03 - 11 - 2023, 12:27 PM | رقم المشاركة : ( 141091 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس كان الخطر يتزايد يومًا بعد يوم. فقد أشعل نيرون النار في رومية ليتفرّج عليها من قصره وهو يعزف قيثارته! ثم أصابه الذعر أمام فعلته الشنعاء. وبدافع هذا الذعر الصق التهمة بالمسيحيين. وهكذا قام اضطهاد عنيف ضدهم في العاصمة الإمبراطورية لم يلبث أن امتدّ منها إلى أطرافها. ولا ندري على وجه التحقيق ما الذي حدث. ولكننا نعرف أن بولس سبق إلى رومية لمحاكمته مرة ثانية. |
||||
03 - 11 - 2023, 12:52 PM | رقم المشاركة : ( 141092 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس كانت رحلته هذه المرة شاقة مضنية. فلم يكن معه من أصدقائه غير لوقا، ونلمح ومضة عابرة تهز قلوبنا في رسالته الثانية إلى تيموثيئوس. فهو في وحدته بالسجن منتظرًا الموت يريد أن يرى "ابنه" المحبوب ليعطيه وصيته الأخيرة، ومع ذلك فالرسالة تفيض بالرجاء وبالتشجيع وبالنصيحة الحكيمة. |
||||
03 - 11 - 2023, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 141093 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس وقفة ثانية أمام نيرون: + ووقف مرة ثانية أمام نيرون، وكم كانت تكون صورة رائعة لو أن لوقا كان حاضرًا معه ليسجِّلها لنا. فهنا وقف خير رجل وجهًا لوجه مع شر رجل، تلاقى الخير والشر مواجهة. وكان الخير مُقيدًا بالسلاسل والشر جالسًا على العرش! وكم من مرة حدث هذا في عالم انقلبت فيه الأوضاع! فما زال الشر يناصب الخير العداء. وما زال الخير يصارع لينقذ العالم. ولكن على الرغم من كل المظاهر فالخير هو المنتصر. وفي هذا الوضع حين بدا أن الشر غلب تراجع متقهقرًا أمام الخير في النهاية. ومن ذا الذي يشك فيمن كان الأسعد: الشيخ المصارع الباسل الذي عاش من أجل الله بل عاشه فعلًا، ولم يكن ليملك في النهاية غير ثوب عتيق وبعض الرقوق، أم ذلك الإمبراطور الشرير الفاسق الذي كان يملك المال الوفير ويملك أيضًا السلطة المطلقة؟ + وانتهت المحاكمة بسرعة، فلم يقف إلى جانب بولس محامٍ ولا صديق. ولم يكن من المهم أن يقف أحد إلى جانبه. فما دام المسيحيون متهمين بإحراق رومية، وما دام بولس متهمًا بأنه زعيمهم - فأي دفاع مهما بلغ من الصدق والبلاغة يمكن أن يؤثر في ذلك الطاغية السافل الذي بيده الحكم؟ ولأنه مواطن روماني صدر الأمر بقطع رأسه. |
||||
03 - 11 - 2023, 12:54 PM | رقم المشاركة : ( 141094 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس + ووقف مرة ثانية أمام نيرون، وكم كانت تكون صورة رائعة لو أن لوقا كان حاضرًا معه ليسجِّلها لنا. فهنا وقف خير رجل وجهًا لوجه مع شر رجل، تلاقى الخير والشر مواجهة. وكان الخير مُقيدًا بالسلاسل والشر جالسًا على العرش! وكم من مرة حدث هذا في عالم انقلبت فيه الأوضاع! فما زال الشر يناصب الخير العداء. وما زال الخير يصارع لينقذ العالم. ولكن على الرغم من كل المظاهر فالخير هو المنتصر. وفي هذا الوضع حين بدا أن الشر غلب تراجع متقهقرًا أمام الخير في النهاية. ومن ذا الذي يشك فيمن كان الأسعد: الشيخ المصارع الباسل الذي عاش من أجل الله بل عاشه فعلًا، ولم يكن ليملك في النهاية غير ثوب عتيق وبعض الرقوق، أم ذلك الإمبراطور الشرير الفاسق الذي كان يملك المال الوفير ويملك أيضًا السلطة المطلقة؟ |
||||
03 - 11 - 2023, 01:03 PM | رقم المشاركة : ( 141095 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس استشهاده: + وإن الرجاء ليملأ قلوبنا في أن يكون الحراس الذين اقتادوه كانوا من البريتوريين الذين في إمكانهم أن يحموه من تهجّم الرعاع. وسار الموكب. ووصل إلى ساحة الإعدام. ولمع سيف عريض في نور الشمس. وسقطت رأسه كلها شيب على الأرض، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولم يحظّ هذا المصارع المستميت في النهاية بمن يحمله في إعزاز ويبكي عليه ويدفنه بإكرام! + وليس في إمكاننا أن نرسم الصورة التالية: صورة هاتين العينين اللتين أغمضتهما ظلمة الموت لينفتحا على ذلك النور الذي يفوق بهاء الشمس. وهذه النفس المتواضعة الذي اعتبرها صاحبها كبيرة الخطاة وقفت أخيرًا وجهًا لوجه مع السيد المسيح الذي اقتنصها على الطريق إلى دمشق. + ويروي التقليد الروماني قصة لها جاذبية خاصة - وهي أنه بينما كان بولس في طريقه إلى الإعدام، التقت به أميرة نجح في اكتسابها إلى ربه. فبكت عند مرآه. قال لها: "لا تبكي بل بالحري هنئيني لأني سألاقي مخلصي وحبيبي، وأرجوك أن تعيريني طرحتك لكي أغطي بها وجهي من بهاء النور الذي سأواجهه"، فأعطته إياها. ولما انتهى السيّاف من مهمته وعاد الجند ليبلغوا الأمر إلى قيصر وجدوا الأميرة واقفة حيث تركوها. فسألت قائدها: "أين القديس بولس؟" أجابها: "إنه ملقّى حيث رمى به السيّاف". قالت: "ليس هذا بالصدق. فقد رأيته أنا صاعدًا إلى السماء وسط جمهور من الملائكة الفرحين المسبّحين. وهو قد رمى لي بطرحتي التي أعطيتها له في ذهابه - وها هي!" + ولئن كان بولس لم يتمكن من الذهاب بالجسد إلى أقاصي الأرض فقد نابت عنه رسائله فأوصلت البشرى الذي كان مشتعلًا بها إلى كافة البقاع: إنها أوصلتها إلى بلاد لم تكن معروفة آنذاك. فالناس يقرأونها من القطب الجنوبي إلى القطب الشمالي، ومن مشارق الشمس إلى مغاربها. ولأن رسول الأمم نجح في معركته الحيوية بتوكيد حق الأمم في السيد المسيح بغير اضطرار إلى الخضوع لربقة الناموس، فالمسيحية الآن تعرفها شعوب افريقيا وأمريكا الجنوبية، كما يعرفها الاسكيمو في كندا والشعوب السكندينافية وأيسلاند. وليس من شك في أنه مازال منشغلًا بالاهتمام بجميع الكنائس مصليًا من أجل انتشار ملكوت الرب يسوع المسيح أكثر فأكثر، حتى وإن كان فرحًا بكونها الآن قد ملأت القلوب من أقاصي الأرض إلى أقاصيها. |
||||
03 - 11 - 2023, 01:05 PM | رقم المشاركة : ( 141096 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس + وإن الرجاء ليملأ قلوبنا في أن يكون الحراس الذين اقتادوه كانوا من البريتوريين الذين في إمكانهم أن يحموه من تهجّم الرعاع. وسار الموكب. ووصل إلى ساحة الإعدام. ولمع سيف عريض في نور الشمس. وسقطت رأسه كلها شيب على الأرض ولم يحظّ هذا المصارع المستميت في النهاية بمن يحمله في إعزاز ويبكي عليه ويدفنه بإكرام! |
||||
03 - 11 - 2023, 01:11 PM | رقم المشاركة : ( 141097 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس روي التقليد الروماني قصة لها جاذبية خاصة - وهي أنه بينما كان بولس في طريقه إلى الإعدام، التقت به أميرة نجح في اكتسابها إلى ربه. فبكت عند مرآه. قال لها: "لا تبكي بل بالحري هنئيني لأني سألاقي مخلصي وحبيبي، وأرجوك أن تعيريني طرحتك لكي أغطي بها وجهي من بهاء النور الذي سأواجهه"، فأعطته إياها. ولما انتهى السيّاف من مهمته وعاد الجند ليبلغوا الأمر إلى قيصر وجدوا الأميرة واقفة حيث تركوها. فسألت قائدها: "أين القديس بولس؟" أجابها: "إنه ملقّى حيث رمى به السيّاف". قالت: "ليس هذا بالصدق. فقد رأيته أنا صاعدًا إلى السماء وسط جمهور من الملائكة الفرحين المسبّحين. وهو قد رمى لي بطرحتي التي أعطيتها له في ذهابه - وها هي!" |
||||
03 - 11 - 2023, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 141098 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس لئن كان بولس لم يتمكن من الذهاب بالجسد إلى أقاصي الأرض فقد نابت عنه رسائله فأوصلت البشرى الذي كان مشتعلًا بها إلى كافة البقاع: إنها أوصلتها إلى بلاد لم تكن معروفة آنذاك. فالناس يقرأونها من القطب الجنوبي إلى القطب الشمالي، ومن مشارق الشمس إلى مغاربها. ولأن رسول الأمم نجح في معركته الحيوية بتوكيد حق الأمم في السيد المسيح بغير اضطرار إلى الخضوع لربقة الناموس، فالمسيحية الآن تعرفها شعوب افريقيا وأمريكا الجنوبية، كما يعرفها الاسكيمو في كندا والشعوب السكندينافية وأيسلاند. وليس من شك في أنه مازال منشغلًا بالاهتمام بجميع الكنائس مصليًا من أجل انتشار ملكوت الرب يسوع المسيح أكثر فأكثر، حتى وإن كان فرحًا بكونها الآن قد ملأت القلوب من أقاصي الأرض إلى أقاصيها. |
||||
03 - 11 - 2023, 01:14 PM | رقم المشاركة : ( 141099 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس رسائل الشهيد بولس الرسول مقدمة: + إن الدارس لحياة القديس بولس الرسول ليزداد إعجابًا به كلما امتدت به الدراسة. فهو رجل هزيل الجسم، يشكو من شوكة في الجسد لا نعرف متى أصيب بها وإنما نعرف أنها لازمته إلى آخر حياته إذ لقد أجاب الرب على ضراعته في رفعها عنه بقوله: "تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ" (2 كورنثوس 12: 9). فتقبّل هذا الرد الإلهي بشكر. + والأعجب من ذلك أنه حين أراد أن يثبت حقه في الرسولية قدّم كشفًا رهيبًا بما قاسى من الضيقات والآلام! ومن البنيان لنفوسنا أن نتبصّر هذا الكشف: "... أَهُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ الْعَقْلِ، فَأَنَا أَفْضَلُ: فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً. مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلًا وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُول، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ..." (2كورنثوس 11: 22-33). هذه هي شهاداته العليا التي نالها من جامعة الرب المسيح. وقد تلقّاها الكورنثيون بخشوع لأنهم شهدوا بعيونهم بسالة الرجل الذي يقدمها لهم. + ثم أنه طورِ د حتى من عائلتهّ! صحيح أننا لا نسمع شيئًا عن أمه فلا ندري إن كانت قد انتقلت من هذا العالم وهو طفل بعد. ولكن أباه غضب غضبة جامحة حين رآه قد سار وراء السيد المسيح - غضب إلى درجة حرمه من الميراث. ونحن نعرف أنه كانت له أخت تعيش في أورشليم، ولكننا لا نسمع عنها إلا حين ذهب ابنها إلى المعسكر الذي احتجزه فيه كلوديوس ليسياس لينذره بالمؤامرة التي تآمر بها اليهود لقتله. + وليس ذلك فحسب: فغالبية الرسل تباعدت عنه. تباعدوا أولًا لتشككهم في صدق مسيحيّته. وتباعدوا ثانيًا لإصراره على حرية الأمم وحقهم المتساوي مع اليهود في السيد المسيح! + وإلى جانب هذا كله فقد كان مضطرًا إلى العمل لكسب قوته، فهو قد أعلن: "أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ" (أعمال 20: 34). فكان لذلك مضطرًا إلى السهر ليلًا للاشتغال بعمل الخيام. + ومع هذا كله، وعلى الرغم من هذا كله، فقد كرز في مدن هذا عددها وأسس بها كنائس مازالت باقية إلى الآن وكتب أربعة عشر رسالة هي: رومية، رسالتين إلى كورنثوس، غلاطية، أفسس، كولوسي، رسالتين إلى تسالونيكي، رسالتين إلى تيموثيئوس، رسالتين إلى تيطس، فليمون، العبرانيين. + ويظن بعض العصريين أن الرسالة إلى العبرانيين ليست له لأنه لا يبدأها بقوله: "بولس عبد يسوع المسيح" ولكن آباءنا وجميع الكنائس الشرقية التي نشأت منذ فجر المسيحية علمونا أنها ضمن ما كتب، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ويفسِّر ذهبي الفم بدايتها المختلفة بعنف مقاومة اليهود له في كل مكان. فلو أنه استهلها بإعلانه شخصيته على الفور لرفضوها وقاطعوها قبل أن يقرأوها لذلك يبدأ بتذكيرهم بما يعتزّون هم به اعتزازًا فيقول: "اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ،..". فهو بهذه البداية غير المعتادة يستثير رغبتهم في التقرب إلى السيد المسيح. ثم يُقدم لهم كشفًا جذّابًا بالعدد الوفير من الرجال المحببّين إليهم مبتدئًا من هابيل وممتدًا على مدى عصورهم المضيئة. وفي ختامه يقول: "وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ..." نرى إلى أي حد كان بولس بنَاءً حكيمًا، فهو، بعد تقديمه هذا الكشف، يهيب بهم: " لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا... وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ..) " (عبرانيين 12: 1-2) فهو يسير من إيمان آبائهم إلى الإيمان بالسيد المسيح. + ومع ذلك فهو يخوض المعركة عينها: معركة حق الأمم ولكن من وجهة نظر اليهود. إنه يخوضها خلال المقارنة بين الكهنوت اللاوي والكهنوت الجديد، معلنًا أنه لو كانت هناك كفاية في الكهنوت اليهودي لما قامت الحاجة إلى كهنوت "على طقس ملكيصادق" الذي قدّم له إبراهيم العشور علامةً على أن ملكي صادق أعلى مكانة من إبراهيم (عبرانيين 4: 14؛ 5؛ 7-10) فالمقارنة التفصيلية بين العهدين القديم والجديد، وأفضلية الجديد الذي حررنا من الحاجة إلى الناموس - هذا كله دليل على أن الرسالة للعبرانيين قد كتبها بولس إليهم، وعلى الأخص لأنه كان متلهّفًا إلى دخولهم الإيمان بالسيد المسيح بوصفه المسيا الذي نادى به الأنبياء. إنه منذ أن لاقاه السيد المسيح على الأرض في دمشق لم يهدأ ولم يسترح، بل إنه رُجم في لسترة ولم يتركه راجموه إلا حين زعموا بأنه مات، قام وباشر نشاطه الكرازي لفوره! وهو حين تفاخر بضيقاته انتهى إلى القول: "... الاهْتِمَامُ بِجَمِيعِ الْكَنَائِسِ. مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟" فقد أشعلته محبة السيد المسيح اشتعالًا فأشعل كل من استطاع أن يلهب قلبه. حتى السجن والسلاسل لم تمنعه من الكرازة. فعاش فاديه بحق. وبحق عاش في كرازته المبدأ المثالي الذي أصرّ عليه، وهو أنه في المسيح يسوع "لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (غلاطية 3: 28). |
||||
03 - 11 - 2023, 01:16 PM | رقم المشاركة : ( 141100 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس + إن الدارس لحياة القديس بولس الرسول ليزداد إعجابًا به كلما امتدت به الدراسة. فهو رجل هزيل الجسم، يشكو من شوكة في الجسد لا نعرف متى أصيب بها وإنما نعرف أنها لازمته إلى آخر حياته إذ لقد أجاب الرب على ضراعته في رفعها عنه بقوله "تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ" (2 كورنثوس 12: 9). فتقبّل هذا الرد الإلهي بشكر. |
||||