منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 08 - 2016, 08:08 PM   رقم المشاركة : ( 14081 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة الأموات في العهد القديم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الإيمان بقيامة الأموات دعا إليه أنبياء العهد القديم للدلالة على أن الله الحيّ والقادر على إعطاء الحياة هو يفتدي شعبه الذي يرجو خلاصه وينتصر على الموت لصالحهم (إشعيا 26: 19 و 51: 6 – 9؛ هوشع 6: 1 – 3 و 13: 14؛ حزقيال 37: 1 – 14)، هو إعلان أوّليّ لوعد القيامة لا يخلو من الغموض والرمزية. في القرن الثاني ق.م. يتقدّم الوحي تقدُّماً ملموساً. عندما استُشهد المكابيون على يد أنطيوخوس الرابع سنة 167 ق.م. صار اليهود يتساءلون عن مصير الصدّيقين الذين ماتوا في سبيل الإيمان. الجواب يأتي به سفر دانيال (12: 2) حيث يشدّد كاتبه عزيمة شعبه ويرسم لهم بالصور الوجه المحجوب من استشهادهم أي المجد الذي ينتظرهم، فتُفهَم صورة القيامة التي أُعطيت رمزاً في ما مضى فهماً واقعياً: إن الله سيُصعِد الأموات من الجحيم وسوف يُشْركهم في ملكوته.
النظرة اليونانية (الأفلاطونية) للقيامة لا تشبه بأيّ حال النظرة العبريّة. ذلك أن النفس، بحسب المفهوم اليونانيّ، تعَدّ مشابهةً لعالم الأفكار وسجينة الجسد، وتالياً فإن الموت يُطلقها ويُحررها من الجسد، ولكن النفس بطبيعتها غير قابلة للفساد تدخل في الخلود الإلهيّ منذ اللحظة الأولى التي يجرّدها فيها الموت من رباطات الجسد. أما العبرانيون فاعتقدوا أن الشخص بجملته، طبقاً لحالته الحاضرة، يُرسف في الأغلال تحت سلطان الموت. فالنفس، التي هي مبدأ الحياة، تنحدر إلى الجحيم إلى مثوى الأموات (وهو عبارة عن حفرة لا يمكن تحديدها يُزرَب فيها الأموات تحت سلطان الموت) (مزمور 94: 17، 115: 17) وتكون بلا وجود شخصيّ، لأن الله الذي هو بجوهره نور وحياة لا يزورها، وهي تالياً لا تستطيع أن تسبّحه (مزمور 88: 11؛ إشعيا 38: 18) ولا أن تكون لها أية علاقة مع الناس (أيوب 14: 21….). إلا أن العبرانيين لم يعتقدوا بفناء الإنسان بعد الموت بل على العكس قالوا باستمراره في الجحيم حتى القيامة حيث يتمّ اللقاء العامّ والشامل. فنهاية حياة الإنسان بالموت ما هي إلا حالة عابرة يُبعَث الإنسان بعدها حياً بنعمة الله كما من رقاد أو نوم استرسل فيه.
في زمن السيد كانت مجموعة أحزاب دينية عدّة تتضارب نظرياتها في موضوع القيامة، ف”الصدّوقيون”، الذين لم يستعملوا سوى الكتب الموسَوية الخمسة التي باعتقادهم لا تذكر القيامة، اعتبروا ان مسألة القيامة بدعة لا فائدة منها ولم يؤمنوا بها (متى 22: 23؛ اعمال الرسل 23: 8). و”الأسانيون” نادراً ما ذكروا القيامة ونظروا إليها نظرتهم الى عالم متحوّل. أما “الفريسيّون” فهم الذين آمنوا بالقيامة إيماناً ثابتاً، فاتقد قسمٌ منهم أنها ستتمّ قبل مجيء المسيح بينما القسم الآخر قال بأنها ستتمّ بعد مجيئه وتوقّعوا حياة محوَّلة وِفق ما جاء في سفر دانيال أو أمثال أخنوخ.
 
قديم 16 - 08 - 2016, 08:09 PM   رقم المشاركة : ( 14082 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة الأموات في العهد الجديد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





أكّد يسوع قيامة الأموات وقاوم ناكريها (متى 22: 23 – 33) فبرهن للصدّوقيين أعداء القيامة – في زمنه – باستعماله أسماء الآباء الأولين على أساس أنهم أحياء أن التوراة أيضاً تكلّمت عن تغلّب الحياة على الموت، إلاّ أنّ الأمر الجديد الذي كُشف في يسوع، والذي بدّل كلّ شيء، هو أن حدث قيامته من بين الأموات حقّق رجاء الأبرار القديم الذين وثقوا بأن الله سوف ينتشلهم من قبضة الموت (راجع: أعمال2: 24، 13: 34 التي تستشهد بالمزمور 16)، وهذا تاليا ما تكشفه المطابقة التي جعلها العهد الجديد ما بين صورة “ابن الانسان” التي ذكرها سفر دانيال – والتي هي أوضح صورة رمزية دلّت في العهد القديم على انتصار الصديقين على الموت – وبين يسوع شخصياً. ففي يسوع البارز من القبر فُهمت كل رموز الغلبة القديمة وتحقّقت معانيها وكملت. ما يَلفت النظر أن النبوءات المتكررة التي جاءت في العهد الجديد على لسان يسوع والمتعلّقة بآلامه وموته كانت تضمّ دائما التنبؤ بقيامته (مرقس 8: 31، 9:31 و10: 34 وما يوازيها في إنجيلَي متى ولوقا) وفي كل مرة كان الكلام يدور على قيامته في “اليوم الثالث” أو “بعد ثلاثة أيام”.
أكثر من ذلك، إنّ السيّد المسيح يعرّف عن نفسه قائلاً: “أنا القيامة والحياة. مَن آمن بي وإن مات فسيحيا. وكلّ مَن كان حيّاً وآمن بي لن يموت إلى الأبد” (يوحنّا 11: 25). هذا ممّا يزيد إيمان المؤمنين ثباتاً بأنّهم يشتركون منذ حياتهم الحاضرة في سرّ الحياة الأبديّة. والحياة الأبديّة يمكن أن يحياها المؤمن منذ اليوم، وقبل وفاته، إذا اتّخذ المسيح سيّداً على حياته وسعى إلى تطبيق تعاليمه في حياته اليوميّة. الحياة الأبديّة ليست شيئاً مستقبليّاً غائباً اليوم وسيأتي في ما بعد. بل هي واقع يحياه المؤمن من خلال التزامه الحياة في الكنيسة وممارسة الأسرار، وبخاصّة سرّ الإفخارستيّا. وهذا بناء على كلام الربّ: “مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يوحنّا 6: 55). لا يقول السيّد المسيح، هنا وفي أماكن أخرى من إنجيل يوحنّا، إنّ المؤمن ستكون له الحياة الأبديّة يوماً ما، بل يؤكّد بصيغة المضارع الحاضر، “فله الحياة الأبديّة”. هذا يعني أنّ المؤمن بيسوع يبدأ، من هذه الحياة الدنيا، بتذوّق الحياة الأبديّة منذ دخوله في معيّة مع الربّ.
يجعل الرسول بولس، (كورنثس الأولى 15: 12-14)، قيامة الأموات في صلب الإيمان المسيحيّ. لا يكتمل إيمان المسيحيّ بدون إيمانه بقيامة الأموات والحياة الأبديّة. ولهذا ورد ذكر هذا الأمر أيضاً في دستور الإيمان الذي يتضمّن أهمّ العقائد المسيحيّة: “وبقيامة الموتى، والحياة في الدهر الآتي”. وواضح جدّاً، في هذا الإطار، أنّ بولس الرسول عقد علاقة وثيقة بين قيامة المسيح وقيامتنا نحن. فلا معنى لقيامة المسيح إذا لم تكن نتيجتها المباشرة والأكيدة قيامة الإنسان. فالسيّد المسيح ليس بحاجة أن يرينا قدرته وسلطانه على الموت، فهو الإله القادر على كلّ شيء، والذي لا يمكن الموت أن يغلبه. ولكنّه قَبِلَ الموت من أجل أن يخلّص الإنسان.
لم يكفّ الرسول بولس عن إبراز الطابع الفصحيّ في الحياة المسيحيّة، متميّزاً بالاشتراك الحقيقيّ في حياة المسيح القائم من بين الأموات. فليست المعموديّة سوى اشتراك في موت المسيح وقيامته: “مدفونين معه في المعموديّة التي فيها أيضاً أُقمتم معه بإيمانكم بعمل الله الذي أقامه من بين الأموات” (كولسي 2: 12). المسيحيّ، إذاً، لا ينتظر ساعة موته، بل هو يستبق الموت فيموت في جرن المعموديّة ليقوم إنساناً جديداً قائماً مع المسيح من بين الأموات (انظر الرسالة التي تتلوها الكنيسة في خدمة سرّ المعمودية: رومية 6: 1-11).
ولا شكّ في أنّ الرسول يوحنّا الحبيب يرى القيامة الأخيرة وقد تحقّقت مسبّقاً منذ الزمن الحاضر. فلَعازر الخارج من القبر يرمز إلى المؤمنين الذين ينتزعهم صوت الربّ من براثن الموت. لذلك، يتضمّن تعليم المسيح عن إحياء الأموات تأكيدات صريحة: “الحقّ الحقّ أقول لكم إنّها تأتي ساعة وهي الآن حاضرة يسمع فيها الأموات صوت ابن الله والذين يسمعون يحيون” (يوحنّا 5: 25). وهذا التصريح الواضح يلتقي مع الاختبار المسيحيّ لقدرة قيامة المسيح، والذي تعبّر عنه رسالة يوحنّا الأولى: “قد علمنا أنّنا انتقلنا من الموت إلى الحياة” (3: 14). من هنا، إنّ كلّ مَن يملك هذه الحياة لن يسقط أبداً تحت سلطان الموت. غير أنّ يقيناً كهذا لا يبطل انتظار القيامة الأخيرة، بل يجعل الرجاء حاضراً بقوّة إلى جانب الإيمان.
ثمة علامات عديدة أسقط عليها العهد الجديد معاني قيامة الربّ وفسّرها على ضوء السرّ الذي كُشِف في اليوم الثالث (راجع:”علامة يونان”:”لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليالٍ هكذا يكون ابن الانسان في قلب الأرض ثلاثة ايام وثلاث ليالٍ” متى 12: 40؛ و”علامة الهيكل”: “أجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وانا في ثلاثة ايام أقيمه. فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بُني هذا الهيكل، أفأنت في ثلاثة ايام تقيمه؟ وأما هوفكان يقول عن هيكل جسده. فلما قام من بين الأموات تذّكر تلاميذه انه قال هذا…” يوحنا (2: 19 – 22). إلاّ أن بعض الاختصاصيين في علم التفسير الكتابي يُجمعون على أن عبارة “في اليوم الثالث” قد استوحيت أولاً من نبوءة هوشع:”يُحيينا بعد يومين وفي اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه” (6: 1 – 2)، وأنها اتخذت، في أيام الميسح، معنى لاهوتياً دلّ على ما نسمّيه ب”يوم القيامة العامة” وهو الحدث المتوقع حدوثه في نهاية الأزمنة في سبيل الجماعة كلّها. فإذا شهد المسيحيون الأوائل بأن المسيح قام من بين الأموات “في اليوم الثالث” (لوقا 24: 46؛ 1 كورنثوس 15: 4)، فهذه الشهادة، بكل تأكيد، لا تقصد تحديد تاريخ معيَّن (غداة اليوم الثاني، وهو يوم الذي ذهبت فيه النسوة الى القبر ووجدنه فارغاً)، ولكنها تعلن أن قيامة يسوع استبَقت نهاية التاريخ وأتت بالقيامة العامة. فالمسيح الذي قام هو ” البكر من بين الأموات” (كولوسي 1: 18) أو “باكورة الراقدين” (1 كورنثوس 15: 20)، ونحن انطلاقاً من قيامته نستطيع أن ندرك قيامتنا، لأن قيامته هي سرّ عبورنا، شخصيّاً، مع الكون كله، الى الحياة في الله
ليست قيامة السيّد المسيح من بين الأموات حدثاً منفصلاً عن قضيّة خلاص الإنسان. فقيامة المسيح، قاعدة الإيمان المسيحيّ، هي أيضاً أساس رجاء المؤمنين بقيامتهم. لقد قام المسيح باعتباره “باكورة الراقدين” (كورنثس الأولى 15: 20)، أي أوّلهم، على حدّ تعبير الرسول بولس الذي يقول في السياق نفسه مستهجناً تفكير المشكّكين بقيامة الأموات: “فإن كان المسيح يُكرز به أنّه قد قام من بين الأموات، فكيف يقول قوم بينكم بعدم قيامة الأموات؟ فإنّها إن لم تكن قيامة الأموات فالمسيح إذاً لم يقم. وإن كان المسيح لم يقم فكرازتنا إذاً باطلة وإيمانكم باطل” (كورنثس الأولى 15: 12-14).
نحن، إذاً، سنقوم، لأنّ يسوع قد قام، والشواهد على ذلك كثيرة في العهد الجديد، منها ما ورد في الرسالة إلى أهل رومية: “فالذي أقام يسوع من بين الأموات يحيي أيضاً أجسادكم المائتة من أجل روحه الحالّ فيكم” (8: 11). واليقين عينه نجده في ما كتبه بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثس: “لعلمنا بأنّ الذي أقام الربّ يسوع سيقيمنا نحن أيضاً مع يسوع ويجعلنا معكم” (4: 14). لقد وهبت قيامة المسيح للرسول بولس ومعاصريه من المؤمنين، ولنا من بعدهم، الرجاء بالقيامة على مثال قيامة الربّ. فنحن نصير أبناء الله لأنّ يسوع هو الابن، ونرث الملكوت لأنّ المسيح هو الوارث… وهكذا، قياساً، سنقوم لأنّ المسيح قد قام.
ختاماً، لا بدّ من التأكيد على أنّ الجسد، في التراث الكتابيّ، لا يعني فقط العنصر المادّيّ في الكائن البشريّ. المقصود بقيامة الجسد هو قيامة الإنسان بكامله، لا قيامة جزء منه دون جزء آخر. أمّا الجسد الذي نراه فاسداً فيتحوّل إلى جسد لا يسيطر عليه الفساد والانحلال، على حدّ قول بولس الرسول: “إنّ اللحم والدم لا يستطيعان أن يرثا ملكوت الله، ولا الفساد أن يرث عدم الفساد (…) ولا بدّ لهذا الجسد الفاسد أن يلبس عدم الفساد، ولهذا الجسد المائت أن يلبس عدم الموت” (كورنثس الأولى 51:05-35). هذا الجسد سيخلع عنه الفساد ليصير بالقيامة على صورة جسد المسيح القائم من بين الأموات، والذي جلس عن يمين الآب وأقحم البشريّة في قلب الله لتحيا معه إلى البد.
 
قديم 16 - 08 - 2016, 08:09 PM   رقم المشاركة : ( 14083 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة الأموات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


قيامة الأموات في العهد القديم:
الإيمان بقيامة الأموات دعا إليه أنبياء العهد القديم للدلالة على أن الله الحيّ والقادر على إعطاء الحياة هو يفتدي شعبه الذي يرجو خلاصه وينتصر على الموت لصالحهم (إشعيا 26: 19 و 51: 6 – 9؛ هوشع 6: 1 – 3 و 13: 14؛ حزقيال 37: 1 – 14)، هو إعلان أوّليّ لوعد القيامة لا يخلو من الغموض والرمزية. في القرن الثاني ق.م. يتقدّم الوحي تقدُّماً ملموساً. عندما استُشهد المكابيون على يد أنطيوخوس الرابع سنة 167 ق.م. صار اليهود يتساءلون عن مصير الصدّيقين الذين ماتوا في سبيل الإيمان. الجواب يأتي به سفر دانيال (12: 2) حيث يشدّد كاتبه عزيمة شعبه ويرسم لهم بالصور الوجه المحجوب من استشهادهم أي المجد الذي ينتظرهم، فتُفهَم صورة القيامة التي أُعطيت رمزاً في ما مضى فهماً واقعياً: إن الله سيُصعِد الأموات من الجحيم وسوف يُشْركهم في ملكوته.
النظرة اليونانية (الأفلاطونية) للقيامة لا تشبه بأيّ حال النظرة العبريّة. ذلك أن النفس، بحسب المفهوم اليونانيّ، تعَدّ مشابهةً لعالم الأفكار وسجينة الجسد، وتالياً فإن الموت يُطلقها ويُحررها من الجسد، ولكن النفس بطبيعتها غير قابلة للفساد تدخل في الخلود الإلهيّ منذ اللحظة الأولى التي يجرّدها فيها الموت من رباطات الجسد. أما العبرانيون فاعتقدوا أن الشخص بجملته، طبقاً لحالته الحاضرة، يُرسف في الأغلال تحت سلطان الموت. فالنفس، التي هي مبدأ الحياة، تنحدر إلى الجحيم إلى مثوى الأموات (وهو عبارة عن حفرة لا يمكن تحديدها يُزرَب فيها الأموات تحت سلطان الموت) (مزمور 94: 17، 115: 17) وتكون بلا وجود شخصيّ، لأن الله الذي هو بجوهره نور وحياة لا يزورها، وهي تالياً لا تستطيع أن تسبّحه (مزمور 88: 11؛ إشعيا 38: 18) ولا أن تكون لها أية علاقة مع الناس (أيوب 14: 21….). إلا أن العبرانيين لم يعتقدوا بفناء الإنسان بعد الموت بل على العكس قالوا باستمراره في الجحيم حتى القيامة حيث يتمّ اللقاء العامّ والشامل. فنهاية حياة الإنسان بالموت ما هي إلا حالة عابرة يُبعَث الإنسان بعدها حياً بنعمة الله كما من رقاد أو نوم استرسل فيه.
في زمن السيد كانت مجموعة أحزاب دينية عدّة تتضارب نظرياتها في موضوع القيامة، ف”الصدّوقيون”، الذين لم يستعملوا سوى الكتب الموسَوية الخمسة التي باعتقادهم لا تذكر القيامة، اعتبروا ان مسألة القيامة بدعة لا فائدة منها ولم يؤمنوا بها (متى 22: 23؛ اعمال الرسل 23: 8). و”الأسانيون” نادراً ما ذكروا القيامة ونظروا إليها نظرتهم الى عالم متحوّل. أما “الفريسيّون” فهم الذين آمنوا بالقيامة إيماناً ثابتاً، فاتقد قسمٌ منهم أنها ستتمّ قبل مجيء المسيح بينما القسم الآخر قال بأنها ستتمّ بعد مجيئه وتوقّعوا حياة محوَّلة وِفق ما جاء في سفر دانيال أو أمثال أخنوخ.
قيامة الأموات في العهد الجديد:
أكّد يسوع قيامة الأموات وقاوم ناكريها (متى 22: 23 – 33) فبرهن للصدّوقيين أعداء القيامة – في زمنه – باستعماله أسماء الآباء الأولين على أساس أنهم أحياء أن التوراة أيضاً تكلّمت عن تغلّب الحياة على الموت، إلاّ أنّ الأمر الجديد الذي كُشف في يسوع، والذي بدّل كلّ شيء، هو أن حدث قيامته من بين الأموات حقّق رجاء الأبرار القديم الذين وثقوا بأن الله سوف ينتشلهم من قبضة الموت (راجع: أعمال2: 24، 13: 34 التي تستشهد بالمزمور 16)، وهذا تاليا ما تكشفه المطابقة التي جعلها العهد الجديد ما بين صورة “ابن الانسان” التي ذكرها سفر دانيال – والتي هي أوضح صورة رمزية دلّت في العهد القديم على انتصار الصديقين على الموت – وبين يسوع شخصياً. ففي يسوع البارز من القبر فُهمت كل رموز الغلبة القديمة وتحقّقت معانيها وكملت. ما يَلفت النظر أن النبوءات المتكررة التي جاءت في العهد الجديد على لسان يسوع والمتعلّقة بآلامه وموته كانت تضمّ دائما التنبؤ بقيامته (مرقس 8: 31، 9:31 و10: 34 وما يوازيها في إنجيلَي متى ولوقا) وفي كل مرة كان الكلام يدور على قيامته في “اليوم الثالث” أو “بعد ثلاثة أيام”.
أكثر من ذلك، إنّ السيّد المسيح يعرّف عن نفسه قائلاً: “أنا القيامة والحياة. مَن آمن بي وإن مات فسيحيا. وكلّ مَن كان حيّاً وآمن بي لن يموت إلى الأبد” (يوحنّا 11: 25). هذا ممّا يزيد إيمان المؤمنين ثباتاً بأنّهم يشتركون منذ حياتهم الحاضرة في سرّ الحياة الأبديّة. والحياة الأبديّة يمكن أن يحياها المؤمن منذ اليوم، وقبل وفاته، إذا اتّخذ المسيح سيّداً على حياته وسعى إلى تطبيق تعاليمه في حياته اليوميّة. الحياة الأبديّة ليست شيئاً مستقبليّاً غائباً اليوم وسيأتي في ما بعد. بل هي واقع يحياه المؤمن من خلال التزامه الحياة في الكنيسة وممارسة الأسرار، وبخاصّة سرّ الإفخارستيّا. وهذا بناء على كلام الربّ: “مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يوحنّا 6: 55). لا يقول السيّد المسيح، هنا وفي أماكن أخرى من إنجيل يوحنّا، إنّ المؤمن ستكون له الحياة الأبديّة يوماً ما، بل يؤكّد بصيغة المضارع الحاضر، “فله الحياة الأبديّة”. هذا يعني أنّ المؤمن بيسوع يبدأ، من هذه الحياة الدنيا، بتذوّق الحياة الأبديّة منذ دخوله في معيّة مع الربّ.
يجعل الرسول بولس، (كورنثس الأولى 15: 12-14)، قيامة الأموات في صلب الإيمان المسيحيّ. لا يكتمل إيمان المسيحيّ بدون إيمانه بقيامة الأموات والحياة الأبديّة. ولهذا ورد ذكر هذا الأمر أيضاً في دستور الإيمان الذي يتضمّن أهمّ العقائد المسيحيّة: “وبقيامة الموتى، والحياة في الدهر الآتي”. وواضح جدّاً، في هذا الإطار، أنّ بولس الرسول عقد علاقة وثيقة بين قيامة المسيح وقيامتنا نحن. فلا معنى لقيامة المسيح إذا لم تكن نتيجتها المباشرة والأكيدة قيامة الإنسان. فالسيّد المسيح ليس بحاجة أن يرينا قدرته وسلطانه على الموت، فهو الإله القادر على كلّ شيء، والذي لا يمكن الموت أن يغلبه. ولكنّه قَبِلَ الموت من أجل أن يخلّص الإنسان.
لم يكفّ الرسول بولس عن إبراز الطابع الفصحيّ في الحياة المسيحيّة، متميّزاً بالاشتراك الحقيقيّ في حياة المسيح القائم من بين الأموات. فليست المعموديّة سوى اشتراك في موت المسيح وقيامته: “مدفونين معه في المعموديّة التي فيها أيضاً أُقمتم معه بإيمانكم بعمل الله الذي أقامه من بين الأموات” (كولسي 2: 12). المسيحيّ، إذاً، لا ينتظر ساعة موته، بل هو يستبق الموت فيموت في جرن المعموديّة ليقوم إنساناً جديداً قائماً مع المسيح من بين الأموات (انظر الرسالة التي تتلوها الكنيسة في خدمة سرّ المعمودية: رومية 6: 1-11).
ولا شكّ في أنّ الرسول يوحنّا الحبيب يرى القيامة الأخيرة وقد تحقّقت مسبّقاً منذ الزمن الحاضر. فلَعازر الخارج من القبر يرمز إلى المؤمنين الذين ينتزعهم صوت الربّ من براثن الموت. لذلك، يتضمّن تعليم المسيح عن إحياء الأموات تأكيدات صريحة: “الحقّ الحقّ أقول لكم إنّها تأتي ساعة وهي الآن حاضرة يسمع فيها الأموات صوت ابن الله والذين يسمعون يحيون” (يوحنّا 5: 25). وهذا التصريح الواضح يلتقي مع الاختبار المسيحيّ لقدرة قيامة المسيح، والذي تعبّر عنه رسالة يوحنّا الأولى: “قد علمنا أنّنا انتقلنا من الموت إلى الحياة” (3: 14). من هنا، إنّ كلّ مَن يملك هذه الحياة لن يسقط أبداً تحت سلطان الموت. غير أنّ يقيناً كهذا لا يبطل انتظار القيامة الأخيرة، بل يجعل الرجاء حاضراً بقوّة إلى جانب الإيمان.
ثمة علامات عديدة أسقط عليها العهد الجديد معاني قيامة الربّ وفسّرها على ضوء السرّ الذي كُشِف في اليوم الثالث (راجع:”علامة يونان”:”لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليالٍ هكذا يكون ابن الانسان في قلب الأرض ثلاثة ايام وثلاث ليالٍ” متى 12: 40؛ و”علامة الهيكل”: “أجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وانا في ثلاثة ايام أقيمه. فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بُني هذا الهيكل، أفأنت في ثلاثة ايام تقيمه؟ وأما هوفكان يقول عن هيكل جسده. فلما قام من بين الأموات تذّكر تلاميذه انه قال هذا…” يوحنا (2: 19 – 22). إلاّ أن بعض الاختصاصيين في علم التفسير الكتابي يُجمعون على أن عبارة “في اليوم الثالث” قد استوحيت أولاً من نبوءة هوشع:”يُحيينا بعد يومين وفي اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه” (6: 1 – 2)، وأنها اتخذت، في أيام الميسح، معنى لاهوتياً دلّ على ما نسمّيه ب”يوم القيامة العامة” وهو الحدث المتوقع حدوثه في نهاية الأزمنة في سبيل الجماعة كلّها. فإذا شهد المسيحيون الأوائل بأن المسيح قام من بين الأموات “في اليوم الثالث” (لوقا 24: 46؛ 1 كورنثوس 15: 4)، فهذه الشهادة، بكل تأكيد، لا تقصد تحديد تاريخ معيَّن (غداة اليوم الثاني، وهو يوم الذي ذهبت فيه النسوة الى القبر ووجدنه فارغاً)، ولكنها تعلن أن قيامة يسوع استبَقت نهاية التاريخ وأتت بالقيامة العامة. فالمسيح الذي قام هو ” البكر من بين الأموات” (كولوسي 1: 18) أو “باكورة الراقدين” (1 كورنثوس 15: 20)، ونحن انطلاقاً من قيامته نستطيع أن ندرك قيامتنا، لأن قيامته هي سرّ عبورنا، شخصيّاً، مع الكون كله، الى الحياة في الله
ليست قيامة السيّد المسيح من بين الأموات حدثاً منفصلاً عن قضيّة خلاص الإنسان. فقيامة المسيح، قاعدة الإيمان المسيحيّ، هي أيضاً أساس رجاء المؤمنين بقيامتهم. لقد قام المسيح باعتباره “باكورة الراقدين” (كورنثس الأولى 15: 20)، أي أوّلهم، على حدّ تعبير الرسول بولس الذي يقول في السياق نفسه مستهجناً تفكير المشكّكين بقيامة الأموات: “فإن كان المسيح يُكرز به أنّه قد قام من بين الأموات، فكيف يقول قوم بينكم بعدم قيامة الأموات؟ فإنّها إن لم تكن قيامة الأموات فالمسيح إذاً لم يقم. وإن كان المسيح لم يقم فكرازتنا إذاً باطلة وإيمانكم باطل” (كورنثس الأولى 15: 12-14).
نحن، إذاً، سنقوم، لأنّ يسوع قد قام، والشواهد على ذلك كثيرة في العهد الجديد، منها ما ورد في الرسالة إلى أهل رومية: “فالذي أقام يسوع من بين الأموات يحيي أيضاً أجسادكم المائتة من أجل روحه الحالّ فيكم” (8: 11). واليقين عينه نجده في ما كتبه بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثس: “لعلمنا بأنّ الذي أقام الربّ يسوع سيقيمنا نحن أيضاً مع يسوع ويجعلنا معكم” (4: 14). لقد وهبت قيامة المسيح للرسول بولس ومعاصريه من المؤمنين، ولنا من بعدهم، الرجاء بالقيامة على مثال قيامة الربّ. فنحن نصير أبناء الله لأنّ يسوع هو الابن، ونرث الملكوت لأنّ المسيح هو الوارث… وهكذا، قياساً، سنقوم لأنّ المسيح قد قام.
ختاماً، لا بدّ من التأكيد على أنّ الجسد، في التراث الكتابيّ، لا يعني فقط العنصر المادّيّ في الكائن البشريّ. المقصود بقيامة الجسد هو قيامة الإنسان بكامله، لا قيامة جزء منه دون جزء آخر. أمّا الجسد الذي نراه فاسداً فيتحوّل إلى جسد لا يسيطر عليه الفساد والانحلال، على حدّ قول بولس الرسول: “إنّ اللحم والدم لا يستطيعان أن يرثا ملكوت الله، ولا الفساد أن يرث عدم الفساد (…) ولا بدّ لهذا الجسد الفاسد أن يلبس عدم الفساد، ولهذا الجسد المائت أن يلبس عدم الموت” (كورنثس الأولى 51:05-35). هذا الجسد سيخلع عنه الفساد ليصير بالقيامة على صورة جسد المسيح القائم من بين الأموات، والذي جلس عن يمين الآب وأقحم البشريّة في قلب الله لتحيا معه إلى البد.
 
قديم 16 - 08 - 2016, 08:11 PM   رقم المشاركة : ( 14084 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مريم في المجد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انتهي “صيام السيدة” الى رقادها في منتصف هذا الشهر. تقشّفنا لنستحق رعاية والدة الإله وانعطافها. وهذا الانعطاف أعلنه المخلّص نفسه على الصليب حيث كانت هي واقفة مع التلميذ الذي كان يسوع يحبّه، فسمع هذا قول الرب عن مريم: “هذه أُمّك”. هذه الأمومة لم تنسكب فقط على هذا التلميذ ولكن على كل مؤمن يحبه المعلّم.
شعورنا بوالدة الإله ليس تحرّكا عاطفيا تجاهها وحسب ولكنه إرادة المخلّص أن نكون تجاهها في حالة بنوّة اي ان مريم في حياتنا الروحية. تكريمنا مريم جاء أمرا من يسوع. هو الذي أعلن أُمومتها بالنسبة إلينا.
يطرح المؤمنون سؤالا حول ما جرى لها بعد موتها. الخدمة الإلهية تستعمل لفظة انتقال بمعنى إصعاد الله لجسدها اليه. السنة الـ1950 قررت الكنيسة الغربية إعلان انتقال العذراء نفسًا وجسدًا عقيدة من عقائد الإيمان.
نحن تكلّمنا طقوسيا عن الانتقال ولكن لم نصنعه عقيدة، فهناك لاهوتيون يقولون به وهناك من لا يقول هذا. أيقونة الانتقال تُصوّر العذراء راقدة ويسوع الى جانبها حاملا روحها بشكل طفلة مقمّطة بثياب بيضاء للدلالة على أنها في السماء. كل شيء عندنا يدلّ على أنها في المجد كالشهداء وأنها تتوسل من أجلنا بحيث دعوناها “أَكرم من الشيروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السيرافيم”.
الاعتقاد السائد في الكنيسة انها بلا عيب ولا فساد بمعنى أن الكنيسة تُنزّهها عن الخطيئة وتُسمّيها “عروس الله” وتُركّز على أهميتها الأساسية في سرّ التجسد الإلهي الذي تمَّ بخضوعها لمشيئة الله التي عبّر عنها الرب ببشارة الملاك إذ قالت له: “أنا أَمةٌ للرب، فليكن لي حسب قولك”.التجسّد الإلهي اقتضى أن تقبل دعوة جبرائيل إليها لتحمل في نفسها هذا السرّ العظيم ولتكون صورة عن الكنيسة العذراء كما رأى صاحب سفر الرؤيا (الإصحاح 12).
أجل يسوع الإنسان هو الوسيط الوحيد بين الله والناس. هذا بمعنى انه الوحيد الذي تمّم الخلاص. غير أن القديسين وعلى رأسهم سيدتنا العذراء هم معه وحوله يُصلّون من أجلنا. فقد أعطاهم يسوع قوّة الشفاعة لخلاصنا بعد أن أثقلَتنا الخطيئة.
مريم في الملكوت فوق كل محاكمة وكل إدانة، وجعلَها ابنُها إلى جانبه في الملكوت لتشفع من أجلنا ويشاركها كل القديسين بهذا التشفع.
لذلك يرد ذكرها كثيرًا جدا في كل الكتب الطقوسية، ولا تخلو خدمة إلهيّة واحدة من التكلّم عنها والتكلّم معها.
لذلك كانت لها أعياد كثيرة قمّتُها عيد الرقاد الآتي حيث نعلن أنها مقيمة في المجد الإلهي منتظرة أن ننال نحن القيامة في اليوم الأخير ونرى مجدها الى جانب مجد يسوع.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
 
قديم 16 - 08 - 2016, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 14085 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

8th Sunday of Matthew (The Feeding of the Five Thousand)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Blessed is he that feels that the Lord has had compassion on him
We will refer to the Gospel passage that we heard: The Lord saw the crowd and had compassion on them, and in one part he healed the sick and in the other part he filled them all, their being five thousand—counting only the men. And he filled them with five loaves and two fish.
The Lord had compassion on all of them, but who will feel it… Blessed is he who will feel that the Lord has had compassion on him, loved him, descended together with him, approached him, is close to him, and is concerned for him. And naturally as the Lord of all, He is able to arrange all things. There comes a time when each person sees in reality that there is nothing that the Lord is not concerned with. Each person experiences the feeling that the Lord takes care of everything. Certainly, the Lord’s ultimate purpose is for the soul to be cured, for the whole person to be cured, to make you what He is, since you will be united to Him and He to you.
No one should ever lose this hope, this certainty that his hour will come when the Lord will embrace him and will place upon him His entire compassion. The Lord will bestow grace upon him, will heal him, will make him His own, will fill him with His divinity, make him holy, deify him, and save him.
 
قديم 16 - 08 - 2016, 08:15 PM   رقم المشاركة : ( 14086 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

Sermon on the dormition of the most Holy Theotokos

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“Magnify O my soul, the honourable Translation of the Mother of God from earth to heaven.”
(Refrain for the 9th Ode of the Canon)
Let us be happy, beloved brothers and sisters that we belong to the Holy Orthodox Church, worthily and rightly glorifying the Most Holy Sovereign Theotokos on this eminent day out of all the days of the year with special solemnity. There exists on earth many societies and entire governments that do not consider the need nor the obligation to call upon and glorify the Queen of heaven and earth, the Mother of Our Divine Lord Jesus Christ, and other saints and angels; to submissively serve Her lovingly, as the true Mother of God. Sadly in Russia nowadays we have heretics (among us) who actively dishonor the Mother of God, the saints, their icons, their relics and their festivals. O, if only they also unanimously with us glorified the worthy Queen of heaven and earth!
Today the Holy Church solemnly glorifies the honorable Dormition or translation of the Mother of God from earth to heaven. A wonderful translation – she died without serious illness, peacefully. Her soul is taken up in the divine hands of Her Son and carried up into the heavenly abode, accompanied by the sweet singing of angels. And then, her most pure body is transferred by the apostles to Gethsemane where it is honorably buried, and on the third day it is resurrected and taken up to heaven. You see this on the icon of the Dormition of the Theotokos. On it is represented the life-bearing body of the Theotokos laying on a bier, surrounded by the apostles and hierarchs, and in the center of the icon the Lord holding in His hands the most pure soul of the Theotokos. The translation of the Mother of God is a paradigm of the translation in general of the souls of Christians to the other world.
We say that our dead have “fallen asleep” or “passed away.” What does this mean? This means that for the true Christian there is no death. Death was conquered by Christ on the cross. But there is a translation, i.e, a rearrangement of his condition, i.e. his soul is in another place, in another age, in another world beyond the grave, eternal, without end, that is what is meant by “falling asleep”. It is as if it were a temporary dream after which, by the voice of the Lord and the fearful yet wonderful trumpet of the Archangel, all the dead shall live and come forth each to his place: either to the resurrection of life or to the resurrection of condemnation (John 5:29). This is what the Christian means by translation. We should be ready for this translation, for the day of the general resurrection and judgment, for this indescribable world event, recorded in the Holy Scriptures.
This preparation for the meeting of the heavenly King before the dread judgment seat, after death, is essentially the person’s preparation throughout the whole of his life. This preparation means a change in all his thoughts, and the moral change of all his being, so that the whole man would be pure and white as snow, washing clean everything that defiles the body and spirit, so that he is adorned with every virtue: repentance, meekness, humility, gentleness, simplicity, chastity, mercifulness, abstention, spiritual contemplation, and burning love for God and neighbor.
Our preparation for meeting the heavenly King, and for the inheritance of eternal life in heaven, should consist of these things. The heavenly King desires souls adorned with immutable virtue, souls prepared so that the Very Lord Himself could abide in them. Do not marvel that the Very Lord wants to live in us. In fact the human soul is more spacious than the heavens and the earth, for it exists in the image of God. And if one removes sins from the soul, the Lord of all will settle in it and will fill it with Himself. “We will come to him and make our dwelling with him” (John 14:23), says the Lord about the souls who love Him.
And so, ye participants in the Christian feasts, and especially the present feast of the Dormition of the Mother of God, ye who are brightly adorned with every virtue and translated to the heavenly kingdom, to Her Son and God, proclaim to each and every one about preparing their souls to be the dwelling place of the Lord, about continual repentance, and about the incorruptible adornment of Christian virtue. Let your death also be unashamed and peaceful, serving as the pledge of a good answer at the dread judgment seat of Christ. Amen.
 
قديم 16 - 08 - 2016, 08:19 PM   رقم المشاركة : ( 14087 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل قداس الأحد ضروري؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

“لا داعي أن أذهب إلى القداس كل أحد. الأمر ليس مهما. لا شك أننا نسمع جميعاً قولاً مماثلاً من حين إلى آخر. فهل هذا صحيح؟ أم أن قداس الأحد ضروري من أجل الخلاص؟ في سبيل معرفة الجواب، لا بد أن نتساءل أولاً: “هل أخبرنا المسيح عما هو ضروري من أجل الخلاص؟” لقد فعل ذلك حقاً.
في إحدى المناسبات، وقف عالِم بالناموس وسأل يسوع: “يا معلم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟”. أجابه يسوع: “ماذا كُتب في الناموس؟” قال: “أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قدرتك وكل ذهنك؛ وقريبك كنفسك”. فقال له يسوع: “أجبتَ بالصواب. اعمل ذلك فتحيا” (لو 10: 25، 28).
الحب هو المفتاح إذاً. ولكن، كيف نحب الله؟ إليكم جواب المسيح الإله والإنسان: “إن أحبّني أحد يحفظ كلمتي” (يو 14، 21). ولكن، هل أعطى يسوع تعليمات بشأن القداس؟ أجل. في العشاء السري، مؤسس سر الافخارستيا، قال المسيح: “اصنعوا هذا لذكري” (لو 22، 19).
فما الذي نتذكره في القداس؟ هل نتذكر مجرد وجبة تناولها المسيح في الليلة قبل موته؟ كلا، بل أكثر من ذلك بكثير.

ما هو القداس؟
“القداس هو قبل كل شيء الذبيحة الأخيرة Kفي القداس، يخلّد المسيح بطريقة غير دموية التضحية التي قام بها على الصليب ببذل ذاته إلى الآب من أجل خلاص العالم من خلال خدمة الكهنة .
في القداس، نقدّم مجدداً جسد المسيح ودمه بشكل منفصل كما كانا على الجلجلة. نستعرض التضحية التي بذلها المسيح على الصليب، الحدث الذي خلصنا وفتح أبواب السماء التي كانت أغلقتها الخطيئة الأصلية.

ومثلما قدّم اليهود الحمل الطاهر وشاركوا في تناوله احتفالاً بالفصح، عمل الله الخلاصي الذي حررهم من العبودية في مصر لكي يسيروا نحو أرض الميعاد، هكذا نقدم نحن “حمل الله” ونشارك في تناوله للاحتفال بالفصح الجديد، عمل المسيح الخلاصي الذي حررنا من عبودية الخطيئة لنسير نحو السماوات التي وعدنا بها. في الحقيقة، تشكل كل ذبائح الكتاب المقدس، الحمل وكبش الفداء ومختلف الحيوانات الأخرى المذبوحة كتقدمة تعويضاً عن الخطايا، إشارات إلى ذبيحة القداس التي تعتبر، “اكتمالها وكمالها كلها”
إن معجزة الافخارستيا العظيمة لا تقتصر فقط على تحول الخبز والخمر إلى المسيح، بل تتجسد في تحولنا إلى “مسحاء آخرين” بواسطة الروح القدس المقيم فينا والذي يشجعنا على التعبير للعالم من خلال شخصياتنا الفريدة عن صلاح المسيح وحبّه.
نقرأ أيضاً: “ليجعل منا تقدمة أبدية لك…” لا يكفي أن نقدم المسيح إلى الآب في القداس. يجب أن نقدم أنفسنا على مذبح التضحية معه. نحن أيضاً يجب أن نضحي بأنفسنا تكفيراً عن خطايا العالم. وهذا ما تؤكده الكنيسة: “الكنيسة، عروس المسيح وخادمته، تؤدي معه دور الكاهن والضحية، وتقدمه للآب وفي الوقت عينه تبذل معه نفسها بالكامل”. تنعكس روعة القداس فيما يلي:
إن كل احتفال ليتورجي، لكونه عمل المسيح الكاهن وجسده الذي هو الكنيسة، يعتبر عملاً مقدساً يتخطى كل الأعمال الأخرى؛ ولا عمل آخر في الكنيسة يساوي فعاليته بالأسلوب عينه والدرجة عينها يسمى القداس “مصدر وقمة عبادة الكنيسة الجامعة والحياة المسيحية”.
بالتالي، عن الملاحظة التي غالباً ما تقال: “لا داعي أن أذهب إلى القداس. يمكنني أن أصلي إلى الله في غرفتي أو تحت شجرة!”، نجيب: “لا يمكنكم أن تقدموا تضحية الجلجلة، “مصدر وقمة” عبادة الكنيسة الجامعة والحياة المسيحية في غرفتكم أو في ظل شجرة”. القداس هو الهبة الإلهية الوحيدة التي يمكننا أن نقدمها لله الوليمة المقدسة، وليمة العهد
القداس هو ثانياً:…وليمة مقدسة يجدد فيها شعب الله من خلال شركة جسد الرب ودمه، العهد الجديد الذي أقامه الله مع الإنسان إلى الأبد بواسطة دم المسيح، وبالإيمان والرجاء يقترح ويستبق الوليمة الأخروية في ملكوت الآب عندما ننال الافخارستيا، نجدد عهد الحب مع يسوع.

هل قال المسيح شيئاً عن ضرورة نيل الافخارستيا؟ أجل، فعل: “إن لم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه، فلا حياة لكم في أنفسكم” (يو 6، 53). بمعنى آخر، إذا رفضنا عن قصد ومعرفة أن نشارك في الافخارستيا التي دعاها المسيح “الغذاء الفعلي… والشراب الفعلي”، لا يمكننا الحفاظ على حياة روحية. ومن دون الحياة الروحية، النعمة، لن نعيش أبداً في ملكوت الله؛ ونتجه نحو الهلاك الأبدي. هذا كلام معبر قاله ربنا. لكن القديس بولس يحذرنا قائلاً لنا أنه يجب أن نقترب من سر الافخارستيا باستحقاق:
“فأي إنسان أكل خبز الرب أو شرب كأسه وهو على خلاف الاستحقاق فهو مجرم إلى جسد الرب ودمه” (1 كور 11، 27).

…يجب أن نحرص دوماً على عدم تحول هذا اللقاء العظيم مع المسيح في الافخارستيا إلى مجرد عادة، وألا نناله عن غير استحقاق أي في حالة الخطيئة. يجب ألا نتصالح مع الله فقط قبل نيل سر الافخارستيا (من خلال الاعتراف السري إذا كنا في حالة الخطيئة المميتة)، وإنما كجزء من هذا السلام، يجب أن نتصالح مع قريبنا نظراً إلى أن الافخارستيا هو “علامة وحدة، ورابط حب”
كم مرة يجب أن نذهب إلى القداس؟

يجب أن نرى بوضوح أنه ينبغي علينا المشاركة في هبة القداس الرائعة وفي وليمته، الافخارستيا، في سبيل الخلاص. ولكن، كم مرة نذهب إلى القداس؟الجواب موجود في الوصية الثالثة: “احفظ يوم الرب”.
استناداً إلى تقليد نقله الرسل ويرقى إلى يوم قيامة المسيح، تحتفل الكنيسة بسر الفصح كل سابع يوم، أي ما يسمى بيوم الرب أو الأحد. في هذا اليوم، يجب أن يجتمع أتباع المسيح في مكان واحد لكيما يتمكنوا من خلال الاستماع إلى كلمة الله والمشاركة في الافخارستيا من تذكّر آلام الرب يسوع وقيامته ومجده…

من يستطيع القول بأنه كان يحفظ يوم الرب إذا لم يُقدم لله أثمن هدية في ذلك النهار؟ من يستطيع أن يدّعي أنه يحب الله إذا رفض تقديم “ذروة” الحياة المسيحية أقله في اليوم الذي طلب منا الله حفظه؟ وهل يوجد عمل أقدس من ذلك؟
علاوة على ذلك، إذا كان جسد المسيح طعاماً فعلياً وجسده شراباً فعلياً، أي القوت الضروري للحياة الروحية، فهل يجب أن نكتفي بالمشاركة في هذه الوليمة المقدسة مرة واحدة في الأسبوع (أو حتى مرة واحدة في السنة)؟ وهل نجرؤ على الدخول في هذه الشركة الجسدية مع ربنا من دون أن نتواصل معه يومياً في الصلاة؟
هل المشاركة في قداس الأحد وتلاوة بعض الصلوات صباحاً ومساءً والاعتراف ثلاث مرات سنوياً تعتبر حب الله من كل “قلبنا ونفسنا وعقلنا”؟ بالعودة إلى السؤال الأساسي: “هل قداس الأحد ضروري من أجل الخلاص؟”، لا بد أن نجيب: “أجل!” نظراً إلى ما تحدثنا عنه سابقاً.
 
قديم 16 - 08 - 2016, 08:21 PM   رقم المشاركة : ( 14088 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الدهريّة: تحدّي الكنيسة الأكبر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نواجه اليوم شكلاً جديدًا من حرب الأيقونات، يتمثّل بالضغط الذي يمارسه المجتمع الدهريّ على الكنيسة لكي تتبنّى مقاييسه وأفكاره، لتصبح بدورها دهريّةً.
تشكّل الدهريّة خطرًا كبيرًا على الكنيسة. فبدلاً من أن تساعدَ الكنيسةُ العالمَ ليصبح مثلها، يحاول العالم أن يسيطر على الكنيسة ويجعلها مثله. وبالنتيجة، تُبقي الكنيسة على أشكالها الخارجيّة، لكنّها تفقد إيمانها. لذلك ستعاني ممّا قاله القدّيس نكتاريوس حين كتب عن البابويّة:
لقد خسرتْ الكنيسة الغربيّة حريّتها الروحيّة بسبب عقيدة العصمة، خسرتْ زينتها، تزعزعتْ أساساتها، حُرمَتْ من جمال نعمة الروح القدس ومن حضور المسيح. تحوّلتْ من نفسٍ وروحٍ إلى جسدٍ ساكن“.
إنّ جوهر الدهريّة هو التركيز على الإنسان anthropocentrism، بينما جوهر الكنيسة هو التركيز على الإنسان الإلهtheanthropocentrism. إذا خسرتْ الكنيسة طبيعتها هذه أو حدَّتْ منها، تتحوّل إلى مؤسّسة دينيّة أو إلى واحدةٍ من ديانات الأرض.
ينظر الدهريّون إلى الكنيسة على أنّها إحدى الديانات العالميّة، لا على أنّها الحقيقة الوحيدة التي تخلّص الناس في المسيح.ولهذا يحاولون مساواة الكنيسة الأرثوذكسيّة بالأديان الأخرى، ما يؤدّي إلى قيام دينٍ موحَّد، نتيجة تآزر الأديان كلّها. لا يسعى هذا الدين إلى الحقيقة التي تخلّص، بل إلى السلام في العالم. وبالطبع، يخدم هذا الطموح مصالحَ القوى العالميّة المعاصرة، التي تريد أن يخضع الناس لسلطتها وأن يكونوا في سلامٍ (أي مقموعين)، عن طريق تضافر الأديان.
وبهدف التعايش السلمي، لا يعترف الأرثوذكسيّون بالمسيح في اللقاءات بين الأديان. إنّنا نحتمل أن تُصنَّف الكنيسة ديانةً سماويةً إلى جانب اليهوديّة والإسلام، لكنّ تعليم العهد الجديد والآباء يشدّد على أنّ مَن لا يؤمن بالثالوث القدّوس وبتجسّد الله الكلمة هو ملحد: “من لا يكرِّم الابن لا يكرِّم الآب الذي أرسله” (يو 5: 23)، الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يو 3: 36). ويقول القديس باسيليوس الكبير: “من لا يؤمن بالابن لا يؤمن بالآب“.
لقد سبق وبدأت محاكم اختبار المياه، حيث يقال للمسيحيّين إنه لا يمكنهم أن يتبعوا ضميرهم بعد الآن. وعلى حدّ تعبير رئيس الوزراء دايفيد كاميرون، فإنّ المساواة تفوق كلّ شيء“. يُسمح لنا، إلى حدّ الآن، ببعض الحرية، لكن ماذا سنفعل عندما يأتي وقتٌ – وهو حتمًا سيأتي حيث يَطلب منّا الدهريّون لا أن ننصاع فقط، بل أن نؤيّد بنشاطٍ ابتكاراتهم. “لمَ قد يُحرم زوجٌ من الجنس ذاته من فرصة الاحتفال بحبّهما في إكليلٍ أرثوذكسي جميل؟ هذا ليس عادلاً“. هذا السيناريو ليس غريبًا، إنّه نفوذ حقوق الإنسانوالتصرّف كضحيّة في عالم اليوم.
في حدثٍ نُظِّم مؤخّرًا في أثينا (25 أيار 2016)، قال المطران نيقولاوس متروبوليت ميسوغيا ولافريوتيكي:
نسمع اليوم عن اضطهادٍ مخادعٍ جدًّا يتعرّض له كلّ من الإيمان والكنيسة، والأمر يحصل بالفعل. تتردّد على مسامعنا عباراتٌ جميلةٌ جدًّا في الظاهر، مثل التعدّد الثقافي، التعدّد الديني، حقوق الإنسان، ومناهضة العنصريّة. إلاّ أنّها عباراتٌ ماكرةٌ بالحقيقة، فبينما توحي لنا بالحريّة، تكشف في الجوهر رفضنا خطاب الكنيسة وشهادتها، وسعينا إلى استبعادهما بأسلوبٍ حَذرٍ لكن منهجيّ“.
ومنذ بضع سنوات، كتب البروفيسور فلاسيوس فيداس حول المشاكل التي واجهت الكنيسة في القرن الرابع فقال: “رابعًا، اتّخذ بعض الأساقفة الأرثوذكسيّين موقف المجاملة والمساومة تجاه الأساقفة الآريوسيّين، إمّا لخوفهم من الإجراءات القاسية التي قد تتّخذها الدولة في حقّهم، أو لأنّهم غير قادرين على فهم العمق اللاهوتي لضلال الآريوسيّين وهرطقتهم، أو للسببين معًا. وقد سمحوا بالتالي باشتراك الأرثوذكسيّين والآريوسيّين في الليتورجيا“. إذا ما استبدلنا لفظة آريوسيّينبلفظةدهريّين، وأجرينا التعديل اللازم، نرى فيداس يَصِف وضعًا غير بعيدٍ عنّا، إلاّ في حال تبنّينا موقفًا ثابتًا في دفاعنا عن الإيمان والاكليسيولوجيا.
 
قديم 16 - 08 - 2016, 08:23 PM   رقم المشاركة : ( 14089 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التجلي الإلهي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بعد حادثة تكثير الخبز والسمك وقول يسوع: “من أراد أن يتبعني…” ببضعة أيام، يأخذ يسوع معه بطرس ويعقوب ويوحنا ويصعد على الجبل ليصلي. فيما كان يصلي، تغيرت هيئة وجهه وصارت ثيابه شديدة البياض… ثم يظهر موسى وإيليا ويتبادلان الكلام معه (عن ذهابه (موته) الذي كان سيتم في أورشليم). التلاميذ يسيطر عليهم نعاس قوي قوي. لكنهم يستفيقون ويرون مجد يسوع والرجلين الواقفين معه. يقول بطرس ليسوع: “يا رب، حسن أن نكون هنا، لننصب ثلاث خيم: واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا”. وبينما كان يقول ذلك، تحل سحابة (منيرة) وتغطيهم. ويُسمع صوت من السحابة يدوِّي ويقول: “هذا ابني، الذي اخترته، إسمعوه”. يسقط التلاميذ من الرعب ووجوههم إلى الأرض. يختفي موسى وإيليا ويُنهض يسوع التلاميذ المرعوبين… وفي اليوم التالي ينزلون من الجبل…
في واقعة التجلي، لم تتم نقلة أو تحول من نوع ما في يسوع من شيء بشري إلى شيء الهي. كما لم يك من معجزة. التجلي هو كشفُ جمالِ المخلوق الصوفي (من صوفيا (اليونانية): حِكمة)، الجمالِ الأول الذي لم يشوهْهُ الشر، الجمالِ الذي تصوَّره الإله عندما صنع المخلوق… آدم الجديد، يسوع، دلَّنا كيف كان يمكن لآدم القديم أن يكون قبل أن يعرف الشر والخير والموت… بدرجات مختلفة وإلى حد معين، ثمة رجال كموسى عرفوا هذا المجد قبل التجسد الإلهي، وثمة من عرفوه عدة مرات بعد التجسد كسمعان الجديد وسارافيم ساروف… وعندما تعود الحياة طبيعية ومطابقة لحكمة الله، عندما تستعيد الخليقة كرامة ما قبل السقوط، في يوم الرب، لن يكون إلا هذا المجد (النوراني)… واقع المسيح الصوفي-الحِكَمِي الواضح، حيث المخلوق وغير المخلوق يلتقيان (في شخص الابن)، هو واقع الحالة الكاملة للإنسان المستنير بالله الذي يتعاطى مع الله ويتحدث معه. هذا تحديداً حالة القداسة التي التجلي عيدها. في التجلي، يستيقظ النوس-الذهن من النعاس (الروحي) ويرى مجد يسوع… مفاعيل هذه اليقظة هي: توقف الفاصل بين عالم الموتى وعالم الأحياء (موسى وإيليا والتلاميذ). الشعور بالانتعاش (“حسَن أن نكون ههنا”) رغم وحشة المكان. سماع صوت الآب. رعبُ اللقاء (الخلابُ) بالصوت والركوع والوجه صوب الأرض (يسوع و-ربما- يوحنا وحدهما سمعا صوت الآب وقوفاً خلال العماد)… لوحة التجلي لوحة ليتورجية بامتياز. المسيح في الوسط يحيط به قديسو الماضي والحاضر. الليتورجيا هي شركة القديسين الذين يشتركون في مجده الصوفي؛ المجد يغزوهم من داخل إلى خارج، من كل جهة: من العين والأذن والجلد…: هكذا يصير القداس في السماء… إذا جاز التعبير، التجلي حالة جبلية. المسيحي كائن جبلي: عندما يصلي واقفاً ينتصب كجبل وقاعداً يقعد كجبل… هو جبل وفوق الجبل وفي الجبل… ثابت ثبوت الجبل… كجبل (روحي)، إنَّ قاعدته قوية، وعند القمّة (الذهن) يتجلى الرب بنوره الأقوى من الشمس… في هذا اليوم المبارك، جبالاً من نور إجعلْ عبيدَكَ، يا رب!… كل عام وأنتم بخير
الأب يوحنا (اللاطي)، دمشق، 2012
 
قديم 17 - 08 - 2016, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 14090 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طوبي للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
( طوبي للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب ) .. رغم انه كلام مش منطقي .. والعقل البشري مش ممكن يستوعبه .. وإنها لازالت فتاة صغيره .. لكنها قوية جدا جدا في إيمانها .. الإيمان عطية إلهية جبارة تتحدى الأمور الصعبه إللي إحنا شايفينها .. تتحدى الأخبار السيئة اللي دايما بنسمعها .. الإيمان بعمل الثالوث القدوس الإلهي الممجد : يهزم الضعف .. يحطم الإحباط .. يبطل مفعول الحزن .. يفترس الإستسلام .. ينير الظلام .. يغرس في قلبنا سلام .. يشعل ترنيمة فرح .. + ماقيل لأمنا القديسة العذراء مريم كان مصدره هو .. الله .. لهذا هي آمنت .. ووثقت .. وفرحت .. وسبحت .. + ونحن اليوم نحتاج إلى الشبع بوعود الله والتمسك بها .. والفرح بها .. والشبع بها .. والترنيم بها .. والصلاه الدائمة بها .. ( ياربي يسوع المسيح مخلصي الصالح .. أعن ضعف إيماني .. وجه نظري إلي شخصك القدوس .. وليس إلى الظروف المحيطة بي . يارب أنا محتاج لده جدا جدا جدا .. وبشكر حبك وحنانك عليا .. ) ( أيتها العذراء الطاهرة المكرمة لا تكفي عن الصلاة لأجل ضعفنا دائما .. وكل سنه وانتي طيبه )

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024