27 - 10 - 2023, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 140461 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول موسى رجل الله: «أفنينا سنينا كقصة. أيام سنينا هي سبعون سنة، وإن كانت مع القوَّة فثمانون سنة... تُقْرَض سريعًا فنطير... إحصاء أيامنا هكذا علِّمنا فنؤتى قلب حكمة» (مز90: 9- 12). وعندما ندرك أن الحياة قصيرة، وعَجَلَة الزمن تدور بسرعة مذهلة، وأننا نقترب من الأبدية، عندئذ سنتعلَّم كيف نفتدي الوقت ونُقدِّر قيمته. هذا ما يليق بكل مؤمن، ولا سيما مَنْ يخدم الرب بأمانة. إن أغلى شيء في الحياة هو الوقت، والشخص الناضج يعرف ذلك يقينًا. فماذا أنت فاعلٌ بسني حياتك؟ هل فكَّرت مع المرنم الذي قال: في سكون وهدوء قد سمعتُ وافتكرتُ في مصير الآثمينَ عند ذلك ارتجفتُ وصرختُ فهدوءُ الأبدية نلاشى وقْعَ أصواتٍ لأقدامِ السنين حين يقدمُ مسيحُنا الأمين كم تساوي لحظةٌ من الزمان بصراخ وبكاء الهالكين وأيضًا يقول مرنم آخر: في سكون وهدوء قد سمعتُ وافتكرتُ في مصير الآثمينَ عند ذلك ارتجفتُ وصرختُ فهدوءُ الأبدية نلاشى وقْعَ أصواتٍ لأقدامِ السنين حين يقدمُ مسيحُنا الأمين كم تساوي لحظةٌ من الزمان بصراخ وبكاء الهالكين |
||||
27 - 10 - 2023, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 140462 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صديقي يا مَنْ تشتاق أن تكون خادمًا ناجحًا؛ إن هاتين الحقيقتين: أنك ستُعطي حسابًا عن وكالة الحياة، ومن ضمنها الوقت، وأن الأبدية رهيبة جدًا بالنسبة للهالكين الذين سيمضون إلى الجحيم بغير رجاء، وسيبكون طويلاً وبلا انقطاع؛ هذا ولا شك، سيجعلك تدرك كم تساوي لحظة من الزمان. وعندئذ ستُقيِّم الأمور بشكل مختلف. |
||||
27 - 10 - 2023, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 140463 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل نظرت إلى سنوات حياتك الماضية، وتمنيت أن يعود الزمن للوراء لتُصحِّح أمورًا ندمت أنك فعلتها وأضعتَ فيها وقتًا ثمينًا في غير مَحلِّه؟ أو لكي تفعل أمورًا لم تجد لها وقتًا كافيًا، مع أنك اقتنعت بأهميتها؟ إنها أمنيات طيبة ولكنها لن تتحقق. فهل تعود عقارب الساعة إلى الوراء؟ كلا بالأسف! إن الوقت الذي خسرته قد خسرته للأبد، والذي ربحته فقد ربحته للأبد. واليوم هو أول أيام حياتك الباقية، فالماضي لن يعود. لكن هذا اليوم أيضًا قد يكون هو آخر يوم في رحلة الحياة هنا على الأرض. إن مجيء الرب قد اقترب، وفي أي لحظة سيأتي المسيح لاختطاف المؤمنين، وسيُغلَق الباب أمام كل المسيحيين بالاسم. لذلك علينا أن نعمل بكل نشاط واجتهاد، ونُنذر الشرير ونُحذِّره من يوم الدينونة العصيب، قبل أن يمضي النهار وقبل أن تغيب شمس النعمة. قال الرب يسوع: «ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهارٌ. يأتي ليلٌ حين لا يستطيع أحدٌ أن يعمل» (يوحنا9: 4). |
||||
27 - 10 - 2023, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 140464 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الفُرص تأتينا مرَّة واحدة ثم تمضي. وهناك أشياء نستطيع أن نعملها فقط في وقتها ومناسبتها، وإلا فلن تُعْمل للأبد. وهناك كلمات يُمكن أن تُقال فقط في أوانها ومكانها، وإذا لم يحدث فلن تُقال للأبد. لقد عاتب الرب تلاميذه في الليلة الأخيرة قبل الصليب قائلاً: «أَمَا قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟». ويا لها من كلمات تفحص أعماقنا. فهل نُقدِّر قيمة الخلوة مع الرب؟ وهل هناك وقت ثابت نقضيه مع الكتاب كل يوم في أفضل ساعات التركيز؟ إنه من المؤسف أن نرى شبابًا عندهم وقت لكل شيء آخر ما عدا أمور الرب. إنهم يقضون الساعات الطويلة أمام الكومبيوتر لمجرد اللهو والتسلية والتصفُّح لشبكة المعلومات أو الدردشة، لكنهم لا يقدرون أن يسهروا مع الرب ساعة واحدة. فهل هذه أمانة في الوكالة؟ وكيف نتطلَّع إلى خدمة ناجحة ونحن نُهدر الوقت في أشياء تهدم ولا تبني. باقي من الزمن ساعة واحدة. هكذا قال بولس للمؤمنين في رومية. وأيضًا «الوقت منذ الآن مُقصَّر» هكذا قال للمؤمنين في كورنثوس. وطالما ذلك كذلك «أهو وقت...؟» للاهتمامات العالمية، كما قال أليشع لجيحزي. كلا. «إنه وقتٌ لطلب الرب» (هوشع10: 12)، «إنه وقتُ عملٍ للرب» (مزمور119: 126)، إنه وقتٌ لانتظار الرب والاستعداد لمجيئه (رومية13: 11). |
||||
27 - 10 - 2023, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 140465 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليتنا نتمثَّل بالخادم الكامل، شخص ربنا يسوع المسيح، الذي لم يكن يضيع وقتًا على الإطلاق. وقد ذُكر عنه كلمة «وللوقت» أي: “وفي الحال” 42 مرة في إنجيل مرقس الذي يكلِّمنا عنه كالخادم الفريد. لم يكن عنده وقت للراحة، فكان يعمل في السبوت، وشعاره: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل». ووسط زحام الخدمة لم يكن عنده وقت للأكل أو للنوم. لقد استطاع أن يقول: «أفنيت قدرتي». كانت مدة خدمته قصيرة لم تتعدَّ ثلاث سنين ونصف لكنها كانت مشحونة بالخدمة المركَّزة والأعمال الجليلة التي لو كُتِبَتْ واحدة فواحدة فإن العالم لا يسع الكتب المكتوبة |
||||
27 - 10 - 2023, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 140466 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ضمنت الأبدية وهذا يكفيني!! لاحظت بمجرد دخوله مكان الاجتماع؛ حركته المتثاقلة التي تنمّ عن حالة صحية ليست الأفضل. لكن ما لفت نظري أن وجهه كان يشرق بالفرح فيشعّه على من حوله. ازداد سروري بتركيزه في كل ما دار في الاجتماع. تمنيت أن أتحدث إليه بعد الاجتماع، وقد كان، إذ جاءني بوجهه البشوش يطلب محادثتي. ودار الحديث: ** أرجو أن تعرّفني باسمك. تيسير سمير حبيب. أسكن في إحدى قرى مركز المنيا. ** تاريخ ميلادك؟ 25/6/2007. ** عفوًا؛ اعتقد أنك أخطأت، فأنت تبدو أكثر عمرًا من ذلك!! أنا أعتبر هذا تاريخ ميلادي الحقيقي والـ23 سنة الماضية لم يكونوا حياة، بل ضياع؛ لأني عشتهم في الشر بعيدًا عن الله. حتى عندما كنت أذهب إلى الكنيسة، لم يكن ذلك بغرض الاقتراب منه، بل لأغراض أخرى، الكثير منها شرير. لكن حياتي ابتدأت في هذا التاريخ، عندما عرفت الرب يسوع المسيح مخلِّصًا، فارتحت من كل همومي وتعبي، وضمنت حياتي الأبدية في السما. ** تركته يحكي قصته من البداية والفرح لم يختفِ من على وجهه إلا عندما تذكر شر الماضي. البداية كانت إنذارًا بسيطًا من الرب، لكني لم أُرد أن أسمع. منذ 7 سنوات صدمتني دراجة، سبّبت لي كدمة في ساقي. ظننت أنها سريعًا ما تطيب، لكن العكس حدث. ذهبت لأكثر من طبيب، بعضهم نصحني بإجراء عملية جراحية، والبعض عالجني بأدوية كثيرة؛ أدت إلى ضعف جهاز المناعة بجسمي. بعد فترة أجريت العملية، وصحَّت ساقي. وعُدتُ لشري. بعد شهرين أحسست بألم في ساقي الأخرى، وأصبحت بالكاد أعرف أن أحركها. دُرت على الأطباء مرة أخرى. تضاربت تشخيصاتهم وعلاجاتهم بالكورتيزون وغيره، فازدادت حالتي سوءًا. وصل الأمر إلى نزيف على الكلى اليمين، وجلطة في الساق اليمنى، وقُرَح في الساقين، والتهاب في العصب البصري أدى إلى فقدان جزئي في إبصار العين اليسرى. استمريت في العلاج، وللأسف في الشر أيضًا. للاختصار، أصل إلى أحلى ما في للقصة. في 22/6 الماضي وصلت إلى درجة بشعة من الألم بسبب جلطة في الساق ونزيف شديد على الكِلية اليسرى. كنت أتقطّع من الألم وأنا أتلوى على سريري. لما دخلت المستشفى تعجب الأطباء من حالتي، وعلق أحدهم: “المفروض إنك مُتّ من زمان”. أجمعوا أن هذه المرة لا يمكن إجراء العملية لحالتي الصحية المتدهورة، وفي نفس الوقت كان إجراء العملية هو الحل الوحيد!! رنَّت في أذني ترنيمة لا أتذكر أين سمعتها، فلم أكن مهتمًا بالاجتماعات الروحية كما أخبرتك. تقول الترنيمة: “الأطبا احتاروا.. ورّيهم إيدك”. في النهاية اتفق الأطباء: “نعملها ونخليها على ربنا”. هزتني الكلمة من داخلي، ولا أدري لماذا. ابتدأت أحسّ بالخطر أكثر عندما فشلوا في إيجاد دم من فصيلتي استعدادًا للعملية. ارتسم أمامي الطريق مؤدّيًا إلى الموت، وأنا لم أضمن ماذا يأتيني بعد الموت. في هذا الوقت أرسل الرب لي اثنين من المؤمنين كلّماني عن الرب وأعطوني شرائط مسجل عليها عظات. كنت أتأثر سريعًا بكلامهم، لكن خارحيًا فقط. وأحيانًا كنت أتظاهر بأني أعرف الرب أمامهم، مع أني كنت أعلم تمامًا أنهم يعرفون الحقيقة. توالت زياراتهم، وكانوا يصلّون من أجلى كثيرًا، وكانت محبتهم جاذبة لقلبي جدًا. وفي ليلة لن أنساها، وكنت أشعر أني وحدي تمامًا أواجه الموقف، سمعت “رنّة موبايل” أخي وكانت ترنيمة تقول: “أوعى تفكر إني نسيتك.. إوعى تفكر إني بعيد”. أحسست أن كل الناس تركوني لكن هناك شخص قريب مني. استرجع الرب في ذهني كل الكلام الذي سمعته عن الأبدية وما بعد الموت ومحبة المسيح وحالتي؛ وجدت نفسي أرتمي عليه، وأفضفض كل ما في قلبي، بداية من هَمِّ الخطية الثقيلة على ضميري ومخاوفي من الأبدية، حتى مرضي وألمي. كنت قبلها أشعر أن بيني وبين السماء بحر لا يمكن عبوره، لكن في هذه اللحظات وجدت المسيح هو الجسر الوحيد الذي يمكنني أن أعبر به هذا البحر المريع. شعرت بهَمٍّ كبير انزاح عن صدري. ولم أعد يهمني أن أعمل العملية أو لا أعملها، أعيش أو أموت؛ فقد ضمنت الأبدية وهذا يكفيني!! ساعتها قلت للرب: “مش عايز غير ساعة واحدة أعيشها معاك وليك”. في نفس اليوم رفض الأطباء إجراء العملية لخطورتها على حياتي. والرب أعطى فكرة لأحد الأطباء إنه بدلاً من العملية الجراحية يقوم بسحب الدم من على الكلى بالحقنة (يسمونها عملية بذل). وقام بذلك دون أن يخدّرني، ومع ذلك لم أشعر بالألم، بل كنت أرنم وأصلي من قلبي، وكان حولي الكثيرون يصلّون حتى نسيت أنني في حجرة عمليات، بل ونسيت أني أنا من تُجرى له العملية. نمت في هذه الليلة كما لم أنم عمري كله، فبعد سنوات كثيرة كان الأرق والقلق يقتلاني شعرت بالسلام لأول مرة. كنت في راحة روحًا ونفسًا وجسدًا. وفي الغد أثبتت الأشعات توقف النزيف وتحسن الأمور. بقي أن يتم تركيب “فلتر” للدم حتى لا تتحرك الجلطة. ذهبت إلى القاهرة وأنا أصلي في قلبي “أنا عايزك انت اللي تعمل العملية يا رب”. رتب الرب أن يقوم بالعملية أستاذ دكتور (مع أنه لا يقوم بإجراء هذه العمليات بنفسه مطلقًا)، أعطاني مخدرًا موضعيًا، فكنت واعٍ لما يحدث. أدخل الفلتر، وقبل أن يفتحه صاح بمساعديه: “ما حدش يفتح الفلتر”. قام بعمل أشعة أظهرت أن الوريد مسدود وفتح الفلتر كان سيودي بحياتي. قال لي يومها بالنص: “انت ربنا بيحبك”، وكنت أعلم ذلك تمامًا. صمتَ قليلاً وقال “إحنا عملنا اللي علينا.. روح وقول يا رب”. من داخلي كنت في غاية الاطمئنان لأني ضامن أبديتي، فليحدث ما يحدث. ورغم فشل العملية، قمت في اليوم الثالث ومشيت على قدميَّ! طلبت من الرب ساعة أعيشها معه، لكنه أعطاني عمرًا جديدًا وهو يمتعني كل يوم بشخصه!! ** بالتأكيد اختبار مثل هذا ينشئ فرحًا كالذي أراه على وجهك!! فرحي لا يمكن التعبير عنه بسبب معرفة الرب يسوع: ضمن لي الأبدية، ويسير معي هنا، ولن يتركني إلى أن يوصلني السماء. ** ما الذي حدث بعد معرفتك بالرب؟ بعدما عرفت الرب يسوع، تخلّصت من كل علاقات الشرِّ القديمة وكل الأشياء التي كانت تربطني بالشر. وبدأت أحكي حكايتي للناس حتى يعرفوا إن الراحة في الرب يسوع فقط. ** هل لم يحاربك الشيطان في إيمانك وفرحك بالرب؟! حصل.. في شهر أكتوبر الماضي تعرضت لتدهور صحي دخلت بسببه المستشفى. حاول الشيطان أن يشككني، لكني أحسست بالرب يسألني: هل تقبل مني الألم كما قبلت الخلاص؟ أجبته: نعم، أقبل هذا وأكثر منه، ويكفيني أني ضمنت الأبدية!! وأشكر الرب أن صحتي تحّسنت مرة أخرى وعُدت للاجتماعات مرة أخرى. وكل همي الآن أن أعرف في كلمة الله أكثر، وأن أخبر عن أفضاله أكثر. وهذه هي صلاتي المستمرة. ** واضح من القصة أنك تصلي كثيرًا، فمن علمك أن تصلي؟! لم يعلمني أحد الصلاة. من يوم بدأت مع الرب وجدتني أتحدث معه باستمرار. أحب أن أقول لكل واحد في ضيقة مثل ضيقتي: إن الحل عند المسيح، والأهم إنه هو ضمان الأبدية أيضًا. وأرجو من كل واحد لم يسمح الرب له بالألم ألا ينتظر ألم وتجارب حتى يرجع للرب “ليه ما تعرفهوش وانت بصحتك؟!”. |
||||
27 - 10 - 2023, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 140467 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني كتب الحكيم قديمًا في أمثال29: 18 «بلا رؤيا يجمح الشعب، أما حافظ الشريعة فطوباه». ومن هذا نفهم أن وجود رؤيا وأهداف واضحة في حياة الإنسان تحدِّد مسار حياته وتحفظه من التخبّط والضياع. وهذا ما نتعلمه بكل وضوح من حياة سيدنا العظيم عندما جاء وعاش بيننا كإنسان على الأرض. أولاً: ما هو مفهوم الرؤيا؟ هو الموضوع الرئيسي الذي يسيطر على تفكير الشخص، ويتحكم في أسلوب حياته ومسارها، حاضرًا ومستقبلاً، وهذا ما نسمعه من السيد حين قال «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمِّم عمله». هو الشيء الذي يحدِّد أولويات الشخص، ويجعله يضحّي بأي شيء آخر في سبيل تحقيقه. وهذا ما فعله السيد عندما «علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا انصرف أيضًا إلى الجبل وحده» (يوحنا6: 15). هو الشيء الذي يجعل الشخص مستعِدًّا لتحمل أي تكلفة في حياته حتى يتممه، مهما كانت كبيرة وعظيمة، وهذا ما نسمعه من سيدنا وهو يصلي في بستان جثسيماني «يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت» (متى26: 39). ثانيًا: من أين تأتي الرؤيا؟ 1- العالم الذي نعيش فيه: إن العالم الذي نعيش فيه ويسيطر عليه إبليس، عدو البشرية، يحاول جاهدًا تحويل تفكير الإنسان وقلبه إلى أهداف خاطئة مدمِّرة لحياته وهذا ما سقط فيه سليمان قديمًا، وكتب اختباره الشخصي «قلت أنا في قلبي هلمَّ أمتحنك بالفرح فترى خيرًا... ثم التَفَتُّ أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي وإلى التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطلٌ وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس» (جامعة2: 1-11). ويمكن تلخيص الرؤيا العالمية الباطلة في ثلاثة أمور قد حذر منها الرب يسوع بأقوال كثيرة: الغِنى: «لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يُفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون» (متى6: 19) وكذلك «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها» (لوقا9: 25). التمتعات الزمنية: «لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون، أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس؟» (متى6: 25). المركز العالمي: «أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا، ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبدًا» (متى20: 25-27). 2- الله أبونا: إن الرؤيا الصحيحة الآمنة، التي تُسعد الإنسان وتحفظه في الطريق الصحيح، تأتي من عند الله أبونا؛ لذا نقرأ «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران» (يعقوب1: 17). وهذا ما عاشه سيدنا - له المجد - على الأرض حيث قال «لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا6: 38). ثالثًا: ما هو طريق إدراك هذه الرؤيا الصحيحة؟ إن كانت الرؤيا الصحيحة مصدرها الله أبونا، فكيف يمكننا التأكد من أن لنا هذه الرؤيا في حياتنا وأننا نعيش عمليًا لتحقيقها؟ أن نفرغ أنفسنا بالكامل من أي أهداف شخصية بشرية، ونعيش حياة التسليم الكامل لإلهنا. وهذا ما عبَّر عنه سيدنا بالقول «لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني» (يوحنا5: 30) وهذا ما تمثل به بولس الرسول «مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ» (غلاطية2: 20). الشركة المستمرة مع الرب. حيث فيها نتمتع بقيادة الروح القدس لنا في كل شيء، وهكذا نُحمى من خداع إبليس وتضليله. وهذا نراه واضحًا في حياة سيدنا عندما جاءه إبليس ليجربه في البرية فأجابه بالقول «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (متى4: 10). التجديد المستمر للذهن، عن طريق اللهج في كلمة الله. وهذا يحفظنا من تأثير الأفكار العالمية المحيطة بنا وهذا ما أشار له السيد بالقول «إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم» (يوحنا7: 17). رابعًا: كيف تتحقق الرؤيا عمليًا في حياتنا؟ لقد أنهى سيدنا العظيم حياته على الأرض بصلاته للآب بالقول «أنا مجَّدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يوحنا17: 2). وهنا يأتي السؤال: ما هي الخطوات العملية التي علينا اتباعها حتى نتمِّم الرؤيا الصحيحة ومشيئة الله في حياتنا؟ تنفيذ الخطوات السابقة حتى نتأكد أننا نسير طبقًا لمشيئة الله في حياتنا وينطبق علينا ما جاء في رومية12: 2 «لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة». وهذا ما عبَّر عنه سيدنا بالقول «لم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حينٍ أفعل ما يُرضيه» (يوحنا8: 29). ترجمة الرؤيا إلى أهداف محدَّدة، عملية، واقعية، يمكن تحقيقها بخطوات واضحة. وهذا ما نراه واضحًا في سيدنا العظيم فنسمعه يقول «أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف»، ثم يقول «لي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضًا فتسمع صوتي وتكون رعيةٌ واحدةٌ وراعٍ واحدٌ». وأيضًا «وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل» (يوحنا10: 10، 11، 16). وضع برامج واضحة في الحياة، مع ترتيب الأولويات لتنفيذ هذه الأهداف، وعدم ترك الأمور العاجلة تطغي على الأمور الأساسية الخاصة بتنفيذ هذه الأهداف. وهذا ما نراه واضحًا في حياة السيد، فعندما سمع بمرض لعازر لم يذهب في الحال بل نقرأ «مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين». وأيضًا عندما دعاه إخوته للذهاب إلى أورشليم في العيد كان رده عليهم «اصعدوا أنتم إلى هذا العيد. أنا لست أصعد بَعدُ إلى هذا العيد، لأن وقتي لم يُكمَل بعد». وأيضًا قال لتلاميذه «ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهارٌ. يأتي ليلٌ حين لا يستطيع أحدٌ أن يعمَلَ» (يوحنا11: 6؛ 7: 8؛ 9: 4). هذا ما نتعلّمه من سيدنا وقدوتنا الكاملة عندما عاش في أرضنا، فماذا عني وعنك؟ هل بحق نعرف رؤية الله لحياتنا على الأرض؟ هل لنا أهداف واضحة تتفق مع هذه الرؤيا ونعمل لتحقيقها في حياتنا؟ ليتنا نراجع أنفسنا ولتكن صلاتنا «اختبرني يا الله... وأهدني طريقًا أبديًا» (مزمور139: 23، 24). |
||||
27 - 10 - 2023, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 140468 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كتب الحكيم قديمًا في أمثال29: 18 «بلا رؤيا يجمح الشعب، أما حافظ الشريعة فطوباه». ومن هذا نفهم أن وجود رؤيا وأهداف واضحة في حياة الإنسان تحدِّد مسار حياته وتحفظه من التخبّط والضياع. وهذا ما نتعلمه بكل وضوح من حياة سيدنا العظيم عندما جاء وعاش بيننا كإنسان على الأرض. |
||||
27 - 10 - 2023, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 140469 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو مفهوم الرؤيا؟ هو الموضوع الرئيسي الذي يسيطر على تفكير الشخص، ويتحكم في أسلوب حياته ومسارها، حاضرًا ومستقبلاً، وهذا ما نسمعه من السيد حين قال «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمِّم عمله». هو الشيء الذي يحدِّد أولويات الشخص، ويجعله يضحّي بأي شيء آخر في سبيل تحقيقه. وهذا ما فعله السيد عندما «علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا انصرف أيضًا إلى الجبل وحده» (يوحنا6: 15). هو الشيء الذي يجعل الشخص مستعِدًّا لتحمل أي تكلفة في حياته حتى يتممه، مهما كانت كبيرة وعظيمة، وهذا ما نسمعه من سيدنا وهو يصلي في بستان جثسيماني «يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت» (متى26: 39). |
||||
27 - 10 - 2023, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 140470 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من أين تأتي الرؤيا؟ 1- العالم الذي نعيش فيه: إن العالم الذي نعيش فيه ويسيطر عليه إبليس، عدو البشرية، يحاول جاهدًا تحويل تفكير الإنسان وقلبه إلى أهداف خاطئة مدمِّرة لحياته وهذا ما سقط فيه سليمان قديمًا، وكتب اختباره الشخصي «قلت أنا في قلبي هلمَّ أمتحنك بالفرح فترى خيرًا... ثم التَفَتُّ أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي وإلى التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطلٌ وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس» (جامعة2: 1-11). ويمكن تلخيص الرؤيا العالمية الباطلة في ثلاثة أمور قد حذر منها الرب يسوع بأقوال كثيرة: الغِنى: «لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يُفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون» (متى6: 19) وكذلك «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها» (لوقا9: 25). التمتعات الزمنية: «لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون، أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس؟» (متى6: 25). المركز العالمي: «أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا، ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبدًا» (متى20: 25-27). |
||||