منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31 - 08 - 2016, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 14231 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل أنت مستعد؟ لأن الرب يطلب جيلاً للملكوت

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ـ حضرت يوماً إجتماعاً مصغراً للشباب الخدام، وكانت إحدى نقاط الإجتماع تتمحور حول ملكوت الرب والخدمة. أين نحن في الملكوت؟.
ـ وأنا اليوم أتأمل في تلك الكلمة “جيل الملكوت”، فأتت في ذهني كلمات الصلاة الربانية في متى 6: 9ـ13 («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10 لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11 خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12 وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13 وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ). أعتقد أنه في معظم صلواتنا فإننا نصلي من أجل مشيئة الرب وكذا ملكوت الرب . حسماً دعونا نلاحظ في هذه الصلاة وبالأخص كلمة ملكوت، ليأتي ملكوتك، وهذه الكلمة هي أولى الأشياء العملية بعد الإعتراف وتقديس إسم الرب. إذ يقول ليتقدس إسمك وبعدها مباشرة ليأتي ملكوتك .
ـ في الحقيقة إن معظم الناس أو بلأحرى المؤمنون يقولون إن كلمة ملكوت تتحدث عن ملكوت السماء أو يوم رجوع المسيح، وبهذه الطريقة فهم يهملون جزء كبير ومهم من الحقيقة، يمكن فهم الجزء أيضاً في مرقس10: 17ـ21 (17 وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ:«أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 18 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. 19 أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلُبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». 20 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». 21فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ:«يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ. لقد كان سؤال الشاب وجيهاً جداً، ماذا أفعل لكي أرث الحياة الأبدية؟، ولكن إجابة المسيح كانت وجيهة وبسيطة إذ قال له : سلم ما تملك، ومعناها لا تهتم بأشياء وماديات هذا العالم. ثم قال له إحمل صليبك وإتبعني، أي بعد كل ذلك يكون لك الحياة الأبدية في الملكوت وأنت في نفس الوقت تعمل داخل الملكوت وللملكوت. أي يمكن بصورة أخرى رمزية قال له( لكي تدخل الملكوت لبد أن تعيش الملكوت هنا، وتكون لديك صورة الملكوت).
ـ في الصلاة الربانية كلمة ملكوت مكتوبة قبل المشيئة، يارب مالغرض من ذلك؟، حسمأ فلنبسط الأمر بكل بساطة. في الحقيقة إن الملكوت هو نيل وعد الله للحياة الأبدية وشركة معه، وهنا نلاحظ وعد الله يبدأ من اليوم الذي تقبله في حياتك (المسيح المخلص) وتسليم كلى له من طرفك،ولبد أن نحيا حياة الملكوت. متى 6 : 33 لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ
ـ من هذه الأيات نستنتج أن ملكوت الرب يبدأ من هذا المكان وهيكلك أنت، يبدأ من يوم أعلنت وإعترفت وقبلت يسوع المسيح في حياتك، أطلبوا أولاً ملكوت الله تعنى إسعى وعيش ملكوت الرب ، إعمل له وفيه، في الأول قولنا ليأتي ملكوتك أي لنعيش ملكوتك من هنا، نبدأ العيش في ملكوت الرب من هذا اليوم. لنسعى ونعيش في محبةوسلام ولنتشبه بمن فدانا، ونكون في صلاة وشركة مع الله وكذا مع بعضنا البعض. ونخدم في الملكوت.
ـ لنركز على هذه الكلمات: رجاؤنا هو وعد الله، ووعد الله هو الملكوت. إن الكتاب المقدس كله يتحدث عن وعد الله، وكل الانبياء والقديسين كانوا خدام الملكوت، كيف ذلك؟. لاحظ وعد الله لبعض القديسين الأوائل ولكن هم أكملوا السعي ونالوا إكليل البر. وعندما نتحدث عنهم كخدام لله والملكوت وجيل في الملكوت أي أنهم يعرفون ماهو قصد الله في حياتهم وخدموه بكل أمانة.
أخي القاريء هل تعرف ماهو قصد الله في حياتك؟ هل وضعت خدمة الله كأولوية في حياتك؟، وهل أنت مستعد أن تكون خادما في هذا الجيل من أجل الملكوت؟
• نوح نال وعد الله بإقامة عهد معه (تك6)، نلاحظ أن نوح عمل من أجل الوصول إلى ذلك الوعد، أي عمل في ذلك الوعد.( فكر ماذا لوكنت في مكان نوح ماذا ستفكر ناحية قصد الله؟).
• إبراهيم يعمل للملكوت(تك21)، والملكوت هو أرض الموعد وهذا هو وعد الله لإبراهيم في الأول.(ماهو قصد الله لإبراهيم؟ وماذا أتعلم شخصياً م قصة إبراهيم؟).
• يعقوب ووعد الله والسعي الذي سعاه في الخدمة (تك32: 9…)،(ما هي العبرة التي يمكن أن أستنتجها من قصة يعقوب لي شخصياً).
• قصة يوسف والعمل من اجل الوعد(تك45). ( ماذا يمكن أن تقول عن يوسف وخدمته؟، ركز على إرادة الله في تولى يوسف الحكم في مصر. ماذا يمكن ان تتعلم من حياة يوسف تجاه الله ؟).
• موسى يعمل لوعد الله ولأجل دخول أرض الميعاد (تك 50: 24ـ25)، وبداية خدمة موسى لوصية ووعد الله(خر3)، وموسى كان بالنسبة لبني إسرائيل بداية نيل الوعد.(ماذا يمكن أن تقول عن قيادة موسى لبني إسرائيل؟ وكيف كانت علاقته بن الشعب من جهة وبين الله من جهة أخرى؟ وما ذا تتعلم منه أنت منه؟).
• يشوع ينال الوعد ويبدأ يحصد الثمر بدخول الأرض (يش 1ـ2ـ3..)، في الحقيقة إن سفر يشوع يشبه إلى حد كبير حياة خدمة موسى فهو يعتبر سفر خدمة للملكوت بالنسبة ليشوع ووتتمة عمل موسى في الحقل.( ماهي بعض الصفات التي إمتاز بها يشوع تريد أن تتحلى به؟…)
ـ إن كل الكتاب يتكلم عن حقل الخدمة، والحقل هو الطريق للوصول إلى الوعد الإلهي …. راعوث قامت بخدمة في الملكوت ولأجل الملكوت، ونفس الشيء لداود ولإرميا وإشعياء……. وغيرهم. ولكن أنت ماذا فعلت؟ كيف هي حياتك أخي وأختي؟ لمن تحيا، هل لنفسك؟ هل تخدم ملكوت أرضي أم سماوي؟. قبل أن نواصل لا حظ معي هذا المثل الصغير:
ـ ماذا لو تنبأ عنك أحد وقال أنك ستحصل مثلاً إذا كنت طالب على شهادة الماستر بتقدير جيد جداً، هل ستنتظر قدوم ذلك اليوم دون خوض البرنامج؟ او لن تلتحق بالجامعة او المعهد. فقط تنتظر النتائج دون إمتحان؟ طبعاً لا بل ستجتهد أكثر بحماس.
ـ فلنعود للموضوع، جيل الملكوت. في الواقع كل ما نقرأه في الكتاب عن القديسين هم خدام الملكوت في ذلك الجيل، وقبل الوصول إلى فكرتنا دعونا نقرأ في (متى13: 24ـ30) مثل القمح والزوان، الرب يتكلم بكلمة ملكوت، “يشبه ملكوت السماء إنساناً زرع زرعاً…..” لقد نمى الزرع وحان وقت الحصاد، ماذا لو لم ينمو الزرع ؟، حتى أننا يمكن أن نقرأ الأمثلة التي بعدها في نفس الأصحاح، وربما إذا نظرنا على شرح السيد المسيح للأمثال هذه، كان يتكلم عن ملكوت السماء، ولكن كانت نقطة بداية البناء، أي أن أعيش الملكوت، أن أحيا الكلمة . الإتجاه نحو الملكوت، وأن تكون حياتي هي صورة ومرآة للملكوت ليست لحياتي فقط بل للأخرين.
ـ ربما يمكن أن نفهم النقطة الأولى وهي أن الملكوت يبدأ من أمامك يوم قبولك الرب في حياتك .
ـ والنقطة الثانية التي هي العنوان، إذا كان الملكوت يبدأ من هنا فلبد أن أحيا الملكوت وأخدمه، أعيش الملكوت وبالتالى أنا فرد من هذا الجيل الذي يحيا الملكوت، يعيش للرب ويخدمه،. في الواقع إسأل نفسك، لماذا كل هذه الأيات مكتوبة؟ ولماذا الإرسالية العظمى في متى28: 19ـ20؟.هل هي فقط للتلاميذ وفي ذلك العصر؟، كلا طبعاً.إنها مكتوبة لأجلنا نحن ولكل الأجيال، الرب أعطانا السلطان بروحه لكي نكون خدام لمجده ونحيا له، ونخدم شعبه ونساهم في خلاص الأخرين وتوصيل رسالة الإنجيل إلى الكل. لهذا الله لا يريدنا جيلاً ناجحاً في حياتنا الدنيوية فقط، ولكن جيلاً ناجحاً لملكوته في إسم يسوع. سلم حياتك للرب ولا تفكر بالماديات كأساس لحياتك القرار بين يديك أنت فقط وليس في يد سواك. إذا كنت توافقني الرد قول معي: ” إلى الأمام نحن سائرون وإلى الوراء لا راجعون، رسالتنا هي الإنجيل وهدفنا هو الملكوت”.
 
قديم 31 - 08 - 2016, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 14232 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف نتعامل مع بركات الله ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ينعم الله على أولاده ببركات أرضية، هذا بالإضافة للبركات الروحية التي حصلنا عليها بالمحبوب يسوع (أف 1 : 3). إن الرب يرغب بإشباع أولاده من دسم بيته على كل الأصعدة، فهو رب الخير والبركة، ووعده لنا بتسديد احتياجاتنا بحسب غناه في المجد (في 4 : 19).
في اعتقادي أنه من الطبيعي أن كل شخص يتمنى البركة لحياته وعائلته، وقد نحصل أحيانا على بركات كبيرة ووفيرة، فتكبر “الثروة” ويتضاعف “المعاش” وقد نحصل على ارتقاء بالوظيفة وما إلى ذلك … طبعا لا نقول هنا أن هذا يحصل دائما لكل ابن لله من ناحية “كبر” الثروة، ولا نقول أيضا أنه إذا لم يحصل ذلك فهناك “مشكلة” في إيمان الشخص … حاشا … هذا يذكرنا بصلاة يعبيص في العهد القديم، الذي صلى قائلا: “ليتك تباركني وتوسّع تخومي وتكون يدك معي وتحفظني من الشر حتى لا يتعبني، فأتاه الله بما سأل” (2 أخ 4 : 10).
الحديث في هذا المقال سيتمحور حول أولئك الذين يحصلون على البركات الأرضية الوفيرة من لدن الرب، والسؤال كيف يتعامل هؤلاء مع تلك البركات التي في حيز أيديهم ؟! سنحاول في السطور القليلة القادمة الإجابة باختصار على هذا التساؤل مستعينين بأمثلة لشخصيات كتابية، أولئك الذين كثرت ثروتهم وكيفية تعاملهم مع ما حصلوا عليه من بركات غزيرة.
بما أننا بدأنا بصلاة يعبيص، نلاحظ تركيبة صلاته، فيطلب من الرب البركة وتوسيع التخوم، ثم يليها بطلب لا يقل أهمية عن البركة، ألا وهو أن يحفظه من كل شر كي لا يتعبه، فيعبيص علم وأدرك أن البركة قد تزيغ قلبه عن مصدر الخير والبركة، فاستجاب له الرب. في هذا الخصوص نقرأ كذلك عن سليمان الحكيم، الذي كان من أغنياء سكان الأرض، إن لم يكن أغناهم، الذي أدرك أن البركة قد تزيغ قلب الإنسان وتبعده عن الله، وللأسف فهو نفسه وقع في هذا المطب، فصلّى قائلا: “لا تعطني فقرا ولا غنى. أطعمني خبز فريضتي، لئلا اشبع واكفر واقول من هو الرب أو لئلا افتقر واسرق واتخذ اسم الهي باطلا” (أم 30 : 8 – 9).
من الجدير بالتأكيد أن البركة الأرضية، بدرجاتها المتفاوتة، تأتي على حياتنا كنتيجة لاتباعنا للرب، والخطر كل الخطر أن تصبح البركة هدفا نصبو إليه بكل حواسنا، عندها سنفقد الرسالة وسنزيغ عن الهدف الحقيقي، فيبدأ الشر باجتياح حياتنا فيتعبنا، ونطعن أنفسنا بأوجاع كثيرة (1 تي 6 : 10). إن الرب يمنحنا البركة كي نتمتع بها (1 تي 6 : 17)، وليس كي نتمسك بها وننساه، فتفتر حياتنا الروحية ونصبح أناسا ماديين خادمين للمال، والأسوأ من ذلك قد يكون إعطاء ذلك صبغة روحية عن طريق استعمال آيات كتابية، ولكن بالمكان الخطأ، وذلك كي نقنع أنفسنا، وربما الآخرين أيضا، أن الرب هو هدفنا الأسمى، بينما حياتنا الفعلية تقول عكس ذلك تماما.
تعامل الملك داود مع بركات الرب بشكل رائع وصحيح، ولكن وقع في خطية الزنى والقتل عندما لم يخرج مع الشعب للحرب، وبقي في بيته (2 صم 11). بالرغم من أن داود وضع الرب بالمكان الأول ولم يحد عن طرقه، بل ووُجد بحسب قلب الله (أع 13 : 22)، إلا أنه أخطأ عندما وضع سلاحه جانبا فانقض عليه الشيطان وغلبه. عندما نحصل على البركة، أو البركات، يجب أن نبقى حاملين سلاح الله الكامل فنحفظ أنفسنا وقلوبنا من الشر ومن الشرير (أف 6 : 10 – 20). أما سليمان الملك فقد أزاغت قلبه البركات وابتعد عن الله عابدا آلهة أخرى (1 مل 11 : 1 – 4). نقرأ كذلك عن حزقيا الملك، كيف أن الله باركه بإضافة خمس عشرة سنة على حياته وملكه بعد أن صلّى بدموع، إلّا أنه، وللأسف، لم يستثمر هذه المدة بشكل صحيح وأساء استعمال هذه البركة التي منحه إياها الله (من فضلك قراءة 2 مل إصحاح 20). كذلك شمشون النبي، الذي منحه الله قوة خارقة لإنقاذ شعب الرب، زاغ قلبه والتصق بامرأة خاطئة فخسر رسالته وحياته (قض 16). بالمقابل، نقرأ عن أيوب كيف تمسك بالرب في حالة اليسر والعسر، فأبقى الله دائما نصب عينيه، بالرغم من كل البركات التي كانت له، وكذلك كان حاله عندما سمح الله بسحب البركة من حياته، فنال الطوبى والإكرام المضاعف من قبل الله.
صلاتنا إلى الرب أنه مهما كان حجم البركة التي نحصل عليها من الله، أن نتعامل معها بقلب متواضع، أن يحفظ الله قلوبنا لئلا تزيغ عن الهدف الرئيس والمأمورية التي دعينا إليها، حاملين سلاح الله الكامل كل حين ومثبتين انظارنا نحو رئيس الإيمان ومكمله.
 
قديم 31 - 08 - 2016, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 14233 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من صفات الرب، اللطف

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اللطف: صفة من صفات الله ؛ فيقول الكتاب المقدس : «فهوذا لطف الله» (رومية11: 22)، وأيضًا الانجيل يقول ان اللطف هو ثمرة من ثمار الروح القدس في المؤمن (غلاطية5: 22). وهو جزء مما يجب أن يتحلى به المؤمن الحقيقي
الانجيل يقول «فالبسوا كمختاري الله المحبوبين… لطفًا» (كولوسي3: 12).
واللطف ليس فقط بشاشة الوجه والكلام الجميل ،بل هو جوهر داخلي يرتبط بشركة صحيحة مع الله وشبع قلبي بالمسيح، فينتج عنه حلاوة المزاج ورقة الطباع، فنفكر في الآخرين بتواضع، ونهتم بخيرهم، ونرغب في خدمتهم، ونفضِّلهم على أنفسناحتى ولو كلفنا ذلك تضحية كثيرة.
إن وصية الروح القدس لنا «كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض» (أفسس4: 32).
والمسيحي الحقيقي ليس فقط يتجنب الشرور والخطايا، بل أيضًا يتجنب الكلام الخشن والحدة في التعامل. ويجب أن تظهر صفات المسيح في حياته وكلامه, فيكون لطيفًا مع الآخرين؛ وهذا ينشأ من الشركة مع الرب.
قال أحدهم: ”إن كلمة اللطف هي أجمل كلمة تُعبّر عن نعمة عظيمة، وعندما نكون لطفاء، فإننا لا نسبِّب ألمًا للآخرين، بل بالعكس نخفِّف من آلامهم ونسبِّب سرورًا لهم. إنه سلوك الشفقة والعطف والمودة والحنان مع الآخرين“.
***
الله الآن يتعامل باللطف مع كل البشر حتى يرجعوا إليه بالتوبة والإيمان، فيقول الكتاب: «لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة» (رومية2: 4). وكل مؤمن حقيقي بالسيد المسيح و رسالته اختبر لطف الله في الخلاص، فلقد «ظهر لطف مخلّصنا الله… خلّصنا» (تيطس3: 4، 5).
وأيضًا نلمس لطف الله في كل أيام حياتنا من خلال رعايته وحفظه واهتمامه بنا, فلقد اختبر عبد إبراهيم هذا الأمر بعد أن وجد رفقة لتكون زوجة لابنه اسحاق , فخرَّ وسجد للرب وقال: «مبارك الرب إله سيدي إبراهيم الذي لم يمنع لطفه وحقه عن سيدي».
وأيضًا قال يعقوب شاكرًا «صغير أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك. فإني بعصاي عبرت الأردن والآن قد صرت جيشين» ويوسف عندما كان في أرض مصر كان الرب معه وبسط إليه لطفًا (تكوين24: 27؛ 32: 10؛ 39: 21).
وتغنى داود قائلا: «لطفك يُعظِّمُني» (2صموئيل22: 36). وفي المستقبل سيُظهر الله في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع (أفسس2: 7).
فإن كان الله تعامل معنا باللطف وما زال يتعامل, فيجب أن نكون لطفاء في تعاملنا مع الآخرين.
إن اللطف الحقيقي نتعلمه من ربنا يسوع المسيح وكيف كان يتعامل مع النفوس , فالعشّارون والخطاة كان يحبهم ويقبلهم ويأكل معهم. والأطفال دعاهم واحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم. والجموع التي تراكضت إليه سلّم عليهم وعلّمهم وأشبعهم وشفى مرضاهم. والتلاميذ احتمل عدم فهمهم وعلّمهم على انفراد وشجعهم كثيرًا. لقد كان بحق لطيفًا مع الجميع!
واللطف المسيحي نابع من عمل الروح القدس، وليس هو المكتسب من التربية ومن المدارس ومن المدنية. كما أنه ليس لطفًا ظاهريًا، فيوجد من يلاطف الآخرين بألفاظ حسنة, لكنها في أكثر الأوقات لأجل غايات بشرية؛ فيكون كلامهم حلوًا والقلب مشحونًا بالكذب والغش.
واللطف ليس معناه أن نتساهل مع الشر أو لا نتمسك بالحق, فالرب يسوع الذي كان لطيفًا مع الخطاة ورقيقًا, كان أيضًا حازمًا فيما يتعلق بحقوق الله ومجده, وحادثة تطهير الهيكل تشهد على ذلك (يوحنا 2: 14- 17).
فمن جانب لا بد أن نكون لطفاء بعضنا مع بعض، ومن جانب آخر لا بد أن نتمسك بالحق ونرفض الشر.
ومن أمثلة اللطف في الكتاب المقدس ما فعله داود مع شاول الملك ,الذي كان يطارده ويريد أن يقتله؛ ولكن عندما وقع الملك شاول في يد داود وهو في الكهف لم يقتله بل أشفق عليه, فتأثر شاول الملك من معاملة داود اللطيفة ومن كلامه, فرفع صوته وبكى. (1صموئيل24).
وأيضًا ما فعله الملك داود مع مفيبوشث – الأعرج الرجلين – حيث بحث عنه وطمأن قلبه وردّ له كل حقول شاول أبيه، وليس ذلك فقط، بل جعله يأكل على مائدته دائمًا.
بينما عكس ذلك نجده في أصحاب أيوب الذين لم يكونوا لطفاء معه, إذ نسبوا إليه الرياء وأن هناك شرًّا دفينًا, فزادوا من ضيقته ومن ألمه، ودفعوه لكي يحامي عن نفسه.
فليحفظنا الرب من الخشونة والحِدة ولنكن لطفاء بعضنا مع بعض.
و ينبغي أن نكون لطفاء، ليس فقط خارج المنزل مع الآخرين, بل أيضًا داخل المنزل وفي العائلة, فيجب أن يكون الابن لطيفًا مع أبيه، والأخ مع أخوته
أخي.. أختي.. إن كثيرًا من تعزية الحياة متوقفة على مدى لطفنا مع الآخرين. فالحياة تصير تعسة إذا احتقرنا الأمور الصغيرة في آداب الحديث والجواب المبهج والوجه المبتسم.
ليعطنا الله أن نتعلّم اللطف الحقيقي منه، وذلك عندما نشبع به ونتمثّل به. ولتكن ذراعنا ممدودة للآخرين لمساعدتهم وإسعادهم، وليكن كلامنا معهم غير ثقيل، بل لطيفًا حانيًا, متذكرين القول المبارك: «كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض».
 
قديم 31 - 08 - 2016, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 14234 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصوم الحقيقي في تعليم المسيح له المجد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين. فإنهم يغيّرون وجوهم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم انهم قد استوفوا أجرهم” (إنجيل متى 6:16). الصوم هو فترة تعبديّة سامية جدا بين الإنسان والله ترفقه صلاة بخشوع وتأمل من قبل الإنسان المؤمن بالمسيح، والكتاب المقدس لم يحدد أوقات لهذه العبادة الرائعة، لهذا فالإنسان المؤمن هو يحدد بوعد وبعهد بينه وبين الله وقت يكون فيه بحاجة للتقرّب بشدة وحميمية من الخالق والمخلص وتدعم الصلاة الخاشعة النابعة من القلب عبادة الصوم المميزة.
وعادة ما تكون أوقات الصوم هي أوقات صراخ إلى الله من أجل حاجة روحية أو جسدية، فإما من أجل طلب انتعاش من داخل الإنسان نفسه أو داخل المجموعة العابدة أو من أجل إيجاد جواب حين يكون المؤمن في مفترق طرق ولا يدري كيف يذهب فيطلب المشورة مدعومة بالصوم والصلاة، أو من أجل استجابة صلاة لشخص مريض أو من أجل حاجة ملحّة جدا توضع أمام العرش السماوي، ففي هذه الأوقات علينا أن نكون منتظرين بصبر اللمسة السماوية عبر المسيح “إنتظارا انتظرت الربّ فمال إليّ وسمع صراخي وأصعدني من جب الهلاك من طين الحمأة وأقام على صخرة رجليّ. ثبت خطواتي وجعل في فمي ترنيمة جديدة تسبيحة لإلهنا” (مزمور 1:40)، فليس مطلوب من الإنسان الصائم أن يتظاهر بهذا أمام الجميع لأننا لا نقوم بمسرحية أو مزايدة أمام بعضنا البعض فالكتاب المقدس يقول بصراحة لكل من يريد أن يكون صائما “وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” (متى 17:6).
يعني هذا أن هذه العبادة تخرج من صميم داخل الإنسان إلى داخل قلب الله فتصل الرسالة بكل شفافية ووضوح. لهذا يا أحبائي فالصوم هو من وسائط النعمة في التعبد للخالق و يجعل الإنسان يقفز إلى الأمام بعدها بقوّة الروح القدس والله يطالب كل مؤمن بالمسيح يريد أن يغوص أعماق الحياة المسيحية أن يختبر هذه العبادة بالصوم والصلاة لأعظم إله مات وقام من أجل أن يعطينا غفران الخطايا. “ولكن ستأتي أيام يرفع العريس عنهم فحيتئذ يصومون في تلك الأيام” (مرقس 20:2).
 
قديم 31 - 08 - 2016, 05:58 PM   رقم المشاركة : ( 14235 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أين ذكر في الكتاب عن لاهوت المسيح؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

– لاهوت المسيح من خلال ألقابه
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غايتنا هنا – خلافاً للفلسفات البشرية – أن نبرهن على أن الله واحد وجوهره واحد في ثلاثة أقانيم. وإننا نحاول دعم قولنا بآيات صريحة من العهدين القديم والجديد. ونصل بالنتيجة إلى الإدراك بأن الآب هو الله والابن هو الله والروح القدس هو الله.
إن كنت تقول أن هذا الكلام فوق إدراكي وفهمي فإني أقول لك أني لست أفضل حالاً منك، ومع ذلك فالعقيدة سليمة وصحيحة لأن الله أعلن ذاته بهذه الصورة وقدمها لنا لقبولها لا للتصويت عليها. فمن يرفضها يقع تحت طائلة الحساب والعقاب. فإن يوم الحساب آت وكل آت قريب.
ليس من الصعب على معظم الناس أن يقبلوا النقطة الأولى القائلة أن الآب هو الله. الصعوبة، لا بل العقدة، هي في القول أن الأقنوم الثاني هو الله وكذلك الأقنوم الثالث. وما دام الأمر كذلك فلا داعي للشواهد على لاهوت الآب. سأكتفي في هذا الفصل بتقديم الأدلة على لاهوت الابن، وسأبدأ بألقابه. اللقب الأول هو الله. فمع أن شهود يهوه ينكرون لاهوت المسيح فإن الكتاب المقدس يؤكد ويشدد عليه بقول إشعياء في الإصحاح 7 من نبوءته “ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل”. فلما اقتبس البشير متى هذه النبوة في الإصحاح 1 من إنجيله، قال أنها تمت في ولادة المسيح من مريم العذراء، وإن اللقب العبري “عمانوئيل” معناه “الله معنا”. وهناك نبوة أخرى لإشعياء في الإصحاح 9 من سفره يقول فيها: “يُولد لنا ولد، ونُعطى ابناً وتكون الرئاسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً رئيس السلام”. لاحظ أن إشعياء يسمي المسيح هنا “إلهاً قديراً” لأنه آمن أن المسيح المنتظر هو الله. ويؤيد بولس هذا الاعتقاد بقوله “الله ظهر في الجسد” وأيضاً “فيه (في المسيح) يحل كلّ ملء اللاهوت جسدياً”. وقد فعل الشيء عينه يوحنا في فاتحة إنجيله فقال: “في البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند الله. وكان الكلمة الله”. وفي الآية 14 يقول: “والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا”. ويحذو توما حذوهم عندما يخاطب يسوع قائلاً: “ربي وإلهي”. ويخبرنا كاتب رسالة العبرانيين في العهد الجديد نقلاً عن المزمور 45 أن النبوة القائلة “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور” إنما هي “عن الابن” وكلماتها موجهة إلى الابن بالذات. ولو لم يكن المسيح هو إله لما كان قد قبل السجود والعبادة من البشر. أليس هو القائل “للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد”؟
ومن أبرز ألقاب المسيح في العهد الجديد لقب “ابن الله” وقد شهد الآب نفسه لهذه الحقيقة عند معمودية المسيح في نهر الأردن فقال “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”. والملاك الذي بشر العذراء بولادة المخلص قال لها “القدوس المولود منك يدعى ابن الله”. وقد فهم الرسل هذه الحقيقة وفي مقدمتهم بطرس الذي قال للمسيح “أنت المسيح ابن الله الحي”.
السؤال الآن هو: لماذا دعي المسيح ابن الله؟
والجواب هو: أولاً لكي نعرف المصدر الذي جاء منه. ثانياً لكي يبين لنا العلاقة العميقة والوثيقة التي تربطه بالآب. ومن الكتاب المقدس نفهم أن هذه العلاقة تنطوي على عدة أفكار هامة.
الفكرة الأولى هي “وجه الشبه” بين الاثنين. فالمسيح هو صورة الله ورسمه، على حد قول الرسول بولس في أكثر من رسالة. والمسيح نفسه لم يتردد في أن يقول “من رآني فقد رأى الآب”. فلما قال له فيلبس: “أرنا الآب وكفانا”، أجابه يسوع “أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس؟” فهو يشبه الآب من كل الوجوه. والشيء الجميل هو أن الكتاب المقدس يعلّم بأن كل من يؤمن بالمسيح ويتوب عن خطاياه يصير هو بدوره ابناً لله ولو أن بنوة المسيح فريدة وأزلية.
الفكرة الثانية هي فكرة المعرفة. فمن اختبارنا نعرف أن الأب الصالح الحكيم يعرف ابنه جيداً والابن الصالح يعرف أباه جيداً، لأن المعرفة المتبادلة تؤدي إلى علاقة أعمق بين الطرفين. وقد قال المسيح في هذا الصدد: “ليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له”.
الفكرة الثالثة هي الطاعة. الحياة ضمن العائلة الواحدة مستحيلة بدون استعداد الأولاد للاستماع إلى أبيهم واحترام مشاعره وإرادته. غير أن الطاعة البشرية هي دائما ناقصة. أما طاعة المسيح للآب فهي كاملة ولا تشوبها شائبة، ولهذا استطاع أن يقول لأبيه وهو يصلي في بستان جثسيماني: “لتكن لا إرادتي بل إرادتك”. حتى وهو ابن اثنتي عشرة سنة قال لأمه: “ينبغي أن أكون في ما لأبي”.
الفكرة الرابعة والأخيرة هي المحبة. فالمسيح كما يقول يوحنا في رسالته الثانية هو “ابن الآب بالحق والمحبة”. وقد شهد المعمدان قائلاً: “إن الآب يحب الابن”. وفي الإصحاح 15 من إنجيل يوحنا نسمع يسوع قائلاً “أنا حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته”. والمحبة هذه هي محبة أزلية بين الآب والابن، لأن “الله محبة”.
أخي القاريء: – يمكنك أنت أيضاً أن تصير ابناً لله عن طريق الولادة الروحية بواسطة التوبة والإيمان بالمسيح. يقول يوحنا في الإصحاح الأول من إنجيله: “إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه”. فمتى صرت ابناً لله صارت لك هذه الإمتيازات الأربعة التي أتينا على ذكرها ألا وهي المعرفة والطاعة والمحبة والشبه.
2- لاهوت المسيح من خلال تصريحاته
في الفصل السابق طرحنا السؤال التالي: ما هي البراهين المشيرة إلى لاهوت المسيح؟ وكان الجواب الأول هو ألقابه، ومن بينها لقب “الله” ولقب “ابن الله”. أما الآن فنأتي إلى الجواب الثاني، وهو تصريحاته. فبالإضافة إلى أسمائه وألقابه هناك الأقوال التي صرح بها معلناً هويته الحقيقية. فلما تكلم عن ملكوت السموات تطرق يسوع إلى باب التشبيه فقال “يشبه ملكوت السموات” هذا أو ذاك من الأشياء والأشخاص، ولكنه لما تكلم عن ملك الملكوت لم يستخدم التشبيه بل قال “من رآني فقد رأى الآب. أنا والآب واحد” حتى أضداده فهموا قصده ومرماه. ففي الإصحاح الخامس من إنجيل يوحنا قال المسيح: “أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل”. وبعد ذلك مباشرة نقرأ العبارة التالية: “من أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلا نفسه بالله”.
ومن تصريحاته أيضاً قوله في الإصحاح الثامن من إنجيل يوحنا: “قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن”. وقوله “أنا كائن” يذكّرنا باسم الله في العهد القديم والعهد الجديد. ففي العهد القديم اسم الله هو “يهوه”. ولفظة “يهوه” في العبرانية تعني “الكائن” أي الدائم الوجود. وفي العهد الجديد نجد الاسم نفسه في الإصحاح الأول من سفر الرؤيا عندما يقول يوحنا في الآية 4: “نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي ومن السبعة الأرواح التي أمام عرشه ومن يسوع المسيح الشاهد الأمين”. هذه الآية لا تؤكد فقط على لاهوت المسيح بل أيضاً على الثالوث. لاحظ أن “الكائن” ثم “السبعة الأرواح” ثم “يسوع المسيح” هم في جملة واحدة.
فمع أن الآب هو “الكائن” فإننا نسمع المسيح يقول “أنا كائن”. وفي الآية 56 من الإصحاح الثامن من إنجيل يوحنا قال يسوع لسامعيه “أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرآه وفرح”. وقبل ذلك لما سألوه “أين أبوك؟” قال لهم في الآية 19 : “لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً”.
تصريح آخر من تصريحات المسيح عن لاهوته وارد في الإصحاح 14 من إنجيل يوحنا. يقول الرسول يوحنا: “أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم، إذا آمنتم، حياة باسمه”. وفي فاتحة الإصحاح 14 من الإنجيل نفسه قال يسوع لتلاميذه: “أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي”.
بالفعل هذا ما آمن به الرسل من كل القلب وكتبوا عنه في العهد الجديد. مثلاً يكتب بولس عن المسيح في رسالة فيلبي قائلاً “الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله”. ويكتب الرسول يوحنا قائلاً في مطلع إنجيله: “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله”. وفي الإصحاح الخامس من رسالته الأولى شهد عن المسيح بقوله: “هذا هو الإله الحق”. وشهد توما شهادة مماثلة على أثر ظهور الرب للتلاميذ بعد القيامة. فلما دعاه المسيح ليلمس يديه وجنبه خجل توما ثم قال للرب بروح السجود والعبادة “ربي وإلهي”.
ولما جاء فيلبس بنثنائيل إلى يسوع فوجيء نثنائيل بأن المسيح يعرفه جيداً فقال له “من أين تعرفني؟” أجابه يسوع “قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك”. عندئذ قال له نثنائيل: “يا معلم أنت ابن الله”.
لو لم يكن المسيح هو الله لما كتب الأنبياء والرسل ما كتبوه. فهل هناك من تجدر بهم الثقة أكثر من الرسل والأنبياء؟ ثم لا تنس أن عدم الإيمان بلاهوت وناسوت المسيح هو عدم الإيمان بقدرة الله. فهل يستحيل على الله أن يظهر في صورة إنسان دون أن يتخلى عن لاهوته؟
والآن إليك السؤال التالي: لو كان المسيح مجرد نبي أو إنسان عادي كما يقول بعضهم – فلماذا لم يولد كغيره من الناس؟ ولماذا لم يعش ولم يمت كغيره من الناس؟ فقد شهد التوراة والإنجيل وأيضاً القرآن بأنه ولد من أم بدون أب، في حين أن كل البشر، حتى الأنبياء، ولدوا كأي واحد منا. وقد شهد الكتاب المقدس أن يسوع عاش بدون خطية ومات طوعاً واختياراً ساعة شاء، في حين أن كل الأنبياء والبشر، بدون استثناء عثروا وسقطوا في خطايا متنوعة. هل اختبرت هذا بنفسك؟ حتى الشيطان قال له: “أنا أعرفك من أنت. أنت قدوس الله” فهل تقبل بأن يكون الشيطان أكثر فهماً وإدراكاً منك؟
إن يسوع الذي ولد بخلاف الناس، وعاش بخلاف الناس، ومات بخلاف الناس، وقام بخلاف الناس إنما هو الله المتجسد وقد فعل ما فعل حباً بنا وبخلاصنا. فهل تتخذه مخلصاً ورباً الآن وتعترف به أمام الناس؟ قال يسوع: “من اعترف بي.. أعترف به.. ومن استحى بي…. أستحي به..”.
3- مقارنة الروحيات بالروحيات
بالحقيقة إن موضوع لاهوت المسيح واسع جداً، ولا يمكن أن نعطيه حقه في مقالة كهذا. فضلاً عن أن الموضوع ليس سهلاً. فمحدودية الإنسان عاجزة عن سبر أغوار كنه الله اللا محدود.
في هذا الفصل سأستخدم أسلوب المقارنة الذي علّم به الرسول العظيم بولس. فقد كتب ملهماً في الإصحاح الثاني من رسالة كورنثوس الأولى يقول: “ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، التي نتكلم بها… بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات”. وعندما نعمل بهذه النصيحة فإننا نبلغ النتيجة المرجوة لاسيما إذا كانت قلوبنا وألبابنا منفتحة على كلمة الله.
المقارنة الأولى هي بين الإصحاح 40 من إشعياء والإصحاح 3 من إنجيل متى. ففي إشعياء نقرأ النبوة القائلة: “صوت صارخ في البرية. أعدوا طريق الرب. قوموا في القفر سبيلاً لإلهنا”. وتحقيق هذه النبوة وارد في الإصحاح 3 من إنجيل متى حيث يقول البشير: “وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً: “توبوا..” ثم يعلق متى قائلاً: “هذا هو الذي قيل عنه بإشعياء النبي القائل: صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب. اصنعوا سبله مستقيمة”.
لاحظ أن لفظة “الرب” التي استعملها إشعياء هي “يهوه” اسم الجلالة في العهد القديم، فقال “أعدوا طريق الرب”. ثم تابع يقول “قوموا في القفر سبيلاً لإلهنا”. فهو يسمّيه “الرب” وأيضاً “إلهنا”. ويقول متى أن هذه النبوة تمت في المسيح. ومعنى هذا أن المسيح نفسه هو الرب الإله.
المقارنة الثانية هي بين الإصحاح السادس من إشعياء والإصحاح 12 من إنجيل يوحنا. ففي سفر إشعياء يقول النبي استهلالاً بالآية 8 : “ثم سمعت صوت السيد قائلاً: من أرسل ومن يذهب من أجلنا؟ فقلت، هأنذا أرسلني فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعاً ولا تفهموا وأبصروا إبصاراً ولا تعرفوا. غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه وأطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى.” ومن يقرأ الفصل كله يعلم جيداً أن الذي رآه إشعياء وتكلم معه إنما هوالسيد “يهوه” رب الجنود.
أما في العهد الجديد فيخبرنا يوحنا في الإصحاح 12 من إنجيله استهلالاً بالآية 37 قائلا: “مع أنه (أي يسوع) كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها لم يؤمنوا به”. وبعدها اقتبس في الآية 40 نبوة إشعياء التي أوردتها في الفقرة الأولى من هذه المقارنة الثانية. وعلّق يوحنا على الرؤيا التي رآها إشعياء فقال في الآية 41 : “قال إشعياء هذا حين رأى مجده (أي مجد المسيح) وتكلم عنه”. والنتيجة الحتمية التي نطلع بها من هذه المقارنة هي أن مسيح العهد الجديد هو يهوه العهد القديم بالذات.
المقارنة الثالثة هي بين الإصحاح الخامس والأربعين من إشعياء والإصحاح الرابع من أعمال الرسل. ففي المقطع الأخير من الإصحاح الخامس والأربعين من نبوة إشعياء يقول الله “أنا الرب ولا إله غيري. إله بار ومخلص ليس سواي”. ثم يتابع قوله: “التفتوا إلي واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر”. ومن هذه الكلمات يتضح لنا أن الله وحده هو المخلص ولا آخر سواه. ولذلك يطلب من الأمم والشعوب أن يلتفتوا إليه بالإيمان ليخلصوا.
عندما نأتي إلى الإصحاح الرابع من أعمال الرسل نجد بطرس الرسول يدعو الناس إلى المسيح المخلص الوحيد قائلاً: “وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص”.
فعندما يقول الله في العهد القديم “التفتوا إلي واخلصوا”، ومن جهة أخرى يقول بطرس عن المسيح “وليس بأحد غيره الخلاص”، فماذا نستنتج يا ترى؟ هذا يسير من كثير، ولكني أكتفي بهذه المقارنات الثلاث.
أخي القاريء: هل يسوع المسيح هو مخلصك وإلهك؟ اذكر قول الكتاب المقدس أن يسوع “قادر أن يخلص إلى التمام جميع الذين يتقدمون به إلى الله” وكل ذلك لأن الابن مساو للآب في الجوهر. وكلاهما مع الروح القدس إله واحد. له المجد والكرامة إلى ابد الدهور.
 
قديم 31 - 08 - 2016, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 14236 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل ..؟ وهل..؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عزيزي...
هل صرختَ متضرِّعًا إلى اللهِ البار،
كي يُجيز عنك كأسَ العناءِ والمرار؟
في هذه الكأس تمتزج أفراح الأمجاد بالأَنَّات...
فاقبلْها، دائسًا على الذات!
ليرفعَكَ وقت الإحسانات..
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
واصبر له!
هل جَرَحت رجليك أشواكُ الحياةِ؟
وتعثّرت خطواتك وليس من نجاةِ؟
ثِق في حبِّ قلبه على الدوام!
إنما طرقُةُ تسمو لكي
تتممَ مشيئتَهُ في حياتك بالتمام
فاخضع له!
هل شربتَ الذلَّ كأسًا في مرار؟
وأُجبِرت على السير في واقعِ الاضطرار؟
إنه يريد أن يصنعَ منك رجلَ الأقدار
فهل أنت جدير بالاختيار؟
اصرخ له!
هل تذمرتَ يومًا على القدير؟
رغم اختباركَ أعمالَ عنايته في الليل الطويل؟
إنه يريدك أن تنموَ في معرفته
فالكثيرون لم يختبروه بالرغم من أنهم عرفوه
فتمتع به!
 
قديم 31 - 08 - 2016, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 14237 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الطير المهاجر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيها الطير المهاجر لِمَ أراك واجمًا؟
تقضي في الحزن ليالٍ تبدو فيها نادمًا
صرتَ للدنيا أسيرًا تعيش فيها حالمًا
قد نسيتَ أن ربَّك لم يزل بشؤونك عالمًا

تركض خلف الفُتاتِ من نفوذٍ أو جَمالِ
تلهث خلفَ الأماني والبريق.. والمُحالِ
تحمل وِزر الليالي ولا تضجر من القتالِ
حتَّامَ يبقى قلبك مُعَلَّقًا بين الدنايا والكمالِ؟

أيها الطير المهاجر أنت في الأرض نزيلُ
موطنك بين الأعالي، مصيرك المجدُ الجليلُ
فَلِمَ العبث في أرضٍ، فيها الخلود مستحيلُ؟
أمجادها قبض الرياح ورئيسها مهزومٌ ذليلُ

كفاك بحثًا عن نعيمٍ بين جَنَبَاتِ الدُنا
كل ما في الأرض وهمٌ حتى إن نلتَ المُنَى
هيهات تجد السعادة في حياتك ها هُنا
فالسعادة على الأرض أمل تصنعه أوهامُنا

أيها الطير المهاجر لا تستسلم للأهواءِ!
قم وحلِّق في أعالي الكون وحدِّق للسماءِ!
ولا تأبهَنَّ بالماضي وبما كان فيه من ألوان العناءِ!
أم كيف تعرف طعمَ النعيم
إن لم تذُق أولاً طعم الشقاءِ؟
 
قديم 31 - 08 - 2016, 06:51 PM   رقم المشاركة : ( 14238 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طوبي لمن إله يعقوب معينه

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعقوب:
أنتَ يا من احتجتَ كثيرًا لعملِ الفخاري
بل وإنكَ ظللت تُخادِع وأنتَ لا تبالي
على أبيك أم على خالِك أم على العالي؟
فها أنا أرى فيكَ كلُ آمالي
أن يُشكِّل السيد، وبالألم لا أبالي
بل أن أخضعَ له ولحبَه السامي
فقد أحبكَ بالنعمةِ والقصد الإلهي
وأنا أيضـًا أحبني وأعطاني ابنهُ الغالي

وها أنتَ تَحصلُ على البركةِ بالخداع والتعالي
وما أنا أمشي في البريةِ إلا بأفكاري
وأرى فيكَ شخصًا يعتمدُ على ذكائِه الداهي
وأنا لا ألجأ للقدوس إلا في الفشلِ والوادي

أراك تحاولُ بقدرتِك أخذَ أجرتك
من خالِك الذي خدعك في زوجتِك
وعشرون سنة كانت له خدمتك
بدلاً من التفاني في خدمة سيدك
الذي وأنت في ذهابِك قال أحفظك
ومن كلِ خطرٍ وشرٍ أسترك
ومن خالك كان وراءك
ومن أخيك كان أمامك
ألا ترى معي: ما أعجب ذلك القدير!
الذي هو نفسهُ معي يسير
ويضعني على منكبيه في الطريق المرير
ويدافع عني في الوقتِ العسير
الذي في بيتِ إيل ظهر لك لا ليعاتبك
بل أراك نفسه ليشجِّعك
ويقول لك: لا تخف أنا معك
وأنت تتناساهُ في رحلتك
والأنَ أنا ما أكثر ما أشبهك
وأتناساه وأقولُ له لا أتركك

ولكن، بالبركة تحولت لوز إلى بيت إيل
ومخاضة يبوق إلى فنوئيل
وكذلك أنت من يعقوب إلى إسرائيل
وأبتدأت في النضوج ابنتي لابان بن بتوئيل

لكن، هل فقد سيدي فيك الأمل ورماك؟
بل ظل فيك الأملَ يجدي حتى لقاك
في فنوئيل وأنت تُبدي أجملَ وأروعَ قواك
والسيد يعمل فيك حتى منتهاك

وهو مازال يشكل فيَّ حتى الآن
حتى أكونُ أكثر نضوجًا ولمعان
وأظهرُ شخصه وحبه الملآن
بالعطف والجود والإحسان
وها أنا أراك وأنت في أرض جاسان
تختلفُ كثيرًا مما كنتُ عليه في حاران
تهتمُ بما للآخرين وترى بالإيمان
ما لم يراهْ ولم يعرفهْ الأبوان

فلقد وصلت أنت للمسات الأخيرة
ولم تعدْ تهتم بالمستقبل والخوف والحيرة
بل أراك وأنت
أمام فرعون تتذكر حياتك الطويلة
وأنت تحسبها كإنها لم تكن إلا قصيرة
وتنسى ما عشتهُ لنفسك بالخداع والحيلة

فكما صنع منك الفخاري إناءً لمجدِه
وأنتج شخصـًا يعيش حسبَ فكرِه
سيُغيرُ ويشكلُ فيَّ حتى أكونَ مثل ابنهِ
وأعكسُ للناس مثل المرآةِ شخصهِ

 
قديم 01 - 09 - 2016, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 14239 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هكذا أَحَبَّ اللهُ العالم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بداية هذا الشَّهر المبارَك تهيّئنا لعيد رفع الصّليب الكريم، الّذي كان رمزًا للإهانة والتّحقير، ونحن الآن نمجّد رمز العار هذا. ماذا يعني ذلك بالنّسبة لنا نحن المسيحيين وسط كلّ المحن والأحزان الّتي تُصيب أرضنا الرّوحية؟ والّتي تذلّلنا (تجعلنا متواضعين)، فنغلب بالصّليب عدوّ القيامة. ماذا يريد المصلوب؟. يقول لنا من على الصّليب هذا: "يا أبتاه اغفر لهم لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23:24).
في الواقع، هل لا يعلمون ماذا يفعلون؟. هل يمكننا أن نشكّ في صدق كلمة الحقّ المتجسِّد؟. إنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون...
الَّذين صلبوا المسيح لم يعلَموا أنّ الله هكذا أحبّ العالم بواسطة الصّليب. "لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى إنّه بذل ابنه الوحيد" (يوحنّا 16:3). الصّليب هو علامة المحبّة بلا حدود. حبّ الله الآب الّذي لا يُقاس نحو البشر. الآب الّذي يُغدِق رحمته الكثيرة نحو البشر السّاقطين، بذل ابنه الوحيد بسبب محبّته للبشر. هذا الحبّ الآبويّ يشاركه إيّاه الابن بواسطة بسط يديه على الصّليب. فحبّ الابن يمتدّ نحو الآب الّذي يتشارك معه في الجوهر نفسه، وكذلك حبّ الابن يمتدّ نـحـو الـبـشـر الّـذيـن يـتـشـارك مـعـهـم بـشـريّـتـهـم مــا خـلا الـخـطـيـئـة. هـذا الـــحـــبّ يُــنــيــرنــا بــواســـطــة نـعمة الرّوح القدس فقط، الّذي كما الآب والابن كذلك الرّوح الـقـدس هو مـحـبّة بذاتها. ضمن هذا الواقع، إنّ الرّبّ الإله الثّالوث هو محبّة وهنا يكمن التّحدّي في أن نتّحد في محبّة الثّالوث القدّوس، متناولين من هذا الحبّ، مسمِّرين على الصّليب كلّ أهوائنا، شهوات هذا العالم وكلّ شيء يمنعنا من الصّعود إليه، كلّ أنانيّة، حبّ الذّات الّذي يفصل بيننا وبين الحبّ الحقيقيّ الّذي هو حبّ الله والقريب.
تحدِّينا هو أن نحبّ الله كما أحبّ الله العالم. فصليب المسيح هو صليب المحبّة، صليب الحبّ الإلهي المتواصِل بحبّ البشر.
الله الحاضر ليُصْلَبَ (بضمّ الياء وفتح اللّام) من أجل خلاصنا ومن أجل الخطأة ذلك لكي يُدخِل (بضمّ الياء) نوره إلى عالمنا المظلم. فالصّليب يُنير العالم بنور المسيح الظّاهر في طور ثابور الّذي هو شكل من أشكال محبّته للبشر، وهذا ما ينير عالمنا ويعطينا الغبطة.
أيّها الأحبّاء، إذ تسجدون لصليب الرّبّ اطرحوا عنكم كلّ اهتمام دنيويّ مكبِّل لكم يمنعكم من الصّعود نحو المسيح في السّماء. لأنّه قال بأنّه سيجتذبنا إليه، مترفّعين ومرتفعين عن العالم المادّيّ، حاملين صليبه طوعًا، صليب الألم، ألم المحبّة للقيامة. آمين.
 
قديم 01 - 09 - 2016, 01:25 PM   رقم المشاركة : ( 14240 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

5 أشياء قد لا تعرفها عن البطريرك الحزين .. الأنبا مكاريوس الثالث
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"كانت فترة ضئيلة من الزمن ولكنها كانت مشحونة بالألم وكان هو المتألم والحزين".. هكذا وصفت مجلة "مدارس الأحد" القبطية الشهيرة، البابا القبطي الـ114 الأنبا مكاريوس الثالث، حيث اتسمت فترة اعتلاءه للكرسي البطريركي بالكثير من المشاكل رغم مدتها التي لم تبلغ السنتين.

وفي ذكرى رحيله يسرد "دوت مصر" في التقرير التالي، أبرز ما قد لا يعرفه كثيرين عن البابا مكاريوس الثالث.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فنان قبطي متعلم
رغم ضعف مستوى التعليم في الكنيسة القبطية في ذلك الوقت، إلا أن الأنبا مكاريوس كان من أبرز رجال الإكليروس المتعلمين في زمنه، إذ كان مدرسا للغات القبطية والإنجليزية والفرنسية، كما عرف بموهبته منذ الصغر في رسم جميع فنون الزخرفة القبطية وخاصة الصلبان القبطية التي توضع بالكنائس بكافة أشكالها، وأصدر 3 مجلدات في هذا المجال.

صاحب اتجاه إصلاحي
رغم ما جرى من مشاكل عند اعتلاءه الكرسي البطريركي، إلا أنه خلال تولي الأنبا مكاريوس مطرانية لأسيوط لمدة لمدة 47 عاما، عرف باتجاهه الإصلاحي، حيث قدم برنامجا للإصلاح الكنسي ورفعه للبابا كيرلس الخامس، كما عقد أول مؤتمر قبطي في أسيوط عام 1910.
وعند اعتلاءه الكرسي البطريركي في فبراير 1944، أصدر وثيقة للإصلاح الكنسي تضمنت إصلاح الأديرة وترقية رهبانها علميا ومحاسبة نظارها ورؤسائها، وتوحيد الأوقاف القبطية، وعمل سجل لأعضاء الكنيسة، وإنشاء لجنة لمراجعة كتب الكنيسة، بالإضافة لتنظيم مسؤوليات المجلس الملي الذي كان ينازع المجمع المقدس في اختصاصاته في ذلك الوقت.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رأس أول مجمع لرفض لائحة الأحوال الشخصية
رغم عدم امتلاك المجلس الملي سلطة التشريع الكنسي إلا أنه أصدر منفردا ما يعرف بـ"لائحة 1938" للأحوال الشخصية والتي توسعت في أسباب الطلاق، لتتسع خلافاته مع المجمع المقدس، وعند اعتلاء البابا مكاريوس للكرسي البابوي لم يكتفي بعدم التأييد كما حدث مسبقا، وإنما عقد المجمع المقدس في يناير 1945، حيث صدر أول قرار مجمعي برئاسته برفض اللائحة قبل أن يرفع مذكرة لوزارة العدل لتغيير اللائحة، وأدان المجلس الملي قائلا بأنه "خرج عن الإنجيل".
هجر الكرسي البطريكي
خلال عام و6 أشهر أعتلى خلالهم الكرسي البابوي، عانى الأنبا مكاريوس من تدخلات المجلس الملي في اختصاصات البطريركية والمجمع المقدس، وقد حاول توفيق الأوضاع عن طريق منح المجلس الملي مسؤولية إدارة الأوقاف، إلا أن القرار لم يثني أعضاء المجلس عن التدخل في شئون الكنيسة، كما أغضب القرار عدد من أعضاء المجمع المقدس لتنازله عن إدارة الأوقاف دون استشارتهم، كما تسبب رفض الكنيسة للائحة 1938 في اتساع الخلاف مع المجلس الملي.
وذكرت عدد من المراجع التاريخية أن البابا مكاريوس شعر بالندم على تركه إيبارشيته في أسيوط وتوليه البطريركية، وأنه لم يكن مستحقا للمنصب بعد ضياع حلمه في الإصلاح الكنسي، فهجر مقر الكرسي بالبطريركية وذهب لدير الأنبا بولا ومكث هناك 3 أشهر، قبل أن يتدخل رئيس الوزراء ويقنعه بالعودة مرة أخرى لكرسيه، خاصة بعد ضغط الشعب.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أمر أن يكفن كراهب

رغم إستقبال الشعب له استقبالا حافلا عقب عودته من الدير للكرسي البابوي، إلا أن المجلس الملي أستمر في نفس سياسته، وقام برفع قضية ضد البابا مكاريوس، وذكرت عدد من المراجع القبطية أن البابا تولد لديه شعور بأن كل ما يحدث سببه عدم استحقاقه للمنصب، حتى أنه طلب في وصيته أن يدفن كراهب عادي لا كبطريرك، ولاحظ كثيرين بكاءه المستمر في القداسات التي كان يرأسها، ولم تمضي أيام حتى توفي في 31 أغسطس عام 1945.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024