منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 11 - 2023, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 142181 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





ويوبِّخ الشهيد يوستينوس اليهود بقوله:

بالرغم من أن المسيح أظهر لكم بمثال يونان أنه سيقوم من الموت، وحثَّكم على التوبة على الأقل بعد قيامته، وأن تنوحوا أمام الله كما فعل أهل نينوى حتى لا تهلكوا، ومع ذلك فلما علمتم بقيامته لم ترفضوا التوبة فحسب، بل أرسلتم رسلاً إلى كل العالم لكي يذيعوا أن يسوع هذا المخادع الجليلي كان كافراً، بل إن تلاميذه سرقوا جسده ليلاً من القبر، وهم الآن يخدعون الناس بإصرارهم على قيامته من الموت وصعوده إلى السماء، بل إنكم تدينونه أمام الذين يعترفون بأنه المسيح ابن الله.

ثم بعد ذلك أيضاً، رغم خراب أورشليم (عام 70م) وانقلابها على سكانها لم تتوبوا، بل تجاسرتم على أن تلعنوه هو وكل من آمنوا به. ومع ذلك فنحن لم نكرهكم، ولا كرهنا الذين انحازوا ضدنا واضطهدونا بسببكم، بل إننا نصلي حتى اليوم (وحتى نهاية الدهور) أنكم جميعاً تتوبون وتنالون الرحمة من الله الرؤوف المتحنن(5).

ويقول القديس ذهبي الفم:

إن يونان النبي عندما أصبح لا يطلب المنفعة للكثيرين، بل لنفسه، صار في خطر الهلاك، وبينما تقف نينوى على قدميها يكون هو قد هلك في البحر، ولكنه عندما طلب منفعة الكثيرين وجد هو أيضاً خلاصه.

رغم أن أهل نينوى كانوا غرباء عن عهود الله ومواعيده، إلاَّ أنهم تابوا بكرازة يونان، ولما استعطفوا الله بالصلاة حصلوا على الخلاص(6).
 
قديم 13 - 11 - 2023, 03:41 PM   رقم المشاركة : ( 142182 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للإنسان المائل للسقوط: الخوف من العقاب هو أساس التوبة والخلاص:

يقول القديس ذهبي الفم:

إن الخوف من العقاب له قوة أكبر من الرجاء في الوعد، ولا سيما على الإنسان المائل للسقوط في الخطية أكثر من غيره. فلو وضعت جهنم أمام عينيك فلن تقع فيها، أما إذا احتقرتها فلن يمكنك أن تهرب منها.

وعلى ذلك، فلو لم يَخَف أهل نينوى من الهلاك لكانت قد انقلبت عليهم مدينتهم، تماماً كما في أيام نوح، إذ لو كان الناس قد خافوا من الطوفان لما غرقوا. وأهل سدوم لو كانوا قد خافوا لما أُحرقوا بالنار. إذن، فهو شرٌّ عظيم أن تحتقر تهديدات الله، كما أن وعينا لحقيقة جهنم وتذكُّرنا إيَّاها يُصيِّر نفوسنا أنقى من المعادن الثمينة، فاسمع داود النبي يقول: «لأن جميع أحكام دينونته هي أمامي، وعقوباته لم تفارقني» (مز 17: 22 - حسب السبعينية).

فإذا لم يحتمل الإنسان الكلام عن جهنم، فكيف يمكنه أن يحتمل نار جهنم نفسها؟ كما أنه إذا حدث اضطهاد لا يمكنه أن يثبت تجاه العذابات أو السيف. فإذا كان الكلام عن جهنم هو كالدواء، فلنحتمل مرارته لكي نُشفَى من مرض العصيان على الله. كذلك فإنني أنصحكم أنكم بعد أن تفطموا أطفالكم أن لا تجعلوهم يعتادون على القصص العجائزية، بل علِّموهم منذ نعومة أظفارهم أنه توجد دينونة وعقاب، وثبِّتوا ذلك في قلوبهم، لأن الخوف من العذاب الأبدي إذا تأصَّل فيهم فكم من ثمار صالحة يجنون منه(7)!!
 
قديم 13 - 11 - 2023, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 142183 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






لا تظنوا أن تهديد الله بالعذاب الأبدي يُعتبر قسوة من الله علينا، بل إنه نابع من شفقته ورحمته واهتمامه وحبه لنا، لأنه لو لم يُهدِّد يونان أهل نينوى بالهلاك لما استطاعوا أن يتجنَّبوا هذا الهلاك؛ كما أننا لو لم نتلقَّ تهديداً بنار جهنم لكُنَّا نُلقَى كلنا في جهنم! لقد هُدِّد الناس بالطوفان أيام نوح قبل حدوثه بوقتٍ طويل ولم يأبهوا به، لذلك لم ينجوا منه. ونحن الآن قد حُذِّرنا من عذاب جهنم قبل وقوعه بآلاف السنين (أي منذ بدء الخليقة)، إلاَّ أن أحداً منا لا يبكي أو يقرع صدره عندما يتذكَّره. ها هو لهيب النار معدٌّ للخطاة ونحن نلهو ونجري وراء شهواتنا ونخطئ بلا وجل!!
 
قديم 13 - 11 - 2023, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 142184 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




دعونا نحب الله حباً حقيقياً، لا خوفاً من جهنم؛ بل رغبة وشهوة منا في الحياة مع المسيح في ملكوته؛ لأنه أي شيء يمكن مقارنته بهذه الحياة السعيدة الأبدية؟ إن «ما لم تَرَ عين، ولم تسمع أُذن، ولم يخطر على بال إنسان، ما أعدَّه الله للذين يحبونه» (1كو 2: 9)(8).

ويوضِّح ذهبي الفم مشيئة الله وتدابيره قائلاً:

لأنه لا ينبغي على الإنسان أن ييأس عندما يسمع تحذيرات الله بالعقاب فيصير قلبه أكثر غلاظةً، ولا ينبغي عليه أن يميل إلى التراخي بلا مبرر عندما يحصل من الله على مواعيد بالخيرات؛ بل عليه أن يُعالج كِلاَ الخطأين. فإذا هدَّدَنا الله بالهلاك لا نيأس لأننا نستطيع أن نتوب عندما نحترم تحذيره لنا مثل أهل نينوى؛ كما أنه إذا وعدَنا بالخلاص لا نتراخى وإلاَّ سنصير غير مستحقين للوعد ونجلب على أنفسنا غضب الله وعقابه.

ولذلك قال إرميا النبي: «تارةً أتكلم على أمةٍ وعلى مملكة بالقلع والهدم والهلاك، فترجع تلك الأمة التي تكلَّمتُ عليها عن شرها، فأندم عن الشر الذي قصدتُ أن أصنعه بها. وتارةً أتكلم على أمةٍ وعلى مملكة بالبناء والغرس، فتفعل الشر في عينيَّ، فلا تسمع لصوتي، فأندم عن الخير الذي قلتُ إني أُحسن إليها به» (إر 18: 7-10)(9).
 
قديم 13 - 11 - 2023, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 142185 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ينبغي أن يكون خوفنا أعظم من خوف أهل نينوى:

يقول القديس ذهبي الفم:

إنني أرى أننا كلنا مع نسائنا وأطفالنا محتاجون أن نضع التراب والرماد على رؤوسنا، ونلبس المسوح ونقدِّس صوماً طويلاً، ونتوسل إلى الله أن يمدَّ يده إلينا ويصدَّ عنا الخطر؛ لأننا في الحقيقة في حاجة إلى يده القادرة العجيبة، إذ أنه مطلوب منا أموراً أعظم مما كان مطلوباً من أهل نينوى.

وقال لهم يونان النبي: «بعد ثلاثة أيام تنقلب نينوى». رسالة مُرعبة، ومُحمَّلة بتهديد مروِّع؛ إذ كيف يمكن أن يتوقع الناس أن مدينة نينوى ستصير بعد ثلاثة أيام قبراً لسكانها، وأن الجميع سيهلكون بناءً على حُكْم قضاء واحد يشملهم جميعاً؟ إنه إذا حدث أن مات ابنان لأسرة واحدة في وقت واحد فالحزن يكون غير محتمل، فكيف احتمل أيوب موت أولاده جميعاً في وقت واحد؟ وكم بالحري إذا رأى الناس ليس أبناء بيت واحد بل اثنتي عشرة ربوة (12.000) من الناس يسقطون صرعى تحت حطام مدينتهم؟!
 
قديم 13 - 11 - 2023, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 142186 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ألم تسمعوا عن الزلازل والبراكين التي تُبيد مدناً بأكملها من الوجود(10)؟ إذن، فلا تتعجبوا عندما أحثكم أن تفعلوا أكثر مما فعل أهل نينوى. إنني لا أُطالبكم الآن بصوم فقط، بل بالعلاج الذي رفع عن نينوى الهلاك، وهو هذا: «فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله على الشر الذي تكلَّم أن يصنعه بهم فلم يصنعه» (يونان 3: 10).

فلنفعل كلنا هكذا، لننبذ شهوة الغِنَى وشهوة المجد الدنيوي، متوسِّلين إلى الله أن يمدَّ يده ويُقيم أعضاءنا الساقطة. إن خوف أهل نينوى كان من تحطيم مدينتهم وهلاك أجسادهم، أما نحن فينبغي أن يكون خوفنا أعظم، لأن نفوسنا هي التي على وشك أن تُسلَّم للهلاك في النار الأبدية.

فلنتضرع إلى الرب، هلموا نعترف له، ونتوسل إليه عن حياتنا المقبلة حتى نُحسَب أهلاً أن نُنقَذ من هذه الرعبة، لكي نظل شاكرين لإلهنا المحبوب منقذنا ومخلِّصنا الصالح إلى الأبد(11).
 
قديم 13 - 11 - 2023, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 142187 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(تك 14: 19)
وباركه وقال: «مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض،
 
قديم 13 - 11 - 2023, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 142188 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كونوا أنتم أيضًا متّسعين" ]13[.

كما يفتح الأب قلبه لأبنائه يليق بالأبناء أن يفتحوا له قلوبهم فيختبروا عذوبة الحب المتبادل. فتح قلوبهم يفتح بصيرتهم لإدراك اتساع قلب أبيهم. وكأن الرسول يتوسل إليهم: "حبوني كما أني أحبكم، فتختبرون حبي الذي لم تدركوه بعد."

v لقد رأيتم إنسانًا جاب الأرض كلها، لأن طموحه وهدفه هما أن يقود كل إنسانٍ إلى اللَّه. وقد حقق هذا الطموح بكل ما ادخره من قوة، وكأن العالم كله قد صاروا أبناءه، لهذا كان على عجلة من أمره.

كان دائم التجوال، كان دائم الحماس لدعوة كل البشرية لملكوت السماوات، مقدمًا الرعاية والنصح والوعود والصلاة والمعونة وانتهار الشياطين، طاردًا الأرواح المصرة على التحطيم.

استخدم إمكانياته الشخصية ومظهره والرسائل والوعظ والأعمال والتلاميذ وإقامة الساقطين بجهده الشخصي. فكان يسند المجاهدين ليثبتوا في جهادهم، ويقيم كل من طُرح ساقطًا على الأرض.

كان يرشد التائبين، ويعزي المتألمين، ويحذر المعتدين، ويراقب بشدة المقاومين والمعارضين.

شارك القائد والطبيب الشافي في الصراع، فمدّ يد المعونة ليهاجم أو يدافع أو يرشد حسب الحاجة في ساحة العمل، فكان كل شيءٍ للمنشغلين بالصراع...

في عظمته كان أكثر توهجًا وغيرة من أية شعلة نارٍ. ومن جهة إكليل كل الفضائل فقد فاق في المحبة (كل الفضائل). وكما ينصهر الحديد في النار فيصير الكل نارًا ملتهبة، هكذا انصهر بولس في المحبة، حتى صار هو نفسه محبة متجسدة.

صار كأنه أب عام للعالم كله. نافست محبته محبة الآباء بالجسد، أو بالأحرى فاقهم جميعًا في المحبة الجسدية والروحية، وفي الاهتمام والرعاية باذلاً كل ماله وكلماته وجسده وروحه، بل وكل كيانه من أجل الذين يحبهم.

القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 13 - 11 - 2023, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 142189 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بلا شركة مع الظلمة
"لا تكونوا تحت نيرٍ مع غير المؤمنين،
لأنه أيّة خلطة للبرّ والإثم؟
وأيّة شركة للنور مع الظلمة؟" ]14[

يحذرهم الرسول من الشركة مع الأشرار غير المؤمنين. يعتبر "الصداقة مع غير المؤمنين" نيرًا، خلالها يثقل المؤمن أذنيه بنير كلمات معثرة، وعينيه بنير مناظر تفسد أعماقه، وهكذا كل حواسه تنحني لتحمل ما لا يليق بها كحواسٍ مقدسة للرب.

هنا يطلب رفض الشركة معهم في عبادتهم وفي السلوك في الإثم وأعمال الظلمة.

"لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين" هذا تعبير عسكري يشير إلى التزام الشخص ألا يترك رتبته وموضعه ويذهب إلى موضع آخر أو يمارس عملاً ليس في حدود التزاماته.

يبدو أن بعض المسيحيين كانوا في صداقتهم مع الوثنيين يذهبون معهم إلى الهياكل ويشاركونهم ولائمهم وحفلاتهم التي لا تخلو من المفاسد الأخلاقية.

هذا وبالأكثر يقصد الرسول أيضا الزواج بغير المؤمنين، حيث لا يقدر الطرف المؤمن أن يختبر في بيته الحياة الكنسية السماوية، ولا أن يتمتع بعطية الروح القدس واهب التقديس.

مثل هؤلاء لا يقدرون أن يمارسوا الصلاة الربانية قائلين: "لا تدخلنا في تجربة"، لأنهم بكامل إرادتهم انحنوا ليحملوا تجربة ونيرًا يحطم إيمانهم العملي.

في العهد القديم لم يكن يسمح أن يوضع النير على حيوانين مختلفين مثل الثور والحمار معًا، لا أن تزرع بذور متنوعة ممتزجة معًا في حقل واحد، فكيف يختلط البر مع الإثم ويشترك النور مع الظلمة؟

v يقول الرسول: "أية شركة بين النور والظلمة"؟ حيث يوجد تناقض فاصل، ولا يمكن المصالحة بين النور والظلمة. فالشخص الذي يشترك في الاثنين معًا لا يساهم في شيءٍ، لأجل تعارضهما، وتناقض الواحد للآخر في نفس الوقت في حياته المشتركة. إيمانه يمد الجانب المنير، لكن عاداته المظلمة تطفئ مصباح العقل.

حيث أنه من الاستحالة ومن غير المعقول أن يتوافق النور والظلمة، فالشخص الذي يضم الاثنين معًا يصير عدوًا لنفسه، إذ ينقسم إلى طريقين بين الفضيلة والشر.

إنه يقيم معركة معادية في داخله. وذلك أنه إذ يوجد عدوان غير ممكن أن ينتصر الاثنان كل على الآخر (لأن نصرة أحدهما تسبب موتًا للثاني)، هكذا أيضًا تحدث الحرب الداخلية بالارتباك في حياته، ليس ممكنًا للعنصر القوي أن يغلب دون أن يتحطم الطرف الآخر تمامًا. كيف يمكن للجيش الموقر أن يكون أقوى من الشر، عندما تهاجمه كتيبة الشر المقاومة؟

إن كان يليق بالأقوى في طريق للنصرة أن يقتل العدو تمامًا، هكذا فإن الفضيلة سيكون لها النصرة على الشر فقط عندما يفسح لها العدو كله الطريق خلال اتحاد العناصر المعقولة ضد العناصر غير السليمة... إذ لا يمكن للصالح أن يوجد فيّ ما لم يحيا خلال موت عدوّي.

يصير استحالة علينا أن نحتفظ بالمضادات التي نمسك بها بكلتى اليدين، إذ لا توجد شركة بين كلا العنصرين في ذات الكائن. إن كنا نقتني الشر نفقد القوة لاقتناء الفضيلة.

v لا توجد شركة للنور مع الظلمة، كما يقول القديس بولس (2 كو 14:6)، ولكن إذا انسحب كل الظلام يلزم للنور أن يأخذ مكانه، وأيضًا متى أُزيل الشرّ فإن الفضيلة تأخذ مكانه. وعند ما يتم هذا فإن قوة الجسد لا تتمكن من مقاومة الروح القدس (فإماتة الجسد تفقده معارضة الروح). فيصبح الجسد وديع الطباع فى جميع الظروف وخادمًا مطيعًا لحكم الروح القدس. فعندما ما يختفى الجندي الخبيث القاسي وشره، يحل محله الجندي المسلح بالفضيلة وهو يلبس درع البرّ على صدره، ويحمل سيف الروح القدس، ويحميه سلاح اللَّه الكامل وخوّذة الخلاص وترس الإيمان وسيف الروح (أف 14:6-17). لذلك يسلك الجسد كخادم للسيد وهو العقل، ويستجيب لكل أوامره فى الفضيلة التي تعمل لخدمة الجسد.

v يبدو لي أن الله يقول لمثل هذا الإنسان (الفاسد) أمرًا كهذا: يا من حياتك فاسدة هل تدعو مصدر عدم الفساد، الآب؟ لماذا تدنس الاسم الطاهر بكلمتك الدنسة؟ لماذا تناقض هذه الكلمة وتهين الطبيعة غير الدنسة؟ إن كنت أبًا لك يليق بحياتك أن تتسم بسماتي الصالحة. انني لست أتعرف على صورة طبيعتي فيك. سماتك مناقضة لسماتي على خط مستقيم. أية شركة بين النور والظلمة؟ أية قرابة بين الموت والحياة؟ كيف يمكن أن توجد ألفة بين الطهارة والنجاسة؟

v ليس من طريقٍ نكتشفه نقيم به تناغمًا بين أشياء طبائعها متضادة وليس بينها شيء مشترك. يخبرنا الرسول بأنه ليست شركة بين النور والظلمة، أو بين البرّ والشر، وباختصار بين كل الصفات التي ندركها والاسم الخاص بجوهر طبيعة الله وبين كل ما يضاد ذلك الذي ندركه في الشر. إذ ترون استحالة أي اتحاد بين الأمور المتناقضة، نفهم أن النفس الفاسدة متغربة عن البلوغ إلى أصحاب الصلاح.

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

v إن راعينا فكر الرسل عن الهراطقة نجد في كل رسائلهم أنهم يمقتوا الدنس الرجس ويبغضوه... يقولون أنه لا توجد شركة بين العدل والظلم، ولا بين النور والظلمة، إذ كيف يمكن للظلمة أن تنير أو للظلم أن يقدم عدالة؟ إنهم ليسوا من اللََّه بل من روح ضد المسيح فكيف يمكن لأعداء اللََّه وقد ملأ روح ضد المسيح صدورهم أن يسلكوا في الأمور الروحية الإلهية؟

القديس كبريانوس

v لا يمكن أن يوجد نوعان من الحب متناقضان في إنسانٍ واحدٍ. فكما لا يوجد اتفاق بين المسيح وبليعال، وبين العدالة والظلم، يستحيل لنفس واحدة أن تحب كل من الصلاح والشر. يا من تحب الرب اكره الشرير إبليس. في كل عملٍ يوجد حب لواحدٍ وكراهية للآخر... يا من تحب الأشياء الصالحة لتكره الأشياء الشريرة، إذ لا تقدر أن تحبها ما لم تكره الشر.

القديس جيروم
 
قديم 13 - 11 - 2023, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 142190 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





يحذرهم الرسول من الشركة مع الأشرار غير المؤمنين. يعتبر "الصداقة مع غير المؤمنين" نيرًا، خلالها يثقل المؤمن أذنيه بنير كلمات معثرة، وعينيه بنير مناظر تفسد أعماقه، وهكذا كل حواسه تنحني لتحمل ما لا يليق بها كحواسٍ مقدسة للرب.

هنا يطلب رفض الشركة معهم في عبادتهم وفي السلوك في الإثم وأعمال الظلمة.

"لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين" هذا تعبير عسكري يشير إلى التزام الشخص ألا يترك رتبته وموضعه ويذهب إلى موضع آخر أو يمارس عملاً ليس في حدود التزاماته.

يبدو أن بعض المسيحيين كانوا في صداقتهم مع الوثنيين يذهبون معهم إلى الهياكل ويشاركونهم ولائمهم وحفلاتهم التي لا تخلو من المفاسد الأخلاقية.

هذا وبالأكثر يقصد الرسول أيضا الزواج بغير المؤمنين، حيث لا يقدر الطرف المؤمن أن يختبر في بيته الحياة الكنسية السماوية، ولا أن يتمتع بعطية الروح القدس واهب التقديس.

مثل هؤلاء لا يقدرون أن يمارسوا الصلاة الربانية قائلين: "لا تدخلنا في تجربة"، لأنهم بكامل إرادتهم انحنوا ليحملوا تجربة ونيرًا يحطم إيمانهم العملي.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024