة : ( 143544 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعد التَّلاميذ وهب يسوع للمسيحيِّين وَزَنات مختلفة وفرصًا مُتنوعة للخدمة، أعطي كلِّ واحدٍ مؤهّلات كافية، ليقوم بوظيفته اليوميَّة وبالتَّالي ليعمل ما هو ضروري فيخلص. وفي الواقع، كلُّ واحد يأتي إلى هذا العَالَم مع وَزَنات مُعيّنة يُتاجر بها في حياته. الرَّبّ ينتظر من كل مسيحي أن يستعمل مواهبه وما له من الوسائل على قدر طاقته لمجده تعالى، ومَن تصرَّف بالمواهب بالحِكْمَة والاجتهاد وزادها، ينال الثِّواب والرِّضى. |
||||
26 - 11 - 2023, 07:46 AM | رقم المشاركة : ( 143545 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيحيون لهم وَزَنات أي الخِدمة المسيحيَّة (2 قورنتس 4: 7). وأنَّه يأتي يوم يُحاسب فيه كلُّ مسيحي بلا مُحاباة على هذه الخِدمة. وان الخَطأة يظنون أنَّ الله قاسٍ وظالم بما يكلفهم به، وان سوء ظنَّهم هذا يمنعهم من التَّقرُّب من الله وخدمتهم له، لكن الله يحاسب إهمال الواجبات كتعدي على شريعته ويُعاقب المُهمل كما يعاقب المُعتدي. "فإِذا كانَ الكَلامُ الَّذي أُعلِنَ على لِسانِ المَلائِكَةِ قد أُثبِتَ فنالَت كُلُّ مَعصِيَةٍ ومُخالَفَةٍ جَزاءً عادِلا، فكَيْفَ نَنْجو نَحنُ إِذا أَهمَلْنا مِثْلَ هذا الخَلاصِ الَّذي شُرِعَ في إِعْلانِه على لِسانِ الرَّبّ، وأَثبَتَه لَنا أُولئِكَ الَّذينَ سَمِعوه" (العبرانيين 2: 3-4). الله يُظهر يوم الدِّين بُطلان كل ما يأتيه الخَائنون من الأعذار على عدم أمانتهم. |
||||
26 - 11 - 2023, 07:47 AM | رقم المشاركة : ( 143546 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوَزَنات على صعيد مَسْؤوُلِيَّة الوَزْنَة في هذا المثل تُمثِّل أيَّ موهبة أُعْطيت لنا، فالله يُعطينا وقتًا وقدرات ومواهب وغير ذلك من الخَيرات بحسب قدراتنا، وينتظر منا أن نستثمرها بحِكْمَة إلى مجيئه. فالوَزْنَة دون أدنى شكٍّ تلقي علينا المَسْؤوُلِيَّة الكبرى، والواجب والعمل التي ألقاها الرَّبّ علينا، كما على الرُّسل من قبلنا، خلال غيابه: حتى إذا عاد يكافئ كُلاً منَّا على ما أعطت يداه وقلبُه وفكرُه. فلا يوجد لدينا أي مُبرِّر حقيقي للتواني والكسل والإهمال أو الرَّفض أو اللامُبالاة، بل واجبنا النَّشاط والغَيْرة والعمل في كرم الرَّبّ. فنحن مسؤولون عن استخدام ما أعطاه إياه الرَّبّ استخدامًا جيدًا، والقضيِّة ليست كم لنا، بل ماذا نفعل بمواهبنا وقدراتنا وبمالنا. ومن هذا المنطلق، الوَزْنَة هي أمانة في أعناقنا نحاسب عليها، وهي ما يكتنزه كلّ مسيحي من محبة وإيمان ورجاء بكلام الرَّبّ وبخلاصه. يريدنا يسوع وقت "غيابه" أن نتحمَّل مَسْؤوُليَّة كلمته بأنفسنا؛ "فنحن" ملْكٌ خاص" لله وكل المواهب والقيم والثَّروة التي لدينا هي له، وهي وديعة عندنا. وينتظر الله أن نقوم باستثمارها. فالعمل يُكرم مواهب الله والوَزَنات المُعطاة" (التَّعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 2427). في المثل عنصر المفاجأة التي تعلنها الدَّينونة التي هي خلافٌ لِمَا نعتقد. لذلك لقد فضّل السَّيد روح الاستثمار عند الخادمين الأولين، على الرغم من انه لا يخلو من المَخاطرة، وحذَّر الخَادِم الثَّالث السَّلبي والآمن الذي دفن وَزْنَة سَيِّده خوفًا من فقدانها. لم تتوافق الدَّينونة مع التَّوقعات البشرية. يصير المثل أداة دعوة إلى التَّغيير: تفضيل حقيقة الله على حقيقة العَالَم (لوقا 12: 21) واختيار العدالة بدل أمان المَال الخدّاع (لوقا 16: 22-26). في المثل عدم المساواة في توزيع الوَزَنات. ربما نقول انه ظلم لأنَّنا ننظر إلى المظاهر الخَارجية للأشياء، أمَّا إذا نظرنا بعيون يسوع نرى مساواة بين البشر: مساواة في منح الفرص والإمكانات، انه يطالب كل واحد "على قَدْرِ طاقَتِه" وفروقاته الفرديَّة. ويُعلق البابا فرنسيس على مثل الوَزَنات "إنَّنا ننال مواهب من الله "كل على قدر طاقته (متى 25، 15)، من ثمَّ إ أنه أُعطي كل خادم وَزَنات كي يُضاعفها" (عظة البابا فرنسيس الأحد التَّاسع عشر من تشرين الثَّاني 2017). والطَّاقة هي من عمل النِّعْمَة، وعلى أساس عمل النِّعْمَة يمنح الله الوَزَنات، كما جاء في تعليم بولس الرسول" ولَنا مَواهِبُ تَختَلِفُ بِاختِلافِ ما أُعْطينا مِنَ النِّعمَة " (رومة 12: 6)، وعلى هذا الأساس اللاهوتي تتمُّ المُحاسبة والعِقاب، فمن لم يربح يُعاقب لأنَّه عطَّل عمل النِّعْمَة فأوقف عمل الوَزَنات. لا يحكم الرَّبّ على النَّاس بنسبة النَّجاح الذي بلغوه، بل بنسبة الجهد الذي بذلوه، ولا يحكم على النَّاس بنسبة كمية العمل التي أدّوها بل على قدر المَسْؤوُلِيَّة التي التزموا بها. انه حكم عليهم وَفْقًا لاستخدامهم ما لديهم من مؤهَّلات. فمن استثمر وزنتين يُكافأ مكافأة متساوية مع الذي استثمر الوَزَنات الخَمْس. إنه يحترم الفروقات الفرديَّة بين الأشخاص. ولكل واحد منَّا خصائصه وغِناه ومواهبه. فكل كائن فريد ولا بديل له في عينيَّ الله كما نقول في العامية "خلقك الله وكسر القالب وراءك". تدخل الفروقات في توزيع الوَزَنات في خطة الله، الذي يريد أن يقبل كل واحد ما يحتاج إليه، وأن يشارك من عنده من "وَزَنات" خاصة مَن هم في حاجة إليها. فالاختلافات تشجِّع الأشخاص على المشاركة وتحفز الثَّقافات على اغتناء بعضها ببعض. ويوضِّح ذلك ما كتبته القديسة كاترين السَّيانية على لسان الله سبحانه تعالى "لا أعطي كل الفضائل لكل واحد بالمساواة... للواحد المحبة، وللآخر العدل، لهذا التَّواضع، ولذاك الإيمَان الحَي. أمَّا الخَيرات الزمنية، والأشياء الضُّروريَّة لحياة الإنسان، فقد وزَّعتها بلا مساواة أكبر. ولم أرد أن يمتلك كلُّ واحد كل ما هو ضروري له حتى يكون هكذا للنَّاس فرصة، لكي يمارسوا المحبَّة بعضهم تجاه بعض. أردتُ أن يكونوا في حاجة بعضُهم إلى بعض، وان يكونوا وكلائي لتوزيع النِّعم والحسنات التي تقبلوها منِّي" (التَّعليم المسيحي الكاثوليكي، بند 1937). |
||||
26 - 11 - 2023, 07:59 AM | رقم المشاركة : ( 143547 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوَزْنَة في هذا المثل تُمثِّل أيَّ موهبة أُعْطيت لنا، فالله يُعطينا وقتًا وقدرات ومواهب وغير ذلك من الخَيرات بحسب قدراتنا، وينتظر منا أن نستثمرها بحِكْمَة إلى مجيئه. فالوَزْنَة دون أدنى شكٍّ تلقي علينا المَسْؤوُلِيَّة الكبرى، والواجب والعمل التي ألقاها الرَّبّ علينا، كما على الرُّسل من قبلنا، خلال غيابه: حتى إذا عاد يكافئ كُلاً منَّا على ما أعطت يداه وقلبُه وفكرُه. فلا يوجد لدينا أي مُبرِّر حقيقي للتواني والكسل والإهمال أو الرَّفض أو اللامُبالاة، بل واجبنا النَّشاط والغَيْرة والعمل في كرم الرَّبّ. فنحن مسؤولون عن استخدام ما أعطاه إياه الرَّبّ استخدامًا جيدًا، والقضيِّة ليست كم لنا، بل ماذا نفعل بمواهبنا وقدراتنا وبمالنا. ومن هذا المنطلق، الوَزْنَة هي أمانة في أعناقنا نحاسب عليها، وهي ما يكتنزه كلّ مسيحي من محبة وإيمان ورجاء بكلام الرَّبّ وبخلاصه. |
||||
26 - 11 - 2023, 08:00 AM | رقم المشاركة : ( 143548 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يريدنا يسوع وقت "غيابه" أن نتحمَّل مَسْؤوُليَّة كلمته بأنفسنا؛ "فنحن" ملْكٌ خاص" لله وكل المواهب والقيم والثَّروة التي لدينا هي له، وهي وديعة عندنا. وينتظر الله أن نقوم باستثمارها. فالعمل يُكرم مواهب الله والوَزَنات المُعطاة" |
||||
26 - 11 - 2023, 08:01 AM | رقم المشاركة : ( 143549 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في المثل عنصر المفاجأة التي تعلنها الدَّينونة التي هي خلافٌ لِمَا نعتقد. لذلك لقد فضّل السَّيد روح الاستثمار عند الخادمين الأولين، على الرغم من انه لا يخلو من المَخاطرة، وحذَّر الخَادِم الثَّالث السَّلبي والآمن الذي دفن وَزْنَة سَيِّده خوفًا من فقدانها. لم تتوافق الدَّينونة مع التَّوقعات البشرية. يصير المثل أداة دعوة إلى التَّغيير: تفضيل حقيقة الله على حقيقة العَالَم (لوقا 12: 21) واختيار العدالة بدل أمان المَال الخدّاع (لوقا 16: 22-26). |
||||
26 - 11 - 2023, 08:03 AM | رقم المشاركة : ( 143550 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في المثل عدم المساواة في توزيع الوَزَنات. ربما نقول انه ظلم لأنَّنا ننظر إلى المظاهر الخَارجية للأشياء، أمَّا إذا نظرنا بعيون يسوع نرى مساواة بين البشر: مساواة في منح الفرص والإمكانات، انه يطالب كل واحد "على قَدْرِ طاقَتِه" وفروقاته الفرديَّة. ويُعلق البابا فرنسيس على مثل الوَزَنات "إنَّنا ننال مواهب من الله "كل على قدر طاقته (متى 25، 15)، من ثمَّ إ أنه أُعطي كل خادم وَزَنات كي يُضاعفها" (عظة البابا فرنسيس الأحد التَّاسع عشر من تشرين الثَّاني 2017). والطَّاقة هي من عمل النِّعْمَة، وعلى أساس عمل النِّعْمَة يمنح الله الوَزَنات، كما جاء في تعليم بولس الرسول" ولَنا مَواهِبُ تَختَلِفُ بِاختِلافِ ما أُعْطينا مِنَ النِّعمَة " (رومة 12: 6)، وعلى هذا الأساس اللاهوتي تتمُّ المُحاسبة والعِقاب، فمن لم يربح يُعاقب لأنَّه عطَّل عمل النِّعْمَة فأوقف عمل الوَزَنات. |
||||